Almojeeb

الرئيسية
المؤسس
دروس صوتية
محاضرات
مؤلفاته
قاموس السنة
الموسوعة
تسجيل الدخول
الأحاديث المحفظة

كتاب الزهد

Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors

باب في معنى الزهد

35699 / 2770 – (ت ه – أبو ذر الغفاري رضي الله عنه ) قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليست الزَّهَادَةُ في الدنيا بتحريم الحلال، ولا إِضاعة المال، ولكنِ الزُّهْدُ: أَن تكون بما في يَدِ الله تعالى أَوثَقَ منك بما في يَدَيْكَ، وأن تكون في ثواب المصيبة إِذا أُصِبْتَ بها أرغَبَ منك فيها لو أنها أبقِيَت لك» . أخرجه الترمذي. وابن ماجه.

وزاد رزين في كتابه: «لأن الله تعالى يقول: {لِكَيْلا تَأْسَوْا على مَا فَاتَكُمْ ولا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُم} الحديد: 23 ».

باب الزهد بريد الحكمة

35700 / 4101 – ( ه – أَبو خَلَّاد رضي الله عنه ) وَكَانَتْ، لَهُ صُحْبَةٌ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ قَدْ أُعْطِيَ زُهْدًا فِي الدُّنْيَا، وَقِلَّةَ مَنْطِقٍ، فَاقْتَرِبُوا مِنْهُ، فَإِنَّهُ يُلْقِي الْحِكْمَةَ». أخرجه ابن ماجه .

باب الحث على الزهد

35701 / 4102 – (ه – سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه) قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا أَنَا عَمِلْتُهُ أَحَبَّنِي اللَّهُ وَأَحَبَّنِي النَّاسُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ، وَازْهَدْ فِيمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ يُحِبُّكَ النَّاسُ». أخرجه ابن ماجه .

باب التفكر في زوال الدنيا

35702 / 17641 – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: «بَيْنَمَا رَجُلٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانَ فِي مُلْكِهِ، فَتَفَكَّرَ فَعَلِمَ أَنَّ ذَلِكَ مُنْقَطِعٌ عَنْهُ، وَأَنَّهُ قَدْ شَغَلَهُ عَنْ عِبَادَةِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَتَسَرَّبَ فَانْسَابَ ذَاتَ لَيْلَةٍ مِنْ قَصْرِهِ فَأَصْبَحَ فِي مَمْلَكَةِ غَيْرِهِ، فَأَتَى سَاحِلَ الْبَحْرِ، فَكَانَ بِهِ يَضْرِبُ اللَّبِنَ بِالْآجُرِّ، وَيَأْكُلُ وَيَتَصَدَّقُ بِالْفَضْلِ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى رَقِيَ أَمْرُهُ إِلَى مَلِكِهِمْ، وَعِبَادَتُهُ، وَفَضْلُهُ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ مَلِكُهُمْ أَنْ يَأْتِيَ فَأَبَى، ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ، فَأَبَى أَنْ يَأْتِيَهُ، وَقَالَ: مَا لَهُ وَمَا لِي؟ قَالَ: فَرَكِبَ الْمَلِكُ فَلَمَّا رَآهُ الرَّجُلُ وَلَّى هَارِبًا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ الْمَلِكُ رَكَضَ فِي أَثَرِهِ فَلَمْ يُدْرِكْهُ، قَالَ: فَنَادَاهُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، إِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ مِنِّي بَأْسٌ، فَأَقَامَ حَتَّى أَدْرَكَهُ فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ؟! قَالَ: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ صَاحِبُ مُلْكِ كَذَا وَكَذَا، تَفَكَّرْتُ فِي أَمْرِي فَعَلِمْتُ أَنَّ مَا أَنَا فِيهِ مُنْقَطِعٌ، وَأَنَّهُ قَدْ شَغَلَنِي عَنْ عِبَادَةِ رَبِّي، فَتَرَكْتُهُ وَجِئْتُ هَهُنَا، أَعْبُدُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: مَا أَنْتَ بِأَحْوَجَ إِلَى مَا صَنَعْتَ مِنِّي. قَالَ: ثُمَّ نَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ، وَسَيَّبَهَا فَتَبِعَهُ، فَكَانَا جَمِيعًا يَعْبُدَانِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَدَعَوُا اللَّهَ أَنْ يُمِيتَهُمَا جَمِيعًا. قَالَ: فَمَاتَا. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَلَوْ كُنْتَ بِرُمَيْلَةِ مِصْرَ لَأَرَيْتُكُمْ قُبُورَهُمَا بِالنَّعْتِ الَّذِي نَعَتَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَأَبُو يُعْلَى بِنَحْوِهِ، وَفِي إِسْنَادِهِمَا الْمَسْعُودِيُّ، وَقَدِ اخْتَلَطَ.

35703 / 17642 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ اسْتَخْلَفُوا خَلِيفَةً عَلَيْهِمْ بَعْدَ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ يُصَلِّي ذَاتَ لَيْلَةٍ فَوْقَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فِي الْقَمَرِ، فَذَكَرَ أُمُورًا كَانَ صَنَعَهَا، فَخَرَجَ فَتَدَلَّى بِسَبَبٍ فَأَصْبَحَ السَّبَبُ مُعَلَّقًا فِي الْمَسْجِدِ وَقَدْ ذَهَبَ”. قَالَ: “فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى قَوْمًا عَلَى شَطِّ 218/10 الْبَحْرِ، فَوَجَدَهُمْ يَضْرِبُونَ لَبِنًا، – أَوْ يَصْنَعُونَ لَبِنًا – فَسَأَلَهُمْ: كَيْفَ تَأْخُذُونَ عَلَى هَذَا اللَّبِنِ؟ “. قَالَ: ” فَأَخْبَرُوهُ، فَلَبَّنَ مَعَهُمْ، فَكَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، فَإِذَا كَانَ حِينُ الصَّلَاةِ قَامَ يُصَلِّي، فَرَفَعَ ذَلِكَ الْعُمَّالُ إِلَى دِهْقَانِهِمْ: أَنَّ فِينَا رَجُلًا يَفْعَلُ كَذَا وَكَذَا، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَأَبَى أَنْ يَأْتِيَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ إِنَّهُ جَاءَ يَسِيرُ عَلَى دَابَّتِهِ، فَلَمَّا رَآهُ فَرَّ، فَاتَّبَعَهُ فَسَبَقَهُ فَقَالَ: انْتَظِرْنِي أُكَلِّمْكَ، فَقَامَ حَتَّى كَلَّمَهُ، فَأَخْبَرَهُ خَبَرَهُ، فَلَمَّا أَخْبَرَهُ أَنَّهُ كَانَ مَلِكًا، وَأَنَّهُ فَرَّ مِنْ رَهْبَةِ رَبِّهِ، قَالَ: إِنِّي لَأَظُنُّنِي لَاحِقٌ بِكَ”. قَالَ: “فَاتَّبَعَهُ فَعَبْدَا اللَّهَ حَتَّى مَاتَا بِرُمَيْلَةِ مِصْرَ”. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَوْ أَنِّي كُنْتُ ثَمَّ لَاهْتَدَيْتُ إِلَى قَبْرَيْهِمَا بِصِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي وَصَفَ لَنَا».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَالْكَبِيرِ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

باب ما جاء في المواعظ في أمور شتى

35704 / 8468 – (م) خالد بن عمير العدوي – رحمه الله- قال: «خَطَبَنَا عُتْبَةُ بنُ غَزْوانَ وكان أميراً على البَصْرَةِ، فَحَمِدَ الله وأثنى عليه، ثم قال: أمَّا بعدُ، فإنَّ الدنيا قد آذَنَتْ بِصُرْم، وَوَلَّتْ حَذّاءَ، ولم يَبقَ منها إلا صُبابةٌ كصبابةِ الإناءِ، يتصابُّها صاحبُها، وإنَّكم منتقلون منها إلى دارٍ لا زوالَ لها، فانتقِلُوا بِخَيْر ما بِحَضْرَتِكُم، فإنه قد ذُكِر لنا: أن الحجَر يُلقى من شَفِيْر جهنم، فيهوي فيها سبعين عاماً، قبل أن ينتهيَ إلى قَعْرها، وقال: لا يُدْرِكُ لها قعراً، والله لَتُملأنَّ، أفعجبتمُ؟ ولقد ذُكِر لنا أنَّ ما بين مِصْراعين من مصاريع الجنة: مَسِيرةُ أربعين عاماً، وليأتَينَّ عليه يوم وهو كظيظٌ من الزِّحام، ولقد رأيتُني سابعَ سبعة مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ما لنا طعام إلا وَرَقُ الشجر، حتى قَرِحَتْ أشْدَاقُنَا، والتقطتُ بُرْدة، فشققتُها بيني وبين سعد بن مالك، فاتَّزَرْتُ بنصفها، واتَّزرَ سَعد بنصفها، فما أصبح اليومَ منا أحدٌ إلا أصْبَحَ أميراً على مِصْرٍ من الأَمصار، فإني أعوذ بالله أن أكونَ في نفسي عظيماً، وأنا عند الله صغير، وإنَّه لم تكن نُبُوَّةٌ قَطُّ إلا تَناسَخَت حتى تكونَ عاقِبَتُها مُلْكاً، وسَتَخْبُرون وتُجرِّبون الأمراءَ بعدَنا». أخرجه مسلم.

35705 / 8469 – (خ م) عقبة بن عامر – رضي الله عنه – «أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم خرج يوماً، فصلَّى على أهلِ أُحُد صلاتَه على الميت، ثم انصرف إلى المنبر، فقال: إني فَرَطٌ لكم، وأنا شهيدٌ عليكم، وإني والله لأْنظُرُ إلى حوضي الآن، وإني أُعطيتُ مفاتيحَ خزائن الأرض- أو مفاتيح الأرض – وإني والله، ما أخاف عليكم أن تُشْرِكوا بعدي، ولكن أخاف عليكم الدنيا أن تَنافَسُوا فيها» .

وفي رواية قال: «صَلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على قَتْلى أُحُد بعد ثمان سنين، كالمُوَدِّع للأحْيَاءِ والأموات، ثم طَلَعَ على المنبر، فقال: إني بين أيديكم فَرَطٌ وأنا شَهيدٌ عليكم، وإنَّ مَوعِدَكُم الحوضُ، وإني لأنظر إليه من مَقامي هذا، وإني لَستُ أخشى عليكم أن تُشرِكوا، ولكنْ أخشى عليكم الدنيا أن تَنَافَسُوها. قال: فكانت آخرَ نَظْرَةٍ نَظَرتُها إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم» .

وفي أخرى «إني فَرَطُكم على الحوض، وإنَّ عَرْضَهُ كما بين أيْلَةَ إلى الجُحْفة – وفيها – ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تَنافَسوا فيها، وتَقْتَتِلوا فَتهْلِكوا، كما هَلكَ مَنْ كان قبلكم» .

قال عقبة: «فكانت آخرَ ما رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم على المنبر» أخرجه البخاري ومسلم.

35706 / 8470 – (ت – هـ) أبو كبشة الأنماري – رضي الله عنه – أنه سمعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ثلاث أُقْسِمُ عليهن، وأُحَدِّثُكم حديثاً، فاحفظوه: ما نقص مالُ عبدٍ من صدقة، ولا ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلمَة فصبر عليها، إلا زاده الله بها عِزاً، ولا فتح عبدٌ بابَ مسألة، إلا فتح الله عليه بها باب فقر» – أو كلمة نحوها -.

زاد في رواية: «وما تواضع عبدٌ لله إلا رفعه الله، وأُحَدِّثكم حديثاً فاحفظوه، إنما هذه الدنيا لأربعة نَفَر: عبدٌ رزقه الله مالاً وعلماً، فهو يتَّقي في ماله ربَّهُ، ويَصِلُ به رَحِمَهُ، ويعلم أنَّ لله فيه حقاً، فهذا بأفضل المنازلِ، وعبدٍ رزقه الله علماً ولم يرزقْه مالاً، فهو صادقُ النية لله، يقول: لو أنَّ لي مالاً لَعَمِلْتُ بعمل فلان، فأجره بنيته – وفي رواية: فهو بنيته – فأجرهما سواء، وعبدٍ رزقه الله مالاً ولم يرزقه علماً، فهو يَخبِط في ماله بغير علم، لا يتَّقي فيه ربَّه، ولا يصل به رحمه، ولا يعلم لله فيه حقاً، فهذا بأخبث المنازل، وعبدٍ لم يرزقْهُ الله مالاً ولا علماً، فهو يقول: لو أنَّ لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان، فهو بنيته، وَوِزرُهما سواء». أخرجه الترمذي، إلا زيادة «التواضع والرفعة».

وفي رواية ابن ماجه: قال: ” مَثَلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ، كَمَثَلِ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ، رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا وَعِلْمًا، فَهُوَ يَعْمَلُ بِعِلْمِهِ فِي مَالِهِ، يُنْفِقُهُ فِي حَقِّهِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عِلْمًا، وَلَمْ يُؤْتِهِ مَالًا، فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ هَذَا عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَلُ “، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” فَهُمَا فِي الْأَجْرِ سَوَاءٌ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا، وَلَمْ يُؤْتِهِ عِلْمًا، فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ يُنْفِقُهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ، وَرَجُلٌ لَمْ يُؤْتِهِ اللَّهُ عِلْمًا، وَلَا مَالًا، فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ هَذَا، عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَلُ “، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَهُمَا فِي الْوِزْرِ سَوَاءٌ».

35707 / 8471 – (ت) أسماء بنت عميس – رضي الله عنها- قالت: سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «بئس العبدُ عَبْدٌ تَخَيَّل واختال، ونَسِيَ الكبيرَ المتعال، بئس العبدُ عبدٌ تَجَبَّرَ واعتدى، ونَسِيَ الجبَّار الأعلى، بئس العبدُ عبدٌ سها ولها، ونَسيَ المقابر والبِلَى، بئس العبدُ عبدٌ عَتَا وطَغَى، ونسيَ المبتدأ والمنتهى، بئس العبدُ عبدٌ يَخْتِل الدِّين بالشهوات بئس العبدُ عبدٌ طَمَعٌ يقوده، بئس العبدُ عبدٌ هوى يُضلُّه، بِئس العبد عبدٌ رَغَبٌ يُذِلُّه». أخرجه الترمذي.

35708 / 8472 – (ت) أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كانَتِ الآخرةُ هَمَّهُ، جعل الله غِناه في قلبه، وجمع عليه شَمْلَهُ، وأتَتْهُ الدنيا وهي رَاغِمَة، وَمَنْ كانت الدنيا هَمَّه، جعل الله فَقْرَه بين عينيه، وفَرَّق عليه شَمْلَهُ، ولم يأتهِ من الدنيا إلا ما قُدِّر له» .

زاد في رواية «فلا يُمسي إلا فقيراً، ولا يُصْبِحُ إلا فقيراً، وما أقْبَلَ عبدٌ إلى الله بِقَلْبِهِ، إلا جعَلَ الله قُلُوبَ المؤمنين تنقاد إليه بالوُدِّ والرحمة، وكان الله بكل خير إليه أسْرَع». أخرجه الترمذي.

35709 / 8473 – (ت – هـ) أبو هريرة – رضي الله عنه – أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «يقولُ الله تبارك وتعالى: ابنَ آدم، تَفَرَّغْ لِعبَادَتي أمْلأُ صَدرَكَ غِنى، وأَسُدَّ فَقْرَك، وإلا تفعلْ ملأتُ يديك شُغْلاً، ولم أَسُدَّ فقرك» . أخرجه الترمذي وابن ماجه.

35710 / 8474 – (ت) أبو هريرة – رضي الله عنه – قال: قلنا: يا رسولَ الله ما لَنَا إذا كُنَّا عِندك رَقَّتْ قلوبُنا، وزَهِدنا في الدنيا، وكانت الآخرةُ كأنَّها رَأْيُ عَيْن؟ فإذا خرجنا من عندك فأنِسْنا في أهالينا، وشَمَمْنا أولادنا: أنكرنا أنفسنا؟ قال: «لو أنَّكم إذا خرجتم تكونون على حالكم عندي: لزارتكم الملائكةُ في بُيوتكم، ولصافحتكم في طُرُقكم، ولو لم تُذنِبوا لَذَهَبَ بكم ولجاء الله بخَلْق جديد يذنبون، فيغفر لهم، قال: قلتُ: يا رسولُ الله، مِمَّ خُلق الخلق؟ قال: من الماءِ، قلتُ: الجنةُ ما بناؤها؟ قال: لَبِنَة من فِضَّة، ولَبِنَة من ذهب، ومِلاطُها المسك الأذَفرُ وحَصْباؤها اللؤلؤُ والياقوتُ، وتربتُها الزعفرانُ، مَنْ يَدخلها يَنْعَم، ولا يبأس، ويخَلُد ولا يموت، لا تَبْلَى ثيابُهم، ولا يَفْنى شبابُهم، ثم قال: ثلاثة لا تُردُّ دعوتهم: الإمامُ العادلُ، والصائمُ حين يفطرُ، ودعوة المظلوم يرفعها فوقَ الغمام، وتُفتَح لها أبواب السماء، ويقول الرب تبارك وتعالى: وعِزَّتي لأنْصُرَنَّك ولو بعد حين». أخرجه الترمذي. وأخرج ابن ماجه طرفاً منه قد تقدم.

35711 / 8475 – (ت – هـ) شداد بن أوس – رضي الله عنه – أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «الكَيِّس مَنْ دانَ نفسَه، وعَمِلَ لما بعد الموت، والعاجِزُ مَنْ أتْبَعَ نَفَسَهُ هَواهَا وتمنَّى على الله» أخرجه الترمذي وابن ماجه.

وقال: قوله: «دان نفسه» يعني: حاسَبَها في الدنيا قبل أن يُحاسَب يوم القيامة.

35712 / 8476 – (ت س هـ) أبو هريرة – رضي الله عنه – أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «بادِرُوا بالأعمال سبعاً: هل تُنْظَرون إلا فَقْراً مُنْسياً، أو غِنى مُطغياً، أو مَرَضاً مُفسِداً، أو هَرَماً مُفنِداً، أو موتاً مُجْهِزاً، والدجالَ؟ والدَّجَّالُ شَرُّ غائبٍ يُنَتظَرُ، والساعةَ؟ والساعةُ أدْهَى وأمرُّ، ثم قال: ألا وأكثروا من ذكر هادم اللذات». هكذا ذكره رزين.

والذي أخرجه الترمذي مثله إلى قوله: «أدهى وأمرُّ» وقال فيه: «هل تنظرون إلا إلى فقر».

وأخرج ذكر هادم اللذات، حديثاً مفرداً، وكذلك أخرج النسائي ذكر هادم اللذات مفرداً. وكذا ابن ماجه مثلهما، ولفظه “أكثروا من ذكر هاذم اللذات” يعني الموت. فذكر بالذال المعجمة.

35713 / 8477 – (ط) عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال لإنسانٍ: «إنك في زمانٍ كثيرٌ فقهاؤه، قليلٌ قُرَّاءه، تُحفَظ فيه حدودُ القرآن، وتُضَيَّعُ حُرُوفُهُ، قليلٌ مَنْ يَسأل، كثيرٌ من يُعطِي، يُطيلون فيه الصلاة، ويُقْصرون فيه الخطبةَ، يُبَدُّون أعمالهم قبل أهوائهم، وسيأتي على الناس زمان، قليل فقهاؤه، كثيرٌ قرّاؤه، تحفَظ فيه حروف القرآن، وتضيّع حدودُه، كثيرٌ مَنْ يسأل، قليل من يُعطي، يُطيلون فيه الخُطْبَةَ، ويُقْصِرون الصلاة، ويُبَدَّون فيه أهواءهم قبل أعمالهم». أخرجه الموطأ.

35714 / 8478 – () علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – قال: «ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبُّر، ولا في عبادة ليس فيها فِقْه، الفقيهُ كلُّ الفقيه: من لم يُقَنِّط النَّاسَ مِنْ رحمة الله، ولم يُؤمِنهُمْ من مَكْرِ الله، ولم يَدَعِ القرآن رغبةً عنه إلى ما سواه». أخرجه …

كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه الدرامي موقوفاً (1 / 89) في المقدمة، باب من قال: العلم الخشية وتقوى الله، وإسناده ضعيف، ورواه الدارمي عن الحسن البصري بلفظ: إنما الفقيه: الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، البصير بأمر دينه، المداوم على عبادة ربه، وإسناده حسن.

35715 / 8479 – () شقيق بن عبد الله قال: كان ابن مسعود ينادي: «السرائر السرائرَ التي يَخْفَينَ على الناس، وهنَّ عند الله بَوَادٍ، فإن الخير لا يَبلى، والشرَ لا يُنْسَى، والدَّيان لا يموت». أخرجه …

كذا في الأصول بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين.

35716 / 8480 – () حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته: «الخمرُ جِماعُ الإثم، والنِّساءُ حبائلُ الشيطان، وحُبُّ الدُّنيا رأسُ كلِّ خطيئة».

قال: وسمعته يقول: «أخِّروا النساء حيث أخَّرَهُنَّ الله». أخرجه …

كذا في الأصل البياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه عبد الرزاق في مصنفه رقم (5115) موقوفاً على ابن مسعود بأطول من هذا، وإسناده صحيح، وصحح إسناده الحافظ في “الفتح”. أقول: ولم يثبت رفعه، والصحيح أنه موقوف على ابن مسعود رضي الله عنه.

35717 / 8481 – (م هـ) عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما- أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «يا معشرَ النساءِ تَصَدَّقْنَ، وأكْثِرْنَ الاستغفارَ، فإنِّي رأيتُكُنَّ أكثرَ أهلِ النار، قالت امرأة منهن جَزْلة: ما لنا أكثرَ أهل النار؟ قال: تُكْثِرْنَ اللَّعنَ، وتَكْفُرنَ العشيرَ، ما رأيتُ من ناقِصَات عَقْلٍ ودين أغْلَبَ لِذِي لُبٍّ منكن، قالت: ما نقصانُ العقل والدِّين؟ قال: شهادةُ امرأتين بشهادةِ رجلٍ، وتمكثُ الأيام لا تُصَلِّي». أخرجه مسلم. زاد ابن ماجه: “وتفطر رمضان فهذا من نقصان الدين”.

35718 / 8482 – (م ت) أبو هريرة – رضي الله عنه – مثله، وفي آخره «قالت: يا رسولَ الله، وما نقصانُ العقل والدِّين؟ قال: أمَّا نقصانُ العقل، فشهادة امرأتين تَعْدِل شهادةَ رَجُل، فهذا نقصان العقل، وتمكثُ الليالي ما تُصلِّي، وتُفْطِر في رمضان، فهذا نقصانُ الدِّين». أخرجه مسلم. وفي رواية الترمذي «أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم خَطَبَ النَّاسَ فَوَعَظَهم، ثم قال: يا معشر النساء … ». وذكر الحديث.

35719 / 8483 – (ط) مالك بن أنس – رحمه الله- بلغه أن عيسى بنَ مريم كان يقول: «لا تُكْثِرُوا الكلام بغيرِ ذِكْرِ الله، فَتَقْسوَ قلوبُكم، فإن القَلْبَ القاسيَ بعيدٌ من الله، ولكن لا تعلمون، ولا تنظروا في ذُنُوب الناس كأنَّكم أربابٌ، وانظروا في ذُنُوبكم كأنكم عبيد، فإنما الناسُ مُبْتَلى ومعافى، فارحَمُوا أهلَ البلاءِ، واحْمَدوا الله على العافِيةِ». أخرجه الموطأ.

35720 / 8484 – () مالك بن أنس – رحمه الله- أن لقمان قال لابنه: «يا بُنَيَّ إن الناسَ قد تطاول عليهم ما يُوعَدُون، وهم إلى الآخرةِ سِرَاعاً يذهَبُون، وإنَّك قد استدبرتَ الدنيا منذ كنتَ، واستَقْبَلتَ الآخرةَ، وإن داراً تَسِيرُ إليها: أقربُ إليك من دار تخرج عنها» أخرجه …

كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين.

35721 / 8485 – () عروة بن الزبير أن عمر بن الخطاب قال يوماً في خُطْبَتِهِ: «تعلمون أيُّها الناسُ: أنَّ الطَمَعَ فَقْرٌ، وأن اليأسَ غِنى، وأن المرءَ إذا يئس من شيء من أمور الدنيا استغنى عنه» …

كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين.

35722 / 8486 – (خ) أنس بن مالك – رضي الله عنه – «أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم صلَّى لنا يوماً الصلاةَ، ثم رَقِيَ المنبِرَ، فأشار بيده قِبَلَ قِبْلَةِ المسجدِ، فقال: أُرِيتُ الآن – منذُ صلّيتُ لكم الصلاةَ – الجنةَ والنارَ مُمَثَّلَتَيْنِ في قُبُلِ هذا الجِدَارِ، فلم أرَ كاليومِ في الخير والشر». أخرجه البخاري.

35723 / 8487 – (ت) أبو هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما رأيت مثل النار نام هاربها، ولا مثل الجنة نام طالبها». أخرجه الترمذي.

35724 / 8488 – (ط) أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: سمعتُ عمرَ بنَ الخطاب – وخرجتُ معه، حتى إذا دخل حائطاً فسمعته يقول وبيني وبينَه جدار، وهو في جوف الحائط – «عمرُ بنُ الخطاب، أميرُ المؤمنين؟ بخٍ بخٍ، والله يا ابنَ الخطاب لَتَتَّقِيَنَّ الله، أو لَيُعَذِّبنَّكَ». أخرجه الموطأ.

35725 / 8489 – (ط) عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم «أنَّ أبا طلحة الأنصاريَّ كان يصلِّي في حائطه، فطار دبْسِيٌّ، فَطَفِقَ يتردَّدُ يلتمس مَخْرَجاً، فلا يجدُ، فأعجبه ذلك، فَتَبِعَهُ بصره ساعة، ثم رجع إلى صلاته، فإذا هو لا يدري كم صلَّى؟ فقال: لقد أصابني في مالي هذا فِتْنَة، فجاء إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فذكر له الذي أصابه في صلاته، وقال: يا رسولَ الله، هو صدقةٌ فَضَعهُ حيث شئتَ» أخرجه الموطأ.

35726 / 8490 – (ط) وعنه عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم «أن رجلاً من الأنصار كان يصلي في حائط له بالقُفِّ – وَادٍ من أودية المدينة – في زمان الثمرِ، والنخلُ قد ذُلِّلتْ، وهي مُطَوَّقة بثمرِها، فنظر إليها فأعجبته، ثم رجع إلى صلاته، فإذا هو لا يدري كم صلَّى؟ فقال: لقد أصابني في مالي هذا فتنة، فجاء عثمانَ – وهو يومئذ خليفة – فذكر ذلك له، وقال: هو صدقة، فاجعله في سُبُلِ الخير، فباعه عثمانُ بخمسين ألفاً، فَسُمِّيَ ذلك المالُ: الخمسينَ». أخرجه الموطأ.

35727 / 8491 – () فضالة بن عبيد – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «المجاهِدُ مَن جاهَدَ نفسه». أخرجه …

كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع أخرجه: رزين، وقد رواه الترمذي رقم (1621) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل من مات مرابطاً، وأحمد في ” المسند ” (6 / 20 و 22)، وإسناده حسن، وقال الترمذي: وحديث فضالة حديث حسن صحيح. قُلْتُ: قَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الْعِلْمِ، فِي بَابِ مَا جَاءَ فِي الْقِصَصِ أَدَبُ الْقَاصِّ.

باب

35728 / 17643 – عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ «فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ” {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ – إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} [يوسف: 1 – 2] ” الْآيَةَ. قَالَ: نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَلَاهُ عَلَيْهِمْ زَمَانًا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ قَصَصْتَ عَلَيْنَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْنَا: الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا. الْآيَةَ. فَتَلَاهُ عَلَيْهِمْ زَمَانًا، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ حَدَّثْتَنَا. فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ” {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا} [الزمر: 23] ” الْآيَةَ. كُلُّ ذَلِكَ يُؤْمَرُونَ بِالْقُرْآنِ. قَالَ خَلَّادٌ: وَزَادَ فِيهِ غَيْرُهُ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ ذَكَّرَتْنَا. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ” {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} [الحديد: 16] “».

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَالْبَزَّارُ نَحْوَهُ، وَفِيهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَمْرٍو الْعَنْقَزِيُّ، وَوَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَضَعَّفَهُ غَيْرُهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ، وَهُوَ غَيْرُ خَلَّادٍ، هَذَا أَقْدَمُ.

باب الإيجاز في الموعظة

35729 / 17644 – عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: «جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَجْزِيٌّ بِهِ، وَأَحْبِبْ مَنْ شِئْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ، وَاعْلَمْ أَنَّ شَرَفَ الْمُؤْمِنِ صَلَاتُهُ بِاللَّيْلِ، وَعِزَّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

35730 / 17644/3093-، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ لي جبريل عليه السلام: “يَا مُحَمَّدُ، عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وَأَحْبِبْ مَنْ أَحْبَبْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ لَاقِيهِ”.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3093) لأبي داود. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (2/ 412): رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الْمَوَاعِظِ، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، رَوَاهُ الْحَاكِمُ وصححه. وفي إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 444): رواه أبو داود الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ الحسن بن أبي جعفر الجفري. لكن له شاهد رواه الحاكم وصححه من طريق أبي حازم قال مرة: عن ابن عمر، ومرة عن سهل بن سعد قَالَ: ” جَاءَ جِبْرِيلُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- إِلَى النَّبِيِّ فقال: يَا مُحَمَّدُ، عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وأحبب من أحببنا فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به. ثم قال: يا محمد، شرف المؤمن قيام الليل، وعزه استغناؤه عن الناس “.

35731 / 17645 – وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَالَ لِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَحْبِبْ مَنْ شِئْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مُلَاقِيهِ، وَعِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ». وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوْجَزَ لِي جِبْرِيلٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي الْخُطْبَةِ».219/10

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الصَّغِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَفِيهِ جَمَاعَةٌ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.

باب ما جاء في ذم الرياء والتحذير منه، وما تكون أحوال المرائين في الآخرة

35732 / 9372 – (خ م هـ) جندب بن عبد الله – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «من سَمَّع سَمَّع الله به، ومَنْ يرائي يرائي الله به». أخرجه البخاري ومسلم وابن ماجه.

35733 / 9373 – (م) عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ سَمَّع سَمَّع الله به، ومن راءَى راءَى الله بهِ». أخرجه مسلم.

35734 / 9374 – (ت هـ) أبو سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يُرَائي يرائي الله به، ومَنْ يُسَمِّع يسمع الله به». أخرجه الترمذي وابن ماجه.

35735 / 9381 – (خ) أبو تميمة الهجيمي- رحمه الله – قال: «شهدتُ صفوانَ وأصحابه، وجُنْدَب يوصيهم، فقالوا: هل سمعتَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً؟ قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: مَنْ سَمّع سَمّع الله به يوم القيامة، ومَنْ شاقّ شاقّ الله عليه يوم القيامة، فقالوا: أوْصنَا، فقال: إنَّ أولَ ما يُنْتِنُ مِنَ الإنسانَ بَطْنُه، فَمَنِ استطاع أن لا يأكل إلا طيِّباً فليفعل، ومن استطاع أن لا يَحُول بينه وبين الجنة مِلءُ كفٍّ مِنْ دَمٍ أهراقه فليفعل». أخرجه البخاري.

35736 / 2645 – (م ت س) شفي بن ماتع الأصبحي – رحمه الله -: «أَنه دخل المدينةَ، فَإِذا هو برجل قد اجتمع عليه الناسُ، فقال: من هذا؟ فقالوا: أَبو هريرة، فَدَنوتُ منه، حتى قعدت بين يديه، وهُوَ يُحَدِّثُ الناسَ، فَلَمَا سكتَ وخلا، قلتُ له: أَسأَلُكَ بحَقِّ وَحَقِّ، لمَا حَدَّثتَني حديثاً سمعتَه من رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- عَقَلْتَهُ وعَلِمْتَهُ، فقال أَبو هريرة: أَفْعَلُ، لأُحَدِّثَنَّكَ حديثاً حدَّثَنيه رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، عَقَلْتُهُ وعَلِمْتُهُ، ثُمَّ نَشَغَ أَبو هريرةَ نَشْغَة، فمكثْنا قليلاً، ثم أفاق، فقَالَ: لأُحَدِّثَنَّكَ حَديثاً حَدَّثنيه رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في هذا البيت، ما معنا أَحدٌ غيري وغيرُه، ثمَّ نَشَغَ أبو هريرة نَشْغَة أخرى، ثُمَّ أَفَاقَ ومَسَحَ عن وَجْهِهِ، وقال: أَفعلُ، لأُحَدِّثَنَّكَ حديثاً حدَّثنيه رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، أَنَا وهوَ في هذا البيتِ، مَا مَعنا أَحَدٌ غَيري وغَيرَهُ، ثمَّ نشغ أبو هُريرةَ نَشْغَة شديدة، ثُمَّ مَالَ خَارّاً على وجهه، فَأسْنَدتُهُ طَويلاً، ثُمَّ أفَاقَ: فقال: حدَّثني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أَن اللهَ إِذَا كانَ يومُ القِيامَةِ يَنزِلُ إِلى العِبَادِ ليَقْضِيَ بَينَهُم، وَكُلُّ أُمَّةٍ جَاثِيَةٌ، فَأوَّلُ مَن يَدعُو به رجلٌ جَمَعَ القُرآنَ، ورجُلٌ قُتِلَ في سبيل الله، ورجلٌ كثيرُ المالِ، فيقولُ اللهُ للقارئ: أَلم أُعَلِّمْكَ مَا أَنزلتُ على رسولي؟ قال: بلى، يا ربِّ، قال: فما ذا عملتَ فيما علمتَ؟ قال: كنتُ أَقومُ به آناءَ الليل وآناءَ النهار، فيقولُ اللهُ لهُ: كَذَبتَ، وتقولُ له الملائكةُ: كذبتَ، ويقولُ اللهُ لَهُ: بَل أَرَدْت أَن يُقَالَ: فُلانٌ قَارئ، وَقَدْ قِيلَ ذَلِك. ويُؤْتَى بِصَاحِبِ المالِ فيقولُ اللهُ: أَلم أُوَسِّعْ عليك، حتَّى لَم أَدَعْكَ تحتاجُ إِلى أَحَدٍ؟ قالَ: بَلى، يا ربِّ، قالَ: فَمَاذَا عَمِلْتَ فيمَا آتَيتُكَ؟ قال: كنتُ أَصِلُ الرَّحِمِ، وَأَتَصَدَّق، فيقولُ الله لَهُ: كَذَبْتَ، وتَقُولُ لَهُ الملائِكَةُ: كَذبتَ، ويقولُ اللهُ: بَل أَردت أَن يُقالَ: فلانٌ جَوادٌ، فقيل ذلك. ثم يُؤتى بالذي قُتِلَ في سبيلِ الله، فيقول اللهُ: فيماذا قُتِلتَ؟ فيقولُ: أَمرتَ بالجهاد في سبيلِكَ، فقاتلتُ حتَّى قُتِلتُ، فيقولُ الله لَهُ: كَذَبتَ، وتقول له الملائكةُ: كَذَبْتَ، ويقولُ اللهُ: بَل أردتَ أَن يُقَالَ: فُلانٌ جَرِيءٌ، فقد قِيلَ ذلك، ثم ضَربَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على رُكْبتي، فقال: يا أَبا هُريرة، أُولئك الثلاثة أَوَّلُ خَلقِ اللهِ تُسَعَّرُ بهم النار يوم القيامة».

قال الوليد أبو عثمان المدائني: فأخبرني عقبة بن مسلم: أن شُفَيّاً هو الذي دخل على معاوية فأَخبره بهذا.

قال أَبو عثمان: وحدَّثني العلاء بن أَبي حكيم: «أنَّهُ كان سَيَّافاً لِمُعاويةَ، فدخل عليه رجل، فأخبَرهُ بِهذَا عن أبي هريرة، فقالَ معاويةُ: قد فُعِلَ بهؤلاءِ هكذا، فَكَيفَ بِمَن بقي من النَّاسِ؟ ثم بَكَى معاوية بكاء شديداً، حتى ظَنَنا أَنَّهُ هَالِكٌ، وقُلنا: قد جاء هذا الرجلُ بِشرٍّ، ثُمَّ أَفاقَ معاويةُ، ومسحَ عن وجْهِهِ، وقال: صدقَ اللهُ ورسولُهُ: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الحَيَاةَ الدُّنيَا وزِينَتها نُوَفِّ إِليهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ. أُولئِكَ الَّذينَ لَيْسَ لَهُم في الآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعمَلُونَ} هود: 15، 16 . أَخرجه الترمذي .

وذكر رزين رواية أتَمَّ من هذه بتقديم وتأخير، وزاد في آخِرها: ثم تَعَوَّذَ بالله من النار، وتلا: {أَنَّمَا إِلهُكُم إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَملاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} الكهف: 110 ».

وفي رواية مسلم، والنسائي، عن سليمان بن يَسار: قال: تَفَرَّقَ الناسُ عن أبي هريرة، فقال له ناتِلٌ أَخو أَهل الشام : أيُّها الشيخُ حَدِّثني حديثاً سمعتَه من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: نعم، سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ أولَ النَّاسِ يُقْضَى يومَ القيامةِ عليه: رجلٌ استُشْهِدَ، فأُتِيَ بِهِ، فَعَرَّفهُ نِعَمَهُ، فعرفها، قال: فما عملتَ فيها؟ قال: قاتلتُ فيك حتى استُشْهِدتُ، فقال: كذبتَ، ولكنكَ قاتلتَ لأن يقالَ: جَرِيءٌ، فقد قيل، ثم أُمِرَ به، فَسُحِبَ على وَجْهِهِ، حتى أُلقيَ في النَّارِ. ورجلٌ تَعَلَّمَ العِلْمَ وَعَلَّمَهُ، وقرأَ القرآن، فَأُتيَ به، فعرَّفهُ نِعَمَهُ فَعرفَهَا، قال: فما عملتَ فيها؟ قال: تَعلَّمْتُ العِلْمَ وعلَّمْتُهُ، وقرأْتُ فيكَ القرآنَ، قال: كذبتَ، ولكنكَ تعلَّمْتَ العلم ليقال: عالمٌ، وقرأتَ القرآن ليقال: هو قارئ، فقد قيل، ثُمَّ أُمِرَ به، فَسُحِبَ على وجهه، حتى أُلقيَ في النَّارِ، ورجلٌ وسَّعَ اللهُ عليه، وأَعطَاهُ من أَصنافِ المال كُلِّهِ ، فأُتيَ بِهِ فعرَّفهَ نِعَمه، فعرفها، قال: فما عَمِلْت فيها؟ قال: ما تَركتُ من سبيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنفَق فيها إِلا أَنفقتُ فيها لك، قال: كذبتَ، ولكنكَ فعلت ليُقَال: هو جَوادٌ، فقد قيل، ثم أُمِرَ به فَسُحِبَ على وجهه ثم أُلقيَ في النَّارِ» .

35737 / 2646 – (ت) كعب بن مالك – رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَن طلبَ العِلمَ لِيُجاريَ بهِ العُلَمَاءَ، أَو لِيُمَاريَ بِهِ السُّفَهَاءَ، ويصرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِليه: أَدْخَلَهُ الله النَّار». أَخرجه الترمذي.

35738 / 2647 – (ت ه – عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ) : قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن تعلَّمَ عِلْماً لغير الله، أَو أرادَ به غيرَ الله، فَلْيَتَبَوأْ مَقْعَدَهُ من النَّارِ». أَخرجه الترمذي. وفي لفظ لابن ماجه آخر: (من طلب العلم ليماري به السفهاء أو ليباهي به العلماء، أو ليصرف وجوه الناس إليه، فهو في النار).

35739 / 254 ه ـ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ لِتُبَاهُوا بِهِ الْعُلَمَاءَ، وَلَا لِتُمَارُوا بِهِ السُّفَهَاءَ، وَلَا تَخَيَّرُوا بِهِ الْمَجَالِسَ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَالنَّارُ النَّارُ».

35740 / 259 – ه ـ – حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَاصِمٍ الْعَبَّادَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَشْعَثَ بْنَ سَوَّارٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ لِتُبَاهُوا بِهِ الْعُلَمَاءَ، أَوْ لِتُمَارُوا بِهِ السُّفَهَاءَ، أَوْ لِتَصْرِفُوا وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْكُمْ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ فِي النَّارِ»

35741 / 2648 – (د ه – أبو هريرة رضي الله عنه ) : قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن تعلَّمَ عِلماً مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجهُ اللهُ، لا يتعَلَّمُه إِلا ليُصِيبَ بِهِ عَرَضاً مِن الدُّنيا، لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الجَنَّةِ يومَ القِيامَةِ» يعني: رِيحها. أخرجه أبو داود، وابن ماجه.

35742 / 2649 – (ت ه – أبو هريرة رضي الله عنه ): قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تَعوَّذُوا باللهِ مِن جُبِّ الحزَن، قالوا: يا رسولَ الله وما جُبُّ الحزن؟ قال: وادٍ في جهنم، تَتعوَّذُ منه جهنمُّ كلَّ يومٍ مائة مرة، قيل: يا رسول الله، ومَن يدْخلُهُ؟ قال: القُرَّاءُ المُرَاؤونَ بِأَعمالهم» . أخرجه الترمذي . و كذا ابن ماجه لكن قال بدل ( القراء المراؤون بأعمالهم ) : «أُعِدَّ لِلْقُرَّاءِ الْمُرَائِينَ بِأَعْمَالِهِمْ، وَإِنَّ مِنْ أَبْغَضِ الْقُرَّاءِ إِلَى اللَّهِ الَّذِينَ يَزُورُونَ الْأُمَرَاءَ».

35743 / 2650 – (ت) أبو هريرة، وعبد الله بن عمر – رضي الله عنهم -: قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يكون في آخر الزَّمَان رجالٌ يَخْتِلُونَ الدُّنيا بالدِّين، يَلبسُونَ للناس جلودَ الضَّأنِ من اللِّين، ألسِنَتُهمْ أَحلى من العسل، وقلُوبُهم قُلُوبُ الذِّئَابِ، يقول الله تعالى: أبي يَغْتَرُّونَ، أم عليَّ يَجْتَرِئونَ؟ فبي حَلَفْتُ، لأبعَثَنَّ على أُولئكَ منهم فِتْنَة تَدَعُ الحليمَ حَيَرانَ».

35744 / 2651 – (م ه – أبو هريرة رضي الله عنه ): قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قال الله تبارك وتعالى: أنا أغْنى الشُّركاء عن الشِّركِ، مَنْ عَمِل عَمَلاً أشرك فيه مَعي غيري تركتهُ وشِرْكَهُ» . أخرجه مسلم. وقال ابن ماجه: (فأنا منه بريء و هو للذي أشرك) بدل (تركته و شركه).

35745 / 2652 – (خ م ط د ت) أبو هريرة – رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «تجِدُونَ من شَرِّ الناس عند الله تعالى يومَ القيامة ذا الوجهين: الذي يأتي هؤلاء بوجهٍ، وهؤلاء بوجه» .

وفي رواية قال: سمعتُه يقول: «إِنَّ شرَّ الناس ذُو الوجهين … الحديث». أَخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ.

وفي رواية الترمذي مختصراً: «إِن من شر الناس عند الله يومَ القيامة: ذا الوجهين».

وفي رواية أبي داود، قال: «من شرِّ الناس ذُو الوجهين … الحديث».

35746 / 2653 – (د) عمار بن ياسر – رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَن كان له وجهَان في الدنيا كان له يوم القيامة لِسَانَانِ من نارٍ». أخرجه أبو داود.

35747 / 2654 – (خ م) أبو وائل: قال: قال أسامةُ – رضي الله عنه -: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يُؤتَى بالرجل يوم القيامة فيُلْقى في النار، فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُ بَطْنِهِ، فَيَدُورُ بها كما يدُور الحمار في الرَّحَى، فيجتمع إِليه أَهلُ النار، فيقولون: يا فُلانُ مالك؟ أَلم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: بلى، كنتُ آمر بالمعروف ولا آتيه، وأَنْهَى عن المنكر وآتيه». أخرجه البخاري، ومسلم.

ولمسلم في رواية، قال: قيل لأسامة: «لو أَتيتَ عثمانَ فَكلَّمْتَهُ، فقال: إنكم لَتَرَوْنَ أَنِّي لا أُكَلِّمُهُ إِلا أُسْمِعُكم، وإني أُكلِّمُهُ في السِّرِّ، دونَ أَن أَفْتَح باباً لا أكونُ أوَّلَ مَنْ فَتحَهُ، ولا أَقول لرجلٍ إن كان عليَّ أَميراً : إِنَّهُ خيرُ الناس: بعدَ شيء سمعتُه من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: وما هو؟ قال: سمعتُه يقول: يُجَاءُ بالرجل يوم القيامة فيُلْقى في النار، فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُهُ، فيدور كما يَدُور الحمار بِرَحَاهُ، فَيجتَمِعُ أَهل النار عليه، فيقولون: يا فلان، ما شأنك؟ أَليس كنتَ تأمُرُنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ فيقول: كنت آمُرُكم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن الشر وآتيه».

قال: «وإِني سمعتُه يقول: مَرَرْتُ ليلةَ أُسْرِيَ بي بأَقوامٍ تُقْرَضُ شِفَاهُهم بمقاريضَ من نارٍ، قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: خُطَباءُ أُمَّتك الذين يقولون ما لا يفعلون».

35748 / 17646 – عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَشِّرْ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ وَالرِّفْعَةِ، وَالدِّينِ وَالنَّصْرِ وَالتَّمْكِينِ فِي الْأَرْضِ. وَهُوَ يَشُكُّ فِي الثَّالِثَةِ قَالَ: فَمَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ عَمَلَ الْآخِرَةِ لِلدُّنْيَا لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الْآخِرَةِ نَصِيبٌ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد وَابْنُهُ مِنْ طُرُقٍ، وَرِجَالُ أَحْمَدَ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

35749 / 17646/3202– عَنْ جَبَلَةَ الْيَحْصُبِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكان فيما حدثنا أن قال: أَنَّ قَائِلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا النَّجَاةُ غَدًا؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “لَا تخادع الله تعالى” قَالَ: وَكَيْفَ يُخادَع الله عزّ وجل؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَنْ تَعْمَلَ بِمَا أَمَرَكَ اللَّهُ بِهِ تُرِيدُ بِهِ غَيْرَهُ، فَاتَّقُوا الرِّيَاءَ، فَإِنَّهُ الشِّرْكُ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنَّ الْمَرَائِيَّ يُنَادَى بِهِ يَوْمَ القيامة على رؤوس الْخَلَائِقِ بِأَرْبَعَةِ أسماء: يا فاجر، يَا كَافِرُ، يَا خَاسِرُ، يَا غَادِرُ، ضَلَّ عَمَلُكَ، وَبَطَلَ أجرك، فلا خلاق لَكَ الْيَوْمَ عند الله تعالى فالتمس أَجْرَكَ مِمَّنْ كُنْتَ تَعْمَلُ لَهُ يَا مُخَادِعُ”، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: آللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إلاَّ هو، أنت سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فقال: والله الَّذِي لَا إِلَهَ إلاَّ هو، لأنا سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ شَيْئًا لَمْ أَتَعَمَّدْهُ. قَالَ يَزِيدُ: وأظنه قَرَأَ آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ: {فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَاءَ رَبِّهِ، فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا} … الآية [الكهف: 110] ، وَ{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خادعهم} … الآية [النساء: 142].

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3202) لأحمد بن منيع. وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (1/ 260).

35750 / 17647 – وَعَنِ الْجَارُودِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الْآخِرَةِ طُمِسَ وَجْهُهُ، وَمُحِقَ ذِكْرُهُ، وَأُثْبِتَ اسْمُهُ فِي النَّارِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.

35751 / 17648 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ تَزَيَّنَ بِعَمَلِ الْآخِرَةِ، وَهُوَ لَا يُرِيدُهَا، وَلَا يَطْلُبُهَا لُعِنَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرَضِينَ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى التَّيْمِيُّ، وَهُوَ كَذَّابٌ.

35752 / ز – عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَشِرْكَ السَّرَائِرِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا شِرْكُ السَّرَائِرِ؟ قَالَ: «يَقُومُ الرَّجُلُ فَيُصَلِّي فَيُزَيِّنُ صَلَاتَهُ جَاهِدًا لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ النَّاسِ إِلَيْهِ، فَذَلِكَ شِرْكُ السَّرَائِرِ».

35753 / ز – عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الشِّرْكُ الْخَفِيُّ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ لِمَكَانِ الرَّجُلِ».

أخرجه الحاكم في المستدرك (8006).

35754 / 17649 – وَعَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُؤْمَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِنَاسٍ مِنَ النَّاسِ إِلَى الْجَنَّةِ حَتَّى إِذَا دَنَوْا مِنْهَا، وَاسْتَنْشَقُوا رِيحَهَا، وَنَظَرُوا إِلَى قُصُورِهَا، وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ لِأَهْلِهَا فِيهَا، نُودُوا: أَنِ اصْرِفُوهُمْ عَنْهَا لَا نَصِيبَ لَهُمْ فِيهَا، فَيَرْجِعُونَ بِحَسْرَةٍ مَا رَجَعَ الْأَوَّلُونَ بِمِثْلِهَا، فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا، لَوْ أَدْخَلْتَنَا النَّارَ قَبْلَ أَنْ تُرِيَنَا مَا أَرَيْتَنَا مِنْ ثَوَابِكَ، وَمَا أَعْدَدْتَ فِيهَا لِأَوْلِيَائِكَ ; كَانَ أَهْوَنَ عَلَيْنَا، قَالَ: ذَاكَ أَرَدْتُ بِكُمْ، كُنْتُمْ إِذَا خَلَوْتُمْ بَارَزْتُمُونِي بِالْعَظَائِمِ، وَإِذَا لَقِيتُمُ النَّاسَ لَقِيتُمُوهُمْ مُخْبِتِينَ تُرَاؤُونَ النَّاسَ بِخِلَافِ مَا تُعْطُونِي مِنْ قُلُوبِكُمْ، هِبْتُمُ النَّاسَ وَلَمْ تَهَابُونِي، أَجْلَلْتُمُ النَّاسَ وَلَمْ تُجِلُّونِي، وَتَرَكْتُمْ لِلنَّاسِ وَلَمْ تَتْرُكُوا لِي، فَالْيَوْمَ أُذِيقُكُمْ أَلِيمَ الْعَذَابِ مَعَ مَا حَرَمْتُكُمْ مِنَ الثَّوَابِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَفِيهِ أَبُو جُنَادَةَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

35755 / 17650 – وَعَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: جِئْتُ أَبِي فَقَالَ لِي: «أَيْنَ كُنْتَ؟ فَقُلْتُ: وَجَدْتُ أَقْوَامًا مَا رَأَيْتُ خَيْرًا مِنْهُمْ، يَذْكُرُونَ اللَّهَ فَيَرْعَدُ أَحَدُهُمْ حَتَّى يُغْشَى عَلَيْهِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، فَقَعَدْتُ مَعَهُمْ، قَالَ: لَا تَقْعُدْ مَعَهُمْ بَعْدَهَا، فَرَآنِي كَأَنَّهُ لَمْ يَأْخُذْ ذَلِكَ فِي، فَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ يَتْلُونَ الْقُرْآنَ، فَلَا يُصِيبُهُمْ هَذَا، أَفَتَرَاهُمْ أَخْشَعُ لِلَّهِ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ؟! فَرَأَيْتُ أَنَّ ذَلِكَ كَذَلِكَ فَتَرَكْتُهُمْ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

35756 / 17651 – وَعَنِ ابْنِ غَنْمٍ قَالَ: «لَمَّا دَخَلْنَا مَسْجِدَ الْجَابِيَةِ أَنَا وَأَبُو الدَّرْدَاءِ، أَلْفَيْنَا عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، فَأَخَذَ يَمِينِي بِشِمَالِهِ، وَشَمَالَ أَبِي الدَّرْدَاءِ بِيَمِينِهِ، فَخَرَجَ يَمْشِي بَيْنَنَا وَنَحْنُ نَنْتَجِي، 220/10 وَاللَّهُ أَعْلَمُ مَا نَتَنَاجَى، فَقَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ: لَئِنْ طَالَ بِكُمَا عُمْرُ أَحَدِكُمَا أَوْ كِلَاكُمَا لَتُوشِكَانِ أَنْ تَرَيَا الرَّجُلَ مَنْ ثَبَجِ – يَعْنِي مِنْ وَسَطِ – الْمُسْلِمِينَ قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَعَادَهُ وَأَبْدَاهُ، فَأَحَلَّ حَلَالَهُ، وَحَرَّمَ حَرَامَهُ، وَنَزَلَ عِنْدَ مَنَازِلِهِ، أَوْ قَرَأَهُ عَلَى لِسَانِ أَخِيهِ قِرَاءَةً عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعَادَهُ وَأَبْدَاهُ، وَأَحَلَّ حَلَالَهُ، وَحَرَّمَ حَرَامَهُ، وَنَزَلَ عِنْدَ مَنَازِلَهُ، لَا يَحُوزُ فِيكُمْ إِلَّا كَمَا يَحُوزُ رَأْسُ الْحِمَارِ الْمَيِّتِ، قَالَ: فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ، وَعَوْفُ بْنُ مَالِكٍ، فَجَلَسَا إِلَيْهِ. فَقَالَ شَدَّادٌ: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ، لَمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “مِنَ الشَّهْوَةِ الْخَفِيَّةِ وَالشِّرْكِ”. فَقَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ: اللَّهُمَّ غَفْرًا، أَوَ لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ حَدَّثَنَا: “أَنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَئِسَ أَنْ يُعْبَدَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ؟!. فَأَمَّا الشَّهْوَةُ الْخَفِيَّةُ فَقَدْ عَرَفْنَاهَا، هَا هِيَ شَهَوَاتُ الدُّنْيَا مِنْ نِسَائِهَا وَشَهَوَاتُهَا، فَمَا هَذَا الشِّرْكُ الَّذِي تُخَوِّفُنَا بِهِ يَا شَدَّادُ؟! فَقَالَ شَدَّادُ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ رَأَيْتُمْ أَنَّ رَجُلًا يُصَلِّي لِرَجُلٍ، أَوْ يَصُومُ لِرَجُلٍ، أَوْ يَتَصَدَّقُ لَهُ، أَتَرَوْنَ أَنَّهُ قَدْ أَشْرَكَ؟ قَالُوا: نَعَمْ وَاللَّهِ، إِنَّهُ مَنْ صَلَّى لِرَجُلٍ أَوْ صَامَ لَهُ أَوْ تَصَدَّقَ لَهُ لَقَدْ أَشْرَكَ. فَقَالَ شَدَّادٌ: فَإِنِّي قَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ صَلَّى يُرَائِي فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ صَامَ يُرَائِي فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ تَصَدَّقَ يُرَائِي فَقَدْ أَشْرَكَ. فَقَالَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ عِنْدَ ذَلِكَ: أَفَلَا يَعْمِدُ اللَّهُ إِلَى مَا ابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ مِنْ ذَلِكَ الْعَمَلِ كُلِّهِ فَيَقْبَلُ مَا خَلَصَ لَهُ، وَيَدَعُ مَا أُشْرِكَ بِهِ؟! قَالَ شَدَّادٌ عِنْدَ ذَلِكَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: أَنَا خَيْرُ قَسِيمٍ لِمَنْ أَشْرَكَ بِي، مَنْ أَشْرَكَ بِي شَيْئًا ; فَإِنَّ حَشْدَهُ عَمَلَهُ قَلِيلَهُ وَكَثِيرَهُ لِشَرِيكِهِ الَّذِي أَشْرَكَ بِهِ، أَنَا عَنْهُ غَنِيٌّ». قُلْتُ: عِنْدَ ابْنِ مَاجَهْ طَرَفٌ مِنْهُ.

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَفِيهِ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، وَضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ، وَضَعَّفَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

35757 / ز – عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، أَنَّهُ عَادَ زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ فِي مَرَضِهِ، فَقَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ، أَوْ أَبُو الدَّرْدَاءِ – شَكَّ شُعْبَةُ – قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِقِيَامِ سَاعَةٍ مِنَ اللَّيْلِ، فَيَنَامُ عَنْهَا، إِلَّا كَانَ نَوْمُهُ صَدَقَةً تَصَدَّقَ اللَّهُ بِهَا عَلَيْهِ، وَكُتِبَ لَهُ أَجْرُ مَا نَوَى».

(ابن حبان [2588]).

35758 / ز – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي عَنِ الْجِهَادِ وَالْغَزْوِ، فَقَالَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو إِنْ قَاتَلْتَ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، بَعَثَكَ اللَّهُ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، وَإِنْ قَاتَلْتَ مُرَائِيًا مُكَاثِرًا بَعَثَكَ اللَّهُ مُرَائِيًا مُكَاثِرًا، يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو عَلَى أَيِّ حَالٍ قَاتَلْتَ، أَوْ قُتِلْتَ بَعَثَكَ اللَّهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ».

أخرجه الحاكم في المستدرك (2483).

أخرجه الحاكم في المستدرك (2575).

35759 / ز – مَالِكَ بْنَ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، خَرَجَ فِي مَجْلِسٍ وَهُوَ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ يَذْكُرُونَ سَرِيَّةً مِنَ السَّرَايَا، هَلَكَتْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَيَقُولُ قَائِلٌ مِنْهُمْ: هُمْ عُمَّالُ اللَّهِ هَلَكُوا فِي سَبِيلِهِ، وَقَدْ وَجَبَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عَلَيْهِ. وَيَقُولُ قَائِلٌ: اللَّهُ أَعْلَمُ بِهِمْ لَهُمْ مَا احْتَسَبُوا، فَلَمَّا رَأَوْا عُمَرَ مُقْبِلًا مُتَوَكِّئًا عَلَى عَصَاهُ، سَكَتُوا فَأَقْبَلَ عُمَرُ حَتَّى سَلَّمَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: مَا كُنْتُمْ تَتَحَدَّثُونَ؟ قَالُوا: كُنَّا نَذْكُرُ هَذِهِ السَّرِيَّةَ الَّتِي هَلَكَتْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَقُولُ قَائِلٌ مِنَّا: هُمْ عُمَّالُ اللَّهِ هَلَكُوا فِي سَبِيلِهِ وَقَدْ وَجَبَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عَلَيْهِ وَيَقُولُ قَائِلٌ: اللَّهُ أَعْلَمُ بِهِمْ لَهُمْ مَا احْتَسَبُوا، فَقَالَ عُمَرُ: «اللَّهُ أَعْلَمُ إِنَّ مِنَ النَّاسِ نَاسًا يُقَاتِلُونَ وَإِنَّ هَمَّهُمُ الْقِتَالُ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ نَاسًا يُقَاتِلُونَ رِيَاءً وَسُمْعَةً، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ نَاسًا يُقَاتِلُونَ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ فَأُولَئِكَ الشُّهَدَاءُ، وَكُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يُبْعَثُ عَلَى الَّذِي يَمُوتُ عَلَيْهِ، وَاللَّهِ مَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا مَفْعُولٌ بِهَا، لَيْسَ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي قَدْ بَيَّنَ لَنَا أَنَّهُ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».

أخرجه الحاكم في المستدرك (2566).

35760 / ز – عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِيَّاكُمْ وَهَذِهِ الشَّهَادَاتِ أَنْ تَقُولَ قُتِلَ فُلَانٌ شَهِيدًا، فَإِنَّ الرَّجُلَ يُقَاتِلُ حَمِيَّةً، وَيُقَاتِلُ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا، وَيُقَاتِلُ وَهُوَ جَرِيءُ الصَّدْرِ، وَلَكِنْ سَأُحَدِّثُكُمْ عَلَى مَا تَشْهَدُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ سَرِيَّةً ذَاتَ يَوْمٍ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى قَامَ فَحَمِدَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: ” إِنَّ إِخْوَانَكُمْ قَدْ لَقُوا الْمُشْرِكِينَ، فَاقْتَطَعُوهُمْ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ وَإِنَّهُمْ قَالُوا: رَبَّنَا بَلِّغْ قَوْمَنَا أَنَّا قَدْ رَضِينَا، وَرَضِيَ عَنَّا رَبُّنَا فَأَنَا رَسُولُهُمْ إِلَيْكُمْ، إِنَّهُمْ قَدْ رَضُوا وَرَضِيَ عَنْهُمْ”.

أخرجه الحاكم في المستدرك (2571).

35761 / ز – عن عَبْدُ اللَّهِ: ” إِنَّ الرَّجُلَ لَيُقَاتِلُ لِلدُّنْيَا، وَيُقَاتِلُ لِيُعْرَفَ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَمُوتُ عَلَى فِرَاشِهِ، وَهُوَ شَهِيدٌ، ثُمَّ تَلَا {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ، أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ} [الحديد: 19] “.

أخرجه الحاكم في المستدرك (2572).

35762 / ز – عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي، قَالَ: «أَخْلِصْ دِينَكَ يَكْفِكَ الْعَمَلُ الْقَلِيلُ».

أخرجه الحاكم في المستدرك (7914).

35763 / 17652 – وَعَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ: أَنَا خَيْرُ شَرِيكٍ، فَمَنْ أَشْرَكَ مَعِيَ شَرِيكًا فَهُوَ لِشَرِيكِي. يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَخْلِصُوا أَعْمَالَكُمْ لِلَّهِ ; فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَا يَقْبَلُ مِنَ الْأَعْمَالِ إِلَّا مَا خَلَصَ لَهُ، وَلَا تَقُولُوا: هَذَا لِلَّهِ وَلِلرَّحِمِ ; فَإِنَّهَا لِلرَّحِمِ وَلَيْسَ لِلَّهِ مِنْهَا شَيْءٌ، وَلَا تَقُولُوا: هَذَا لِلَّهِ وَلِوُجُوهِكُمْ، فَإِنَّهَا لِوُجُوهِكُمْ وَلَيْسَ لِلَّهِ فِيهَا شَيْءٌ».

قال الهيثميّ : رواه البزار عَنْ شَيْخِهِ: إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُجَشِّرٍ، وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَغَيْرُهُ، وَفِيهِ ضَعْفٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

35764 / 17653 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَحْسَنَ الصَّلَاةَ حَيْثُ يَرَاهُ النَّاسُ، وَأَسَاءَهَا حَيْثُ يَخْلُو فَتِلْكَ اسْتِهَانَةٌ اسْتَهَانَ بِهَا رَبَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى».

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَفِيهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُسْلِمٍ الْهَجَرِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3200) لأبي يعلى. خرجه ون عند اسحاق وابي يعلى، وقال كما في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (1/ 258): هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.

35765 / 17654 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُجَاءُ بِابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ بَذَجٌ وَرُبَّمَا قَالَ: – كَأَنَّهُ حَمَلٌ، يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، أَنَا خَيْرُ قَسِيمٍ، انْظُرْ إِلَى عَمَلِكَ الَّذِي عَمِلْتَهُ لِي، فَأَنَا أَجْزِيكَ بِهِ، وَانْظُرْ إِلَى عَمَلِكَ الَّذِي عَمِلْتَهُ لِغَيْرِي فَيُجَازِيكَ عَلَى الَّذِي عَمِلْتَ لَهُ».

رَوَاهُ أَبُو 221/10 يَعْلَى، وَفِيهِ مُدَلِّسُونَ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3203) لأبي يعلى. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (1/ 261): هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ الرقاشي، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَوَاهُ ابْنُ ماجه وَابْنَ حِبَّانَ في صحيحه وغيرهما، ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده وسيأتي في أول كتاب الصلاة من حديث شداد بن أوس.

35766 / 17655 – وَعَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: «كُنَّا نَعُدُّ الرِّيَاءَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشِّرْكَ الْأَكْبَرَ». قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ فِي الرِّيَاءِ رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ غَيْرُ هَذَا.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَالْبَزَّارُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ. وَرِجَالُهُمَا رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ يَعْلَى بْنِ شَدَّادٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ. وهو عند الحاكم (7937) كالبزار.

35767 / ز – عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ صَلَّى وَهُوَ يُرَائِي فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ صَامَ وَهُوَ يُرَائِي فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ تَصَدَّقَ وَهُوَ يُرَائِي فَقَدْ أَشْرَكَ».

أخرجه الحاكم في المستدرك (8008).

35768 / 17656 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كَانَ آخِرُ الزَّمَانِ صَارَتْ أُمَّتِي ثَلَاثَ فِرَقٍ: فِرْقَةٌ تَعْبُدُ اللَّهَ خَالِصًا، وَفِرْقَةٌ تَعْبُدُ اللَّهَ رِيَاءً، وَفِرْقَةٌ يَعْبُدُونَ اللَّهَ لِيَسْتَأْكِلُوا بِهِ النَّاسَ». قُلْتُ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَهُوَ بِتَمَامِهِ فِي كِتَابِ الْبَعْثِ فِي الْحِسَابِ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ عُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَطَّارُ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.

35769 / 17657 – وَعَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ “. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ؟ قَالَ: الرِّيَاءُ. يُقَالُ لِمَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ إِذَا جَاءَ النَّاسُ بِأَعْمَالِهِمْ: اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاؤُونَ فَاطْلُبُوا ذَلِكَ عِنْدَهُمْ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَبِيبِ بْنِ خَالِدٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ.

35770 / 17658 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ فِي جَهَنَّمَ لَوَادِيًا تَسْتَعِيذُ جَهَنَّمُ مِنْ ذَلِكَ الْوَادِي فِي كُلِّ يَوْمٍ أَرْبَعَمِائَةِ مَرَّةٍ، أُعِدَّ ذَلِكَ الْوَادِي لِلْمُرَائِينَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَامِلِ كِتَابِ اللَّهِ، وَالْمُتَصَدِّقِينَ فِي غَيْرِ ذَاتِ اللَّهِ، وَالْحَاجِّ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ، وَالْخَارِجِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ عَنْ شَيْخِهِ: يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدَوَيْهِ، عَنْ أَبِيهِ وَلَمْ أَعْرِفْهُمَا، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

35771 / ز – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” ثَلَاثَةٌ يَهْلِكُونَ عِنْدَ الْحِسَابِ: جَوَادٌ، وَشُجَاعٌ، وَعَالِمٌ.

أخرجه الحاكم في المستدرك (372).

35772 / 17659 – وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا، إِلَّا مَا ابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ خِدَاشُ بْنُ الْمُهَاجِرِ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

35773 / 17660 – وَعَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ يُكَنَّى أَبَا يَزِيدَ، قَالَ: «كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنِ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ وَالرُّوحِ، فَبَكَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “مَنْ سَمَّعَ النَّاسَ بِعَمَلِهِ، سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ سَامِعَ خَلْقِهِ، وَصَغَّرَهُ، وَحَقَّرَهُ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ وَاللَّفْظُ لَهُ، وَالْأَوْسَطُ بِنَحْوِهِ وَقَالَ: «سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ سَامِعَ خَلْقِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد بِاخْتِصَارِ قَوْلِ ابْنِ عُمَرَ، وَقَالَ فِيهِ: فَذَرَفَتْ عَيْنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ. وَسَمَّى الطَّبَرَانِيُّ الرَّجُلَ، وَهُوَ خَيْثَمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَبِهَذَا الِاعْتِبَارِ رِجَالُ أَحْمَدَ، وَأَحَدُ أَسَانِيدِ الطَّبَرَانِيِّ فِي الْكَبِيرِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

35774 / 17661 – عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ، وَمَنْ رَاءَى رَاءَى اللَّهُ بِهِ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَالْبَزَّارُ، 222/10 وَالطَّبَرَانِيُّ، وَأَسَانِيدُهُمْ حَسَنَةٌ.

35775 / 17662 – وَعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ قَامَ مَقَامَ رِيَاءٍ رَاءَى اللَّهُ بِهِ، وَمَنْ قَامَ مَقَامَ سُمْعَةٍ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

35776 / 17663 – وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُومُ فِي الدُّنْيَا مَقَامَ سُمْعَةٍ وَرِيَاءٍ إِلَّا سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ عَلَى رُؤُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

35777 / 17664 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ الْخُزَاعِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَامَ رِيَاءً وَسُمْعَةً، فَإِنَّهُ فِي مَقْتِ اللَّهِ حَتَّى يَجْلِسَ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.

35778 / 17665 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ، وَمَنْ رَاءَى رَاءَى اللَّهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ تَخَشَّعَ لِلَّهِ تَوَاضُعًا رَفَعَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ مَوْقُوفًا مِنْ طَرِيقِ أَبِي رَزِينٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ وُثِّقُوا.

35779 / 17666 – وَعَنْ أَبِي هِنْدٍ الدَّارِيِّ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ قَامَ مَقَامَ رِيَاءٍ وَسُمْعَةٍ، رَاءَى اللَّهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَسَمَّعَ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَالْبَزَّارُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ قَامَ بِأَخِيهِ مَقَامَ رِيَاءٍ وَسُمْعَةٍ أَقَامَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَسَمَّعَ بِهِ». وَالطَّبَرَانِيُّ بِنَحْوِهِ، وَرِجَالُ أَحْمَدَ، وَالْبَزَّارُ، وَأَحَدُ أَسَانِيدِ الطَّبَرَانِيِّ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

35780 / 17667 – وَعَنْ أَبِي هِنْدٍ الدَّارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ رَاءَى بِاللَّهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ بَرِئَ مِنْهُ اللَّهُ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ جَمَاعَةٌ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.

باب منه في الرياء وخفائه

35781 / 3989 – حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّهُ خَرَجَ يَوْمًا إِلَى مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَجَدَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَاعِدًا عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْكِي؟ فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: يُبْكِينِي شَيْءٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «إِنَّ يَسِيرَ الرِّيَاءِ شِرْكٌ، وَإِنَّ مَنْ عَادَى لِلَّهِ وَلِيًّا، فَقَدْ بَارَزَ اللَّهَ بِالْمُحَارَبَةِ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْأَبْرَارَ الْأَتْقِيَاءَ الْأَخْفِيَاءَ، الَّذِينَ إِذَا غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا، وَإِنْ حَضَرُوا لَمْ يُدْعَوْا، وَلَمْ يُعْرَفُوا قُلُوبُهُمْ مَصَابِيحُ الْهُدَى، يَخْرُجُونَ مِنْ كُلِّ غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ»

35782 / 17668 – عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الشِّرْكُ أَخْفَى فِي أُمَّتِي مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ عَلَى الصَّفَا».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَفِيهِ عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ أَعْيَنَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

35783 / ز – عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” الشِّرْكُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ الذَّرِّ عَلَى الصَّفَا فِي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ، وَأَدْنَاهُ أَنْ تُحِبَّ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الْجَوْرِ، وَتُبْغِضَ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الْعَدْلُ وَهُوَ الدِّينُ، إِلَّا الْحَبُّ وَالْبُغْضُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبَعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31].

أخرجه الحاكم في المستدرك (3202).

باب ما يقول إذا خاف شيئا من ذلك

35784 / 17669 – عَنْ أَبِي عَلِيٍّ – رَجُلٍ مِنْ بَنِي كَاهِلٍ – قَالَ: «خَطَبَنَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا هَذَا الشِّرْكَ، فَإِنَّهُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ. فَقَامَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَزْنٍ، وَقَيْسُ بْنُ الْمُضَارِبِ، فَقَالَا: وَاللَّهِ، لَتَخْرُجَنَّ مِمَّا قُلْتَ، أَوْ لَنَأْتِيَنَّ عُمَرَ مَأْذُونًا لَنَا، أَوْ غَيْرَ مَأْذُونٍ. فَقَالَ: بَلْ أَخْرُجُ مِمَّا قُلْتُ، خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا هَذَا الشِّرْكَ; فَإِنَّهُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ”. فَقَالَ لَهُ مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ: وَكَيْفَ نَتَّقِيهِ، وَهُوَ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟! قَالَ: قُولُوا: اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نُشْرِكَ بِكَ شَيْئًا نَعْلَمُهُ، وَنَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا نَعْلَمُهُ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ 223/10 وَالْأَوْسَطِ، وَرِجَالُ أَحْمَدَ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ أَبِي عَلِيٍّ، وَوَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ.

35785 / 17670 – وَعَنْ حُذَيْفَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ – «إِمَّا حَضَرَ حُذَيْفَةُ ذَلِكَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِمَّا أَخْبَرَهُ أَبُو بَكْرٍ – أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “الشِّرْكُ فِيكُمْ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ”. قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهَلَ الشِّرْكُ إِلَّا مَا عُبِدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ، أَوْ مَا دُعِيَ مَعَ اللَّهِ؟! شَكَّ عَبْدُ الْمَلِكِ قَالَ: ” ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا صِدِّيقُ، الشِّرْكُ فِيكُمْ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ، أَلَا أُخْبِرُكَ بِقَوْلٍ يُذْهِبُ صِغَارَهُ وَكِبَارَهُ – أَوْ صَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ؟ “. قُلْتُ: بَلَى. يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: ” تَقُولُ كُلَّ يَوْمٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ شَيْئًا وَأَنَا أَعْلَمُهُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ، وَالشِّرْكُ أَنْ تَقُولَ: أَعْطَانِي اللَّهُ وَفُلَانٌ، وَالنِّدُّ أَنْ يَقُولَ الْإِنْسَانُ: لَوْلَا فُلَانٌ قَتَلَنِي فُلَانٌ».

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى مِنْ رِوَايَةِ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، وَلَيْثٌ مُدَلِّسٌ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ إِنْ كَانَ هُوَ الَّذِي رَوَى عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَوِ الَّذِي رَوَى عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَقَدْ وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَهُمَا فَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3198) و(3199) لأبي يعلى.

وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (1/ 257) من مسند اسحاق وابي يعلى. وفي إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (6/ 513) كذلك، وقال: قلت: مدار هذه الطرق على ليث؟ وقد ضعفه الجمهور. انتهى

وفي تخريج أحاديث الإحياء (ص: 1215): حَدِيث «فِي الرِّيَاء شوائب أَخْفَى من دَبِيب النَّمْل»

أخرجه أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ من حَدِيث أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ «اتَّقوا هَذَا الشّرك فَإِنَّهُ أَخْفَى من دَبِيب النَّمْل» وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي الضُّعَفَاء من حَدِيث أبي بكر الصّديق وَضَعفه هُوَ وَالدَّارَقُطْنِيّ.

35786 / 17671 – وَعَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رضي الله قَالَ: «شَهِدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ أَوْ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: “الشِّرْكُ فِيكُمْ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ”. ثُمَّ قَالَ: “أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى مَا يُذْهِبُ صَغِيرَ ذَلِكَ وَكَبِيرَهُ؟ قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ».

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى عَنْ شَيْخِهِ: عَمْرِو بْنِ الْحُصَيْنِ الْعُقَيْلِيِّ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.

باب فيمن يرضي الناس بسخط الله

35787 / 9352 – (ت) معاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنهما – أنه كتب إِلى عائشة «أن اكتبي إليَّ كتاباً تُوصِيني فيه، ولا تُكْثري عليَّ، فكتبتْ عائشةُ إلى معاوية: سلام عليك، أما بعد، فإني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: مَنِ التَمَسَ رِضَى الله بسَخَط الناس كفاه الله مُؤونة الناس، ومَنِ التَمَسَ رِضى الناس بسخط الله وكلهُ الله إلى الناس، والسلام عليك». أخرجه الترمذي .

35788 / 17672 – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِصْمَةَ بْنِ فَاتِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَحَبَّبَ إِلَى النَّاسِ بِمَا يُحِبُّونَ وَبَارَزَ اللَّهَ تَعَالَى: لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ الْفَضْلُ بْنُ الْمُخْتَارِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

35789 / 17672/3249– عَنْ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: “مَا اسْتَقَرَّ لِعَبْدٍ ثَنَاءٌ فِي الْأَرْضِ، حَتَّى يَسْتَقِرَّ فِي السَّمَاءِ”.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3249) لمسدد. هو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 448) وقال: رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مَوْقُوفًا.

35790 / 17673 – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَحَبَّبَ إِلَى النَّاسِ بِمَا يُحِبُّونَ، وَبَارَزَ اللَّهَ بِمَا يَكْرَهُ، لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الشَّاذَكُونِيُّ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.

35791 / 17674 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَسْخَطَ اللَّهَ فِي رِضَا النَّاسِ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَأَسْخَطَ عَلَيْهِ مَنْ أَرْضَاهُ فِي سُخْطِهِ، وَمَنْ أَرْضَى اللَّهَ فِي سُخْطِ النَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَأَرْضَى عَنْهُ مَنْ أَسْخَطَهُ فِي رِضَاهُ، حَتَّى يُزَيِّنَهُ وَيُزَيِّنَ قَوْلَهُ، وَعَمَلَهُ فِي عَيْنِهِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ الْجَفْرِيِّ، وَقَدْ وَثَّقَهُ الذَّهَبِيُّ فِي آخِرِ تَرْجَمَةِ 224/10 يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ الْجُعْفِيِّ.

35792 / 17675 – وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ طَلَبَ مَحَامِدَ النَّاسِ بِمَعَاصِي اللَّهِ، عَادَ حَامِدُهُ ذَامًّا». قُلْتُ: لَهُ عِنْدَ التِّرْمِذِيَّ: «مَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسُخْطِ اللَّهِ ; سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَأَسْخَطَ النَّاسَ عَلَيْهِ».

قال الهيثميّ : رواه البزار مِنْ طَرِيقِ قُطْبَةَ بْنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، وَكِلَاهُمَا ضَعِيفٌ. قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمَتْ أَحَادِيثُ مِنْ نَحْوِ هَذَا.

باب فيمن أسر سريرة حسنة أو غيرها

35793 / 17676 – عَنْ جُنْدَبِ بْنِ سُفْيَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَسَرَّ عَبْدٌ سَرِيرَةً إِلَّا أَلْبَسَهُ اللَّهُ رِدَاءَهَا، إِنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ، وَإِنْ شَرًّا فَشَرٌّ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَفِيهِ حَامِدُ بْنُ آدَمَ، وَهُوَ كَذَّابٌ.

باب كراهية إظهار العمل، إلا أن يكون لإشاعة الخير

35794 / 17677 – «عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قُلْتُ لِرَجُلٍ: هَلُمَّ فَلْنَجْعَلْ يَوْمَنَا هَذَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَوَاللَّهِ، لَكَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاهَدَ هَذَا الْيَوْمَ فَخَطَبَ، فَقَالَ: “وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: هَلُمَّ فَلْنَجْعَلْ يَوْمَنَا هَذَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ”. فَمَا زَالَ يَقُولُهَا حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنَّ الْأَرْضَ سَاخَتْ بِي».

35795 / 17678 – وَفِي رِوَايَةٍ: فَمَا زَالَ يُرَدِّدُهَا حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي أَسِيخُ فِي الْأَرْضِ.

قال الهيثميّ : رواه أحمد وَالْبَزَّارُ، وَرِجَالُهُمَا رِجَالُ الصَّحِيحِ، إِلَّا أَنَّ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ حِطَّانَ، وَلَمْ يُسَمِّهِ.

35796 / 17677/3201– عن الجعد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، فَجَاءَهُ الزبير بن سهل بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عوف رَضِيَ الله عَنْهم وَفِي وَجِهِهِ أَثَرُ السُّجُودِ، فَقَالَ: “مَنْ هَذَا؟”، فَقُلْنَا: الزُّبَيْرُ بْنُ سَهْلٍ، فَقَالَ: “والله ما هذه السما الَّتِي سماه الله عزّ وجل، وَلَقَدْ سَجَدْتُ عَلَى وَجْهِي مُنْذُ ثَمَانِينَ سَنَةً، فَمَا أَثَّرَ السُّجُودُ بَيْنَ عَيْنَيَّ “.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3201) لأبي يعلى. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (1/ 259): هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ.

باب لو عمل أحد في صخرة صماء خرج عمله إلى الناس

35797 / 17679 – عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ يَعْمَلُ فِي صَخْرَةٍ صَمَّاءَ لَيْسَ لَهَا بَابٌ وَلَا كُوَّةٌ، يَخْرُجُ عَمَلُهُ لِلنَّاسِ كَائِنًا مَا كَانَ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد وَأَبُو يَعْلَى، وَإِسْنَادُهُمَا حَسَنٌ.

35798 / 17679/3164– عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: “لَوْ أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ بَيْتًا فِي جَوْفِ بَيْتٍ فَأَدْمَنَ هُنَاكَ عَمَلًا، أوشك النَّاسُ أَنْ يَتَحَدَّثُوا بِهِ، وَمَا من عامل عَمِلَ عَمَلًا، إِلَّا كساه الله تعالى رِدَاءَ عَمَلِهِ، إِنْ كَانَ خَيْرًا فَخَيْرٌ، وَإِنْ كَانَ شَرًّا فَشَرٌّ”.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3164) لمسدد. وفي إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 385): رَوَاهُ مُسَدَّدٌ، وَرُوَاتُهُ ثقات.

35799 / 17679/3165– عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي ليلى قال: كَتَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه إِلَى مَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ: “أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا عَمِلَ بطاعة الله عزَّ وجلّ، أحبه الله تبارك وتعالى، وَإِذَا أَحَبَّهُ، حَبَّبَهُ إِلَى خَلْقِهِ، وَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا عَمِلَ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ تعالى، أَبْغَضَهُ اللَّهُ عزَّ وجلّ، وَإِذَا أَبْغَضَهُ الله تعالى، بغَّضه إلى خلقه”.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3165) لمسدد. وفي إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 386): رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مَوْقُوفًا، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

باب احتقار العبد عمله يوم القيامة

35800 / 17680 – عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَوْ أَنَّ رَجُلًا يَخِرُّ عَلَى وَجْهِهِ مِنْ يَوْمَ وُلِدَ إِلَى يَوْمِ يَمُوتُ فِي مَرْضَاةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَحَقَّرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ.

35801 / 17681 – وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَمِيرَةَ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “لَوْ أَنَّ رَجُلًا خَرَّ عَلَى وَجْهِهِ مِنْ يَوْمَ وُلِدَ إِلَى يَوْمِ يَمُوتُ هَرَمًا فِي مَرْضَاةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَحَقَّرَهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ، وَلَوَدَّ أَنَّهُ رُدَّ إِلَى الدُّنْيَا كَيْمَا يَزْدَادَ مِنَ الْأَجْرِ وَالثَّوَابِ”.

قال الهيثميّ : رواه أحمد مَوْقُوفًا، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.225/10 وقد مضى في كتاب الإيمان، وكتاب اللباس والزينة

35802 / 8210 – (م د ت ه – عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يدْخُلُ الجنةَ مَنْ كان في قلبه مثقالُ حبَّة من كِبْر، فقال رجل: إنَّ الرجلَ يحب أن يكون ثوبُه حَسَناً، ونعلُه حسنة، قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبِرْ: بطَرُ الحقِّ، وغمطُ الناس».

وفي رواية: «لا يدخل النار أحد في قلبه مثقال حبةِ خرْدَل من إيمان، ولا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبة خردل من كِبْر».

أخرجه مسلم والترمذي، وأخرج أبو داود الثانية وهو لابن ماجه.

35803 / 8211 – (د) أبو هريرة – رضي الله عنه – «أن رجلاً أتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وكان رجُلاً جميلاً – فقال: يا رسولَ الله، إني رجل حبِّبَ إليَّ الجمال وأعْطيتُ منه ما ترى، حتى ما أُحبُّ أن يفوقَني أحد – إمَّا قال: بِشِرَاكِ نَعْل، وإمَّا قال: بِشِسْعِ نَعل – أفمِنَ الكبرْ ذلك؟ قال: لا، ولكن الكِبْرُ: مَن بَطِر الحقَّ، وغَمَطَ الناسَ». أخرجه أبو داود.

35804 / 8212 – (ت) عمرو بن شعيب – رحمه الله – عن أبيه عن جدِّه: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «يُحْشَرُ المتكبِّرون يوم القيامة أمثالَ الذَّرِّ في صُوَرِ الرجال، يغشاهم الذُّل من كلِّ مكان، يُساقُون إلى سجن في جهنم، يقال له: بُولَس، تعلوهم نارُ الأنيار، يُسقَوْن من عُصارة أهل النارِ طينة الخبال». أخرجه الترمذي.

35805 / 8213 – (ت) سلمة بن الأكوع – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال الرجل يذهب بنفسه، حتى يُكْتَبَ في الجبَّارين فيصيبه ما أصابهم». أخرجه الترمذي.

35806 / 17682 – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالْكِبَرَ، فَإِنَّ الْكِبَرَ يَكُونُ فِي الرَّجُلِ، وَإِنَّ عَلَيْهِ الْعَبَاءَةَ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

35807 / 17683 – وَعَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ فِي جَهَنَّمَ وَادِيًا يُقَالُ لَهُ: هَبْهَبُ، حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُسْكِنَهُ كُلَّ جَبَّارٍ».

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَفِيهِ أَزْهَرُ بْنُ سِنَانٍ، وَقَدْ وُثِّقَ عَلَى ضَعْفِهِ. قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمَتْ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ فِي ذَمِّ الْكِبْرِ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ فِي الْكَبَائِرِ، وَفِي كِتَابِ الزِّينَةِ. وهو عند الحاكم (7946).

35808 / 17684 – وَعَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مَعْقِلٍ: أَنَّهُ سَمِعَ وَهْبًا يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: احْفَظُوا مِنِّي ثَلَاثًا: إِيَّاكُمْ وَهَوًى مُتَّبَعًا، وَقَرِينَ السُّوءِ، وَإِعْجَابَ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ.

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

باب في جمود العين وقسوة القلب

35809 / 17685 – عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرْبَعَةٌ مِنَ الشَّقَاءِ: جُمُودُ الْعَيْنِ، وَقَسْوَةُ الْقَلْبِ، وَطُولُ الْأَمَلِ، وَالْحِرْصُ عَلَى الدُّنْيَا».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَفِيهِ هَانِئُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

باب أي الجلساء خير

35810 / 17686 – عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ جُلَسَائِنَا خَيْرٌ؟ قَالَ: مَنْ ذَكَّرَكُمُ اللَّهَ رُؤْيَتُهُ، وَزَادَ فِي عَمَلِكُمْ مَنْطِقُهُ، وَذَكَّرَكُمْ فِي الْآخِرَةِ عَمَلُهُ».

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَفِيهِ مُبَارَكُ بْنُ حَسَّانَ، وَقَدْ وُثِّقَ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2773) و(3233) لعبد بن حميد وأبي يعلى. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (6/ 382): هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

باب إذا ذكرتم بالله فانتهوا

35811 / 17687 – عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَحْسَبُهُ رَفَعَهُ قَالَ: «إِذَا ذُكِّرْتُمْ بِاللَّهِ فَانْتَهُوا».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَفِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

باب طاعة المخلوقين

35812 / 17688 – عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ شَيْءٌ إِلَّا، وَهُوَ أَطْوَعُ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنِ ابْنِ آدَمَ».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.

باب نظر الملائكة إلى أهل الطاعة وغيرهم

35813 / 17689 – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مَلَائِكَةَ اللَّهِ يَعْرِفُونَ بَنِي آدَمَ أَحْسَبُهُ قَالَ: وَيَعْرِفُونَ أَعْمَالَهُمْ، فَإِذَا نَظَرُوا إِلَى عَبْدٍ يَعْمَلُ بِطَاعَةِ اللَّهِ ذَكَرُوهُ بَيْنَهُمْ، وَسَمَّوْهُ، وَقَالُوا: أَفْلَحَ اللَّيْلَةَ فُلَانٌ، نَجَا اللَّيْلَةَ فُلَانٌ. وَإِذَا نَظَرُوا إِلَى عَبْدٍ يَعْمَلُ بِمَعْصِيَةِ 226/10 اللَّهِ، ذَكَرُوهُ بَيْنَهُمْ، وَسَمَّوْهُ، وَقَالُوا: هَلَكَ فُلَانٌ اللَّيْلَةَ».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.

باب لولا أهل الطاعة هلك أهل المعصية

35814 / 17690 – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَهْلًا. فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى شَدِيدُ الْعِقَابِ، فَلَوْلَا صِبْيَانٌ رُضَّعٌ، وَرِجَالٌ رُكَّعٌ، وَبَهَائِمُ رُتَّعٌ، صُبَّ عَلَيْكُمُ الْعَذَابُ صَبًّا أَوْ أُنْزِلَ عَلَيْكُمُ الْعَذَابُ».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «لَوْلَا شَبَابٌ خُشَّعٌ، وَشُيُوخٌ رُكَّعٌ، وَأَطْفَالٌ رُضَّعٌ، وَبَهَائِمُ رُتَّعٌ، لَصُبَّ عَلَيْكُمُ الْعَذَابُ صَبًّا، ثُمَّ لَرَضَّ رَضًّا “. وَقَالَ: ” مَهْلًا عَنِ اللَّهِ مَهْلًا». وَأَبُو يَعْلَى أَخْصَرُ مِنْهُ، وَفِيهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَيْثَمٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3185) لأبي يعلى. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 380): رواه أبو يعلى وَالْبَزَّارُ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْكُبْرَى وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ خُثَيْمِ بْنِ عِرَاكٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.

35815 / 17691 – وَعَنْ مُسَافِعٍ الدِّيلِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْلَا عِبَادٌ لِلَّهِ رُكَّعٌ، وَصِبْيَةٌ رُضَّعٌ، وَبَهَائِمُ رُتَّعٌ، لَصُبَّ عَلَيْكُمُ الْعَذَابُ صَبًّا، ثُمَّ رَضَّ رَضًّا».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَفِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَمَّارٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

باب عظة الخاصة وغيرهم

وقد مضى

35816 / 17692 – عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِينَاءَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعُمَرَ: “اجْمَعْ لِي مَنْ هَهُنَا مِنْ قُرَيْشٍ”. فَجَمَعَهُمْ ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَخْرُجُ إِلَيْهِمْ أَمْ يَدْخُلُونَ؟ قَالَ: ” بَلْ أَخْرُجُ إِلَيْهِمْ “. فَخَرَجَ فَقَالَ: ” يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، هَلْ فِيكُمْ غَيْرُكُمْ؟ “. قَالُوا: لَا. إِلَّا بَنُو أَخَوَاتِنَا، قَالَ: ” ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ “. ثُمَّ قَالَ: ” يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، اعْلَمُوا أَنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِالنَّبِيِّ الْمُتَّقُونَ، فَانْظُرُوا لَا يَأْتِي النَّاسُ بِالْأَعْمَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَتَأْتُونَ بِالدُّنْيَا تَحْمِلُونَهَا، فَأَصُدُّ عَنْكُمْ بِوَجْهِي “. ثُمَّ قَرَأَ: ” {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 68]».

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى مُرْسَلًا، وَفِيهِ أَبُو الْحُوَيْرِثِ، وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَغَيْرُهُ، وَضَعَّفَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3128) لأبي بكر، (3302) لأبي يعلى. هو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (6/ 190) من عند ابي يعلى.

35817 / 17692/3166– عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَيْزَارِ قَالَ: لَقِيتُ شَيْخًا بِالرَّمْلِ مِنَ الْأَعْرَابِ كَبِيرًا، فَقُلْتُ لَهُ: لَقِيتَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فقال: نَعَمْ. فَقُلْتُ: مَنْ؟ . قَالَ: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ العاص رَضِيَ الله عَنْهما. قلت له: فما سَمِعْتَهُ يَقُولُ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: “أحرز لِدُنْيَاكَ كَأَنَّكَ تَعِيشُ أَبَدًا، وَاعْمَلْ لِآخِرَتِكَ كَأَنَّكَ تَمُوتُ غَدًاً”.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3166) للحارث. وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 434).

35818 / 17693 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «يَا بَنِي قُصَيٍّ، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، أَنَا النَّذِيرُ، وَالْمَوْتُ الْمُغِيرُ، وَالسَّاعَةُ الْمَوْعِدُ».

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ ضِمَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، وَهُوَ ثِقَةٌ.

35819 / 17694 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا ابْنَ آدَمَ اعْمَلْ كَأَنَّكَ تَرَى وَعُدَّ نَفْسَكَ مَعَ الْمَوْتَى، وَإِيَّاكَ وَدَعْوَةَ الْمَظْلُومِ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَفِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، وَقَدْ وُثِّقَ.

35820 / 17695 – وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ، اعْلَمُوا أَنَّ الْمَعَادَ إِلَى اللَّهِ، ثُمَّ إِلَى الْجَنَّةِ، أَوْ إِلَى النَّارِ، وَإِنَّهُ إِقَامَةٌ لَا ظَعْنٌ، وَخُلُودٌ لَا مَوْتٌ، فِي أَجْسَادٍ لَا تَمُوتُ».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَرِجَالُهُ وُثِّقُوا إِلَّا أَنَّ ابْنَ سَابِطٍ لَمْ يُدْرِكْ مُعَاذًا إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: عَنِ ابْنِ سَابِطٍ قَالَ: قَامَ فِينَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ.

35821 / 17696 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْيَوْمَ الرِّهَانُ 227/10 وَغَدًا السِّبَاقُ، وَالْغَايَةُ الْجَنَّةُ أَوِ النَّارُ، وَالْهَالِكُ مَنْ دَخَلَ النَّارَ. أَنَا الْأَوَّلُ وَأَبُو بَكْرٍ الْمُصَلِّي، وَعُمَرُ الثَّالِثُ، وَالنَّاسُ بَعْدِي عَلَى السَّبْقِ، الْأَوَّلُ فَالْأَوَّلُ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَالْكَبِيرِ بِنَحْوِهِ، وَفِيهِ أَصْرَمُ بْنُ حَوْشَبٍ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ، وَفِي إِسْنَادِ الْأَوْسَطِ الْوَلِيدُ بْنُ الْفَضْلِ الْعَنْزِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا.

35822 / ز – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “يُبْصِرُ أَحَدُكُمُ الْقَذَاةَ فِي عَيْنِ أَخِيهِ، وَيَنْسَى الْجِذْعَ فِي عينه”.

باب جامع في المواعظ والخطب النبوية

وقد تقدم منه باب أول كتاب الزهد هذا. وأبواب الخطب، في كتاب الحج.

35823 / 9444 – (ت) أبو سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: «صلَّى بنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوماً صلاة العصر بنهار، ثم قام خطيباً، فلم يَدَعْ شيئاً يكون إلى قيام الساعة إلا أخبرنا به، حَفِظَه من حِفظه، ونسيه من نسيه، وكان فيما قال: إنَّ الدُّنيا خَضِرة حُلوة، وإن الله مُسْتَخْلِفكم فيها، فناظرٌ كيف تعملون؟ ألا فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، وكان فيما قال: ألا لا تَمْنَعَنَّ رَجُلاً هيبَةُ الناس أن يقول بحق إذا علمه، قال: فبكى أبو سعيد – وقال: قد والله رأينا أشياء فَهِبْنا – وكان فيما قال: ألا إِنه يُنْصَب لكلّ غادر لواء يوم القيامة بقَدْر غَدْرته، ولا غَدْرة أعظم من غدرة إمامِ عامَّة، يُرْكَزُ لواؤه عند اسْتِه، وكان فيما حفظنا يومئذ: ألا إن بني آدمَ خُلقُوا على طبقات شَتى، فمنهم مَنْ يُولَدُ مؤمناً، ويَحْيَى مؤمناً، ويموت مؤمناً، ومنهم مَنْ يُولَدُ مؤمناً، ويحيى مؤمناً، ويموت كافراً، ومنهم مَنْ يُولَدُ كافراً، ويحيى كافراً، ويموت مؤمناً، ومنهم مَنْ يُولَدُ كافراً، ويحيى كافراً، ويموت كافراً، ألا وإن منهم البطيءَ الغَضَبِ سريعُ الفَيء، والسريع الغضب سريع الفَيء، البطيء الغضب بطيء الفيء، فَتِلْكَ بِتلك، ألا وإن منهم بطيء الفيء سريع الغضب، ألا وخيرهم بطيءُ الغضب سريع الفيء، وشرُّهم سريعُ الغضب بطيء الفيء، ألا وإن منهم حَسَنَ القضاء حسن الطلب، ومنهم سَيء القضاء حَسَنُ الطلب، ومنهم سيء الطلب حسن القضاء، فتلك بتلك، ألا وإنَّ منهم سيءَ القضاء سيءَ الطلب، ألا وخيرهم الحسنُ القضاء الحسنُ الطلب، وشرّهم سيء القضاء سيء الطلب، ألا وإن الغضب جَمْرَة في قلب ابن آدم، أما رأيتم إلى حُمْرَة عينيه، وانتفاخ أوداجه؟ فمن أحسّ بشيء من ذلك فليلصَق بالأرض، قال: وجَعلنا نلتفت إلى الشمس، هل بقي من النهار شيء؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ألا وإنه لم يَبْقَ من الدنيا فيما مضى منها إلا كما بَقيَ من يومكم هذا فيما مضى منه» أخرجه الترمذي.

وأخرج ابن ماجه طرفاً منه وهو قوله: “ألا أنه ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة بقدر غدرته”، وفي رواية أخرى قوله: “قام خطيباً فكان فيما قال: “ألا لا يمنعن رجلاً هيبة الناس… إلى قوله فهبنا” ولذلك لم نثبت علامة ابن ماجه لقلة ما أخرج منه.

35824 / 9445 – (م) عياض بن حمار المجاشعي – رضي الله عنه – أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبته: «ألا إِن رَبِّي أمَرَني أن أُعَلِّمَكم ما جَهِلْتُمْ مما علَّمني يومي هذا، كُلُّ مال نَحَلْتُه عبداً حلال، وإني خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كلَّهم، وإنَّهم أتَتْهُمُ الشياطين فاجتالتَهمْ عن دِينهم، وحرّمت عليهم ما أحللتُ لهم، وأمرتْهُم أن يُشرِكوا بي ما لم أُنَزِّلْ به سُلطاناً، وإنَّ الله نظر إلى أهل الأرض، فمقَتَهم، عَرَبَهُم وعَجَمهم، إلا بقايا من أهل الكتاب، وقال: إنما بَعَثْتُكَ لأبْتَليَكَ وأبتَليَ بِكَ، وأنزلتُ عليكَ كتاباً لا يَغْسِله الماء، تقرؤه نائماً ويقظان، وإن الله أمرني أن أُحَرِّقَ قريشاً، فقلت: ربِّ إذاً يَثْلَغُوا رَأْسي، فَيَدَعُوهُ خُبْزَة، قال: اسْتَخْرِجهُم كما أخرجوك، واغْزُهم نُعِنْك، وأنفق فَسَنُنْفِق عليك، وابعث جَيشاً نبعثْ خمسة مثله، وقاتل بمن أطاعَكَ من عصاك، قال: وأهلُ الجنة ثلاثة: ذو سلطانٍ مُقْسِط مُتَصَدِّق مُوَفَّق، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قُربَى و مسلم، وعفيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذو عيال، وأهل النار خمسة: الضعيف الذي لا زَبْرَ له، الذين هم فيكم تبعاً لا يَتبعون أهلاً ولا مالاً، والخائن الذي لا يَخْفَى له طمع وإن دَقَّ إلا خانه، ورجل لا يصبح ولا يُمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك، وذكر البخل أو الكذب، والشِّنْظِير: الفَحَّاش» .

زاد في رواية: «وإن الله أوحى إليَّ: أن تَواضَعُوا حتى لا يَفْخَرَ أحدٌ على أحد، ولا يبغي أحد على أحد» . وأخرج ابن ماجه هذه الزيادة فقط إلى قوله “أحد” الأولى.

وقال في حديثه: «وهم فيكم تبعاً، لا يبغون أهلاً ولا مالاً، فقلت: فيكون ذلك يا أبا عبد الله؟ قال: نعم، والله لقد أدركتُهم في الجاهلية، وإن الرجل ليرعَى على الحيِّ ما به إلا وليدَتهُم يَطَؤها» أخرجه مسلم.

ولم أثبت علامة ابن ماجه لقلة ما أخرج منه. وكذا فإن أبا داود أخرجه منه هذا القدر الذي قدمناه قبل.

35825 / 9446 – (د ت هـ) أبو أُمامة الباهلي – رضي الله عنه – قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته في عام حجة الوَداع: «إن الله تبارك وتعالى قد أعطى كُلَّ ذي حقٍّ حقَّه، فلا وصية لوارث، الولد للفراش، وللعاهر الحَجَر، وحسابهم على الله، ومن ادَّعى إلى غير أبيه، أو انتَمَى إلى غير مواليه، فعليه لعنة الله التابعة إلى يوم القيامة، لا تُنْفِقِ امرأة من بيت زوجها إلا بإذن زوجها، قيل: يا رسولَ الله، ولا الطعام؟ قال: ذلك أفضل أموالنا، وقال: العاريَّة مُؤدَّاة، والمِنْحة مردودة، والدَّيْن مقضِيّ، والزعيم غارم» .

وأخرجه ابن ماجه مبدداً من قوله “العَارِيَّةُ مُؤَدَّاةً… إلى آخره.

أخرجه الترمذي، وقد فرَّقه أيضاً في مواضع من كتابه.

وفي رواية أبي داود قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله قد أعطى كلَّ ذي حقٍّ حقَّه، فلا وصية لوارث، ولا تُنْفِقُ امرأة شيئاً من بيت زوجها إلا بإذنه، قيل: يا رسولَ الله، ولا الطعام؟ قال: ذلك أفضلُ أموالنا، ثم قال : العاريَّةُ مُؤدَّاة، والمِنْحة مَرْدُودَة، والدَّيْنُ مَقْضيّ، والزَّعيم غارِم» . وزاد رزين – بعد قوله: «أموالنا» – قال: «وعلى اليد ما أخذت حتى تؤدِّيَهُ، فإن بَخَسك من ائتمنته شيئاً، فهو أمينُك، لم يضمن».

قلت: وتقدم هذا الحديث طرف منه.

رواية رزين هذه رواها الترمذي وأبو داود وابن ماجه من حديث قتادة عن الحسن البصري عن سمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” على اليد ما أخذت حتى تؤدي ” ثم إن الحسن نسي فقال: ” هو أمينك لا ضمان عليه “.

35826 / 17697 – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَخْلَاقَكُمْ كَمَا قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لَا يُحِبُّ، وَلَا يُعْطِي الدِّينَ إِلَّا مَنْ أَحَبَّ، فَمَنْ أَعْطَاهُ اللَّهُ الدِّينَ فَقَدْ أَحَبَّهُ. وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يُسْلِمُ عَبْدٌ حَتَّى يَسْلَمَ قَلْبُهُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا يُؤْمِنُ حَتَّى يَأْمَنَ جَارُهُ بَوَائِقَهُ”. قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا بَوَائِقُهُ؟ قَالَ: “غَشْمُهُ، وَظُلْمُهُ، وَلَا يَكْسِبُ عَبْدٌ مَالًا مِنْ حَرَامٍ فَيُنْفِقُ فِيهِ، فَيُبَارَكُ لَهُ فِيهِ، وَلَا يَتَصَدَّقُ بِهِ فَيُقْبَلُ مِنْهُ، وَلَا يَتْرُكُهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ إِلَّا كَانَ زَادَهُ إِلَى النَّارِ. إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَمْحُو السَّيِّئِ بِالسَّيِّئِ وَلَكِنْ يَمْحُو السَّيِّئَ بِالْحَسَنِ، إِنَّ الْخَبِيثَ لَا يَمْحُو الْخَبِيثَ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَرِجَالُهُ وُثِّقُوا، وَفِي بَعْضِهِمْ خِلَافٌ.

35827 / 17697/1572– عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: ثَلَاثٌ قَاصِمَاتٌ الظهر فَقْرٌ دَاخِلٌ لَا يَجِدُ صَاحِبُهُ مُتَلَذَّذًا. وَزَوْجَةٌ يأمنها صاحبها وتخونه. وإمام أسخط الله تعالى وَأَرْضَى النَّاسَ، وَإِنَّ بِرَّ الْمُؤْمِنَةِ كَمَثَلِ سَبْعِينَ صِدِّيقَةً، وَإِنَّ فُجُورَ الْفَاجِرَةِ كَفُجُورِ أَلْفِ فَاجِرَةٍ.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1572) للحارث. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (4/ 26): رواه البزار: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بن شبويه، ثنا أَبُو الْيَمَانِ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: {ثَلَاثٌ قَاصِمَاتٌ لِلظَّهْرِ: زَوْجُ سُوءٍ يَأْمَنُهَا صَاحِبُهَا وَتَخُونُهُ … } فَذَكَرَهُ دُونَ قَوْلِهِ: {فَقْرٌ دَاخِلٌ لا يجدصاحبه متلدداً} . قَالَ الْبَزَّارُ: ذَهَبَتْ عَنِّي وَاحِدَةٌ، وَعِلَّتُهُ سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ. قُلْتُ: ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَأَبُو حَاتِمٍ وَالنَّسَائِيُّ، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: يَضَعُ الْحَدِيثَ.

35828 / 17697/3102– عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ غَيْرِهِ من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَضِيَ الله عَنْهم، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “لِيَتَّخِذْ أَحَدُكُمْ لِسَانًا ذاكراً، وقلباً شاكراً، وزوجة مُؤْمِنَةً تُعِينُهُ عَلَى إِيمَانِهِ، أَوْ تعين أَحَدَكُمْ عَلَى إِيمَانِهِ”.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3102) لأبي بكر. ولم اجده.

35829 / 17697/3098– عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا الْكُوفِيِّ، عَنْ رجل حدثه قال: أَنَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى رجلاً عَنْ ثَلَاثٍ، وَأَوْصَاهُ بثلاث، فأما الذي نَهَاهُ عَنْهَا، فَقَالَ: “لَا تَنْقُضْ عَهْدًا وَلَا تُعِنْ عَلَى نَقْضِهِ، وَلَا تَبْغِ، فَإِنَّ مَنْ بُغِيَ عَلَيْهِ لينصرنَّه الله تعالى، وَإِيَّاكَ وَمَكْرَ السيء، فَإِنَّهُ لَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السيء إِلَّا بِأَهْلِهِ، وَلَهُنَّ من الله تعالى طَالِبٌ”، وَأَمَّا الَّتِي أَوْصَاهُ بها: “أن تكثر ذِكْرَ الْمَوْتِ، فَإِنَّهُ يُسْلِيكَ عَمَّا سِوَاهُ، وَعَلَيْكَ بِالدُّعَاءِ، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي مَتَى يُسْتَجَابُ لَكَ، وَعَلَيْكَ بِالشُّكْرِ، فَإِنَّهُ زِيَادَةٌ”، ثُمَّ قرأ سفيان: ” لإِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ “.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3098) لأبن أبي عمر. وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 402).

35830 / 17697/3111– عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، قَالَ: عَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ الله عَنْه، وَهُوَ عَلَيْنَا عَامِلٌ بِالْمَدِينَةِ، وَهُوَ شَابٌّ غَلِيظُ الْبَضْعَةِ، ممتلىء الْجِسْمِ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ وَقَاسَى مِنَ الْعَمَلِ وَالْهَمِّ مَا قَاسَى، تَغَيَّرَتْ حَالُهُ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ لَا أَكَادُ أصرف بصري عنه، فَقَالَ: يَا ابْنَ كَعْبٍ، إِنَّكَ تَنْظُرُ إِلَيَّ نَظَرًا ما كنت تنظر إِلَيَّ مِنْ قَبْلَ، قَالَ: قُلْتُ: تُعْجِبُنِي. قَالَ: وما عَجَبُكَ؟ قَالَ: لِمَا حَالَ مِنْ لَوْنِكَ، وَنُفِيَ مِنْ شَعْرِكَ، وَنَحَلَ مِنْ جسمك، قال: فكيف لَوْ رَأَيْتَنِي بَعْدَ ثَلَاثٍ، حِينَ تَسِيلُ حدقتاي عَلَى وَجْهِي، وَيَسِيلُ مَنْخَرَايَ وَفَمِي صديداً ودوداً، أكنت لِي أَشَدَّ نُكْرَةً؟ أَعِدْ عَلَيَّ حَدِيثًا كُنْتَ حَدَّثْتَنِيهِ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: حَدَّثَنِي ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، وَرَفَعَ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ شَرَفًا، وَإِنَّ أَشْرَفَ الْمَجَالِسِ مَا اسْتُقْبِلَ بِهِ الْقِبْلَةَ، وَإِنَّمَا يُجَالَسُ بِالْأَمَانَةِ، وَاقْتُلُوا الْحَيَّةَ وَالْعَقْرَبَ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي صَلَاتِكُمْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَكْرَمَ النَّاسِ، فليتق الله تعالى، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَقْوَى النَّاسِ، فَلْيَتَوَكَّلْ على الله عز وجل، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَغْنَى النَّاسِ، فَلْيَكُنْ بِمَا فِي يد الله تبارك وتعالى أَوْثَقَ مِنْهُ بِمَا فِي يَدِهِ. أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشِرَارِكُمْ؟ ” قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَنْ نَزَلَ وَحْدَهُ وَمَنَعَ رِفْدَهُ، وجلد عبده. أفلا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرِّ مِنْ هَذَا؟” قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَنْ يُبْغِضِ النَّاسَ وَيُبْغِضُونَهُ. أَفَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا؟”، قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَنْ لَمْ يُقِلْ عَثْرَةً، وَلَمْ يَقْبَلْ مَعْذِرَةً، وَلَمْ يَغْفِرْ ذَنْبًا. أَفَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا؟ “، قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَنْ لَمْ يُرْجَ خَيْرُهُ، وَلَمْ يُؤْمَنْ شَرُّهُ، إِنَّ عِيسَى ابن مريم عليه السلام قَامَ فِي قَوْمِهِ، فَقَالَ: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، لَا تَكَلَّمُوا بِالْحِكْمَةِ عِنْدَ الْجَاهِلِ فَتَظْلِمُوهَا، وَلَا تَمْنَعُوهَا أَهْلَهَا فَتَظْلِمُوهُمْ، وَلَا تَظْلِمُوا، وَلَا تُكَافِئُوا ظالماً بظلم فَيَبْطُلَ فضلكم عند رَبِّكُمْ، يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، الْأَمْرُ ثَلَاثَةٌ: أَمْرٌ بَيِّنٌ رُشْدُهُ فَاتَّبِعُوهُ، وَأَمْرٌ بَيِّنٌ غِيُّهُ فَاجْتَنِبُوهُ، وَأَمْرٌ اخْتُلِفَ فِيهِ فَكِلُوهُ إِلَى عَالِمِهِ”.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3111) لعبد بن حميد وللحارث. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 407): رَوَاهُ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ وَالْحَارِثِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ وَمَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ أَبِي الْمِقْدَامِ وَهُوَ ضَعِيفٌ وَرواه أبو داود وَابْنُ ماجه مُخْتَصَرًا.

35831 / 17698 – وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ فِيمَا يَعْلَمُ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِيَّاكُمْ وَمُحَقِّرَاتِ الذُّنُوبِ، فَإِنَّ مِثْلَ مُحَقِّرَاتِ الذُّنُوبِ كَقَوْمٍ نَزَلُوا بَطْنَ وَادٍ، فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ، وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ، حَتَّى أَنْضَجُوا خُبْزَتَهُمْ، وَإِنَّ مُحَقِّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤْخَذُ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكُهُ». وَقَالَ أَبُو حَازِمٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ أَبُو ضَمْرَةَ: وَلَا أَحْسَبُهُ إِلَّا عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: «مَثَلِي وَمَثَلُ السَّاعَةِ كَهَاتَيْنِ”. وَفَرَّقَ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ الْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ، ثُمَّ قَالَ: “مَثَلِي وَمَثَلُ السَّاعَةِ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَعَثَهُ قَوْمُهُ طَلِيعَةً، فَلَمَّا خَشِيَ أَنْ يُسْبَقَ أَلَاحَ بِثَوْبِهِ: أَتَيْتُمْ أَتَيْتُمْ “. ثُمَّ يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَنَا ذَاكَ»”.

رَوَاهُ كُلَّهُ أَحْمَدُ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

35832 / 17699 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا بَنِي هَاشِمٍ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، يَا صَفِيَّةُ، عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا فَاطِمَةُ، بِنْتَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم لَا أَعْرِفَنَّ مَا جَاءَ النَّاسُ غَدًا يَحْمِلُونَ الْآخِرَةَ، وَجِئْتُمْ تَحْمِلُونَ الدُّنْيَا، إِنَّمَا أَوْلِيَائِي مِنْكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُتَّقُونَ، إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَمَثَلِ رَجُلٍ مُسْتَصْبِحٍ فِي قَوْمِهِ أَتَاهُمْ فَقَالَ: يَا قَوْمِ، أَتَيْتُمْ غَشَيْتُمْ، وَاصَبَاحَاهُ، أَنَا النَّذِيرُ، وَالْمَوْتُ الْمُغِيرُ، وَالسَّاعَةُ الْمَوْعِدُ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْوَقَارُ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

35833 / 17700 – وَعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: «خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَاقَتِهِ الْعَضْبَاءِ وَلَيْسَتْ بِالْجَدْعَاءِ فَقَالَ: ” يَا أَيُّهَا 228/10النَّاسُ، كَأَنَّ الْمَوْتَ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا كُتِبَ، وَكَأَنَّ الْحَقَّ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا وَجَبَ، وَكَأَنَّمَا نُشَيِّعُ مِنَ الْمَوْتَى سُفُرٌ عَمَّا قَلِيلٍ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ، نُبَوِّئُهُمْ أَجْدَاثَهُمْ، وَنَأْكُلُ تُرَاثَهُمْ كَأَنَّكُمْ مُخَلَّدُونَ بَعْدَهُمْ، قَدْ نَسِيتُمْ كُلَّ وَاعِظَةٍ، وَأَمِنْتُمْ كُلَّ جَائِحَةٍ. طُوبَى لِمَنْ شَغَلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ، وَتَوَاضَعَ لِلَّهِ فِي غَيْرِ مَنْقَصَةٍ، وَأَنْفَقَ مِنْ مَالٍ جَمَعَهُ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ، وَخَالَطَ أَهْلَ الْفِقْهِ، وَجَانَبَ أَهْلَ الشَّكِّ وَالْبِدْعَةِ، وَصَلُحَتْ عَلَانِيَتُهُ، وَعَزَلَ النَّاسَ عَنْ شَرِّهِ».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَفِيهِ النَّصْرُ بْنُ مُحْرِزٍ وَغَيْرُهُ مِنَ الضُّعَفَاءِ.

35834 / 17701 – وَعَنْ رَكْبٍ الْمِصْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «طُوبَى لِمَنْ تَوَاضَعَ فِي غَيْرِ مَنْقَصَةٍ، وَذَلَّ فِي نَفْسِهِ مِنْ غَيْرِ مَسْكَنَةٍ، وَأَنْفَقَ مَالًا جَمَعَهُ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ، وَرَحِمَ أَهْلَ الذُّلِّ وَالْمَسْكَنَةِ، وَخَالَطَ أَهْلَ الْفِقْهِ وَالْحِكْمَةِ. طُوبَى لِمَنْ طَابَ كَسْبُهُ، وَصَلُحَتْ سَرِيرَتُهُ، وَكَرُمَتْ عَلَانِيَتُهُ، وَعَزَلَ عَنِ النَّاسِ شَرَّهُ. طُوبَى لِمَنْ عَمِلَ بِعِلْمِهِ، وَأَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ، وَأَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ قَوْلِهِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ مِنْ طَرِيقِ نَصِيحٍ الْعَنْسِيِّ عَنْ رَكْبٍ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

35835 / 17702 – وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَدِّثْنِي حَدِيثًا وَاجْعَلْهُ مُوجَزًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ، فَإِنَّكَ إِنْ كُنْتَ لَا تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ، أْيَسْ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ تَكُنْ غَنِيًّا، وَإِيَّاكَ وَمَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.

35836 / ز – عن ابْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي وَأَوْجَزْ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيْكَ بِالْإِيَاسِ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ، وَإِيَّاكَ وَالطَّمِعَ فَإِنَّهُ الْفَقْرُ الْحَاضِرُ، وَصَلِّ صَلَاتَكَ وَأَنْتَ مُوَدَّعٌ، وَإِيَّاكَ وَمَا تَعْتَذِرُ مِنْهُ».

أخرجه الحاكم في المستدرك (7998).

35837 / 17703 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا بَالُ أَقْوَامٍ يُشَرِّفُونَ الْمُتْرَفِينَ، وَيَسْتَخِفُّونَ بِالْعَابِدِينَ، وَيَعْمَلُونَ بِالْقُرْآنِ مَا وَافَقَ أَهْوَاءَهُمْ، وَمَا خَالَفَ أَهْوَاءَهُمْ تَرَكُوهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَيَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ، يَسْعَوْنَ فِيمَا يُدْرِكُونَ بِغَيْرِ سَعْيٍ مِنَ الْقَدَرِ الْمَقْدُورِ، وَالْأَجَلِ الْمَكْتُوبِ، وَالرِّزْقِ الْمَقْسُومِ، وَلَا يَسْعَوْنَ فِيمَا لَا يُدْرَكُ إِلَّا بِالسَّعْيِ مِنَ الْجَزَاءِ الْمَوْفُورِ، وَالسَّعْيِ الْمَشْكُورِ، وَالتِّجَارَةِ الَّتِي لَا تَبُورُ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عُمَرُ بْنُ يَزِيدَ الرَّفَّاءُ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

باب موعظة الرجل لزوجته وأهل بيته

35838 / 9473 – (د) لقيط بن صبرة – رضي الله عنه – قال: «كنت وافِد بني المُنْتَفِقِ – أو في وَفْدهم – إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فلما قَدِمنا لم نُصَادِفْهُ في منزله، وصادَفْنا عائشةَ أمَّ المؤمنين، فأمَرَتْ لنا بخزيرة – وفي رواية: بعَصيدة – فَصُنِعَتْ لنا، قال: وأُتينا بِقناع – ولم يُقِمْ قتيبةُ القِنَاع، والقناع: طبق فيه تمر – فلم نَنْشَبْ أن جاءَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يتقلَّع، يتكفَّأ، فقال: هل أصبتم شيئاً؟ – أو أُمِرَ لكم بشيء – قلنا: نعم يا رسولَ الله، قال: فبينا نحن مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم جُلُوس، إذ دَفَع الراعِي غنمه إلى المُراح، ومعه سَخْلة تَيْعرُ، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ما وَلَّدْت يا فلان؟ قال: بَهْمَة، قال: اذْبَحْ لنا مكانَها شاة، ثم قال: لا تَحْسِبَنَّ – ولم يقل: تَحْسَبَنَّ – أنّا من أجْلِكَ ذبحناها، لنا غَنمٌ مائة، لا نُريد أن تزيد، فإذا وَلَّدَ الرَّاعي بَهْمة ذَبَحْنا مكانها شاة، قال: قلتُ: يا رسولَ الله، إن لي امرأةً، وإن في لسانها شيئاً – يعني البَذاء – قال: طلِّقْها إذاً قال: قلتُ: إن لها صحبة، وإن لي منها ولداً، قال: فَعِظْها، فإن يَكُ فيها خَيْرٌ فستفعل، ولا تضرِب ظَعينتك كضربك أُميَّتَكَ، فقلت: يا رسولَ الله، أخبرني عن الوضوء؟ قال: أسبغِ الوضوء، وخَلِّلْ بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق، إلا أن تكون صائماً» . أخرجه أبو داود، وقال: ورواه ابن جُريج، وقال فيه: «إذا توضأتَ فتمضمضْ» .

وأخرج أيضاً طرفاً يسيراً منه في «كتاب الحروف» ، قال لقيط: «كنتُ وافد بني المنتفق – أو في وَفْدِ بني المنتفق – إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم … فذكر الحديث، فقال: – يعني النبيَّ صلى الله عليه وسلم: لا تَحْسِبَنَّ – ولم يقل: لا تَحْسَبَنَّ» أراد أبو داود من هذا الطرف: كسر سين «تَحْسِبَنَّ» وفتحها.

قلت: ووقع منه طرف آخر في الطهارة في تخليل اللحية والأصابع، كآخر الرواية الأولى، وافق أبا داود فيه الثلاثة من أهل السنن.

باب قوله صلى الله عليه وسلم: لو تعلمون ما أعلم

35839 / 1985 – (ت ه – أبو ذر الغفاري رضي الله عنه ): قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنِّي أرى ما لا تَرَوْنَ، وَأسْمَعُ مَا لا تَسْمَعُونَ، أطَّتِ السَّماء، وحُقَّ لَها أنْ تَئِطَّ، ما فيها مَوضِعُ أَربَع أصَابِعَ إِلا وَمَلَكٌ وَاضعٌ جَبهتهُ للهِ سَاجِداً، والله لو تَعلَمُونَ مَا أعلَمُ لَضحِكتُمْ قَليلاً، وَلَبَكَيْتُمْ كَثيراً، وما تَلَذَّذْتُم بِالنِّساءِ على الفُرُشِ، وَلَخَرَجْتُمْ إِلى الصُّعُدَاتِ تَجأروُنَ إِلى اللهِ، لَوَدِدْتُ أَنِّي شَجَرَةٌ تُعضَدُ».

وفي رواية: أنْ أبا ذَرٍ قال: «لَوَدِدْتُ أَنِّي كنتُ شَجَرَة تُعضَدُ».

ويُروى عن أبي ذرٍّ موقوفاً. أخرجه الترمذي. و أخرجه ابن ماجه مرفوعاً.

35840 / 1986 – (خ ت) أبو هريرة – رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لو تَعلَمُونَ مَا أعلمُ لَضَحِكْتُم قليلاً، ولَبكَيْتُم كثِيراً». أخرجه البخاري، والترمذي.

35841 / 1987 – () أبو هريرة – رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو يَعلمُ المُؤمِنُ ما عِندَ اللهِ من العقُوبةِ مَا طَمِعَ بِجَنَّتِه، ولو يَعْلَمُ الكافرُ ما عندَ الله من الرَّحْمَةِ ما قَنِطَ من جَنَّتهِ». أخرجه.

كذا في الأصل بياض بعد قوله أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، والحديث أخرجه مسلم، رقم (2755) في التوبة، باب في سعة الله رحمة الله تعالى، والترمذي رقم (3536) في الدعوات، باب عظم العقوبة وعظم الرجاء، وأحمد في ” المسند ” (2 / 334 و397 و484).

35842 / 606 – (خ م ت ه – أنس بن مالك رضي الله عنه ): قال: خَطبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خُطْبة ما سمعتُ مثلَها قَطٌّ، فقال: «لو تعلمون ما أعلمُ لضَحِكتم قليلاً، ولبَكَيْتمْ كثيراً» ، قال: فَغَطَّى أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم، ولهم خنين، فقال رجل: من أبي؟ قال: فلان، فنزلت هذه الآية {لا تسأَلوا عن أشياء إن تُبْدَ لكم تسُؤْكُم} المائدة: آية 101 .

وفي رواية أخرى أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خرج حين زاغتِ الشمسُ، فصلى الظُّهْرَ، فقام على المنبر فذكر الساعةَ، وذكَرَ أَنَّ فيها أُمُوراً عظاماً، ثم قال: «من أحبَّ أن يسألَ عن شيءٍ فلْيَسألْ، فلا تسألوني عن شيءٍ إلا أخبرتُكم ما دمتُ في مَقامي، فأكثَرَ الناسُ البكاءَ، وأكثر أن يقول: سَلُوا» فقام عبدُ الله بنُ حُذافَةَ السَّهْمِيُّ، فقال: مَن أَبِي؟ فقال: أبوكَ حُذافَةُ، ثم أَكْثَرَ أنْ يقول: سَلُوني، فَبَرَكَ عمرُ على رُكبتيه، فقال: رضينا بالله ربّاً، وبالإسلام ديناً، وبمحمدٍ نبيّاً، فَسَكَتَ ثم قال: عُرِضَتْ عليَّ الجنةُ والنارُ آنفاً في عُرْض هذا الحائط، فلم أرَ كاليوم في الخير والشَّرِّ قال: ابن شهابٍ: فأخبرني عُبَيْدُ الله بنُ عبد الله بن عُتْبَةَ قال: قالت أم عبد الله بنُ حُذَافة لعبد اللهِ بْنِ حُذافَةَ: ما سمعتُ قَطُّ أَعَقَّ منك، أمِنْتَ أن تكون أُمُّكَ قَارفتْ بعضَ ما يُقارفُ أهل الجاهلية فَتَفضَحَهَا على أعين الناس؟ فقال عبد الله بن حذافة: لو ألحقَني بعبدٍ أَسودَ لَلَحِقْتُهُ.

وفي أخرى قال: بلغ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم عن أصحابه شيءٌ، فخطَبَ، فقال: «عُرِضَتْ عليَّ الجنةُ والنَّارُ، فلم أرَ كاليوم في الخير والشَّرِّ، ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيراً، قال: فما أَتَى على أصحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم يومٌ أَشدُّ منه، قال: غَطوْا رءوسهم، ولهم خنينٌ..» ، ثم ذَكَر قيامَ عمر وقولَه، وقولَ الرجل: مَنْ أَبِي؟ ونزولَ الآية.

وفي أخرى قال: سألوا النبي صلى الله عليه وسلم حتَّى أحْفَوْهُ في المسأَلِة، فصَعِد ذاتَ يومٍ المنبرَ، فقال: لا تسألوني عن شيء إلا بَيَّنْتُهُ لكم، فلما سمعوا ذلك أرَمُّوا ورَهِبُوا أن يكون بين يديْ أمْرٍ قد حَضَرَ، قال أَنس: فجعلتُ أنْظُرُ يميناً وشمالاً، فإذا كلُّ رجلٍ لافٌّ رأسَهُ في ثوبه يَبْكِي، فأنشأ رجل -كان إذا لاحَى يُدْعَى إلى غير أبيه – فقال: يا نبيَّ الله، منْ أبي؟ قال: أبوك حُذافةُ، ثم أنشأ عمر، فقال: رضينا بالله ربّاً، وبالإسلام ديناً، وبمحمدٍ رسولاً، نعوذُ بالله من الفِتن، فقال رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: «ما رأيتُ في الخير والشر كاليوم قطُّ، إني صُوِّرتْ لي الجنةُ والنارُ، حتى رأيتُهما دون الحائط» .

قال قتادة: يُذكرُ هذا الحديثُ عند هذه الآية {لا تسألوا عن أشياء إنْ تُبْدَ لكم تَسُؤْكُمْ} أخرجه البخاري ومسلم.

وأخرج الترمذي منه طَرفاً يسيراً، قال: قال رجل: يا رسولَ اللهِ، منْ أبي؟ قال: أبوك فلان: فنزلت: {يا أيُّها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إنْ تُبْدَ لكم تَسُؤْكُم}. و هكذا لم يخرج ابن ماجه منه إلا قوله ( لو تعلمون . . . . لإلى . . . كثيراً ).

35843 / 17704 – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «سُعِّرَتِ النَّارُ، وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ، يَا أَهْلَ الْحُجُرَاتِ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَالْبَزَّارُ، وَفِيهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ: قَائِدُ الْأَعْمَشِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَوَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَقَالَ: يُخْطِئُ. وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ، وَفِي بَعْضِهِمْ خِلَافٌ.

35844 / 17704/3112– عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَإِذَا قَوْمٌ يَتَحَدَّثُونَ أَضْحَكَهُمْ حَدِيثُهُمْ، فَوَقَفَ فَسَلَّمَ فَقَالَ: “اذْكُرُوا هَادمَ اللَّذَّاتِ، الْمَوْتَ”. وَخَرَجَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ خَرْجَةً أُخْرَى، فَإِذَا قَوْمٌ يَتَحَدَّثُونَ وَيَضْحَكُونَ فَقَالَ: “أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا”. قال: وخرج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْضًا فَإِذَا قَوْمٌ يَتَحَدَّثُونَ وَيَضْحَكُونَ فَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: “أَلَا إِنَّ الْإِسْلَامَ بدأ غريباً، وسيعود غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”، قِيلَ لَهُ: وَمَنِ الْغُرَبَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “الَّذِينَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ صَلَحُوا”.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3112) لأبي يعلى. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 446):

رواه أبو يعلى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ فِيهِ كَوْثَرُ بن حكيم، وهو ضعيف.

35845 / 17705 – وَعَنِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ قَالَ: «خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ غَدَاةٍ فَقَالَ: سُعِّرَتِ النَّارُ لِأَهْلِ 229/10 النَّارِ، وَجَاءَتِ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُمَا رِجَالُ الصَّحِيحِ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (4407) لأبي بكر. هو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (8/ 53) مع جملة شواهد: وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: “لَتُظِلَّنَّكُمْ فِتْنَةٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، أَنْجَى النَّاسِ مِنْهَا- أَوْ فِيهَا- صَاحِبُ شَاهِقَةٍ، يَأْكُلُ مِنْ غَنَمِهِ، وَرَجُلٌ مِنْ وَرَاءِ الدَّرْبِ آخِذٌ بِعَنَانِ فَرَسِهِ يَأْكُلُ مِنْ فَيْءِ سَيْفِهِ”. رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مَوْقُوفًا. وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مَرْفُوعًا بِسَنَدٍ فِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ، وَلَفْظُهُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، يَبِيعُ قَوْمٌ دِينَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا قليل المتمسك يومئذ بدينه كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ- أَوْ قَالَ: عَلَى الشَّوْكِ”. وَعَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم – قال: “اتهم الأمين واؤتمن غَيْرُ الْأَمِينِ، وَكَذِّبَ الصَّادِقُ، وصدِّق الْكَاذِبُ، وَأَنَاخَ بكم (الشرف الجون) قلنا: يا رسول الله، وما الشرف الجون؟ قَالَ: فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ”. رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ وَاللَّفْظُ لَهُ. وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ بِلَفْظِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، يَظْهَرُ النِّفَاقُ، وَتَرْتَفِعُ الْأَمَانَةُ، وَتُقْبَضُ الرَّحْمَةُ، وَيُتَّهَمُ الْأَمِينُ، وَيُؤتَمَنُ غَيْرُ الْأَمِينِ، أَنَاخَ بكم الشرف الجون … ” فَذَكَرَهُ. وَعَنْ عَمْرِو بْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: “خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بَعْدَمَا ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ وَنَاسٌ عِنْدَ الحُجُرات فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْحُجُرَاتِ، سُعِّرَتِ النَّارُ، وَجَاءَتِ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ، وَلَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا وَلَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا”. رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.انتهى. والحديث في المستدرك (6672).

35846 / 17705/3095– عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “عَجَبًا لِغَافِلٍ وَلَا يُغْفَلُ عَنْهُ، وَعَجَبًا لِطَالِبِ دُنْيَا وَالْمَوْتُ يَطْلُبُهُ، وَعَجَبًا لِضَاحِكٍ مِلْءَ فِيهِ وَلَا يَدْرِي أَرْضَى اللَّهَ أَمْ أَسْخَطَهُ”.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3095) لأبي بكر. وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 444).

35847 / 17705/3309– عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عمر رَضِيَ الله عَنْهما يقول: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “لَا تَنْسَوَا العظيمين”. قلنا: يا رَسُولُ الله، وما العظيمان؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “الْجَنَّةُ وَالنَّارُ”. فَذَكَرَ مَا ذكر حتى بكى إلى أن جرى الدمع، أَوْ بَلَّ الدَّمْعُ جَانِبَيْ لِحْيَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: “وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ تَعْلَمُونَ مِنَ الْأَمْرِ مَا أَعْلَمُ، لَمَشَيْتُمْ إِلَى الصَّعِيدِ فَحَثَيْتُمْ عَلَى رؤوسكم التُّرَابَ”.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3309) لأبي يعلى. وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 371).

35848 / 17706 – وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ، لَا تَدْرُونَ تَنْجُونَ أَوْ لَا تَنْجُونَ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَالْبَزَّارُ بِنَحْوِهِ مِنْ طَرِيقِ ابْنَةِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِيهَا، وَلَمْ أَعْرِفْهَا، وَبَقِيَّةُ رِجَالِ الطَّبَرَانِيِّ رِجَالُ الصَّحِيحِ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3305) لعبد بن حميد وللبزار. وقال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 369): رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيدٍ وَالْبَزَّارُ وَالْحَاكِمُ وَقَالَ: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ. وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ، وَفِي الْبُخَارِيِّ وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ.انتهى. وهو في المستدرك (7985).

35849 / 17707 – وَعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَالْبَزَّارُ، وَفِي إِسْنَادِ الطَّبَرَانِيِّ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ، وَإِسْنَادُ الْبَزَّارِ ضَعِيفٌ.

35850 / ز – عن أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَهُمْ يَضْحَكُونَ فَقَالَ: “لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا” فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ لَكَ لِمَ تُقَنِّطُ عِبَادِي قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: “سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وأبشروا”.

باب في أن طالب الجنة لا ينام

35851 / 17708 – عَنْ كُلَيْبِ بْنِ حَزْنٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَا قَوْمِ، اطْلُبُوا الْجَنَّةَ، وَاهْرَبُوا مِنَ النَّارِ جُهْدَكُمْ فَإِنَّ الْجَنَّةَ لَا يَنَامُ طَالِبُهَا، وَالنَّارَ لَا يَنَامُ هَارِبُهَا. أَلَا وَإِنَّ الْآخِرَةَ مُحَفَّفَةً الْيَوْمَ بِالْمَكَارِهِ، وَإِنَّ الدُّنْيَا مُحَفَّفَةٌ بِالشَّهَوَاتِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ بِاخْتِصَارٍ عَنْهُ، وَفِيهِ مُعَلَّى بْنُ الْأَشْدَقِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا.

35852 / 17709 – وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا رَأَيْتُ مِثْلَ الْجَنَّةِ، نَامَ طَالِبُهَا. وَلَا مِثْلَ النَّارِ نَامَ هَارِبُهَا».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

باب في المعروف وأهله

35853 / ز – عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَلِيُّ، اطْلُبُوا الْمَعْرُوفَ مِنْ رُحَمَاءَ أُمَّتِي تَعِيشُوا فِي أَكْنَافِهِمْ، وَلَا تَطْلُبُوهُ مِنَ الْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ فَإِنَّ اللَّعْنَةَ تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ»

«يَا عَلِيُّ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ الْمَعْرُوفَ وَخَلَقَ لَهُ أَهْلًا فَحَبَّبَهُ إِلَيْهِمْ وَحَبِّبْ إِلَيْهِمْ فِعَالَهُ وَوَجَّهَ إِلَيْهِمْ طُلَّابَهُ كَمَا وَجَّهَ الْمَاءَ فِي الْأَرْضِ الْجَرِيبَةِ لِتُحْيِيَ بِهِ وَيَحْيَى بِهَا أَهْلُهَا»

«يَا عَلِيُّ، إِنَّ أَهْلَ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الْآخِرَةِ».

أخرجه الحاكم في المستدرك (7978).

35854 / 17710 – عَنْ جَابِرٍ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ: «يَا كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ، الصَّلَاةُ قُرْبَانٌ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ. يَا كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ، النَّاسُ غَادِيَانِ، النَّاسُ غَادِيَانِ: فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمَوْبِقٌ رَقَبَتَهَا، وَمُبْتَاعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقٌ رَقَبَتَهُ».

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ إِسْحَاقِ بْنِ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَهُوَ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.

35855 / 17711 – وَعَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ، إِذَا كَانَ عَلَيْكَ أُمَرَاءُ مَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ فَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ ; فَلَيْسَ مِنِّي، وَلَا أَنَا مِنْهُ، وَلَا يَرِدُ عَلَى الْحَوْضِ، وَمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ فَلَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَهُوَ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُ. يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ، إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ وَلَا دَمٌ نَبَتَا مِنْ سُحْتٍ ; فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ. يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ، النَّاسُ غَادِيَانِ وَرَائِحَانِ: فَغَادٍ فِي فِكَاكِ رَقَبَتِهِ فَمُعْتِقُهَا، وَغَادٍ فَمَوْبِقُهَا. يَا كَعْبُ، الصَّلَاةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّدَقَةُ تُذْهِبُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يَذْهَبُ الْجَلِيدُ عَلَى الصَّفَا».

قُلْتُ: رَوَاهُ 230/10 التِّرْمِذِيُّ بِاخْتِصَارٍ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

باب فيمن يقبل الموعظة وغيره

35856 / 17712 – عَنْ أَنَسٍ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَعِظُ أَصْحَابَهُ، فَإِذَا ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يَمُرُّونَ فَجَاءَ أَحَدُهُمْ فَجَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَضَى الثَّانِي قَلِيلًا ثُمَّ جَلَسَ، وَمَضَى الثَّالِثُ عَلَى وَجْهِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِهَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ؟ أَمَّا الَّذِي جَاءَ فَجَلَسَ إِلَيْنَا، فَإِنَّهُ تَابَ فَتَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَأَمَّا الَّذِي مَضَى قَلِيلًا ثُمَّ جَلَسَ، فَإِنَّهُ اسْتَحْيَا فَاسْتَحْيَا اللَّهُ مِنْهُ، وَأَمَّا الَّذِي مَضَى عَلَى وَجْهِهِ، فَإِنَّهُ اسْتَغْنَى فَاسْتَغْنَى اللَّهُ عَنْهُ».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

بَاب التَّعَرُّضِ لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ

35857 / 17713 – عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِرَبِّكُمْ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ يُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لَا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَالْكَبِيرِ بِنَحْوِهِ، وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُ، وَمَنْ عَرَفْتُهُمْ وُثِّقُوا.

35858 / 17714 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «افْعَلُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ، فَإِنَّ لِلَّهِ نَفَحَاتٍ مَنْ رَحِمَتِهِ، يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَسَلُوا اللَّهَ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ، وَأَنْ يُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَإِسْنَادُهُ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ عِيسَى بْنِ مُوسَى بْنِ إِيَاسِ بْنِ الْبُكَيْرِ، وَهُوَ ثِقَةٌ.

باب منه في المواعظ

35859 / 17715 – عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: «مَا أَنْكَرْتُمْ مِنْ زَمَانِكُمْ فَبِمَا غَيَّرْتُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ، فَإِنْ يَكُ خَيْرًا فَوَاهًا وَاهًا، وَإِنْ يَكُ شَرًّا فَآهًا آهًا». هَكَذَا سَمِعْتُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

35860 / 17716 – وَعَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالًا لَا تُعْرَفُ، وَيُوشِكُ الْعَازِبُ أَنْ يَئُوبَ إِلَى أَهْلِهِ فَمَسْرُورٌ، وَمَكْظُومٌ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

35861 / 17717 – وَعَنْ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَامِكُمْ، وَلَا إِلَى أَحْسَابِكُمْ، وَلَا إِلَى أَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ، فَمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ صَالِحٌ تَحَنَّنَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَإِنَّمَا أَنْتُمْ بَنُو آدَمَ، وَأَحَبُّكُمْ إِلَيَّ أَتْقَاكُمْ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَفِيهِ ضَعِيفٌ.

35862 / 17718 – وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مَعَهُ بِوَصِيَّةٍ، ثُمَّ الْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَقَالَ: إِنَّ أَهْلَ بَيْتِي 231/10 هَؤُلَاءِ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ أَوْلَى النَّاسِ بِي، وَلَيْسَ كَذَلِكَ، إِنَّ أَوْلِيَائِي مِنْكُمُ الْمُتَّقُونَ، مَنْ كَانُوا، وَحَيْثُ كَانُوا. اللَّهُمَّ إِنِّي لَا أُحِلُّ لَهُمْ فَسَادَ مَا أَصْلَحْتَ، وَايْمُ اللَّهِ، لَتُكْفَأُ أُمَّتِي عَنْ دِينِهَا كَمَا يُكْفَأُ الْإِنَاءُ فِي الْبَطْحَاءِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ.

35863 / 17719 – وَعَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ” أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ عَبْدَانِ: أَحَدُهُمَا يُطِيعُكَ، وَلَا يَخُونُكَ، وَلَا يَكْذِبُكَ، وَالْآخَرُ يَخُونُكَ، وَيَكْذِبُكُ، الَّذِي يُطِيعُكَ وَلَا يَكْذِبُكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمِ الَّذِي يَخُونُكَ وَيَكْذِبُكَ؟ “. قُلْتُ: لَا. بَلِ الَّذِي لَا يَخُونُنِي، وَلَا يَكْذِبُنِي، وَيَصْدُقُنِي الْحَدِيثَ أَحَبُّ إِلَيَّ. قَالَ: ” كَذَاكُمْ أَنْتُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ».

رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ.

35864 / 17720 – وَفِي رِوَايَةٍ عِنْدَهُ أَيْضًا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: «يَا عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ، غُلَامُكَ الَّذِي يُطِيعُكَ وَيَتَّبِعُ أَمْرَكَ، أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ غُلَامُكَ الَّذِي لَا يُطِيعُكَ وَلَا يَتَّبِعُ أَمْرَكَ؟ “. قَالَ: بَلْ. غُلَامِيَ الَّذِي يُطِيعُنِي وَيَتَّبِعُ أَمْرِي، قَالَ: فَكَذَاكُمْ أَنْتُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ بِإِسْنَادَيْنِ، وَرِجَالُ الرِّوَايَةِ الْأُولَى ثِقَاتٌ.

35865 / 17721 – وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَخْلَصَ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ، وَجَعَلَ قَلْبَهُ سَلِيمًا، وَلِسَانَهُ صَادِقًا، وَنَفْسَهُ مُطْمَئِنَّةً، وَخَلِيقَتَهُ مُسْتَقِيمَةً، وَجَعَلَ أُذُنَهُ مُسْتَمِعَةً، وَعَيْنَهُ نَاظِرَةً، فَأَمَّا الْأُذُنُ فَقَمِعٌ، وَالْعَيْنُ مُقِرَّةٌ بِمَا يُوعَى الْقَلْبُ، وَقَدْ أَفْلَحَ مَنْ جَعَلَ قَلْبَهُ وَاعِيًا».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

باب منه في عظة الخضر موسى عليهما السلام

35866 / 17722 – عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَالَ أَخِي مُوسَى – عَلَيْهِ السَّلَامُ -: يَا رَبِّ، أَرِنِي الَّذِي كُنْتَ أَرَيْتَنِي فِي السَّفِينَةِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: يَا مُوسَى، إِنَّكَ سَتَرَاهُ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى أَتَاهُ الْخَضِرُ، وَهُوَ فِي طِيبِ الرِّيحِ، وَحُسْنِ ثِيَابِ الْبَيَاضِ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ، إِنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ: السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ قَالَ مُوسَى: هُوَ السَّلَامُ، وَإِلَيْهِ السَّلَامُ، وَمِنْهُ السَّلَامُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الَّذِي لَا أُحْصِي نِعَمَهُ، وَلَا أَقْدِرُ عَلَى شُكْرِهِ، إِلَّا بِمَعُونَتِهِ، ثُمَّ قَالَ مُوسَى: أُرِيدُ أَنْ تُوصِيَنِي بِوَصِيَّةٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهَا بَعْدَكَ، قَالَ الْخَضِرُ: يَا طَالِبَ الْعِلْمِ، إِنَّ الْقَائِلَ أَقَلُّ مَلَالَةً مِنَ الْمُسْتَمِعِ، فَلَا تُمِلَّ جُلَسَاءَكَ إِذَا حَدَّثَتْهُمْ، وَاعْلَمْ أَنَّ قَلْبَكَ وِعَاءٌ، فَانْظُرْ بِمَا تَحْشُو بِهِ وِعَاءَكَ، وَاعْرِفِ الدُّنْيَا، وَانْبِذْهَا وَرَاءَكَ ; فَإِنَّهَا لَيْسَتْ لَكَ بِدَارٍ، وَلَا لَكَ فِيهَا قَرَارٌ، وَإِنَّهَا جُعِلَتْ بُلْغَةً لِلْعِبَادِ لِيَتَزَوَّدُوا مِنْهَا لِلْمَعَادِ، وَيَا مُوسَى، وَطِّنْ نَفْسَكَ عَلَى الصَّبْرِ تَلْقَ الْحِلْمَ، وَأَشْعِرْ قَلَبَكَ التَّقْوَى تَنَلِ الْعِلْمَ، وَرُضْ نَفْسَكَ عَلَى الصَّبْرِ تَخْلُصْ مِنَ الْإِثْمِ. يَا مُوسَى، تَفَرَّغْ لِلْعِلْمِ إِنْ كُنْتَ تُرِيدُهُ ; فَإِنَّمَا الْعِلْمُ لِمَنْ تَفَرَّغَ لَهُ، وَلَا تَكُنْ 232/10 هَكَّارًا بِالْمَنْطِقِ مِهْذَارًا، إِنَّ كَثْرَةَ الْمَنْطِقِ تَشِينُ الْعُلَمَاءَ، وَتُبْدِي مَسَاوِئَ الْخَفَاءِ، وَلَكِنَّ عَلَيْكَ بِذِي اقْتِصَادٍ، فَإِنَّ ذَلِكَ مِنَ التَّوْفِيقِ وَالسَّدَادِ، وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِ، وَاحْلُمْ عَنِ السُّفَهَاءِ، فَإِنَّ ذَلِكَ فَضْلُ الْحُكَمَاءِ، وَزَيْنُ الْعُلَمَاءِ. إِذَا شَتَمَكَ الْجَاهِلُ فَاسْكُتْ عَنْهُ سِلْمًا، وَجَانِبْهُ حَزْمًا، فَإِنَّ مَا بَقِيَ مِنْ جَهْلِهِ عَلَيْكَ، وَشَتْمِهِ إِيَّاكَ أَعْظَمُ وَأَكْثَرُ. يَا ابْنَ عِمْرَانَ، إِنَّكَ لَا تَرَى أُوتِيَتْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا، فَإِنَّ الِانْدِلَاقَ وَالتَّعَسُّفَ مِنَ الِاقْتِحَامِ وَالتَّكَلُّفِ. يَا ابْنَ عِمْرَانَ، لَا تَفْتَحَنَّ بَابًا لَا تَدْرِي مَا غَلْقُهُ، وَلَا تَغْلِقَنَّ بَابًا لَا تَدْرِي مَا فَتْحُهُ. يَا ابْنَ عِمْرَانَ، مَنْ لَا يَنْتَهِي مِنَ الدُّنْيَا نَهْمَتُهُ، وَلَا تَنْقَضِي مِنْهَا رَغْبَتُهُ، كَيْفَ يَكُونُ عَابِدًا؟ مَنْ يُحَقِّرُ حَالَهُ، وَيَتَّهِمُ اللَّهَ بِمَا قَضَى لَهُ كَيْفَ يَكُونُ زَاهِدًا؟ هَلْ يَكُفُّ عَنِ الشَّهَوَاتِ مَنْ قَدْ غَلَبَ هَوَاهُ، وَيَنْفَعُهُ طَلَبُ الْعِلْمِ وَالْجَهْلِ قَدْ حَوَّلَهُ ; لِأَنَّ سَفَرَهُ إِلَى آخِرَتِهِ، وَهُوَ مُقْبِلٌ عَلَى دُنْيَاهُ. يَا مُوسَى، تَعَلَّمْ مَا تَعْلَمَنَّ لِتَعْمَلَ بِهِ، وَلَا تَعَلَّمْهُ لِتُحَدِّثَ بِهِ، فَيَكُونُ عَلَيْكَ بَوْرُهُ، وَيَكُونُ لِغَيْرِكَ نَوْرُهُ. يَا ابْنَ عِمْرَانَ، اجْعَلِ الزُّهْدَ وَالتَّقْوَى لِبَاسَكَ، وَالْعِلْمَ وَالذِّكْرَ كَلَامَكَ، وَأَكْثِرْ مِنَ الْحَسَنَاتِ ; فَإِنَّكَ مُصِيبٌ السَّيِّئَاتِ، وَزَعْزِعْ بِالْخَوْفِ قَلْبَكَ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُرْضِي رَبَّكَ، وَاعْمَلْ خَيْرًا ; فَإِنَّكَ لَا بُدَّ عَامِلٌ سِوَاهُ. قَدْ وُعِظْتَ إِنْ حَفِظْتَ. فَتَوَلَّى الْخَضِرُ وَبَقِيَ مُوسَى حَزِينًا مَكْرُوبًا».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْوَقَّارُ، وَقَدْ ضَعَّفَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ، وَذَكَرَ أَنَّهُ أَخْطَأَ فِي وَصْلِهِ، وَالصَّوَابُ فِيهِ: عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: … وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ وُثِّقُوا.

باب منه في المواعظ

35867 / 17723 – عَنْ أَبِي مَدِينَةَ الدَّارِمِيِّ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ قَالَ: كَانَ الرَّجُلَانِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا الْتَقَيَا لَمْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَقْرَأَ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ: “{وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [العصر1 – 2]”.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

35868 / 17724 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ: أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ فَقَالَ: «صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةً ثُمَّ قَالَ: “عَلَى مَكَانِكُمُ اثْبُتُوا”. ثُمَّ أَتَى الرِّجَالَ فَقَالَ: “إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنِي أَنْ آمُرَكُمْ أَنْ تَتَّقُوا اللَّهَ، وَأَنْ تَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا”. ثُمَّ تَخَلَّلَ إِلَى النِّسَاءِ فَقَالَ لَهُنَّ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُنِي أَنْ آمُرَكُنَّ أَنْ تَتَّقُوا اللَّهَ، وَأَنْ تَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا». قُلْتُ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَالْبَزَّارُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ لِلنِّسَاءِ: «أَنْ تَتَّقِينَ اللَّهَ، وَأَنْ تَقُلْنَ قَوْلًا سَدِيدًا».، وَفِيهِ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، وَهُوَ مُدَلِّسٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِ أَحْمَدَ رِجَالُ الصَّحِيحِ233/10.

باب منه في المواعظ

35869 / 17725 – عَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ الْغَطَفَانِيُّ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ تَجَبَّرَ، وَاخْتَالَ، وَنَسِيَ الْكَبِيرَ الْمُتَعَالَ. بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ يَخْتِلُ الدُّنْيَا بِالدِّينِ. بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ يَسْتَحِلُّ الْمَحَارِمَ بِالشُّبُهَاتِ. بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ هَوًى يُضِلُّهُ. بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ رَغَبٌ يُذِلُّهُ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ طَلْحَةُ بْنُ زَيْدٍ الرَّقِّيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

35870 / 17726 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْيَوْمَ الرِّهَانُ وَغَدًا السِّبَاقُ، وَالْغَايَةُ الْجَنَّةُ أَوِ النَّارُ، أَنَا الْأَوَّلُ، وَأَبُو بَكْرٍ الْمُصَلِّي، وَعُمَرُ الثَّالِثُ، وَالنَّاسُ بَعْدُ عَلَى السَّبْقِ الْأَوَّلُ فَالْأَوَّلُ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ أَصْرَمُ بْنُ حَوْشَبٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

35871 / 17727 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا بَالُ أَقْوَامٍ يُشَرِّفُونَ الْمُتْرَفِينَ، وَيَسْتَخِفُّونَ بِالْعَابِدِينَ، وَيَعْمَلُونَ بِالْقُرْآنِ مَا وَافَقَ أَهْوَاءَهُمْ، وَمَا خَالَفَ أَهْوَاءَهُمْ تَرَكُوهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ، وَيَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ، يَسْعَوْنَ فِيمَا يُدْرَكُ بِغَيْرِ شَيْءٍ، مِنَ الْقَدَرِ الْمَقْدُورِ، وَالْأَجَلِ الْمَكْتُوبِ، وَالرِّزْقِ الْمَقْسُومِ، وَلَا يَسْعَوْنَ فِيمَا لَا يُدْرَكُ إِلَّا بِالسَّعْيِ مِنَ الْجَزَاءِ الْمَوْفُورِ، وَالسَّعْيِ الْمَشْكُورِ، وَالتِّجَارَةِ الَّتِي لَا تَبُورُ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عُمَرُ بْنُ يَزِيدَ الرَّفَّا، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

35872 / 17728 – وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى قَالَ: قَالَ دَاوُدُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُنْ لِلْيَتِيمِ كَالْأَبِ الرَّحِيمِ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ كَمَا تَزْرَعُ تَحْصُدُ. وَمَثَلُ الْمَرْأَةِ الصَّالِحَةِ لِبَعْلِهَا كَالْمَلِكِ الْمُتَوَّجِ بِالتَّاجِ الْمُخَوَّصِ بِالذَّهَبِ، كُلَّمَا رَآهَا قَرَّتْ بِهَا عَيْنَاهُ، وَمَثَلُ الْمَرْأَةِ السُّوءِ لِبَعْلِهَا كَالْحِمْلِ الثَّقِيلِ عَلَى الشَّيْخِ الْكَبِيرِ. وَاعْلَمْ أَنَّ خُطْبَةَ الْأَحْمَقِ فِي نَادِي قَوْمِهِ كَمَثَلِ الْمُغَنِّي عِنْدَ رَأْسِ الْمَيِّتِ، وَلَا تَعِدَنَّ أَخَاكَ شَيْئًا، ثُمَّ لَا تُنْجِزُهُ، فَتُورِثُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةً، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ صَاحِبٍ إِنْ ذَكَرْتَ اللَّهَ لَمْ يُعِنْكَ، وَإِنْ نَسِيتَهُ لَمْ يُذَكِّرْكَ، وَهُوَ الشَّيْطَانُ. وَاذْكُرْ مَا تَكْرَهُ أَنْ يُذْكَرَ مِنْكَ فِي نَادِي قَوْمِكَ، فَلَا تَفْعَلْهُ إِذَا خَلَوْتَ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ بِسَنَدَيْنِ، وَرِجَالُ أَحَدِهِمَا رِجَالُ الصَّحِيحِ.

35873 / 17729 – وَعَنْ أَبِي كَبْشَةَ قَالَ: «لَمَّا كَانَتْ غَزْوَةُ تَبُوكَ تَسَارَعَ النَّاسُ إِلَى الْحِجْرِ لِيَدْخُلُوا فِيهِ، فَنُودِيَ فِي النَّاسِ: إِنَّ الصَّلَاةَ جَامِعَةٌ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُمْسِكٌ بَعِيرَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: ” عَلَى مَا تَدْخُلُونَ عَلَى أَقْوَامٍ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ؟”. قَالَ: فَنَادَاهُ رَجُلٌ: تَعْجَبُ مِنْهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ؟ نَبِيُّكُمْ يُنْبِئُكُمْ بِمَا كَانَ قَبْلَكُمْ، وَمَا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ، اسْتَقِيمُوا وَسَدِّدُوا ; فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَعْبَأُ بِعَذَابِكُمْ شَيْئًا».

رَوَاهُ 234/10 الطَّبَرَانِيِّ مِنْ طَرِيقِ الْمَسْعُودِيِّ، وَقَدِ اخْتَلَطَ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ وُثِّقُوا.

35874 / 17730 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ – يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ – قَالَ: مَنْ يُرَاءِ يُرَاءِ اللَّهُ بِهِ، وَمَنْ يُسَمِّعْ يُسَمِّعِ اللَّهُ بِهِ، وَمَنْ تَطَاوَلَ تَعْظِيمًا يُخْفِضُهُ اللَّهُ، وَمَنْ تَوَاضَعَ خَشْيَةً يَرْفَعُهُ اللَّهُ. وَالنَّاسُ مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا مَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ، وَمُقَتَّرٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَمُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ، وَمُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ. قُلْنَا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟ قَالَ: أَمَّا الْمُسْتَرِيحُ فَالْمُؤْمِنُ إِذَا مَاتَ اسْتَرَاحَ، وَأَمَا الْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ فَهُوَ الَّذِي يَظْلِمُ النَّاسَ وَيَغْتَابُهُمْ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ الْمَسْعُودِيُّ، وَقَدِ اخْتَلَطَ.

35875 / 17731 – وَعَنْ حُصَيْنِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ: إِنَّ الْجَنَّةَ حُفَّتْ بِالْمَكَارِهِ، وَإِنَّ النَّارَ حُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ، فَمَنِ اطَّلَعَ الْحِجَابَ وَاقَعَ مَا وَرَاءَهُ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

35876 / 17731/3134– عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ: ” أَلَا إِنَّ عَمَلَ الْآخِرَةِ حَزَنٌ بربوة ثَلَاثًا، وَإِنَّ عَمَلَ النَّارَ سَهْلٌ بِشَهْوَةٍ، وَالسَّعِيدُ مَنْ وُقِيَ الْفِتَنَ”.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3134) لإسحاق. ولم اجده.

35877 / 17732 – وَعَنْ مَعْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعَبْدِ اللَّهِ: أَوْصِنِي بِكَلِمَاتٍ جَوَامِعَ نَوَافِعَ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: اعْبُدِ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَزُلْ مَعَ الْقُرْآنِ حَيْثُ زَالَ، وَمَنْ أَتَاكَ بِحَقٍّ فَاقْبَلْ مِنْهُ وَإِنْ كَانَ بَعِيدًا، وَمَنْ أَتَاكَ بِبَاطِلٍ فَارْدُدْهُ وَإِنْ كَانَ حَبِيبًا قَرِيبًا.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ، إِلَّا أَنَّ مَعْنًا لَمْ يُدْرِكِ ابْنَ مَسْعُودٍ.

35878 / 17733 – وَعَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَيْسَ الْعِلْمُ مِنْ كَثْرَةِ الْحَدِيثِ، وَلَكِنَّ الْعِلْمَ مِنَ الْخَشْيَةِ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ، إِلَّا أَنَّ عَوْنًا لَمْ يُدْرَكِ ابْنَ مَسْعُودٍ.

35879 / 17734 – وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: مَا مِنْكُمْ إِلَّا ضَيْفٌ وَعَارِيَةٌ، وَالضَّيْفُ مُرْتَحِلٌ، وَالْعَارِيَةُ مُؤَدَّاةٌ لِأَهْلِهَا.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَالضَّحَّاكُ لَمْ يُدْرِكِ ابْنَ مَسْعُودٍ، وَفِيهِ ضَعْفٌ.

35880 / 17735 – وَعَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: لَوْ وَقَفْتُ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ فَقِيلَ لِي: اخْتَرْ نُخَيِّرْكَ مِنْ أَيِّهَا تَكُونُ أَحَبَّ إِلَيْكَ، أَوْ تَكُونُ رَمَادًا؟ لَأَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ رَمَادًا.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ، إِلَّا أَنِّي لَمْ أَجِدْ لِلْحَسَنِ سَمَاعًا مِنِ ابْنِ مَسْعُودٍ.

35881 / 17736 – وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ، إِلَّا أَنَّ الْبَعِيدَ مَا لَيْسَ بِآتٍ، لَا يَعْجَلُ اللَّهُ لِعَجَلَةِ أَحَدٍ، وَلَا يَخِفُّ لِأَمْرِ النَّاسِ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا مَا شَاءَ النَّاسُ، يُرِيدُ اللَّهُ أَمْرًا، وَيُرِيدُ النَّاسُ أَمْرًا، مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَلَوْ بَاعَدَهُ النَّاسُ، وَلَا مُقَرِّبَ لَمَا بَاعَدَهُ اللَّهُ، وَلَا مُبْعِدَ لِمَا قَرَّبَ اللَّهُ، وَلَا يَكُونُ شَيْءٌ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ، أَصْدَقُ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنُ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٌ ضَلَالَةٌ، وَخَيْرُ مَا أُلْقِيَ فِي الْقَلْبِ الْيَقِينُ، وَخَيْرُ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ، وَخَيْرُ الْعِلْمِ مَا نَفَعَ، وَخَيْرُ الْهُدَى مَا اتُّبِعَ، وَمَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى، وَإِنَّمَا يَصِيرُ أَحَدُكُمْ إِلَى مَوْضِعِ أَرْبَعِ أَذْرُعٍ ; فَلَا تُمِلُّوا النَّاسَ وَلَا تُسَلِّمُوهُمْ، إِنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ نَشَاطًا وَإِقْبَالًا، أَلَا وَإِنَّ لَهَا سَآمَةً وَإِدْبَارًا، وَشَرُّ الرَّوَايَا رَوَايَا الْكَذِبِ. أَلَا وَإِنَّ الْكَذِبَ يَقُودُ إِلَى الْفَجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَقُودُ إِلَى النَّارِ، أَلَا وَعَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ وَإِنَّ الصِّدْقَ يَقُودُ إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَقُودُ إِلَى الْجَنَّةِ وَاعْتَبِرُوا ذَلِكَ إِنَّهُمَا إِلْفَانِ اِلْتَقَيَا. يُقَالُ لِلصَّادِقِ: صَدَقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وَلَا يَزَالُ الْكَاذِبُ يَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ كَذَّابًا أَلَا وَإِنَّ الْكَذِبَ لَا يَصْلُحُ إِلَّا فِي الْجِدِّ وَلَا هَزْلَ وَلَا أَنْ يَعِدَ الرَّجُلُ مِنْكُمْ صَبِيَّهُ ثُمَّ لَا يُنْجِزُ لَهُ. أَلَا وَلَا تَسْأَلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَيْءٍ ; فَإِنَّهُمْ قَدْ طَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ، وَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ، وَابْتَدَعُوا فِي دِينِهِمْ، فَإِنْ 235/10 كُنْتُمْ لَا بُدَّ سَائِلِيهِمْ، فَمَا وَافَقَ كِتَابَكُمْ فَخُذُوا، وَمَا خَالَفَكُمْ فَاهْدُوا عَنْهُ وَاسْكُتُوا.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ بِإِسْنَادٍ مُنْقَطِعٍ، وَرِجَالُ إِسْنَادِهِ ثِقَاتٌ.

35882 / 17735/3105– عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ: “إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كَلَامُ اللَّهِ، وَأَوْثَقُ الْعُرَى كَلِمَةُ التَّقْوَى، وَخَيْرُ الْمِلَلِ ملة إبراهيم عليه السلام، وَأَحْسَنُ الْقَصَصِ هَذَا الْقُرْآنُ، وَأَحْسَنُ السُّنَنِ سُنَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْرَفُ الْحَدِيثِ ذكر الله تعالى، وَخَيْرُ الْأُمُورِ عَزَائِمُهَا، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَأَحْسَنُ الْهَدْيِ هَدي الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وَأَشْرَفُ الْمَوْتِ قتل الشهداء، وأعر الضَّلَالَةِ الضَّلَالَةُ بَعْدَ الْهُدَى، وَخَيْرُ الْعَمَلِ أَوِ الْعِلْمِ – شَكَّ بِشْرٌ -، مَا نَفَعَ، وَخَيْرُ الْهُدَى مَا اتُّبِعَ، وَشَرُّ الْعَمَى عَمَى الْقَلْبِ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَمَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى. وَنَفْسٌ تحييها خَيْرٌ مِنْ إِمَارَةٍ لَا تحصيها، وشر الغِيْلة الغِيْلة عِنْدَ حَضْرَةِ الْمَوْتِ، وَشَرُّ النَّدَامَةِ نَدَامَةُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ لَا يَأْتِي الْجُمُعَةَ أَوِ الصَّلَاةَ إِلَّا دُبُرًا، وَلَا يذكر الله تعالى إِلَّا هَجْرًا، وَأَعْظَمُ الْخَطَايَا اللِّسَانُ الْكَذُوبُ وَخَيْرُ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ، وَخَيْرُ الزَّادِ التَّقْوَى، وَرَأْسُ الْحِكْمَةِ مخافة الله تعالى، وَخَيْرُ مَا أُلْقِيَ فِي الْقَلْبِ الْيَقِينُ، وَالرَّيْبُ مِنَ الْكُفْرِ، وَالنَّوْحُ مِنْ عَمَلِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَالْغُلُولُ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ، وَالْكَنْزُ كَيٌّ مِنَ النَّارِ، وَالشِّعْرُ مَزَامِيرِ إِبْلِيسَ، وَالْخَمْرُ جِمَاعُ الْإِثْمِ، وَالنِّسَاءُ حَبَائِلُ الشَّيْطَانِ، وَالشَّبَابُ شُعْبَةٌ مِنَ الْجُنُونِ، وَشَرُّ الْمَكَاسِبِ مَكَاسِبُ الرِّبَا، وشر المآكل مأكل مَالِ الْيَتَامَى، وَالسَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ، وَالشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَإِنَّمَا يَكْفِي أَحَدُكُمْ مَا قَنَعَتْ بِهِ نَفْسُهُ، وَإِنَّمَا يَصِيرُ إِلَى مَوْضِعِ أَرْبَعَةِ أَذْرُعٍ، وخير الأمر ناجزه، وَأَمْلَكُ الْعَمَلِ خَوَاتِمُهُ، وَشَرُّ الرَّوَايَا رَوَايَا الْكَذِبِ، وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ، وَسِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ، وَأَكْلُ لَحْمِهِ مِنْ معاصي الله تعالى، ولحرمة مَالِهِ كَحُرْمَةِ دَمِهِ، ومن يَتَأَلَّ على الله تعالى يُكَذِّبْهُ، وَمَنْ يَغْفِرْ يَغْفِرِ اللَّهُ لَهُ، وَمَنْ يَعْفُ يَعْفُ اللَّهُ عَنْهُ، وَمِنْ يَكْظِمِ الْغَيْظَ يأجره الله تعالى، وَمَنْ يَصْبِرْ على الرزايا يعنه الله عزَّ وجلّ، وَمَنْ يَعْرِفِ الْبَلَاءَ يَصْبِرْ عَلَيْهِ، وَمَنْ لَا يَعْرِفْهُ ينكره ومن يُنْكِرْهُ يضيعه الله تبارك وتعالى، وَمَنْ يَتْبَعِ السُّمْعَةَ يُسَمِّعِ اللَّهُ به، ومن ينو الدُّنْيَا تعجزه، ومن يطلع الشَّيْطَانَ يعص الله عزَّ وجلّ، وَمَنْ يعص الله تعالى يُعَذِّبْهُ “.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3105) لأبن أبي عمر. وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 403). وانظر ما بعده.

35883 / 17735/3106– عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ كَانَ يخطُب كل عشية خَمِيسٍ بِهَذِهِ الْخُطْبَةِ، قَالَ: وَكُنَّا نَرَى أَنَّهَا خُطْبَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ” أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كتاب الله تعالى، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِّ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، أَلَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ مَوْقُوفُونَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، يَنْفُذُكُمُ الْبَصَرُ، وَيَسْمَعُكُمُ الْمُنَادِي، وَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَإِنَّ السَّعِيدَ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ”.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3106) لأحمد بن منيع. عزاه له في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 403) وقال: بسند ضعيف.

35884 / 17735/3107– عن الباهلي قال: أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، قَامَ فِي النَّاسِ خَطِيبًا، مَدْخَلَهُمُ الشَّامَ بِالْجَابِيَةِ، فَقَالَ: “تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ تُعْرَفُوا بِهِ، وَاعْمَلُوا بِهِ تَكُونُوا مِنْ أهله، وإنه لن يَبْلُغْ مَنْزِلَةَ ذِي حَقٍّ أَنْ يُطَاعَ فِي معصية الله تعالى، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَا يُقَرِّبُ مِنْ أَجَلٍ، وَلَا يُبَعِّدُ مِنْ رِزْقٍ قَوْلٌ بِحَقٍّ وَتَذْكِيرُ عَظِيمٍ، وَاعْلَمُوا أَنَّ بَيْنَ الْعَبْدِ وبين رزقه حجاب، قال: فيترأى له رِزْقِهِ وَإِنِ اقْتَحَمَ هَتَكَ الْحِجَابَ، وَلَمْ يُدْرِكْ فَوْقَ رِزْقِهِ، وَأَدِّبُوا الْخَيْلَ، وَانْتَضِلُوا، وَانْتَعِلُوا وَتَسَوَّكُوا، وَتَمَعْدَدُوا، وَإِيَّاكُمْ وَأَخْلَاقَ الْعَجَمِ، وَمُجَاوِرَةَ الْجَبَّارِينَ، وَأَنْ يُرَى بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ صَلِيبٌ، وَأَنْ تَجْلِسُوا عَلَى مَائِدَةٍ يُشْرَبُ عَلَيْهَا الْخَمْرُ، وتدخلوا الْحَمَّامَ بِغَيْرِ إِزَارٍ، وتدعوا نِسَاءَكُمْ يَدْخُلْنَ الْحَمَّامَاتِ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَحِلُّ، وَإِيَّاكُمْ أَنْ تَكْسِبُوا مِنْ عِنْدِ الْأَعَاجِمِ بَعْدَ نُزُولِكُمْ فِي بِلَادِهِمْ مَا يَحْبِسُكُمْ فِي أرضهم، فإنكم يوشك أَنْ تَرْجِعُوا إِلَى بِلَادِكُمْ، وَإِيَّاكُمْ والصفار أَنْ تَجْعَلُوهُ فِي رِقَابِكُمْ، وَعَلَيْكُمْ بِأَمْوَالِ الْعَرَبِ الْمَاشِيَةِ تزولون بها حيث زلتم، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْأَشْرِبَةَ تُصْنَعُ مِنْ الزَّبِيبِ وَالْعَسَلِ وَالتَّمْرِ، فَمَا عُتِّقَ مِنْهُ، فَهُوَ خَمْرٌ لَا يَحِلُّ، وَاعْلَمُوا أن الله تعالى لَا يُزَكِّي ثَلَاثَةَ نَفَرٍ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلَا يُقَرِّبُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: رَجُلٌ أَعْطَى إِمَامَهُ صَفْقَةً يُرِيدُ بِهَا الدُّنْيَا، فَإِنْ أَصَابَهَا وَفَى لَهُ، وَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا لَمْ يَفِ لَهُ، وَرَجُلٌ خَرَجَ بِسِلْعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَحَلَفَ لَقَدْ أُعْطِيَ بِهَا كَذَا وَكَذَا فَاشْتُرِيَتْ لقوله، وَسِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ، وَلَا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَهْجُرَ أَخَاكَ فَوْقَ ثَلَاثٍ، وَمَنْ أَتَى سَاحِرًا أَوْ كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ”.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3107) لأبن أبي عمر. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 404): رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ ابن لهيعة.

35885 / 17736 – وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ، إِلَّا أَنَّ الْبَعِيدَ مَا لَيْسَ بِآتٍ، لَا يَعْجَلُ اللَّهُ لِعَجَلَةِ أَحَدٍ، وَلَا يَخِفُّ لِأَمْرِ النَّاسِ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا مَا شَاءَ النَّاسُ، يُرِيدُ اللَّهُ أَمْرًا، وَيُرِيدُ النَّاسُ أَمْرًا، مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَلَوْ بَاعَدَهُ النَّاسُ، وَلَا مُقَرِّبَ لَمَا بَاعَدَهُ اللَّهُ، وَلَا مُبْعِدَ لِمَا قَرَّبَ اللَّهُ، وَلَا يَكُونُ شَيْءٌ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ، أَصْدَقُ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنُ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٌ ضَلَالَةٌ، وَخَيْرُ مَا أُلْقِيَ فِي الْقَلْبِ الْيَقِينُ، وَخَيْرُ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ، وَخَيْرُ الْعِلْمِ مَا نَفَعَ، وَخَيْرُ الْهُدَى مَا اتُّبِعَ، وَمَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى، وَإِنَّمَا يَصِيرُ أَحَدُكُمْ إِلَى مَوْضِعِ أَرْبَعِ أَذْرُعٍ ; فَلَا تُمِلُّوا النَّاسَ وَلَا تُسَلِّمُوهُمْ، إِنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ نَشَاطًا وَإِقْبَالًا، أَلَا وَإِنَّ لَهَا سَآمَةً وَإِدْبَارًا، وَشَرُّ الرَّوَايَا رَوَايَا الْكَذِبِ. أَلَا وَإِنَّ الْكَذِبَ يَقُودُ إِلَى الْفَجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَقُودُ إِلَى النَّارِ، أَلَا وَعَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ وَإِنَّ الصِّدْقَ يَقُودُ إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَقُودُ إِلَى الْجَنَّةِ وَاعْتَبِرُوا ذَلِكَ إِنَّهُمَا إِلْفَانِ اِلْتَقَيَا. يُقَالُ لِلصَّادِقِ: صَدَقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وَلَا يَزَالُ الْكَاذِبُ يَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ كَذَّابًا أَلَا وَإِنَّ الْكَذِبَ لَا يَصْلُحُ إِلَّا فِي الْجِدِّ وَلَا هَزْلَ وَلَا أَنْ يَعِدَ الرَّجُلُ مِنْكُمْ صَبِيَّهُ ثُمَّ لَا يُنْجِزُ لَهُ. أَلَا وَلَا تَسْأَلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَيْءٍ ; فَإِنَّهُمْ قَدْ طَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ، وَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ، وَابْتَدَعُوا فِي دِينِهِمْ، فَإِنْ 235/10 كُنْتُمْ لَا بُدَّ سَائِلِيهِمْ، فَمَا وَافَقَ كِتَابَكُمْ فَخُذُوا، وَمَا خَالَفَكُمْ فَاهْدُوا عَنْهُ وَاسْكُتُوا.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ بِإِسْنَادٍ مُنْقَطِعٍ، وَرِجَالُ إِسْنَادِهِ ثِقَاتٌ.

35886 / 17737 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَرَأَ: ” {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} [الأعلى: 16] ” فَقَالَ: هَلْ تَدْرُونَ بِأَيِّ شَيْءٍ ابْتَدَأَ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا؟ لِأَيِّ شَيْءٍ آثَرْنَا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا؟ عُجِّلَتْ لَنَا الدُّنْيَا، وَأُوتِينَا لَذَّتَهَا وَبَهْجَتَهَا، وَغُيِّبَتْ عَنَّا الْآخِرَةُ، وَزُوِيَتْ عَنَّا فَأَحْبَبْنَا الْعَاجِلَ، وَتَرَكْنَا الْآجِلَ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَقَدِ اخْتَلَطَ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

35887 / 17738 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: النَّاسُ غَادِيَانِ: فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمَوْبِقُهَا، وَمُعَادِيهَا فَمُعْتِقُهَا. الصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّدَقَةُ جُنَّةٌ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ، وَالسَّكِينَةُ مَغْنَمٌ وَتَرْكُهَا مَغْرَمٌ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ.

35888 / 17739 – وَعَنْ سَعْدِ بْنِ عُمَارَةَ: أَخِي بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ لَهُ: عِظْنِي فِي نَفْسِي يَرْحَمْكَ اللَّهُ قَالَ: إِذَا انْتَهَيْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَأَسْبِغِ الْوُضُوءَ ; فَإِنَّهُ لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ، وَلَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا صَلَاةَ لَهُ، ثُمَّ إِذَا صَلَّيْتَ فَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ وَاتْرُكْ طَلَبَ كَثِيرٍ مِنَ الْحَاجَاتِ ; فَإِنَّهُ فَقْرٌ حَاضِرٌ، وَاجْمَعِ الْيَأْسَ مِمَّا عِنْدَ النَّاسِ ; فَإِنَّهُ هُوَ الْغِنَى، وَانْظُرْ مَا تَعْتَذِرُ مِنْهُ مِنَ الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ فَاجْتَنِبْهُ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

35889 / 17740 – وَعَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَيْمَنَ الْأَلْهَانِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ وَهُوَ يَخْطُبُ بِحِمْصَ، وَهُوَ يَقُولُ: أَلَا إِنَّ الْهَلَكَةَ أَنْ تُعْمَلَ السَّيِّئَاتُ فِي زَمَانِ الْبَلَاءِ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

35890 / ز – عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ: ” اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هِرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاءَكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ.

أخرجه الحاكم في المستدرك (7916).

35891 / ز – عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: نَزَلْنَا مِنَ الْمَدَائِنِ عَلَى فَرْسَخٍ فَلَمَّا جَاءَتِ الْجُمُعَةُ حَضَرَ وَحَضَرْتُ مَعَهُ فَخَطَبَنَا حُذَيْفَةُ، فَقَالَ: ” إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر: 1] أَلَا وَإِنَّ السَّاعَةَ قَدِ اقْتَرَبَتْ أَلَا وَإِنَّ الْقَمَرَ قَدِ انْشَقَّ، أَلَا وَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِفِرَاقٍ، أَلَا وَإِنَّ الْيَوْمَ الْمِضْمَارُ وَغَدًا السِّبَاقُ “، فَقُلْتُ لِأَبِي: أَيَسْتَبِقُ النَّاسُ غَدًا؟ قَالَ: يَا بُنَيَّ إِنَّكَ لَجَاهِلٌ، إِنَّمَا يَعْنِي الْعَمَلَ الْيَوْمَ وَالْجَزَاءُ غَدًا، فَلَمَّا جَاءَتِ الْجُمُعَةُ الْأُخْرَى حَضَرْنَا فَخَطَبَنَا حُذَيْفَةُ، فَقَالَ: ” إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُ: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر: 1] أَلَا وَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِفِرَاقٍ، أَلَا وَإِنَّ الْيَوْمَ الْمِضْمَارُ وَغَدًا السِّبَاقُ، أَلَا وَإِنَّ الْغَايَةَ النَّارُ وَالسَّابِقُ مَنْ سَبَقَ إِلَى الْجَنَّةِ.

أخرجه الحاكم في المستدرك (8836).

باب فيما يخاف من الغنى، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يخشى على أمته الفقر

35892 / 1238 – (خ م ت ه – المسور بن مخرمة رضي الله عنه ): أنَّ عمرو بنَ عوْفٍ أخْبَرَهُ أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بعثَ أبا عُبَيْدةَ بنَ الجرَّاح إلى البَحْرَيْن يأتي بجِزيتها، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم صالَحَ أهلَ البحرين، وأمَّر عليهم العلاءَ بنَ الْحَضْرَمِيِّ، فقَدِم أبو عبيدة بمالٍ من البحْرين، فسمعتِ الأنصارُ بقُدوم أبي عُبيدةَ، فَوافَوْا صلاةَ الفجر مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا صلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم انصرفَ، فَتَعرَّضوا له، فَتَبَسَّمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم، ثم قال: «أُظُنُّكُمْ سمعتُم أنَّ أبا عُبَيْدةَ قَدِم بشيءٍ من البحرين؟» فقالوا: أَجلْ يا رسولَ الله، فقال: «أبْشِرُوا وأمِّلُوا ما يَسُرُّكُمْ، فوالله مَا الْفقْرَ أخْشى عليكم، ولكني أخشى أنْ تُبْسَط الدُّنيا عليكم كما بُسِطَتْ على من كان قبلكم، فَتَنافَسُوها كما تَنافسوها وتُهْلِكَكُمْ كما أهْلَكَتْهُمْ». أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي. وابن ماجه.

إلا أنَّ الترمذي لم يذكر الصلحَ، وتأمير الْعلاءِ.

35893 / 8469 – (خ م) عقبة بن عامر – رضي الله عنه – «أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم خرج يوماً، فصلَّى على أهلِ أُحُد صلاتَه على الميت، ثم انصرف إلى المنبر، فقال: إني فَرَطٌ لكم، وأنا شهيدٌ عليكم، وإني والله لأْنظُرُ إلى حوضي الآن، وإني أُعطيتُ مفاتيحَ خزائن الأرض- أو مفاتيح الأرض – وإني والله، ما أخاف عليكم أن تُشْرِكوا بعدي، ولكن أخاف عليكم الدنيا أن تَنافَسُوا فيها» .

وفي رواية قال: «صَلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على قَتْلى أُحُد بعد ثمان سنين، كالمُوَدِّع للأحْيَاءِ والأموات، ثم طَلَعَ على المنبر، فقال: إني بين أيديكم فَرَطٌ وأنا شَهيدٌ عليكم، وإنَّ مَوعِدَكُم الحوضُ، وإني لأنظر إليه من مَقامي هذا، وإني لَستُ أخشى عليكم أن تُشرِكوا، ولكنْ أخشى عليكم الدنيا أن تَنَافَسُوها. قال: فكانت آخرَ نَظْرَةٍ نَظَرتُها إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم» .

وفي أخرى «إني فَرَطُكم على الحوض، وإنَّ عَرْضَهُ كما بين أيْلَةَ إلى الجُحْفة – وفيها – ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تَنافَسوا فيها، وتَقْتَتِلوا فَتهْلِكوا، كما هَلكَ مَنْ كان قبلكم» .

قال عقبة: «فكانت آخرَ ما رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم على المنبر» أخرجه البخاري ومسلم.

35894 / 4140 – ( ه – أَنَس بن مالك رضي الله عنه ) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ غَنِيٍّ، وَلَا فَقِيرٍ، إِلَّا وَدَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّهُ أُتِيَ مِنَ الدُّنْيَا قُوتًا». أخرجه ابن ماجه .

35895 / 17741 – عَنْ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ: «أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعِنْدَهُ نَفَرٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ، فَأَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى سَفَطٍ أَتَى بِهِ مِنْ قَلْعَةٍ مِنَ الْعِرَاقِ، فَكَانَ فِيهِ خَاتَمٌ، فَأَخَذَهُ بَعْضُ بَنِيهِ فَأَدْخَلَهُ فِي فِيهِ، فَانْتَزَعَهُ عُمَرُ مِنْهُ، ثُمَّ بَكَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ مَنْ عِنْدَهُ: لِمَ تَبْكِ وَقَدْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكَ، وَأَظْهَرَكَ عَلَى عَدُوِّكَ، وَأَقَرَّ عَيْنَكَ؟! فَقَالَ عُمَرُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” لَا تُفْتَحُ الدُّنْيَا عَلَى أَحَدٍ إِلَّا أَلْقَى اللَّهُ عز وجل بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ “. وَأَنَا أُشْفِقُ مِنْ ذَلِكَ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَالْبَزَّارُ، وَأَبُو يَعْلَى فِي الْكَبِيرِ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

35896 / 17742 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَخْشَى عَلَيْكُمُ الْفَقْرَ، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمُ التَّكَاثُرَ، وَمَا أَخْشَى عَلَيْكُمُ الْخَطَأَ، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمُ الْعَمْدَ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

35897 / 17743 – وَعَنَ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: «سَمِعَتِ الْأَنْصَارُ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدِمَ بِمَالٍ مِنْ قِبَلِ الْبَحْرَيْنِ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ إِلَى الْبَحْرَيْنِ، فَوَافَوْا مَعَ رَسُولِ 236/10 اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعَرَّضُوا لَهُ، فَلَمَّا رَآهُمْ تَبَسَّمَ وَقَالَ: ” لَعَلَّكُمْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدِمَ وَقَدِمَ بِمَالٍ؟ “. قَالُوا: أَجَلْ. يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: “أَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا خَيْرًا، فَوَاللَّهِ، مَا الْفَقْرُ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ إِذَا صُبَّتْ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا صَبًّا فَتَنَافَسْتُمُوهَا كَمَا تَنَافَسَهَا مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

35898 / 17744 – وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: «بَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ إِذْ قَامَ أَعْرَابِيٌّ فِيهِ جَفَاءٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَكَلَتْنَا الضَّبُعُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “غَيْرُ ذَلِكَ أَخْوَفُ لِي عَلَيْكُمْ، حِينَ تُصَبُّ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا صَبًّا، فَيَا لَيْتَ أُمَّتِي لَا تَلْبَسُ الذَّهَبَ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَالْبَزَّارُ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَرِجَالُ أَحْمَدَ رِجَالُ الصَّحِيحِ. وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا الْحَدِيثُ وَغَيْرُهُ فِي كِتَابِ الزِّينَةِ.

35899 / 17745 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا مَشِيَتْ أُمَّتِي الْمُطَيْطَاءَ، وَخَدَمَتْهُمْ فَارِسُ وَالرُّومُ، تَسَلَّطَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

35900 / 7503 – (ت) عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا مشَتْ أمتي المُطَيْطَاءَ، وخَدَمَتْها أبناءُ الملوك وفارسُ والروم: سُلِّطَ شِرارُها على خيارِها». أخرجه الترمذي.

35901 / 7504 – (م ه – عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا فُتِحَتْ عليكم خَزَائِنُ فارسَ والروم: أَيُّ قوم أنتم؟ قال عبد الرحمن بن عوف: نكون كما أمرنا الله عزَّ وجلَّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تتنافَسُونَ، ثم تتحاسدون، ثم تتدابرون، أو تتَباغضون، أو غير ذلك، ثم تنطلقون إلى مساكين المهاجرين، فَتَحْمِلُونَ بَعْضُهمْ على رقاب بعض». أخرجه مسلم وابن ماجه لكن قال (فتجعلون) بدل (فتحملون).

35902 / ز – عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ قَيْسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “إِذَا مَشَتْ أُمَّتِي الْمُطَيْطَاءَ، وَخَدَمَتْهُمْ فارس والروم، سلط بعضهم على بعض”.

35903 / ز – عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَدَعَا بِشَرَابٍ فَأُتِيَ بِمَاءٍ وَعَسَلٍ فَلَمَّا أَدْنَاهُ مِنْ فِيهِ بَكَى وَبَكَى حَتَّى أَبْكَى أَصْحَابَهُ فَسَكَتُوا وَمَا سَكَتَ، ثُمَّ عَادَ فَبَكَى حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهُمْ لَنْ يَقْدِرُوا عَلَى مَسْأَلَتِهِ، قَالَ: ثُمَّ مَسَحَ عَيْنَيْهِ فَقَالُوا: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَبْكَاكَ؟ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَيْتُهُ يَدْفَعُ عَنْ نَفْسِهِ شَيْئًا وَلَمْ أَرَ مَعَهُ أَحَدًا فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الَّذِي تَدْفَعُ عَنْ نَفْسِكَ؟ قَالَ: «هَذِهِ الدُّنْيَا مُثِّلَتْ لِي فَقُلْتُ لَهَا إِلَيْكِ عَنِّي ثُمَّ رَجَعَتْ فَقَالَتْ إِنْ أَفْلَتَّ مِنِّي فَلَنْ يَنْفَلِتَ مِنِّي مَنْ بَعْدَكَ».

أخرجه الحاكم في المستدرك (7926).

35904 / ز – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “نَحْنُ الْآخِرُونَ وَالْأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّ الْأَكْثَرِينَ هُمُ الْأَسْفَلُونَ، إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ ويحثي بثوبه “.

35905 / 17746 – وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: «أَنَّهُ كَانَ يُعْطِي النَّاسَ عَطَاءَهُمْ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَأَعْطَاهُ أَلْفَ دِرْهَمٍ، ثُمَّ قَالَ: خُذْهَا فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “إِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الدِّينَارُ وَالدِّرْهَمُ، وَهُمَا مُهْلِكَاكُمْ».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ.

35906 / 17746/3162– عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: “إِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ قَبْلَكُمْ هَذَا الدِّينَارُ وَهَذَا الدِّرْهَمُ، وَهُمَا مُهْلِكَاكُمْ”.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3162) لمسدد. في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 471): رواه مسد د مَوْقُوفًا، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ. وله شاهد… فذكر الذي قبله.

35907 / 17747 – وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا غُدِيَ عَلَيْكُمْ بِجَفْنَةٍ، وَرِيحَ عَلَيْكُمْ بِأُخْرَى؟ “. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا يَوْمَئِذٍ لَبِخَيْرٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلْ أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ».

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.

باب ليس الغنى عن كثرة العرض

35908 / 7620 – (خ م ت ه – أبو هريرة رضي الله عنه ) أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «ليس الغِنى عن كثرة العَرَض، ولكن الغِنى غنى النفسِ». أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه.

35909 / 7621 – (خ م ط د س) أبو هريرة – رضي الله عنه – أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ليس المسكينُ الذي تَرُدُّه اللقمةُ واللقمتان، والتمرةُ والتمرتان، ولكنَّ المسكين الذي لا يجد غِنى يُغنيه، ولا يُفْطَنُ به فَيُتَصَدَّقُ عليه، ولا يقوم فيسأل الناس». هذا لفظ البخاري.

وفي أخرى «ليْس المسكين الذي تردُّه الأُكْلة والأكلتان، ولكن المسكين الذي ليس له غنى ويستَحِي، أو لا يسأل الناس إلحافاً».

وفي أخرى «إنما المسكين الذي يتعفَّف، اقرؤوا إن شئتم {لا يسألونَ الناس إلحافاً} البقرة: 273 ».

وفي رواية لمسلم والموطأ «ليس المسكين بهذا الطَّوَّاف الذي يطوف حول الناس» … وذكر الحديث نحو الأولى، وأخرج النسائي الأولى.

وفي رواية أبي داود «ليس المسكين الذي تردُّه الأُكلة والأكلتان، ولكن المسكين الذي لا يسأل الناس، ولا يفطنون به فَيُعْطُونه».

وفي رواية «ولكن المسكين المتعفف».

وفي أُخرى «فذلك المحروم».

وفي أخرى جعل «المحروم» من كلام الزهري، قال: وهو أصح.

وأخرج النسائي أيضاً رواية أبي داود الأُولى.

35910 / 17748 – عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، إِنَّمَا الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ».

وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1277) لأبي يعلى. قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَأَبُو يَعْلَى، وَرِجَالُ الطَّبَرَانِيِّ رِجَالُ الصَّحِيحِ. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 442): رواه أبو يعلى الْمَوْصِلِيُّ وَالْبَزَّارُ. وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَتَقَدَّمَ في أول كتاب البيوع.

35911 / 17748/3160– عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ الله عَنْه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحو الحديث الأول قبله: “لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، إِنَّمَا الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ”.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3160) للحارث. لم اجده في الاتحاف، وتقدم شاهده عن انس، واخر عن ابي هريرة، وثالث عن ابن مسعود في المواعظ.

35912 / 17749 – وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، تَقُولُ: كَثْرَةُ الْمَالِ الْغِنَى؟”. قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: ” تَقُولُ: قِلَّةُ الْمَالِ الْفَقْرُ؟ “. قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثًا. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “الْغِنَى فِي الْقَلْبِ، وَالْفَقْرُ فِي الْقَلْبِ، مَنْ كَانَ الْغِنَى فِي قَلْبِهِ فَلَا يَضُرُّهُ مَا لَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا، وَمَنْ كَانَ الْفَقْرُ فِي قَلْبِهِ فَلَا يُغْنِيهِ مَا أُكْثِرَ لَهُ فِي الدُّنْيَا، وَإِنَّمَا يَضُرُّ نَفْسَهُ شُحُّهَا».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُ. قُلْتُ: وَيَأْتِي حَدِيثٌ فِيمَنْ يَتَفَرَّغُ لِلْعِبَادَةِ يَمْلَأُ اللَّهُ قَلْبَهُ غِنًى.237/10

35913 / ز – عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، أَتَرَى كَثْرَةَ الْمَالِ هُوَ الْغِنَى؟» قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: «وَتَرَى أَنَّ قِلَّةَ الْمَالِ هُوَ الْفَقْرُ؟» قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «لَيْسَ كَذَلِكَ إِنَّمَا الْغِنَى غِنَى الْقَلْبِ وَالْفَقْرُ فَقْرُ الْقَلْبِ» ثُمَّ سَأَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: «فَكَيْفَ تَرَاهُ؟» قُلْتُ: إِذَا سَأَلَ أُعْطِيَ وَإِذَا حَضَرَ دَخَلَ، قَالَ: ثُمَّ سَأَلَنِي عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ، فَقَالَ: «هَلْ تَعْرِفُ فُلَانًا؟» قُلْتُ: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: فَمَا زَالَ يُحَلِّيهِ وَيَنْعَتُهُ حَتَّى عَرَفْتُهُ. قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «فَكَيْفَ تَرَاهُ؟» قُلْتُ: رَجُلٌ مِسْكِينٌ مِنْ أَهْلِ الْمَسْجِدِ. قَالَ: «هُوَ خَيْرُ مِنْ طِلَاعِ الْأَرْضِ مِثْلَ الْآخَرِ» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا يُعْطَى مِنْ بَعْضِ مَا يُعْطَى الْآخَرُ. قَالَ: «إِنْ يُعْطَ فَهُوَ أَهْلُهُ وَإِنْ يُصْرَفْ عَنْهُ فَقَدْ أُعْطِيَ حَسَنَةً».

(ح685)

أخرجه الحاكم في المستدرك (7999).

35914 / ز – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «سَأَلَ مُوسَى رَبَّهُ عَنْ سِتِّ خِصَالٍ، كَانَ يَظُنُّ أَنَّهَا لَهُ خَالِصَةً، وَالسَّابِعَةُ لَمْ يَكُنْ مُوسَى يُحِبُّهَا، قَالَ: يَا رَبِّ أَيُّ عِبَادِكَ أَتْقَى؟ قَالَ: الَّذِي يَذْكُرُ وَلَا يَنْسَى، قَالَ: فَأَيُّ عِبَادِكَ أَهْدَى؟ قَالَ: الَّذِي يَتْبَعُ الْهُدَى، قَالَ: فَأَيُّ عِبَادِكَ أَحْكُمُ؟ قَالَ: الَّذِي يَحْكُمُ لِلنَّاسِ كَمَا يَحْكُمُ لِنَفْسِهِ، قَالَ: فَأَيُّ عِبَادِكَ أَعْلَمُ؟ قَالَ: عَالِمٌ لَا يَشْبَعُ مِنَ الْعِلْمِ، يَجْمَعُ عِلْمَ النَّاسِ إِلَى عِلْمِهِ، قَالَ: فَأَيُّ عِبَادِكَ أَعَزُّ؟ قَالَ: الَّذِي إِذَا قَدَرَ غَفَرَ، قَالَ: فَأَيُّ عِبَادِكَ أَغْنَى؟ قَالَ: الَّذِي يَرْضَى بِمَا يُؤْتَى، قَالَ: فَأَيُّ عِبَادِكَ أَفْقَرُ؟ قَالَ: صَاحِبٌ مَنْقُوصٌ» ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ الْغِنَى عَنْ ظَهْرٍ، إِنَّمَا الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا جَعَلَ غِنَاهُ فِي نَفْسِهِ وَتُقَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ شَرًّا جَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ»

باب في الإنفاق والاسراف والإمساك والشح

35915 / 2980 – (خ م ت ه – أبو هريرة رضي الله عنه ) أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله عز وجل: يا ابن آدم ، أنفقْ أُنفِقْ عليك، وقال: يدُ الله ملآى، لا يَغيضُها نفقة، سحَّاء الليل والنهار، أَرَأَيتم ما أنْفَقَ منذُ خلق السمواتِ والأرضَ؟ فإنه لم يَغض ما بيده، وكان عرْشُه على الماء، وبيده الميزانُ، يَخفِضُ ويَرفَعُ» وفي رواية: «وبيده الأخرى الفيض أو القبضُ، يرفع ويخفض». أخرجه البخاري ومسلم والترمذي. وزاد البخاري في رواية له في أولها: «نحن الآخِرون السَّابِقون يوم القيامة».

ولفظ ابن ماجه قال: ( يمين الله ملآى لا يغيضها شيء سحاء الليل و النهار، و بيده الأخرى الميزان، يرفع القسط و يخفض. قال: أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات و الأرض، فإنه لم ينقص مما في يديه شيئاً).

35916 / 9376 – (م) جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما – أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «اتقوا الظلم، فإن الظُّلم ظُلماتٌ يوم القيامة، واتقوا الشُّحّ، فإن الشُّحّ أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دِماءهم واستحلّوا محارمهم». أخرجه مسلم.

35917 / 9378 – (د) أبو هريرة – رضي الله عنه – أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «شرَّ ما في الرجل: شُحٌّ هَالِع، وجُبْن خالع». أخرجه أبو داود.

35918 / 9384 – (ت) أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «النار قريبة من كل خَبٍّ بخيل منّان».

وفي رواية: «لا يدخل الجنَة خَبٌّ ولا بخيل ولا منَّان». أخرج الترمذي الرواية الثانية .

35919 / 9385 – (خ س) عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «كلوا، وتصدّقوا، والبَسُوا، في غير إسراف ولا مَخيلة» أخرجه النسائي . وأخرجه البخاري في ترجمة باب.

35920 / 9386 – (خ) عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – قال: «كُلْ ما شئت، والْبَسْ ما شئت، ما أخطأتْكَ اثنتان: سَرَفٌ، ومَخِيلة». أخرجه البخاري في ترجمة باب.

35921 / 17750 – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَلَكٌ بِبَابٍ مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ يَقُولُ: مَنْ يُقْرِضُ الْيَوْمَ يُجْزَ غَدًا، وَمَلَكٌ بِبَابٍ آخَرَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقَ مَالٍ خَلَفًا، وَأَعْطِ مُمْسِكَ مَالٍ تَلَفًا».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ بِإِسْنَادَيْنِ، فِي أَحَدِهِمَا الْمِقْدَامُ بْنُ دَاوُدَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَقَالَ ابْنُ دَقِيقِ الْعِيدِ: إِنَّهُ وُثِّقَ.

35922 / 17751 – وَعَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: «قَالَ عُمَرُ لِلنَّاسِ: مَا تَرَوْنَ فِي فَضْلٍ فَضَلَ عِنْدَنَا مِنْ هَذَا الْمَالِ؟ فَقَالَ النَّاسُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ شَغَلْنَاكَ عَنْ أَهْلِكَ، وَضَيْعَتِكَ، وَتِجَارَتِكَ ; فَهُوَ لَكَ، فَقَالَ لِي: مَا تَقُولُ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: قَدْ أَشَارُوا عَلَيْكَ، فَقَالَ لِي: قُلْ. فَقُلْتُ: لِمَ تَجْعَلُ يَقِينَكَ ظَنًّا، فَقَالَ: لَتَخْرُجَنَّ مِمَّا قُلْتَ، فَقُلْتُ: أَجَلْ وَاللَّهِ لَأَخْرُجَنَّ مِمَّا قُلْتُ، أَتَذْكُرُ حِينَ بَعَثَكَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعِيًا فَأَتَيْتَ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَمَنَعَكَ صَدَقَتَهُ، فَكَانَ بَيْنَكُمَا شَيْءٌ، فَقُلْتَ لِي: انْطَلِقْ مَعِيَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدْنَاهُ خَاثِرًا فَرَجَعْنَا، ثُمَّ غَدَوْنَا عَلَيْهِ فَوَجَدْنَاهُ طَيِّبَ النَّفْسِ، فَأَخْبَرْتَهُ بِالَّذِي صَنَعَ فَقَالَ لَكَ: “أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ؟ “. وَذَكَرْنَا لَهُ الَّذِي مِنْ خُثُورِهِ فِي الْيَوْمِ الْأَوَّلِ، وَالَّذِي رَأَيْنَاهُ مِنْ طِيبِ نَفْسِهِ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي فَقَالَ: ” إِنَّكُمَا أَتَيْتُمَا فِي الْيَوْمِ الْأَوَّلِ، وَقَدْ بَقِيَ عِنْدِي مِنَ الصَّدَقَةِ دِينَارَانِ، فَكَانَ ذَلِكَ الَّذِي رَأَيْتُمَا مِنْ خُثُورِي لَهُ، وَأَتَيْتُمَانِي الْيَوْمَ وَقَدْ وَجَّهْتُهُمَا فَذَلِكَ الَّذِي رَأَيْتُمَا مِنْ طِيبِ نَفْسِي “. فَقَالَ عُمَرُ: صَدَقْتَ وَاللَّهِ، لَأَشْكُرَنَّ لَكَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ، إِلَّا أَنَّ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَلِيٍّ وَلَا عُمَرَ; فَهُوَ مُرْسَلٌ صَحِيحٌ. وَكَذَلِكَ أَبُو يَعْلَى، وَزَادَ فِيهِ فَقُلْتُ: لِمَ تَجْعَلُ يَقِينَكَ ظَنًّا، وَعِلْمَكَ جَهْلًا؟ فَقَالَ: لِتَخْرُجْنَ مِمَّا قُلْتَ، أَوْ لَأُعَاقِبَنَّكَ، وَقَالَ: لَأَشْكُرَنَّ لَكَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لِمَ تُعَجِّلُ الْعُقُوبَةَ وَتُؤَخِّرُ الشُّكْرَ. وَكَذَلِكَ قال الهيثميّ : رواه البزار، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: ” إِنَّكُمَا أَتَيْتُمَانِي وَعِنْدِي دَنَانِيرُ قَدْ قَسَّمْتُهَا وَبَقِيَتْ مِنْهَا سَبْعَةٌ “.

35923 / 17752 – وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: «دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ سَاهِمُ الْوَجْهِ، فَحَسِبْتُ ذَلِكَ مِنْ وَجَعٍ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لَكَ سَاهِمُ الْوَجْهِ؟ فَقَالَ: مِنْ أَجْلِ الدَّنَانِيرِ السَّبْعَةِ الَّتِي أَتَيْنَا بِهَا أَمْسِ، أَمْسَيْنَا وَهِيَ فِي خُصْمِ الْفِرَاشِ».

35924 / 17753 – وَفِي رِوَايَةٍ: “أَمْسَيْنَا وَلَمْ نُنْفِقْهَا”.

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَأَبُو يَعْلَى، وَرِجَالُهُمَا رِجَالُ الصَّحِيحِ.

35925 / 17754 – وَعَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: «أُتِيَ عُمَرُ بِمَالٍ فَقَسَّمَهُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فَفَضَلَتْ مِنْهُ فَضْلَةٌ، فَاسْتَشَارَ فِيهَا فَقَالُوا: لَوْ تَرَكْتُهُ لِنَائِبَةٍ إِنْ كَانَتْ. قَالَ: وَعَلِيٌّ سَاكِتٌ لَا يَتَكَلَّمُ، فَقَالَ: مَا لَكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ 238/10 لَا تَتَكَلَّمُ؟ قَالَ: قَدْ أَخْبَرَ الْقَوْمُ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَتُكَلِّمُنِي. فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَغَ مِنْ قِسْمَةِ هَذَا الْمَالِ، وَذَكَرَ حَدِيثَ مَالِ الْبَحْرَيْنِ حِينَ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَنْ يُقَسِّمَهُ اللَّيْلَ، فَصَلَّى الصَّلَوَاتِ فِي الْمَسْجِدِ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ ذَلِكَ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى فَرَغَ مِنْهُ، فَقَالَ: لَا جَرَمَ لَتُقَسِّمَنَّهُ، فَقَسَّمَهُ عَلِيٌّ فَأَصَابَنِي مِنْهُ ثَمَانُمِائَةِ دِرْهَمٍ».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَفِيهِ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، وَهُوَ مُدَلِّسٌ.

35926 / 17755 – وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ يَعْنِي الْخُدْرِيَّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي أُحُدًا ذَهَبًا أَبْقَى صُبْحَ ثَالِثَةٍ وَعِنْدِي مِنْهُ شَيْءٌ إِلَّا شَيْئًا أُعِدُّهُ لِدَيْنٍ».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَفِي إِسْنَادِهِ عَطِيَّةُ، وَقَدْ ضَعَّفَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ.

35927 / 17756 – وَعَنْ سَمُرَةَ يَعْنِي ابْنَ جُنْدَبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: «مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي أُحُدًا ذَهَبًا كُلَّهُ».

قال الهيثميّ : رواه البزار بِإِسْنَادٍ فِيهِ يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ السَّمْتِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

35928 / 17757 – وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «قَالَ لِي أَبُو ذَرٍّ: يَا ابْنَ أَخِي، كُنْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِذًا بِيَدِهِ فَقَالَ لِي: ” يَا أَبَا ذَرٍّ، مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي أُحُدًا ذَهَبًا وَفِضَّةً أُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَمُوتُ يَوْمَ أَمُوتُ أَدَعُ مِنْهُ قِيرَاطًا”. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قِنْطَارًا؟ قَالَ: “يَا أَبَا ذَرٍّ، أَذْهَبُ إِلَى الْأَقَلِّ وَتَذْهَبُ إِلَى الْأَكْثَرِ! أُرِيدُ الْآخِرَةَ وَتُرِيدُ الدُّنْيَا، قِيرَاطًا”. فَأَعَادَهَا عَلَيَّ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ بِنَحْوِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فِي أَوَّلِهِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَيْ جَبَلًا يَا أَبَا ذَرٍّ، أَيُّ جَبَلٍ هَذَا؟” قُلْتُ: أُحُدٌ. قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا يَسُرُّنِي أَنَّهُ لِي ذَهَبًا قِطَعًا». فَذَكَرَ نَحْوَهُ. وَإِسْنَادُ الْبَزَّارِ حَسَنٌ.

35929 / 17758 – وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ: «أَنَّهُ جَاءَ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَأُذِنَ لَهُ وَبِيَدِهِ عَصًا، فَقَالَ عُثْمَانُ: يَا كَعْبُ، إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ مَاتَ، وَتَرَكَ مَالًا، فَمَا تَرَى فِيهِ؟ فَقَالَ: إِنْ كَانَ قَضَى فِيهِ حَقَّ اللَّهِ فَلَا بَأْسَ عَلَيْهِ، فَرَفَعَ أَبُو ذَرٍّ عَصَاهُ فَضَرَبَ كَعْبًا وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “مَا أُحِبُّ لَوْ أَنَّ هَذَا الْجَبَلَ لِي ذَهَبًا أُنْفِقُهُ وَيَتَقَبَّلُ مِنِّي أَذَرُ مِنْهُ خَلْفِي سِتَّ أَوَاقٍ”. أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا عُثْمَانُ، سَمِعْتَهُ؟ – ثَلَاثَ مَرَّاتٍ – قَالَ: نَعَمْ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَفِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ، وَقَدْ ضَعَّفَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَقال الهيثميّ : رواه أبو يعلى فِي الْكَبِيرِ، وَزَادَ: قَالَ كَعْبٌ: «إِنِّي أَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ الَّذِي حَدَّثْتُكُمْ، قَالَ اللَّهُ: (يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ. قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَحَاهُ، وَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ». وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (853) لأبي يعلى.

35930 / 17759 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْتَفَتَ إِلَى أُحُدٍ فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا يَسُرُّنِي أَنَّ أُحُدًا تَحَوَّلَ لِآلِ مُحَمَّدٍ ذَهَبًا أُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَمُوتُ يَوْمَ أَمُوتُ أَدَعُ مِنْهُ دِينَارَيْنِ إِلَّا دِينَارَيْنِ أُعِدُّهُمَا لِدَيْنٍ إِنْ كَانَ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَأَبُو يَعْلَى، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ.

35931 / 17760 – وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ أَتَصَدَّقَ بِذَهَبٍ، وَكَانَ عِنْدَهَا فِي مَرَضِهِ، قَالَتْ: فَأَفَاقَ قَالَ: “مَا فَعَلْتِ؟”. قُلْتُ: شَغَلَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْكَ، قَالَ: 239/10 “فَهَلُمَّ بِهَا “. قَالَ: فَجَاءَتْ بِهَا إِلَيْهِ سَبْعَةً أَوْ تِسْعَةً أَبُو حَازِمٍ يَشُكُّ دَنَانِيرَ. فَقَالَ حِينَ جَاءَتْ بِهَا: ” مَا ظَنُّ مُحَمَّدٍ لَوْ لَقِيَ اللَّهَ وَهَذِهِ عِنْدَهُ، وَمَا تَنْفِي هَذِهِ مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ لَقِيَ اللَّهَ وَهَذِهِ عِنْدَهُ».

35932 / 17761 – وَفِي رِوَايَةٍ: «مَا بَيْنَ الْخَمْسَةِ إِلَى السَّبْعَةِ أَوِ الثَّمَانِيَةِ إِلَى التِّسْعَةِ أُنْفِقُهَا».

رَوَاهُ كُلَّهُ أَحْمَدُ بِأَسَانِيدَ، وَرِجَالُ أَحَدِهَا رِجَالُ الصَّحِيحِ.

35933 / 17762 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: «كُنْتُ مَعَ أَبِي ذَرٍّ فَخَرَجَ عَطَاؤُهُ وَمَعَهُ جَارِيَةٌ لَهُ، قَالَ: فَجَعَلَتْ تَقْضِي حَوَائِجَهُ، فَفَضَلَ مِنْهَا سَبْعَةٌ، فَأَمَرَهَا أَنْ تَشْتَرِيَ بِهَا فُلُوسًا، قَالَ: قُلْتُ: لَوْ أَخَّرْتَهُ لِلْحَاجَّةِ تَنُوبُكَ، أَوْ لِلضَّيْفِ يَنْزِلُ بِكَ، قَالَ: إِنَّ خَلِيلِي عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّ: أَيُّمَا ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ أُوَلِّي عَلَيْهِ فَهُوَ جَمْرٌ عَلَى صَاحِبِهِ حَتَّى يُفْرِغَهُ إِفْرَاغًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» .

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

35934 / 17763 – وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «أَكْثَرُ مَا أَتَى بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَرِيطَةٍ فِيهَا ثَمَانُمِائَةِ دِرْهَمٍ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ مُوسَى بْنِ جُبَيْرٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ.

35935 / 17764 – وَعَنْ عَلِيٍّ قَالَ: «تُوُفِّيَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ، وَتَرَكَ دِينَارَيْنِ أَوْ دِرْهَمَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيَّتَانِ، صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد وَابْنُهُ: عَبْدُ اللَّهِ، وَقَالَ: دِينَارًا أَوْ دِرْهَمًا. وَالْبَزَّارُ كَذَلِكَ، وَفِيهِ عُتَيْبَةُ الضَّرِيرُ، وَهُوَ مَجْهُولٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ وُثِّقُوا.

35936 / 17765 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: «تُوُفِّيَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ فَوَجَدُوا فِي شَمْلَتِهِ دِينَارَيْنِ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ” كَيَّتَانِ صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَأَبُو يَعْلَى، وَالْبَزَّارُ، وَفِيهِ عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، وَقَدْ وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

35937 / 17766 – وَعَنْهُ أَيْضًا قَالَ: «لَحِقَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدٌ أَسْوَدُ فَمَاتَ، فَأُوذِنَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: “انْظُرُوا هَلْ تَرَكَ شَيْئًا؟” فَقَالُوا: تَرَكَ دِينَارَيْنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” كَيَّتَانِ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَأَبُو يَعْلَى، وَرِجَالُهُمَا رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، وَقَدْ وُثِّقَ.

35938 / 17767 – وَعَنْ سَلَمَةَ يَعْنِي ابْنَ الْأَكْوَعِ قَالَ: «كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُتِيَ بِجَنَازَةٍ، ثُمَّ أُتِيَ بِأُخْرَى قَالَ: “هَلْ تَرَكَ مِنْ دَيْنٍ؟” قَالُوا: لَا. قَالَ: “فَهَلْ تَرَكَ شَيْئًا؟”. قَالُوا: نَعَمْ. ثَلَاثَةُ الدَّنَانِيرِ، قَالَ: فَقَالَ بِإِصْبَعِهِ ثَلَاثَ كَيَّاتٍ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

35939 / 17768 – وَعَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ تَرَكَ دِينَارًا فَهُوَ كَيَّةٌ».

وَفِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ، وَيَعْتَضِدُ حَدِيثُهُ بِمَا تَقَدَّمَ مِنْ طُرُقِ هَذَا الْحَدِيثِ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

35940 / 17769 – وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْحِمْصِيِّ قَالَ: «تُوُفِّيَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ، فَوُجِدَ فِي مِئْزَرِهِ دِينَارٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “كَيَّةٌ”. قَالَ: ثُمَّ تُوُفِّيَ آخَرُ فَوُجِدَ فِي مِئْزَرِهِ دِينَارَانِ، فَقَالَ: ” يَعْنِي كَيَّةٌ أَوْ كَيَّتَانِ».

35941 / 17770 – وَفِي رِوَايَةٍ عَنْهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَجُلٍ تُوُفِّيَ وَتَرَكَ دِينَارًا أَوْ دِينَارَيْنِ فَقَالَ: يَعْنِي كَيَّةً أَوْ كَيَّتَانِ.

رَوَاهُ كُلَّهُ أَحْمَدُ بِأَسَانِيدَ، وَرِجَالُ بَعْضِهَا رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَقَدْ وُثِّقَ.

35942 / 17771 – وَعَنْ 240/10 أَبِي هُرَيْرَةَ: «أَنَّ أَعْرَابِيًّا غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ، فَأَصَابَهُ مِنْ سَهْمِهِ دِينَارَانِ، فَأَخْذَهُمَا الْأَعْرَابِيُّ فَجَعَلَهُمَا فِي عَبَاءَتِهِ فَخَيَّطَ عَلَيْهِمَا وَلَفَّ عَلَيْهِمَا، فَمَاتَ الْأَعْرَابِيُّ فَوُجِدَ الدِّينَارَانِ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ” كَيَّتَانِ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَفِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ، وَقَدِ اعْتُضِدَ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

35943 / 17772 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى رَجُلِ تَرَكَ دِينَارَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” كَيَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ، وَقال الهيثميّ : رواه البزار بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.

35944 / 17773 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «أُتِيَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ عِنْدَهُ فَقِيلَ لَهُ: تُوُفِّيَ فُلَانٌ وَتَرَكَ دِينَارَيْنِ أَوْ دِرْهَمَيْنِ، فَقَالَ: ” كَيَّتَانِ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَفِيهِ شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّخَعِيُّ، وَقَدْ وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ. قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمَتْ أَحَادِيثُ مِنْ هَذَا الْبَابِ فِي صَدَقَةِ التَّطَوُّعِ فِي آخِرِ الزَّكَاةِ.

35945 / 17774 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «أَهْدَيْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ طَوَائِرَ، فَأَطْعَمَ خَادِمَهُ طَائِرًا، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَتْهُ بِهَا. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَلَمْ أَنْهَكِ أَنْ تَرْفَعِي شَيْئًا لِغَدٍ. فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَأْتِي بِرِزْقِ كُلِّ غَدٍ».

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

35946 / 17775 – وَعَنْ بِلَالٍ قَالَ: «دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدِي شَيْءٌ مِنْ تَمْرٍ فَقَالَ: “مَا هَذَا؟”. فَقُلْتُ: ادَّخَرْنَاهُ لِشِتَائِنَا. فَقَالَ: مَا تَخَافُ أَنْ تَرَى لَهُ بُخَارًا فِي جَهَنَّمَ؟».

35947 / 17776 – وَفِي رِوَايَةٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَطْعِمْنَا يَا بِلَالُ، تَمْرًا “. فَقَبَضْتُ لَهُ قَبَضَاتٍ، فَقَالَ: ” زِدْنَا بِلَالُ “. فَزِدْتُهُ ثَلَاثًا فَقُلْتُ: لَمْ يَبْقَ شَيْءٌ إِلَّا شَيْءٌ ادَّخَرْتُهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: “أَنْفِقْ بِلَالُ، وَلَا تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَالْبَزَّارُ بِاخْتِصَارٍ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: وَعِنْدَهُ صُبُرٌ مِنْ مَالٍ. وَفِي رِوَايَةِ الطَّبَرَانِيِّ الْأُولَى وَالْبَزَّارِ: مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زَبَالَةَ، وَفِي الثَّانِيَةِ: طَلْحَةُ بْنُ زَيْدٍ الْقُرَشِيُّ، وَكِلَاهُمَا ضَعِيفٌ، قَالَ الْبَزَّارُ: الصَّوَابُ فِيهِ عَنْ مَسْرُوقٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى بِلَالٍ.

35948 / 17777 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بِلَالٍ، وَعِنْدَهُ صُبُرٌ مِنْ تَمْرٍ فَقَالَ «: “مَا هَذَا يَا بِلَالُ؟” قَالَ: أُعِدُّ ذَلِكَ لِأَضْيَافِكَ، فَقَالَ: ” أَمَا تَخْشَى أَنْ يَكُونَ لَهُ دُخَانٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، أَنْفِقْ بِلَالُ وَلَا تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا».

قال الهيثميّ : رواه البزار وَأَبُو يَعْلَى وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ

35949 / 17778 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى بِلَالٍ وَعِنْدَهُ صُبُرٌ مِنْ تَمْرٍ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: أَدَّخِرُهُ، قَالَ: أَمَا تَخْشَى أَنْ تَرَى لَهُ بُخَارًا فِي نَارِ جَهَنَّمَ، أَنْفِقْ بِلَالُ، وَلَا تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَأَبُو يَعْلَى، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3154) لأبي يعلى. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (4/ 178): رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ. وكان عزى حديث ابن مسعود الماضي للحارث في باب فضل النفقة وسكت عليه.

35950 / 17779 – وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَا عِنْدِي شَيْءٌ أُعْطِيكَ، وَلَكِنِ اسْتَقْرِضْ حَتَّى يَأْتِيَنَا شَيْءٌ فَنُعْطِيكَ “. فَقَالَ 241/10 عُمَرُ: مَا كَلَّفَكَ اللَّهُ هَذَا، أَعْطَيْتَ مَا عِنْدَكَ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَكَ فَلَا تُكَلَّفُ، قَالَ: فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى عُرِفَ فِي وَجْهِهِ. فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتَ، فَأَعْطِ وَلَا تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا. قَالَ: فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: بِهَذَا أُمِرْتُ».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَفِيهِ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحُنَيْنِيُّ، وَقَدْ ضَعَّفَهُ الْجُمْهُورُ، وَوَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَقَالَ: يُخْطِئُ.

35951 / 17780 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ كُلَّمَا صَلَّى صَلَاةً جَلَسَ لِلنَّاسِ، فَمَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ كَلَّمَهُ وَإِلَّا قَامَ، فَحَضَرْتُ الْبَابَ يَوْمًا فَقُلْتُ: يَا يَرْفَأُ، فَخَرَجَ وَإِذَا عُثْمَانُ بِالْبَابِ، فَخَرَجَ يَرْفَأُ، فَقَالَ: قُمْ يَا ابْنَ عَفَّانَ، قُمْ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، فَدَخَلْنَا عَلَى عُمَرَ وَعِنْدَهُ صُبُرٌ مِنْ مَالٍ. فَقَالَ: إِنِّي نَظَرْتُ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ فَرَأَيْتُكُمَا مِنْ أَكْثَرِ أَهْلِهَا عَشِيرَةً، فَخُذَا هَذَا الْمَالَ فَاقْسِمَاهُ، فَإِنْ كَانَ فِيهِ فَضْلٌ فَرُدَّا، قُلْتُ: وَإِنْ كَانَ نُقْصَانًا زِدْتَنَا؟ فَقَالَ: شِنْشِنَةُ مِنْ أَخْشَنَ، قَدْ عَلِمْتُ «أَنَّ مُحَمَّدًا وَأَهْلَهُ كَانُوا يَأْكُلُونَ الْقِدَّ»، قُلْتُ: بَلَى. وَاللَّهِ، لَوْ فَتَحَ اللَّهُ هَذَا عَلَى مُحَمَّدٍ لَصَنَعَ فِيهِ غَيْرَ مَا صَنَعْتَ، فَغَضِبَ وَانْتَشَجَ حَتَّى اخْتَلَفَتْ أَضْلَاعُهُ، وَقَالَ: إِذًا صَنَعَ فِيهِ مَاذَا؟ قُلْتُ: إِذًا أَكَلَ وَأَطْعَمَنَا، فَسُرِّيَ عَنْهُ.

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ.

35952 / 17781 – وَعَنِ الْحَسَنِ: «أَنَّ قَيْسَ بْنَ عَاصِمٍ لَمَّا قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “هَذَا سَيِّدُ أَهْلِ الْوَبَرِ”. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْمَالُ الَّذِي لَا يَكُونُ عَلَيَّ فِيهِ تَبِعَةٌ مِنْ ضَيْفٍ، أَوْ عِيَالٍ وَإِنْ كَثُرُوا؟ قَالَ: ” نِعْمَ الْمَالُ الْأَرْبَعُونَ، وَإِنْ كَثُرَتْ فَسِتُّونَ، وَيْلٌ لِأَصْحَابِ الْمِئِينَ – يَقُولُ ذَلِكَ ثَلَاثًا – إِلَّا مَنْ أَعْطَى فِي رِسْلِهَا وَنَجْدَتِهَا، وَأَفْقَرَ ظَهْرَهَا، وَأَطْرَقَ فَحْلَهَا، وَنَحَرَ سَمِينَهَا، وَمَنَحَ غَزِيرَتَهَا، وَأَطْعَمَ الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ “. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَكْرَمَ هَذِهِ الْأَخْلَاقُ وَأَحْسَنَهَا! قَالَ: ” كَيْفَ تَصْنَعُ بِالْمَنِيحَةِ؟ “. قَالَ: قُلْتُ: لَأَمْنَحُ كُلَّ سَنَةٍ مِائَةً، قَالَ: ” كَيْفَ تَصْنَعُ بِالْإِفْقَارِ؟ “. قَالَ: إِنِّي لَا أُفْقِرُ الْبِكْرَ الضَّرْعَ، وَلَا النَّابَ الْمُدَبَّرَةَ. قَالَ: “كَيْفَ تَصْنَعُ بِالطَّرُوقَةِ؟ “. قُلْتُ: تَغْدُوَ الْإِبِلَ وَيَغْدُوَ النَّاسُ، فَمَنْ شَاءَ أَخَذَ بِرَأْسِ بَعِيرٍ فَذَهَبَ بِهِ. قَالَ: “مَالُكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ مَالُ مُوَالِيكَ؟ “. قُلْتُ: لَا. بَلْ مَالِي، قَالَ: ” فَمَا لَكَ مِنْ مَالِكَ إِلَّا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ أَعْطَيْتَ فَأَمْضَيْتَ “. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَكَذَا؟ قَالَ: ” نَعَمْ “. قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ، لَئِنْ بَقِيتُ لَأُقِلَّنَّ عَدَدَهَا».

قال الهيثميّ : رواه البزار مُرْسَلًا، وَقَدْ رَوَاهُ بِاخْتِصَارٍ كَثِيرٍ مُتَّصِلًا، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَنَاقِبِهِ.

35953 / 17782 – وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مَحَقَ الْإِسْلَامُ مَحْقَ الشُّحِّ شَيْءٌ».

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، وَهُوَ 242/10 مُجْمَعٌ عَلَى ضَعْفِهِ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3195) لأبي يعلى. ولفظه الذي في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 505) هو الصحيح: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا يَمْحَقُ الْإِسْلَامَ مَحْقَ الشُّحِّ شَيْءٌ”. هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؛ لِضَعْفِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي سَارَّةَ وَالرَّاوِي عَنْهُ.

35954 / 17783 – وَعَنْ أَبِي الْقَيْنِ: «أَنَّهُ مَرَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ تَمْرٌ عَلَى رَحْلِهِ، فَقَامَ إِلَيْهِ عَمُّهُ، فَأَرَادَ أَنْ يَأْخُذَ مِنْهُ قَبْضَةً لِيَضَعَهَا بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَبَطَّحَ عَلَى التَّمْرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “اللَّهُمَّ زِدْهُ شُحًّا”. قَالَ: فَكَانَ مِنْ أَشَحِّ النَّاسِ».

قال الهيثميّ : رواه البزار بِإِسْنَادَيْنِ: أَحَدُهُمَا مُتَّصِلٌ وَهَذَا مَتْنُهُ.

وَالْآخَرُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جَمْهَانَ أَنَّ مَوْلَاهُ أَبَا الْقَيْنِ، مَرَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «فَأَهْوَى إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَأْخُذَ مِنْهُ قَبْضَةً يَنْثُرُهَا بَيْنَ يَدَيْ أَصْحَابِهِ». وَرِجَالُ الْمُرْسَلِ وَالْمُسْنَدِ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ سَعِيدِ بْنِ جَمْهَانَ وَقَدْ وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَفِيهِ خِلَافٌ. قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمَتْ أَحَادِيثُ فِي السَّخَاءِ وَالْبُخْلِ فِي كِتَابِ صَدَقَةِ التَّطَوُّعِ.

35955 / 17784 – وَعَنْ نَافِعٍ قَالَ: سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ رَجُلًا يَقُولُ: «الشَّحِيحُ أَعْذَرُ مِنَ الظَّالِمِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: كَذَبْتَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: الشَّحِيحُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ يَحْيَى بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

باب فيمن لا يشبع من الدنيا

وتقدم باب منهومان لا يشبعان

35956 / 17785 – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كَانَ جَدِّي فِي غَنَمٍ كَثِيرَةٍ تُرْضِعُهُ أُمُّهُ فَتَرْوِيهِ، فَانْفَلَتَ يَوْمًا فَرَضَعَ الْغَنَمَ كُلَّهَا، ثُمَّ لَمْ يَشْبَعُ، فَقِيلَ: إِنَّ مِثْلَ هَذَا قَوْمٌ يَأْتُونَ مِنْ بَعْدِكُمْ يُعْطَى الرَّجُلُ مِنْهُمْ مَا يَكْفِي الْقَبِيلَةَ أَوِ الْأُمَّةَ، ثُمَّ لَا يَشْبَعُ».

قال الهيثميّ: رواه البزار، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَالْكَبِيرِ، وَرِجَالُهُ وُثِّقُوا إِلَّا أَنَّ عَطَاءَ بْنَ السَّائِبِ، اخْتَلَطَ قَبْلَ مَوْتِهِ.

باب لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب

35957 / 1969 – (خ م ت) أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «لَوْ كانَ لابْنِ آدَمَ وادِيانِ من مَالٍ لابتَغَى لهما ثالثاً، وَلا يَملأُ جَوفَ ابْنِ آدَمَ إلا التُّرَابُ، ويَتُوبُ الله على مَن تَابَ». هذه رواية البخاري ومسلم.

وفي رواية الترمذي: «لو كان لابنِ آدمَ وادٍ لأحَبَّ أَن يَكونَ له ثانٍ … الحديث».

35958 / 4235 – ( ه – أَبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَيْنِ مِنْ مَالٍ، لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ مَعَهُمَا ثَالِثٌ، وَلَا يَمْلَأُ نَفْسَهُ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ». أخرجه ابن ماجه.

35959 / 1970 – (خ م) عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما- قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لَوْ أنَّ لابنِ آدْمَ مِثْلَ وادٍ مِنْ ذَهَبٍ مَالاً لأحَبَّ أَنْ يَكُونَ إليه مِثْلهُ، وَلا يَمْلأُ عَيْنَ ابن آدَمَ إلا التُّرَابُ، ويتوبُ الله على من تابَ» .قال ابن عباس: فَلا أدْرِي أمن القُرآنِ هُوَ، أم لا؟ قال: وسمعتُ ابنَ الزُّبيْرِ يقول ذلك على المنبر.

وفي روايةٍ: «لَو كان لابن آدَمَ وادَيانِ مِنْ مالٍ لابتَغَى ثالثاً، ولا يَمْلأُ جوفَ ابْنِ آدَمَ إلا التُّرَابُ، ويَتوبُ الله على من تَابَ». أخرجه البخاري ومسلم.

35960 / 1971 – (خ) عباس بن سهل بن سعد -رحمه الله- قال: سمعتُ ابْنَ الزُّبيرِ على مِنْبَرِ مَكَّةَ في خُطبتِهِ يقول: يَا أيُّها النَّاسُ، إنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «لو أنَّ ابنَ آدَمَ أُعطِيَ وَادياً من ذَهَبٍ أحب إليه ثانياً، ولو أعطي ثانياً أحبَّ إليه ثَالِثاً، ولا يَسُدُّ جَوفَ ابْنِ آدَمَ إلا التُّرابُ، ويَتوبُ الله على من تابَ» . أخرجه البخاري.

35961 / 17786 – عَنْ جَابِرٍ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيًا مِنْ مَالٍ لَتَمَنَّى وَادِيَيْنِ وَلَوْ أَنَّ لَهُ وَادِيَيْنِ لَتَمَنَّى ثَالِثًا، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابَ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَفِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ، وَيَعْتَضِدُ حَدِيثُهُ بِمَا يَأْتِي، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

35962 / 17787 – وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِي نَخْلٍ تَمَنَّى مِثْلَهُ، ثُمَّ تَمَنَّى مِثْلَهُ، حَتَّى يَتَمَنَّى أَوْدِيَةً، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَأَبُو يَعْلَى، وَالْبَزَّارُ، وَرِجَالُ أَبِي يَعْلَى وَالْبَزَّارِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

35963 / 17788 – وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: «لَقَدْ كُنَّا نَقْرَأُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ لَابْتَغَى إِلَيْهِمَا آخَرَ، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد وَالطَّبَرَانِيُّ، وَالْبَزَّارُ بِنَحْوِهِ، وَرِجَالُهُمْ ثِقَاتٌ.

35964 / 17789 – وَعَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: «قُلْتُ لِعَائِشَةَ: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ شَيْئًا إِذَا دَخَلَ الْبَيْتَ؟ قَالَتْ: كَانَ إِذَا دَخَلَ الْبَيْتَ تَمَثَّلَ يَقُولُ: لَوْ كَانَ لِابْنِ 243/10آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا، وَلَا يَمْلَأُ فَمَهُ إِلَّا التُّرَابُ، وَمَا جَعَلْنَا الْمَالَ إِلَّا لِإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَأَبُو يَعْلَى، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّمَا جَعَلْنَا الْمَالَ لِتُقْضَى بِهِ الصَّلَاةُ، وَتُؤْتَى بِهِ الزَّكَاةُ». فَكُنَّا نَرَى أَنَّهُ مِمَّا نُسِخَ مِنَ الْقُرْآنِ. وَالْبَزَّارُ، وَفِيهِ مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَقَدِ اخْتَلَطَ، وَلَكِنَّ يَحْيَى الْقَطَّانُ لَا يَرْوِي عَنْهُ مَا حَدَّثَ بِهِ فِي اخْتِلَاطِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

35965 / 17790 – وَعَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: «سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الصَّلَاةِ: لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيًا مِنْ ذَهَبٍ لَابْتَغَى إِلَيْهِ ثَانِيًا، وَلَوْ أُعْطِيَ ثَانِيًا لَابْتَغَى إِلَيْهِ ثَالِثًا، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ صُبَيْحٍ أَبِي الْعَلَاءِ، وَهُوَ ثِقَةٌ.

35966 / 17791 – وَعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَا تَمْتَلِئُ نَفْسُهُ مِنَ الْمَالِ حَتَّى يَمْتَلِئَ مِنَ التُّرَابِ، وَلَوْ كَانَ لِأَحَدِكُمْ وَادٍ مَلْآنَ مَا بَيْنَ أَعْلَاهُ إِلَى أَسْفَلِهِ أَحَبَّ أَنْ يُمْلَأَ لَهُ وَادٍ آخَرُ، فَإِنْ مُلِئَ لَهُ الْوَادِي الْآخَرُ فَانْطَلَقَ فَوَجَدَ وَادِيًا آخَرَ قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْتُ لَمَلَأْتُكَ».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَالطَّبَرَانِيُّ وَلَفْظُهُ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَنَا: «إِنَّ أَحَدَكُمْ لَوْ كَانَ لَهُ وَادٍ مَلْآنُ مِنْ أَعْلَاهُ إِلَى أَسْفَلِهِ أَحَبَّ أَنْ يُمْلَأَ لَهُ وَادٍ آخَرُ». وَالْبَاقِي بِنَحْوِهِ. وَفِي إِسْنَادِ الطَّبَرَانِيِّ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ، وَفِي إِسْنَادِ الْبَزَّارِ يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ السَّمْتِيُّ، وَهُوَ كَذَّابٌ.

35967 / 17792 – وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ يَعْنِي الْخُدْرِيَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيًا مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى إِلَيْهِ ثَانِيًا، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَفِيهِ عَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

35968 / 17793 – وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَيْنِ مِنْ مَالٍ لَتَمَنَّى إِلَيْهِمَا الثَّالِثَ، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الصَّغِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُمَا رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ حَامِدِ بْنِ يَحْيَى الْبَلْخِيِّ، وَهُوَ ثِقَةٌ.

35969 / 17794 – وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ لَتَمَنَّى وَادِيًا ثَالِثًا، وَمَا جُعِلَ الْمَالُ إِلَّا لِإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَلَا يُشْبِعُ ابْنَ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ كَذَّابٌ.

35970 / 17795 – وَعَنْ كَعْبِ بْنِ عِيَاضٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَوْ سِيلَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَتَمَنَّى إِلَيْهِمَا ثَالِثًا، وَلَا يُشْبِعُ ابْنَ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ الْمُسَيِّبُ بْنُ وَاضِحٍ، 244/10 وَقَدْ وُثِّقَ وَضُعِّفَ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

قُلْتُ: وَلِهَذَا الْحَدِيثِ طُرُقٌ ذَكَرْتُهَا فِي التَّفْسِيرِ فِي سُورَةِ (لَمْ يَكُنْ) فَإِنَّ تِلَاوَةَ مَا زِيدَ فِيهَا، وَمَا كَانَ قُرْآنًا وَنُسِخَتْ تِلَاوَتُهُ فِيهَا أَيْضًا.

باب فيمن يستعين بالنعم على المعاصي

35971 / 17796 – عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا رَأَيْتَ اللَّهَ يُعْطِي الْعَبْدَ مَا يُحِبُّ، وَهُوَ مُقِيمٌ عَلَى مَعَاصِيهِ، فَإِنَّمَا ذَلِكَ مِنْهُ لَهُ اسْتِدْرَاجٌ». ثُمَّ نَزَعَ بِهَذِهِ الْآيَةِ: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 44].

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ عَنْ شَيْخِهِ: الْوَلِيدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْمِصْرِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

باب ما يخاف على الغني من ماله وغيره

35972 / 2598 – (خ م س ه – أبو سعيد الخدري رضي الله عنه ): قال: جلس رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على المِنْبَرِ، وجلسنا حَوْلَهُ، فقال: «إِن ممَّا أَخَافُ عليكم بَعدي: ما يُفتَحُ عَليكُم مِن زَهرَةِ الدنيا وزِينَتِها» ، فقال رجلٌ: أَوَ يَأتي الخيرُ بالشَّرِّ يا رسولَ الله؟ قال: فسكتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقيل له : ما شأنُكَ تُكَلِّمُ رسولَ الله، ولا يُكَلِّمُك؟ قال: ورُئِينَا أَنَّهُ يُنزَلُ عليه، فأَفَاقَ يمسَحُ عنه الرُّحَضَاءَ، وقال: أين هذا السائل؟ – وكأنه حَمِدَهُ – فقال: إِنَّهُ لا يأتي الخيرُ بالشرِّ – وفي روايةٍ: فقال: أينَ السائلِ آنفاً؟ أَوَ خَيرٌ هوَ؟ – ثلاثاً- إِن الخير لا يأتي إلا بالخير- وإِن مما يُنْبِتُ الربيعُ يَقْتُلُ حَبَطاً أو يُلِمُّ، إِلا آكِلَةَ الْخَضِرِ، فَإِنها أكلت، حتى إِذا امْتَدَّتْ خاصِرَتَاها استقبلت عيْنَ الشمس، فَثَلَطَتْ وبَالَت، ثم رَتَعَتْ، وإِن هذا المال خَضِرٌ حُلْوٌ، وَنِعْمَ صاحبُ المُسْلِم هو، لمن أَعطى منه المسكينَ واليتيم وابنَ السبيل – أو كما قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم «وإِن مَن يَأْخُذُهُ بغير حقه كالذي يأكل ولا يشبع، ويكون عليه شَهِيداً يوم القيامة».

وفي روايةٍ: «إِن أَخْوَفَ ما أخافُ عليكم ما يُخرِجُ الله لكم من زَهرةِ الدنيا، قالوا: وما زهرةُ الدنيا يا رسولَ الله؟ قال: بَرَكات الأرض … وذكر الحديث، وفي آخره: فمن أَخذه بحقه، ووضعه في حقه فَنِعْمَ المعونةُ هو، ومن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع». أخرجه البخاري، ومسلم.

وفي رواية أخرى لمسلم بنحوه، وأخرجه النسائي مثلهما.

وفي رواية ابن ماجه: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: «لَا وَاللَّهِ، مَا أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ إِلَّا مَا يُخْرِجُ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا» ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ؟ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: كَيْفَ قُلْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: وَهَلْ يَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْخَيْرَ لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ، أَوَخَيْرٌ هُوَ؟ إِنَّ كُلَّ مَا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ يَقْتُلُ حَبَطًا أَوْ يُلِمُّ، إِلَّا آكِلَةَ الْخَضِرِ، أَكَلَتْ حَتَّى إِذَا امْتَلَأَتِ امْتَدَّتْ خَاصِرَتَاهَا، اسْتَقْبَلَتِ الشَّمْسَ، فَثَلَطَتْ وَبَالَتْ ثُمَّ اجْتَرَّتْ فَعَادَتْ فَأَكَلَتْ، فَمَنْ يَأْخُذُ مَالًا بِحَقِّهِ يُبَارَكُ لَهُ، وَمَنْ يَأْخُذُ مَالًا بِغَيْرِ حَقِّهِ، فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ».

35973 / 2600 – (خ) إبراهيم بن عبد الرحمن – رحمه الله -: قال: «أُتِيَ عبدُ الرحمن ابنُ عوفٍ بطعام، وكان صائماً، فقال: قُتِلَ مُصْعَب بنُ عُمَيرٍ وهو خيرٌ مني، فكُفِّنَ في بُرْدَة: إِن غُطِّيَ رأْسُه بَدَتْ رجلاه، وإِن غُطِّي رجلاه بَدَا رأسُه، وقُتِلَ حمزةُ، وهو خيرٌ مني – ورُوي: أَو رجلٌ آخَرُ، شَكَّ إِبراهيم – فلم يُوَجد ما يُكفَّنُ به، إِلا بُرْدَة، ثم بُسِطَ لنا من الدنيا ما بُسِطَ – أو قال: أُعطينا من الدنيا ما أُعطينا – وقد خشيتُ أن يكون قد عُجِّلَتْ لنا طَيِّبَاتُنا في حياتنا الدنيا، ثم جعل يبكي، حتى ترك الطعام». أَخرجه البخاري.

35974 / 2785 – (ت) علي بن أبي طالب – رضي الله عنه -: قال: «إِنَّا لَجُلُوسٌ مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إِذ طلع علينا مُصْعَبُ بن عُمَير، ما عليه إِلا بُرْدَةٌ، مُرَقَّعةٌ بِفَرْوٍ، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم بَكَى للذي كان فيه من النِّعْمة، والذي هو فيه اليوم، ثم قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: كيف بكم إِذا غَدَا أَحَدُكم في حُلَّةٍ، وراح في حلة أخرى، وَوُضِعَتْ بين يديه صَحْفَةٌ ورُفِعَتْ أخرى، وسَتَرْتُمْ بيوتَكم كما تُسْتَرُ الكعبة؟ قالوا: يا رسول الله، نحن يومئذ خَيْرٌ مِنَّا اليوم، نُكْفَى المُؤْنَةَ، وَنَتَفَرَّغُ للعبادة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أنتم اليوم خيرٌ منكم يومئذ ». أَخرجه الترمذي.

35975 / 17797 – عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَالَ الشَّيْطَانُ لَعَنَهُ اللَّهُ: لَنْ يَسْلَمَ مِنِّي صَاحِبُ الْمَالِ مِنْ إِحْدَى ثَلَاثٍ، أَغْدُو عَلَيْهِ بِهِنَّ وَأَرُوحُ بِهِنَّ: أَخْذُهُ مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ، وَإِنْفَاقُهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ، وَأُحَبِّبُهُ إِلَيْهِ فَيَمْنَعُهُ مِنْ حَقِّهِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

35976 / 17797/3152– عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: دَعَانِي عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، فَإِذَا بَيْنَ يَدَيْهِ نِطْعٌ عَلَيْهِ ذَهَبٌ مَنْثُورٌ نَثْرَ الحثا. قال ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما: والحثا التِّبْنُ، فَقَالَ: “هَلُمَّ فَاقْسِمْ بَيْنَ قَوْمِكَ، والله أعلم حين حَبَسَ هَذَا عَنْ نَبِيِّهِ وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ، أَخَيْرًا أَرَادَ بي أَمْ شَرًّا، فَجَعَلَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، يَبْكِي وَيَقُولُ فِي بُكَائِهِ: “وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ما حَبَسَهُ عَنْ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، إِرَادَةَ الشَّرِّ بِهِمَا، وَأَعْطَانِيهِ إِرَادَةَ الخير بي”

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3152) لإسحاق والحارث. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 441): رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أسامة وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

35977 / 17798 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ إِبْلِيسَ يَبْعَثُ أَشَدَّ أَصْحَابِهِ وَأَقْوَى أَصْحَابِهِ إِلَى مَنْ يَصْنَعُ الْمَعْرُوفَ فِي مَالِهِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ مَنْصُورٍ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.

35978 / 17799 – وَعَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيْسَ عَدُوَّكَ الَّذِي إِنْ قَتَلْتَهُ كَانَ نُورًا، وَإِنْ قَتَلَكَ دَخَلْتَ الْجَنَّةَ، وَلَكِنَّ أَعْدَى عَدُّوِكَ وَلَدُكَ، الَّذِي خَرَجَ مِنْ صُلْبِكَ، ثُمَّ أَعْدَى عَدُوِّكَ مَالُكَ الَّذِي مَلَكَتْ يَمِينُكَ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

35979 / 17800 – وَعَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ هَذَا الدِّينَارَ وَالدِّرْهَمَ أَهْلَكَا مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، وَلَا أَرَاهُمَا إِلَّا مُهْلِكِيكُمْ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ. وهو عند ابن حبان (694) قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمَ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ بِنَحْوِ هَذَا فِي كِتَابِ الزَّكَاةِ.

35980 / 17801 – وَعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَصْحَابِهِ فَقَالَ: “الْفَقْرَ تَخَافُونَ أَوِ الْعَوَزَ أَوَ تُهِمُّكُمُ الدُّنْيَا، فَإِنَّ اللَّهَ فَاتِحٌ عَلَيْكُمْ فَارِسَ وَالرُّومَ، وَتُصَبُ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا صَبًّا حَتَّى لَا يَزِيغَكُمْ بَعْدَ أَنْ زِغْتُمْ إِلَّا هِيَ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَالْبَزَّارُ بِنَحْوِهِ، وَرِجَالُهُ وُثِّقُوا إِلَّا أَنَّ بَقِيَّةَ مُدَلِّسٌ، وَإِنْ كَانَ ثِقَةً.

35981 / 17802 – وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَأَنَا لِفِتْنَةِ السَّرَّاءِ أَخْوَفُ 245/10 عَلَيْكُمْ مِنْ فِتْنَةِ الضَّرَّاءِ، إِنَّكُمْ قَدِ ابْتُلِيتُمْ بِفِتْنَةِ الضَّرَّاءِ فَصَبَرْتُمْ، وَإِنَّ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ».

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى وَالْبَزَّارُ، وَفِيهِ رَجُلٌ لَمْ يُسَمَّ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3153) لإسحاق وابي يعلى.

باب الدنيا حلوة خضرة

35982 / 2599 – (م س ه – أبو سعيد الخدري رضي الله عنه ): أَنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: «إِن الدنيا حُلْوةٌ خَضِرَة، وإن الله مُستَخْلِفُكم فيها، فناظرٌ كيف تعملون؟ فاتَّقُوا الدنيا، واتَّقوا النساء». زاد في روايةٍ: «فإنَّ أولَ فِتْنَةِ بني إسرائيل كانت في النساء». أخرجه مسلم.

وعند النسائي: «فما تركت بعدي فتنة أضَرَّ على الرِّجالِ من النساء».

وقال ابن ماجه: ( إنّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قام خطيباً فكان فيما قال: إن الدنيا . . . ) وذكر الرواية الأولى.

35983 / 17803 – عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، أَلَّا فَاتَّقُوا الدُّنْيَا، وَاتَّقُوا النِّسَاءَ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ صَالِحُ بْنُ شُعَيْبٍ الْقَسْمَلِيُّ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِ أَحَدِ أَسَانِيدِهِ وُثِّقُوا.

35984 / 17804 – وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ هَذَا الْمَالَ حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

35985 / 17805 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهِ بُورِكَ لَهُ فِيهَا، وَرُبَّ مُتَخَوِّضٍ فِيمَا اشْتَهَتْ نَفْسُهُ لَيْسَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا النَّارُ!».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

35986 / 17806 – وَعَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ «قَالَ لِأَصْحَابِهِ: ” إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، أَلَا وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَنَاظِرٌ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، أَلَا فَاتَّقُوا النِّسَاءَ، وَاتَّقُوا الدُّنْيَا».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَفِيهِ مُبَارَكُ بْنُ سُحَيْمٍ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.

35987 / 17807 – وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: «خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: “إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَنَاظِرٌ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، فَاحْذَرُوا الدُّنْيَا، وَاحْذَرُوا النِّسَاءَ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اسْتِهِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.

35988 / 17808 – وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا بُورِكَ لَهُ فِيهَا، وَمَنْ أَخَذَهَا بِغَيْرِ حَقِّهَا فَمَثَلُهُ كَالَّذِي يَأْكُلُ، وَيْلٌ لِلْمُتَخَوِّضِ فِي مَالِ اللَّهِ وَمَالِ رَسُولِهِ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

35989 / 17809 – وَعَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، فَمَنْ أَعْطَيْنَاهُ مِنْهَا شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ كَانَ غَيْرَ مُبَارَكٍ لَهُ فِيهِ».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

35990 / 17810 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ فَمَنْ أَخَذَهُ – قَالَ يَحْيَى: ذَكَرَ شَيْئًا لَا أَدْرِي مَا هُوَ – بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَرُبَّ مُتَخَوِّضٍ فِي مَالِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ فِيمَا اشْتَهَتْ نَفْسُهُ لَهُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

35991 / 17811 – وَعَنْ مَيْمُونَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَمَنِ اتَّقَى فِيهَا وَأَصْلَحَ فِي ذَلِكَ، أَلَا وَهُوَ كَالْآكِلِ وَلَا يَشْبَعُ، فَبُعْدُ النَّاسِ كَبُعْدِ الْكَوْكَبَيْنِ: أَحَدُهُمَا يَطْلُعُ بِالْمُشْرِقِ، وَالْآخَرُ 246/10 يَغِيبُ بِالْمَغْرِبِ».

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَالطَّبَرَانِيُّ بِاخْتِصَارٍ كَثِيرٍ عَنْهُ، وَفِيهِ الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3268) لأبي يعلى. وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 442).

35992 / 17812 – وَعَنْ عَمْرَةَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا بَارَكَ اللَّهُ لَهُ فِيهَا، وَرُبَّ مُتَخَوِّضٍ فِي مَالِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ لَهُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَوْمَ يَلْقَاهُ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

35993 / ز – عَنْ حَمْنَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَلَا إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ فَرُبَّ مُتَخَوِّضٍ فِي الدُّنْيَا مِنْ مَالِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ لَيْسَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا النَّارُ».

أخرجه الحاكم في المستدرك (7016).

باب فيمن أحب الدنيا

يَأْتِي بَعْدُ

باب فيمن كانت نيته وهمته للدنيا ومن كانت نيته الآخرة

35994 / 8472 – (ت) أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كانَتِ الآخرةُ هَمَّهُ، جعل الله غِناه في قلبه، وجمع عليه شَمْلَهُ، وأتَتْهُ الدنيا وهي رَاغِمَة، وَمَنْ كانت الدنيا هَمَّه، جعل الله فَقْرَه بين عينيه، وفَرَّق عليه شَمْلَهُ، ولم يأتهِ من الدنيا إلا ما قُدِّر له» .

زاد في رواية «فلا يُمسي إلا فقيراً، ولا يُصْبِحُ إلا فقيراً، وما أقْبَلَ عبدٌ إلى الله بِقَلْبِهِ، إلا جعَلَ الله قُلُوبَ المؤمنين تنقاد إليه بالوُدِّ والرحمة، وكان الله بكل خير إليه أسْرَع». أخرجه الترمذي.

35995 / 4106 – 257 – ( ه – عَبْدُ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه ) قال: سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا، هَمَّ الْمَعَادِ، كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّ دُنْيَاهُ، وَمَنْ تَشَعَّبَتْ بِهِ الْهُمُومُ فِي أَحْوَالِ الدُّنْيَا، لَمْ يُبَالِ اللَّهُ فِي أَيِّ أَوْدِيَتِهِ هَلَكَ». أخرجه ابن ماجه.

35996 / 4105 – ( ه – عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه ) قَالَ: خَرَجَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ مِنْ عِنْدِ مَرْوَانَ بِنِصْفِ النَّهَارِ، قُلْتُ: مَا بَعَثَ إِلَيْهِ هَذِهِ السَّاعَةَ إِلَّا لِشَيْءٍ يَسْأَلُ عَنْهُ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: سَأَلَنَا عَنْ أَشْيَاءَ سَمِعْنَاهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ، فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ، وَمَنْ كَانَتِ الْآخِرَةُ نِيَّتَهُ، جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ». أخرجه ابن ماجه.

35997 / 2143 – ( ه – أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه )قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَعْظَمُ النَّاسِ هَمًّا الْمُؤْمِنُ، الَّذِي يَهْتَمُّ بِأَمْرِ دُنْيَاهُ وَأَمْرِ آخِرَتِهِ» . أخرجه ابن ماجه .

35998 / 17813 – عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ الْآخِرَةَ جَعَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْغِنَى فِي قَلْبِهِ، وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ، وَنَزَعَ الْفَقْرَ مِنْ بَيْنِ عَيْنَيْهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، فَلَا يُصْبِحُ إِلَّا غَنِيًّا، وَلَا يُمْسِي إِلَّا غَنِيًّا. وَمَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ الدُّنْيَا جَعَلَ اللَّهُ الْفَقْرَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، فَلَا يُصْبِحُ إِلَّا فَقِيرًا، وَلَا يُمْسِي إِلَّا فَقِيرًا».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَفِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3270) للحارث. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 433): رواه الحارث بسند فيه يزيد الرقاشي، وهو ضعيف، ورواه الترمذي بتمامه من طريق يزيد الرقاشي به، وانما أوردته تقليدًا لشيخنا. وله شاهد من حديث الحسن، قال الهيثميّ : رواه البزار.

35999 / 17813/3118– عن أَنَسَ بن مالك رَضِيَ الله عَنْه يرفعه قال: “إن الله عزّ وجل يُعْطَى الدُّنْيَا عَلَى نِيَّةِ الْآخِرَةِ، وَلَا يُعْطِي الْآخِرَةَ عَلَى نِيَّةِ الدُّنْيَا”.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3118) لأبي يعلى. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 433): رواه أبو يعلى وَفِي سَنَدِهِ رَاوٍ لَمْ يسم.

36000 / 17813/3263– عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ قَالَ: كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ الله عَنْه فِي رَكْبٍ من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرَّ بِهِمْ رَجُلٌ، فَسَأَلَهُمْ، فَأَجَابُوهُ، ثُمَّ انْتَهَى إِلَى مُعَاذِ رَضِيَ الله عَنْه وَهُوَ وَاضِعٌ رأسه على رحله يُحَدِّثُ نَفْسَهُ، فَقَالَ: “عَمَّ سَأَلْتَهُمْ؟” فَقَالَ: سَأَلْتُهُمْ عَنْ كَذَا، فَقَالُوا كَذَا، وَسَأَلْتُهُمْ عَنْ كَذَا، فَقَالُوا كَذَا، فَقَالَ مُعَاذٌ رَضِيَ الله عَنْه: ” كَلِمَتَانِ، إِنْ أَنْتَ أَخَذْتَ بِهِمَا أَخَذْتَ بِصَالِحِ مَا قَالُوا، وإن أنت تَرَكْتَهُمَا تَرَكْتَ صَالِحَ مَا قَالُوا، إِنْ أَنْتَ ابْتَدَأْتَ بِنَصِيبِكَ مِنَ الدُّنْيَا، يَفُتْكَ نصيبك من الْآخِرَةِ، وَعَسَى أَنْ لا تدرك بينهما الَّذِي تُرِيدُ، وَإِنِ ابْتَدَأْتَ نصيبك مِنَ الْآخِرَةِ يَمُرُّ بِكَ عَلَى نَصِيبِكَ مِنَ الدُّنْيَا، فَيَنْتَظِمُ لَكَ انْتِظَامًا، ثُمَّ يَدُورُ مَعَكَ حَيْثُمَا تَدُورُ”.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3263) لإسحاق. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 432): رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ مَوقُوفًا وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

36001 / 17814 – وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هِمَّتَهُ وَسَدَمَهُ، وَلَهَا يَشْخَصُ، وَإِيَّاهَا يَنْوِي، جَعَلَ اللَّهُ الْفَقْرَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَشَتَّتَ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْهَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ. وَمَنْ كَانَتَ الْآخِرَةُ هِمَّتَهُ وَسَدَمَهُ، وَلَهَا يَشْخَصُ، وَإِيَّاهَا يَنْوِي، جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْغِنَى فِي قَلْبِهِ، وَجَمَعَ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ صَاغِرَةٌ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ بِسَنَدَيْنِ فِي أَحَدِهِمَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، وَفِي الْآخَرِ أَيُّوبُ بْنُ حَوْطٍ، وَكِلَاهُمَا ضَعِيفٌ جِدًّا.

36002 / 17815 – وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَحِمَ اللَّهُ مَنْ سَمِعَ مَقَالَتِي حَتَّى يُبَلِّغَهَا غَيْرَهُ: ثَلَاثٌ لَا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ، وَالنُّصْحُ لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَاللُّزُومُ لِجَمَاعَتِهِمْ، فَإِنَّ دُعَاءَهُمْ يُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ. إِنَّهُ مَنْ تَكُنِ الدُّنْيَا نِيَّتَهُ يَجْعَلِ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَيُشَتِّتْ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ، وَلَا يَأْتِيهِ مِنْهَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ. وَمَنْ تَكُنِ الْآخِرَةُ نِيَّتَهُ يَجْعَلُ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَيَكْفِيهِ ضَيْعَتَهُ، وَتَأْتِيهِ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ».

قُلْتُ: رَوَى ابْنُ مَاجَهْ بَعْضَهُ. قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ وُثِّقُوا.

36003 / 17816 – وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَفَرَّغُوا مِنْ هُمُومِ الدُّنْيَا مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنَّهُ مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّهِ أَفْشَى اللَّهُ ضَيْعَتَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَمَنْ كَانَتِ الْآخِرَةُ أَكْبَرَ هَمِّهِ جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَمَا أَقْبَلَ عَبْدٌ بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ تَفِدُ إِلَيْهِ بِالْوُدِّ وَالرَّحْمَةِ، وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ خَيْرٍ إِلَيْهِ أَسْرَعَ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ 247/10 فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ حَسَّانَ الْمَصْلُوبُ، وَهُوَ كَذَّابٌ.

وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3269) لأبي يعلى. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 432): رواه أبو يعلى الْمُوصِلِيُّ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الزُّهْدِ وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ. قلت: وتقدم مع شواهده عن ابي هريرة وابن مسعود.

36004 / 17817 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَذَكَرَهُ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: ” مَنْ كَانَتِ الْآخِرَةُ هَمَّهُ جَمَعَ اللَّهُ لَهُ شَمْلَهُ وَجَعَلَ َغِنَاهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّهِ فَرَّقَ اللَّهُ شَمْلَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَلَمْ يُؤْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36005 / ز – عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّ دُنْيَاهُ، وَمَنْ تَشَعَّبَتْ بِهِ الْهُمُومُ لَمْ يُبَالِ اللَّهُ فِي أَيِّ أَوْدِيَةِ الدُّنْيَا هَلَكَ».

أخرجه الحاكم في المستدرك (3710).

36006 / ز – عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ طَلَبَ مَا عِنْدَ اللَّهِ كَانَتِ السَّمَاءُ ظِلَالَهُ وَالْأَرْضُ فِرَاشَهُ لَمْ يَهْتَمَّ بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا، فَهُوَ لَا يَزْرَعُ الزَّرْعَ وَهُوَ يَأْكُلُ الْخُبْزَ، وَهُوَ لَا يَغْرِسُ الشَّجَرَ وَيَأْكُلُ الثِّمَارَ تَوَكُّلًا عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وَطَلَبًا لِمَرْضَاتِهِ فَضَمَّنَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَالْأَرَضِينَ السَّبْعَ رِزْقَهُ فَهُمْ يَتْعَبُونَ فِيهِ وَيَأْتُونَ بِهِ حَلَالًا وَيَسْتَوْفِي هُوَ رِزْقَهُ بِغَيْرِ حِسَابٍ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى حَتَّى أَتَاهُ الْيَقِينُ».

أخرجه الحاكم في المستدرك (7930).

36007 / ز – عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَصْبَحَ وَالدُّنْيَا أَكْبَرُ هَمِّهِ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ، وَمَنْ لَمْ يَتَّقِ اللَّهَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ، وَمَنْ لَمْ يَهْتَمَّ لِلْمُسْلِمِينَ عَامَّةً فَلَيْسَ مِنْهُمْ».

أخرجه الحاكم في المستدرك (7889).

باب منه

36008 / 17818 – عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَصْبَحَ وَهَمُّهُ الدُّنْيَا فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ، وَمَنْ لَمْ يَهْتَمَّ بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ مِنْهُمْ، وَمَنْ أَعْطَى الذِّلَّةَ مِنْ نَفْسِهِ طَائِعًا غَيْرَ مُكْرَهٍ فَلَيْسَ مِنَّا».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ يَزِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ الرَّحَبِيُّ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.

36009 / 17819 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَصْبَحَ حَزِينًا عَلَى الدُّنْيَا أَصْبَحَ سَاخِطًا عَلَى رَبِّهِ تَعَالَى، وَمَنْ أَصْبَحَ يَشْكُو مُصِيبَةً نَزَلَتْ بِهِ، فَإِنَّمَا يَشْكُو اللَّهَ تَعَالَى، وَمَنْ تَضَعْضَعَ لِغَنِيٍّ لِيَنَالَ مِمَّا فِي يَدَيْهِ أَسْخَطَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَنْ أُعْطِيَ الْقُرْآنَ فَدَخَلَ النَّارَ ; فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الصَّغِيرِ، وَفِيهِ وَهْبُ بْنُ رَاشِدٍ الْبَصْرِيُّ صَاحِبُ ثَابِتٍ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.

36010 / 17820 – وَعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَضَى نَهْمَتَهُ فِي الدُّنْيَا حِيلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ شَهْوَتِهِ فِي الْآخِرَةِ، وَمَنْ فَدَّ عَيْنَيْهِ إِلَى زِينَةِ الْمُتْرَفِينَ كَانَ مَهِينًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، وَمَنْ صَبَرَ عَلَى الْقُوتِ الشَّدِيدِ صَبْرًا جَمِيلًا أَسْكَنَهُ اللَّهُ مِنَ الْفِرْدَوْسِ حَيْثُ شَاءَ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الصَّغِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَفِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ، وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَضَعَّفَهُ الْجُمْهُورُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36011 / 17821 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ، الَّذِي إِنَّمَا هَمُّهُ دِينَارٌ أَوْ دِرْهَمٌ يُصِيبُهُ فَيَأْخُذُهُ».

قُلْتُ: هُوَ فِي الصَّحِيحِ بِاخْتِصَارٍ. قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أَبُو يَحْيَى التَّيْمِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36012 / 17822 – وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَخِطَ رِزْقَهُ، وَبَثَّ شَكْوَاهُ لَمْ يَصْعَدْ لَهُ إِلَى اللَّهِ عَمَلٌ، وَلَقِيَ اللَّهَ، وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّامِيُّ الْأُمَوِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا.

بَابُ مَا جَاءَ فِي الطَّمَعِ

36013 / 8485 – () عروة بن الزبير أن عمر بن الخطاب قال يوماً في خُطْبَتِهِ: «تعلمون أيُّها الناسُ: أنَّ الطَمَعَ فَقْرٌ، وأن اليأسَ غِنى، وأن المرءَ إذا يئس من شيء من أمور الدنيا استغنى عنه» …

كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين.

36014 / 7647 – () علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – قال: «تَعْلَمُنَّ أَيُّها النَّاس: أن الطمع فَقْر، وأنَّ الإياس غنى، وأنَّ المرءَ إذا يئس عنه شيء استغنى عنه». أخرجه …

كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين.

36015 / 17823 – عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِيَّاكُمْ وَالطَّمَعَ ; فَإِنَّهُ هُوَ الْفَقْرُ، وَإِيَّاكُمْ وَمَا يَعْتَذِرُ مِنْهُ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، وَهُوَ مُجْمَعٌ عَلَى ضَعْفِهِ.

36016 / 17824 – وَعَنْ جُبَيْرِ 248/10 بْنِ نُفَيْرٍ: «أَنَّ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ خَرَجَ إِلَى النَّاسِ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَكُمْ أَنْ تَتَعَوَّذُوا مِنْ ثَلَاثٍ: مِنْ طَمَعٍ حَيْثُ لَا مَطْمَعَ، وَمِنْ طَمَعٍ يَهْدِي إِلَى طَبْعٍ، وَمَنْ طَمِعَ إِلَى غَيْرِ مَطْمَعٍ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ بِأَسَانِيدَ، وَرِجَالُ أَحَدِهَا ثِقَاتٌ، وَفِي بَعْضِهِمْ خِلَافٌ. قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمَتْ أَحَادِيثُ فِي الِاسْتِعَاذَةِ مِنَ الطَّمَعِ وَغَيْرِهِ فِي آخِرِ الْأَذْكَارِ، وَأَوَاخِرِ الْأَدْعِيَةِ فِي بَابِ الِاسْتِعَاذَةِ.

باب فيمن أحب الدنيا والدينار، ومن خضع لحبهما

36017 / 7207 – (خ ه – أبو هريرة رضي الله عنه ) أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «تعِسَ عبدُ الدِّينار، وعَبْدُ الدِّرهم، والقَطيفةِ، والخميصةِ، إن أُعطيَ رَضِيَ، وإن لم يُعْطَ لم يَرْضَ» قال البخاري: وزاد عمرو بن مرزوق – عن عبد الرحمن بن دينار عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «تَعِسَ عبدُ الدِّينار، وعبدُ الدِّرهم، وعَبْدُ الخميصة، إن أُعْطِيَ رَضِيَ، وإن لم يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وانْتَكَسَ، وإذا شِيكَ فلا انْتُقِشَ، طوبى لعبدٍ آخذ بعِنان فرسه في سبيل الله، أشْعَثَ رأسُه، مُغْبَرَّة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقَة كان في الساقة، إن استأذَن لم يُؤذَن له، وإن شَفَعَ لم يُشَفَّع». أخرجه البخاري.

وأخرج ابن ماجه الأولى وقال ( لم يف ) بدل ( لم يرض ) ، وأخرجه بمثل الثانية إلى قوله ( انتقش ) دون قوله ( إن أعطي رضي و إن لم يعط سخط ).

36018 / 3966– (هـ – عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه)، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مِنْ شَرِّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، عَبْدٌ أَذْهَبَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ». أخرجه ابن ماجه.

36019 / 459 – (ت) أبو هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لُعِنَ عَبدُ الدِّينارِ، ولُعِنَ عَبْدُ الدِّرْهَم». أخرجه الترمذي.

36020 / 460 – (خ س) ابن مسعود – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أيُّكُم مالُ وارِثِه أحبُّ إليه من ماله؟» قالوا: يا رسول الله، ما مِنَّا أحدٌ إلا مالُه أحبُّ إليه، قال: «فإنَّ مَالَهُ ما قَدَّمَ،، مالَ وَارِثِهِ ما أخَّرَ». أخرجه البخاري والنسائي.

36021 / 2603 – () أنس بن مالك – رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «حُبُّ الدنيا رأسُ كلِّ خَطِيئَة، وحبُّكَ الشيءَ يُعمي أو يُصِمُّ». أخرجه.

كذا في الأصل والمطبوع بياض بعد قوله: أخرجه، والفقرة الأولى: ” حب الدنيا رأس كل خطيئة ” رواه البيهقي في “شعب الإيمان” عن الحسن البصري مرسلاً، وإسناده إلى الحسن حسن، قال المناوي في ” فيض القدير “: قال البيهقي: ” ولا أصل له من حديث النبي صلى الله عليه وسلم “، وأما الفقرة الثانية: ” وحبك الشيء يعمي ويصم ” فقد رواه أبو داود رقم (5130) في الأدب، باب في الهوى، وأحمد في ” المسند ” (5 / 194) و (6 / 450) عن أبي الدرداء مرفوعاً، وفي سنده أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني الشامي، وهو ضعيف، وكان قد سرق بيته فاختلط، وقد روي الحديث مرفوعاً وموقوفاً، والموقوف أشبه، كما قال المحققون من العلماء، ومعنى ذلك أن من الحب ما يعمي الإنسان عن طريق الرشد، ويصمه عن استماع الحق، وأن الرجل إذا غلب الحب على قلبه ولم يكن له رادع من عقل أو دين أصمه حبه عن العدل وأعماه عن الرشد.

36022 / 8480 – () حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته: «الخمرُ جِماعُ الإثم، والنِّساءُ حبائلُ الشيطان، وحُبُّ الدُّنيا رأسُ كلِّ خطيئة».

قال: وسمعته يقول: «أخِّروا النساء حيث أخَّرَهُنَّ الله» أخرجه …

كذا في الأصل البياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه عبد الرزاق في مصنفه رقم (5115) موقوفاً على ابن مسعود بأطول من هذا، وإسناده صحيح، وصحح إسناده الحافظ في “الفتح”. أقول: ولم يثبت رفعه، والصحيح أنه موقوف على ابن مسعود رضي الله عنه.

36023 / 17825 – عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ دُنْيَاهُ أَضَرَّ بِآخِرَتِهِ، وَمَنْ أَحَبَّ آخِرَتَهُ أَضَرَّ بِدُنْيَاهُ، فَآثِرُوا مَا يَبْقَى عَلَى مَا يَفْنَى».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَالْبَزَّارُ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَرِجَالُهُمْ ثِقَاتٌ.

36024 / 17825/3115– عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “إن أسوأ النَّاسِ مَنْزِلَةً مَنْ أَذْهَبَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ “.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3115) لأبي داود. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 454): رواه أبو داود الطَّيَالِسِيُّ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

36025 / 17825/3276– عن أَبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: “لَمَّا بُعث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أتت إِبْلِيسُ جُنُودَهُ، فَقَالُوا: لَقَدْ بُعِثَ نَبِيُّ، وَأُخْرِجَتْ أُمَّةٌ، فَقَالَ: أَيُحِبُّونَ الدُّنْيَا؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: لَئِنْ كَانُوا يُحِبُّونَهَا، مَا أُبَالِي أَنْ لَا يَعْبُدُوا الْأَوْثَانَ، إِنَّهُمْ لَنْ ينفلتوا مِنِّي، وَأَنَا أَغْدُو عَلَيْهِمْ وَأَرْوَحُ بِثَلَاثٍ: أَخْذِ الْمَالِ مِنْ غَيْرِ حَقِّهِ، وَإِنْفَاقِهِ فِي غَيْرِ حَقِّهِ، وَإِمْسَاكِهِ عَنْ حَقِّهِ، والشر كُلُّهُ لِهَذَا تَبَعٌ “.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3276) لأبي يعلى. قال لي إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 434): رواه أبو يعلى، وَفِي سَنَدِهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي قَيْسٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ. (7267) – لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوفٍ

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ وَلَفْظُهُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ” قَالَ الشَّيْطَانُ- لَعَنَهُ اللَّهُ-: لن يسلم مني صاحب المال مِنْ إِحْدَى ثَلَاثٍ أَغْدُو عَلَيْهِ بِهِنَّ وَأَرُوحُ: أخذ الْمَالَ مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ، وَإِنْفَاقِهِ فِي غَيْرِ حَقِّهِ، وَأُحَبِّبُهُ إِلَيْهِ فيَمْنَعَهُ مِنْ حَقِّهِ “.

36026 / 17826 – وَعَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحَضْرَمِيِّ: «أَنَّ أَبَا مَالِكٍ الْأَشْعَرِيَّ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ: يَا سَامِعَ الْأَشْعَرِيِّينَ لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: حُلْوَةُ الدُّنْيَا مُرَّةُ الْآخِرَةُ، وَمُرَّةُ الدُّنْيَا حُلْوَةُ الْآخِرَةُ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

36027 / 17827 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أُشْرِبَ قَلْبُهُ حُبَّ الدُّنْيَا الْتَاطَ مِنْهَا بِثَلَاثٍ: شَقَاءٍ لَا يَنْفَدُ عَنَاهُ، وَحِرْصٍ لَا يَبْلُغُ غِنَاهُ، وَأَمَلٍ لَا يَبْلُغُ مُنْتَهَاهُ. فَالدُّنْيَا طَالِبَةٌ وَمَطْلُوبَةٌ، فَمِنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَتْهُ الْآخِرَةُ حَتَّى يُدْرِكَهُ الْمَوْتُ فَيَأْخُذَهُ، وَمَنْ طَلَبَ الْآخِرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَوْفِيَ مِنْهَا رِزْقَهُ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ عَنْ شَيْخِهِ: جَبْرُونَ بْنِ عِيسَى الْمُقْرِئِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَفْرِيِّ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، وَلَمْ أَعْرِفْ جَبْرُونَ، وَأَمَّا يَحْيَى فَقَدْ ذَكَرَ الذَّهَبِيُّ فِي الْمِيزَانِ فِي آخِرِ تَرْجَمَةِ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ الْجُعْفِيُّ فَقَالَ: فَأَمَّا سَمِيُّهُ يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَفْرِيُّ فَمَا عَلِمْتُ بِهِ بَأْسًا، ثُمَّ ذَكَرَ بَعْدَهُ يَحْيَى بْنَ سُلَيْمَانَ الْقُرَشِيَّ، قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: فِيهِ مَقَالٌ، وَذَكَرَهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ، فَإِنْ كَانَا اثْنَيْنِ فَالْجَفْرِيُّ ثِقَةٌ وَالْحَدِيثُ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْخُطْبَةِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36028 / 17828 – وَعَنْ هُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ: مَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ أَضَرَّ بِالدُّنْيَا، وَمَنْ أَرَادَ الدُّنْيَا أَضَرَّ بِآخِرَتِهِ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَضُرُّوا بِالْفَانِي لِلْبَاقِي. وَقَالَ: إِنَّكُمْ فِي زَمَانٍ كَثِيرٍ عُلَمَاؤُهُ، قَلِيلٍ خُطَبَاؤُهُ، كَثِيرٍ مُعْطُوهُ قَلِيلٍ سُؤَالُهُ، فَأَطِيلُوا الصَّلَاةَ، وَاقْصُرُوا الْخُطْبَةَ. وَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ السِّحْرَ وَإِنَّ مِنْ بَعْدِكُمْ زَمَانًا كَثِيرٌ خُطَبَاؤُهُ، قَلِيلٌ عُلَمَاؤُهُ، كَثِيرٌ سُؤَالُهُ، قَلِيلٌ مُعْطُوهُ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ بِإِسْنَادَيْنِ، وَرِجَالُ أَحَدِهِمَا رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ قَيْسٍ.249/10

باب في حب المال والشرف

36029 / 1966 – (خ م ت ه – أنس بن مالك رضي الله عنه ) «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يَهْرَمُ ابنُ آدَمَ وتَشِبُّ منه اثْنَتانِ: الحِرصُ عَلى المالِ، والحِرصُ عَلى العُمُرِ». وكذا ابن ماجه.

وفي روايةٍ: يَكْبَرُ ابنُ آدَمَ ويَكْبُرُ مَعَهُ اثْنتَان: حبُّ المالِ، وطولُ العُمُرِ». أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.

36030 / 1967 – (خ م ت ه – أبو هريرة رضي الله عنه ) أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «قَلبُ الشَّيخ شَابٌّ على حبِّ اثْنَتيْنِ: حُبِّ العَيشِ – أو قال: طُولِ الحيَاةِ – وَحُبِّ المَالِ». أخرجه البخاري ومسلم والترمذي. ومثله لابن ماجه لكن قال: ( حب الحياة و كثرة المال ).

36031 / 1968 – (ت) كعب بن مالك – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَا ذئبان جَائِعَانِ أُرسِلا في غَنَمٍ بأفسَدَ لها مِنْ حِرصِ المرء على المال والشَّرَف لدينهِ». أخرجه الترمذي.

وهذا طرف من الحديث الذي قد تقدَّم في كتاب الحسد، إلا أنّهُ ذكره رزين، ولم أجد في الترمذي إلا هذا الحديث، وهو في الحرص، فذكرتُه ها هنا.

36032 / 17829 – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا ذِئْبَانِ ضَارِيَانِ جَائِعَانِ فِي غَنَمٍ افْتَرَقَتْ أَحَدُهُمَا فِي أَوَّلِهَا، وَالْآخَرُ فِي آخِرِهَا بِأَسْرَعَ فَسَادًا مِنِ امْرِئٍ فِي دِينِهِ يُحِبُّ شَرَفَ الدُّنْيَا وَمَالَهَا».

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ زَنْجُوَيْهِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، وَقَدْ وُثِّقَا. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3272) لأبي يعلى. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 429): رواه أبو يعلى وَالطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ. وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رواه البزار بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ، وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صحيحه من حديث كعب بْنِ مَالِكٍ.

36033 / 17830 – وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا ذِئْبَانِ ضَارِيَانِ فِي حَظِيرَةٍ يَأْكُلَانِ وَيُفْسِدَانِ بِأَضَرَّ فِيهَا مِنْ حُبِّ الشَّرَفِ، وَحُبِّ الْمَالِ فِي دِينِ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَفِيهِ قُطْبَةُ بْنُ الْعَلَاءِ، وَقَدْ وُثِّقَ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

36034 / 17831 – وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا ذِئْبَانِ ضَارِيَانِ فِي زَرِيبَةِ غَنَمٍ أَسْرَعُ فِيهَا فَسَادًا مِنْ طَلَبِ الْمَالِ وَالشَّرَفِ فِي دِينِ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْعُمَرِيُّ، وَهُوَ كَذَّابٌ.

36035 / 17832 – وَعَنْ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ: «اشْتَرَيْتُ أَنَا وَأَخِي مِائَةَ سَهْمٍ مِنْ سِهَامِ خَيْبَرَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا ذِئْبَانِ عَادِيَانِ ظَلَّا فِي غَنَمٍ أَضَاعَهَا رَبُّهَا مِنْ طَلَبِ الْمُسْلِمِ الْمَالَ وَالشَّرَفَ لِدِينِهِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

36036 / 17833 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا ذِئْبَانِ ضَارِيَانِ بَاتَا فِي غَنَمٍ بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حُبِّ ابْنِ آدَمَ الشَّرَفَ وَالْمَالَ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَقَدْ وُثِّقَ.

36037 / 17834 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا ذِئْبَانِ ضَارِيَانِ جَائِعَانِ بَاتَا فِي زَرِيبَةِ غَنَمٍ أَغْفَلَهَا أَهْلُهَا، يَفْتَرِسَانِ وَيَأْكُلَانِ بِأَسْرَعَ فَسَادًا فِيهَا مِنْ حُبِّ الْمَالِ، وَالشَّرَفِ فِي دِينِ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ. وهو في المستدرك (5771).

باب ما جاء في المتنعمين والمتنطعين

36038 / 9417 – (م د) عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «هَلَكَ المُتَنَطِّعُون – قالها ثلاثاً». أخرجه مسلم وأبو داود.

36039 / 17835 – عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَمَّا بَعَثَ بِهِ إِلَى الْيَمَنِ قَالَ لَهُ: إِيَّاكَ وَالتَّنَعُّمَ ; فَإِنَّ عِبَادَ اللَّهِ لَيْسُوا بِالْمُتَنَعِّمِينَ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

36040 / 17835/3252– قَالَ إِسْحَاقُ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ: أَحَدَّثَكُمْ مِسْعَرٌ قَالَ: أَخْرَجَ إِلَيَّ مَعْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ كِتَابًا، فَحَلَفَ لِي أَنَّهُ خَطُّ أَبِيهِ، فَإِذَا فِيهِ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: ” وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَشَدَّ خَوْفًا عَلَى الْمُتَنَطِّعِينَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَشَدَّ خَوْفًا مِنْ أبي بكر رَضِيَ الله عَنْه، وَإِنِّي لأرى عمر رَضِيَ الله عَنْه كَانَ أَشَدَّ خوفاً عليهم، أوْ لَهُمْ؟ “. فَأَقَرَّ بِهِ أَبُو أُسَامَةَ وَقَالَ: نَعَمْ.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3252) لإسحاق. وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (1/ 261).

36041 / 17835/3253– عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونحن نُقْرِئُ بَعْضُنَا بَعْضًا، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “الْحَمْدُ لِلَّهِ، كِتَابُ اللَّهِ وَاحِدٌ، فِيكُمُ الْأَحْمَرُ وَالْأَسْوَدُ، اقرأوا … ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ أن يأتي قوم يُقِيمُونَ حُرُوفَهُ كَمَا يُقَامُ السَّهْمُ، يتعجلونه وَلَا يَتَأَجَّلُونَه”.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3253) لإسحاق. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (1/ 203): قُلْتُ: ابْنُ لَهِيعَةَ ضَعِيفٌ.

36042 / 17836 – وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَيَكُونُ رِجَالٌ مِنْ أُمَّتِي يَأْكُلُونَ أَلْوَانَ الطَّعَامِ، وَيَشْرَبُونَ أَلْوَانَ الشَّرَابِ، وَيَلْبَسُونَ أَلْوَانَ الثِّيَابِ، وَيَتَشَدَّقُونَ فِي الْكَلَامِ، فَأُولَئِكَ شِرَارُ أُمَّتِي».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ مِنْ طَرِيقَيْنِ فِي أَحَدِهِمَا جُمَيْعُ بْنُ أَيُّوبَ وَهُوَ مَتْرُوكٌ وَفِي الْأُخْرَى أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ وَهُوَ مُخْتَلِطٌ.

36043 / 17837 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ شِرَارِ أُمَّتِي الَّذِينَ غُذُّوا بِالنَّعِيمِ، وَنَبَتَ عَلَيْهِ أَجْسَامُهُمْ».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَفِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ، وَقَدْ وُثِّقَ، وَالْجُمْهُورُ عَلَى تَضْعِيفِهِ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

36044 / 17838 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَهْلَ الشِّبَعِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ الْجُوعِ غَدًا فِي الْآخِرَةِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ 250/10 وَفِيهِ يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْجَفْرِيُّ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَيْهِ فِي أَوَّلِ هَذِهِ الْوَرَقَةِ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

36045 / 17839 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: «وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَشَدَّ عَلَى الْمُتَنَطِّعِينَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشُدَّ عَلَيْهِمْ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ أَبِي بَكْرٍ، وَإِنِّي لَأَظُنُّ عُمَرَ كَانَ أَشَدَّ أَهْلِ الْأَرْضِ خَوْفًا عَلَيْهِمْ أَوْ لَهُمْ».

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى وَالطَّبَرَانِيُّ، وَرِجَالُهُمَا ثِقَاتٌ.

36046 / 17840 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَلَا هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

باب في حسب الإنسان وكرمه

36047 / 17841 – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «كَرَمُ الرَّجُلِ دِينُهُ، وَمُرُوءَتُهُ عَقْلُهُ، وَحَسَبُهُ خُلُقُهُ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَالْبَزَّارُ وَلَفْظُهُ: «حَسَبُ الْمَرْءِ مَالُهُ، وَكَرَمُهُ تَقْوَاهُ». وَقَالَ: «الْحَسَبُ الْمَالُ، وَالْكَرَمُ التَّقْوَى».

باب النهي عن التبقر في المال والبناء

36048 / 462 – (خ ه – عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ) قال: لقد رأيتُني مع رسولِ الله – صلى الله عليه وسلم -، وقد ينيتُ بيتًا بيدَيَّ، يُكِنُّني من المطرِ، ويُظِلُّني من الشمس، ما أعانني عليه أحدٌ من خلق الله. ورواية ابن ماجه هكذا.

وفي رواية: قال عمرو بن دينار: سمعتُ ابن عمر يقول: ما وضَعْتُ لَبِنَةً على لَبِنَةٍ مُنذُ قُبِضَ رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -، قال سُفيان: فَذَكَرتُهُ لِبَعض أهله، فقال: والله لقد بَنَى، فقلتُ: لَعَلَّهُ قَبلُ. أخرجه البخاري .

36049 / 463 – (خ م ه – قيس بن أبي حازم رحمه الله ) : قال: دَخلْنا على خَبَّاب بن الأرَتِّ نَعودُه، وقد اكْتَوَى سبع كَياتٍ – زاد بعض الرواة: في بطنه – فقال: إن أصحابَنا الذين سلفوا مَضَوْا ولم تنقُصُهُم الدُّنيا، وإنا أصبنا ما لا نجدُ له موضِعًا إلا التُّراب، ولولا أن النبي – صلى الله عليه وسلم – نهانا أن ندعُوَ بالموتِ لدَعَوتُ به، ثم أتيناه مرَّةً أخرى – وهو يبني حائِطًا له – فقال: إن المُسلِم يُؤجَرُ في كلِّ شيء يُنْفِقُهُ إلا في شيءٍ يجعلُهُ في هذا التراب، أخرجه البخاري ومسلم، واللفظ للبخاري. و في رواية ابن ماجه عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، قَالَ: أَتَيْنَا خَبَّابًا نَعُودُهُ، فَقَالَ: لَقَدْ طَالَ سَقْمِي، وَلَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «لَا تَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ» لَتَمَنَّيْتُهُ وَقَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيُؤْجَرُ فِي نَفَقَتِهِ كُلِّهَا، إِلَّا فِي التُّرَابِ» ، أَوْ قَالَ: «فِي الْبِنَاءِ».

وسيأتي هذا الحديث بعد عند الترمذي والنسائي مثل رواية ابن ماجه.

36050 / 464 – (ت) أنس – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «النَّفَقَةُ كلُّها في سَبِيلِ اللهِ إلا البنَاءَ فلا خير فيه». أخرجه الترمذي.

36051 / 465 – (د ه – أنس رضي الله عنه ): أنَّ رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم – خَرَجَ يَوْمًا ونحن مَعَهُ، فَرَأى قُبَّةً، مُشْرِفَةً، فقال: «مَا هَذِهِ؟» قال أصْحَابُهُ: هذه لفلانٍ – رجل من الأنصار – فسَكَت وحملها في نفسه، حتى لما جاء صاحِبُها، سَلَّمَ عليه في الناس، فأعرض عنه – صنع ذلك مرارًا – حتى عرف الرجلُ الغضبَ فيه، والإعراض عنه، فشكا ذلك إلى أصحابه، فقال: واللهِ، إني لأُنكر رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم -، قالوا: خرَجَ، فرأى قُبَّتَكَ، فرجعَ الرجلُ إلى قُبَّتِهِ فهَدَمَهَا، حتى سوَّاها بالأرض، فخرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ذَات يومٍ، فلم يَرَها قال: «ما فعلَتِ القُبَّةُ؟» قالوا: شكا إلينا صاحِبُها إعراضَك عنه، فأخبرناه فهدمها، فقال: «أمَا إنًّ كلَّ بِنَاءٍ وبالٌ على صاحبِهِ، إلا مالا، إلا مالا». أخرجه أبو داود.

وفي رواية ابن ماجه عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقُبَّةٍ عَلَى بَابِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: «مَا هَذِهِ؟» قَالُوا: قُبَّةٌ بَنَاهَا فُلَانٌ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ مَالٍ يَكُونُ هَكَذَا، فَهُوَ وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ، فَبَلَغَ الْأَنْصَارِيَّ ذَلِكَ، فَوَضَعَهَا فَمَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدُ، فَلَمْ يَرَهَا، فَسَأَلَ عَنْهَا، فَأُخْبِرَ أَنَّهُ وَضَعَهَا لِمَا بَلَغَهُ عَنْكَ، فَقَالَ: «يَرْحَمُهُ اللَّهُ! يَرْحَمُهُ اللَّهُ! ».

36052 / 466 – (ت د ه – عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ) قال: «مَرَّ بي رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – وأنا أُطَيِّنُ حائِطًا لِي من خُص – فقال: ما هذا يا عبد الله؟ قلتُ: حائطًا أصْلحُهُ يا رسولَ الله، قال: الأمْرُ أيسَرُ من ذَلِكَ». أخرجه الترمذي.

وأخرجه أبو داود نحوه، وقال: ونحنُ نُصْلحُ خُصًا لنا، وقَدْ وَهَى، فقال: ما أرى الأمرَ إلا أعْجَلَ من ذلك. و هكذا هو عند ابن ماجه.

وفي رواية أخرى لأبي داود نحوه، وفيه: أنا وأمِّي، وفيه: الأمْرُ أسرعُ من ذَلِكَ.

36053 / 17842 – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ – يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: «نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ التَّبَقُّرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ». فَقَالَ أَبُو حَمْزَةَ وَهُوَ جَلِيسٌ عِنْدَهُ: نَعَمْ. حَدَّثَنِي أَخْرَمُ الطَّائِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَكَيْفَ بِأَهْلِ بَرَاذَانَ وَأَهْلِ بِالْمَدِينَةِ، وَأَهْلِ كَذَا؟ قَالَ شُعْبَةُ: فَقُلْتُ لِأَبِي التَّيَّاحِ: مَا التَّبَقُّرُ؟ قَالَ: الْكَثْرَةُ.

قال الهيثميّ : رواه أحمد بِأَسَانِيدَ، وَفِيهَا رَجُلٌ لَمْ يُسَمَّ.

36054 / 17843 – وَعَنْ شَقِيقٍ قَالَ: دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَقَالَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي أَخْشَى أَنْ أَكُونَ قَدْ هَلَكْتُ، إِنِّي مِنْ أَكْثَرِ قُرَيْشٍ مَالًا بِعْتُ أَرْضًا لِي بِأَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ. فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّ، أَنْفِقْ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ، وَلَهُ طُرُقٌ تَقَدَّمَتْ.

باب الأمر بالتقشف والتقحل

36055 / 2786 – (د س) عبد الله بن بريدة – رحمه الله -: أن رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رحل إِلى فَضَالة بن عُبيد، وهو بمصر، فَقَدِم عليه، فقال: إِني لم آتِكَ زائراً، ولكني سمعت أنا وأَنت حديثاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم: فرجوتُ أَن يكون منه عندك عِلمٌ، قال: ما هو؟ قال: كذا وكذا، قال: فَمالي أراك شَعِثاً وأنت أميرُ الأرض؟ قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ينهانا عن كثير من الإِرْفَاه، قال: فمالي لا أرى عليكَ حِذَاء؟ قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمرنا أن نَحْتفيَ أَحياناً». هذه رواية أبي داود.

وفي رواية النسائي عن عبد الله بن شقيق، قال: كان رجل من أَصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عاملاً بمصر، فأتاه رجل من أصحابه، فإذا هو شَعِثُ الرأس، مُشْعَانٌ، قلت: مالي أَراك مُشْعَانّاً، وأَنت أَمير؟ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهانا عن الإِرْفاه، قلنا: وما الإِرفاه؟ قال: التَّرجيلُ كل يوم.

36056 / 2787 – (د ه – أبو أمامة إياس بن ثعلبة الأنصاري رضي الله عنه ) قال: «ذَكر أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً عنده الدُّنيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تسمعون، ألا تسمعون؟ إِن البَذَاذَةَ من الإِيمان، إن البذاذة من الإيمان – يعني التَّقَحُّلَ». أخرجه أبو داود.

وفي رواية ابن ماجه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْبَذَاذَةُ مِنَ الْإِيمَانِ» ، قَالَ: الْبَذَاذَةُ الْقَشَافَةُ، يَعْنِي التَّقَشُّفَ.

36057 / 2788 – () زيد بن أسلم: قال: «اسْتَقَى يوماً عمرُ بن الخطاب – رضي الله عنه فجيئ بماءٍ قد شِيبَ بعسلٍ، فقال: إِنه لَطيِّبٌ، لكني أسمع الله عز وجل نَعَى على قومٍ شَهَواتِهم، فقال: {أَذْهَبْتُم طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمْ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} الأحقاف: 20 ، فأَخاف أن تكونَ حسناتُنا عُجِّلَت لنا، فلم يَشْرَبْهُ». أَخرجه ….

كذا في الأصل والمطبوع بياض بعد قوله: أخرجه. وذكرها المنذري في ” الترغيب والترهيب ” في الزهد، باب في عيش السلف، وقال: ذكره رزين، ولم أره.

36058 / 2789 – (ت) رجل كان يخدم عبد الرحمن بن عوف: قال: «حَضَرْتُهُ أُتِيَ بطعامٍ ليلاً، وكان ظَلَّ يومه صائماً، فبكى، وقال: ذهب الأوَّلون، لم تَكْلِمْهُمُ الدنيا من حسناتهم شيئاً، وإِنا ابتُلينا بالضَّرَّاء فصبرنا ثم ابتُلينا بالسَّرَّاء فلم نَصبِرْ، وكفى لامرىءٍ من الشرِّ أن يُشارَ إِليه بالأَصابع في أَمر». أخرجه … .

بَابٌ فِي مَالِ الْإِنْسَانِ وَعَمَلِهِ وَأَهْلِهِ

36059 / 8709 – (خ م ت) أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم «يَتْبَعُ الميتَ ثلاث: أهلُه، ومالُه، وَعَمَلُه، فيرجع اثنان، ويبقى واحد، يرجع أهلُه ومالُه، ويبقى عَمَلُه». أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.

36060 / 17844 – عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ وَلَا أَمَةٍ إِلَّا وَلَهُ ثَلَاثَةُ أَخِلَّاءَ: فَخَلِيلٌ يَقُولُ: أَنَا مَعَكَ، فَخُذْ مَا شِئْتَ، وَدَعْ مَا شِئْتَ، فَذَلِكَ مَالُهُ. وَخَلِيلٌ يَقُولُ: أَنَا مَعَكَ، فَإِذَا أَتَيْتَ بَابَ الْمَلِكِ تَرَكْتُكَ، فَذَلِكَ خَدَمُهُ وَأَهْلُهُ. وَخَلِيلٌ يَقُولُ: أَنَا مَعَكَ حَيْثُ دَخَلْتَ، وَحَيْثُ خَرَجْتَ، فَذَلِكَ عَمَلُهُ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ وَفِي الْأَوْسَطِ، وَلَفْظُهُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «مَثَلُ الرَّجُلِ وَمَثَلُ الْمَوْتِ كَمَثَلِ رَجُلٍ لَهُ ثَلَاثَةُ أَخِلَّاءَ: فَقَالَ الْأَوَّلُ: هَذَا مَالِي فَخُذْ مَا شِئْتَ، وَأَعْطِ مَا شِئْتَ، وَدَعْ مَا شِئْتَ. وَقَالَ الْآخَرُ: أَنَا مَعَكَ 251/10 أَخْدِمُكَ، فَإِذَا مُتَّ تَرَكْتُكَ، وَقَالَ الْآخَرُ: أَنَا مَعَكَ أَدْخُلُ مَعَكَ، وَأَخْرُجُ مَعَكَ، إِنْ مِتَّ وَإِنْ حَيِيتَ. فَأَمَّا الَّذِي قَالَ: هَذَا مَالِي فَخُذْ مَا شِئْتَ، وَدَعْ مَا شِئْتَ، فَهُوَ مَالُهُ. وَالْآخَرُ عَشِيرَتُهُ، وَالْآخَرُ عَمَلُهُ، يَدْخُلُ مَعَهُ وَيَخْرُجُ مَعَهُ حَيْثُ كَانَ». قال الهيثميّ : رواه البزار بِنَحْوِهِ، وَأَحَدُ أَسَانِيدِهِ فِي الْكَبِيرِ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ. وهو عند الحاكم (251_1376).

36061 / 17845 – وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وَلَهُ ثَلَاثَةُ أَخِلَّاءَ: فَأَمَّا خَلِيلٌ يَقُولُ: مَا أَنْفَقْتَ فَلَكَ، وَمَا أَمْسَكْتَ فَلَيْسَ لَكَ، فَذَلِكَ مَالُهُ، وَأَمَّا خَلِيلٌ فَيَقُولُ: أَنَا مَعَكَ، فَإِذَا أَتَيْتَ بَابَ الْمَلِكِ تَرَكْتُكَ وَرَجَعْتُ، فَذَلِكَ أَهْلُهُ، وَخَلِيلٌ يَقُولُ: أَنَا مَعَكَ حَيْثُ دَخَلْتَ، وَحَيْثُ خَرَجْتَ، فَذَلِكَ عَمَلُهُ، فَيَقُولُ: إِنْ كُنْتَ لَأَهْوَنَ الثَّلَاثَةِ عَلَيَّ».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُمَا رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ عِمْرَانَ الْقَطَّانِ، وَقَدْ وُثِّقَ، وَفِيهِ خِلَافٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3129) للطيالسي. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 387): رواه أبو داود الطَّيَالِسِيُّ وَالْبَزَّارُ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ. وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ. قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ في الكبير وَالْأَوْسَطِ وَالْبَزَّارُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ، وَالْبَزَّارُ مِنْ حَدِيثِ أبي هريرة بسند الصحيح. انتهى. والحديث عند ابن حبان (3108) والحاكم (248_1375).

36062 / 17846 – وَعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ لِأَحَدِكُمْ يَوْمَ يَمُوتُ ثَلَاثَةُ أَخِلَّاءَ، مِنْهُمْ مَنْ يَمْنَعُهُ مَا سَأَلَهُ، فَذَلِكَ مَالُهُ، وَمِنْهُمْ خَلِيلٌ يَنْطَلِقُ مَعَهُ حَتَّى يَلِجَ الْقَبْرَ، وَلَا يُعْطِيَهُ شَيْئًا وَلَا يَمْنَعَهُ، فَأُولَئِكَ قَرَائِنُهُ، وَمِنْهُمْ خَلِيلٌ يَقُولُ: أَنَا مَعَكَ حَيْثُ ذَهَبْتَ، وَلَسْتُ بِمُفَارِقِكَ، فَذَلِكَ عَمَلُهُ، إِنْ كَانَ خَيْرًا أَوْ شَرًّا».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَالطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ.

36063 / 17847 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَثَلُ ابْنِ آدَمَ وَمَالِهِ، وَأَهْلِهِ، وَعَمَلِهِ، كَرَجُلٍ لَهُ ثَلَاثَةُ إِخْوَةٍ، أَوْ ثَلَاثَةُ أَصْحَابٍ: فَقَالَ أَحَدُهُمْ: أَنَا مَعَكَ حَيَاتَكَ، فَإِذَا مِتَّ فَلَسْتُ مِنْكَ، وَلَسْتَ مِنِّي، وَقَالَ الْآخَرُ: أَنَا مَعَكَ، فَإِذَا بَلَغْتَ تِلْكَ الشَّجَرَةَ فَلَسْتُ مِنْكَ، وَلَسْتَ مِنِّي، وَقَالَ الْآخَرُ: أَنَا مَعَكَ حَيًّا وَمَيِّتًا».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

بَابُ الِاقْتِصَادِ

36064 / 9320 – (ط د) عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «القَصْدُ والتُّؤَدة وحُسْنُ السَّمْتِ: جزءٌ من خمسة وعشرين جزءاً من النبوة» أخرجه الموطأ.

وفي رواية أبي داود: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الهَدْي الصَّالح والسَّمْتَ الصالح والاقتصاد: جزءٌ من خمسة وعشرين جزءاً من النبوة».

36065 / 9321 – (ت) عبد الله بن سَرْجس – رضي الله عنه – أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «السَّمْتُ الحسَنُ، والتُّؤدَةُ، والاقتصاد: جزءٌ من أربعة وعشرين جزءاً من النبوة». أخرجه الترمذي.

36066 / 2184 – (س) عطاء بن السائب – رحمه الله-: عن أبيه قال: صلَّى بِنَا عَمَّارُ بنُ ياسِرٍ صَلاة، فَأوجَزَ فيها، فقال له بَعضُ القَومِ: «لقد خَفَّفْتَ وأوجَزْتَ الصلاةَ، فقال: أمَا عليَّ ذلك، لقد دعوتُ فيها بِدَعوَاتٍ سَمِعْتُهنَّ من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا قَامَ تَبِعَهُ رَجلٌ من القومِ – هو أبي، غَيرَ أنه كَنَى عن نَفْسِهِ – فسألَهُ عن الدُّعاءِ؟ ثم جاءَ، فَأخبَرَ بِهِ القومَ: اللهمَّ بِعلْمِكَ الغَيبَ، وَقُدرَتِكَ على الخَلقِ، أحيني ما عَلِمْتَ الحيَاةَ خَيْراً لي، وتَوَفَّني إذا عَلِمْتَ الوفاةَ خَيراً لي، اللهمَّ وأسألك خشيتك في الغيبِ والشهادة، وأَسألك كلمة الحقِّ في الرضى والغضب، وأسأَلك القَصْدَ في الفقر والغنى، وأسألك نعيماً لا يَنْفَدُ، وأسألك قُرَّة عينٍ لا تنقطع، وأسألك الرِّضىَ بعدَ القَضاءِ، وأسأَلك بَردَ العَيشِ بَعدَ المَوتِ، وَأَسأْلك لَذَّةَ النظر إلى وَجهِكَ، والشَّوقَ إلى لِقَائِكَ، في غير ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، ولا فِتْنَةٍ مُضِلَّة، اللهمَّ زَيِّنَّا بِزِينةِ الإيمانِ، واجعلنا هُدَاة مَهْدِيِّينَ» .

وفي رواية عن قيس بن عُبَاد قال: صَلَّى عَمَّارُ بنُ يَاسِرٍ بالقَومِ صلاة أَخَفَّها، فَكَأنَّهمْ أنْكَرُوهَا، فقال: أَلَم أُتِمَّ الركوعَ والسجودَ؟ قالوا: بَلى، قال: أمَا إِني دَعَوتُ فيها بِدُعَاءٍ كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَدعُو بِهِ: اللهمَّ … وذكر الحديث، وفيه كلمة: الإخلاص بدل: الحق أخرجه النسائي.

36067 / 17848 – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «مَا عَالَ مَنِ اقْتَصَدَ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَفِي أَسَانِيدِهِمْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُسْلِمٍ الْهَجَرِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36068 / 17849 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «مَا عَالَ مُقْتَصِدٌ قَطُّ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ وُثِّقُوا، وَفِي بَعْضِهِمْ خِلَافٌ.

36069 / 17850 – وَعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «مَا أَحْسَنَ الْقَصْدَ فِي الْغِنَى! مَا أَحْسَنَ الْقَصْدَ فِي الْفَقْرِ! وَأَحْسَنَ الْقَصْدَ فِي الْعِبَادَةِ!».

قال الهيثميّ : رواه البزار مِنْ رِوَايَةِ سَعِيدِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ حَبِيبٍ، وَمُسْلِمٌ هَذَا لَمْ أَجِدْ مَنْ ذَكَرَهُ إِلَّا ابْنَ حِبَّانَ فِي تَرْجَمَةِ سَعِيدٍ الرَّاوِي عَنْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

36070 / 17851 – وَعَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: «تَمَشَّى مَعَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ، وَهُوَ صَائِمٌ، فَأَجْهَدَهُ الصَّوْمُ، 252/10 فَحَلَبْنَا لَهُ نَاقَةً لَنَا فِي قَعْبٍ، وَصَبَبْنَا عَلَيْهِ عَسَلًا نُكْرِمُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ فِطْرِهِ، فَلَمَّا غَابَتِ الشَّمْسُ نَاوَلْنَاهُ الْقَعْبَ، فَلَمَّا ذَاقَهُ قَالَ بِيَدِهِ كَأَنَّهُ يَقُولُ: “مَا هَذَا؟! ” قُلْنَا: لَبَنًا وَعَسَلًا، أَرَدْنَا نُكْرِمُكَ بِهِ أَحْسَبُهُ قَالَ: ” أَكْرَمَكَ اللَّهُ بِمَا أَكْرَمْتَنِي». أَوْ دَعْوَةً هَذِهِ مَعْنَاهَا، ثُمَّ قَالَ: «مَنِ اقْتَصَدَ أَغْنَاهُ اللَّهُ، وَمَنْ بَذَرَ أَفْقَرَهُ اللَّهُ، وَمَنْ تَوَاضَعَ رَفَعَهُ اللَّهُ، وَمَنْ تَجَبَّرَ قَصَمَهُ اللَّهُ».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَفِيهِ مِمَّنْ أَعْرِفُهُ اثْنَانِ.

بَابٌ مِنْهُ فِي الِاقْتِصَادِ

36071 / 17852 – عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «كَانَ يَقْدَمُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَوْمٌ لَيْسَتْ لَهُمْ مَعَارِفُ، فَيَأْخُذُ الرَّجُلُ بِيَدِ الرَّجُلِ، وَالرَّجُلُ بِيَدِ الرَّجُلَيْنِ، وَالرَّجُلُ بِيَدِ الثَّلَاثَةِ عَلَى قَدْرِ طَاقَتِهِ، فَأَخَذَ خَتَنِي بِيَدِ رَجُلَيْنِ، فَخَلَوْتُ بِهِ فَلُمْتُهُ فَقُلْتُ: تَأْخُذُ رَجُلَيْنِ وَعِنْدَكَ مَا عِنْدَكَ؟! فَقَالَ: إِنَّ عِنْدَنَا رِزْقًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، فَانْطَلَقْ حَتَّى أُرِيَكَ، فَانْطَلَقْتُ فَأَرَانِي شَيْئًا مِنْ بُرٍّ فَقَالَ: هَذَا عِنْدَنَا، فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا؟ قَالَ: اشْتَرَيْنَاهُ مِنَ الْعِيرِ الَّتِي قَدِمَتْ أَمْسِ، وَأَرَانِي مِثْلَ جَنْوَةِ الْبَعِيرِ تَمْرًا، وَقَالَ: هَذَا عِنْدَنَا، وَأَرَانِي جَرَّةً فِيهَا وَدَكٌ وَقَالَ: وَهَذَا دِهَانٌ وَإِدَامٌ، ثُمَّ غَدَا بِهِمَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ رَاحَ بِهِمَا، وَقَدْ أَطْعَمَهُمَا وَدَهَنَهُمَا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” إِنِّي أَرَى صَاحِبَيْكَ حَسَنَيِ الْحَالِ، كَمْ تُطْعِمُهُمَا كُلَّ يَوْمٍ مِنْ وَجْبَةٍ؟ “. قَالَ: وَجْبَتَيْنِ، قَالَ: ” وَجْبَتَيْنِ؟ فَلَوْلَا كَانَتْ وَاحِدَةً».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

تكميل:

في كشف الخفاء ت. هنداوي (1/ 178): حديث: الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة, والتودد إلى الناس نصف العقل, وحسن السؤال نصف العلم.

رواه البيهقي والعسكري وابن السني والديلمي والقضاعي عن ابن عمر مرفوعًا وضعفه البيهقي، لكن له شواهد:

منها ما عزاها في الدرر لابن لال عن أنس بلفظ: الاقتصاد نصف العيش، ومنها ما عند العسكري عن أنس أيضا رفعه: الاقتصاد المعيشة, وحسن الخلق نصف الدين.

ومنها عنده أيضًا: السؤال نصف العلم، والرفق نصف المعيشة، وما عال امرؤ في اقتصاد.

ومنها عند الديلمي عن أبي أمامة رفعه: السؤال نصف العلم، والرفق نصف المعيشة، وما عال من اقتصد،.

ومنها عند أحمد والطبراني والقضاعي عن ابن مسعود رفعه: ما عال من اقتصد.

ومنها عند العسكري أيضا عن إبراهيم بن مسلم الهجري بلفظ: لا يعيل أحد على قصد، ولا يبقى على سرف كثير، وله عنده أيضا عن ابن عباس مرفوعًا: ما عال مقتصد.

ومنها عند الطبراني عن عبد الله بن سرجس رفعه: التودد، والاقتصاد، والسمت الحسن جزء من أربعة وعشرين جزءًا من النبوة.

ومنها عند البزار بسند ضعيف عن طلحة بن عبيد الله رفعه: من اقتصد أغناه الله.

ومنها عند الديلمي عن أنس مرفوعًا: التدبير نصف المعيشة، والتودد نصف العقل، والهم نصف الهرم, وقلة العيال أحد اليسارين.

ومنها عند البيهقي من قول ميمون بن مهران بلفظ: التودد إلى الناس نصف العقل, وحسن المسألة نصف الفقه، ورفقك في معيشتك يكفي عنك نصف المئونة.

ومنها عند ابن حبان عن أبي ذر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: “يا أبا ذر, لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق”.

ومنها عند البيهقي والعسكري عن علي رفعه: التودد نصف الدين, وما عال امرؤٌ قط على اقتصاد, واستنزلوا الرزق بالصدقة, وأبى الله أن يجعل رزق عباده المؤمنين من حيث يحتسبون.

ومنها عند العسكري عن أنس رفعه: رأس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس، وأهل التودد لهم درجه في الجنة، ونصف العلم حسن المسألة، والاقتصاد في المعيشة والرفق يكفي نصف المئونة.

ومنها ما سيأتي عن أنس مرفوعًا: ما عال من اقتصد في حديث: ما خاب.

فهذه الشواهد تقتضي حسن الحديث، وجاء في الاقتصاد أيضًا قوله صلى الله عليه وسلم: السمت الحسن، والهدى, والاقتصاد جزء من أربعة وعشرين جزءًا من النبوة، وفي رواية: من ستة وأربعين, وقوله صلى الله عليه وسلم: “من فقه الرجل أن يصلح معيشته”.

باب في بذل الفضل

36072 / 7618 – (م ت) أبو أمامة الباهلي – رضي الله عنه – أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «يا ابن آدم، إنكَ أن تَبْذُلَ الفَضَل خير لك، وأن تُمسكَه شَرُّ لك، ولا تُلامُ على كفَاف، وابدأْ بمَنْ تعُول، واليد العليا خير من اليد السفْلَى». أخرجه مسلم والترمذي.

36073 / 3007 – (م د) أبو سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: «بينما نحن في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءَ رجل على رَاحِلَة له، قال: فجعل يَصْرِفُ بصره يميناً وشمالاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان معه فضلُ ظهر فلْيَعدُ به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فليَعُد به على من لا زاد له، وذكر من أصناف المال ما ذكره حتى رأينا أنه لا حَقَّ لأحد منا في فضل» أخرجه مسلم وأبو داود.

باب ما يكفي ابن آدم من الدنيا

36074 / 2771 – (ت) عائشة – رضي الله عنها -: قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِن كنتِ تريدين الإِسراعَ واللُّحوقَ بي فَلْيَكْفِكِ من الدنيا كزاد الرَّاكب، وإِيَّاك ومُجالسةَ الأغنياء، ولا تَسْتَخْلِقي ثَوباً حتى تُرَقِّعيهِ». أخرجه الترمذي.

وزاد رزين في كتابه: قال عروة: «فما كانت عائشة تَستَجِدُّ ثوباً حتى تُرَقِّعَ ثوبَها، وتُنَكِّسَهُ، قال: ولقد جاءها يوماً من عند معاوية ثمانون ألفاً، فما أَمسى عندها دَرهم، قالت لها جاريتها: فهلاَّ اشْتَرَيتِ لنا منه لحماً بدرهم؟ قالت: لو ذكَّرتيني لفعلتُ» .

36075 / 7613 – (ت) عثمان بن عفان – رضي الله عنه – أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «ليس لابنِ آدم حق في سوى هذه الخصال: بيت يسكُنه، وَثَوْب يُوارِي عورتَه، وجِلْفُ الخبزِ والماء» أخرجه الترمذي.

وقال النضر بن شمَيل: «جِلْفُ الخبز» يعني ليس معه إدام. وفي رواية رزين «وجلف خُبز يَرُدُّ بها جَوْعتَهُ، والماء القَراح» .

36076 / 461 – (ت س ه – أبو وائل رضي الله عنه ) قال: جاء معاوية إلى أبي هاشم بن عُتْبَةَ – وهو مريضٌ يعوده – فوَجَدَهُ يَبْكي، فقالَ: يا خَالُ، ما يُبْكِيكَ؟ أوَجَعٌ يُشْئِزُكَ، أمْ حِرْصٌ على الدنيا؟ قال: كَلاَّ، ولكنَّ رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم – عَهِدَ إلينا عَهْدًا لم آخُذْ به، قال: وما ذلك؟ قال: سَمِعْتُهُ يقول: «إنَّما يَكْفي مِنْ جَمعِ المال خادمٌ، ومَركبٌ في سبيل الله، وأجِدُني اليومَ قد جمعت» . هذه رواية الترمذي.

وأخرجه النسائي عن أبي وائل عن سَمُرة بن سَهْمٍ – رجل من قومه – قال: نزلتُ على أبي هاشم بن عُتْبَةَ – وهو طَعينٌ – فأتاهُ معاوية يعودُه، فبكى أبو هاشم … وذكر الحديث.

وفي رواية ابن ماجه قَالَ: نَزَلْتُ عَلَى أَبِي هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ، وَهُوَ طَعِينٌ، فَأَتَاهُ مُعَاوِيَةُ يَعُودُهُ، فَبَكَى أَبُو هَاشِمٍ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا يُبْكِيكَ؟ أَيْ خَالِ أَوَجَعٌ يُشْئِزُكَ أَمْ عَلَى الدُّنْيَا، فَقَدْ ذَهَبَ صَفْوُهَا؟ قَالَ: عَلَى كُلٍّ لَا، وَلَكِنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا وَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ تَبِعْتُهُ، قَالَ: «إِنَّكَ لَعَلَّكَ تُدْرِكُ أَمْوَالًا تُقْسَمُ بَيْنَ أَقْوَامٍ، وَإِنَّمَا يَكْفِيكَ مِنْ ذَلِكَ خَادِمٌ وَمَرْكَبٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» ، فَأَدْرَكْتُ، فَجَمَعْتُ.

ورأيتُ قد زاد فيه رزين: فلما ماتَ حُصِّلَ ما خَلَّفَ، فبلغَ ثلاثين درهمًا، وحُسِبَتْ فيه القَصْعَةُ التي كان يَعْجِنُ فيها، وفيها كان يأكُلُ، ولم أجد هذه الزيادة.

36077 / 4104 – ( ه – أَنَسٍ رضي الله عنه) قَالَ: اشْتَكَى سَلْمَانُ فَعَادَهُ سَعْدٌ، فَرَآهُ يَبْكِي، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَخِي؟ أَلَيْسَ قَدْ صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَلَيْسَ؟ أَلَيْسَ؟ قَالَ سَلْمَانُ: مَا أَبْكِي وَاحِدَةً مِنَ اثْنَتَيْنِ، مَا أَبْكِي حُبًّا لِلدُّنْيَا، وَلَا كَرَاهِيَةً لِلْآخِرَةِ، وَلَكِنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا، فَمَا أُرَانِي إِلَّا قَدْ تَعَدَّيْتُ، قَالَ: وَمَا عَهِدَ إِلَيْكَ؟ قَالَ: عَهِدَ إِلَيَّ: «أَنَّهُ يَكْفِي أَحَدَكُمْ مِثْلُ زَادِ الرَّاكِبِ، وَلَا أُرَانِي إِلَّا قَدْ تَعَدَّيْتُ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا سَعْدُ فَاتَّقِ اللَّهَ عِنْدَ حُكْمِكَ إِذَا حَكَمْتَ، وَعِنْدَ قَسْمِكَ إِذَا قَسَمْتَ، وَعِنْدَ هَمِّكَ إِذَا هَمَمْتَ». أخرجه ابن ماجه.

36078 / 17853 – عَنْ أَبِي حَسَبَةَ: مُسْلِمِ بْنِ أَكْيَسَ، مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ قَالَ: «ذَكَرَ مَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ فَوَجَدَهُ يَبْكِي فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ؟ فَقَالَ: نَبْكِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ يَوْمًا مَا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَيَفِيءُ عَلَيْهِمْ حَتَّى ذَكَرَ الشَّامَ فَقَالَ: ” إِنْ يُنْسَأْ فِي أَجْلِكَ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ، فَحَسْبُكَ مِنَ الْخَدَمِ ثَلَاثَةٌ: خَادِمٌ يَخْدِمُكَ، وَخَادِمٌ يُسَافِرُ مَعَكَ، وَخَادِمٌ يَخْدِمُ أَهْلَكَ وَيَرُدُّ عَلَيْهِمْ. وَحَسْبُكَ مِنَ الدَّوَابِّ ثَلَاثَةٌ: دَابَّةٌ لِرِحَلِكَ، وَدَابَّةٌ لِنَقْلِكَ، وَدَابَّةٌ لِغُلَامِكَ “. ثُمَّ هَذَا أَنَا أَنْظُرُ إِلَى بَيْتِي قَدِ امْتَلَأَ رَقِيقًا، وَأَنْظُرُ إِلَى مِرْبَطِي قَدِ امْتَلَأَ دَوَابَّ وَخَيْلًا، فَكَيْفَ أَلْقَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ هَذَا وَقَدْ أَوْصَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ، وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي مَنْ لَقِيَنِي عَلَى مِثْلِ الْحَالِ الَّذِي فَارَقَنِي عَلَيْهَا».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَفِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

36079 / 17854 – وَعَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ قَالَ: «عَادَ خَبَّابًا 253/10 نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: أَبْشِرْ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، تَرِدُ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم الْحَوْضَ؛ فَقَالَ: فَكَيْفَ بِهَذَا! وَأَشَارَ إِلَى أَعْلَى الْبَيْتِ وَأَسْفَلِهِ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” إِنَّمَا يَكْفِي أَحَدَكُمْ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ».

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى وَالطَّبَرَانِيُّ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، وَهُوَ ثِقَةٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3173) لأبي يعلى. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 469): رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَالطَّبَرَانِيُّ، وَالْحُمَيْدِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ. وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ وَلِابْنِ أَبِي عُمَرَ عَنْ طَارِقٍ قال: عادت خباب بَقَايَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَقَالُوا: أَبْشِرْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ترد على إخوانك الحوض. فقال: وعليها (حَالٍ) إِنَّكُمْ ذَكَرْتُمْ لِي قَوْمًا وَسَمَّيْتُمُوهُمْ لِي إِخْوَانًا، مَضَوْا لَمْ يَنَالُوا مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَإِنَّا بَقِينَا بَعْدَهُمْ حَتَّى نِلْنَا مِنَ الدُّنْيَا مَا نَخَافُ أَنْ يَكُونَ ثَوَابًا لِتِلْكَ الْأَعْمَالِ.

36080 / 17855 – وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: «دَخَلْتُ عَلَى سَلْمَانَ فَرَأَيْتُ بَيْتَهُ رَثًّا، فَقُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَهِدَ إِلَيَّ: ” أَنْ يَكُونَ زَادُكَ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ الْحَسَنِ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْجَعْدِ، وَهُوَ ثِقَةٌ.

36081 / ز – عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ سَلْمَانَ الْخَيْرَ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ عَرَفُوا مِنْهُ بَعْضَ الْجَزَعِ قَالُوا مَا يُجْزِعُكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَقَدْ كَانَتْ لَكَ سَابِقَةٌ فِي الْخَيْرِ شَهِدْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَغَازِيَ حَسَنَةً وَفُتُوحًا عِظَامًا قَالَ يُجْزِعُنِي أَنَّ حَبِيبَنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ فَارَقَنَا عَهِدَ إِلَيْنَا قَالَ: “لِيَكْفِ الْيَوْمَ مِنْكُمْ كَزَادِ الرَّاكِبِ” فَهَذَا الَّذِي أَجْزَعَنِي فَجُمِعَ مَالُ سَلْمَانَ فَكَانَ قِيمَتُهُ خَمْسَةَ عَشَرَ دينارا”.

وتقدم الحديث في اوائل الكتاب.

36082 / 17856 – وَعَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: «قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا يَكْفِينِي مِنَ الدُّنْيَا؟ قَالَ: ” مَا سَدَّ جَوْعَتَكَ، وَوَارَى عَوْرَتَكَ، وَإِنْ كَانَ لَكَ بَيْتٌ يُظِلُّكَ فَذَاكَ، وَإِنْ كَانَتْ لَكَ دَابَّةٌ فَبَخٍ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3275) لأبن أبي عمر. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 437): رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ وَالطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ مُنْقَطِعٍ.

36083 / 17857 – وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ قَالَ: بِيعَ مَتَاعُ سَلْمَانَ فَبَلَغَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ، إِلَّا أَنَّ عَلِيَّ بْنَ بَذِيمَةَ لَمْ يُدْرِكْ سَلْمَانَ، فَإِنْ كَانَتْ تَرِكَتُهُ تَأَخَّرَتْ فَهُوَ مُتَّصِلٌ.

باب فيمن كره الدنيا، وما يود للمؤمن من قلتها يوم القيامة

36084 / 4140 – ( ه – أَنَس بن مالك رضي الله عنه ) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ غَنِيٍّ، وَلَا فَقِيرٍ، إِلَّا وَدَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّهُ أُتِيَ مِنَ الدُّنْيَا قُوتًا». أخرجه ابن ماجه .

36085 / 4133 – ( ه – عَمْرِو بْنِ غَيْلَانَ الثَّقَفِيِّ رضي الله عنه ) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ مَنْ آمَنَ بِي وَصَدَّقَنِي، وَعَلِمَ أَنَّ مَا جِئْتُ بِهِ هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِكَ، فَأَقْلِلْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَحَبِّبْ إِلَيْهِ لِقَاءَكَ، وَعَجِّلْ لَهُ الْقَضَاءَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِي، وَلَمْ يُصَدِّقْنِي، وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ مَا جِئْتُ بِهِ هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِكَ، فَأَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَأَطِلْ عُمُرَهُ». أخرجه ابن ماجه .

36086 / 2772 – (خ م ت ه – أبو هريرة رضي الله عنه ) قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللَّهمَّ اجعَل رِزقَ آلِ محمدٍ قُوتاً».

36087 / 17858 – عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: «كُنَّا مَعَ أَبِي بَكْرٍ فَاسْتَسْقَى، فَأُتِيَ بِمَاءٍ وَعَسَلٍ، فَلَمَّا وَضَعَهُ عَلَى يَدِهِ بَكَى وَانْتَحَبَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّ بِهِ شَيْئًا، وَلَا نَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ، فَلَمَّا فَرَغَ قُلْنَا: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا الْبُكَاءِ؟! قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ رَأَيْتُهُ يَدْفَعُ عَنْ نَفْسِهِ شَيْئًا، وَلَا أَرَى شَيْئًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الَّذِي أَرَاكَ تَدْفَعُ لَا أَرَى شَيْئًا؟! قَالَ: ” الدُّنْيَا تَطَوَّلَتْ لِي، فَقُلْتُ: إِلَيْكَ عَنِّي، فَقَالَتْ لِي: أَمَا إِنَّكَ لَسْتَ بِمُدْرِكِي “. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَشَقَّ عَلَيَّ، وَخَشِيتُ أَنْ أَكُونَ قَدْ خَالَفْتُ أَمْرَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَحِقَتْنِي الدُّنْيَا».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَفِيهِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ الزَّاهِدُ، وَهُوَ ضَعِيفٌ عِنْدَ الْجُمْهُورِ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ، وَقَالَ: يُعْتَبَرُ حَدِيثُهُ إِذَا كَانَ فَوْقَهُ ثِقَةٌ، وَدُونَهُ ثِقَةٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

باب ترك الدنيا لأهلها

36088 / 17859 – عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ يَرْفَعُهُ قَالَ: «يُنَادِي مُنَادٍ: دَعُوا الدُّنْيَا لِأَهْلِهَا، دَعُوا الدُّنْيَا لِأَهْلِهَا، دَعُوا الدُّنْيَا لِأَهْلِهَا، مَنْ أَخَذَ مِنَ الدُّنْيَا أَكْثَرَ مِمَّا يَكْفِيهِ أَخَذَ جِيفَةً، وَهُوَ لَا يَشْعُرُ».

قال الهيثميّ : رواه البزار وَقَالَ: لَا يُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.، وَفِيهِ هَانِئُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36089 / 17859/3114– عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: شَيَّعْنَا جُنْدُبًا إِلَى حِصْنِ الْمُكَاتَبِ، فَقُلْنَا لَهُ: أَوْصِنَا. فَقَالَ: “عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ، فَإِنَّهُ نُورُ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، وَهُدَى النَّهَارِ، فاعملوا بِهِ عَلَى مَا كَانَ مِنْ جَهْدٍ وَفَاقَةٍ، فَإِنْ عَرَضَ بَلَاءٌ، فَقَدِّمْ مَالَكَ دُونَ نفسك، فإن تَجَاوَزَ الْبَلَاءُ، فَقَدِّمْ مَالَكَ وَنَفْسَكَ دُونَ دِينِكَ، فَإِنَّ المحروم من حرم دِينَهُ، وَإِنَّ الْمَسْلُوبَ مَنْ سُلِبَ دِينَهُ، وَإِنَّهُ لَا غِنًى بغنى بَعْدَهُ النَّارُ، ولا فقر بفقر بَعْدَهُ الْجَنَّةُ، إِنَّ النَّارَ لَا يُفَكُّ أسيرها ولا يَسْتَغْنِي فَقِيرُهَا”.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3114) لمسدد. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (6/ 328): هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ وَهُوَ مَوْقُوفٌ.

36090 / 17859/3161– عَنْ سَعِيدِ بن زيد رَضِيَ الله عَنْه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأقبل عَلَى أُسَامَةَ بن زيد رَضِيَ الله عَنْهما فَقَالَ: “يَا أُسَامَةُ، إِيَّاكَ وَكُلُّ كَبِدٍ جَائِعَةٍ تُخَاصِمُكَ إلى الله تعالى يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وإياك ودعاء عباد قَدْ أَذَابُوا اللُّحُومَ، وحرقوا الْجُلُودَ بِالرِّيَاحِ وَالسَّمَائِمِ، وَأَظْمَأُوا الْأَكْبَادَ، حَتَّى غُشِيَتْ أبصارهم، فإن تشأ فانظر إليهم تسير معهم الْمَلَائِكَةُ، بِهِمْ تُصْرَفُ الزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ”، ثُمَّ بَكَى حَتَّى اشْتَدَّ نَحِيبُهُ، ثُمَّ قَالَ: ” وَيْحٌ لِهَذِهِ الأمة، ما تلقى مِنْهُمْ مِنْ أَطَاعَ رَبَّهُ، كَيْفَ يَقْتُلُونَهُ وَيُكَذِّبُونَهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ أطاعوا الله تبارك وتعالى ” فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالنَّاسُ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْإِسْلَامِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” نعم إذا يقتتلون؟ فقال رسول اللَّهَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” يَا عُمَرُ تَرَكَ الْقَوْمُ الطَّرِيقَ، وَرَكِبُوا الدَّوَابَّ، وَلَبِسُوا أَلْيَنَ الثِّيَابِ، وَخَدَمَتْهُمْ أَبْنَاءُ فَارِسَ تَتَزَيَّنُ لَهُمْ تَزَيُّنَ الْمَرْأَةِ لِزَوْجِهَا، فَإِذَا تَكَلَّمَ أولياء الله تعالى عَلَيْهِمُ العباء، مَحْنِيَّةٌ أَصْلَابُهُمْ، قَدْ ذَبَحُوا أَنْفُسَهُمْ بالعطش، فَإِذَا تَكَلَّمَ مِنْهُمْ متكلم كذب، وقيل لَهُ: أَنْتَ قَرِينُ الشَّيْطَانِ وَرَأْسُ الضَّلَالَةِ، تُحَرِّمُ زينة الله تعالى وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ، يَتْلُونَ كتاب الله تعالى عَلَى غَيْرِ دِينٍ، اسْتَذَلُّوا أَوْلِيَاءَ اللَّهِ، وَاعْلَمْ يَا أُسَامَةُ أَنَّ أَقْرَبَ النَّاسِ من الله تعالى يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَمَنْ طَالَ حُزْنُهُ وَعَطَشُهُ وَجُوعُهُ فِي الدُّنْيَا، الأخفياء الْأَبْرَارُ، الَّذِينَ إِذَا شَهِدُوا لَمْ يُقْرَبُوا، وَإِذَا غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا، تَعْرِفُهُمْ بِقَاعُ الْأَرْضِ، يُعْرَفُونَ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ، وَيَخْفَوْنَ عَلَى أَهْلِ الأرض، ويحفف بهم الملائكة، تنعم النَّاسُ وتنعموا هُمُ بِالْجُوعِ وَالْعَطَشِ، لَبِسَ النَّاسُ لَيِّنَ الثياب ولبسوا أخشن الثِّيَابِ، افْتَرَشَ النَّاسُ الفرش وافترشوا هم الْجِبَاهَ وَالرُّكَبَ، ضَحِكَ النَّاسُ وَبَكَوْا، يَا أُسَامَةُ، لَا يجمع الله عز وجل عَلَيْهِمُ الشِّدَّةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، لَهُمُ الْجَنَّةُ، يَا لَيْتَنِي قَدْ رَأَيْتُهُمْ يَا أُسَامَةُ، لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْآخِرَةِ، والأرض بِهِمْ رَحِيمَةٌ، وَالْجَبَّارُ عَنْهُمْ رَاضٍ، ضَيَّعَ النَّاسُ فِعْلَ النَّبِيِّينَ وَأَخْلَاقَهُمْ وَحَفِظُوا هُمُ. الرَّاغِبُ مَنْ رَغِبَ إلى الله تعالى فِي مِثْلِ رَغْبَتِهِمْ، وَالْخَاسِرُ مَنْ خَالَفَهُمْ، تَبْكِي الْأَرْضُ إِذَا فَقَدَتْهُمْ، ويسخط الله تعالى عَلَى كُلِّ بَلْدَةٍ لَيْسَ فِيهَا مِثْلُهُمْ. يَا أُسَامَةُ، وإذا رأيتهم في قرية، فَاعْلَمْ أَنَّهُمْ أَمَانٌ لِتِلْكَ الْقَرْيَةِ، لَا يعذب الله تعالى قَوْمًا هُمْ فِيهِمْ اتَّخِذْهُمْ لِنَفْسِكَ، عَسَى أَنْ تَنْجُوَ بِهِمْ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَدَعَ مَا هُمْ عَلَيْهِ فَتَزِلَّ قَدَمُكَ فَتَهْوِي فِي النَّارِ، حُرِمُوا حَلَالَ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُمْ، طلبوا الفضل في الْآخِرَةِ، وَتَرَكُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ عَنْ قُدْرَةٍ، لَمْ يَتَكَلَّبُوا عَلَى الدُّنْيَا تكالب الْكِلَابِ عَلَى الْجِيَفِ، شُغِلَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا وَشَغَلُوا أَنْفُسَهُمْ بطاعة الله تبارك وتعالى، لَبِسُوا الْخِرَقَ وَأَكَلُوا الْفِلَقَ، تَرَاهُمْ شُعْثًا غُبْرًا، يَظُنُّ النَّاسُ أَنَّ بِهِمْ دَاءً وَمَا ذَاكَ بِهِمْ، وَيَظُنُّ النَّاسُ أَنَّ عُقُولَهُمْ ذَهَبَتْ وَمَا ذَهَبَتْ، وَلَكِنْ نَظَرُوا بِقُلُوبِهِمْ إِلَى مَنْ ذَهَبَ بِعُقُولِهِمْ عَنِ الدُّنْيَا، فَهُمْ فِي الدُّنْيَا عِنْدَ أَهْلِ الدُّنْيَا يَمْشُونَ بِلَا عُقُولٍ، يَا أُسَامَةُ، عقلوا حين ذهبت عُقُولُ النَّاسِ، لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْآخِرَةِ “.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3161) للحارث. وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (3/ 65).

باب فيما يرتفع من أمر الدنيا

36091 / 17860 – عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: «كَانَتْ نَاقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْعَضْبَاءُ لَا تُسْبَقُ، 254/10 فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى قَعُودٍ فَسَبَقَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم “حَقٌّ عَلَى اللَّهِ لَا يَرْتَفِعُ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا وَضَعَهُ». قَالَ مَعْنُ بْنُ عِيسَى: كَانَ مَالِكٌ لَا يُسْنِدُهُ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا يَوْمًا نَشِيطًا فَحَدَّثَنَاهُ بِهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ شَيْخِ الْبَزَّارِ: أَحْمَدَ بْنِ الرَّبِيعِ، فَإِنِّي لَمْ أَعْرِفْهُ.

باب ما جاء في الأمل والأجل

36092 / 183 – (خ ت ه – ابن مسعود رضي الله عنه ) قال: خَطَّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خَطّا مُربَّعًا، وخطَّ خطًّا في الوسط خارجًا منه، وخطَّ خُطُطًا صغارًا، إلى هذا الذي في الوسط، من جانبه الذي في الوسط، فقال: «هذا الإنسان، وهذا أجله محيطٌ به- أو قد أحاط به- وهذا الذي هو خارجٌ أمَلُهُ، وهذه الخططُ الصغارُ: الأعراض، فإن أخطأه هذا، نهشَهُ هذا، وإن أخطأهُ هذا، نهشه هذا» . أخرجه البخاري والترمذي.

وفي رواية ابن ماجه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ خَطَّ خَطًّا مُرَبَّعًا، وَخَطًّا وَسَطَ الْخَطِّ الْمُرَبَّعِ وَخُطُوطًا إِلَى جَانِبِ الْخَطِّ الَّذِي وَسَطَ الْخَطِّ الْمُرَبَّعِ، وَخَطًّا خَارِجًا مِنَ الْخَطِّ الْمُرَبَّعِ، فَقَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «هَذَا الْإِنْسَانُ الْخَطُّ الْأَوْسَطُ، وَهَذِهِ الْخُطُوطُ إِلَى جَنْبِهِ الْأَعْرَاضُ تَنْهَشُهُ – أَوْ تَنْهَسُهُ – مِنْ كُلِّ مَكَانٍ، فَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا أَصَابَهُ هَذَا، وَالْخَطُّ الْمُرَبَّعُ، الْأَجَلُ الْمُحِيطُ، وَالْخَطُّ الْخَارِجُ الْأَمَلُ».

36093 / 184 – (خ ت ه – أنس بن مالك رضي الله عنه ) قال: خطَّ رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – خطًّا، وقال: «هذا الإنسان» ، وخطَّ إلى جانبه خطًّا، وقال: «هذا أجَلُهُ» ، وخطَّ آخرَ بعيدًا منه، فقال: «هذا الأمَلُ» ، فَبَيْنَما هو كذلك، إذ جاءهُ الأقربُ، هذه رواية البخاري.

وأخرجه الترمذي قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «هذا ابنُ آدمَ، وهذا أجَلُهُ» ، ووَضَعَ يدَهُ عِندَ قَفَاهُ، ثُمَّ بسَطَها، وقالَ: «وثَمَّ أمَلُهُ، وثَمَّ أمَلُهُ» .

وهكذا عند ابن ماجه لكنه لم يقل ( وثمّ أمله ) إلا مرة واحدة.

36094 / 186 – (ت) بُريدة – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «هلْ تَدْرونَ ما مَثَلُ هذه وهذه؟» ورمى بِحَصَاتَيْن، قالوا: الله ورسُولُه أعلمُ، قال: «هذا الأمَلُ، وهذاك الأجَلُ». أخرجه الترمذي.

36095 / 17861 – عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَرَزَ بَيْنَ يَدَيْهِ غَرْزًا، ثُمَّ غَرَزَ إِلَى جَنْبِهِ آخَرُ، ثُمَّ غَرَزَ الثَّالِثُ فَأَبْعَدَهُ، ثُمَّ قَالَ: ” هَلْ تَدْرُونَ مَا هَذَا؟ “. قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: ” هَذَا الْإِنْسَانُ، وَهَذَا أَجَلُهُ، وَهَذَا أَمَلُهُ، يَتَعَاطَى الْأَمَلَ، يَخْتَلِجُهُ الْأَجَلُ دُونَ ذَلِكَ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ الرِّفَاعِيِّ، وَهُوَ ثِقَةٌ.

36096 / 17861/3227– عن الشعبي قال: أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَجْلِسُ إلى مسروق، فكان فِي آخِرِ مَنْ وَدَّعَهُ، فَقَالَ: “يَا أَبَا عائشة، إنك مرجع الْقُرَّاءِ وسندهم، وَإِنَّ زَيْنَكَ لَهُمْ زَيْنٌ، وَإِنَّ شَينَكَ لَهُمْ شَيْنٌ، فَلَا تُحَدِّثَنَّ نَفْسَكَ بِفَقْرٍ، وَلَا بِطُولِ عُمْرٍ”.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3227) لمسدد. وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (6/ 327).

36097 / 17862 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَهُ قَالَ: «صَلَاحُ أَوَّلِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِالزَّهَادَةِ وَالْيَقِينِ، وَهَلَاكُهَا بِالْبُخْلِ وَالْأَمَلِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ عِصْمَةُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، وَقَدْ ضَعَّفَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَوَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ.

36098 / 17863 – وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَهِيَ لَا تَزْدَادُ مِنْهُمْ إِلَّا بُعْدًا».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36099 / 17864 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «اقْتِرَابُ السَّاعَةِ أَنْ تَكُونَ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ، وَالشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ، وَالْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ، وَالْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ، وَالسَّاعَةُ كَضَرَمَةِ نَارٍ، وَلَيَنَامَنَّ أَحَدُكُمْ وَأَجَلُهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ».

قُلْتُ: رواه الترمذي بِاخْتِصَارٍ. قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، عَنْ شَيْخِهِ: الْمِقْدَامِ بْنِ دَاوُدَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَقَدْ قِيلَ: إِنَّهُ وُثِّقَ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ وُثِّقُوا.

باب ما قل وكفى خير مما كثر وألهى

36100 / 4676 – عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ صَلَّى اللَّهُ وَعَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلَّا بُعِثَ بِجَنَبَتَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ يُسْمِعَانِ أَهْلَ الْأَرْضِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ فَإِنَّ مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى. وَلَا آبَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلَّا بُعِثَ بِجَنَبَتَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ يُسْمِعَانِ أَهْلَ الْأَرْضِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَأَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36101 / 17865 – عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلَّا بُعِثَ بِجَنْبِهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ يُسْمِعَانِ أَهْلَ الْأَرْضِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ، مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَزَادَ: «وَلَا آبَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلَّا بُعِثَ بِجَنْبِهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَأَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا». قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «اللَّهُمَّ مَنْ أَنْفَقَ فَأَعْطِهِ خَلَفًا، وَمَنْ أَمْسَكَ فَأَعْطِهِ تَلَفًا». وَرِجَالُ أَحْمَدَ، وَبَعْضُ رِجَالِ أَسَانِيدِ الطَّبَرَانِيِّ فِي الْكَبِيرِ رِجَالُ الصَّحِيحِ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3097) لمسدد. والذي في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (4/ 174):

قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خُلَيْدٍ الْعَصْرِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلَّا بَعَثَ اللَّهُ- تَعَالَى- (بِجَنْبَتَيْهَا) ملكين يناديان تسمعهما الْخَلَائِقُ كُلُّهَا إِلَّا الثَّقَلَيْنِ: اللَّهُمَّ عَجِّلْ لِمُنْفِقٍ خلفاً، وأعط ممسكاً تَلَفًا، وَمَا غربتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلَّا بَعَثَ اللَّهُ بِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَيْنِ يُنَادِيَانِ يُسْمِعَانِ الْخَلَائِقَ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ: مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى} .

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ: ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قتادة … فَذَكَرَهُ. وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا الحسن بن موسى الأشيب، أبنا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خُلَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَصْرِيِّ … فَذَكَرَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: {يُسْمِعَانِ مَنْ عَلَى الْأَرْضِ غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ؟ فَإِنَّ مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى}.

وَرَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثنا شَيْبَانُ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ … فَذَكَرَهُ. وَقال الهيثميّ : رواه أبو يعلى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، ثنا سَلَّامٌ- يَعْنِي: ابْنَ مِسْكِينٍ- ثنا قَتَادَةُ … فَذَكَرَهُ.

رواه أحمد بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ، وَالْحَاكِمُ بِنَحْوِهِ وَقَالَ: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ.

36102 / 17866 – وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ – أُرَاهُ عَنْ أَبِيهِ، شَكَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْأَعْوَادِ، وَهُوَ يَقُولُ: «مَا قَلَّ 255/10 وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى».

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ صَدَقَةَ بْنِ الرَّبِيعِ، وَهُوَ ثِقَةٌ .

وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3174) لأبي يعلى.

قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 439): رواه أبو يعلى الْمَوْصِلِيُّ. وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ. قال الهيثميّ : رواه أحمد بْنُ حَنْبَلٍ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وقال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ من حديث أبي أمامة، وتقدم في كتاب الذكر من حديث سعد ” خَيْرُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِي “. وَتَقَدَّمَ فِي النِّكَاحِ فِي بَابِ الْمَرْأَةِ الصَّالِحَةِ: ” أَرْبَعٌ مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ أَنْ يَكُونَ رِزْقُهُ فِي بَلَدِهِ … ” الْحَدِيثَ.

36103 / 17867 – وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ، مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى. يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا هِيَ نَجْدَانِ: نَجْدُ خَيْرٍ، وَنَجْدُ شَرٍّ، فَمَا جُعِلَ نَجْدُ الشَّرِّ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ نَجْدِ الْخَيْرِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ مِنْ حَدِيثِ فَضَالٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، وَفَضَالٌ ضَعِيفٌ.

36104 / 3105– عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ: “إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كَلَامُ اللَّهِ، وَأَوْثَقُ الْعُرَى كَلِمَةُ التَّقْوَى، وَخَيْرُ الْمِلَلِ ملة إبراهيم عليه السلام، وَأَحْسَنُ الْقَصَصِ هَذَا الْقُرْآنُ، وَأَحْسَنُ السُّنَنِ سُنَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْرَفُ الْحَدِيثِ ذكر الله تعالى، وَخَيْرُ الْأُمُورِ عَزَائِمُهَا، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَأَحْسَنُ الْهَدْيِ هَدي الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وَأَشْرَفُ الْمَوْتِ قتل الشهداء، وأعر الضَّلَالَةِ الضَّلَالَةُ بَعْدَ الْهُدَى، وَخَيْرُ الْعَمَلِ أَوِ الْعِلْمِ – شَكَّ بِشْرٌ -، مَا نَفَعَ، وَخَيْرُ الْهُدَى مَا اتُّبِعَ، وَشَرُّ الْعَمَى عَمَى الْقَلْبِ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَمَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى. … الحديث بتمامه، وقد مضى في باب المواعظ.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3105) لأبن أبي عمر. وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 403). وانظر ما بعده.

باب فيمن قل ماله وكثرت عياله

36105 / 17868 – عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «مَنْ قَلَّ مَالُهُ، وَكَثُرَتْ عِيَالُهُ، وَحَسُنَتْ صَلَاتُهُ، وَلَمْ يَغْتَبِ الْمُسْلِمِينَ، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَهُوَ مَعِي كَهَاتَيْنِ».

وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3155) لأبي يعلى.

قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 439): رواه أبو يعلى الْمَوْصِلِيُّ وَالْأَصْبَهَانِيُّ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَسَيَأْتِي فِي الْوَرَعِ فِي بَابِ قِلَّةِ الْمَالِ وَالْوَلَدِ.

باب القناعة والرضى

36106 / 7615 – (م ت ه – عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ) قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قد أفْلَحَ مَنْ أسلم، ورُزِقَ كفافاً، وقَنَّعه الله بما آتاه». أخرجه مسلم والترمذي وابن ماجه بنحو هذا.

36107 / 7616 – (ت) فضالة بن عبيد – رضي الله عنه – أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم- يقول: «طُوبى لِمنْ هدِيَ للإسلام، وكان عَيْشُه كَفَافاً وَقنِعَ». أخرجه الترمذي.

36108 / 7622 – (خ م ت ه – أبو هريرة رضي الله عنه ) أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا نظرَ أحدُكم إلى مَنْ فُضِّل عليه في المال والَخْلقِ، فلينظر إلى من هو أسفل منه». أخرجه البخاري.

وفي رواية مسلم قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدرُ أن لا تزدَرُوا نعمة الله عليكم». وهذه لابن ماجه.

وله في أخرى: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا نَظَرَ أحدُكم إلى من فُضِّلَ عليه في المال والخَلْقِ، فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فُضِّل عليه». وفي رواية الترمذي مثل رواية مسلم الأولى.

وفي رواية ذكرها رزين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انظروا إلى من هو أسفل منكم في الدنيا، وفوقكم في الدِّين، فذلك أجدَرُ أن لا تزدَروا نعمة الله عليكم».

زاد في رواية: قال عونُ بن عبد الله بن عُتبة: كنتُ أصحبُ الأغنياء فما كان أحد أكثرَ هَمَّاً مني، كنت أرى دابة خيرا ًمن دابَّتي، وثوباً خيراً من ثوبي، فلما سمعت هذا الحديث صَحِبْتُ الفقراء فاستَرْحتُ.

36109 / 17869 – عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «عَلَيْكُمْ بِالْقَنَاعَةِ، فَإِنَّ الْقَنَاعَةَ مَالٌ لَا يَنْفَدُ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ خَالِدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيُّ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.

باب فيمن صبر على العيش الشديد ولم يشك إلى الناس

36110 / 7617 – (خ م ط د ت س) أبو سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: «إنَّ ناساً من الأنصار سألوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى إذا نَفِذَ ما عِنْدَهُ، قال: ما يكون عنْدي من خير فلَنْ أدَّخِرَهُ عنكم، ومَنْ يَسْتَعِفَّ يُعِفُّه الله ومَن يستَغْنِ يُغْنهِ الله، ومن يتصبَّر يُصَبِّره الله، وما أُعْطِي أحدٌ عطاءً هو خَيرٌ وأوسَع من الصبر». أخرجه الجماعة.

وزاد رزين «وقد أفلح من أسلم ورُزِقَ كَفافاً فقنَّعه الله بما آتاه» .

36111 / 17870 – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «مَنْ جَاعَ أَوِ احْتَاجَ فَكَتَمَهُ النَّاسَ، وَأَفْضَى بِهِ إِلَى اللَّهِ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَفْتَحَ لَهُ قُوتَ سَنَةٍ مِنْ حَلَالٍ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الصَّغِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَفِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءٍ الْحِصْنِيُّ، ضَعَّفَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ.

36112 / 17871 – وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «مَا صَبَرَ أَهْلُ بيت ثَلَاثَةً عَلَى جُهْدٍ إِلَّا أَتَاهُمُ اللَّهُ بِرِزْقٍ».

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَرِجَالُهُ وُثِّقُوا. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3123) لأبي يعلى. وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 444).

36113 / 17872 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «مَنْ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ بِمَالِهِ، أَوْ فِي نَفْسِهِ فَكَتَمَهَا، وَلَمْ يَشْكُهَا إِلَى النَّاسِ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ وُثِّقُوا.

36114 / 17873 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى أَهْلِهِ، فَلَمَّا رَأَى مَا بِهِمْ مِنَ الْحَاجَةِ خَرَجَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، فَلَمَّا رَأَتِ امْرَأَتُهُ قَامَتْ إِلَى الرَّحَا فَوَضَعَتْهَا، وَإِلَى التَّنُّورِ فَسَجَرَتْهُ، ثُمَّ قَالَتِ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا، فَنَظَرَتْ فَإِذَا الْجَفْنَةُ قَدِ امْتَلَأَتْ. قَالَ: وَذَهَبَتْ إِلَى التَّنُّورِ فَوَجَدَتْهُ مُمْتَلِئًا، قَالَ: فَرَجَعَ الزَّوْجُ وَقَالَ: أَصَبْتُمْ بَعْدِي شَيْئًا؟ قَالَتِ امْرَأَتُهُ: نَعَمْ. مِنْ رَبِّنَا، قَامَ إِلَى الرَّحَا فَرَفَعَهَا، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: ” أَمَا إِنَّهُ لَوْ لَمْ يَرْفَعْهَا لَمْ تَزَلْ تَدُورُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَالْبَزَّارُ، وَقَالَ: «فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا مَا نَطْحَنُ، وَمَا نَعْجِنُ، وَنَخْبِزُ، فَإِذَا الْجَفْنَةُ مَلْأَى خُبْزًا، وَالرَّحَا تَطْحَنُ، وَالتَّنُّورَ مَلْأَى جُنُوبَ شِوَاءٍ، فَجَاءَ زَوْجُهَا فَقَالَ: عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟ قَالَتْ: رِزْقُ اللَّهِ أَوْ قَدْ رَزَقَ اللَّهُ فَرَفَعَ الرَّحَا، فَكَنَسَ حَوْلَهَا، فَقَالَ رَسُولُ 256/10 اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” لَوْ تَرَكَهَا لَطَحَنَتْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ». وَقال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ بِنَحْوِهِ، وَرِجَالُهُمْ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ شَيْخِ الْبَزَّارِ، وَشَيْخِ الطَّبَرَانِيِّ، وَهُمَا ثِقَتَانِ.

36115 / 17874 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «بَيْنَمَا رَجُلٌ وَامْرَأَةٌ لَهُ فِي السَّلَفِ الْخَالِي، لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ، فَجَاءَ الرَّجُلُ مِنْ سَفَرِهِ فَدَخَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ جَائِعًا، قَدْ أَصَابَتْهُ مَسْغَبَةٌ شَدِيدَةٌ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: عِنْدَكَ شَيْءٌ؟ قَالَتْ: أَبْشِرْ قَدْ أَتَاكَ رِزْقُ اللَّهِ، فَاسْتَحَثَّهَا وَقَالَ: ابْتَغِي وَيْحَكِ، إِنْ كَانَ عِنْدَكِ شَيْءٌ، فَقَالَتْ: نَعَمْ. هُنَيْهَةً نَرْجُو رَحْمَةَ اللَّهِ، حَتَّى إِذَا طَالَ عَلَيْهِ الطَّوْلُ قَالَ: وَيْحَكِ قُومِي، فَابْتَغِي إِنْ كَانَ عِنْدَكِ خُبْزٌ فَائْتِينِي بِهِ ; فَإِنِّي قَدْ أَبْلَغْتُ وَجَهِدْتُ، قَدْ أَبْلَغْتُ وَجَهِدْتُ، فَقَالَتْ: نَعَمْ. الْآنَ نَنْضَحُ التَّنُّورَ فَلَا تَعْجَلْ، فَلَمَّا أَنْ سَكَتَ عَنْهَا سَاعَةً وَتَحَيَّنَتْ أَيْضًا أَنْ يَقُولَ لَهَا: قَالَتْ هِيَ مِنْ عِنْدِ نَفْسِهَا: لَوْ قُمْتُ فَنَظَرْتُ إِلَى تَنُّورِي، فَقَامَتْ فَوَجَدَتْ تَنُّورَهَا مَلْآنَ جُنُوبَ الْغَنَمِ، وَرَحْيَتُهَا تَطْحَنُ، فَقَامَتْ إِلَى الرَّحَى فَنَقَضَتْهَا، وَاسْتَجَرَتْ مَا فِي التَّنُّورِ مِنْ جُنُوبِ الْغَنَمِ. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي الْقَاسِمِ بِيَدِهِ، عَنْ قَوْلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ” لَوْ أَخَذَتْ مَا فِي رَحْيَتِهَا وَلَمْ نَنْقُضْهَا لَطَحَنَتْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَرِجَالُهُ وُثِّقُوا.

باب فيمن يرضى بما قسم له

36116 / 9316 – (ت هـ) أبو هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوماً لأصحابه: «مَنْ يأخُذْ عَنِّي هؤلاء الكلمات فيعمل بِهِنَّ، أو يُعَلِّم مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ؟ قال أبو هريرة، قلتُ: أنا يا رسولَ الله، فأخذ بيدي وَعَدَّ خَمْساً، فقال: اتَّقِ المحارِمَ تَكُنْ أَعبد الناسِ، وارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأَحْسِنْ إلى جَارِكَ تَكُنْ مُؤمناً، وأحِبَّ للناس ما تحب لنفسك تكن مُسْلِماً، ولا تكثرِ الضحك، فإن كثرة الضحك تُميت القلب». أخرجه الترمذي .

وفي رواية ابن ماجه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ كُنْ وَرِعًا، تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ، وَكُنْ قَنِعًا، تَكُنْ أَشْكَرَ النَّاسِ، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ، تَكُنْ مُؤْمِنًا، وَأَحْسِنْ جِوَارَ مَنْ جَاوَرَكَ، تَكُنْ مُسْلِمًا، وَأَقِلَّ الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ».

وفي رواية أخرى أخرج طرفاً منه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تُكْثِرُوا الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ».

36117 / 7592 – (ت) سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مِنْ سعادةِ ابنِ آدمَ: رضاه بما قضى الله، ومِنْ شقاوةِ ابنِ آدمَ: تَركُه استخارةَ الله، ومِن شقاوة ابن آدم: سَخَطُهُ بما قَضَى الله». أخرجه الترمذي.

36118 / 7593 – (م ه – أبو هريرة رضي الله عنه ) قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلّ خير، احرِصْ على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجزْ، وإن أصابك شيء فلا تَقُل: لو أنَّي فعلتُ لكان كذا وكذا، ولكن قل: قَدَّر الله وما شاءَ فَعَل، فإن لو تفتحُ عَمَلَ الشيطان». أخرجه مسلم وابن ماجه بهذا اللفظ.

36119 / 17875 – عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَحَدُ بَنِي سُلَيْمٍ وَلَا أَحْسَبُهُ إِلَّا قَدْ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم «أَنَّ اللَّهَ عز وجل يَبْتَلِي عَبْدَهُ بِمَا أَعْطَاهُ، فَمَنْ رَضِيَ بِمَا قُسِمَ لَهُ، بَارَكَ اللَّهُ لَهُ فِيهِ وَوَسِعَهُ، وَمَنْ لَمْ يَرْضَ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36120 / 17876 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «إِنَّ اللَّهَ لَيَبْتَلِي الْعَبْدَ، لِيَنْظُرَ كَيْفَ يَعْمَلُ، فَإِنْ رَضِيَ بُورِكَ لَهُ، وَإِنْ لَمْ يَرْضَ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ سَعِيدُ بْنُ رَاشِدٍ الْمَازِنِيُّ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.

36121 / 17877 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: يَا حَبَّذَا الْمَكْرُوهَاتُ: الْمَوْتُ وَالْفَقْرُ،وَايْمُ اللَّهِ، مَا هُوَ إِلَّا الْغِنَي وَالْفَقْرُ وَمَا أُبَالِي بِأَيِّهِمَا ابْتُلِيتُ، لِأَنَّ حَقَّ اللَّهِ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا وَاجِبٌ إِنْ كَانَ الْغِنَى إِنَّ فِيهِ الْعَطْفَ، وَإِنْ كَانَ الْفَقْرُ إِنَّ فِيهِ لَلصَّبْرَ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ الْمَسْعُودِيُّ، وَقَدِ اخْتَلَطَ.

36122 / 17878 – وَعَنْهُ أَيْضًا قَالَ: مَا يَضُرُّ امْرَأً مُسْلِمًا عَلَى أَيِّ حَالٍ أَصْبَحَ عَلَيْهَا، أَوْ أَمْسَى لَا تَكُونُ حَزَازَةً فِي نَفْسِهِ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ الْمَسْعُودِيُّ، وَقَدِ اخْتَلَطَ.

باب ما يمدح من قلة المال

36123 / 7614 – (ت ه – أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله: إنَّ أغْبَطَ أوليائي عندي: مؤمِن خفيفُ الحاذِ، ذو حظٍّ من الصلاة، أحْسَنَ عبادَة ربِّه، وأطاعه في السِّرِّ، وكان غامِضاً في الناس، لا يُشار إليه بالأصابع، وكان رِزْقُه كَفافاً فصبر على ذلك، ثم نَقَرَ بيده، فقال: عُجِّلَتْ مَنِيَّتُهُ، قَلَّ تُرَاثُهُ، قَلَّتْ بواكيه». وإلى هنا هو عند ابن ماجه, ولم يقل : (قال الله), وقال : (الناس) بدل (أوليائي).

وبهذا الإسناد: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عَرَض عليَّ رِّبي لِيَجْعَلَ لي بطحاءَ مكة ذَهباً، فقلت: لا يا ربِّ، ولكن أشبَعُ يوماً، وأجوعُ يوماً، فإذا جُعتُ تضَرَّعتُ إليكَ وذكَرْتُكَ، وإذا شبِعْتُ حَمِدْتُكَ وشكَرْتُك». أخرجه الترمذي.

36124 / 17879 – عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «اثْنَتَانِ يَكْرَهُهُمَا ابْنُ آدَمَ: الْمَوْتُ، وَالْمَوْتُ خَيْرٌ مِنَ الْفِتْنَةِ، وَيَكْرَهُ قِلَّةَ الْمَالِ، وَقِلَّةُ الْمَالِ أَقَلُّ لِلْحِسَابِ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد بِإِسْنَادَيْنِ، وَرِجَالُ أَحَدِهِمَا رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36125 / 17880 – وَعَنْ أَبِي أَسْمَاءَ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي ذَرٍّ، وَهُوَ بِالرَّبَذَةِ وَعِنْدَهُ 257/10 امْرَأَةٌ لَهُ، سَوْدَاءُ بَشِعَةٌ لَيْسَ عَلَيْهَا أَثَرُ الْمَجَاسِدِ، وَلَا الْخَلُوقِ، فَقَالَ: أَلَا تَنْظُرُونَ إِلَى مَا تَأْمُرُنِي بِهِ هَذِهِ السُّوَيْدَاءُ؟ تَأْمُرُنِي أَنْ آتِيَ الْعِرَاقَ، فَإِذَا أَتَيْتُ الْعِرَاقَ مَالُوا عَلَيَّ بِدُنْيَاهُمْ، وَإِنَّ خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّ دُونَ جِسْرِ جَهَنَّمَ طَرِيقًا ذَا دَحْضٍ وَمَزَلَّةٍ، وَإِنَّا إِنْ نَأْتِ عَلَيْهِ وَفِي أَحْمَالِنَا اقْتِدَارٌ أَوِ اضْطِمَارٌ أَحْرَى أَنْ نَنْجُوَ مِنْ أَنْ نَأْتِيَ عَلَيْهِ وَنَحْنُ مَوَاقِيرُ.

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ. قُلْتُ: وَيَأْتِي حَدِيثُ أَنَسٍ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ فِي أَوَاخِرِ الْبَابِ بَعْدَ هَذَا.

36126 / 17880/4426– عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَيْرُكُمْ فِي رَأْسِ الْمِائَتَيْنِ الْخَفِيفُ الْحَاذِ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا خِفَّةُ الْحَاذِ؟ قَالَ: مَنْ لَا أَهْلَ لَهُ وَلَا مَالَ.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (4426) لأبي يعلى. قالرفي إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (4/ 13): هذا إسناد فيه مقال رواد هوابن الجراح أبو عصام تغير بأخرة، ولم يتميز ما رواه هل هو قبل الاختلاط أم بعده فاستحق الترك، وممن نص على اختلاطه أبو حاتم الرازي والبخاري والنسائي وأبو أحمد الحاكم والدارقطني والطائي وغيرهم، كما أوضحته في تبيين حال المختلطين. وشيخ (إبراهيم بن عياش) لَمْ أَرَ فِيهِ جَرْحًا وَلَا تَعْدِيلًا، وَبَاقِي رِجَالِ الْإِسْنَادِ ثِقَاتٌ. رَوَاهُ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجُوزِيِّ فِي كِتَابِ الْمَوْضُوعَاتِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {إذا كَانَتْ سَنَةُ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ فَخَيْرُ أَوْلَادِكُمُ، الْبَنَاتُ، فَإِذَا كَانَتْ سَنَةُ سِتِّينَ وَمِائَةٍ، فَأَمْثَلُ النَّاسِ يومئذ كل ذي حاذ. قالوا: وَمَا الْحَاذُ؟ قَالَ: الَّذِي لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ خَفِيفُ الْمُؤْنَةِ} . قَالَ ابْنَ الْجَوْزِيِّ: سَيْفٌ كَذَّابٌ بإجماعهم. قال أحمد: كان يصنع الحديث.

باب فضل الفقر والفقراء

36127 / 6825 – (خ ه – سهل بن سعد رضي الله عنه ) قال: مَرَّ رجل على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال لرجل عندهُ جالِس: ما رأيك في هذا؟ فقال: رجل من أشْرافِ النَّاسِ، هذا واللهِ حَرِيّ إن خَطَبَ أن يُنكَحَ، وإن شَفَع أن يُشفَّعَ، قال: فسكت رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ثم مَرَّ رجل، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ما رأيكَ في هذا؟ فقال: يا رسول الله، هذا رجل من فُقَراءِ المسلمين، هذا حَرِيّ إن خطب أنْ لا يُنكح، وإن شَفَعَ أن لا يُشَفَّعَ، وإن قال: أن لا يُسْمَعَ لقوله، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «هذا خير من مِلءِ الأرض مِثلِ هذا». أخرجه البخاري ومسلم وابن ماجه.

وقد تقدَّم في «فضل الفقراء» أحاديث كثيرة في «كتاب الزهد» من حرف الزاي.

36128 / 4121 – ( ه – عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه ) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ، الْفَقِيرَ، الْمُتَعَفِّفَ، أَبَا الْعِيَالِ». أخرجه ابن ماجه.

36129 / 2773 – (ت) أنس بن مالك – رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «اللَّهمَّ أحْيني مسكيناً، وأَمِتني مسكيناً، واحشُرني في زُمرةِ المساكين يوم القيامة. قال: فقالت عائشةُ: لِمَ يا رسول الله؟ قال: إِنهم يدخلون الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفاً، يا عائشةُ لا تَرُدِّي المسكينَ ولو بشقِّ تمرة، يا عائشة أَحِبِّي المساكين، وقرِّبيهم، يُقَرِّبْكِ الله يوم القيامة». أَخرجه الترمذي.

36130 / 4126 – ( ه – أَبو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه ) قَالَ: أَحِبُّوا الْمَسَاكِينَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: «اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا، وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ». أخرجه ابن ماجه .

36131 / 2774 – (ت ه – أبو هريرة رضي الله عنه ) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يدخل الفقراءُ الجنةَ قبل الأغنياء بخمسمائة عام: نِصفِ يَومٍ». أَخرجه الترمذي. وأخرجه ابن ماجه وقال ( فقراء المؤمنين ).

36132 / 2775 – (م) أبو عبد الرحمن الحبلي: قال: «سمعتُ عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما -، وسأَله رجل، فقال: ألسنا من فقراء المهاجرين؟ فقال له عبد الله: أَلك امرأةٌ تأوي إليها؟ قال: نعم، قال: ألك مسكنٌ تَسْكنُهُ؟ قال: نعم، قال: فأنت من الأغنياء، قال: فإنَّ لي خادماً، قال: فأَنت من الملوك. قال أبو عبد الرحمن: وجاء ثلاثةُ نَفَر إلى عبد الله بن عمرو، وأنا عندَه، فقالوا: يا أبا محمدٍ، إِنا والله ما نَقْدِرُ على شيءٍ: لا نَفَقَةٍ، ولا دَابَّةٍ، ولا مَتَاعٍ . فقال لهم: ما شئتم، إن شئتم رجعتم إلينا، فأَعطيناكم ما يَسَّرَ الله لكم، وإن شئتم ذكرنا أمرَكم للسُّلطان، وإِن شئتم صبرتم، فإني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: إِن فقراء المهاجرين يَسْبقون الأغنياء يوم القيامة إِلى الجنة بأربعين خريفاً، قالوا: فإنا نصبر، لا نسأَل شيئاً». أَخرجه مسلم.

36133 / 2776 – (ت) جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يدخل فقراء المسلمين الجنةَ قبل أغنيائهم بأَربعين خريفاً». أَخرجه الترمذي.

36134 / 4124 – ( ه – ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما ) قَالَ: اشْتَكَى فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ عَلَيْهِمْ أَغْنِيَاءَهُمْ، فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْفُقَرَاءِ أَلَا أُبَشِّرُكُمْ أَنَّ فُقَرَاءَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِنِصْفِ يَوْمٍ، خَمْسِمِائَةِ عَامٍ». أخرجه ابن ماجه.

36135 / 2777 – (د ت ه – أبو سعيد الخدري رضي الله عنه ) قال: «جلست في عصابةٍ من ضُعَفاءِ المهاجرين، وإنَّ بعضهم لَيَستَتِرُ ببعضٍ من العُرْي، وقارئ يقرأُ علينا، إِذ جاء رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقام علينا، فلما قام علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سكت القارئ، فسلَّم، ثم قال: ما كنتم تصنعون؟ قلنا: يا رسولَ الله، كان قارئ لنا يقرأُ علينا، وكنا نَستَمِعُ إلى كتاب الله عز وجل، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: الحمد لله الذي جعل من أُمتي مَن أُمِرْتُ أَن أَصبر نَفسي معهم، وجلس رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وَسْطَنَا، لِيَعْدِلَ بنفسه فينا، ثم قال بيده: هكذا، فَتَحَلَّقوا، وبَرَزَت وجوهُهم، قال: فما رأيتُ رسولَ اللهصلى الله عليه وسلم عرف منهم أَحدا غيري، ثم قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أبشروا صَعَاليك المهاجرين بالنُّورِ التام يوم القيامة، تدخلون الجنة قبل أَغنياء الناس بنصف يوم، وذلك خمسمائة سنة». أَخرجه أبو داود.

وأخرج الترمذي منه آخره، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فُقَراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أَغنيائهم بخمسمائة سنة». وكذا ابن ماجه كالترمذي.

36136 / 2784 – (ت) عبد الله بن مغفل – رضي الله عنه -: قال: «جاء رجل إِلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، والله إني لأُحِبُّكَ، فقال: انْظُرْ ما تقول، قال: والله إِني لأُحِبُّكَ – ثلاث مرات – قال: إِن كنت تُحِبُّني فأعِدَّ للفقر تِجفافاً، فإن الفقر أَسرع إِلى من يُحِبُّني من السَّيل إلى منتهاه». أخرجه الترمذي.

36137 / 17881 – عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «انْظُرْ أَرْفَعَ رَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ “. قَالَ: فَنَظَرْتُ فَإِذَا رَجُلٌ عَلَيْهِ حُلَّةٌ، قُلْتُ: هَذَا، قَالَ: قَالَ لِي: ” انْظُرْ أَوْضَعَ رَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ “. قَالَ: فَنَظَرْتُ فَإِذَا رَجُلٌ عَلَيْهِ أَخْلَاقٌ، قَالَ: قُلْتُ: هَذَا، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” لَهَذَا عِنْدَ اللَّهِ أَخْيَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ مِلْءِ الْأَرْضِ مِثْلِ هَذَا».

قال الهيثميّ : رواه أحمد بِأَسَانِيدَ، وَرِجَالُهَا رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36138 / 17882 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «خَرَجْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَيَدُهُ فِي يَدِي، فَأَتَى عَلَى رَجُلٍ رَثِّ الْهَيْئَةِ، قَالَ: ” أَبُو فُلَانٍ مَا بَلَغَ بِكَ مَا أَرَى؟ “. قَالَ: السَّقَمُ وَالضُّرُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: ” أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يُذْهِبُ اللَّهُ عَنْكَ السَّقَمَ وَالضُّرَّ؟ “. قَالَ: لَا مَا يَسُرُّنِي بِهِمَا أَنِّي شَهِدْتُ مَعَكَ بَدْرًا وَأُحُدًا، قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ: ” وَهَلْ يُدْرِكُ أَهْلُ بَدْرٍ وَأَهْلُ أُحُدٍ مَا يُدْرِكُ الْفَقِيرُ الْقَانِعُ؟ “. قَالَ: فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا فَعَلِّمْنِي؟ قَالَ: فَقَالَ: ” قُلْ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ: تَوَكَّلْتُ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ، وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا “. قَالَ: فَأَتَى عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ حَسُنَتْ حَالِي فَقَالَ: ” مَهْيَمْ؟ “. قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ أَزَلْ أَقُولُ الْكَلِمَاتِ الَّتِي عَلَّمْتَنِيهِنَّ».

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَفِيهِ مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَفِيهِ تَوْثِيقٌ لَيِّنٌ، وَلَكِنَّ حَرْبَ بْنَ مَيْمُونٍ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

36139 / 17883 – وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «مَنْ سَأَلَ عَنِّي أَوْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيَّ فَلْيَنْظُرْ إِلَى أَشْعَثَ شَاحِبٍ مُشَمِّرٍ لَمْ يَضَعْ لَبِنَةً عَلَى لَبِنَةٍ، وَلَا قَصَبَةً عَلَى قَصَبَةٍ، رُفِعَ لَهُ عِلْمٌ فَشَمَّرَ إِلَيْهِ الْيَوْمَ الْمِضْمَارُ، وَغَدًا السِّبَاقُ، وَالْغَايَةُ الْجَنَّةُ أَوِ النَّارُ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36140 / 17884 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: «كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا، وَطَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ: ” يَأْتِي قَوْمٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نُورُهُمْ كَنُورِ الشَّمْسِ “. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: نَحْنُ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ” لَا. وَلَكُمْ خَيْرٌ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّهُمُ الْفُقَرَاءُ 258/10 الْمُهَاجِرُونَ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ مِنْ أَقْطَارِ الْأَرْضِ». قُلْتُ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

قال الهيثميّ : رواه أحمد وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَالْكَبِيرِ، وَزَادَ فِي الْكَبِيرِ: ثُمَّ قَالَ: «طُوبَى لِلْغُرَبَاءِ، طُوبَى لِلْغُرَبَاءِ”. قِيلَ: وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ: ” نَاسٌ صَالِحُونَ قَلِيلٌ فِي نَاسٍ سُوءٌ كَثِيرٌ، مَنْ يَعْصِيهِمْ أَكْثَرُ مِمَّنْ يُطِيعُهُمْ».

36141 / 17885 – وَفِي رِوَايَةٍ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ: نَحْنُ هُمْ؟

وَلَهُ فِي الْكَبِيرِ أَسَانِيدُ، وَرِجَالُ أَحَدِهَا رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36142 / 17886 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «هَلْ تَدْرُونَ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ عز وجل؟ “. قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: ” أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ الْفُقَرَاءُ الْمُهَاجِرُونَ الَّذِينَ تُسَدُّ بِهِمُ الثُّغُورُ، وَتُتَّقَى بِهِمُ الْمَكَارِهُ، وَيَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ لَا يَسْتَطِيعُ لَهَا قَضَاءً، فَيَقُولُ اللَّهُ عز وجل لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ مَلَائِكَتِهِ: ائْتُوهُمْ فَحَيُّوهُمْ، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: نَحْنُ سُكَّانُ سَمَائِكَ، وَخِيرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ، أَفَتَأْمُرُنَا أَنْ نَأْتِيَ هَؤُلَاءِ فَنُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ؟! قَالَ: إِنَّهُمْ كَانُوا عِبَادًا يَعْبُدُونِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا، وَتُسَدُّ بِهِمُ الثُّغُورُ، وَتُتَّقَى بِهِمُ الْمَكَارِهُ، وَيَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ لَا يَسْتَطِيعُ لَهَا قَضَاءً “. قَالَ: ” فَتَأْتِيهِمُ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ ذَلِكَ، فَيَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنَعِمَ عُقْبَى الدَّارِ».

قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ فِي الصَّحِيحِ غَيْرَ هَذَا. قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَالْبَزَّارُ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَزَادَ بَعْدَ قَوْلِ الْمَلَائِكَةِ: وَسُكَّانُ سَمَاوَاتِكَ: «وَإِنَّكَ تُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ قَبْلَنَا». وَرِجَالُهُمْ ثِقَاتٌ.

36143 / 17887 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ أَوَّلَ ثُلَّةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ الِفُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ يُتَّقَى بِهِمُ الْمَكَارِهُ، وَإِذَا أُمِرُوا سَمِعُوا وَأَطَاعُوا، وَإِذَا كَانَتْ لِرَجُلٍ مِنْهُمْ حَاجَةٌ إِلَى السُّلْطَانِ لَمْ تُقْضَ لَهُ حَتَّى يَمُوتَ، وَهِيَ فِي صَدْرِهِ، وَاللَّهُ عز وجل يَدْعُو يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْجَنَّةَ فَتَأْتِي بِزُخْرُفِهَا وَزِينَتِهَا فَيَقُولُ: إِنَّ عِبَادِيَ الَّذِينَ قَاتَلُوا فِي سَبِيلِي، وَقُتِلُوا وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِي، ادْخُلُوا الْجَنَّةَ، فَيَدْخُلُونَهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَالطَّبَرَانِيُّ وَزَادَ فِيهِ: «ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِلَا عَذَابٍ، وَلَا حِسَابٍ، وَتَأْتِي الْمَلَائِكَةُ فَيَسْجُدُونَ وَيَقُولُونَ: رَبَّنَا، نَحْنُ نُسَبِّحُكَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، وَنُقَدِّسُ لَكَ، مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ آثَرْتَهُمْ عَلَيْنَا؟! فَيَقُولُ اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: عِبَادِي الَّذِينَ قَاتَلُوا فِي سَبِيلِي، وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي، فَتَدْخُلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ». وَرِجَالُ الطَّبَرَانِيِّ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ أَبِي عُشَّانَةَ، وَهُوَ ثِقَةٌ.

36144 / ز – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “تَجْتَمِعُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ: أَيْنَ فُقَرَاءُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَمَسَاكِينُهَا؟ قَالَ: فَيَقُومُونَ, فَيُقَالُ لَهُمْ: مَاذَا عَمِلْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا ابْتَلَيْتَنَا فَصَبَرْنَا وَآتَيْتَ الْأَمْوَالَ وَالسُّلْطَانُ غَيْرَنَا, فَيَقُولُ اللَّهُ: صَدَقْتُمْ, قَالَ: فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ النَّاسِ، وَيَبْقَى شِدَّةُ الْحِسَابِ عَلَى ذَوِي الْأَمْوَالِ وَالسُّلْطَانِ”، قَالُوا: فَأَيْنَ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: “يُوضَعُ لَهُمْ كَرَاسِيُّ مِنْ نُورٍ وَتُظَلِّلُ عَلَيْهِمُ الْغَمَامُ يَكُونُ ذَلِكَ الْيَوْمُ أَقْصَرَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ مِنْ ساعة من نهار”.

36145 / ز – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ بَيْنَا أَنَا جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ وَحَلْقَةُ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ وَسَطَ الْمَسْجِدِ جُلُوسٌ فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ نِصْفَ النَّهَارِ فَانْطَلَقَ إِلَيْهِمْ فَجَلَسَ مَعَهُمْ فَلَمَّا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَسَ إِلَيْهِمْ قُمْتُ إِلَيْهِ فَأَدْرَكْتُ مِنْ حَدِيثِهِ وَهُوَ يَقُولُ: “بَشِّرْ فُقَرَاءَ الْمُهَاجِرِينَ أَنَّهُمْ لَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْأَغْنِيَاءِ بأربعين عاما”.

36146 / ز – عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ بِلَالٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا بِلَالُ، الْقَ اللَّهَ فَقِيرًا وَلَا تَلْقَهُ غَنِيًّا» قَالَ: قُلْتُ: وَكَيْفَ لِي بِذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: «إِذَا رُزِقْتَ فَلَا تَخْبَأْ، وَإِذَا سُئِلْتَ فَلَا تَمْنَعْ» قَالَ: قُلْتُ: وَكَيْفَ لِي بِذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «هُوَ ذَاكَ وَإِلَّا فَالنَّارُ».

أخرجه الحاكم في المستدرك (7957).

36147 / 17888 – وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «يَدْخُلُ فُقَرَاءُ الْمُسْلِمِينَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِخَمْسِمِائَةِ عَامٍ “. قُلْنَا: وَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ” هُمُ الَّذِينَ إِذَا كَانَ مَهْلِكٌ بُعِثُوا، وَإِذَا كَانَ مَغْنَمٌ بَعَثُوا غَيْرَهُمْ، الَّذِينَ يُحْجَبُونَ 259/10 عَلَى أَبْوَابِ السُّلْطَانِ».

قُلْتُ: رَوَى أَبُو دَاوُدَ بَعْضَهُ. قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَزَيْدٌ الْعَمِّيُّ ضَعَّفَهُ الْجُمْهُورُ، وَقَدْ وُثِّقَ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

36148 / 17889 – وَعَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «إِنَّ حَوْضِي مَا بَيْنَ عَدَنَ إِلَى عُمَانَ، أَكْوَابُهُ عَدَدُ النُّجُومِ، مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، أَوَّلُ مَنْ يَرِدُهُ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ “. قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا، قَالَ: ” شُعْثُ الرُّءُوسِ، دَنَسُ الثِّيَابِ، الَّذِينَ لَا يَنْكِحُونَ الْمُتَنَعِّمَاتِ، وَلَا تُفْتَحُ لَهُمُ السُّدَدُ، الَّذِينَ يُعْطُونَ مَا عَلَيْهِمْ، وَلَا يُعْطَوْنَ مَا لَهُمْ». قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ فِي ذِكْرِ الْحَوْضِ فِي الصَّحِيحِ بِاخْتِصَارٍ.

رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ.

36149 / 17890 – وَفِي رِوَايَةٍ عِنْدَهُ: «وَأَكْثَرُ النَّاسِ وُرُودًا عَلَيْهِ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ». بَدَلَ: «أَوَّلُ مَنْ يَرِدُهُ».

وَرِجَالُ الرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36150 / 17891 – وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «يَدْخُلُ فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْأَغْنِيَاءِ بِأَرْبَعِمِائَةِ عَامٍ “. قَالَ: فَقُلْتُ: إِنَّ الْحَسَنَ يَذْكُرُ ” بِأَرْبَعِينَ عَامًا “. فَقَالَ: عَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ” بِأَرْبَعِمِائَةِ عَامٍ حَتَّى يَقُولَ الْغَنِيُّ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ عَيْلًا “. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سَمِّهِمْ لَنَا بِأَسْمَائِهِمْ. قَالَ: ” هُمُ الَّذِينَ إِذَا كَانَ مَكْرُوهٌ بُعِثُوا لَهُ، وَإِذَا كَانَ نَعِيمٌ بَعَثُوا لَهُ سِوَاهُمْ، وَهُمُ الَّذِينَ يُحْجَبُونَ عَنِ الْأَبْوَابِ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ زَيْدِ بْنِ أَبِي الْحَوَارِيِّ، وَقَدْ وُثِّقَ عَلَى ضَعْفِهِ.

36151 / 17892 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «تَدْخُلُ فُقَرَاءُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفًا “. فَقِيلَ: صِفْهُمْ لَنَا. فَقَالَ: ” الدَّنِسَةُ ثِيَابُهُمْ، الشَّعِثَةُ رُءُوسُهُمْ، الَّذِينَ لَا يُؤْذَنُ لَهُمْ عَلَى السُّدَّاتِ، وَلَا يَنْكِحُونَ الْمُتَنَعِّمَاتِ، تُوَكَّلُ بِهِمْ مَشَارِقُ الْأَرْضِ وَمَغَارِبُهَا، يُعْطُونَ كُلَّ الَّذِي عَلَيْهِمْ، وَلَا يُعْطَوْنَ كُلَّ الَّذِي لَهُمْ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3266) لعبد بن حميد، (3267) للبزار.

والذي وجدته في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (8/ 269) في هذا الباب: وَعَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “يَدْخُلُ فُقَرَاءُ هَذِهِ الْأُمَّةَ- يعني الجنة- قبل أغينائهم بأربعمائة عَامٍ، حَتَّى يَقُولُ الْمُؤْمِنُ الْغَنِيُّ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ عَائِلًا. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سَمِّهِمْ لَنَا بِأَسْمَائِهِمْ. قَالَ: هُمُ الَّذِينَ إِذَا كَانَ مَكْرُوهًا بُعِثُوا إِلَيْهِ، وَإِذَا كَانَ مَغْنَمًا بُعِثَ لَهُ سِوَاهُمْ، هُمُ الَّذِينُ يُحْبَسُونَ عَنِ الْأَبْوَابِ”.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَأَبُو يَعْلَى، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

وَرَوَاهُ مُسَدَّدٌ أَيْضًا مُطَوَّلًا مِنْ طَرِيقِ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَتَقَدَّمَ لفظه في الْمَنَاقِبِ فِي بَابِ فَضْلِ الْمُهَاجِرِينَ. وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -قال: “هَلْ تَدْرُونَ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: أولا مَنْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ تُسَدُّ بهم الثغور، ويتقى بِهِمُ الْمَكَارِهُ، يَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ لَا يَسْتَطِيعُ لَهَا قَضَاءً، فَيَقُولُ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- لِمَنْ شَاءَ مِنْ مَلَائِكَتِهِ: ائْتُوهُمْ فَحَيُّوهُمْ. فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: رَبَّنَا نَحْنُ سُكَّانُ سَمَاوَاتِكَ، وَخِيرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ، أَفَتَأْمُرُنَا أَنْ نَأْتِيَ هَؤُلَاءِ فَنُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ؟! فَيَقُولُ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ-: إِنَّهُمْ كَانُوا عبادًا لي يعبدوني ولا يشركوني بي شيئًا، وتسد بهم الثغور، ويتقى بِهِمُ الْمَكَارِهُ، وَيَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ لَا يَسْتَطِيعُ لَهَا قَضَاءً. فَتَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ ذَلِكَ، فَيَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارُ”.

رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَالْبَزَّارُ، وَأَبُو يَعْلَى، وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.

رواه أحمد بْنُ مَنِيعٍ مُخْتَصَرًا، وَتَقَدَّمَ لَفْظُهُ فِي بَابِ فَضْلِ الْمُهَاجِرِينَ. وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -يَقُولُ: “يَدْخُلُ فُقَرَاءُ أُمَّتِيَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفًا- أَوْ أَرْبَعِينَ سَنَةً”.

36152 / 17893 – وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «يَدْخُلُ فُقَرَاءُ أُمَّتِي قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفًا، أَوْ بِأَرْبَعِينَ سَنَةً».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي كَامِلٍ الْمَوْصِلِيُّ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ. وانظر ما قبله.

36153 / 17894 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «تَدْخُلُ فُقَرَاءُ الْمُسْلِمِينَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِنِصْفِ يَوْمٍ “. قُلْتُ: وَمَا نِصْفُ يَوْمٍ؟ قَالَ: {إِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ} [الحج: 47]. قَالَ: ” وَيَدْخُلُونَ جَمِيعًا عَلَى صُورَةِ آدَمَ “. قُلْتُ: وَمَا كَانَتْ صُورَةُ آدَمَ؟ قَالَ: ” كَانَ اثْنَيْ عَشَرَ ذِرَاعًا طُولُهُ فِي السَّمَاءِ، وَسِتًّا عَرْضًا “. قُلْتُ: أَيُّ ذِرَاعٍ؟ قَالَ: ” الذِّرَاعُ طُولُ الرَّجُلِ الطَّوِيلِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ التَّيْمِيُّ مَوْلَاهُمْ، وَهُوَ ضَعِيفٌ. وانظر ما قبله.

36154 / 17895 – وَعَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ 260/10 عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ إِلَيْنَا فِي الصُّفَّةِ وَعَلَيْهِ الْحَوْتَكِيَّةُ فَقَالَ: ” لَوْ تَعْلَمُونَ مَا ذُخِرَ لَكُمْ مَا حَزِنْتُمْ عَلَى مَا زُوِيَ عَنْكُمْ، وَلَتَفْتَحُنَّ فَارِسَ وَالرُّومَ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَرِجَالُهُ وُثِّقُوا.

36155 / 17896 – وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: «مَا أَنَا مُتَخَلِّفٌ عَنِ الْعَنَقِ الْأَوَّلِ بَعْدَ الَّذِي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ” تَجِيءُ فُقَرَاءُ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى كُورِهِمْ، فَيُقَالُ لَهُمْ: قِفُوا لِلْحِسَابِ، فَيَقُولُونَ: مَا أَعْطَيْتُمُونَا شَيْئًا تُحَاسِبُونَا عَلَيْهِ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ النَّاسِ بِأَرْبَعِينَ سَنَةً».

رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ.

36156 / 17897 – وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ قَالَ: «أَرْسَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ: إِنَّا مُسْتَعْمِلُوكَ عَلَى هَؤُلَاءِ تَسِيرُ بِهِمْ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ فَتُجَاهِدُ بِهِمْ، قَالَ: فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا قَالَ فِيهِ: قَالَ سَعِيدٌ: مَا أَنَا بِمُتَخَلِّفٍ عَنِ الْعَنَقِ الْأَوَّلِ بَعْدَ إِذْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ” إِنَّ فَقُرَّاءَ الْمُسْلِمِينَ يُزَفُّونَ كَمَا تُزَفُّ الْحَمَامُ “. قَالَ: ” فَيُقَالُ لَهُمْ: قِفُوا لِلْحِسَابِ، فَيَقُولُونَ: وَاللَّهِ، مَا تَرَكْنَا شَيْئًا نُحَاسَبُ بِهِ. فَيَقُولُ اللَّهُ عز وجل: صَدَقَ عِبَادِي، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ النَّاسِ بِسَبْعِينَ عَامًا».

رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3157) لإسحاق. لفظه في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 435): عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ الْجُمَحِيِّ قَالَ: ” دَعَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- رَجُلًا مِنْ بَنِي جُمَحٍ يُقَالُ لَهُ: سَعِيدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ حُذَيْمٍ، فَقَالَ لَهُ: إِنِّي مُسْتَعْمِلُكَ عَلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا، فقال: أو تقيلني يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: فَوَاللَّهِ لَا أَدَعُكَ، قَلَّدْتُمُوهَا فِي عُنُقِي وَتَتْرُكُونِي. فَقَالَ عُمَرُ: أَلَا نَفْرِضُ لَكَ رِزْقًا؟ فَقَالَ: قَدْ جَعَلْتُ لِي فِي عَطَائِي مَا يَكْفِينِي دُونَهُ فَضْلًا عَلَى مَا أُرِيدُ. قَالَ: وَكَانَ إِذَا خَرَجَ عَطَاؤُهُ ابْتَاعَ لِأَهْلِهِ قُوتَهُمْ، وَتَصَدَّقَ بِبَقِيَّتِهِ فَتَقُولُ لَهُ امْرَأَتُهُ: أَيْنَ عَطَاؤُكَ؟ فَيَقُولُ: قَدْ أَقْرَضْتُهُ، فَأَتَاهُ نَاسٌ فَقَالُوا: إِنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِأَصْهَارِكَ عَلَيْكَ حَقًّا. فَقَالَ: مَا أَنَا بِمُسْتَأْثِرٍ، عليهم ولا بملتمس رضا أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ بِطَلَبِ الْحُورِ الْعِينِ، لَو اطَّلَعَتْ خَيْرَةٌ مِنْ خَيَرَاتِ الْجَنَّةِ لَأَشْرَقَتْ لَهَا الْأَرْضُ كَمَا تُشْرِقُ الشَّمْسُ، وَمَا أَنَا بِمُتَخَلِّفٍ عَنِ الْعُنُقِ الْأَوَّلِ بَعْدَ إِذْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَقُولُ: يُجْمَعُ الناس للحساب فيجيء فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ فَيَزِفُّونَ كَمَا يَزِفُّ الْحَمَامُ، فَيُقَالُ لَهُمْ: قِفُوا عِنْدَ الْحِسَابِ. فَيَقُولُونَ: مَا عِنْدَنَا حساب ولا آتيتمونا. فَيَقُولُ لَهُمْ رَبُّهُمْ- عَزَّ وَجَلَّ-: صَدَقَ عِبَادِي. فَيُفْتَحُ لَهُمْ بَابُ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُونَهَا قَبْلَ النَّاسِ بسبعين عامًا “. رواه إسحاق بن راهويه والطبراني وأبو الشيخ في الثواب، ورواتهم ثقات إلا يزيد ابن أَبِي زِيَادٍ.

36157 / 17898 – وَذَكَرَ بَعْدَهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ مِثْلَهُ.

وَفِي إِسْنَادَيْهِمَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، وَقَدْ وُثِّقَ عَلَى ضَعْفِهِ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِمَا ثِقَاتٌ. وَقال الهيثميّ : رواه البزار، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ بِنَحْوِهِ كَذَلِكَ.

36158 / 17899 – وَعَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ قَالَ: «كُنْتُ فِي أَصْحَابِ الصُّفَّةِ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا مِنَّا إِنْسَانٌ عَلَيْهِ ثَوْبٌ تَامٌّ، وَأَخَذَ الْعَرَقُ فِي جُلُودِنَا طُرُقًا مِنَ الْغُبَارِ وَالْوَسَخِ، إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: ” لِتُبَشَّرْ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ “. إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ عَلَيْهِ شَارَةٌ حَسَنَةٌ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَا يَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ إِلَّا كَلَّفَتْهُ نَفْسُهُ أَنْ يَأْتِيَ بِكَلَامٍ يَعْلُو كَلَامَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: ” إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ هَذَا وَضَرَبَهُ، يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ كَلَيِّ الْبَقَرِ بِلِسَانِهَا الْمَرْعَى، كَذَلِكَ يَلْوِي اللَّهُ تَعَالَى أَلْسِنَتَهُمْ وَوُجُوهَهُمْ فِي النَّارِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ بِأَسَانِيدَ، وَرِجَالُ أَحَدِهَا رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36159 / 17900 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْأَغْنِيَاءَ وَالنِّسَاءَ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ.

وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (4665) لأبي بكر. من طريق شريك أيضا وسياقه مطول. ولم اجده في الاتحاف.

قلت أنا أبو عبدالله: المتن صحيح دون ذكر الأغنياء. كما صح في الأحاديث. وسند أحمد فيه شريك النخعي، وهو سيء الحفظ.

36160 / 17901 – وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الضُّعَفَاءَ وَالْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ الضَّحَّاكِ بْنِ يَسَارٍ، وَقَدْ وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ.

36161 / 17902 – وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ فِيهَا خَشَفَةً بَيْنَ يَدِي فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالَ: بِلَالٌ. فَمَضَيْتُ فَإِذَا 261/10 أَكْثَرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْمُهَاجِرُونَ، وَذَرَارِيُّ الْمُسْلِمِينَ، وَلَمْ أَرَ فِيهَا أَحَدًا أَقَلَّ مِنَ الْأَغْنِيَاءِ وَالنِّسَاءِ، قِيلَ لِي: أَمَّا الْأَغْنِيَاءُ فَهُمْ هَهُنَا بِالْبَابِ يُحَاسَبُونَ وَيُمَحَّصُونَ، وَأَمَّا النِّسَاءُ فَأَلْهَاهُمُ الْأَحْمَرَانِ: الذَّهَبُ وَالْحَرِيرُ “. قَالَ: ” ثُمَّ خَرَجْنَا مِنْ أَحَدِ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ، فَلَمَّا كُنْتُ عِنْدَ الْبَابِ أُتِيتُ بِكِفَّةٍ فَوُضِعْتُ فِيهَا، وَوُضِعَتْ أُمَّتِي فِي كِفَّةٍ فَرَجَحْتُ بِهَا، ثُمَّ أُتِيَ بِأَبِي بَكْرٍ فَوُضِعَ فِي كِفَّةٍ، وَجِيءَ بِجَمِيعِ أُمَّتِي فَوُضِعَتْ فِي كِفَّةٍ، فَرَجَحَ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ جِيءَ بِعُمَرَ فَوُضِعَ فِي كِفَّةٍ، وَجِيءَ بِجَمِيعِ أُمَّتِي فَوُضِعُوا، فَرَجَحَ عُمَرُ، وَعُرِضَتْ عَلَيَّ أُمَّتِي رَجُلًا رَجُلًا فَجَعَلُوا يَمُرُّونَ، فَاسْتَبْطَأْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، ثُمَّ جَاءَ بَعْدَ الْإِيَاسِ فَقُلْتُ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ! فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا خَلَصْتُ إِلَيْكَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنِّي لَا أَخْلُصُ إِلَيْكَ أَبَدًا إِلَّا بَعْدَ الْمُشِيبَاتِ، قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: مِنْ كَثْرَةِ مَالِي أُحَاسَبُ فَأُمَحَّصُ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَالطَّبَرَانِيُّ بِنَحْوِهِ، وَفِيهِمَا مُطَرِّحُ بْنُ يَزِيدَ، وَعَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ، وَهُمَا مُجْمَعٌ عَلَى ضَعْفِهِمَا، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ أَحَدُ أَصْحَابِ بَدْرٍ وَالْحُدَيْبِيَةِ، وَأَحَدُ الْعَشَرَةِ الْمَشْهُودِ لَهُمْ بِالْجَنَّةِ، وَهُمْ مِنْ أَفْضَلِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ.

وفي إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (6/ 355): هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ مُطَرَّحِ بْنِ يَزِيدَ، ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَأَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو زُرْعَةَ وَالنَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُمْ.

وقال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 159): رواه أحمد بْنُ مَنِيعٍ وَاللَّفْظُ لَهُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ مُطْرَحِ بْنِ يَزِيدَ وَالْحَارِثِ بْنِ أبي أسامة وفي سنده علي بن يزيد وَهُوَ ضَعِيفٌ رواه أحمد بْنُ حَنْبَلٍ مُطَوَّلًا. وَلَهُ شَوَاهِدٌ تَقَدَّمَ بَعْضُهَا فِي بَابِ الْخِلَافَةِ وَبَعْضُهَا فِي التَّعْبِيرِ.

36162 / 17903 – وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: «اسْتَعْمَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ عَلَى الشَّامِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ أَعْطِ النَّاسَ أَعْطِيَاتِهِمْ، وَاغْزُ بِهِمْ، فَبَيْنَا هُوَ يُعْطِي النَّاسَ وَذَلِكَ فِي آخِرِ النَّهَارِ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الرَّسَاتِيقِ فَقَالَ لَهُ: يَا مُعَاذُ، مُرْ لِي بِعَطَائِي فَإِنِّى بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الرُّسْتَاقِ مِنْ مَكَانِ كَذَا فَلَعَلِّي آوِي إِلَى أَهْلِي قَبْلَ اللَّيْلِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ، لَا أُعْطِيكَ حَتَّى أُعْطِيَ هَؤُلَاءِ يَعْنِي أَهْلَ الْمَدِينَةِ ; سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ” الْأَنْبِيَاءُ كُلُّهُمْ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ بِأَلْفَيْ عَامٍ، وَفُقَرَاءُ الْمُسْلِمِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِأَرْبَعِينَ عَامًا، وَإِنَّ أَهْلَ الْمَدَائِنِ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَهْلِ الرَّسَاتِيقِ بِأَرْبَعِينَ عَامًا، تَفْضُلُ الْمَدَائِنُ بِالْجُمُعَةِ، وَالْجَمَاعَاتِ، وَحِلَقِ الذِّكْرِ، وَإِذَا كَانَ بَلَاءٌ خُصُّوا بِهِ دُونَهُمْ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَقَالَ: لَا يُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَفِيهِ عَلِيُّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَيْسَ بِذَاكَ تَفَرَّدَ بِأَشْيَاءَ، وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: كَانَ يَفْهَمُ وَيَحْفَظُ، وَقَالَ الذَّهَبِيُّ: حَافِظٌ رَحَّالٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

36163 / 17904 – وَعَنْ أُمَيَّةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسِيدٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَفْتِحُ بِصَعَالِيكِ الْمُسْلِمِينَ».

36164 / 17905 – وَفِي رِوَايَةٍ: «يَسْتَنْصِرُ بِصَعَالِيكِ الْمُسْلِمِينَ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُ الرِّوَايَةِ الْأُولَى رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36165 / ز – عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا وَتَوَفَّنِي مِسْكِينًا وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ، وَإِنَّ أَشْقَى الِأَشْقِيَاءِ مَنِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ فَقْرُ الدُّنْيَا وَعَذَابُ الْآخِرَةِ».

أخرجه الحاكم في المستدرك (7981).

36166 / 17906 – وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا، وَتَوَّفَنِي مِسْكِينًا، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَقَدْ وُثِّقَ عَلَى ضَعْفِهِ، وَشَيْخُ الطَّبَرَانِيِّ، 262/10 وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ الْأَوْزَاعِيُّ لَمْ أَعْرِفْهُمَا، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

36167 / 17907 – وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: «أَمَرَنِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ: بِحُبِّ الْمَسَاكِينِ وَالدُّنُوِّ مِنْهُمْ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ دُونِي، وَلَا أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقِي، وَأَمَرَنِي أَنْ أَصِلَ الرَّحِمَ وَإِنْ أَدْبَرَتْ، وَأَمَرَنِي أَنْ لَا أَسْأَلَ أَحَدًا شَيْئًا، وَأَمَرَنِي أَنْ أَقُولَ الْحَقَّ وَإِنْ كَانَ مُرًّا، وَأَمَرَنِي أَنْ لَا يَأْخُذَنِي فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ، وَأَمَرَنِي أَنْ أُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَإِنَّهُنَّ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ».

36168 / 17908 – وَفِي رِوَايَةٍ: «وَأَمَرَنِي أَنْ أَرْحَمَ الْمَسَاكِينَ وَأُجَالِسَهُمْ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ بِنَحْوِهِ، وَأَحَدُ إِسْنَادَيْ أَحْمَدَ ثِقَاتٌ.

36169 / 17909 – وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «أَلَا أُعَلِّمُكُمْ خَمْسًا: حُبَّ الْمَسَاكِينِ وَالدُّنُوَّ مِنْهُمْ، وَانْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ فَوْقَكُمْ، وَصِلُوا الرَّحِمَ وَإِنْ أَدْبَرَتْ، وَقُولُوا الْحَقَّ وَإِنْ كَانَ مُرًّا، وَأَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ جَرِيرُ بْنُ أَيُّوبَ الْبَجَلِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا.

36170 / 17910 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ قَالَ: «إِنَّ أَهْلَ الْبَيْتِ لَيَقِلُّ طُعْمُهُمْ فَتَسْتَنِيرُ بُيُوتُهُمْ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُطَّلِبِ الْعِجْلِيُّ، ضَعَّفَهُ الْعُقَيْلِيُّ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

36171 / 17911 – وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «إِنَّ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ عَقَبَةً كَئُودًا لَا يَنْجُو مِنْهَا إِلَّا كُلُّ مُخِفٍّ».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ أَسَدِ بْنِ مُوسَى بْنِ مُسْلِمٍ الصَّغِيرِ، وَهُمَا ثِقَتَانِ. وَقَدْ تَقَدَّمَ حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ فِي الْبَابِ الَّذِي قَبْلَ هَذَا، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36172 / 17912 – وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: «خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا، وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ أَبِي ذَرٍّ فَقَالَ: “يَا أَبَا ذَرٍّ، أَعَلِمْتَ أَنَّ بَيْنَ أَيْدِينَا عَقَبَةً كَئُودًا لَا يَصْعَدُهَا إِلَّا الْمُخِفُّونَ “. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمِنَ الْمُخِفِّينَ أَنَا أَمْ مِنَ الْمُثْقِلِينَ؟ فَقَالَ: ” عِنْدَكَ طَعَامُ يَوْمٍ؟ “. قَالَ: نَعَمْ. وَطَعَامُ غَدٍ؟ قَالَ: ” نَعَمْ. وَطَعَامُ بَعْدَ غَدٍ؟ “. قَالَ: لَا. قَالَ: ” لَوْ كَانَ عِنْدَكَ طَعَامُ ثَلَاثٍ كُنْتَ مِنَ الْمُثْقِلِينَ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ جُنَادَةُ بْنُ مَرْوَانَ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

36173 / 17913 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «الْتَقَى مُؤْمِنَانِ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ، مُؤْمِنٌ غَنِيٌّ، وَمُؤْمِنٌ فَقِيرٌ، كَانَا فِي الدُّنْيَا، فَأُدْخِلَ الْفَقِيرُ الْجَنَّةَ، وَحُبِسَ الْغَنِيُّ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُحْبَسَ، ثُمَّ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَلَقِيَهُ الْفَقِيرُ فَقَالَ: يَا أَخِي، مَاذَا حَبَسَكَ؟ وَاللَّهِ، لَقَدْ حُبِسْتَ حَتَّى خِفْتُ عَلَيْكَ، فَيَقُولُ: يَا أَخِي، إِنِّي حُبِسْتُ بَعْدَكَ حَبْسًا فَظِيعًا كَرِيهًا، وَمَا وَصَلْتُ إِلَيْكَ حَتَّى سَالَ مِنِّي مِنَ الْعَرَقِ مَا لَوْ وَرَدَهُ أَلْفُ بَعِيرٍ كُلُّهَا آكِلَةُ حِمْضٍ لَصَدَرْنَ عَنْهُ رُوَاءً».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَفِيهِ دُوَيْدٌ غَيْرُ مَنْسُوبٍ، فَإِنْ كَانَ هُوَ 263/10 الَّذِي رَوَى عَنْ سُفْيَانَ فَقَدْ ذَكَرَهُ الْعِجْلِيُّ فِي كِتَابِ الثِّقَاتِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَهُ لَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ مُسْلِمِ بْنِ بَشِيرٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ.

باب ما جاء أن الأمة تنصر وترزق بفقرائها وضعفائها

36174 / 2780 – (د ت س) أبو الدرداء – رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أُبْغُوني ضُعَفَاءكم، فإنما تُرزقُونَ وتُنصرون بضعفائكم». أخرجه أبو داود، والترمذي، والنسائي.

36175 / 2781 – (خ س) مصعب بن سعد: قال: «رأى سعد – رضي الله عنه – أن له فضلاً على مَن دونه، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: هل تُنصَرون وتُرزَقون إِلا بضعفائكم؟» . أَخرجه البخاري.

وفي رواية النسائي: «أنه ظنَّ أن له فَضلاً على من دونَه من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: إِنما ينصُر الله هذه الأمةَ بضعيفها: بدعوتِهم، وصلاتِهم، وإِخلاصهم».

36176 / 9682 – عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا يَنْصُرُ اللَّهُ الْمُسْلِمِينَ بِدُعَاءِ الْمُسْتَضْعَفِينَ».

قُلْتُ: لِسَعْدٍ فِي الصَّحِيحِ: ” «إِنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ» “.

قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ عَنْ شَيْخِهِ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدٍ الرَّازِيِّ قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَيْسَ بِذَاكَ، وَقَالَ يُونُسُ: كَانَ يَحْفَظُ وَيَفْهَمُ. وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

باب ما جاء في البله

36177 / 17914 – عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَكْثَرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْبُلْهُ».

36178 / 17915 – وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «رُبَّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَفِيهِ سَلَامَةُ بْنُ رَوْحٍ، وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَغَيْرُهُ، وَضَعَّفَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ.

باب فيمن لا يؤبه له

36179 / 2782 – (م) أبو هريرة – رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «رُبَّ أَشْعَثَ مَدْفُوعٍ بالأبواب لو أقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ». أَخرجه مسلم.

36180 / 7207 – (خ ه – أبو هريرة رضي الله عنه ) أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «تعِسَ عبدُ الدِّينار، وعَبْدُ الدِّرهم، والقَطيفةِ، والخميصةِ، إن أُعطيَ رَضِيَ، وإن لم يُعْطَ لم يَرْضَ» قال البخاري: وزاد عمرو بن مرزوق – عن عبد الرحمن بن دينار عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «تَعِسَ عبدُ الدِّينار، وعبدُ الدِّرهم، وعَبْدُ الخميصة، إن أُعْطِيَ رَضِيَ، وإن لم يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وانْتَكَسَ، وإذا شِيكَ فلا انْتُقِشَ، طوبى لعبدٍ آخذ بعِنان فرسه في سبيل الله، أشْعَثَ رأسُه، مُغْبَرَّة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقَة كان في الساقة، إن استأذَن لم يُؤذَن له، وإن شَفَعَ لم يُشَفَّع». أخرجه البخاري.

وأخرج ابن ماجه الأولى وقال ( لم يف ) بدل ( لم يرض ) ، وأخرجه بمثل الثانية إلى قوله ( انتقش ) دون قوله ( إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط ).

36181 / 17916 – عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: «كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي جِنَازَةٍ قَالَ: ” أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشَرِّ عِبَادِ اللَّهِ؟ الْفَظُّ الْمُسْتَكْبِرُ. أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ عِبَادِ اللَّهِ؟ الضَّعِيفُ الْمُسْتَضْعَفُ ذِي الطِّمْرَيْنِ، لَا يُؤْبَهُ لَهُ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، وَقَدْ وُثِّقَ عَلَى ضَعْفِهِ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36182 / 17917 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ وَأَهْلِ الْجَنَّةِ، أَمَّا أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ فَكُلُّ ضَعِيفٍ مُسْتَضْعَفٍ ذِي طِمْرَيْنِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ، وَأَمَّا أَهْلُ النَّارِ فَكُلُّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظٍ، جَمَّاعٍ مَنَّاعٍ ذِي تَبَعٍ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَفِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ، وَحَدِيثُهُ يُعْتَضَدُ.

36183 / 17918 – وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، ذِي طِمْرَيْنِ، مُصَفَّحٍ عَنْ أَبْوَابِ النَّاسِ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى التَّيْمِيُّ، وَقَدْ وُثِّقَ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36184 / 17918/3213– عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “إِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَوْ قَامَ عَلَى بَابِ أَحَدِكُمْ فَسَأَلَهُ دِينَارًا مَا أَعْطَاهُ، أَوْ دِرْهَمًا مَا أَعْطَاهُ، أَوْ فِلْسًا مَا أَعْطَاهُ، وَلَوْ سَأَلَ اللَّهَ تَعَالَى الدُّنْيَا مَا أَعْطَاهُ، وَمَا يَمْنَعُهُ إِلَّا مِنْ كَرَامَتِهِ عَلَيْهِ، وَلَوْ سأل الله تعالى الْجَنَّةَ، لَأَعْطَاهُ، وَلَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3213) للحارث.

زاد في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 443): قال سليمان الأعمش: سمعتهم يذكرونه عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قال: كل ضعيف متضاعف لو أقسم على الله لأبره “. رواه الحارث بن أبي أسامة. ولأنس في الصحيح ” إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ على الله لأبره.

36185 / 17919 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَفَعَهُ قَالَ: «رُبَّ ذِي طِمْرَيْنِ لَا يُؤْبَهُ لَهُ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ جَارِيَةَ بْنِ هَرَمٍ، وَقَدْ وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ عَلَى ضَعْفِهِ.

36186 / 17920 – وَعَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «إِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَوْ جَاءَ أَحَدُكُمْ يَسْأَلُهُ دِينَارًا لَمْ يُعْطِهِ، وَلَوْ سَأَلَهُ دِرْهَمًا لَمْ يُعْطِهِ، وَلَوْ سَأَلَهُ فِلْسًا لَمْ يُعْطِهِ، وَلَوْ سَأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ أَعْطَاهُ إِيَّاهَا، ذِي طِمْرَيْنِ لَا يُؤْبَهُ لَهُ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36187 / 17921 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَتَعِسَ عَبْدُ الدِّرْهَمِ، وَتَعِسَ عَبْدُ الْخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ مُنِعَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلَا 264/10 انْتَقَشَ. طُوبَى لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَشْعَثَ رَأْسُهُ مُغْبَرَّةٍ قَدَمَاهُ، إِنْ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ، وَإِنْ كَانَ فِي السَّاقَةِ كَانَ فِي السَّاقَةِ، إِنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ، وَإِنِ اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ». قُلْتُ:

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36188 / 17922 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟ “. قُلْنَا: بَلَى. يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: ” كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ ذِي طِمْرَيْنِ، لَا يُؤْبَهُ لَهُ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ. أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟ “. قُلْنَا: بَلَى. يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: ” كُلُّ جَظٍّ، جَعْظٍ، مُسْتَكْبِرٍ “. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْجَظُّ؟ قَالَ: ” الضَّخْمُ “. قُلْتُ: فَمَا الْجَعْظُ؟ قَالَ: ” الْعَظِيمُ فِي نَفْسِهِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ عَنْ شَيْخِهِ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36189 / 17923 – وَعَنْ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يَا سُرَاقَةُ، أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَهْلِ النَّارِ؟ “. قُلْتُ: بَلَى. يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: ” أَمَّا أَهْلُ النَّارِ فَكُلُّ جَعْظَرِيٍّ، جَوَّاظٍ، مُسْتَكْبِرٍ، وَأَمَّا أَهْلُ الْجَنَّةِ فَالضُّعَفَاءُ، الْمَغْلُوبُونَ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

36190 / 17924 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «أَلَا أُنَبِّئُكَ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ». قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: «الضُّعَفَاءُ الْمَغْلُوبُونَ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ وُثِّقُوا.

36191 / 17925 – وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكَ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ، بِأَهْلِ النَّارِ؟ “. قُلْتُ: بَلَى. يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: ” كُلُّ جَعْظَرِيٍّ، جَوَّاظٍ، مُسْتَكْبِرٍ، جَمَّاعٍ مَنُوعٍ، أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟ كُلُّ مِسْكِينٍ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.

36192 / 17926 – وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟ “. قَالُوا: بَلَى. يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: ” كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ، أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

36193 / 17927 – وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «انْظُرْ أَرْفَعَ رَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ “. قَالَ: فَنَظَرْتُ فَإِذَا رَجُلٌ عَلَيْهِ حُلَّةٌ، قُلْتُ: هَذَا، قَالَ لِي: “انْظُرْ أَوْضَعَ رَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ”. قَالَ: فَنَظَرْتُ فَإِذَا رَجُلٌ عَلَيْهِ أَخْلَاقٌ. قُلْتُ: هَذَا! قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” لَهَذَا عِنْدَ اللَّهِ أَخْيَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ مِلْءِ الْأَرْضِ مِثْلِ هَذَا».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَالْبَزَّارُ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ بِأَسَانِيدَ، وَرِجَالُ أَحْمَدَ، وَأَحَدُ إِسْنَادَيِ الْبَزَّارِ وَالطَّبَرَانِيِّ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36194 / 17928 – وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ ضَنَائِنَ مِنْ خَلْقِهِ، يُحْيِيهِمْ فِي عَافِيَةٍ، 265/10 فَإِذَا تَوَفَّاهُمْ تَوَفَّاهُمْ إِلَى جَنَّتِهِ، أُولَئِكَ تَمُرُّ عَلَيْهِمُ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، وَهُمْ فِيهَا فِي عَافِيَةٍ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَفِيهِ مُسْلِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحِمْصِيُّ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَقَدْ جَهِلَهُ الذَّهَبِيُّ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ وُثِّقُوا.

36195 / 17929 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ قَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟ الضُّعَفَاءُ الْمَظْلُومُونَ. أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ جَعْظَرِيٍّ. أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ؟ مَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا. أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشِرَارِكُمْ؟ الثَّرْثَارُونَ، الْمُتَشَدِّقُونَ، الْمُتَفَيْهِقُونَ».

قال الهيثميّ : رواه البزار وَقَالَ: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَفِيهِ الْبَرَاءُ بْنُ يَزِيدَ، فَإِنْ كَانَ هُوَ الْبَرَاءَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ فَهُوَ ضَعِيفٌ، وَإِنْ كَانَ هُوَ الْبَرَاءَ بْنَ يَزِيدَ الْهَمَذَانِيَّ، فَقَدْ وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ.

36196 / 17930 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ مَرَّ بِرَجُلٍ، وَهُوَ يَضْطَرِبُ فَقَامَ يَدْعُو اللَّهَ لَهُ أَنْ يُعَافِيَهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا مُوسَى، إِنَّهُ لَيْسَ الَّذِي يُصِيبُهُ خَبْطٌ مِنْ إِبْلِيسَ، وَلَكِنَّهُ جُوعُ نَفْسِهِ لِي فَهُوَ الَّذِي تَرَى، أَنْظُرُ إِلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّاتٍ، أَتَعَجَّبُ مِنْ طَاعَتِهِ فَمُرْهُ فَلْيَدْعُ لَكَ ; فَإِنَّ لَهُ عِنْدِي كُلَّ يَوْمٍ دَعْوَةً».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ وُثِّقُوا.

36197 / 17931 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ فِي بَعْضِ سِكَكِ الْمَدِينَةِ فَرَأَى رَجُلًا أَسْوَدَ مَيِّتًا، قَدْ رَمَوْا بِهِ فِي الطَّرِيقِ، فَسَأَلَ بَعْضَ مَنْ ثَمَّ عَنْهُ! فَقَالَ: ” مَمْلُوكُ مَنْ هَذَا؟ “. قَالُوا: مَمْلُوكٌ لِآلِ فُلَانٍ، فَقَالَ: ” أَكُنْتُمْ تَرَوْنَهُ يُصَلِّي؟ “. قَالُوا: كُنَّا نَرَاهُ أَحْيَانًا يُصَلِّي، وَأَحْيَانًا لَا يُصَلِّي، فَقَالَ: ” قُومُوا فَاغْسِلُوهُ، وَكَفِّنُوهُ “. فَقَامُوا فَغَسَّلُوهُ وَكَفَّنُوهُ، وَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى عَلَيْهِ، فَلَمَّا كَبَّرَ قَالَ: ” سُبْحَانَ اللَّهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ “. فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاتَهُ قَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سَمِعْنَاكَ لَمَّا كَبَّرْتَ تَقُولُ: ” سُبْحَانَ اللَّهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ “. فَلِمَ قُلْتَ سُبْحَانَ اللَّهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ؟ قَالَ: ” كَادَتِ الْمَلَائِكَةُ أَنْ تَحُولَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ مِنْ كَثْرَةِ مَا صَلَّوْا عَلَيْهِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ.

باب فيما يتمناه الغني في الآخرة

36198 / 7971 – (ت) أنس بن مالك – رضي الله عنه – أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «يُجاءُ بابن آدم يوم القيامة كأنه بَذَج، فيوقَفُ بين يدي الله تعالى، فيقول الله تعالى: أعطيتك وخوَّلتُك، وأنعمتُ عليك، فماذا صنعتَ؟ فيقول: يا رب، جمعتُه وثمرتُه، وتركتُه أكثر ما كان، فارجعني آتِكَ به، فيقول له: أرني ما قدَّمْتَ، فيقول: ربِّ جمعتُه وثمَّرتُه وتركتُه أكثر ما كان، فارجعني آتكَ به، فإذا عبدٌ لم يُقدِّم خيراً، فيُمضَى به إلى النار». أخرجه الترمذي.

36199 / 17932 – عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «وَهُمْ يُصَّلُونَ وَيَدْعُونَ فَقَالَ: ” خُذُوا فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ “. وَقَالَ: ” أَبْشِرُوا أَحْسَبُهُ قَالَ: يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، بِالْفَوْزِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الْأَغْنِيَاءِ بِخَمْسِمِائَةِ عَامٍ، حَتَّى إِنَّ الْغَنِيَّ يَوَدُّ لَوْ كَانَ سَائِلًا». قُلْتُ:

قال الهيثميّ : رواه البزار.

باب ما يصير إليه الفقير المؤمن والغني الكافر

36200 / 17933 – عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «إِنَّ مُوسَى قَالَ: أَيْ رَبِّ، 266/10 إِنَّ عَبْدَكَ الْمُؤْمِنَ تَقْتُرُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا، قَالَ: فَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا فَيَقُولُ: يَا مُوسَى، هَذَا مَا أَعْدَدْتُ لَهُ. فَيَقُولُ مُوسَى: وَعِزَّتِكَ وَجَلَالِكَ، لَوْ كَانَ أَقْطَعَ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ يُسْحَبُ عَلَى وَجْهِهِ مُنْذُ يَوْمِ خَلَقْتَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَكَانَ هَذَا مَصِيرَهُ لَمْ يَرَ بُؤْسًا قَطُّ “. قَالَ: ” ثُمَّ قَالَ مُوسَى: أَيْ رَبِّ، عَبْدُكَ الْكَافِرُ تُوَسِّعُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا، قَالَ: فَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنَ النَّارِ فَيَقُولُ: يَا مُوسَى، هَذَا مَا أَعْدَدْتُ لَهُ. فَقَالَ مُوسَى: أَيْ وَعِزَّتِكَ وَجَلَالِكَ، لَوْ كَانَتْ لَهُ الدُّنْيَا مُنْذُ يَوْمَ خَلَقْتَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَكَانَ هَذَا مَصِيرَهُ، لَمْ يَرَ خَيْرًا قَطُّ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَفِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ، وَدَرَّاجٌ، وَقَدْ وُثِّقَا عَلَى ضَعْفٍ فِيهِمَا.

باب فيمن اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة

36201 / 17934 – عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «أَشْقَى الْأَشْقِيَاءِ مَنِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ فَقْرُ الدُّنْيَا، وَعَذَابُ الْآخِرَةِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ بِإِسْنَادَيْنِ: فِي أَحَدِهِمَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، وَقَدْ وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ، وَضَعَّفَهُ الْجُمْهُورُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ، وَفِي الْأُخْرَى أَحْمَدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ حَرْمَلَةَ، وَهُوَ كَذَّابٌ.

باب ما يسأل عنه العبد يوم القيامة

36202 / 7969 – (ت) أبو برزة الأسلمي رضي الله عنه: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تزولُ قدَمَا عبد يومَ القيامة، حتى يُسألَ عن أربع: عن عُمُره فيما أفناه؟ وعن عِلْمِهِ ما عمِل به؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيما أبلاه؟». أخرجه الترمذي.

36203 / 7970 – (ت) عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – أن النبيَّ – صلى الله عليه وسلم قال: «لا تزول قدمَا ابنِ آدمَ يومَ القيامة من عند ربه، حتى يُسألَ عن خمس: عن عمُره فيما أفناه؟ وعن شبابه فيما أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه، وفيم أنفقه، وماذا عمل فيما علم؟». أخرجه الترمذي.

36204 / 17935 – عَنْ أَبِي عَسِيبٍ قَالَ: «خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً فَمَرَّ بِي فَدَعَانِي، فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ، ثُمَّ مَرَّ بِأَبِي بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ فَدَعَاهُ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ، ثُمَّ مَرَّ بِعُمَرَ فَدَعَاهُ فَخَرَجَ إِلَيْهِ، فَانْطَلَقَ حَتَّى دَخَلَ حَائِطًا لِبَعْضِ الْأَنْصَارِ فَقَالَ لِصَاحِبِ الْحَائِطِ: ” أَطْعِمْنَا بُسْرًا “. فَجَاءَ بِعِذْقٍ فَوَضَعَهُ، فَأَكَلَ فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ بَارِدٍ فَشَرِبَ فَقَالَ: ” لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ “. قَالَ: فَأَخَذَ عُمَرُ الْعِذْقَ فَضَرَبَ بِهِ الْأَرْضَ حَتَّى تَنَاثَرَ الْبُسْرُ قِبَلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا لَمَسْئُولُونَ عَنْ هَذَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: ” نَعَمْ. إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: خِرْقَةٍ كَفَّ بِهَا عَوْرَتَهُ، أَوْ كَسْرَةٍ سَدَّ بِهَا جَوْعَتَهُ، أَوْ جُحْرٍ يَنْدَخِلُ فِيهِ مِنَ الْحَرِّ وَالْقَرِّ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

36205 / 17936 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «مَا فَوْقَ الْإِزَارِ، وَظِلُّ الْحَائِطِ، وَجَرُّ الْمَاءِ، فَضْلٌ يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَوْ يُسْأَلُ عَنْهُ».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَفِيهِ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، وَقَدْ وُثِّقَ عَلَى ضَعْفٍ فِيهِ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمَرْوَزِيِّ، وَهُوَ ثِقَةٌ.267/10

باب فيما يشتهيه الفقير ولا يقدر عليه

36206 / 17937 – عَنْ عِصْمَةَ قَالَ: «جَاءَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَمُرُّ بِهَذِهِ الْأَسْوَاقِ فَنَنْظُرُ إِلَى هَذِهِ الْفَوَاكِهِ فَنَشْتَهِيهَا، وَلَيْسَ مَعَنَا نَاضٌّ نَشْتَرِي بِهِ، فَهَلْ لَنَا فِي ذَلِكَ مِنْ أَجْرٍ؟ فَقَالَ: ” وَهَلِ الْأَجْرُ إِلَّا ذَلِكَ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ الْفَضْلُ بْنُ الْمُخْتَارِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا.

باب النهي عن التواضع للأغنياء

36207 / 17938 – عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تَدَّهِنَ الْأَغْنِيَاءُ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.

باب ما جاء في الفراسة

36208 / 684 – (ت) أبو سعيد الخدري – رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «اتَّقُوا فِراسَةَ المؤمن، فإِنه يَنظُرُ بنورِ الله» ، ثم قرأ {إنَّ في ذلك لآياتٍ للمُتَوَسِّمِينَ} الحجر: 75 . أخرجه الترمذي.

36209 / 17939 – عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا يَعْرِفُونَ النَّاسَ بِالتَّوَسُّمِ».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

36210 / 17940 – وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ ; فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

36211 / 17941 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: أَفَرَسُ النَّاسِ ثَلَاثَةٌ: صَاحِبَةُ مُوسَى الَّتِي قَالَتْ: {يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [القصص: 26]، قَالَ: وَمَا رَأَيْتِ مِنْ قُوَّتِهِ؟ قَالَتْ: جَاءَ إِلَى الْبِئْرِ وَعَلَيْهِ صَخْرَةٌ لَا يُقِلُّهَا كَذَا وَكَذَا، فَرَفَعَهَا قَالَ: وَمَا رَأَيْتِ مِنْ أَمَانَتِهِ؟ قَالَتْ: كُنْتُ أَمْشِي أَمَامَهُ فَجَعَلَنِي خَلْفَهُ. وَصَاحِبُ يُوسُفَ حِينَ قَالَ: {أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا} [يوسف: 21]. وَأَبُو بَكْرٍ حِينَ اسْتَخْلَفَ عُمَرَ.

36212 / 17942 – وَفِي رِوَايَةٍ: مِنْ أَفْرَسِ النَّاسِ ثَلَاثَةٌ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ بِإِسْنَادَيْنِ، وَرِجَالُ أَحَدِهِمَا رِجَالُ الصَّحِيحِ إِنْ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ هُوَ الْعَبْدِيَّ، وَإِنْ كَانَ هُوَ الثَّقَفِيَّ، فَقَدْ وُثِّقَ عَلَى ضَعْفٍ كَثِيرٍ فِيهِ. والحديث في المستدرك (3320).

36213 / 17943 – وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قِيلَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: صِفْ لَنَا أَهْلَ الْأَمْصَارِ، قَالَ: أَهْلُ الْحِجَازِ أَحْرَصُ النَّاسِ عَلَى فِتْنَةٍ، وَأَعْجَزُهُمْ عَنْهَا، وَأَهْلُ الْعِرَاقِ أَحْرَصُهُ عَلَى عِلْمٍ، وَأَبْعَدُهُ مِنْهُ، وَأَهْلُ الشَّامِ أَطْوَعُ النَّاسِ لِلْمَخْلُوقِ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ، وَأَهْلُ مِصْرَ أَكْيَسُ النَّاسِ صَغِيرًا، وَأَحْمَقُهُ كَبِيرًا.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى، وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا.

باب معادن التقوى قلوب العارفين والصالحين

36214 / 17944 – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «لِكُلِّ شَيْءٍ مَعْدِنٌ، وَمَعْدِنُ التَّقْوَى قُلُوبُ الْعَارِفِينَ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ رَجَاءٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.268/10

باب ما جاء في الولاية لله عز وجل، وكيف يتوصل اليها بالطاعات

36215 / 7282 – (خ) أبو هريرة – رضي الله عنه – أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله تعالى: من عادى لي وَلِيّاً، فقد آذَنتُه بحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحبَّ إليَّ مِنْ أداءِ ما افترضتُ عليه، ولا يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أُحِبَّهُ، فإذا أحببتُهُ كُنتُ سمعَه الذي يسمع به، وبصرَه الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألَني أعْطَيتُه، وإن استَعَاذَ بي أعَذْتُه، وما تردَّدتُ عن شيء أنا فاعله، تردّدي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مَساءَتَه». أخرجه البخاري.

36216 / 17945 – عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ مِنْ مُوجِبَاتِ وَلَايَةِ اللَّهِ ثَلَاثًا: إِذَا رَأَى حَقًّا مِنْ حُقُوقِ اللَّهِ لَمْ يُؤَخِّرْهُ إِلَى أَيَّامٍ لَا يُدْرِكُهَا، وَأَنْ يَعْمَلَ الْعَمَلَ الصَّالِحَ فِي الْعَلَانِيَةِ عَلَى قِوَامٍ مِنْ عَمَلِهِ فِي السَّرِيرَةِ، وَهُوَ يَجْمَعُ مَعَ مَا يُعَجِّلُ صَلَاحَ مَا يَأْمُلُ». قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «فَهَكَذَا وَلِيُّ اللَّهِ، وَعَقَدَ بِيَدِهِ ثَلَاثِينَ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.

باب ما جاء في التقوى والأتقياء

36217 / 9336 – () أبو هريرة – رضي الله عنه – قال: قيل: «يا رسول الله، مَنْ أَكرم الناس؟ قال: أتقاهم». أخرجه …

كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وهو جزء من حديث رواه البخاري ومسلم.

36218 / 9337 – (ت هـ) سمرة بن جندب – رضي الله عنه – قال: إن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «الحسَبُ: المال، والكرم: التقوى». أخرجه الترمذي وابن ماجه.

36219 / 9338 – (ط) مالك عن يحيى بن سعيد قال: بلغني أن عمر – رضي الله عنه- كان يقول: «كَرَمُ المؤمن: تقواه، ودِينُه: حَسَبه، ومروءته: خُلُقه، والجرأة والجُبن: غرائز يَضَعُها الله حيث شاء، فالجَبان: يَفِرُّ عن أبيه وأُمِّه، والجريء: يقاتل عمن لا يؤوب به إلى رحله. والقتل: حَتف من الحتوف، والشهيد: مَنِ احتسب نَفْسَهُ على الله». أخرجه الموطأ.

36220 / 4218– هـ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ، وَلَا وَرَعَ كَالْكَفِّ، وَلَا حَسَبَ كَحُسْنِ الْخُلُقِ». أخرجه ابن ماجه.

36221 / 4220– هـ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِنِّي لَأَعْرِفُ كَلِمَةً – وَقَالَ عُثْمَانُ: آيَةً – لَوْ أَخَذَ النَّاسُ كُلُّهُمْ بِهَا لَكَفَتْهُمْ “، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَّةُ آيَةٍ؟ قَالَ: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} الطلاق: 2 ” أخرجه ابن ماجه.

36222 / 2791 – (ت ه – عطية السعدي رضي الله عنه ) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يبلُغُ العبدُ أَن يكون من المتقين» . – وفي رواية -: «لا يبلغ العبد حقيقة التَّقْوى – حتى يدع ما لا بأس به، حذراً مما به البَأْسُ». أَخرجه الترمذي. وقال ابن ماجه: (حذراً لما).

36223 / 9358 – () مالك بن أنس – رحمه الله – قال: بلغني أنَّ رجلاً من بعض الفقهاء كتب إلى ابن الزبير – رضي الله عنه – يقول: «ألا إنَّ لأهل التقوى علامات يُعرَفون بها، ويَعْرفونها من أنفسهم: مَن رَضِيَ بالقضاء، وَصَبَر على البلاء، وشكر على النعماء، وصَدَق في اللسان، ووفى بالوعد والعهد، وتلا لأحكام القرآن، وإنما الإمام سُوقٌ مِنَ الأسواق، فإن كان من أهل الحق حَمَلَ إليه أهلُ الحقِّ حقَّهم، وإن كان من أهل الباطل حمل إليه أهل الباطل باطلهم» أخرجه …

كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه الموطأ، ولم نجده عنده، وهو منقطع.

36224 / 17946 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ آلُ مُحَمَّدٍ؟ فَقَالَ: ” كُلُّ تَقِيٍّ”. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم {إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ} [الأنفال: 34]».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الصَّغِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَفِيهِ نُوحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36225 / 17946/3176– عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: “اتقوا الله عزَّ وجلّ، واتقوا النَّاسَ”.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3176) لمسدد.

36226 / 17947 – وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَزِيدُهُ ذَا شَرَفٍ عِنْدَهُ، وَلَا يَنْقُصُهُ إِلَّا التَّقْوَى».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ مَنْصُورُ بْنُ عُمَارَةَ، وَقَدْ وُثِّقَ عَلَى ضَعْفِهِ. قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمَتْ أَحَادِيثُ فِي قَوْلِهِ: «كَرَمُ الْمُؤْمِنِ تَقْوَاهُ». وَأَحَادِيثُ فِي الْأَدَبِ فِي حَقِّ الْمُسْلِمِ، وَفِي أَثْنَائِهَا: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «التَّقْوَى هَهُنَا». وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ.

باب ما جاء في العجب وذمه، وأنه من الكبائر

وتقدم فيه باب من هذا الكتاب، ومضى كذلك في كتاب الايمان.

36227 / 17948 – عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «لَوْ لَمْ تَكُونُوا تُذْنِبُونَ لَخَشِيتُ عَلَيْكُمْ مَا هُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ: الْعُجْبُ».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ.

باب فيمن آذى أولياء الله، وعاداهم، فقد عادى الله

36228 / 7282 – (خ) أبو هريرة – رضي الله عنه – أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله تعالى: من عادى لي وَلِيّاً، فقد آذَنتُه بحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحبَّ إليَّ مِنْ أداءِ ما افترضتُ عليه، ولا يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أُحِبَّهُ، فإذا أحببتُهُ كُنتُ سمعَه الذي يسمع به، وبصرَه الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألَني أعْطَيتُه، وإن استَعَاذَ بي أعَذْتُه، وما تردَّدتُ عن شيء أنا فاعله، تردّدي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مَساءَتَه». أخرجه البخاري.

36229 / 17949 – عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدِ اسْتَحَلَّ مُحَارَبَتِي» “.

قُلْتُ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قال الهيثميّ : رواه البزار وَاللَّفْظُ لَهُ، وَأَحْمَدُ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ قَيْسٍ، وَقَدْ وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَضَعَّفَهُ غَيْرُهُمْ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِ أَحْمَدَ رِجَالُ الصَّحِيحِ، وَرِجَالُ الطَّبَرَانِيِّ فِي الْأَوْسَطِ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ شَيْخِهِ: هَارُونَ بْنِ كَامِلٍ.

36230 / 17950 – وَعَنْ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «قَالَ اللَّهُ عز وجل: مَنْ آذَى لِي وَلِيًّا فَقَدِ اسْتَحَلَّ مُحَارَبَتِي، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِمِثْلِ أَدَاءِ فَرِيضَتِي، وَإِنَّهُ لَيَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ رِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، 269/10 وَلِسَانَهُ الَّذِي يَنْطِقُ بِهِ، وَقَلْبَهُ الَّذِي يَعْقِلُ بِهِ، وَإِنْ سَأَلَنِي أَعْطَيْتُهُ، وَإِنْ دَعَانِي أَجَبْتُهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ كَتَرَدُّدِي عَنْ مَوْتِهِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ» “.

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَفِيهِ يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ السَّمْتِيُّ، وَهُوَ كَذَّابٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (505) لأبي يعلى. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (1/ 418): هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ يُوسُفَ بْنِ خَالِدٍ السَّمَتِيِّ الْبَصْرِيِّ، قَالَ فِيهِ ابْنُ مَعِينٍ: كَذَّابٌ زِنْدِيقٌ، لَا يَكْتُبُ حَدِيثَهُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: أَنَكَرْتُ قَوْلَ ابْنِ معين: زِنْدِيقٌ، حَتَّى حُمِلَ إِلَيَّ كِتَابٌ قَدْ وَضَعَهُ فِي التَّجَهُّمِ يُنْكِرُ فِيهِ الْمِيزَانَ وَالْقِيَامَةَ، فَعَلِمْتُ أن ابْنَ مَعِينٍ لَا يَتَكَلَّمُ إِلَّا عَنْ بَصِيرَةٍ وفَهْمٍ، وَهُوَ ذَاهِبُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو داود وابن (معمر) : كذاب. وقال ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الْأَحَادِيثَ عَلَى الْأَشْيَاخِ وَيَقْرَؤُهَا عَلَيْهِمْ، لَا تَحِلُّ الرِّوَايةُ عَنْهُ. انتهى.

36231 / 17951 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، «عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَنْ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى قَالَ: ” مَنْ أَهَانَ لِي وَلِيًّا فَقَدْ بَارَزَنِي بِالْمُحَارَبَةِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ: أَبُو حَفْصٍ الدِّمَشْقِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36232 / 17952 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ نَاصَبَنِي بِالْمُحَارَبَةِ».

قُلْتُ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.

باب فيما يصلح للمؤمنين على الغنى والفقر

36233 / 17953 – عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «يَقُولُ اللَّهُ – تَبَارَكَ وَتَعَالَى -: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ نَاصَبَنِي بِالْمُحَارَبَةِ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ كَتَرَدُّدِي عَنْ مَوْتِ الْمُؤْمِنِ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ، وَرُبَّمَا سَأَلَنِي وَلِيِّيَ الْمُؤْمِنُ الْغِنَى فَأَصْرِفُهُ مِنَ الْغِنَى إِلَى الْفَقْرِ، وَلَوْ صَرَفْتُهُ إِلَى الْغِنَى لَكَانَ شَرًّا لَهُ، وَرُبَّمَا سَأَلَنِي وَلِيِّيَ الْمُؤْمِنُ الْفَقْرَ فَأَصْرِفُهُ إِلَى الْغِنَى، وَلَوْ صَرَفْتُهُ إِلَى الْفَقْرِ لَكَانَ شَرًّا لَهُ. إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ: وَعِزَّتِي، وَجَلَالِي، وَعُلُوِّي، وَبَهَائِي، وَجَمَالِي، وَارْتِفَاعِ مَكَانِي، لَا يُؤْثِرُ عَبْدِي هَوَايَ عَلَى هَوَى نَفْسِهِ إِلَّا أَثْبَتُّ أَجَلَهُ عِنْدَ نَصْرِهِ، وَضَمِنَتْ لَهُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ رِزْقَهُ، وَكُنْتُ لَهُ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَةِ كُلِّ تَاجِرٍ»”.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ جَمَاعَةٌ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.

باب فيمن لا صبوة له ومن ينشأ في العبادة

36234 / 17954 – عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «إِنَّ اللَّهَ عز وجل لَيَعْجَبُ مِنَ الشَّابِّ لَيْسَتْ لَهُ صَبْوَةٌ» “.

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَأَبُو يَعْلَى، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

36235 / 17955 – وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «مَا مِنْ نَاشِئٍ يَنْشَأُ فِي الْعِبَادَةِ حَتَّى يُدْرِكَهُ الْمَوْتُ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ أَجْرَ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ صِدِّيقًا» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَالْكَبِيرِ بِنَحْوِهِ، وَفِيهِ يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ الصَّفَّارُ، وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا.

باب فيمن تشبه من الشباب بالكهول وغير ذلك

36236 / 17956 – عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «خَيْرُ شَبَابِكُمْ مَنْ تَشَبَّهَ بِكُهُولِكُمْ، وَشَرُّ كُهُولِكُمْ مَنْ تَشَبَّهَ بِشَبَابِكُمْ» “.

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2708) لأبي يعلى. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 451): رواه أبو يعلى بِسَنَدٍ فِيهِ جَنَاحٌ مَوْلَى الْوَلِيدِ وهو ضعيف. وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رواه البزار وَالطَّبَرَانِيُّ فِي مُعْجَمِهِ.

36237 / 17957 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «خَيْرُ شَبَابِكُمْ مَنْ تَشَبَّهَ 270/10 بِكُهُولِكُمْ، وَشَرُّ كُهُولِكُمْ مَنْ تَشَبَّهَ بِشَبَابِكُمْ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَالْبَزَّارُ، وَفِيهِمَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36238 / 17958 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ ابْنَ سَبْعِينَ فِي هَيْئَةِ ابْنِ عِشْرِينَ فِي مِشْيَتِهِ وَمَنْظَرِهِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَقَالَ: لَا يُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَفِيهِ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

باب من تشبه بقوم فهو منهم

مضى في كتاب الزينة

36239 / 17959 – عَنْ حُذَيْفَةَ يَعْنِي ابْنَ الْيَمَانِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ عَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ، وَقَدْ وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَضَعَّفَهُ بَعْضُهُمْ وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

باب ما جاء في المحبة والبغضة والثناء الحسن وغيره

36240 / 4784 – (خ م ط ت) أبو هريرة – رضي الله عنه -: أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «إِذا أحَبَّ اللهُ العبدَ نادى جبريلَ: إِنَّ اللهَ يحبُّ فلاناً فأَحِبُّوه، فيُحِبُّه أهلُ السماءِ، ثم يُوضَع له القَبول في الأرضِ» . أخرجه البخاري.

وفي رواية مسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ إِذا أحبَّ عبداً دعا جبريلَ، فقال: إِني أحبُّ فلاناً فأحِبَّه، قال: فيُحِبُّه جبريلُ، ثم ينادي في السماءِ، فيقول: إِنَّ اللهَ يحبُّ فلاناً فأحِبُّوه، فيحبُّه أهل السماء، ثم يوضَعُ له الَقبُولُ في الأرض، وَإِذا أَبغض عبداً دعا جبريلَ عليه السلام، فيقول: إِني أُبْغِضُ فلاناً فَأَبْغِضْه، قال: فَيُبْغِضُه جبريلُ، ثم ينادي في أهل السماء: إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ فلاناً فأَبغضوه، ثم تُوضَعُ له البغضاءُ في الأرض».

وفي رواية له عن سهيل بن أبي صالح، قال: «كُنَّا بعَرَفَةَ، فمرَّ عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ، وهو على الموْسِمِ، فقام الناسُ ينظرون إِليه، فقلتُ لأبي: يا أبتِ، إِني أرى اللهَ يُحِبُّ عمرَ بنَ عبد العزيز، قال: وما ذاك؟ قلت: لِمَا لَه من الحبِّ في قلوب الناس، قال: فأُنَبِّئُكَ؟ إِني سمعتُ أبا هريرة يُحدِّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم … ثم ذكر الحديث».

وأخرجه الموطأ مثل الرواية الأولى، وقال: ولا أَحْسِبهُ إِلا قال في البغض مثل ذلك.

وأخرجه الترمذي مثل مسلم، وزاد في حديثه في ذِكْر المحبة «فذاك قول الله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً} مريم: 96 ».

36241 / 17960 – عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «إِنَّ الْمِقَةَ مِنَ اللَّهِ عز وجل قَالَ شَرِيكٌ: هِيَ الْمَحَبَّةُ وَالصِّيتُ مِنَ السَّمَاءِ، فَإِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا قَالَ لِجِبْرِيلَ: إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُنَادِي جِبْرِيلُ: ” إِنَّ اللَّهَ يَمِقُ ” يَعْنِي: يُحِبُّ ” فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ ” “. قَالَ: ” فَتَنْزِلُ لَهُ الْمَحَبَّةُ فِي الْأَرْضِ، وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا قَالَ لِجِبْرِيلَ: إِنِّي أُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضُوهُ “. قَالَ: ” فَيُنَادِي جِبْرِيلُ: إِنْ رَبَّكُمْ يُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضُوهُ “. قَالَ: فَيَجْرِي لَهُ الْبُغْضُ فِي الْأَرْضِ» “.

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ وُثِّقُوا.

قُلْتُ: قَدْ عَزَاهُ صَاحِبُ الْأَطْرَافِ، قُلْتُ: لَمْ أَجِدْهُ فِي الْأَطْرَافِ.

36242 / 17961 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وَلَهُ صِيتٌ فِي السَّمَاءِ، فَإِنْ كَانَ صِيتُهُ حَسَنًا وُضِعَ فِي الْأَرْضِ، وَإِنْ كَانَ صِيتُهُ فِي السَّمَاءِ سَيِّئًا وُضِعَ فِي الْأَرْضِ» “. قُلْتُ: لَهُ فِي الصَّحِيحِ حَدِيثٌ غَيْرُ هَذَا.

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36243 / 17962 – وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالنَّبَاوَةِ أَوْ بِالنَّبَاءَةِ يَقُولُ: ” «يُوشِكُ أَنْ يَعْرِفُوا أَهْلَ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ “. قَالُوا: بِمَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ” بِالثَّنَاءِ الْحَسَنِ، وَالثَّنَاءِ السَّيِّئِ»”.

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ، وَهُوَ ثِقَةٌ.

36244 / ز – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا أَنَا عَمِلْتُ بِهِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ. قَالَ: «كُنَّ مُحْسِنًا» قَالَ: كَيْفَ أَعْلَمُ أَنِّي مُحْسِنٌ؟ قَالَ: ” سَلْ جِيرَانَكَ، فَإِنْ قَالُوا: إِنَّكَ مُحْسِنٌ فَأَنْتَ مُحْسِنٌ، وَإِنَّ قَالُوا: إِنَّكَ مُسِيءٌ فَأَنْتَ مُسِيءٌ.

أخرجه الحاكم في المستدرك (1439).

36245 / 17963 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: «قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ إِذَا أَحْسَنْتُ وَإِذَا أَسَأْتُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ” إِذَا سَمِعْتَ جِيرَانَكَ يَقُولُونَ: قَدْ أَحْسَنْتَ، فَقَدْ أَحْسَنْتَ. وَإِذَا سَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ: قَدْ أَسَأْتَ، فَقَدْ أَسَأْتَ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36246 / 17964 – وَعَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ الْفِهْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «إِذَا أَتَى الرَّجُلُ الْقَوْمَ فَقَالُوا: مَرْحَبًا. فَمَرْحَبًا بِهِ يَوْمَ يَلْقَى رَبَّهُ. وَإِذَا أَتَى الرَّجُلُ الْقَوْمَ فَقَالُوا: قَحْطًا. فَقَحْطًا لَهُ يَوْمَ 271/10 الْقِيَامَةِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ أَبِي عُمَرَ الضَّرِيرِ الْأَكْبَرِ، وَهُوَ ثِقَةٌ. وهو في المستدرك (6235).

36247 / 17965 – وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: «قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: ” مَنْ لَا يَمُوتُ حَتَّى يَمْلَأَ اللَّهُ مَسَامِعَهُ مِمَّا يُحِبُّ “. قِيلَ: فَمَنْ أَهْلُ النَّارِ؟ قَالَ: “مَنْ لَا يَمُوتُ حَتَّى يَمْلَأَ اللَّهُ مَسَامِعَهُ مِمَّا يَكْرَهُ»”.

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ الْعَبَّاسِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ. وهو في المستدرك (1400).

باب أحب الناس إلى الله أحبهم إلى الناس

وقد مضى حديث أنس: الخلق عيال الله ، فأحبهم اليه أنفعهم لعياله، وهو عند أبي يعلى بسند ضعيف، ومثله عن ابن مسعود عند الطبراني، بسند واه.

36248 / 17966 – عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم “«أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَحَبِّكُمْ إِلَى اللَّهِ؟”. قَالُوا: بَلَى. يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَظَنَنَّا أَنَّهُ يُسَمِّي رَجُلًا، قَالَ: ” إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَى اللَّهِ أَحَبُّكُمْ إِلَى النَّاسِ. أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَبْغَضِكُمْ إِلَى اللَّهِ؟ “. قُلْنَا: بَلَى. يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَظَنَنَّا أَنَّهُ يُسَمِّي أَحَدًا، فَقَالَ: ” إِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَى اللَّهِ أَبْغَضُكُمْ إِلَى النَّاسِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَيْدَةَ الْأَنْبَارِيُّ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ. وهو في المستدرك (1401).

باب فيمن يطلب رضا الله تعالى

وقد مضى هذا الباب وأوردت له شاهدا.

36249 / 17967 – عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَلْتَمِسُ مَرْضَاةَ اللَّهِ عز وجل فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ فَيَقُولُ: يَا جِبْرِيلُ، إِنَّ عَبْدِي فُلَانًا يَلْتَمِسُ أَنْ يُرْضِيَنِي بِرِضَائِي عَلَيْهِ “. قَالَ: ” فَيَقُولُ جِبْرِيلُ صلى الله عليه وسلم رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى فُلَانٍ، وَتَقُولُ حَمَلَةُ الْعَرْشِ، وَيَقُولُ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، حَتَّى يَقُولَ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، ثُمَّ يَهْبِطُ إِلَى الْأَرْضِ “. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” وَهِيَ الْآيَةُ الَّتِي أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فِي كِتَابِهِ: ” {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم: 96] “. وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَلْتَمِسُ سُخْطَ اللَّهِ فَيَقُولُ اللَّهُ عز وجل: يَا جِبْرِيلُ، إِنَّ فُلَانًا يَسْتَسْخِطُنِي، أَلَا وَإِنَّ غَضَبِي عَلَيْهِ، فَيَقُولُ جِبْرِيلُ: غَضِبَ اللَّهُ عَلَى فُلَانٍ، وَتَقُولُ حَمَلَةُ الْعَرْشِ، وَيَقُولُ مَنْ دُونَهُمْ حَتَّى يَقُولَهُ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، ثُمَّ يَهْبِطُ إِلَى الْأَرْضِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

36250 / 17968 – وَعَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الرُّؤَاسِيِّ قَالَ: «أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ارْضَ عَنِّي، قَالَ: فَأَعَرَضَ عَنِّي ثَلَاثًا قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الرَّبَّ لَيَتَرَضَّى فَيَرْضَى، قَالَ: “فَرَضِيَ عَنِّي»”.

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى وَالطَّبَرَانِيُّ.

باب فيمن رضي الله عنه

36251 / 17969 – عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ” «إِنَّ اللَّهَ إِذَا رَضِيَ عَنِ الْعَبْدِ أَثْنَى عَلَيْهِ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ مِنَ الْخَيْرِ لَمْ يَعْمَلْهُ، وَإِذَا سَخِطَ عَلَى الْعَبْدِ أَثْنَى عَلَيْهِ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ مِنَ الشَّرِّ لَمْ يَعْمَلْهُ» “.

36252 / 17970 – وَفِي رِوَايَةٍ: ” «إِذَا أَحَبَّ وَإِذَا أَبْغَضَ» “.

قال الهيثميّ : رواه أحمد، 272/10 وَأَبُو يَعْلَى إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: ” تِسْعَةَ أَضْعَافٍ “. وَرِجَالُهُ وُثِّقُوا عَلَى ضَعْفٍ فِي بَعْضِهِمْ.

باب في أهل البيت يتتابعون في الجنة والنار

36253 / 17971 – عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّ أَهْلَ الْبَيْتِ يَتَتَابَعُونَ فِي النَّارِ حَتَّى لَا يَبْقَ مِنْهُمْ حُرٌّ، وَلَا عَبْدٌ، وَلَا أَمَةٌ، وَإِنَّ أَهْلَ الْبَيْتِ يَتَتَابَعُونَ فِي الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَبْقَى مِنْهُمْ حُرٌّ، وَلَا عَبْدٌ، وَلَا أَمَةٌ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ مِنْ طَرِيقٍ كَبِيرٍ، وَلَمْ يَنْسُبْهُ إِلَى أَبِي جُحَيْفَةَ وَلَمْ أَعْرِفْ كَبِيرًا هَذَا، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

باب الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف

وتقدم الباب

36254 / 4790 – (م د) أبو هريرة – رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «الأرواحُ جُنُود مُجَنَّدَة، فما تَعَارَفَ منها ائتَلَفَ، وما تَنَاكَرَ منها اختلفَ».

وفي رواية يرفعه قال: «الناسُ مَعَادِن كمعادِنِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ، خيارُهم في الجاهلية خيارُهم في الإِسلام إِذا فَقُهُوا، والأرواح جنود مجنَّدة … الحديث». أخرجه مسلم، وأبو داود.

36255 / 4791 – (خ) عائشة – رضي الله عنها -: قالت: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الأرواحُ جنود مُجنَّدَة، فما تعارفَ منها ائتلفَ، وما تناكرَ منها اختلفَ». أخرجه البخاري.

وفي رواية قالت عَمْرةُ بنتُ عبد الرحمن : «قَدِمَتِ امرأة مَزّاحة من أهالي مكةَ المدينة، فنزلت على نَظِيرَة لها، فقالت عائشةُ: صدق حِبِّي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سمعتُه يقول: الأرواحُ جنود مُجنَّدَة، ما تعارفَ منها ائتلفَ، وما تناكرَ منها اختلفَ».

36256 / 17972 – عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمِيرَةَ قَالَ: «انْطَلَقْتُ إِلَى الْمَدَائِنِ فَإِذَا أَنَا بَرْجَلٍ عَلَيْهِ ثِيَابٌ خَلْقَانُ، وَمَعَهُ أَدِيمٌ أَحْمَرُ يَعْزِلُهُ، فَالْتَفَتَ فَنَظَرَ إِلَيَّ فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ: مَكَانَكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ، فَقُمْتُ فَقُلْتُ لِمَنْ كَانَ عِنْدِي: مَنْ هَذَا الرَّجُلُ؟ قَالُوا: هَذَا سَلْمَانُ، فَدَخَلَ بَيْتَهُ فَلَبِسَ ثِيَابًا بِيضًا، ثُمَّ أَقْبَلَ وَأَخَذَ بِيَدِي وَصَافَحَنِي وَسَاءَلَنِي، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَا رَأَيْتَنِي فِيمَا مَضَى، وَلَا رَأَيْتُكَ، وَلَا عَرَفْتَنِي، وَلَا عَرَفْتُكَ، قَالَ: بَلَى. وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ عَرَفَ رُوحِي رُوحَكَ حِينَ رَأَيْتُكَ، أَلَسْتَ الْحَارِثَ بْنَ عَمِيرَةَ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ” الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ ; فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا فِي اللَّهِ ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا فِي اللَّهِ اخْتَلَفَ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ بِأَسَانِيدَ ضَعِيفَةٍ.

36257 / 17973 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ ; فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36258 / 17974 – وَعَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَتْ: «كَانَتِ امْرَأَةً بِمَكَّةَ مَزَّاحَةً، فَنَزَلَتْ عَلَى امْرَأَةٍ شَبَهًا لَهَا، فَبَلَغَ ذَاكَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ: صَدَقَ حِبِّي; سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ” الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ» “. قَالَ: وَلَا أَعْلَمُ إِلَّا قَالَ فِي الْحَدِيثِ: وَلَا تُعْرَفُ تِلْكَ الْمَرْأَةُ.

قال الهيثميّ : رواه أحمد َوالطَّبَرَانِيُّ، وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ.

باب المؤمن يألف ويؤلف

36259 / 17975 – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «الْمُؤْمِنُ يَأْلَفُ وَيُؤْلَفُ، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَأْلَفُ وَلَا يُؤْلَفُ» “.

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَالْبَزَّارُ، وَرِجَالُ أَحْمَدَ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36260 / 17976 – وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «الْمُؤْمِنُ يَأْلَفُ وَيُؤْلَفُ، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَأْلَفُ وَلَا يُؤْلَفُ» “.

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ.

36261 / 17977 – وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ 273/10 صلى الله عليه وسلم «الْمُؤْمِنُ يَأْلَفُ وَيُؤْلَفُ، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَأْلَفُ وَلَا يُؤْلَفُ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ عَلِيُّ بْنُ بَهْرَامٍ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

36262 / 17978 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: الْمُؤْمِنُ يَأْلَفُ وَيُؤْلَفُ، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَأْلَفُ وَلَا يُؤْلَفُ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَفِيهِ الْمَسْعُودِيُّ، وَقَدِ اخْتَلَطَ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ. قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَانِ الْبَابَانِ فِي كِتَابِ الْأَدَبِ، وَكَذَلِكَ بَابُ أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْمًا مَا، وَكَذَلِكَ بَابُ تَنَقِّهِ وَتَوَقِّهِ.

باب

36263 / 17979 – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ لَتَلْتَقِي عَلَى مَسِيرَةِ يَوْمٍ، مَا رَأَى أَحَدٌ مِنْهُمْ صَاحِبَهُ قَطُّ» “.

36264 / 17980 – وَفِي رِوَايَةٍ «: ” لَيَلْتَقِيَانِ عَلَى مَسِيرَةِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ» “.

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَرِجَالُهُ وُثِّقُوا عَلَى ضَعْفٍ فِي بَعْضِهِمْ، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ.

باب فيمن يحب

36265 / 17981 – عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «مَا أَحَبَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا ذَا تُقًى».

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

باب الحب لله وفي الله، وفضل ذلك

وقد مضت أشياء يطول ذكرها فيها فضل الحب في الله، وأن ذلك من أوثق عرى الاسلام وأفضل الأعمال.

كما ستأتي أبواب في المتحابين، بعد قليل.

36266 / 4779 – (ط) أبو إِدريس الخولاني عائذ الله : قال: «دخلتُ مسجدَ دمشقَ، فإذا فتى برَّاقُ الثَّنَايا، والناسُ حولَه، فإِذا اختلفوا في شيء أسْنَدُوهُ إِليهِ، وصَدَرُوا عن رأيه، فسألتُ عنه؟ فقالوا: هذا معاذُ بنُ جبل، فلما كان الغدُ هَجَّرتُ إِليه، فوجدتُه قد سبقني بالتهجير، ووجدتُهُ يصلِّي، فانتظرتُهُ حتى قضى صلاتَهُ، ثم جئتُهُ من قِبَل وجهه، فسلَّمتُ عليه، ثم قلتُ: والله إِني لأحبُّكَ في الله، فقال: آللهِ؟ فقلتُ: آللهِ، فقال: آللهِ؟ فقلتُ: آللهِ، فأخذ بحَبْوة ردائي، فَجَبَذني إِليه، وقال: أبشر، فإِني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال اللهُ تباركَ وتعالى: وَجَبَتْ محبَّتي للمُتَحَابِّينَ فيَّ، والمُتجالِسينَ فيَّ، والمُتزاورينَ فيَّ، والمتباذلينَ فيَّ». أخرجه الموطأ.

36267 / 4780 – (د) أبو ذر الغفاري – رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الأعمالِ: الحبُّ في الله، والبُغْضُ في الله». أخرجه أبو داود.

36268 / 4781 – (د) عمر بن الخطاب – رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ من عباد الله لأُناساً ما هم بأنبياء، ولا شهداء يغبِطهم الأنبياءُ والشهداء يوم القيامة بمكانهم من اللهِ، قالوا: يا رسولَ الله تُخبرُنا: مَن هم؟ قال: هم قوم تَحابُّوا برُوح الله على غيرِ أرحامَ بينهم، ولا أموالَ يتعاطَوْنها، فوالله، إِنَّ وجوهَهم لنور، وإِنَّهم لعَلى نور، لا يخافون إِذا خافَ الناسُ، ولا يحزنون إِذا حزِن الناسُ، وقرأ هذه الآية: {أَلا إِنَّ أوليَاءَ اللهِ لا خَوفٌ عَلَيْهم ولا هُمْ يَحْزَنُونَ} يونس: 62 » أخرجه أبو داود.

36269 / 4782 – (م) أبو هريرة – رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «إِن رجلاً زارَ أخاً لَهُ في قريةِ أخرى، فأرْصَدَ اللهُ لَهُ على مَدْرَجَتِهِ مَلَكاً، فلما أَتى عليه قال: أين تُريدُ؟ قال: أُريدُ أخاً لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نِعْمة تَرُبُّها؟ قال: لا، غير أني أحبَبْتُه في الله، قال: فإني رسولُ الله إِليكَ بأنَّ اللهَ قد أحبَّكَ كما أحببتَه فيه ». أخرجه مسلم.

36270 / 4783 – () معاذ بن جبل – رضي الله عنه -: «أنَّ رجلاً قال له: إِني أحبُّك في الله، قال: أحبك الذي أحببتني فيه». أخرجه.

كذا في الأصل والمطبوع بياض بعد قوله: أخرجه، وقد رواه ابن حبان في ” صحيحه ” رقم (2010) موارد، عن أبي مسلم قال: قلت لمعاذ: والله إني لأحبك لغير دنيا أرجو أن أصيبها، ولا قرابة بيني وبينك، قال: فلأي شيء؟ قال: قلت: أبشر إن كنت صادقاً فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المتحابون في الله في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله … الحديث بطوله. ورواه أبو داود بنحو رواية المصنف وبأطول منه من حديث أنس رضي الله عنه رقم (5125) ، وإسناده حسن.

36271 / 17982 – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «إِنَّ مِنَ الْإِيمَانِ أَنْ يُحِبَّ الرَّجُلُ رَجُلًا لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ مِنْ غَيْرِ مَالٍ أَعْطَاهُ فَذَلِكَ الْإِيمَانُ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ. قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمَتِ الْأَحَادِيثُ فِي الْحُبِّ لِلَّهِ وَالْبُغْضِ لِلَّهِ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ.

36272 / 17983 – وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «مَا أَحَبَّ عَبْدٌ عَبْدًا لِلَّهِ إِلَّا أَكْرَمَ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ» “.

باب محبة النبي صلى الله عليه وسلم، وما ذكر فيمن يحبه

36273 / 17984 – عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ: «أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَاجَتَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” اصْبِرْ أَبَا سَعِيدٍ ; فَإِنَّ الْفَقْرَ إِلَى مَنْ يُحِبُّنِي مِنْكُمْ أَسْرَعُ مِنَ السَّيْلِ مِنْ أَعْلَى الْوَادِي وَمِنْ أَعْلَى الْجَبَلِ إِلَى أَسْفَلِهِ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ إِلَّا أَنَّهُ شِبْهُ الْمُرْسَلِ.قلت أنا أبو عبدالل: نعم، فإن عمرو بن الحارث المصري لم يثبت سماعه من سعيد بن أبي سعيد الخدري، وأخرجه البيهقي في “الشعب” (1473) من طريق بحر بن نصر، عن عمرو بن الحارث، به. وقال: هذا مرسل. انتهى

على أن صورته الوصل بحسب رواية أحمد، ففيه: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِى عَمْرٌو، عَنْ سَعِيدِ ابْنِ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ شَكَا … الحديث.

36274 / 17985 – وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: «أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّكَ، فَقَالَ: ” اسْتَعِدَّ لِلْفَاقَةِ»”.

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ بَكْرِ بْنِ سُلَيْمٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ.274/10

وقد مضت الأحاديث في هذا قبل قليل.

باب من أحب مسلما لله أحبه الآخر

36275 / 17986 – عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ بِابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ يُحِبُّنِي، قَالُوا: وَمَا يُدْرِيكَ يَا أَبَا عَبَّاسٍ؟ قَالَ: لِأَنِّي أُحِبُّهُ.

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى عَنْ شَيْخِهِ: مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ، وَقَدْ ضَعَّفَهُ الْجُمْهُورُ، وَقَدْ وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَغَيْرُهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2732) لأبي يعلى. وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (8/ 262).

باب في المؤاخاة وما يستحب لأجلها

36276 / 4774 – (ت) يزيد بن نعامة الضبي – رحمه الله-: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذا آخى الرجلُ الرجلَ فليسألهُ عن اسمه، واسمِ أَبيهِ، ومِمَّنْ هو؟ فإنَّهُ أوصلُّ للمودة». أخرجه الترمذي.

باب فيمن سلم على من يحبه لله

36277 / 17987 – عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «مَا مِنْ عَبْدَيْنِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ يَسْتَقْبِلُ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ فَيُصَافِحُهُ، وَيُصَلِّيَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَّا لَمْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَغْفِرَ لَهُمَا ذُنُوبَهُمَا، مَا تَقَدَّمَ مِنْهَا وَمَا تَأَخَّرَ» “.

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَفِيهِ دُرُسْتُ بْنُ حَمْزَةَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2658) لأبي يعلى. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (6/ 40): هذا إسناد ضَعِيفٌ، لِضَعْفِ دُرِسْتِ بْنِ حَمْزَةَ.

باب فيمن نظر إلى أخيه نظرة مودة

36278 / 17988 – عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «مَنْ نَظَرَ إِلَى أَخِيهِ نَظَرَ مَوَدَّةٍ لَمْ يَكُنْ فِي قَلْبِهِ عَلَيْهِ إِحْنَةٌ، لَمْ يَطْرِفْ حَتَّى يُغْفَرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذُنُوبِهِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ سِوَارُ بْنُ مُصْعَبٍ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.

باب ما تواد اثنان فيفرق بينهما إلا الذنب

36279 / 17989 – عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَلِيطٍ قَالَ: «أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي أَزْفَلَةٍ مِنَ النَّاسِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: ” الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ. التَّقْوَى هَهُنَا “.

قال حماد: وَأَشَارَ إِلَى صَدْرِهِ ” وَمَا تَوَادَّ رَجُلَانِ فِي اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَيُفَرِّقُ بَيْنَهُمَا إِلَّا بِحَدَثٍ يُحْدِثُهُ أَحَدُهُمَا وَالْمُحْدِثُ شَرٌّ، وَالْمُحْدِثُ شَرٌّ، وَالْمُحْدِثُ شَرٌّ» “.

قال الهيثميّ : رواه أحمد وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ وَقَدْ وَثَّقَهُ وَفِيهُ ضَعْفٌ، قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

وكان الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (8/ 184) قال: رَوَاهُ أَحْمَدُ بِأَسَانِيدَ وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ. وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِنَحْوِهِ. انتهى

والحديث في سنده مقال، لكنه يحسن بشواهده.

36280 / 17990 – وَعَنْ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ كَانَ يَقُولُ ” الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ ” ” يَقُولُ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا تَوَادَّ اثْنَانِ فَيُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا إِلَّا بَذَنْبٍ يُحْدِثُهُ أَحَدُهُمَا “.

باب فيمن أحب أهل الشر

36281 / 17991 – عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ: «أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَ وُلِدَ لَهُ غُلَامٌ، فَذَهَبَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِجَبْهَتِهِ وَقَالَ هَكَذَا بِإِصْبَعِهِ، فَدَعَا فَخَرَجَتْ شَعْرَةٌ مِنْ جَبْهَتِهِ كَأَنَّهَا هُلْبَةُ فَرَسٍ، قَالَ: فَأَحَبَّ الْخَوَارِجَ، وَلَزِمَهُمْ، فَسَقَطَتِ الشَّعْرَةُ مِنْ جَبْهَتِهِ، فَأَخَذَهُ أَبُوهُ فَقَيَّدَهُ وَحَبَسَهُ، قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ: اتَّقِ اللَّهَ، أَلَيْسَ تَرَى أَنَّ بَرَكَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَدْ وَقَعَتْ مِنْ جَبْهَتِكَ؟ قَالَ: فَمَا زِلْتُ أَعِظُهُ حَتَّى رَجَعَ عَنْ رَأْيِهِ وَأَبْغَضَهُمْ، فَنَبَتَتْ بَعْدُ تِلْكَ الشَّعْرَةُ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَالطَّبَرَانِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، وَقَدْ وُثِّقَ.

36282 / 17992 – وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «كُلُّ نَفْسٍ تُحْشَرُ عَلَى هَوَاهَا، فَمَنْ هَوَى الْكُفْرَ فَهُوَ مَعَ الْكَفَرَةِ، وَلَا يَنْفَعُهُ عِلْمُهُ شَيْئًا» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِي إِسْنَادِهِ ضُعَفَاءُ، وَقَدْ وُثِّقُوا.275/10

باب فيمن تلين لهم القلوب

36283 / 17993 – عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: «لَقِيَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَخَذَ بِيَدِي ثُمَّ قَالَ: ” يَا أَبَا أُمَامَةَ، إِنَّ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ يَلِينُ لَهُ قَلْبِي» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ وُثِّقُوا.

باب أي المتحابين أفضل وأحب إلى الله

36284 / 17994 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «مَا تَحَابَّ رَجُلَانِ فِي اللَّهِ إِلَّا كَانَ أَحَبُّهُمَا إِلَى اللَّهِ عز وجل أَشَدَّهُمَا حُبًّا لِصَاحِبِهِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَأَبُو يَعْلَى، وَالْبَزَّارُ بِنَحْوِهِ، وَرِجَالُ أَبِي يَعْلَى، وَالْبَزَّارِ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، وَقَدْ وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَلَى ضَعْفٍ فِيهِ. والحديث عند ابن حبان (566_7323).

36285 / 17995 – وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ يَرْفَعُهُ قَالَ: ” «مَا مِنْ رَجُلَيْنِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إِلَّا كَانَ أَحَبُّهُمَا إِلَى اللَّهِ أَشَدَّهُمَا حُبًّا لِصَاحِبِهِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ الْمُعَافَى بْنِ سُلَيْمَانَ، وَهُوَ ثِقَةٌ.

باب المتحابين في الله عز وجل

36286 / 4777 – (م ط) أبو هريرة – رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقولُ اللهُ تعالى يوم القيامة: أينَ المُتَحَابُّون بجلالي؟ اليومَ أُظِلُّهم في ظِلِّي يوم لا ظِلَّ إِلا ظِلِّي». أخرجه مسلم، والموطأ.

36287 / 4778 – (ت) معاذ بن جبل – رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قال اللهُ عز وجلَّ: المتحابُّونَ بجلالِ اللهِ يكونون يوم القيامةِ على منابِرَ من نُور، يَغْبِطُهم أهل الجمع» .

وفي رواية قال: «المتحابُّون في جلالي لهم منابرُ من نُور، يغبِطهم النبيُّون والشهداءُ». أخرج الثانية الترمذي، والأُولى ذكرها رزين.

36288 / 17996 – عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ: «أَنَّهُ جَمَعَ قَوْمَهُ قُلْتُ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ: ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اسْمَعُوا وَاعْقِلُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ لِلَّهِ عز وجل عِبَادًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ، يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَنَازِلِهِمْ، وَقُرْبِهِمْ مِنَ اللَّهِ “. فَجَثَا رَجُلٌ مِنَ الْأَعْرَابِ مِنْ قَاصِيَةِ النَّاسِ، وَأَلْوَى بِيَدِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَاسٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ، يَغْبِطُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنَ اللَّهِ؟ انْعَتْهُمْ لَنَا حُلَّهُمْ لَنَا يَعْنِي صِفْهُمْ لَنَا شَكِّلْهُمْ لَنَا، فَسُرَّ وَجْهُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِسُؤَالِ الْأَعْرَابِيِّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” هُمْ نَاسٌ مِنْ أَفْنَاءِ النَّاسِ، وَنَوَازِعِ الْقَبَائِلِ، لَمْ تَصِلْ بَيْنَهُمْ أَرْحَامٌ مُتَقَارِبَةٌ، تَحَابُّوا فِي اللَّهِ وَتَصَافَوْا، يَضَعُ اللَّهُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، فَيُجْلِسُهُمْ عَلَيْهَا، فَيَجْعَلُ وُجُوهَهُمْ نُورًا، وَثِيَابَهُمْ نُورًا، يَفْزَعُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَفْزَعُونَ، وَهُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ الَّذِينَ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ».

36289 / 17997 – وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ «: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَنَزَلَتْ عَلَيْهِ: ” {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101] ” قَالَ: فَنَحْنُ نَسْأَلُهُ إِذْ قَالَ: ” إِنَّ لِلَّهِ عز وجل عِبَادًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ، يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ بِمَقْعَدِهِمْ، وَقُرْبِهِمْ مِنَ اللَّهِ» “. قَالَ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.

رَوَاهُ كُلَّهُ أَحْمَدُ، وَالطَّبَرَانِيُّ بِنَحْوِهِ، 276/10 وَزَادَ: ” عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ مِنْ لُؤْلُؤٍ قُدَّامَ الرَّحْمَنِ “. وَرِجَالُهُ وُثِّقُوا.

36290 / 17998 – وَعَنْ شَهْرِ بْنِ حَوَشْبٍ قَالَ: «كَانَ فِينَا رَجُلٌ مَعْشَرَ الْأَشْعَرِيِّينَ قَدْ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَشَهِدَ مَعَهُ مَشَاهِدَهُ الْحَسَنَةَ الْجَمِيلَةَ، يُقَالُ لَهُ: مَالِكٌ، أَوابن مَالِكٍ شَكَّ عَوْفٌ فَأَتَانَا يَوْمًا فَقَالَ: أَتَيْتُكُمْ لِأُعَلِّمَكُمْ وَأُصَلِّيَ بِكُمْ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِنَا، فَدَعَا بِحَفْنَةٍ عَظِيمَةٍ، فَجَعَلَ فِيهَا مِنَ الْمَاءِ، ثُمَّ دَعَانَا بِإِنَاءٍ صَغِيرٍ فَجَعَلَ يُفْرِغُ مِنَ الْإِنَاءِ الصَّغِيرِ عَلَى أَيْدِينَا، ثُمَّ قَالَ: أَسْبِغُوا الْآنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى بِنَا صَلَاةً تَامَّةً وَجِيزَةً، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ أَقْوَامًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ، يَغْبِطُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ بِمَكَانِهِمْ مِنَ اللَّهِ “. فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ حُجْرَةِ الْقَوْمِ أَعْرَابِيٌّ قَالَ: وَكَانَ يُعْجِبُنَا إِذَا شَهِدْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَكُونَ فِينَا الْأَعْرَابِيُّ ; لِأَنَّهُمْ يَجْتَرِئُونَ أَنْ يَسْأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَا نَجْتَرِئُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سَمِّهِمْ لَنَا، قَالَ: فَرَأَيْنَا وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَهَلَّلُ، ثُمَّ قَالَ: ” هُمْ نَاسٌ مِنْ قَبَائِلَ شَتَّى، يَتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ، وَاللَّهِ إِنَّ وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ، وَإِنَّهُمْ لَعَلَى نُورٍ، لَا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ، وَلَا يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنُوا» “.

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ حَوْشَبٍ، وَقَدْ وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ.

36291 / 17999 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «إِنَّ لِلَّهِ جُلَسَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ، وَكِلْتَا يَدَيِ اللَّهِ يَمِينٌ، عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، وُجُوهُهُمْ مِنْ نُورٍ، لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ، وَلَا شُهَدَاءَ، وَلَا صِدِّيقِينَ “. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هُمْ؟ قَالَ: ” هُمُ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ وُثِّقُوا.

36292 / 18000 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ، يَغْبِطُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» “.

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.

36293 / 18001 – وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ” «الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ عز وجل فِي ظِلِّ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ، عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، يَفْزَعُ النَّاسُ وَلَا يَفْزَعُونَ، إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عز وجل بِأَهْلِ الْأَرْضِ عَذَابًا، ذَكَرَهُمْ فَصَرَفَ عَنْهُمُ الْعَذَابَ بِذِكْرِهِ إِيَّاهُمْ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.

36294 / 18002 – وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا يُجْلِسُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، يَغْشَى وُجُوهَهُمُ النُّورُ حَتَّى يَفْرَغَ مِنْ حِسَابِ الْخَلَائِقِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ.

36295 / 18003 – وَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ عَلَى كَرَاسِيَّ مِنْ يَاقُوتٍ حَوْلَ الْعَرْشِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ اللَّيْثِيُّ، وَقَدْ وُثِّقَ عَلَى ضَعْفٍ كَثِيرٍ.

36296 / 18004 – وَعَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ 277/10 بْنِ الْجَرَّاحِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «مَا تَحَابَّ اثْنَانِ فِي اللَّهِ إِلَّا وُضِعَ لَهُمَا كُرْسِيَّانِ فَأُجْلِسَا عَلَيْهِ حَتَّى يَفْرَغَ اللَّهُ مِنَ الْحِسَابِ» “. فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: صَدَقَ أَبُو عُبَيْدَةَ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ أَبُو دَاوُدَ الْأَعْمَى، وَهُوَ كَذَّابٌ.

36297 / 18004/2730– عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: “مَا ازْدَادَ أحدٌ منكم إِخَاً فِي اللَّهِ تَعَالَى إِلَّا ازْدَادَ بِهِ دَرَجَةً”.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2730) لمسدد. وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (6/ 106).

36298 / 18004/2733– عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَحْدَثَ أَخًا فِي الْإِسْلَامِ رَفَعَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ، وما تواد عبدان فِي اللَّهِ تَعَالَى فَيُفَرِّقُ بَيْنَهُمَا أول مِنْ ذَنْبٍ يُحْدِثُهُ أَحَدُهُمَا، وما تواد عبدان فِي اللَّهِ تَعَالَى إِلَّا كَانَ أَفْضَلُهُمَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَشَدَّهُمَا حُبًّا لِصَاحِبِهِ.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2733) لأبي يعلى. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (8/ 262): رواه أبو يعلى الْمَوْصِلِيُّ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ.

36299 / 18004/2734-، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْمُتَحَابُّونَ عَلَى عَمُودٍ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ مُشْرِفِينَ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا، قَالَ: فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ: اخْرُجُوا بِنَا نَنْظُرُ إِلَى الْمُتَحَابِّينَ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: فَيَخْرُجُونَ فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِمْ، وُجُوهُهُمْ مِثْلُ لَيْلَةِ الْبَدْرِ، مَكْتُوبٌ فِي جِبَاهِهِمْ، هَؤُلَاءِ الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2734) لأبي بكر. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (8/ 259): رَوَاهُ أبو بكر بن أبي شبية. وأبو يعلى الموصلي: ولفظه”الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ عَلَى عَمُودٍ مِنْ يَاقُوتَةٍ مراء، فِي رَأْسِ الْعَمُودِ سَبْعُونَ أَلْفَ غُرْفَةٍ يُضِيءُ حسنهم أهل الجنة كما تضيء الشَّمْسُ أَهْلَ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى الْمُتَحَابِّينَ فِي اللَّهِ، فَإِذَا أَشْرَفُوا عَلَيْهِمْ ضَاءَ حسن أهل الجنة كما تضيء الشَّمْسُ أَهْلَ الدُّنْيَا، عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ خُضْرٌ مِنْ سُنْدُسٍ مَكْتُوبٌ عَلَى جِبَاهُهُمْ: هَؤُلَاءِ الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ”.

36300 / 18004/2735– عَنْ حُمَيْدٍ بِهِ وَزَادَ “عَلَى رَأْسِ الْعَمُودِ سَبْعُونَ ألف غرفة، يضيء حُسْنُهُمْ عَلَى أَهْلِ الجنة كما تضيء الشَّمْسُ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا “، وَفِيهِ “عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ خُضْرٌ مِنْ سُنْدُسٍ”.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2735) لأبي يعلى. وانظر الذي قبله.

36301 / 18005 – وَعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: “«الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ عَلَى عَمُودٍ مِنْ يَاقُوتٍ، لَهُ خَيْمَةٌ مِنْ يَاقُوتَةٍ مُجَوَّفَةٍ، سِتِّينَ مِيلًا فِي السَّمَاءِ، لَهُ فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ مِنْهَا أَزْوَاجٌ، لَا يَعْلَمُ بِهِ الْآخَرُونَ، وَإِنَّ أَحَدَهُمْ لَيُشْرِفُ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَمْلَأُ أَهْلَ الْجَنَّةِ نُورًا حَتَّى يَقُولَ أَهْلُ الْجَنَّةِ: مَا هَذَا الَّذِي قَدْ حَدَثَ؟! فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَا هَذَا الضَّوْءُ الَّذِي قَدْ حَدَثَ؟ فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَشْرَفَ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنَ الْمُتَحَابِّينَ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.

36302 / 18006 – وَعَنْ أَبِي بُرَيْدَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى ظَوَاهِرُهَا مِنْ بَوَاطِنِهَا، وَبَوَاطُنُهَا مِنْ ظَوَاهِرِهَا، أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُتَحَابِّينَ فِيهِ، وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيهِ، وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيهِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَيْفٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36303 / 18007 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَعُمُدًا مِنْ يَاقُوتٍ، عَلَيْهَا غُرَفٌ مِنْ زَبَرْجَدٍ، لَهَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ، تُضِيءُ كَمَا يُضِيءُ الْكَوْكَبُ الدُّرِّيُّ “. قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ يَسْكُنُهَا؟ قَالَ: ” الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ، وَالْمُتَبَاذِلُونَ فِي اللَّهِ، وَالْمُتَلَاقُونَ فِي اللَّهِ» “.

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2736) لأبي يعلى. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (8/ 232). رواه أحمد بْنُ مَنِيعٍ وَعَبْدُ بْنُ حميد، ومدار إسناديهما عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَمِيدٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ. وكذا قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (8/ 260).

36304 / 18008 – وَعَنْ أَبِي مُسْلِمٍ يَعْنِي الْخَوْلَانِيَّ قَالَ: «دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ، فَإِذَا فِيهِ حَلْقَةٌ فِيهَا اثْنَانِ وَثَلَاثُونَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَإِذَا فِيهِمْ شَابٌّ أَكْحَلُ، بَرَّاقُ الثَّنَايَا، مُحْتَبٍ، فَإِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ سَأَلُوهُ فَأَخْبَرَهُمْ فَانْتَهَوْا إِلَى قَوْلِهِ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟! قَالُوا: هَذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، فَقُمْتُ إِلَى الصَّلَاةِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَلْقَى بَعْضَهُمْ فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمُ انْصَرَفُوا، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ دَخَلْتُ، فَإِذَا مُعَاذٌ يُصَلِّي إِلَى سَارِيَةٍ، فَصَلَّيْتُ عِنْدَهُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ جَلَسْتُ، بَيْنِي وَبَيْنَهُ السَّارِيَةُ، ثُمَّ احْتَبَيْتُ فَلَبِثْتُ سَاعَةً لَا أُكَلِّمُهُ وَلَا يُكَلِّمُنِي، ثُمَّ قُلْتُ: وَاللَّهِ، إِنِّي لَأُحِبُّكَ لِغَيْرِ دِينٍ أُصِيبُهَا مِنْكَ، وَلَا قَرَابَةَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ. قَالَ: فَلِأَيِّ شَيْءٍ؟ قُلْتُ: لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ: فَنَثَرَ حَبْوَتِي، ثُمَّ قَالَ: فَأَبْشِرْ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: “الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي ظِلِّ اللَّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ، يَغْبِطُهُمْ بِمَكَانِهِمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ “. ثُمَّ خَرَجْتُ فَأَلْقَى عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتٍ، فَحَدَّثْتُهُ بِالَّذِي حَدَّثَنِي مُعَاذٌ فَقَالَ عُبَادَةُ رَحِمَ اللَّهُ مُعَاذًا: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: ” حَقَّتْ مَحَبَّتِي عَلَى الْمُتَحَابِّينَ فِيَّ – يَعْنِي نَفْسَهُ – وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَنَاصِحِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي عَلَى الْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي عَلَى الْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ، عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، يَغْبِطُهُمْ 278/10 بِمَكَانِهِمُ النَّبِيُّونَ وَالصِّدِّيقُونَ» “.

قُلْتُ: رَوَى التِّرْمِذِيُّ طَرَفًا مِنْ حَدِيثِ مُعَاذٍ وَحْدَهُ. رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، وَالطَّبَرَانِيُّ بِاخْتِصَارٍ، وَالْبَزَّارُ بَعْضَ حَدِيثِ عُبَادَةَ فَقَطْ، وَرِجَالُ عَبْدِ اللَّهِ وَالطَّبَرَانِيُّ وُثِّقُوا.

36305 / 18009 – وَقال الهيثميّ : رواه أحمد بِاخْتِصَارٍ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ قَالَ: جَلَسْتُ مَجْلِسًا فِيهِ عِشْرُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَإِذَا فِيهِمْ شَابٌّ حَدِيثُ السِّنِّ، حَسَنُ الْوَجْهِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ بِاخْتِصَارٍ. وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36306 / 18010 – وَفِي رِوَايَةٍ عِنْدَهُ: ” وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ “.

36307 / 18011 – وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «إِنَّ رِجَالًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ، يُوضَعُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنَابِرُ مِنْ نُورِ، وُجُوهِهِمْ مِنْ نُورِ، يُؤَمَّنُونَ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ “. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ أُولَئِكَ؟ قَالَ: ” نُزَّاعُ الْقَبَائِلِ يَتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.

36308 / 18012 – وَعَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «قَالَ اللَّهُ عز وجل: الْمُتَحَابُّونَ لِجَلَالِي فِي ظِلِّ عَرْشِي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي» “.

قال الهيثميّ : رواه أحمد وَالطَّبَرَانِيُّ، وَإِسْنَادُهُمَا جَيِّدٌ.

36309 / 18013 – «وَعَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ أَنَّهُ قَالَ لِعَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ: هَلْ أَنْتَ مُحَدِّثِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْسَ فِيهِ نِسْيَانٌ، وَلَا كَذِبٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ” قَالَ اللَّهُ عز وجل: قَدْ حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينِ يَتَحَابُّونَ مِنْ أَجْلِي، وَقَدْ حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينِ يَتَزَاوَرُونَ مِنْ أَجْلِي، وَقَدْ حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينِ يَتَبَاذَلُونَ مِنْ أَجْلِي، وَقَدْ حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينِ يَتَصَادَقُونَ مِنْ أَجْلِي، مَا مِنْ مُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ يُقَدِّمُ اللَّهُ لَهُ ثَلَاثَةَ أَوْلَادٍ مِنْ صُلْبِهِ، لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ إِلَّا أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ» “.

36310 / 18014 – وَفِي رِوَايَةٍ: ” «وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينِ يَتَصَادَقُونَ مِنْ أَجْلِي، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينِ يَتَصَادَقُونَ مِنْ أَجْلِي» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الثَّلَاثَةِ، وَأَحْمَدُ بِنَحْوِهِ، وَرِجَالُ أَحْمَدَ ثِقَاتٌ.

36311 / 18015 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «مَنْ أَحَبَّ رَجُلًا لِلَّهِ فَقَدْ أَحَبَّهُ اللَّهُ، فَدَخَلَا جَمِيعًا الْجَنَّةَ، وَكَانَ الَّذِي أَحَبَّهُ لِلَّهِ أَرْفَعَ مَنْزِلَةً، أَلْحَقَ الَّذِي أَحَبَّهُ لِلَّهِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَقال الهيثميّ : رواه البزار وَلَفْظُهُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «مَنْ أَحَبَّ رَجُلًا لِلَّهِ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّكَ لِلَّهِ، فَدَخَلَا جَمِيعًا الْجَنَّةَ، فَكَانَ الَّذِي أَحَبَّ أَرْفَعَ مَنْزِلَةً مِنَ الْآخَرِ أُلْحِقَ بِالَّذِي أَحَبَّ لِلَّهِ» “. وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

36312 / 18016 – أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «يَتَزَاوَرُ أَهْلُ الْجَنَّةِ عَلَى نُوقٍ عَلَيْهَا الْحَشَايَا، فَيَزُورُ أَهْلُ عِلِّيِّينَ مَنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ، وَلَا يَزُورُ مَنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ أَهْلَ عِلِّيِّينَ إِلَّا الْمُتَحَابِّينَ فِي اللَّهِ فَإِنَّهُمْ يَتَزَاوَرُونَ حَيْثُ شَاءُوا» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ بِشْرُ بْنُ نُمَيْرٍ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.

36313 / 18017 – وَبِسَنَدِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «ثَلَاثَةٌ فِي ظِلِّ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: رَجُلٌ حَيْثُ تَوَجَّهَ عَلِمَ أَنَّ اللَّهَ مَعَهُ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ إِلَى نَفْسِهَا فَتَرَكَهَا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ أَحَبَّ لِجَلَالِ اللَّهِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ بِسَنَدِ الَّذِي قَبْلَهُ.279/10

باب الود يتوارث

36314 / 18018 – عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «الْوُدُّ الَّذِي يُتَوَارَثُ فِي أَهْلِ الْإِسْلَامِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36315 / ز – عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: لَقِيَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَجُلًا مِنَ الْعَرَبِ يُقَالُ لَهُ: عُفَيْرٌ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي الْوُدِّ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الْوُدَّ وَالْعَدَاوَةَ يَتَوَارَثَانِ».

أخرجه الحاكم في المستدرك (7424).

باب المرء مع من أحب

36316 / 4785 – (خ م د ت) أنس بن مالك – رضي الله عنه -: «أَن رجلاً سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن الساعة، فقال: متى الساعةُ؟ قال: وما أعددتَ لها؟ قال: لا شيء، إِلا أَنَّي أُحِبُّ اللهَ ورسولَه، فقال: أنتَ مع مَن أحببتَ، قال أنس: فما فرحنا بشيء فَرَحَنا بقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: أنتَ مع مَنْ أحببتَ، قال أنس: فأنا أُحِبُّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمرَ، وأرجو أن أَكونَ معهم بحُبِّي إِياهم، وإِن لم أعمَلْ أعمَالَهُم».

وفي رواية قال أنس: «فأنا أحِبُّ اللهَ ورسولَهُ … وذكره».

وفي رواية قال: «بينما أنا ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم خَارجان من المسجد، فَلقِينَا رجل عند سُدَّة المسجد ، فقال: يا رسولَ الله متى الساعة؟ قال: ما أعددتُ لها؟ فكأن الرجلَ اسْتَكَانَ، فقال: يا رسول اللهِ، ما أعددت لها كثيرَ صيام، ولا صلاة، ولا صدقة، ولكنِّي أحبُّ اللهَ ورسولَه، قال: أنت مع مَنْ أحبَبْتَ». أخرجه البخاري ومسلم.

وفي رواية مسلم نحو الأُولى، غير أنه قال: «ما أعدَدْتُ لها من كبيرٍ أَحْمَدُ عليه نفسي» . ولم يذكر قول أنس.

ولمسلم في أُخرى أن أعرابياً قال لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم: متى الساعةُ؟ قال له: «ما أعددتَ لها؟» قال: حبَّ اللهِ ورسولهِ، قال: «أنتَ معَ من أحببتَ».

وللبخاري: «أن رجلاً من أهل البادية أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ الله، متى الساعةُ قائمة؟ قال: ويلكَ، وما أعددتَ لها؟ قال: ما أعددتُ لها، إِلا أني أُحبُّ اللهَ ورسولَهُ، قال: إِنَّكَ مع مَنْ أَحبَبْتَ، قال: ونحن كذلك؟ قال: نعم، فَفَرِحْنَا يومئذ فَرَحاً شديداً، فمرّ غلام للمغيرة – وكان من أَقْرَاني – فقال: إِنْ أُخِّرَ هذا لم يدركْه الهَرَمُ حتى تقومَ الساعةُ».

وهذه الزيادة التي أوَّلُها: «فمرَّ غلام للمغيرة» إِلى آخر الحديث: قد أَخرجها مسلم أيضاً.

وفي رواية للترمذي قال: «جاء رجل إِلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ الله، متى الساعةُ؟ فقام النبيُّ صلى الله عليه وسلم، إِلى الصلاة، فلما قضى صلاته، قال: أين السائلُ عن قيام الساعة؟. وذكر نحوه».

وله في أخرى: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: المرءُ مع مَن أحبَّ، وله ما اكتسبَ.

وفي رواية أبي داود قال: «رأيتُ أصحابَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فَرِحُوا بشيء لم أَرَهم فرحوا بشيء أشدَّ منه، قال رجل: يا رسولَ الله، الرجل يُحِبُّ الرجل على العمل من الخير يَعْمَل به، ولا يعملُ بمثله؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: المرءُ مع مَن أحبَّ».

36317 / 4786 – (خ م) عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه -: قال: «جاء رجل إِلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ الله، كيف ترى في رجل أحبَّ قوماً ولمَّا يَلْحَقْ بهم؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: المرءُ مع من أحبَّ». أَخرجه البخاري ومسلم.

36318 / 4787 – (خ م) أبو موسى الأشعري – رضي الله عنه -: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «المرءُ مَعَ مَنْ أَحبَّ». أَخرجه البخاري، ومسلم.

36319 / 4788 – (ت) صفوان بن عسال – رضي الله عنه -: قال: «جاء أَعرابيّ جهُورِيُّ الصوت، فقال: يا محمد، الرَّجُلُ يحبُّ القومَ ولمَّا يلحق بهم؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: المرءُ مَعَ مَنْ أَحبَّ». أخرجه الترمذي.

36320 / 4789 – (د) أبو ذر الغفاري – رضي الله عنه -: قال: «يا رسولَ الله الرجلُ يُحبُّ القومَ ولا يستطيعُ أن يعملَ بعملهم؟ قال: أنتَ يا أبا ذر مَعَ مَنْ أَحببتَ، قال: فَإِنِّي أُحبُّ اللهَ ورسولَهُ، قال: فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحببتَ، قال: فأعادها أبو ذر، فأعادها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم». أخرجه أبو داود.

36321 / 18019 – عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ” «الْعَبْدُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ» “.

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَإِسْنَادُ أَحْمَدَ حَسَنٌ.

36322 / 18020 – وَعَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ» “.

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَفِيهِ مُسْلِمُ بْنُ كَيْسَانَ الْمُلَائِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36323 / 18021 – وَعَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «ثَلَاثٌ هُنَّ حَقٌّ لَا يَجْعَلُ اللَّهُ مَنْ لَهُ سَهْمٌ فِي الْإِسْلَامِ كَمَنْ لَا سَهْمَ لَهُ، وَلَا يَتَوَلَّى اللَّهَ عَبْدٌ فَيُوَلِّيهِ غَيْرُهُ، وَلَا يُحِبُّ رَجُلٌ قَوْمًا إِلَّا حُشِرَ مَعَهُمْ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الصَّغِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْمُونٍ الْخَيَّاطِ، وَقَدْ وُثِّقَ.

36324 / 18022 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: «جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم شَيْخٌ كَبِيرٌ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: ” مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ “. فَقَالَ: لَا. وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا أَعْدَدْتُ لَهَا كَثِيرَ صَلَاةٍ وَلَا صِيَامٍ إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، قَالَ: ” فَأَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ “. قَالَ: فَوَثَبَ الشَّيْخُ فَبَالَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ” دَعَوْهُ فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ». وَصَبَّ عَلَى بَوْلِهِ مَاءً. قُلْتُ: لَهُ فِي الصَّحِيحِ مِنْهُ: ” «الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ» “. فَقَطْ.

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَفِيهِ سَمْعَانُ الْمَالِكِيُّ، وَهُوَ مَجْهُولٌ، وَقَدْ ضَعَّفَهُ أَبُو زُرْعَةَ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36325 / 18023 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَيْضًا قَالَ: «أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي لَأُحِبُّكَ أَحْسَبُهُ قَالَ: وَاللَّهِ، إِنِّي لَأُحِبُّكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” مَنْ هَذَا الْحَالِفُ عَلَى مَا حَلَفَ؟ “. فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: ” انْطَلِقْ ; فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ، وَعَلَيْكَ مَا اكْتَسَبْتَ، وَلَكَ مَا احْتَسَبْتَ» “.

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَفِيهِ السَّرِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.

36326 / 18024 – وَعَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ عَنِ السَّاعَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ “. فَقَالَ: حُبُّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” فَأَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَفِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّادٍ، أَوابن عُبَادَةَ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَحَدِيثُ بَقِيَّةَ رِجَالُهُ حَسَنٌ.

36327 / 18025 – وَعَنْ أَبِي سَرِيحَةَ قَالَ: «سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ السَّاعَةِ، فَقَالَ: ” مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ “. فَقَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا كَبِيرًا، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. قَالَ: ” فَأَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ». 280/10

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْقَاسِمِ الْأَنْصَارِيُّ، وَهُوَ كَذَّابٌ.

36328 / 18026 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ يَعْنِي الْخَطْمِيَّ قَالَ: «جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَتَى السَّاعَةُ؟ فَلَمْ يُجِبْهُ حَتَّى صَلَّى، ثُمَّ دَعَا فَوَجَدَهُ فِي دَارٍ مِنْ دُورِ الْأَنْصَارِ فَقَالَ لَهُ: ” لِمَ سَأَلْتَ عَنِ السَّاعَةِ؟ “. قَالَ: أَحْبَبْتُ أَنْ أَعْلَمَ مَتَى هِيَ. قَالَ: ” مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ “. قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا كَبِيرَ صَلَاةٍ، وَلَا صِيَامٍ، وَلَا صَدَقَةٍ، وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، قَالَ: ” فَأَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مُسْلِمُ بْنُ كَيْسَانَ الْمُلَائِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36329 / 18027 – وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ قُدَامَةَ قَالَ: «هَاجَرَ أَبِي صَفْوَانُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَبَايَعَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَمَدَّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ فَمَسَحَ عَلَيْهَا، فَقَالَ لَهُ صَفْوَانُ: إِنِّي أُحِبُّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الثَّلَاثَةِ، وَفِيهِ مُوسَى بْنُ مَيْمُونٍ الْمُرَائِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36330 / 18028 – وَعَنْ عُرْوَةَ بْنُ مُضَرِّسٍ الطَّائِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الثَّلَاثَةِ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ زَيْدِ بْنِ الْحُرَيْشِ، وَهُوَ ثِقَةٌ.

36331 / 18029 – وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ الْخَصِيبُ بْنُ جَحْدَرٍ، وَهُوَ كَذَّابٌ.

36332 / 18030 – وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ” «لِامْرِئٍ مَا احْتَسَبَ، وَعَلَيْهِ مَا اكْتَسَبَ، وَالْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ، وَمَنْ مَاتَ عَلَى ذُنَابَيِ الطَّرِيقِ فَهُوَ مِنْ أَهْلِهِ» “. قُلْتُ: قَالَ صَاحِبُ النِّهَايَةِ: ذُنَابَيِ طَرِيقٍ يَعْنِي: عَلَى قَصْدِ الطَّرِيقِ، وَهُوَ أَصْلُ الذَّنْبِ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ بِاخْتِصَارٍ، وَفِيهِ عَمْرُو بْنُ بَكْرٍ السَّكْسَكِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36333 / 18031 – وَعَنْ أَبِي قِرْصَافَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «مَنْ أَحَبَّ قَوْمًا حَشَرَهُ اللَّهُ فِي زُمْرَتِهِمْ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُ.

36334 / 18032 – وَعَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: مَنْ أَحَبَّنَا لِلدُّنْيَا ; فَإِنَّ صَاحِبَ الدُّنْيَا يُحِبُّهُ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، وَمَنْ أَحَبَّنَا لِلَّهِ كُنَّا نَحْنُ وَهُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ كَهَاتَيْنِ وَأَشَارَ بِإِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ وُثِّقُوا عَلَى ضَعْفٍ فِي بَعْضِهِمْ.

باب من أحب أحدا فليعلمه

36335 / 4772 – (د ت) المقدام بن معد يكرب – رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «إِذا أَحبَّ الرجلُ أَخَاهُ فَليُخْبِرْهُ أنَّهُ يُحبُّه». أخرجه أبو داود، والترمذي.

36336 / 4773 – (د) أنس بن مالك – رضي الله عنه -: «أَن رجلاً كان عندَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فمرَّ رَجُل، فقال: يا رسولَ الله، إِني لأُحِبُّ هذا، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أعْلَمْتَه؟ قال: لا، قال: فأعلمه، فَلَحِقَه، فقال: إِني أُحِبُّكَ في الله، قال: أحبَّكَ اللهُ الذي أحْبَبْتني له». أخرجه أبو داود.

36337 / 18033 – عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ: «أَنَّ أَبَا سَالِمٍ الْجَيْشَانِيَّ أَتَى إِلَى أَبِي أُمَيَّةَ فِي مَنْزِلِهِ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ” إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ صَاحِبَهُ فَلْيَأْتِهِ فِي مَنْزِلِهِ فَلْيُخْبِرْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ لِلَّهِ “. وَقَدْ جِئْتُكَ فِي مَنْزِلِكَ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَإِسْنَادُهُ 281/10 حَسَنٌ.

36338 / 18033/2731– عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ عَبْدًا فَلْيُخْبِرْهُ فَإِنَّهُ يَجِدُ لَهُ مِثْلَ الَّذِي يَجِدُ.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2731) لمسدد. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (8/ 259): رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُرْسَلًا، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

36339 / 18034 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ قَالَ: «قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِنِّي أُحِبُّ أَبَا ذَرٍّ، فَقَالَ: ” أَعْلَمْتَهُ بِذَلِكَ؟ “. قُلْتُ: لَا. قَالَ: ” فَأَعْلِمْهُ “. فَلَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ فَقُلْتُ: إِنِّي أُحِبُّكَ فِي اللَّهِ، قَالَ: أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي لَهُ، فَرَجَعْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: ” أَمَا إِنَّ ذَلِكَ لِمَنْ ذَكَرَهُ أَجْرٌ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.

36340 / 18035 – وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «بَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَسَلَّمَ، ثُمَّ وَلَّى عَنْهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُحِبُّ هَذَا. قَالَ: ” هَلْ أَعْلَمْتَهُ؟ “. قُلْتُ: لَا. قَالَ: ” فَأَعْلِمْ ذَاكَ أَخَاكَ “. فَأَتَيْتُهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَأَخَذْتُ بِمَنْكِبِهِ وَقُلْتُ: وَاللَّهِ، إِنِّي لَأُحِبُّكَ فِي اللَّهِ، وَقَالَ هُوَ: وَإِنِّي أُحِبُّكَ فِي اللَّهِ، وَقُلْتُ: لَوْلَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَنِي أَنْ أُعْلِمَكَ لَمْ أَفْعَلْ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُمَا رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ الْأَزْرَقِ بْنِ عَلِيٍّ، وَحَسَّانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَكِلَاهُمَا ثِقَةٌ.

36341 / 18036 – وَعَنْ وَحْشِيِّ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: «كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَمَرَّ رَجُلٌ وَرَجُلٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُحِبُّهُ لِلَّهِ. قَالَ: ” أَعْلَمْتَهُ ذَاكَ؟ “. قَالَ: لَا. قَالَ: ” قُمْ فَأَعْلِمْهُ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ بِسَنَدَيْنِ، وَرِجَالُ أَحَدِهِمَا ثِقَاتٌ.

36342 / 18037 – وَعَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ” «أَبَدِ الْمَوَدَّةَ لِمَنْ وَادَدْتَ ; فَإِنَّهَا هِيَ أَثْبَتُ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2724) للحارث. ولم اجده.

باب ما جاء في الحكمة والمروءة

36343 / 9348 – (ت) أبو سعيد الخدري – رضي الله عنه – أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا حَليمَ إلا ذو عَثْرة، ولا حكيم إلا ذو تَجْرِبة». أخرجه الترمذي.

36344 / 1960 – (خ م ه – عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ) أنَّ رسِولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا حَسَدَ إلا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتاهُ الله الْحِكْمَةَ، فهو يَقضِي بها ويُعَلِّمُها، ورجلٌ آتَاهُ الله مالاً فَسَلَّطَهُ على هَلكَتهِ في الحقِّ». أخرجه البخاري ومسلم. وابن ماجه.

36345 / 4101 – ( ه – أَبو خَلَّاد رضي الله عنه ) وَكَانَتْ، لَهُ صُحْبَةٌ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ قَدْ أُعْطِيَ زُهْدًا فِي الدُّنْيَا، وَقِلَّةَ مَنْطِقٍ، فَاقْتَرِبُوا مِنْهُ، فَإِنَّهُ يُلْقِي الْحِكْمَةَ». أخرجه ابن ماجه .

36346 / 5831 – (ت) أبو سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: «لن يَشْبَعَ المؤمنُ من خَيْر يسمعه، حتى يكون مُنْتَهَاهُ الجنة». أخرجه الترمذي.

36347 / 5832 – (ت ه – أبو هريرة رضي الله عنه ) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الكلمةُ الحِكْمَةُ ضَالَّةُ المؤمن، فحيث وجدها فهو أحق بها». أَخرجه الترمذي وابن ماجه.

36348 / 18038 – عَنِ الْحَارِثِ: أَنَّ عَلِيًّا سَأَلَ الْحَسَنَ عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِ الْمُرُوءَةِ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ مَا السَّدَادُ؟ قَالَ: يَا أَبَتِ السَّدَادُ رَفْعُ الْمُنْكَرِ بِالْمَعْرُوفِ. قَالَ: فَمَا الشَّرَفُ؟ قَالَ: اصْطِنَاعُ الْعَشِيرَةِ، وَحَمْلُ الْجَرِيرَةِ، وَمُوَافَقَةُ الْإِخْوَانِ، وَحِفْظُ الْجِيرَانِ. قَالَ: فَمَا الْمُرُوءَةُ؟ قَالَ: الْعَفَافُ وَإِصْلَاحُ الْمَالِ. قَالَ: فَمَا الدِّقَّةُ؟ قَالَ: النَّظَرُ فِي الْيَسِيرِ، وَمَنْعُ الْحَقِيرِ. قَالَ: فَمَا اللُّؤْمُ؟ قَالَ: إِحْرَازُ الْمَرْءِ نَفْسَهُ، وَبَذْلُهُ عُرْسَهُ. قَالَ: فَمَا السَّمَاحَةُ؟ قَالَ: الْبَذْلُ مِنَ الْعَسِيرِ وَالْيَسِيرِ. قَالَ: فَمَا الشُّحُّ؟ قَالَ: أَنْ تَرَى مَا أَنْفَقْتَهُ تَلَفًا. قَالَ: فَمَا الْإِخَاءُ؟ قَالَ: الْمُوَاسَاةُ فِي الشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ. قَالَ: فَمَا الْجُبْنُ؟ قَالَ: الْجُرْأَةُ عَلَى الصَّدِيقِ، وَالنُّكُولُ عَنِ الْعَدُوِّ. قَالَ: فَمَا الْغَنِيمَةُ؟ قَالَ: الرَّغْبَةُ فِي التَّقْوَى، وَالزَّهَادَةُ فِي الدُّنْيَا، هِيَ الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ. قَالَ: فَمَا الْحِلْمُ؟ قَالَ: كَظْمُ الْغَيْظِ، وَمِلْكُ النَّفْسِ. قَالَ: فَمَا الْغِنَى؟ قَالَ: رِضَا النَّفْسِ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ تَعَالَى لَهَا وَإِنْ قَلَّ، وَإِنَّمَا الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ. قَالَ: فَمَا الْفَقْرُ؟ قَالَ: شَرَهُ النَّفْسِ فِي كُلِّ شَيْءٍ. قَالَ: فَمَا الْمَنَعَةُ؟ قَالَ: شِدَّةُ الْبَأْسِ، وَمُنَازَعَةُ أَشَدِّ النَّاسِ. قَالَ: فَمَا الذُّلُّ؟ قَالَ: 282/10 الْفَزَعُ عِنْدَ الْمَصْدُوقَةِ. قَالَ: فَمَا الْعِيُّ؟ قَالَ: الْعَبَثُ، وَكَثْرَةُ الْبُزَاقِ عِنْدَ الْمُخَاطَبَةِ. قَالَ: فَمَا الْجُرْأَةُ؟ قَالَ: لِقَاءُ الْأَقْرَانِ. قَالَ: فَمَا الْكُلْفَةُ؟ قَالَ: كَلَامُكَ فِيمَا لَا يَعْنِيكَ. قَالَ: فَمَا الْمَجْدُ؟ قَالَ: أَنْ تُعْطِيَ فِي الْغُرْمِ، وَتَعْفُوَ عَنِ الْجُرْمِ. قَالَ: فَمَا الْعَقْلُ؟ قَالَ: حِفْظُ الْقَلْبِ كُلَّمَا اسْتَوْدَعْتَهُ. قَالَ: فَمَا الْخُرْقُ؟ قَالَ: مُفَارَقَتُكَ إِمَامَكَ، وَرِفْعَتُكَ عَلَيْهِ كَلَامَكَ. قَالَ: فَمَا حُسْنُ الثَّنَاءِ؟ قَالَ: إِتْيَانُ الْجَمِيلِ، وَتَرْكُ الْقَبِيحِ. قَالَ: فَمَا الْحَزْمُ؟ قَالَ: طُولُ الْأَنَاةِ، وَالرِّفْقُ بِالْوُلَاةِ. قَالَ: فَمَا السَّفَهُ؟ قَالَ: اتِّبَاعُ الدَّنَاءَةِ وَمُصَاحَبَةُ الْغُوَاةِ. قَالَ: فَمَا الْغَفْلَةُ؟ قَالَ: تَرْكُكَ الْمَسْجِدَ، وَطَاعَةُ الْمُفْسِدِ. قَالَ: فَمَا الْحِرْمَانُ؟ قَالَ: تَرْكُكَ حَظَّكَ وَقَدْ عُرِضَ عَلَيْكَ. قَالَ: فَمَا الْأَحْمَقُ؟ قَالَ: الْأَحْمَقُ فِي مَالِهِ، الْمُتَهَاوِنُ فِي عِرْضِهِ. ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ” «لَا فَقْرَ أَشَدَّ مِنَ الْجَهْلِ، وَلَا مَالَ أَعَوْدَ مِنَ الْعَقْلِ، وَلَا وَحْشَةَ أَوْحَشَ مِنَ الْعُجْبِ، وَلَا اسْتِظْهَارَ أَوْفَقَ مِنَ الْمُشَاوَرَةِ، وَلَا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ، وَلَا حَسَبَ كَحُسْنِ الْخُلُقِ، وَلَا وَرَعَ كَالْكَفِّ، وَلَا عِبَادَةَ كَالتَّفْكِيرِ، وَلَا إِيمَانَ كَالْحَيَاءِ وَالصَّبْرِ، وَآفَةُ الْحَدِيثِ الْكَذِبُ، وَآفَةُ الْعِلْمِ النِّسْيَانُ، وَآفَةُ الْحِلْمِ السَّفَهُ، وَآفَةُ الْعِبَادَةِ الْفَتْرَةُ، وَآفَةُ الظَّرْفِ الصَّلَفُ، وَآفَةُ الشَّجَاعَةِ الْبَغْيُ، وَآفَةُ السَّمَاحَةِ الْمَنُّ، وَآفَةُ الْجَمَالِ الْخُيَلَاءُ، وَآفَةُ الْحَسَبِ الْفَخْرُ» “. يَا بُنَيَّ، لَا تَسْتَخِفَّنَّ بِرَجُلٍ تَرَاهُ أَبَدًا، فَإِنْ كَانَ خَيْرًا مِنْكَ فَاحْسَبْ أَنَّهُ أَبَاكَ، وَإِنْ كَانَ مِثْلَكَ فَهُوَ أَخُوكَ، وَإِنْ كَانَ أَصْغَرَ مِنْكَ فَاحْسَبْ أَنَّهُ ابْنُكَ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ أَبُو رَجَاءٍ الْحِنْطِيُّ، وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَهُوَ كَذَّابٌ.

باب فيمن لم تكن فيه تقوى تحجزه عن المحارم

36349 / 18039 – عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ” «مَنْ لَمْ تَكُنْ فِيهِ وَاحِدَةٌ مِنْ ثَلَاثٍ فَلَا يَعْتَدُّ بِشَيْءٍ مِنْ عَمَلٍ: تَقْوَى تَحْجِزُهُ عَنَ الْمَحَارِمِ، أَوْ حِلْمٍ يَكُفُّ بِهِ السَّفِيهَ، أَوْ خُلُقٌ يَعِيشُ بِهِ فِي النَّاسِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ، قَالَ: أَبُو حَاتِمٍ يَكْتُبُ حَدِيثَهُ، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

باب من تفرغ للعبادة ملأ الله قلبه غنى

36350 / 8473 – (ت هـ) أبو هريرة – رضي الله عنه – أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «يقولُ الله تبارك وتعالى: ابنَ آدم، تَفَرَّغْ لِعبَادَتي أمْلأُ صَدرَكَ غِنى، وأَسُدَّ فَقْرَك، وإلا تفعلْ ملأتُ يديك شُغْلاً، ولم أَسُدَّ فقرك». أخرجه الترمذي وابن ماجه.

36351 / 18040 – عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «قَالَ رَبُّكُمْ: ابْنَ آدَمَ، تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلَأْ قَلْبَكَ غِنًى، وَأَمْلَأْ يَدَيْكَ رِزْقًا، ابْنَ آدَمَ، لَا تُبَاعِدْ مِنِّي أَمْلَأْ قَلْبَكَ فَقْرًا، وَأَمْلَأْ يَدَيْكَ شُغْلًا»”.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ سَلَّامٌ الطَّوِيلُ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ. لكن الحديث في المستدرك (7926).

باب الحياء من الله عز وجل، والأمر به

تقدمت أبواب الحياء في كتاب الايمان

36352 / 1951 – (ت) عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «اسْتحْيُوا مَنَ الله حَقَّ الْحَياءِ، قُلنا: إنَّا لَنسْتَحيي من الله يا رسولَ الله، والحمدُ لله، قال: لَيس ذَلِكَ، ولكنَّ الاسْتِحياءَ مِنَ الله حَقَّ الْحَياءِ: أنْ تَحْفَظ الرَّأْسَ ومَا وَعى، والْبَطْنَ ومَا حَوى، وتذْكُرَ المَوتَ والبلى، وَمنْ أرادَ الآخِرَةَ تَرَك زِينَةَ الدُّنيا، وآثَرَ الآخِرَةَ عَلى الأُولى، فَمنْ فَعلَ ذِلكَ فَقَدِ اسْتَحْي من الله حقَّ الحياءِ». أخرجه الترمذي.

36353 / 18041 – عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ وَالنَّاسُ حَوْلَهُ: ” أَيُّهَا النَّاسُ، 283/10 اسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ “. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا لَنَسْتَحْيِي مِنَ اللَّهِ تَعَالَى! فَقَالَ: مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُسْتَحْيِيًا فَلَا يَبِيتَنَّ لَيْلَةً إِلَّا وَأَجَلُهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَلْيَحْفَظِ الْبَطْنَ وَمَا وَعَى، وَالرَّأْسَ وَمَا حَوَى، وَلْيَذْكُرِ الْمَوْتَ وَالْبِلَى. وَلْيَتْرُكْ زِينَةَ الدُّنْيَا» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.

36354 / 18042 – وَعَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «اسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ، احْفَظُوا الرَّأْسَ وَمَا حَوَى، وَالْبَطْنَ وَمَا وَعَى، وَاذْكُرُوا الْمَوْتَ وَالْبِلَى، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ ثَوَابُهُ جَنَّةُ الْمَأْوَى» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيُّ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.

36355 / 18043 – وَعَنْ أُمِّ الْوَلِيدِ بِنْتِ عُمَرَ قَالَتْ: «اطَّلَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ عَشِيَّةٍ فَقَالَ: ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا تَسْتَحْيُونَ؟ “. قَالُوا: مِمَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ” تَجْمَعُونَ مَا لَا تَأْكُلُونَ، وَتَبْنُونَ مَا لَا تُعَمِّرُونَ، وَتَأْمُلُونَ مَا لَا تُدْرِكُونَ. أَلَا تَسْتَحْيُونَ مِنْ ذَلِكَ؟» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ الْوَازِعُ بْنُ نَافِعٍ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.

36356 / 18044 – وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ الْأَزْدِيِّ: أَنَّهُ «قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَوْصِنِي. قَالَ: ” أُوصِيكَ أَنْ تَسْتَحْيِيَ مِنَ اللَّهِ عز وجل كَمَا تَسْتَحْيِي مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ مِنْ قَوْمِكَ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ وُثِّقُوا عَلَى ضَعْفٍ فِي بَعْضِهِمْ.

36357 / 18045 – وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: لَقَدْ كَانَ أَحَدُنَا يَكُفُّ عَنِ الشَّيْءِ، وَهُوَ وَهِيَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ تَخَوُّفًا أَنْ يَنْزِلَ فِيهِ شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

باب فيمن لم يستحي، فليصنع ما يشاء

36358 / 1956 – (خ د ه – أبو مسعود البدري رضي الله عنه ) أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ مَمَّا أدْركَ النَّاسُ مِن كلامِ النُّبوَّةِ الأُولى: إذا لم تَسْتحِ فَافْعلْ مَا شِئْتَ». أخرجه البخاري وأبو داود. وابن ماجه.

وفي رواية ابن مسعود «فَاصْنَعْ». أخرجه البخاري قبيل مناقب قريش.

36359 / 18046 – عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «كَانَ يُقَالُ: إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ.

36360 / 18047 – وَعَنْ شُوَيْفِعٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «مَنْ لَمْ يَسْتَحْيِ بِمَا قَالَ أَوْ قِيلَ، فَهُوَ لِغَيْرِ رُشْدِهِ، وَلَدَتْهُ أُمُّهُ عَلَى غَيْرِ طُهْرٍ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.

باب ما جاء في الشكر والصبر

36361 / 9342 – (ت) عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «خَصلتان من كانتا فيه كتبه الله شاكراً صابراً، ومن لم تكونا فيه لم يكتبه الله لا شاكراً ولا صابراً: مَن نظر في دِينه إلى من هو فوقَه، فاقتدى به، ونظر في دنياه إلى من هو دونه، فَحَمِدَ الله على ما فَضَّله به عليه، كتبه الله شاكراً صابراً، ومَن نظر في دِينه إلى مَن هو دُونَه، ونظر في دنياه إِلى من هو فوقه، فأَسِفَ على ما فاته منه، لم يكتبه الله لا شاكراً ولا صابراً ». أخرجه الترمذي.

36362 / 7472 – (د) المقداد بن الأسود – رضي الله عنه – قال: وايْمُ الله لقد سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن السعيد لَمَن جُنِّبَ الفِتَن، قالها ثلاثاً، ولَمنِ ابْتُلِيَ فصبر، فَواهاً». أخرجه أبو داود.

36363 / 18048 – عَنْ سَخْبَرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «مَنْ أُعْطِيَ فَشَكَرَ، وَابْتُلِيَ فَصَبَرَ، وَظَلَمَ فَاسْتَغْفَرَ، وَظُلِمَ فَغَفَرَ “. ثُمَّ سَكَتَ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لَهُ؟ قَالَ: ” أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ، وَهُوَ مُهْتَدُونَ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ أَبُو دَاوُدَ الْأَعْمَى، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.

36364 / 18048/2589– عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: خَصْلَتَانِ مَنْ كَانَتَا فِيهِ كَتَبَهُ اللَّهُ تَعَالَى شَاكِرًا صَابِرًا: مَنْ نَظَرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَهُ فِي دِينِهِ فَاقْتَدَى بِهِ، وَمَنْ نَظَرَ إِلَى مَنْ هُوَ دُونَهُ فِي دُنْيَاهُ فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى عَلَى مَا فَضَّلَهُ بِهِ عَلَيْهِ، وَخَصْلَتَانِ مَنْ كَانَتَا فِيهِ لَمْ يَكْتُبْهُ اللَّهُ صَابِرًا، وَلَمْ يَكْتُبْهُ شَاكِرًا: مَنْ نَظَرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَهُ فِي دِينِهِ فَلَمْ يَقْتَدِ بِهِ، وَنَظَرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَهُ فِي دُنْيَاهُ فَأَسِفَ عَلَيْهِ.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2589) لأحمد بن منيع. ولم اجده .

36365 / 18049 – وَعَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «الصَّبْرُ وَالِاحْتِسَابُ هُنَّ عِتْقُ الرِّقَابَ، وَيُدْخِلُ اللَّهُ 284/10 صَاحِبَهُنَّ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيُّ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.

36366 / 18050 – وَعَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «أَرْبَعٌ لَا يُصَبْنَ إِلَّا بِعُجْبٍ: الصَّبْرُ، وَهُوَ أَوَّلُ الْعِبَادَةِ، وَالتَّوَاضُعُ، وَذِكْرُ اللَّهِ، وَقِلَّةُ الشَّيْءِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ الْعَوَّامُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَقَدْ أَخْرَجَ لَهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

باب ما جاء في التواضع

وتقدم

36367 / 9343 – (م ط ت) أبو هريرة – رضي الله عنه – أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «ما نَقَصَتْ صدَقة من مال، وما زاد الله عبداً بِعَفْو إلا عزّاً، وما تَواضَعَ عبدٌ إلا رفعه الله». أخرجه الترمذي ومسلم عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة.

وأخرجه الموطأ: أنه سمع العلاء بن عبد الرحمن يقول: «ما نقصت صدقةٌ من مال … الحديث» وقال مالك في آخره: «لا أدري، أيرفع هذا الحديث إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم أم لا؟» .

36368 / 4176– (هـ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ)، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ يَتَوَاضَعُ لِلَّهِ دَرَجَةً، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهِ دَرَجَةً، وَمَنْ يَتَكَبَّرُ عَلَى اللَّهِ دَرَجَةً، يَضَعُهُ اللَّهُ بِهِ دَرَجَةً، حَتَّى يَجْعَلَهُ فِي أَسْفَلِ السَّافِلِينَ» أخرجه ابن ماجه.

36369 / 18051 – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «لَا تَكُونُ زَاهِدًا حَتَّى تَكُونَ مُتَوَاضِعًا» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ يَعْقُوبُ: أَبُو يُوسُفَ، وَهُوَ كَذَّابٌ. قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمَتْ أَحَادِيثُ فِي التَّوَاضُعِ فِي كِتَابِ الْأَدَبِ.

باب الإيثار

36370 / 18052 – عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَتَى عَلَيْنَا زَمَانٌ وَمَا يَرَى أَحَدٌ مِنَّا أَنَّهُ أَحَقُّ بِالدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ مِنْ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ، أَتَى عَلَيْنَا زَمَانٌ الدِّينَارُ وَالدِّرْهَمُ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ أَخِينَا الْمُسْلِمِ. قُلْتُ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ بِأَسَانِيدَ، وَبَعْضُهَا حَسَنٌ.

باب إذا أحب الله تعالى عبدا حماه الدنيا

36371 / 2609 – (ت) قتادة بن النعمان – رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا أَحَبَّ اللهُ عبداً حَماهُ الدُّنيا، كما يظَلُّ أحدُكم يَحمي سَقِيمَهُ الماءَ». أَخرجه الترمذي.

36372 / 18053 – عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عز وجل عَبْدًا حَمَاهُ الدُّنْيَا كَمَا يَظَلُّ أَحَدُكُمْ يَحْمَى سَقِيمَهُ الْمَاءَ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3265) لأحمد بن منيع.

قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 431): رواه أحمد بْنُ مَنَيْعٍ. وَأَبُو يَعْلَى وَلَفْظُهُ: عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنّ رَسُولَ الله ? كَانَ يَقُولُ: “إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا حَمَاهُ الدُّنْيَا كَمَا يَحْمِي أَحَدُكُمْ مَرِيضَهُ الْمَاءَ لِيَشْفِيَهُ “. وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ مِنْ طريق محمود ابن لبيد، عن قتادة بن النُّعْمَانِ مَرْفُوْعًا … فَذَكَرَهُ. وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ رَوَاهُ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ.

36373 / 18054 – وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: «إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا حَمَاهُ الدُّنْيَا كَمَا يَحْمِي أَحَدُكُمْ مَرِيضَهُ الْمَاءَ لِيُشْفَى» “.

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ. وانظر ما قبله.

36374 / 18055 – وَعَنْ سَاعِدَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ حُذَيْفَةَ: «أَنَّ حُذَيْفَةَ كَانَ يَقُولُ: مَا مِنْ يَوْمٍ أَقَرَّ لِعَيْنِي وَلَا أَحَبَّ لِنَفْسِي مِنْ يَوْمٍ آتِي أَهْلِي فَلَا أَجِدُ عِنْدَهُمْ طَعَامًا، وَيَقُولُونَ: مَا نَقْدِرُ عَلَى قَلِيلٍ وَلَا كَثِيرٍ، وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ” إِنَّ اللَّهَ أَشَدُّ حَمِيَّةً لِلْمُؤْمِنِ مِنَ الدُّنْيَا مِنَ الْمَرِيضِ أَهْلُهُ مِنَ الطَّعَامِ، وَاللَّهُ عز وجل أَشَدُّ تَعَاهُدًا لِلْمُؤْمِنِ بِالْبَلَاءِ مِنَ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ بِالْخَيْرِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.

36375 / ز – عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيَحْمِي عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ الدُّنْيَا وَهُوَ يُحِبُّهُ كَمَا تَحْمُونَ مَرِيضَكُمُ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ تَخَافُونَ عَلَيْهِ».

أخرجه الحاكم في المستدرك ().

36376 / 18056 – وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «اللَّهُمَّ مَنْ آمَنَ بِي وَصَدَّقَنِي، وَيَعْلَمُ أَنَّ مَا جِئْتُ بِهِ هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِكَ، فَأَقْلِلْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَعَجِّلْ قَبْضَهُ. اللَّهُمَّ وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِي وَلَمْ يُصَدِّقْنِي، وَيَعْلَمْ أَنَّ مَا جِئْتُ بِهِ هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِكَ ; فَأَكْثِرْ مَالَهُ، وَوَلَدَهُ، وَأَطِلْ عُمْرَهُ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَمْرُو بْنُ وَاقِدٍ، وَهُوَ 285/10 مَتْرُوكٌ.

36377 / 18057 – وَعَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «اللَّهُمَّ مَنْ آمَنَ بِكَ، وَشَهِدَ أَنِّي رَسُولُكَ فَحَبِّبْ إِلَيْهِ لِقَاءَكَ، وَسَهِّلْ عَلَيْهِ قَضَاءَكَ، وَأَقْلِلْ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِكَ، وَيَشْهَدْ أَنِّي رَسُولُكَ فَلَا تُحَبِّبْ إِلَيْهِ لِقَاءَكَ، وَلَا تُسَهِّلْ عَلَيْهِ قَضَاءَكَ، وَكَثِّرْ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ. وهو في صحيح ابن حبان (208).

باب ما جاء في الزهد في الدنيا

وتقدم في كتاب الزهد

36378 / 2610 – (خ) علي بن أبي طالب – رضي الله عنه -: قال: «ارتَحَلَتِ الدنيا مُدْبِرَة، وارتحلت الآخرةُ مُقْبِلَة، ولكُلِّ واحدةٍ منهما بَنُونَ، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإِن اليومَ عَملٌ ولا حِسابَ، وغَدا حسابٌ ولا عَمَلٌ». أَخرجه …

36379 / 8468 – (م) خالد بن عمير العدوي – رحمه الله- قال: «خَطَبَنَا عُتْبَةُ بنُ غَزْوانَ وكان أميراً على البَصْرَةِ، فَحَمِدَ الله وأثنى عليه، ثم قال: أمَّا بعدُ، فإنَّ الدنيا قد آذَنَتْ بِصُرْم، وَوَلَّتْ حَذّاءَ، ولم يَبقَ منها إلا صُبابةٌ كصبابةِ الإناءِ، يتصابُّها صاحبُها، وإنَّكم منتقلون منها إلى دارٍ لا زوالَ لها، فانتقِلُوا بِخَيْر ما بِحَضْرَتِكُم، فإنه قد ذُكِر لنا: أن الحجَر يُلقى من شَفِيْر جهنم، فيهوي فيها سبعين عاماً، قبل أن ينتهيَ إلى قَعْرها، وقال: لا يُدْرِكُ لها قعراً، والله لَتُملأنَّ، أفعجبتمُ؟ ولقد ذُكِر لنا أنَّ ما بين مِصْراعين من مصاريع الجنة: مَسِيرةُ أربعين عاماً، وليأتَينَّ عليه يوم وهو كظيظٌ من الزِّحام، ولقد رأيتُني سابعَ سبعة مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ما لنا طعام إلا وَرَقُ الشجر، حتى قَرِحَتْ أشْدَاقُنَا، والتقطتُ بُرْدة، فشققتُها بيني وبين سعد بن مالك، فاتَّزَرْتُ بنصفها، واتَّزرَ سَعد بنصفها، فما أصبح اليومَ منا أحدٌ إلا أصْبَحَ أميراً على مِصْرٍ من الأَمصار، فإني أعوذ بالله أن أكونَ في نفسي عظيماً، وأنا عند الله صغير، وإنَّه لم تكن نُبُوَّةٌ قَطُّ إلا تَناسَخَت حتى تكونَ عاقِبَتُها مُلْكاً، وسَتَخْبُرون وتُجرِّبون الأمراءَ بعدَنا». أخرجه مسلم.

36380 / 18058 – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا يُرِيحُ الْقَلْبَ وَالْجَسَدَ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ أَشْعَثُ بْنُ نِزَارٍ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ وُثِّقُوا عَلَى ضَعْفٍ فِي بَعْضِهِمْ.

36381 / 18059 – وَعَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ” «مَا تَزَيَّنَ الْأَبْرَارُ فِي الدُّنْيَا بِمِثْلِ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا» “.

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَفِيهِ سُلَيْمَانُ الشَّاذْكُونِيُّ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3158) لأبي يعلى. وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 471).

36382 / 18060 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «إِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَزْهَدُ فِي الدُّنْيَا فَادْنُوَا مِنْهُ، فَإِنَّهُ يَلْقَى الْحِكْمَةَ» “.

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَفِيهِ عُمَرُ بْنُ هَارُونَ الْبَلْخِيُّ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3159) لأبي يعلى. وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 471).

36383 / 18061 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «كَانَ فِي بِنِي إِسْرَائِيلَ تَاجِرٌ، وَكَانَ يُنْقِصُ مَرَّةً، وَيَزِيدُ أُخْرَى، فَقَالَ: مَا فِي هَذِهِ التِّجَارَةِ خَيْرٌ، لَأَلْتَمِسَنَّ تِجَارَةً هِيَ خَيْرٌ مِنْ هَذِهِ، فَبَنَى صَوْمَعَةً وَتَرَهَّبَ فِيهَا كَانَ يُقَالُ لَهُ جُرَيْجٌ» “.

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ.

36384 / 18062 – وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «أَلَا إِنَّ الزَّهَادَةَ فِي الدُّنْيَا لَيْسَتْ بِتَحْرِيمِ الْحَلَالِ، وَلَا إِضَاعَةِ الْمَالِ، وَلَكِنَّ الزَّهَادَةَ فِي الدُّنْيَا أَنْ لَا تَكُونَ بِمَا فِي يَدَيْكَ أَوْثَقَ مِنْكَ بِمَا فِي يَدَيِ اللَّهِ، وَأَنْ تَكُونَ فِي ثَوَابِ الْمُصِيبَةِ إِذَا أَصَبْتَ بِهَا أَرْغَبَ مِنْكَ فِيهَا لَوْ أَنَّهَا بَقِيَتْ لَكَ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ عَمْرُو بْنُ وَاقِدٍ، وَقَدْ ضَعَّفَهُ الْجُمْهُورُ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ: كَانَ صَدُوقًا، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

36385 / 18063 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَهُ قَالَ: «صَلَاحُ أَوَّلِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِالزَّهَادَةِ وَالْيَقِينِ، وَهَلَاكُهَا بِالْبُخْلِ وَالْأَمَلِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ وُثِّقُوا عَلَى ضَعْفٍ فِي بَعْضِهِمْ.

36386 / ز – عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «أَنْتُمْ أَكْثَرُ صَلَاةً وَأَكْثَرُ صِيَامًا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُمْ كَانُوا خَيْرًا مِنْكُمْ» قَالُوا: وَبِمَ؟ قَالَ: «كَانُوا أَزْهَدَ مِنْكُمْ فِي الدُّنْيَا وَأَرْغَبَ مِنْكُمْ فِي الْآخِرَةِ».

أخرجه الحاكم في المستدرك (7950).

36387 / ز – عن عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: «وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ قَوْمًا قَطُّ أَرْغَبَ فِيمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزْهَدُ فِيهِ مِنْكُمْ، تَرْغَبُونَ فِي الدُّنْيَا وَكَانَ يَزْهَدُ فِيهَا، وَاللَّهِ مَا مَرَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثٌ مِنَ الدَّهْرِ إِلَّا وَالَّذِي عَلَيْهِ أَكْثَرُ مِنَ الَّذِي لَهُ».

أخرجه الحاكم في المستدرك (7951).

باب اليأس مما في أيدي الناس

36388 / 4171 – ( ه – أَبو أَيُّوبَ رضي الله عنه ) قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي، وَأَوْجِزْ، قَالَ: «إِذَا قُمْتَ فِي صَلَاتِكَ فَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ، وَلَا تَكَلَّمْ بِكَلَامٍ تَعْتَذِرُ مِنْهُ، وَأَجْمِعِ الْيَأْسَ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ». أخرجه ابن ماجه.

36389 / 4102 – ( ه – سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه ) قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا أَنَا عَمِلْتُهُ أَحَبَّنِي اللَّهُ وَأَحَبَّنِي النَّاسُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ، وَازْهَدْ فِيمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ يُحِبُّكَ النَّاسُ». أخرجه ابن ماجه .

36390 / 18064 – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: «سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا الْغِنَى؟ قَالَ: ” الْيَأْسُ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ الْعِجْلِيُّ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.

باب هوان الدنيا على الله

36391 / 2605 – (م د) جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما -: «أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم مَرّ بالسُّوقِ، داخلاً من بعض العَوَالي، والناس كَنَفَتَيْه، فمرَّ بِجَدْي مَيِّتٍ أَصَكَّ، فتناوله وأخذ بأُذنه، ثم قال: أَيُّكم يُحِبُّ أَنَّ هذا له بدرهم؟ قالوا: ما نحب أَنَّه لنا بشيء، ما نصنع به؟ إِنه لو كان حَيّاً كان عيباً فيه أَنَّهُ أَصَكُّ. قال: فوالله لَلدُّنيا أَهْونُ على الله من هذا عليكم». أَخرجه مسلم.

وفي رواية أبي داود – إِلى قوله -: «أَيكم يُحِبُّ هذا له؟» ثم قال: … وذكر الحديث ثم قال: «صلى ولم يمسّ ماء». هكذا أخرجه أبو داود، وزاد فيه رزين: «ولو كانت الدنيا تَعْدِلُ عند الله جَناح بعوضة ما سَقَى كافراً منها شَربة ماءٍ».

36392 / 2606 – (ت ه – المستورد بن شداد رضي الله عنه ): قال: «كنتُ مع الرّكْب الذين وقفوا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم على السَّخْلَة الميتة، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أَتَرَونَ هذه هَانَتْ على أهلِها حين أَلْقَوْهَا؟ قالوا: مِنْ هَوانِها أَلقَوْهَا يا رسولَ الله، قال: فالدنيا أهْوَنُ على الله من هذه على أهلها». أَخرجه الترمذي، وابن ماجه.

36393 / 2608 – (ت ه – سهل بن سعد رضي الله عنه ): قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: «لو كَانت الدُّنيا تَعْدِلُ عند الله جَناحَ بَعُوضَةٍ ما سقَى كافراً منها شَرْبَة». أَخرجه الترمذي.

وفي رواية ابن ماجه قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ، فَإِذَا هُوَ بِشَاةٍ مَيِّتَةٍ شَائِلَةٍ بِرِجْلِهَا، فَقَالَ: «أَتُرَوْنَ هَذِهِ هَيِّنَةً عَلَى صَاحِبِهَا؟ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى صَاحِبِهَا، وَلَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا قَطْرَةً أَبَدًا».

36394 / 18065 – عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِشَاةٍ مَيِّتَةٍ قَدْ أَلْقَاهَا أَهْلُهَا 286/10 فَقَالَ: ” وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ عز وجل مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَأَبُو يَعْلَى، وَالْبَزَّارُ، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، وَقَدْ وُثِّقَ عَلَى ضَعْفِهِ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِمْ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36395 / 18066 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِسَخْلَةٍ جَرْبَاءَ قَدْ أَخْرَجَهَا أَهْلُهَا، قَالَ: ” أَتَرَوْنَ هَذِهِ هَيِّنَةً عَلَى أَهْلِهَا؟ “. قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: ” لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَفِيهِ أَبُو الْمُهَزِّمِ، وَضَعَّفَهُ الْجُمْهُورُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36396 / 18067 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ السُّلَمِيِّ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَسَمِعَ مُؤَذِّنًا يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ” أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ “. فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ” أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ “. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ” تَجِدُونَهُ رَاعِيَ غَنَمٍ، أَوْ عَازِبًا عَنْ أَهْلِهِ “. فَلَمَّا هَبَطَ الْوَادِيَ مَرَّ عَلَى سَخْلَةٍ مَنْبُوذَةٍ فَقَالَ: ” أَتَرَوْنَ هَذِهِ هَيِّنَةً عَلَى أَهْلِهَا؟ لَلدُّنْيَا عَلَى اللَّهِ أَهْوَنُ مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36397 / 18068 – وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: «مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِدِمْنَةِ قَوْمٍ فِيهَا سَخْلَةٌ مَيِّتَةٌ فَقَالَ: ” مَا لِأَهْلِهَا فِيهَا حَاجَةٌ “. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ كَانَ لِأَهْلِهَا فِيهَا حَاجَةٌ مَا نَبَذُوهَا. فَقَالَ: ” وَاللَّهِ، لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ السَّخْلَةِ عَلَى أَهْلِهَا، فَلَا أَلْفِيَنَّهَا أَهْلَكَتْ أَحَدًا مِنْكُمْ».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

36398 / 18069 – وَعَنْ أَنَسٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِشَاةٍ مَيِّتَةٍ فَقَالَ: ” لَلدُّنْيَا عَلَى اللَّهِ أَهْوَنُ مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَرِجَالُهُ وُثِّقُوا.

36399 / 18070 – وَعَنْ أَبِي مُوسَى: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِسَخْلَةٍ أَتَى عَلَيْهَا: ” أَتَرَوْنَ هَذِهِ هَانَتْ عَلَى أَهْلِهَا حِينَ أَلْقَوْهَا؟ “. قَالُوا: نَعَمْ. يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: ” لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ عز وجل مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا حِينَ أَلْقَوْهَا» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَفِيهِ وَهْبُ بْنِ يَحْيَى بْنِ زِمَامٍ الْعَلَّافُ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

36400 / 18071 – وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ مَنْزِلِهِ وَمَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَأَخَذَ فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ، فَمَرَّ بِفِنَاءِ قَوْمٍ وَسَخْلَةٌ مَيِّتَةٌ مَطْرُوحَةٌ بِفِنَائِهِمْ، فَقَامَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَنْظُرُ إِلَيْهَا، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: ” تَرَوْنَ هَذِهِ السَّخْلَةَ هَانَتْ عَلَى أَهْلِهَا إِذْ طَرَحُوهَا؟ “. فَقَالُوا: نَعَمْ. يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: ” وَاللَّهِ، لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ السَّخْلَةِ عَلَى أَهْلِهَا إِذْ طَرَحُوهَا».

هَكَذَا قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَالْكَبِيرِ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

36401 / ز – عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ فَرَأَى شَاةً شَائِلَةً بِرِجْلِهَا فَقَالَ: «أَتَرَوْنَ هَذِهِ الشَّاةَ هَيِّنَةً عَلَى صَاحِبِهَا؟» قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى صَاحِبِهَا، وَلَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ».

أخرجه الحاكم في المستدرك (7917).

36402 / 18072 – وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم287/10 يَقُولُ: ” «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ السَّخْلَةِ عَلَى أَهْلِهَا، وَلَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ لَمْ يُعْطِهَا إِلَّا لِأَوْلِيَائِهِ وَأَحْبَابِهِ مِنْ خَلْقِهِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَابَلُتِّيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36403 / 18072/3172– عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي فَهْمٍ رَضِيَ الله عَنْه، قال: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَزِنُ عند الله تبارك وتعالى جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، مَا أَعْطَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ”.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3172) لابن أبي شيبة. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 426): عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بني سالم- أو فهم: “أن النبي صلى الله عليه وسلم أتىِ بِهَدِيَّةٍ قَالَ: فَنَظَرَ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا يَضَعُهَا فِيهِ فَقَالَ: ضَعْهُ بِالْحَضِيضِ فَإِنَّمَا أَنَا عبد يأكل كما يأكل العبد ويشرب كما يشرب العبد، ولو كانا الدُّنْيَا تَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا أَعْطَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةٌ مِنْ مَاءٍ”. رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، رواه أحمد بْنُ حَنْبَلٍ وَالْبَزَّارُ فِي مُسْنَدَيْهِمَا. الْحَضِيضُ: بِفَتْحِ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَبِضَادَيْنِ مُعْجَمَتَيْنِ الْأُولَى مَكْسُورَةٌ هُوَ قَرَارُ الْأَرْضِ، وَأَسْفَلُ الْجَبَلِ.

36404 / 18073 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا أَعْطَى كَافِرًا مِنْهَا شَيْئًا» “.

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَفِيهِ صَالِحٌ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، وَهُوَ ثِقَةٌ، وَلَكِنَّهُ اخْتَلَطَ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

باب في ترك الدخول على الاغنياء

36405 / ز – عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الشِّخِّيرِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَقِلُّوا الدُّخُولَ عَلَى الْأَغْنِيَاءِ فَإِنَّهُ قَمِنٌ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعَمَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ».

أخرجه الحاكم في المستدرك (7939).

باب مثل الدنيا مع الآخرة

36406 / 2607 – (م ت ه – قيس بن أبي حازم رحمه الله ) : قال: سمعتُ مُسْتَورِداً، أَخا بَني فِهرٍ، وهو يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما الدنيا في الآخرة إِلا مِثْلُ ما يجْعَلُ أَحدُكم إِصبَعه هذه – وأشار يَحْيى بن سعيد بالسَّبَّابَة – في اليَمِّ، فَليَنْظُر: بِمَ ترجع؟». أخرجه مسلم، والترمذي، وابن ماجه.

36407 / 18074 – عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ الْفِهْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ” «وَاللَّهِ، مَا الدُّنْيَا مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا كَمَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ فِي الْيَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ!». قُلْتُ: هُوَ فِي الصَّحِيحِ غَيْرَ قَوْلِهِ: ” مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا “. وَقَوْلُهُ: ” وَاللَّهِ “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الصَّغِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَفِيهِ أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

باب مثل الدنيا

36408 / 2604 – (ت ه – عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ): قال: «دخلتُ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وقد نام على رُمَالِ حَصِيرٍ، وقد أَثَّرَ في جنبه، فقلنا: يا رسولَ الله، لو اتَّخَذنَا لك وِطاء تَجْعلُهُ بينك وبين الحَصيرِ، يَقيكَ منه؟ فقال: مالي وللدنيا، ما أَنا والدنيا إِلا كَرَاكِبٍ استَظَلَّ تحت شجرة، ثم راحَ وتَركها». أخرجه الترمذي. وابن ماجه بنحوه.

ولم أجد في كتابه قوله: «وِطَاء تجعله» إلى قوله: «منه» وهي في كتاب رزين.

36409 / 185 – (خ ت ه – ابن عمر رضي الله عنهما ) قال: أخَذَ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بِمَنْكبي، فقال: «كُنْ في الدنيا كأنك غَريبٌ، أو عابِرُ سَبيلٍ» .

وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيتَ فلا تَنتَظِر الصَّباحَ، وإذا أصبحتَ فلا تنتظر المساءَ، وخُذْ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك.

هذه رواية البخاري، وأخرجه الترمذي قال: أخذ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ببعض جَسَدي، فقال: «كُنْ في الدنيا كأنَّكَ غريبٌ، أو عابِرُ سبيلٍ، وعُدَّ نَفْسَكَ من أهل القبور» .

وهكذا لابن ماجه، وفيه و قال ( يا عبد الله. . . ) وذكره.

قال مجاهد: فقال لي ابن عُمَرَ: إذا أصْبَحْتَ فَلاَ تُحدِّث نَفْسَك بالمساء، وإذا أمسيتَ فلا تُحدِّث نَفْسَك بالصَّباح، وخُذْ من صِحَّتِك لسَقَمِكَ، ومن حياتِكَ قَبْلَ موتِكَ، فإنَّكَ لا تدري يا عبد الله: ما اسمُكَ غدًا ؟.

36410 / 18075 – عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «إِنَّ مَطْعَمَ ابْنِ آدَمَ جُعِلَ مَثَلًا لِلدُّنْيَا وَإِنْ قَزَّحَهُ وَمَلَّحَهُ، فَانْظُرْ إِلَى مَا يَصِيرُ».

رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَرِجَالُهُمَا رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ عُتَيٍّ، وَهُوَ ثِقَةٌ.

36411 / 18075/3168– عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: ” إِنَّمَا الدُّنْيَا مِثْلُ الثَّغَبِ، ذَهَبَ صَفْوُهُ، وَبَقِيَ كَدَرُهُ “.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3168) لمسدد. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 447): عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَال: ” إِنْمَا الدُّنْيَا مِثْلُ الثَّغَبِ ذَهَبَ صَفُوُهُ وَبَقِيَ كَدَرُهُ”. وَفِي رِوَايَةٍ ذَهَبَ صَفْوُ الدُّنْيَا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ إِلَّا الْكُدْرَةُ، الْمَوْتُ الْيَوْمَ تُحْفَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ “. رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مَوْقُوفًا وَمَدَارُ الطَّرِيقَيْنِ عَلَى يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ. الثَّغَبُ- بِفَتْحِ الْمُثَلَّثَةِ، وَالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، وَآخِرُهُ بَاءٌ موحدة- هو مَوْضِعٌ مُطْمَئِنٌ فِي أَعْلَى الْجَبَلِ.

36412 / 18075/3169– عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: “ذَهَبَ صَفْوُ الدُّنْيَا، فلم يبق منه إِلَّا الْكُدْرَةُ، وَالْمَوْتُ الْيَوْمَ تُحْفَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمْ”.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3169) لمسدد. وانظر ما قبله.

36413 / 18076 – وَعَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ: ” يَا ضَحَّاكُ، مَا طَعَامُكَ؟”. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اللَّحْمُ وَاللَّبَنُ. قَالَ: ” ثُمَّ يَصِيرُ إِلَى مَاذَا؟ “. قَالَ: إِلَى مَا قَدْ عَلِمْتَ. قَالَ: “فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ضَرَبَ مَا يَخْرُجُ مِنِ ابْنِ آدَمَ مَثَلًا لِلدُّنْيَا».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَرِجَالُ الطَّبَرَانِيِّ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، وَقَدْ وُثِّقَ.

36414 / 18077 – وَعَنْ سَلْمَانَ قَالَ: «جَاءَ قَوْمٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُمْ: ” أَلْكُمْ طَعَامٌ؟ “. قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: ” فَلَكُمْ شَرَابٌ؟ “. قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: ” فَتُصَفُّونَهُ؟ “. قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: ” وَتُبَرِّدُونَهُ؟ “. قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: ” فَإِنَّ مَعَادَهُمَا كَمَعَادِ الدُّنْيَا، يَقُومُ أَحَدُكُمْ إِلَى خَلْفِ بَيْتِهِ فَيُمْسِكُ عَلَى أَنْفِهِ مِنْ نَتْنِهِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

باب ما جاء في لعن الدنيا

36415 / 2601 – (ت ه – أبو هريرة رضي الله عنه ): قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «الدُّنيا مَلعْونَةٌ، مَلْعُون ما فيها، إِلا ذكرُ الله، وما والاهُ، وعَالِمٌ، ومُتَعَلِّمٌ». أخرجه الترمذي. وابن ماجه.

36416 / 492 – وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَيْضًا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “«الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا، إِلَّا عَالِمٌ، وَذِكْرُ اللَّهِ وَمَا وَالَاهُ»”.

قال الهيثميّ: رَوَاهُ الطّبرَانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَقَالَ: لَمْ يَرْوِهِ عَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ عَنْ عَبْدَةَ إِلَّا أَبُو الْمُطَرِّفِ الْمُغِيرَةُ بْنُ مُطَرِّفٍ. قُلْتُ: لَمْ أَرَ مَنْ ذَكَرَهُ.

36417 / 12123 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ رَفَعَهُ قَالَ: “«الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا أَمْرًا بِمَعْرُوفٍ وَنَهْيًا عَنِ الْمُنْكَرِ وَذِكْرَ اللَّهِ»”.

قال الهيثميُّ : رواه البزار، وَفِيهِ الْمُغِيرَةُ بْنُ مُطَرِّفٍ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ وُثِّقُوا.

36418 / 17659 – وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا، إِلَّا مَا ابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ خِدَاشُ بْنُ الْمُهَاجِرِ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

باب الدنيا دار من لا دار له

36419 / 18078 – عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «الدُّنْيَا دَارُ مَنْ لَا دَارَ لَهُ، وَلَهَا يَجْمَعُ مَنْ لَا عَقْلَ لَهُ» “.

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ دُوَيْدٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ.

36420 / 18078/3103– عَنْ حِبَّانَ بْنِ أَبِي جَبَلة، قال: أَنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: “تَلِدُونَ لِلْمَوْتِ وَتُعَمِّرُونَ لِلْخَرَابِ، وَتَحْرِصُونَ عَلَى مَا يَفْنَى، وَتَذَرُونَ مَا يَبْقَى، ألا حبذا المكروهات الثَّلَاثُ: الْمَوْتُ، وَالْمَرَضُ، وَالْفَقْرُ”.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3103) لأبي بكر. ولم اجده.

36421 / 18078/3104– عَنْ عَبْدِ الواحد قال: قَالَ عِيسَى بن مريم عليه السلام: “يَا بَنِي آدَمَ، لِدُوا لِلْمَوْتِ، وَابْنُوا لِلْخَرَابِ، تَفْنَى أَرْوَاحُكُمْ، وَتَبْقَى دِيَارُكُمْ”.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3104) لأبي بكر. ولم اجده.

باب الدنيا سجن المؤمن

36422 / 2602 – (م ت ه – أبو هريرة رضي الله عنه ): قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الدنيا سِجنُ المؤمن، وجَنَّةُ الكافر». أَخرجه مسلم، والترمذي، وابن ماجه.

36423 / 18079 – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ، وَسَنَتُهُ، فَإِذَا فَارَقَ الدُّنْيَا 288/10 فَارَقَ السِّجْنَ وَالسَّنَةَ» “.

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَالطَّبَرَانِيُّ بِاخْتِصَارٍ، وَرِجَالُ أَحْمَدَ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنَادَةَ، وَهُوَ ثِقَةٌ.

36424 / 18079/3171– عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ، وَجَنَّةُ الْكَافِرِ”.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3171) للحارث.

قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 428): رواه أحمد بْنُ مَنِيعٍ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ورواه أحمد بْنُ حَنْبَلٍ وَالْحَاكِمُ مِنْ حديث عبد الله بن عمرو، والبزار من حديث ابن عُمَرَ، ورواه أبو يعلى الْمَوْصِلِيُّ وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ سَلْمَانَ.

36425 / 18080 – عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “«الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ»”.

قال الهيثميّ : رواه البزار بِسَنَدَيْنِ أَحَدُهُمَا ضَعِيفٌ، وَالْآخَرُ فِيهِ جَمَاعَةٌ لَمْ أَعْرِفْهُمْ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3117) لأبي يعلى. وانظر ما قبله.

36426 / 18081 – وَعَنْ سَلْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ” «الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ، وَكَذَلِكَ قال الهيثميّ : رواه البزار.

36427 / 18082 – وَعَنْ قَتَادَةَ بْنِ نُعْمَانَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «نَزَلَ عَلَيَّ جِبْرِيلُ بِأَحْسَنِ مَا كَانَ يَأْتِينِي صُورَةً، فَقَالَ: إِنَّ السَّلَامَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ يَا مُحَمَّدُ، وَيَقُولُ: إِنِّي أَوْحَيْتُ إِلَى الدُّنْيَا أَنْ تَمَرَّرِي، وَتَنَكَّدِي، وَتَضَيَّقِي، وَتَشَدَّدِي عَلَى أَوْلِيَائِي حَتَّى يُحِبُّوا لِقَائِي، وَتَوَسَّعِي، وَتَسَهَّلِي، وَطِيبِي لِأَعْدَائِي، حَتَّى يَكْرَهُوا لِقَائِي، فَإِنِّي جَعَلْتُهَا سِجْنًا لِأَوْلِيَائِي، وَجَنَّةً لِأَعْدَائِي».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ جَمَاعَةٌ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.

باب فيمن أصبح معافى آمنا في بدنه فقد حيزت له الدنيا

36428 / 7612 – (ت ه – عبيد الله بن محصن رضي الله عنه ) أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ أصبَحَ منكم آمِناً في سِرْبه، مُعافى في جَسَدِهِ، عندهُ قوتُ يومِه، فكأنَّما حِيزَتْ له الدنيا بحذافيرها». أخرجه الترمذي وابن ماجه لكن لم يقل (بحذافيرها).

وكذا فإنني لم أجد هذه اللفظة في المطبوع للترمذي, وإن كنت وجدتها في بعض كتب من عزا هذا الحديث له والله أعلم.

36429 / 18083 – عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «مَنْ أَصْبَحَ مُعَافًى فِي بَدَنِهِ، آمِنًا فِي سِرْبِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا. يَا ابْنَ آدَمَ، جُفَيْنَةٌ يَكْفِيكَ مِنْهَا مَا سَدَّ جَوْعَتَكَ، وَوَارَى عَوْرَتَكَ، وَإِنْ كَانَ بَيْتٌ يُوَارِيكَ فَذَاكَ، وَإِنْ كَانَتْ دَابَّةٌ تَرْكَبُهَا فَبَخٍ، فَلَقُ الْخُبْزِ، وَمَاءُ الْجَرِّ، وَمَا فَوْقَ الْإِزَارِ فَحِسَابٌ عَلَيْكَ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ وُثِّقُوا عَلَى ضَعْفٍ فِي بَعْضِهِمْ. والحديث عند ابن حبان (670) دون قوله: يا ابن آدم …

36430 / 18084 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «الْأَمْنُ وَالْعَافِيَةُ نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ» “.

قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ فِي الصَّحِيحِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ. قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَالْكَبِيرِ، وَرِجَالُهُ وُثِّقُوا عَلَى ضَعْفٍ فِي بَعْضِهِمْ.

36431 / 18085 – وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «مَنْ أَصْبَحَ مُعَافًى فِي بَدَنِهِ، آمِنًا فِي سِرْبِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ عَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36432 / 18086 – وَعَنْ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «ابْنَ آدَمَ، عِنْدَكَ مَا يَكْفِيكَ، وَأَنْتَ تَطْلُبُ مَا يُطْغِيكَ، لَا بِقَلِيلٍ تَقْنَعُ، وَلَا مِنْ كَثِيرٍ تَشْبَعُ. ابْنَ آدَمَ، إِذَا أَصْبَحْتَ آمِنًا فِي سِرْبِكَ، مُعَافًى فِي جَسَدِكَ، عِنْدَكَ قُوتُ يَوْمِكَ، فَعَلَى الدُّنْيَا الْعَفَاءُ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ أَبُو بَكْرٍ الدَّاهِرِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36433 / 18087 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «إِلَيْكَ انْتَهَتِ الْأَمَانِي يَا صَاحِبَ الْعَافِيَةِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.289/10

باب ما جاء في الصحة والفراغ

36434 / 9519 – (خ ت هـ) عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «نِعمتان مَغْبون فيهما كثير من الناس: الصِّحة، والفَرَاغ». أخرجه البخاري والترمذي وابن ماجه.

36435 / 18088 – عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ» “.

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ حُمَيْدُ بْنُ الْحَكَمِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

باب ما جاء في عمل السر

36436 / 18089 – عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: «قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَمَامُ الْبِرِّ؟ قَالَ: ” أَنْ تَعْمَلَ فِي السِّرِّ عَمَلَ الْعَلَانِيَةِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ لَمْ يَتَعَمَّدِ الْكَذِبَ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ وُثِّقُوا عَلَى ضَعْفٍ فِي بَعْضِهِمْ.

36437 / 18090 – وَعَنْ أَبِي عَامِرٍ السَّكُونِيِّ قَالَ: «قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَمَامُ الْبِرِّ؟ قَالَ: ” أَنْ تَعْمَلَ فِي السِّرِّ عَمَلَ الْعَلَانِيَةِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ أَيْضًا.

36438 / 18091 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنِّي أَعْمَلُ عَمَلًا يُطَّلَعُ عَلَيْهِ فَيُعْجِبُنِي. قَالَ: ” لَكَ أَجْرَانِ: أَجْرُ السِّرِّ، وَأَجْرُ الْعَلَانِيَةِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

باب مجانبة أهل الغضب

36439 / 18092 – عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ” «إِذَا مَرَرْتُمْ عَلَى أَرْضٍ قَدْ هَلَكَ أَهْلُهَا فَأَغِذُّوا السَّيْرَ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ، وَفِي بَعْضِهِمْ خِلَافٌ.

36440 / 18093 – وَعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ قَالَ: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَانَا يَوْمَ وَرَدَ حِجْرَ ثَمُودَ عَنْ رَكِيَّةٍ عِنْدَ جَانِبِ الْمَدِينَةِ أَنْ نَشْرَبَ مِنْهَا، وَنَسْقِيَ مِنْهَا، وَنَهَانَا أَنْ نَتَوَلَّجَ بُيُوتَهُمْ، وَنَبَّأَنَا أَنَّ وَلَدَ النَّاقَةِ ارْتَقَى فِي قَارَّةٍ سَمِعْتُ النَّاسَ يَدْعُونَهَا كَبَابَةَ، وَأَنَّ أَثَرَ وَلَدِ النَّاقَةِ مُبِينٌ فِي قُبُلِهَا».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.

36441 / 18094 – وَعَنْ سَبْرَةَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِأَصْحَابِهِ حِينَ نَزَلَ الْحِجْرَ: ” مَنِ اعْتَجَنَ مِنْ هَذِهِ؟ ” يَعْنِي بِئْرَهُمْ شَيْئًا فَلْيُلْقِهِ “. فَأَلْقَى ذُو الْعَجِينِ عَجِينَهُ، وَصَاحِبُ الْحَيْسِ حَيْسَهُ».

36442 / 18095 – وَفِي رِوَايَةٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِأَصْحَابِهِ حِينَ رَاحَ مِنَ الْحِجْرِ.

رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ.

36443 / 18096 – وَعَنْ أَبِي كَبْشَةَ قَالَ: «لَمَّا كَانَتْ غَزْوَةُ تَبُوكَ تَسَارَعَ النَّاسُ إِلَى الْحِجْرِ لِيَدْخُلُوا فِيهِ ; فَنُودِيَ فِي النَّاسِ: أَنَّ الصَّلَاةَ جَامِعَةٌ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُمْسِكٌ بَعِيرَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: ” عَلَى مَا تَدْخُلُونَ؟ عَلَى قَوْمٍ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ؟! “. قَالَ: فَنَادَاهُ رَجُلٌ يَعْجَبُ مِنْهُمْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ!! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ؟ نَبِيُّكُمْ يُنْبِئُكُمْ 290/10 بِمَا كَانَ قَبْلَكُمْ، وَمَا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ، اسْتَقِيمُوا وَسَدِّدُوا ; فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَعْبَأُ بِعَذَابِكُمْ شَيْئًا» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَأَحْمَدُ بِأَسَانِيدَ، وَأَحَدُهَا حَسَنٌ.

باب طلب الحلال والبحث عنه

36444 / 18098 – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «طَلَبُ الْحَلَالِ فَرِيضَةٌ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ الثَّقَفِيُّ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.

36445 / 18098/3273– عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا حَرَامًا مُكَاثِرًا مُفَاخِرًا مُرَائِيًا، لقي الله تبارك وتعالى وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ، وَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا حَلَالًا اسْتِعْفَافًا عَنِ الْمَسْأَلَةِ وَسَعْيًا عَلَى أَهْلِهِ، وَتَعَطُّفًا عَلَى جَارِهِ، لقي الله عز وجل وَوَجْهُهُ مِثْلُ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ”.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3273) لأبي يعلى وعبد بن حميد. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 429): رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَأَبُو يَعْلَى كِلَاهُمَا بِسَنَدٍ فِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ.

36446 / 18099 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «طَلَبُ الْحَلَالِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

36447 / 18100 – وَعَنْ أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ، أُخْتِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ: «أَنَّهَا بَعَثَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَدَحِ لَبَنٍ عِنْدَ فِطْرِهِ وَهُوَ صَائِمٌ، وَذَلِكَ فِي طُولِ النَّهَارِ، وَشِدَّةِ الْحَرِّ، فَرَدَّ إِلَيْهَا رَسُولَهَا: ” أَنَّى لَكِ هَذَا اللَّبَنَ؟! “. قَالَتْ: مِنْ شَاةٍ لِي، قَالَ: فَرَدَّ إِلَيْهَا رَسُولَهَا: ” أَنَّى كَانَتْ لَكِ هَذِهِ الشَّاةُ؟ “. قَالَتِ: اشْتَرَيْتُهَا مِنْ مَالِي، فَأَخَذَهُ مِنْهَا، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَتْهُ فَقَالَتْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَعَثْتُ لَكَ بِاللَّبَنِ مَرْثِيَةً لَكَ مِنْ طُولِ النَّهَارِ، وَشِدَّةِ الْحَرِّ، فَرَدَدْتَ الرَّسُولَ فِيهِ، فَقَالَ لَهَا: ” بِذَلِكَ أُمِرَتِ الرُّسُلُ، أَلَّا تَأْكُلَ إِلَّا طَيِّبًا، وَلَا تَعْمَلَ إِلَّا صَالِحًا».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ. لكن هو في المستدرك (7159).

باب فيمن أكل حلالا أو حراما

36448 / 8131 – (م ت) أبو هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أيُّها الناس، إن الله طيِّب، لا يقبلُ إلا طيباً، وإنَّ الله أمرَ المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: {يا أيُّها الرُّسُلُ كُلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم} المؤمنون: 51 وقال: {يا أيُّها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم} البقرة: 172 ثم ذكرَ الرجلَ يُطيل السَّفر، أشعثَ أغْبَرَ، يمدّ يديه إلى السماء: يا ربِّ يا رب ومطْعمه حرام، ومشْرَبُه حرام، وملبَسَهُ حرام، وغُذِيّ بالحرام، فأنَّى يُستجَاب لذلك؟». أخرجه الترمذي، وأخرجه مسلم ولم يذكر: «الملبس».

وزاد رزين بعد قوله: « {ما رزقناكم} » ، وقال: {أَنْفِقُوا من طيبات ما كسبتم ومما أخْرَجنا لكم من الأرض ولا تيمَّمُوا الخبيث منه تنفقون} البقرة: 267 .

36449 / 18101 – عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «تُلِيَتِ الْآيَةُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا} [البقرة: 168]، فَقَامَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ” يَا سَعْدُ، أَطِبْ مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ الْعَبْدَ يَقْذِفُ اللُّقْمَةَ الْحَرَامَ فِي جَوْفِهِ مَا يُتَقَبَّلُ مِنْهُ الْعَمَلُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَأَيُّمَا عَبْدٍ نَبَتَ لَحْمُهُ مِنْ سُحْتٍ فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الصَّغِيرِ، وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.291/10

باب النفقة من الحلال والحرام

36450 / 18102 – عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: «كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَطَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعَالِيَةِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي بِأَشَدِّ شَيْءٍ فِي هَذَا الدِّينِ وَأَلْيَنِهِ، فَقَالَ: ” أَلْيَنُهُ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَشُدُّهُ يَا أَخَا الْعَالِيَةِ، الْأَمَانَةُ ; إِنَّهُ لَا دِينَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا صَلَاةَ وَلَا زَكَاةَ لَهُ. يَا أَخَا الْعَالِيَةِ، إِنَّ مَنْ أَصَابَ مَالًا مِنْ حَرَامٍ فَلَبِسَ جِلْبَابًا يَعْنِي قَمِيصًا لَمْ تُقْبَلْ صَلَاتُهُ حَتَّى يُنَحِّيَ ذَلِكَ الْجِلْبَابَ عَنْهُ ; إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَكْرَمُ وَأَجَلُّ يَا أَخَا الْعَالِيَةِ، مِنْ أَنْ يَقْبَلَ عَمَلَ رَجُلٍ أَوْ صَلَاتَهُ وَعَلَيْهِ جِلْبَابٌ مِنْ حَرَامٍ».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَفِيهِ أَبُو الْجَنُوبِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36451 / 18103 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «إِذَا خَرَجَ الْخَارِجُ حَاجًّا بِنَفَقَةٍ طَيِّبَةٍ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ، وَنَادَى: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، نَادَاهُ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، زَادُكَ حَلَالٌ، وَرَاحِلَتُكَ حَلَالٌ، وَحَجُّكَ مَبْرُورٌ غَيْرُ مَأْزُورٍ، وَإِذَا خَرَجَ بِالنَّفَقَةِ الْخَبِيثَةِ، فَوَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ، فَنَادَى: لَبَّيْكَ، نَادَاهُ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: لَا لَبَّيْكَ وَلَا سَعْدَيْكَ، زَادُكَ حَرَامٌ، وَنَفَقَتُكَ حَرَامٌ، وَحَجُّكَ غَيْرُ مَبْرُورٍ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْيَمَامِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36452 / 18104 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لَا يُحِبُّ، وَلَا يُعْطِي الدِّينَ إِلَّا مَنْ أَحَبَّ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يُسْلِمُ عَبْدٌ حَتَّى يَسْلَمَ قَلْبُهُ، وَلَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يَأْمَنَ جَارُهُ بَوَائِقَهُ “. قَالُوا: وَمَا بَوَائِقُهُ؟ قَالَ: ” غَشْمُهُ، وَظُلْمُهُ، وَلَا اكْتَسَبَ عَبْدٌ مَالًا حَرَامًا فَيَتَصَدَّقُ بِهِ فَيُقْبَلُ مِنْهُ، وَلَا يُنْفِقُهُ فَيُبَارَكُ لَهُ فِيهِ، وَلَا يَدَعُهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ إِلَّا كَانَ زَادَهُ إِلَى النَّارِ. إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَا يَمْحُو السَّيِّئَ بِالسَّيِّئِ، وَلَكِنْ يَمْحُو السَّيِّئَ بِالْحَسَنِ، وَالْخَبِيثُ لَا يَمْحُو الْخَبِيثَ، وَمَنِ اكْتَسَبَ مَالًا مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ، فَوَضَعَهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ، فَذَاكَ الدَّاءُ الْعُضَالُ، وَمَنِ اكْتَسَبَ مَالًا فَوَضَعَهُ فِي حَقِّهِ فَمِثْلُ ذَلِكَ مِثْلُ الْغَيْثِ يَنْزِلُ» “. وَذَكَرَ كَلِمَةً ذَهَبَتْ عَنِّي.

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.

36453 / 18105 – «وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: ” مَنِ اشْتَرَى ثَوْبًا بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ، وَفِيهِ دِرْهَمٌ مِنْ حَرَامٍ لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ عز وجل لَهُ صَلَاةً مَا دَامَ عَلَيْهِ “. قَالَ: ثُمَّ أَدْخَلَ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: صَمْتًا إِنْ لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَمِعْتُهُ يَقُولُهُ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد مِنْ طَرِيقِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَهَاشِمٌ لَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ وُثِّقُوا عَلَى أَنَّ بَقِيَّةَ مُدَلِّسٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (380) لعبد بن حميد. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (2/ 251): هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِتَدْلِيسِ بَقَيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ، وجهلة التَّابِعِيِّ.

36454 / 18106 – وَعَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «مَنْ كَسَبَ مَالًا مِنْ حَرَامٍ، فَأَعْتَقَ مِنْهُ، وَوَصَلَ مِنْهُ رَحِمَهُ، كَانَ 292/10 ذَلِكَ إِصْرًا» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ الْجُعْفِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

باب فيمن أكل شيئا يعلم أنه حرام

36455 / 18107 – عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ سَعْدٍ أَنَّهَا قَالَتْ: «أَفْتِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ عَنِ السَّرِقَةِ. قَالَ: ” مَنْ أَكَلَهَا، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهَا سَرِقَةٌ فَقَدْ أُشْرِكَ فِي إِثْمِ سَرِقَتِهَا».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.

باب أكل التراب خير من أكل الحرام

36456 / 18108 – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ فَيَذْهَبُ إِلَى الْجَبَلِ فَيَحْتَطِبُ ثُمَّ يَأْتِي بِهِ فَيَحْمِلُهُ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَبِيعُهُ فَيَأْكُلُ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ، وَلَأَنْ يَأْخُذَ تُرَابًا فَيَجْعَلَهُ فِي فِيهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَجْعَلَ فِي فِيهِ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ»”.

قُلْتُ: هُوَ فِي الصَّحِيحِ غَيْرَ قِصَّةِ التُّرَابِ.

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَقَدْ وُثِّقَ.

باب فيمن نبت لحمه من الحرام

36457 / 8131 – (م ت) أبو هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أيُّها الناس، إن الله طيِّب، لا يقبلُ إلا طيباً، وإنَّ الله أمرَ المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: {يا أيُّها الرُّسُلُ كُلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم} المؤمنون: 51 وقال: {يا أيُّها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم} البقرة: 172 ثم ذكرَ الرجلَ يُطيل السَّفر، أشعثَ أغْبَرَ، يمدّ يديه إلى السماء: يا ربِّ يا رب ومطْعمه حرام، ومشْرَبُه حرام، وملبَسَهُ حرام، وغُذِيّ بالحرام، فأنَّى يُستجَاب لذلك؟». أخرجه الترمذي، وأخرجه مسلم ولم يذكر: «الملبس».

وزاد رزين بعد قوله: « {ما رزقناكم} » ، وقال: {أَنْفِقُوا من طيبات ما كسبتم ومما أخْرَجنا لكم من الأرض ولا تيمَّمُوا الخبيث منه تنفقون} البقرة: 267 .

36458 / 18109 – عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ جَسَدٌ غُذِّيَ بِحَرَامٍ» “.

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَالْبَزَّارُ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَرِجَالُ أَبِي يُعْلَى ثِقَاتٌ، وَفِي بَعْضِهِمْ خِلَافٌ.

36459 / ز – عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ نَبَتَ لَحْمُهُ مِنَ السُّحْتِ فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ».

أخرجه الحاكم في المستدرك (7246).

36460 / ز – عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «مَنْ نَبَتَ لَحْمُهُ مِنَ السُّحْتِ فَإِلَى النَّارِ».

أخرجه الحاكم في المستدرك (7247).

36461 / 18110 – وَعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ، النَّارُ أَوْلَى بِهِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ مِنْ رِوَايَةِ أَيُّوبَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، وَهِيَ مُسْتَقِيمَةٌ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ خَلَفٍ الرَّمْلِيُّ لَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36462 / 18111 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ حُسَيْنُ بْنُ قَيْسٍ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.

باب التورع عن الشبهات

36463 / 8133 – (خ م د ت س ه – النعمان بن بشير رضي الله عنه ) قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول – وأهوى النعمان بإصبعيه إلى أذنيهِ – «إنّ الحلال بيِّن، وإن الحرام بيِّن، وبينها أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات، استبرأ لدينه وعِرْضهِ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يَوشك أن يرتَعَ فيه، ألا ولكِّل ملك حمى، إلا وإنَّ حمى الله محارمُه، ألا وإنَّ في الجسد مضغة، إذا صلَحتْ صلَحَ الجسدُ كلُّه، وإذا فسدت فسدَ الجسدُ كلُّه، ألا وَهِي القلبُ». أخرجه البخاري ومسلم وابن ماجه، وأخرجه الترمذي إلى قوله: «محارمه» وأخرجه أبو داود إلى قوله: «وقع في الحرام».

ولأبي داود: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الحلالَ بيِّن والحرام بيِّن، وبينهما أمور مشتبهات، وسأضرِبُ لكم في ذلك مثلاً: إن الله حَمَى حِمى، وإن حِمَى الله ما حرَّم، وإنه مَن يرْتَعْ حول الحِمَى، يُوشِك أن يخالطه، وإنَّه مَن يُخالط الرِّيبة يُوشكُ أن يَجسُرَ» وأخرج النسائي رواية أبي داود.

وفي رواية «الحلال بيِّن والحرام بيِّن، وبينهما أمور مشتبهة، فمن ترك ما شُبّه عليه من الإثم، كان لما استبان عليه أترك، ومن اجترأ على ما يشك فيه من الإثم أوشكَ أن يُواقع ما استبان، والمعاصي حمى الله، ومن يرتَع حولَ الحِمى يُوشِكُ أن يُخالِطَهُ».

36464 / 8379 – (خ م د) أبو هريرة وأنس بن مالك – رضي الله عنهما – أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم «مرَّ بتمرة في الطريق، فقال: لولا أني أخشى أن تكون من الصدقة لأكلتها» وفي رواية لأنس: «وجد تمرة فقال: لولا أن تكون من الصدقة لأكلتها». أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود.

36465 / 2791 – (ت ه – عطية السعدي رضي الله عنه ) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يبلُغُ العبدُ أَن يكون من المتقين» . – وفي رواية -: «لا يبلغ العبد حقيقة التَّقْوى – حتى يدع ما لا بأس به، حذراً مما به البَأْسُ». أَخرجه الترمذي. وقال ابن ماجه: (حذراً لما).

36466 / 4642 – (ت س) أبو الحوراء السعدي ربيعة بن شيبان: قال: «قلتُ للحسن بن علي – رضي الله عنهما -: ما حفظتَ من رسولِ صلى الله عليه وسلم؟ قال: حفظتُ منه: دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلى ما لا يَرِيبُكَ، فإِن الصِّدْقَ طُمأْنينة والكذبَ رِيبَة». أخرجه الترمذي، وقال: في الحديث قصة.

وأخرج النسائي منه إِلى قوله: «ما لا يَرِيبُكَ».

36467 / 18112 – عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ” «اجْعَلُوا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الْحَرَامِ سُتْرَةً مِنَ الْحَلَالِ» “. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ شَيْخِ الطَّبَرَانِيِّ: الْمِقْدَامِ بْنِ دَاوُدَ، وَقَدْ وُثِّقَ عَلَى ضَعْفٍ فِيهِ.

36468 / 18113 – وَعَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، وَالْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا شُبُهَاتٌ، مَنْ تَوَقَّاهُنَّ كُنَّ وِقَاءً لِدِينِهِ، وَمَنْ يُوقَعْ فِيهِنَّ يُوشِكْ أَنْ يُوَاقِعَ الْكَبَائِرَ، كَالْمُرْتِعِ حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ، لِكُلِّ مِلْكٍ حِمًى، وحى الله حدوده» “.

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَفِيهِ مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1354) لاسحاق. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (3/ 298): هذا إسناده ضَعِيفٍ، لِضَعْفِ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ. قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبِرْقَانِ، ثَنَا مُوسَى بْنُ عبيدة، أخبرني سعد بن إبراهيم، عمن أخبره، عن عمار بن ياسر نحوه ولَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ النُّعْمَانِ بْنِ بشير.

36469 / 18114 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَ ذَلِكَ شُبُهَاتٌ، فَمَنْ أُوقِعَ 293/10 بِهِنَّ فَهُوَ قَمِنٌ أَنْ يَأْثَمَ، وَمَنِ اجْتَنَبَهُنَّ فَهُوَ أَوْفَرُ لِدِينِهِ، كَمُرْتِعٍ إِلَى جَنْبِ حِمًى، أَوْشَكَ أَنْ يَقَعَ فِيهِ، وَلِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، وَحِمَى اللَّهِ الْحَرَامُ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ سَابِقٌ الْجَزَرِيُّ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

36470 / 18115 – وَعَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ قَالَ: «تَرَاءَيْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمَسْجِدِ الْخَيْفِ، فَقَالَ لِي أَصْحَابُهُ: إِلَيْكِ يَا وَاثِلَةُ، أَيْ تَنَحَّ عَنْ وَجْهِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ” دَعُوهُ فَإِنَّمَا جَاءَ يَسْأَلُ “. قَالَ: فَدَنَوْتُ، فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِتُفْتِنَا مِنْ أَمْرٍ نَأْخُذُ بِهِ عَنْكَ مِنْ بَعْدِكَ، قَالَ: ” لِتُفْتِكَ نَفْسُكَ “. قَالَ: قُلْتُ: وَكَيْفَ لِي بِذَلِكَ؟! قَالَ: ” دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ، وَإِنْ أَفْتَاكَ الْمُفْتُونُ “. قُلْتُ: وَكَيْفَ لِي بِعِلْمِ ذَلِكَ؟ قَالَ: ” تَضَعُ يَدَكَ عَلَى فُؤَادِكَ ; فَإِنَّ الْقَلْبَ يَسْكُنُ لِلْحَلَّالِ، وَلَا يَسْكُنُ لِلْحَرَامِ، وَإِنَّ الْوَرِعَ الْمُسْلِمَ يَدَعُ الصَّغِيرَ مَخَافَةَ أَنْ يَقَعَ فِي الْكَبِيرِ “. قُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ مَا الْعَصَبِيَّةُ؟ قَالَ: ” الَّذِي يُعِينُ قَوْمَهُ عَلَى الظُّلْمِ “. قُلْتُ: فَمَنِ الْحَرِيصُ؟ قَالَ: ” الَّذِي يَطْلُبُ الْمَكْسَبَةَ مِنْ غَيْرِ حِلِّهَا “. قُلْتُ: فَمَنَ الْوَرِعُ؟ قَالَ: ” الَّذِي يَقِفُ عِنْدَ الشُّبْهَةِ “. قُلْتُ: فَمَنِ الْمُؤْمِنُ؟ قَالَ: ” مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَدِمَائِهِمْ “. قُلْتُ: فَمَنِ الْمُسْلِمُ؟ قَالَ: ” مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ “. قُلْتُ: فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ” كَلِمَةُ حُكْمٍ عِنْدَ إِمَامٍ جَائِرٍ» “.

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى وَالطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ عُبَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1357) لأبي يعلى. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (1/ 244): قُلْتُ: رَوَى أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ مِنْهُ قِصَّةَ الْعَصَبِيَّةِ حَسْبُ مِنْ طَرِيقِ فَسِيلَةَ عْنَ أبيها وَاثِلَةَ بِهِ.

36471 / 18116 – وَعَنْ وَاثِلَةَ قَالَ: «قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، نَبِّئْنِي. قَالَ: ” إِنْ شِئْتَ أَنْبَأَتُكَ بِمَا جِئْتَ تَسْأَلُ عَنْهُ، وَإِنْ شِئْتَ فَسَلْ “. قَالَ: بَلْ نَبِئْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ; فَإِنَّهُ أَطْيَبُ لِنَفْسِي، قَالَ: ” جِئْتَ تَسْأَلُ عَنِ الْيَقِينِ وَالشَّكِّ “. قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ. قَالَ: ” فَإِنَّ الْيَقِينَ مَا اسْتَقَرَّ فِي الصَّدْرِ، وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ، وَإِنْ أَفْتَاكَ الْمُفْتُونُ، دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ، فِإِنَّ الْخَيْرَ طُمَأْنِينَةٌ وَالشَّكَ رِيبَةٌ وَإِذَا شَكَكْتَ فَدَعْ»”. فَذَكَرَ نَحْوَهُ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْكِنْدِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36472 / 18117 – وَعَنْ وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ الْأَسَدِيِّ قَالَ: «جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا لَا أُرِيدُ أَنْ أَدَعَ مِنَ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ شَيْئًا إِلَّا سَأَلْتُهُ عَنْهُ، فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ فِي عِصَابَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حَوْلَهُ، فَجَعَلْتُ أَتَخَطَّاهُمْ لِأَدْنُوَ مِنْهُ، فَانْتَهَرَنِي بَعْضُهُمْ فَقَالَ: إِلَيْكَ يَا وَابِصَةُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَدْنُوَ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” دَعَوْا وَابِصَةَ، ادْنُ مِنِّي يَا وَابِصَةُ “. فَأَدْنَانِي حَيْثُ كُنْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: ” أَتَسْأَلُنِي أَمْ أُخْبِرُكَ؟ “. فَقُلْتُ: لَا. بَلْ تُخْبِرُنِي. فَقَالَ: جِئْتَ تَسْأَلُ عَنَ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ “. قُلْتُ: نَعَمْ. فَجَمَعَ أَنَامِلَهُ فَجَعَلَ يَنْكُثُ بِهِنَّ فِي صَدْرِي وَقَالَ: ” الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ، وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَأَحْمَدُ بِاخْتِصَارٍ عَنْهُ، وَرِجَالُ أَحَدِ إِسْنَادَيِ الطَّبَرَانِيِّ ثِقَاتٌ.

36473 / 18118 – وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: «قَالَ رَجُلٌ: مَا الْإِثْمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ” مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ فَدَعْهُ “. قَالَ: فَمَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: ” مَنْ سَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ، وَسَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ» “.

رَوَاهُ 294/10 الطَّبَرَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بِاخْتِصَارٍ عَنْهُ، وَرِجَالُ الطَّبَرَانِيِّ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36474 / 18119 – وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الصَّغِيرِ، وَفِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رُومَانَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

باب

36475 / 18120 – عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: «دَخَلْتُ يَوْمًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُمْ قِدْرٌ تَفُورُ لَحْمًا، فَأَعْجَبَتْنِي شَحْمَةٌ فَأَخَذْتُهَا فَازْدَرَدْتُهَا، فَاشْتَكَيْتُ عَلَيْهَا سَنَةً، ثُمَّ إِنِّي ذَكَرْتُهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: ” إِنَّهُ كَانَ فِيهَا نَفْسُ سَبْعَةِ أَنَاسِيَّ “. ثُمَّ مَسَحَ بَطْنِي فَأَلْقَيْتُهَا خَضْرَاءَ، فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ، مَا اشْتَكَيْتُ حَتَّى السَّاعَةِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ أَبُو أُمَيَّةَ الْأَنْصَارِيُّ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ وُثِّقُوا.

باب فيمن أكل طيبا حلالا

36476 / 18121 – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ” «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ النَّحْلَةِ، أَكَلَتْ طَيِّبًا وَوَضَعَتْ طَيِّبًا، وَوَقَعَتْ فَلَمْ تَكْسِرْ وَلَمْ تُفْسِدْ»”.

قال الهيثميّ : رواه أحمد فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ تَقَدَّمَ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ أَبِي سَبْرَةَ، وَقَدْ وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ.

36477 / 18121/1355– عن أبي عبد الرحمن مَوْلَى سَعْدٍ قَالَ: جِئْتُ بِاللَّيْلِ أنا وسعد رَضِيَ الله عَنْه إِلَى بُسْتَانٍ ذِي نَخْلٍ فَطَلَبْنَا صَاحِبَ الْبُسْتَانِ فَلَمْ نَجِدْهُ، فَقَالَ لي سعد رَضِيَ الله عَنْه: إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَكُونَ مُسْلِمًا حَقًّا فَلَا تَأْكُلْ منه شيئا فبتنا جائعين

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1355) لمسدد. إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (3/ 299).

36478 / 18122 – وَعَنْ أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ النَّحْلَةِ لَا تَأْكُلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَلَا تَضَعُ إِلَّا طَيِّبًا» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، وَقَدْ وُثِّقَ عَلَى ضَعْفِهِ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ. وهو عند ابن حبان (5230). قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمَ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: ” أَطِبْ مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ». فِي بَابِ فِيمَنْ أَكَلَ حَلَالًا أَوْ حَرَامًا.

36479 / 18123 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «أَرْبَعٌ إِذَا كُنَّ فِيكَ فَلَا عَلَيْكَ مَا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا: حِفْظُ أَمَانَةٍ، وَصِدْقُ حَدِيثٍ، وَحُسْنُ خَلِيقَةٍ، وَعِفَّةٌ فِي طُعْمَةٍ»”.

قال الهيثميّ : رواه أحمد وَالطَّبَرَانِيُّ، وَإِسْنَادُهُمَا حَسَنٌ.

باب ما جاء في فضل الورع والزهد

36480 / 9350 – (ت) جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما – قال: «ذُكِرَ رجل عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم بعبادة واجتهاد، وذُكِر آخر بِرِعَةٍ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: لا يُعدَل بالرِّعَةِ شيء». أخرجه الترمذي.

36481 / 2790 – (ت) جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما -: قال: «ذُكِرَ رجلٌ عند رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بعبادةٍ واجتهادٍ، وذُكر آخرُ بورعٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يُعدَلُ الوَرَعُ بشيءٍ». أخرجه ….

36482 / 18124 – عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ اسْتَوْجَبَ الثَّوَابَ، وَاسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ: خُلُقٌ يَعِيشُ بِهِ فِي النَّاسِ، وَوَرَعٌ يَحْجِزُهُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ، وَحِلْمٌ يَرُدُّ بِهِ جَهْلَ الْجَاهِلِ»”.

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.

36483 / 18125 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى نَاجَى مُوسَى بِمِائَةِ أَلْفٍ وَأَرْبَعِينَ أَلْفَ كَلِمَةٍ فِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، وَصَايَا كُلُّهَا، فَلَمَّا سَمِعَ مُوسَى كَلَامَ الْآدَمِيِّينَ مَقَتَهُمْ مِمَّا وَقَعَ فِي مَسَامِعِهِ مِنْ كَلَامِ الرَّبِّ، 295/10 وَكَانَ فِيمَا نَاجَهُ أَنْ قَالَ: يَا مُوسَى، لَمْ يَتَصَنَّعِ الْمُتَصَنِّعُونَ لِي بِمِثْلِ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا، وَلَمْ يَتَقَرَّبِ الْمُتَقَرِّبُونَ بِمِثْلِ الْوَرَعِ عَمَّا حَرَّمْتُ عَلَيْهِمْ، وَلَا تَعَبَّدَنِي الْعَابِدُونَ بِمِثْلِ الْبُكَاءِ مِنْ خِيفَتِي. فَقَالَ مُوسَى: يَا إِلَهَ الْبَرِيَّةِ كُلِّهَا، وَيَا مَالِكَ يَوْمِ الدِّينِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، فَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهُمْ؟ وَمَاذَا جَزَيْتَهُمْ؟ قَالَ: يَا مُوسَى، أَمَّا الزَّاهِدُونَ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّهُمْ أَبَحْتُهُمْ جَنَّتِي يَتَبَوَّءُونَ حَيْثُ يَشَاءُونَ. وَأَمَّا الْوَرَعَةُ عَمَّا حَرَّمْتُ عَلَيْهِمْ ; فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَلْقَانِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا نَقَشْتُهُ وَفَتَّشْتُهُ عَمَّا كَانَ فِي يَدَيْهِ إِلَّا مَا كَانَ مِنَ الْوَرِعِينَ، فَإِنِّي أَسَتَهِيبُهُمْ، وَأُجِلُّهُمْ فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَأَمَّا الْبَكَّاءُونَ مِنْ خِيفَتِي فَلَهُمُ الرَّفِيقُ الْأَعْلَى لَا يُشَارَكُونَ فِيهِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ جُوَيْبِرُ بْنُ سَعِيدٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36484 / 18126 – وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «مَا أَعْجَبَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَيْءٌ مِنَ الدُّنْيَا وَلَا أَعْجَبَهُ فِيهَا إِلَّا وَرَعَا».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ ابْنِ لَهِيعَةَ، وَقَدْ وُثِّقَ عَلَى ضَعْفِهِ، وَشَيْخُ الطَّبَرَانِيِّ: أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ لَمْ أَعْرِفْهُ.

36485 / 18127 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، ارْضَ بِمَا قُسِمَ لَكَ تَكُنْ غَنِيًّا، وَكُنْ وَرِعًا تَكُنْ أَعْبُدَ النَّاسِ، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا، وَأَحْسِنْ مُجَاوَرَةَ مَنْ جَاوَرَكَ تَكُنْ مُسْلِمًا، وَإِيَّاكَ وَكَثْرَةَ الضَّحِكِ، فَإِنَّهُ يُمِيتُ الْقَلْبَ، وَالْقَهْقَهَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَالتَّبَسُّمُ مِنَ اللَّهِ عز وجل» “.

قُلْتُ: رواه الترمذي وَابْنُ مَاجَهْ خَلَا مِنْ قَوْلِهِ: ” وَالْقَهْقَهَةُ “. قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الصَّغِيرِ، وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.

باب فيمن ترك شيئا لله تعالى

36486 / 18128 – عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، وَأَبِي الدَّهْمَاءِ قَالَا: «أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَقُلْنَا: هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ. سَمِعْتُهُ يَقُولُ: ” إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا لِلَّهِ عز وجل إِلَّا أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْهُ».

وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3301) للحارث. الذي في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (1/ 207): قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ وَأَبِي الدَّهْمَاءِ قَالَا: “أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ – وَكَانَا يُكْثِرَانِ السَّفَرَ- فَقَالَ الْبَدَوِيُّ: أَخَذَ بِيَدِي رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَجَعَلَ يُعَلِّمُنِي مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ، فَكَانَ مِمَّا حَفِظْتُ عَنْهُ أَنْ قالْ: إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا اتِّقَاءَ اللَّهِ إِلَّا أَعْطَاكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْهُ “. قُلْتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى: عَنْ سُوَيْدِ بْنِ نَصْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ.

36487 / 18129 – وَفِي رِوَايَةٍ: «أَخَذَ بِيَدِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ يُعَلِّمُنِي مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَقَالَ: ” إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا اتِّقَاءَ اللَّهِ عز وجل إِلَّا أَعْطَاكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْهُ».

رَوَاهُ كُلَّهُ أَحْمَدُ بِأَسَانِيدَ، وَرِجَالُهَا رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36488 / 18130 – وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «مَنْ قَدَرَ عَلَى طَمَعٍ مَنْ طَمَعِ الدُّنْيَا فَأَدَّاهُ، وَلَوْ شَاءَ لَمْ يُؤَدِّهِ، زَوَّجَهُ اللَّهُ عز وجل مِنَ الْحُورِ الْعِينِ حَيْثُ شَاءَ» “.

رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3126) لأبي يعلى. وتمامه في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 371): وَمَنْ دَعَتْهُ مُغَيَّبَةٌ إِلَى نَفْسِهَا فَتَرَكَهَا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ- عز وجل- زوجه الله مِنَ الْحَوْرِ الْعِينِ حَيْثَ شَاءَ”. قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ بَشِيرِ بْنِ نُمَيْرٍ.

باب ما جاء في الشهرة

36489 / 18131 – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يُشَارَ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ فِي دِينٍ، أَوْ دُنْيَا إِلَّا مَنْ عَصَمَ اللَّهُ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، 296/10 وَفِيهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ حُصَيْنٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36490 / 18132 – عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” «كَفَى بِالْمَرْءِ مِنَ الْإِثْمِ أَنْ يُشَارَ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ ” قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ كَانَ خَيْرًا؟ قَالَ: ” وَإِنْ كَانَ خَيْرًا فَهُو شَرٌّ لَهُ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ، وَإِنْ كَانَ شَرًّا فَهُوَ شَرٌّ لَهُ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ: كَثِيرُ بْنُ مَرْوَانَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36491 / 18133 – وَعَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ قَالَ: صَحِبْتُ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: أَوْصِنِي رَحِمَكَ اللَّهُ. فَقَالَ: احْفَظْ عَنِّي ثَلَاثَ خِصَالٍ يَنْفَعْكَ اللَّهُ بِهِنَّ: إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَعْرِفَ وَلَا تُعْرَفَ فَافْعَلْ، وَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَسْمَعَ وَلَا تَتَكَلَّمَ فَافْعَلْ، وَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَجْلِسَ وَلَا يُجْلَسَ إِلَيْكَ فَافْعَلْ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

باب فيما يحتقره الإنسان من الكلام

36492 / 9410 – (خ م ط ت هـ) أبو هريرة – رضي الله عنه – قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن العبد ليتكلّم بالكلمة مِنْ رضوان الله لا يُلْقي لها بالاً، يرفعه الله بها في الجنة، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سَخَط الله لا يُلقي لها بالاً، يهوي بها في جهنم». أخرجه البخاري.

وفي رواية الموطأ نحوه، ولم يقل: «من رضوان الله» ولا «من سخط الله».

وفي رواية للبخاري ومسلم: «إن العبدَ ليتكلَّم بالكلمة ما يَتَبَيَّن فيها، يَزِلُّ بها في النار أبْعَدَ ما بين المشرق والمغرب».

وفي رواية الترمذي «إنَّ الرجلَ ليتكلَّم بالكلمة لا يرى بها بأساً يَهْوي بها سبعين خريفاً في النار». ولإبن ماجه نحوها.

36493 / 9411 – (ط ت هـ) بلال بن الحارث المزني – رضي الله عنه – أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الرجل ليتكلَّم بالكلمة من رِضوان الله، ما كان يظنُّ أن تبلغَ ما بلغت، يَكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجلَ ليتكلَّم بالكلمة من سَخَط الله ما كان يظنُّ أن تبلغَ ما بلغت، يكتبُ الله له بها سخطه إلى يومِ يلقاه». أخرجه الموطأ والترمذي.

وفي رواية ابن ماجه عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، قَالَ: مَرَّ بِهِ رَجُلٌ لَهُ شَرَفٌ، فَقَالَ لَهُ عَلْقَمَةُ: إِنَّ لَكَ رَحِمًا، وَإِنَّ لَكَ حَقًّا، وَإِنِّي رَأَيْتُكَ تَدْخُلُ عَلَى هَؤُلَاءِ الْأُمَرَاءِ، وَتَتَكَلَّمُ عِنْدَهُمْ بِمَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَتَكَلَّمَ بِهِ، وَإِنِّي سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ الْحَارِثِ الْمُزَنِيَّ، صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سُخْطِ اللَّهِ، مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ بِهَا سُخْطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ» قَالَ عَلْقَمَةُ: فَانْظُرْ وَيْحَكَ مَاذَا تَقُولُ؟ وَمَاذَا تَكَلَّمُ بِهِ، فَرُبَّ كَلَامٍ قَدْ مَنَعَنِي أَنْ أَتَكَلَّمَ بِهِ، مَا سَمِعْتُ مِنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ “.

36494 / 18134 – عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، وَعَنْ زُفَرَ، وَعَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، وَعَنْ سُلَيْكِ بْنِ مِسْحَلٍ قَالُوا: خَرَجَ عَلَيْنَا حُذَيْفَةُ وَنَحْنُ نَتَحَدَّثُ فَقَالَ: إِنَّكُمْ لَتُكَلِّمُونَ كَلَامًا إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النِّفَاقَ.

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلَّا أَنَّ لَيْثَ بْنَ أَبِي سُلَيْمٍ مُدَلِّسٌ.

36495 / 18135 – وَعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَيَصِيرُ بِهَا مُنَافِقًا، وَإِنِّي لَأَسْمَعُهَا مِنْ أَحَدِكُمْ فِي الْيَوْمِ فِي الْمَجْلِسِ عَشْرَ مَرَّاتٍ.

36496 / 18136 – وَفِي رِوَايَةٍ: أَرْبَعَ مَرَّاتٍ.

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَفِيهِ أَبُو الرُّقَادِ الْجُهَنِيُّ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

36497 / 18137 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ كَذَا وَكَذَا خَرِيفًا» “.

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.

وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3223) لأبن أبي عمر. ولم اجده.

36498 / 18138 – وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ يَعْنِي الْخُدْرِيَّ يَرْفَعُهُ قَالَ: ” «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لَا يُرِيدُ بِهَا بَأْسًا إِلَّا لِيُضْحِكَ بِهَا الْقَوْمَ، وَإِنَّهُ لَيَقَعُ مِنْهَا أَبْعَدَ مِنَ السَّمَاءِ» “.

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَرِجَالُهُ وُثِّقُوا عَلَى ضَعْفٍ فِي بَعْضِهِمْ.

36499 / 18139 – وَعَنْ أَمَةَ ابْنَةِ أَبِي الْحَكَمِ الْغِفَارِيَّةِ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ” «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَدْنُو مِنَ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا قَيْدُ ذِرَاعٍ، فَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ فَيَتَبَاعَدُ مِنْهَا إِلَى أَبْعَدَ مِنْ صَنْعَاءَ» “.

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَقَدْ وُثِّقَ.

36500 / 18140 – وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ يُضْحِكُ بِهَا جُلَسَاءَهُ، مَا يَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مِنْهَا بِشَيْءٍ يَنْزِلُ بِهَا أَبْعَدَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ رَجَاءٍ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

باب ما جاء في فضل الصمت وحفظ اللسان

36501 / 9365 – (خ ت) سهل بن سعد الساعدي – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يَضْمَنْ لِي ما بين رجليه، وما بين لحْيَيه أَضْمَنْ له الجنة». أخرجه البخاري والترمذي.

36502 / 9366 – (ت) أبو هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ وَقَاهُ الله شَرَّ ما بين لَحْيَيْه، وشرَّ ما بين رِجْلَيْه، دخل الجنة». أخرجه الترمذي.

36503 / 9367 – (ط) عطاء بن يسار – رحمه الله – أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ وَقَاهُ الله شَرَّ اثنتين وَلَج الجنة، فقال رجل: يا رسول الله، ألا تخبرنا ؟ فَسَكَتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فأعاد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مقالته، فقال الرجل: ألا تخبرنا يا رسول الله؟ ثم قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك أيضاً، ثم ذهب الرجل يقول مثلَ مقالته الأولى، فأسكته رجل إلى جنبه، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ وَقَاهُ الله شَرَّ اثنتين وَلَجَ الجنة: ما بين لَحْيَيْه، وما بين رِجْلَيْه، ما بين لَحيَيْه وما بين رِجْلَيْه ما بين لَحْيَيْه وما بين رِجْلَيْه » أخرجه الموطأ .

36504 / 9403 – (ت) أبو سعيد الخدري – رضي الله عنه – يرفعه قال: «إذا أصبح ابنُ آدم، فإنَّ الأعضاء كُلَّها تستكفي اللِّسان، فتقول: اتَّقِ الله فينا، فإنما نحن بك، إنِ استقمتَ استقمنا، وإن اعوججتَ اعوججنا». أخرجه الترمذي.

وأخرجه أيضاً ولم يرفعه، وقال: هو أصح.

36505 / 9404 – (ت هـ) سفيان بن عبد الله الثقفي قال: قلت: «يا نبي الله، حدِّثني بأمر أعتصم به، قال: قل: ربي الله، ثم استقم، قال: قلتُ: يا رسولَ الله، ما أخوفَ ما تخاف عليَّ؟ فأخذ بلسان نفسه، ثم قال: هذا». أخرجه الترمذي وابن ماجه وأوّله عند مسلم.

36506 / 9405 – (ط) أسلم مولى عمر «أن عمرَ دخل يوماً على أبي بكرٍ الصِّدِّيق، وهو يَجْبِذُ لسانَه، فقال عمر: مَهْ؟ غفر الله لك، فقال له أبو بكر: إنَّ هذا أوردني الموارِد». أخرجه الموطأ.

36507 / 9406 – (ت هـ) أبو هريرة – رضي الله عنه – أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ كان يؤمنُ بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً أو لِيَصْمُت». أخرجه الترمذي. قال ابن ماجه “ليسكت” وقد تقدم هذا الحديث بتمامه قبل.

36508 / 9407 – (ت) عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صَمَتَ نجا». أخرجه الترمذي .

36509 / 18141 – عَنْ سِمَاكٍ قَالَ: «قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَكُنْتَ تُجَالِسُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ. وَكَانَ طَوِيلَ الصَّمْتِ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ، وَرِجَالُ أَحْمَدَ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ شَرِيكٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ.

36510 / 18142 – وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْلَمَ فَلْيَلْزَمِ الصَّمْتَ» “.

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ 297/10 الْوَقَّاصِيُّ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3220) لأبي يعلى. ولم اجده.

36511 / 18143 – وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «مَنْ خَزَنَ لِسَانَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ كَفَّ اللَّهُ عَنْهُ عَذَابَهُ، وَمَنِ اعْتَذَرَ إِلَى اللَّهِ قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ عُذْرَهُ» “.

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَفِيهِ الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَزْدِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالبة (3125) لأبي بكر ولأبي يعلى. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 376): رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو يَعْلَى والطبراني فِي الْأَوْسَطِ وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ مَرْفُوعًا وَمَوْقُوفًا. وَرَوي الطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيرِ وَالْأَوْسَطِ عَنْهُ أَيْضًا عَنِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: لَا يَبْلُغُ الْعَبْدُ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَخْزِنَ لسانه.

36512 / 18143/3219– عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: “الصَّمْتُ حُكْمٌ، وَقَلِيلٌ فَاعِلُهُ”

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3218) لأبي داود. هو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (6/ 77).

36513 / ز – عَنْ أَنَسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَرْبَعٌ لَا يُصِبْنَ إِلَّا بِعَجَبٍ: الصَّمْتُ وَهُوَ أَوَّلُ الْعِبَادَةِ، وَالتَّوَضُّعُ، وَذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى، وَقِلَّةُ الشَّيْءِ “.

أخرجه الحاكم في المستدرك (7934).

36514 / 18143/3218– عَنْ مكحول رَضِيَ الله عَنْه قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي الْحَدِيثِ لِمُعَاذٍ رَضِيَ الله عَنْه: “مَا كُنْتَ سَاكِتًا، فَأَنْتَ سَالِمٌ، فَإِذَا تَكَلَّمْتَ، فَلَكَ أَوْ عَلَيْكَ”.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3219) لأبي يعلى. وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (6/ 75).

36515 / 18144 – وَعَنْ تَمِيمِ بْنِ يَزِيدَ مَوْلَى بَنِي زَمْعَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ، ثِنْتَانِ مَنْ وَقَاهُ اللَّهُ شَرَّهُمَا دَخَلَ الْجَنَّةَ”. فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا تُخْبِرُنَا بِهِمَا؟ ثُمَّ قَالَ: ” اثْنَتَانِ مَنْ وَقَاهُ اللَّهُ شَرَّهُمَا دَخَلَ الْجَنَّةَ”. حَتَّى إِذَا كَانَتِ الثَّالِثَةُ حَبَسَهُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: تَرَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُرِيدُ أَنْ يُبَشِّرَنَا فَتَمْنَعُهُ؟ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَّكِلَ النَّاسُ. قَالَ: ” ثِنْتَانِ مَنْ وَقَاهُ اللَّهُ شَرَّهُمَا دَخَلَ الْجَنَّةَ: مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ، وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ» “.

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ خَلَا تَمِيمٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ.

36516 / 18145 – وَعَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «مَنْ حَفِظَ مَا بَيْنَ فُقْمَيْهِ وَفَرْجِهِ، دَخَلَ الْجَنَّةَ» “.

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَأَبُو يَعْلَى، وَالطَّبَرَانِيُّ بِنَحْوِهِ، وَرِجَالُ الطَّبَرَانِيِّ وَأَبِي يَعْلَى ثِقَاتٌ، وَفِي رِجَالِ أَحْمَدَ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ وَالظَّاهِرُ أَنَّ الرَّاوِيَ الَّذِي سَقَطَ عَنْهُ أَحْمَدُ: هُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ.

وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالبة (2584) لأبي بكر.

وفي إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (4/ 16): عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: {كُنْتُ أَنَا وَأَبُو الدَّرْدَاءِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: مَنْ حَفِظَ مَا بَيْنَ فَقَمَيْهِ وَرِجْلَيْهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ}. رواه أبو يعلى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ … فَذَكَرَهُ. رواه أحمد بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ … فَذَكَرَهُ.

36517 / 18146 – وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «أَلَا أُحَدِّثُكَ ثِنْتَيْنِ مَنْ فَعَلَهُمَا دَخَلَ الْجَنَّةَ؟ “. قُلْنَا: بَلَى. يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: ” يَحْفَظُ الرَّجُلُ مَا بَيْنَ فُقْمَيْهِ، وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ “. قَالَ: فَرَجَعْتُ أَنَا وَصَاحِبِي فَقُلْنَا: وَاللَّهِ إِنَّ هَذَا لَشَدِيدٌ، كَيْفَ يَسْتَطِيعُ الْمَرْءُ أَنْ يَحْفَظَ مَا بَيْنَ فُقْمَيْهِ فَلَا يَتَكَلَّمُ إِلَّا بِخَيْرٍ؟ قَالَ: فَأَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ ذَكَرْتَ خَصْلَتَيْنِ شَدِيدَتَيْنِ، وَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَمْلِكَ لِسَانَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ” فَسِتٌّ مَنْ فَعَلَهُنَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ “. قُلْنَا: وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: ” مَنْ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلَا يَزْنِي، وَلَا يَأْتِي بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِيهِ “. فَأَتَمَّ الْآيَةَ كُلَّهَا فَكَانَتْ هَذِهِ أَشَدَّ مِنَ الْأُولَى».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ وُثِّقُوا.

36518 / 18147 – وَعَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كُنَّا نَجْلِسُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ غِلْمَانٌ، فَلَمْ أَرَ رَجُلًا كَانَ أَطْوَلَ صَمْتًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَكَانَ إِذَا تَكَلَّمَ أَصْحَابُهُ فَأَكْثَرُوا الْكَلَامَ تَبَسَّمَ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْعِجْلِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36519 / 18148 – «وَعَنِ الْحَارِثِ بْنِ هُشَامٍ أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَخْبِرْنِي بِأَمْرٍ أَعْتَصِمُ بِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ 298/10 عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” امْلِكْ هَذَا “. وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ بِإِسْنَادَيْنِ وَأَحَدُهُمَا جَيِّدٌ.

36520 / 18149 – وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ فَسَارَ عَلَى رَاحِلَتِهِ وَأَصْحَابِهِ مَعَهُمْ لَمْ يَتَقَدَّمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَ يَوْمَنَا قَبْلَ يَوْمِكَ، أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ شَيْءٌ وَلَا يُرِينَا اللَّهُ ذَلِكَ، أَيُّ الْأَعْمَالِ نَعْمَلُهَا بَعْدَكَ؟ فَصَمَتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ “. قُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: ” نِعْمَ الشَّيْءُ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَعَادَ بِالنَّاسِ أَمْلَكُ مِنْ ذَلِكَ “. قَالَ: الصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ؟ قَالَ: ” نِعْمَ الشَّيْءُ الصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ، وَعَادَ بِالنَّاسِ أَمْلَكُ مِنْ ذَلِكَ “. فَذَكَرَ مُعَاذٌ كُلَّ خَيْرٍ يَعْلَمُهُ، كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” وَعَادَ بِالنَّاسِ أَمْلَكُ مِنْ ذَلِكَ “. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَادَ بِالنَّاسِ أَمْلَكُ مِنْ ذَلِكَ، فَأَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى فِيهِ قَالَ: ” الصَّمْتُ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ “. قَالَ: وَهَلْ نُؤَاخَذُ بِمَا تَكَلَّمَتْ أَلْسِنَتُنَا؟! فَضَرَبَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى فَخِذِ مُعَاذٍ ثُمَّ قَالَ: ” ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ! ” وَمَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ ” وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِي جَهَنَّمَ إِلَّا مَا نَطَقَتْ بِهِ أَلْسِنَتُهُمْ؟! فَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ عَنْ شَرٍّ، قُولُوا خَيْرًا تَغْنَمُوا، وَاسْكُتُوا عَنْ شَرٍّ تَسْلَمُوا» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الْجَنْبِيِّ، وَهُوَ ثِقَةٌ. وهو في المستدرك (7774).

36521 / 18150 – وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَيَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَلْيَسَعْهُ بَيْتُهُ، وَلْيَبْكِ عَلَى خَطِيئَتِهِ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَيَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا لِيَغْنَمَ، أَوْ لِيَسْكُتْ عَنْ شَرٍّ فَيَسْلَمَ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36522 / 18151 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «لِيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَابْكِ عَلَى ذِكْرِ خَطِيئَتِكَ، وَامَلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ بِنَحْوِهِ، وَفِيهِ الْمَسْعُودِيُّ وَقَدِ اخْتَلَطَ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالبة (3221) لمسدد. ولم اجده.

36523 / 18152 – وَعَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «طُوبَى لِمَنْ مَلَكَ لِسَانَهُ، وَوُسِعَهُ بَيْتُهُ، وَبَكَى عَلَى خَطِيئَتِهِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَالصَّغِيرِ، وَحَسُنَ إِسْنَادُهُ.

36524 / 18153 – وَعَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: أَوْصَى ابْنُ مَسْعُودٍ أَبَا عُبَيْدَةَ ابْنَهُ بِثَلَاثِ كَلِمَاتٍ: أَيْ بُنَيَّ، أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ وَامْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ بِإِسْنَادَيْنِ، وَرِجَالُ أَحَدِهِمَا رِجَالُ الصَّحِيحِ، إِلَّا أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي آلُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ أَوْصَى ابْنَهُ.

36525 / 18154 – وَعَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ ارْتَقَى الصَّفَا، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ فَقَالَ: يَالِسَانِ قُلْ خَيْرًا تَغْنَمْ، وَاسْكُتْ عَنْ شَرٍّ تَسْلَمْ، مِنْ قَبْلِ أَنْ تَنْدَمَ، مِنْ قَبْلِ أَنْ تَنْدَمَ. 299/10 ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ” «أَكْثَرُ خَطَايَ ابْنِ آدَمَ، فِي لِسَانِهِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36526 / 18155 – «وَعَنْ أَسْوَدَ بْنِ أَصْرَمَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْصِنِي. قَالَ: ” تَمْلِكُ يَدَكَ؟ “. قُلْتُ: فَمَاذَا أَمْلِكُ إِذَا لَمْ أَمْلِكْ يَدِي؟ قَالَ: ” تَمْلِكُ لِسَانَكَ؟ “. قُلْتُ: فَمَاذَا أَمْلِكُ إِذَا لَمْ أَمْلِكْ لِسَانِي؟ قَالَ: ” لَا تَبْسُطْ يَدَكَ إِلَّا إِلَى خَيْرٍ، وَلَا تَقُلْ بِلِسَانِكَ إِلَّا مَعْرُوفًا» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

36527 / 18156 – «وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَكُلُّ مَا نَتَكَلَّمُ بِهِ يُكْتَبُ عَلَيْنَا؟ فَقَالَ: ” ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ! وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِي النَّارِ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟! إِنَّكَ لَنْ تَزَالَ سَالِمًا مَا سَكَتَّ، فَإِذَا تَكَلَّمْتَ كُتِبَ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ» “. قُلْتُ: رواه الترمذي بِاخْتِصَارٍ مِنْ قَوْلِهِ: ” إِنَّكَ لَنْ تَزَالَ “. إِلَى آخِرِهِ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ بِإِسْنَادَيْنِ، وَرِجَالُ أَحَدِهِمَا ثِقَاتٌ.

36528 / 18157 – وَعَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «أَيْمَنُ امْرِئٍ وَأَشْأَمُهُ مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ. وهو عند ابن حبان (5717).

36529 / 18158 – وَعَنْ أَبِي الْيُسْرِ «أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ، قَالَ: ” أَمْسِكْ عَلَيْكَ هَذَا “. وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ، فَأَعَادَهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: ” ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ! هَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِي النَّارِ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟!» “.

قال الهيثميّ : رواه البزار وَقَالَ: إِسْنَادُهُ حَسَنٌ، وَمَتْنُهُ غَرِيبٌ.

36530 / 18159 – وَقال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «قَالَ مُعَاذٌ: مُرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ، قَالَ: ” آمِنْ بِاللَّهِ، وَقُلْ خَيْرًا يُكْتَبْ لَكَ، وَلَا تَقُلْ شَرًّا فَيُكْتَبَ عَلَيْكَ» “. قَالَ: وَإِنَّا لَنُؤَاخَذُ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟! فَذَكَرَ نَحْوَهُ.

36531 / 18160 – «وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ يَقُولُ: ” لَمَكَانُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ ” يَعْنِي مَنْ حَفِظَ مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ، وَحَفِظَ مَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ».

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3224) لأبي يعلى. وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 449).

36532 / 18160/2868– عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “مَنْ ضَمِنَ لِي سِتًّا ضَمِنْتُ لَهُ الْجَنَّةَ: قِيلَ وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا حَدَّثَ صَدَقَ، وَإِذَا وَعَدَ أَنْجَزَ، وإذا اؤتمن لم يخن، وَمَنْ غَضَّ بَصَرَهُ وَحَفِظَ فَرْجَهُ، وكف يده “.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالبة (2868) لإسحاق.

وفي إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (1/ 157): قَالَ شَيْخُنَا الْحَافِظُ أَبُو الْفَضْلِ الْعَسْقَلَانِيُّ: هَكَذَا رَوَاهُ إِسْحَاقُ فِي مُسْنَدِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، وَهَكَذَا رواه أحمد بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاق، وَرَوَاهُ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَغَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَن الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، وَرَوَاهُ غَيْرُهُمْ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّبَيْرِ غَيْرَ مَنْسُوبٍ، فَإِنْ كَانَ مَعْمَرٌ حَفِظَهُ فَهُوَ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ لَكِنَّهُ مُنْقَطِعٌ، وَإِنْ كَانَ زُهَيْرٌ حَفِظَهُ فَهُوَ مُعْضَلٌ.

36533 / 18161 – وَعَنْ أَبِي رَافِعٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «مَنْ حَفِظَ مَا بَيْنَ فُقْمَيْهِ وَفَخِذَيْهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ. وَقَدْ تَقَدَّمَ حَدِيثُ أَبِي مُوسَى فِي هَذَا الْبَابِ.

36534 / 18162 – وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «مَنْ ضَمِنَ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَرِجْلَيْهِ ضَمِنْتُ لَهُ الْجَنَّةَ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الصَّغِيرِ وَالْأَوْسَطِ.

36535 / 18163 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ» “.

قال الهيثميّ : رواه البزار فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ. قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمَتْ لِهَذَا الْحَدِيثِ طُرُقٌ فِي كِتَابِ الْبِرِّ وَالصِّلَةِ فِي حَقِّ الضَّيْفِ.

36536 / 18164 – وَعَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ 300/10 الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ» “.

قال الهيثميّ : رواه البزار، عَنْ شَيْخِهِ: إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيِّ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ وُثِّقُوا.

36537 / 18165 – وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: «لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا ذَرٍّ فَقَالَ: ” يَا أَبَا ذَرٍّ، أَلَا أَدُلَّكَ عَلَى خَصْلَتَيْنِ هُمَا خَفِيفَتَانِ عَلَى الظَّهْرِ، وَأَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ غَيْرِهِمَا؟ “. قَالَ: بَلَى. يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: ” عَلَيْكَ بِحُسْنِ الْخُلُقِ، وَطُولِ الصَّمْتِ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا عَمِلَ الْخَلَائِقُ بِمِثْلِهِمَا».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَفِيهِ شنارُ بْنُ الْحَكَمِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36538 / 18166 – «وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ” الصَّلَاةُ عَلَى مِيقَاتِهَا “. قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ” بِرُّ الوَالِدَيْنِ ” قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:” أَنْ يَسْلَمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِكَ»” ثُمَّ سَكَتَ وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي.

قُلْتُ: فِي الصَّحِيحِ مِنْهُ: ” الصَّلَاةُ لِمِيقَاتِهَا “. قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّخَعِيِّ، وَهُوَ ثِقَةٌ.

36539 / 18167 – وَعَنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ: «قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَدِّثْنِي بِأَمْرٍ أَعْتَصِمُ بِهِ، قَالَ: ” امْلِكْ عَلَيْكَ هَذَا “. وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ وِجَادَةُ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

36540 / 18168 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ مِنْ أُمَّتِهِ: ” «اكْفُلُوا لِي بِسِتِّ خِصَالٍ، وَأَكْفُلُ لَكُمْ بِالْجَنَّةِ “. قِيلَ: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ” الصَّلَاةُ، وَالزَّكَاةُ، وَالْأَمَانَةُ، وَالْفَرْجُ، وَالْبَطْنُ، وَاللِّسَانُ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الصَّغِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَفِيهِ يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ الطَّائِيُّ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

36541 / 18169 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «تَقَبَّلُوا لِي سِتًّا أَتَقَبَّلْ لَكُمْ بِالْجَنَّةِ، قَالُوا مَا هِيَ؟ قَالَ: إِذَا حَدَّثَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَكْذِبْ، وَإِذَا وَعَدَ فَلَا يُخْلِفْ، وَإِذَا ائْتُمِنَ فَلَا يَخُنْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ» “.

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ إِلَّا أَنَّ يَزِيدَ بْنَ سِنَانٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَنَسٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالبة (2610) لأبي بكر ولأحمد بن منيع. خرجه من عند ابي بكر، كما في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (6/ 101) وقال: رواه أحمد بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ السَّيْلَحِينِيُّ ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ … فَذَكَرَهُ. وقال الهيثميّ : رواه أبو يعلى الْمَوْصِلِيُّ وَالْحَاكِمُ، وَالْبَيْهَقِيُّ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ إِلَّا سَعْدَ بْنَ سِنَانٍ، فَإِنَّهُ ضَعِيفٌ، وَيُقَالُ: سنان بن سعد. وقال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 450): رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى ؛ وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ .

36542 / 18170 – وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «اكْفُلُوا لِي بِسِتٍّ أَكْفُلْ لَكُمْ بِالْجَنَّةِ: إِذَا حَدَّثَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَكْذِبْ، وَإِذَا وَعَدَ فَلَا يُخْلِفْ، وَإِذَا ائْتُمِنَ فَلَا يَخُنْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَكَفُّوا أَيْدِيَكُمْ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَفِيهِ فَضَالُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَيُقَالُ ابْنُ جُبَيْرٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36543 / 18171 – وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْصِنِي، قَالَ: ” عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ ; فَإِنَّهَا جِمَاعُ كُلِّ خَيْرٍ، وَعَلَيْكَ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ; فَإِنَّهَا رَهْبَانِيَّةُ الْمُسْلِمِينَ، وَعَلَيْكَ بِذِكْرِ اللَّهِ وَتِلَاوَةِ كِتَابِهِ ; فَإِنَّهُ نُورٌ لَكَ فِي الْأَرْضِ، وَذِكْرٌ لَكَ فِي السَّمَاءِ، وَاخَزُنْ لِسَانَكَ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ ; فَإِنَّكَ بِذَلِكَ تَغْلِبُ الشَّيْطَانَ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الصَّغِيرِ، وَفِيهِ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، وَهُوَ مُدَلِّسٌ، وَقَدْ وُثِّقَ هُوَ وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ.301/10

36544 / 18172 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «مَنْ كَثُرَ ضَحِكُهُ اسْتَخَفَّ بِحَقِّهِ، وَمَنْ كَثُرَتْ دُعَابَتُهُ ذَهَبَتْ جَلَالَتُهُ، وَمَنْ كَثُرَ مِزَاحُهُ ذَهَبَ وَقَارُهُ، وَمَنْ شَرِبَ الْمَاءَ عَلَى الرِّيقِ انْتَقَصَتْ قُوَّتُهُ، وَمَنْ كَثُرَ كَلَامُهُ كَثُرَ سَقْطُهُ، وَمَنْ كَثُرَ سَقْطُهُ كَثُرَتْ خَطَايَاهُ، وَمَنْ كَثُرَتْ خَطَايَاهُ كَانَتِ النَّارُ أَوْلَى بِهِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ جَمَاعَةٌ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.

36545 / 18172/3225– عن عَقَّال بن شَيبة، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي، عَنْ أبيه رَضِيَ الله عَنْه قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: “احْفَظْ مَا بَيْنَ لَحْيَيْكَ ورجليك”. قال: فنهضت وَأَنَا أَقُولُ: حَسْبِي.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالبة (3225) لأبي يعلى. إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 450).

36546 / 18173 – وَعَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا أَحَنَفُ، مَنْ كَثُرَ ضَحِكُهُ قَلَّتْ هَيْبَتُهُ، وَمَنْ مَزَحَ اسْتُخِفَّ بِهِ، وَمَنْ كَثُرَ كَلَامُهُ كَثُرَ سَقْطُهُ، وَمَنْ كَثُرَ سَقْطُهُ قَلَّ حَيَاؤُهُ، وَمَنْ قَلَّ حَيَاؤُهُ قَلَّ وَرَعُهُ، وَمَنْ قَلَّ وَرَعُهُ مَاتَ قَلْبُهُ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ دُوَيْدُ بْنُ مُجَاشِعٍ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

36547 / 18174 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ الْعَبْدَ يُعْطِي زُهْدًا فِي الدُّنْيَا، وَقِلَّةَ النُّطْقِ فَاقْتَرِبُوا مِنْهُ ; فَإِنَّهُ يَلْقَى الْحِكْمَةَ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ عَنْ شَيْخِهِ: أَحْمَدَ بْنِ طَاهِرِ بْنِ حَرْمَلَةَ، وَهُوَ كَذَّابٌ.

36548 / 18175 – وَعَنْ أَسْلَمَ: أَنَّ عُمَرَ اطَّلَعَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، وَهُوَ يَمُدُّ لِسَانَهُ فَقَالَ: مَا تَصْنَعُ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟! فَقَالَ: إِنَّ هَذَا أَوْرَدَنِي الْمَوَارِدَ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الْجَسَدِ إِلَّا يَشْكُو ذَرَبَ اللِّسَانِ» “.

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، وَقَدْ وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ.

36549 / 18176 – وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «مَنْ كَثُرَ كَلَامُهُ كَثُرَ سَقْطُهُ، وَمَنْ كَثُرَ سَقْطُهُ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ، وَمَنْ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ كَانَتِ النَّارُ أَوْلَى بِهِ، فَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ ضُعَفَاءُ وُثِّقُوا.

36550 / 18177 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «لَا يَبْلُغُ الْعَبْدُ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَخْزُنَ مِنْ لِسَانِهِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الصَّغِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَفِيهِ دَاوُدُ بْنُ هِلَالٍ، ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ ضَعْفًا، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ زُهَيْرِ بْنِ عَبَّادٍ وَقَدْ وَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ.

36551 / 18178 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَوْصِنِي، فَقَالَ: ” دَعْ قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ السَّرِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.

36552 / 18179 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «لَا يُحِبُّ اللَّهُ إِضَاعَةَ الْمَالِ، وَلَا كَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَلَا قِيلَ وَقَالَ» “.

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ. قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمَتْ أَحَادِيثُ نَحْوَ هَذَا فِي كِتَابِ الْعِلْمِ.

36553 / 18180 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «قُتِلَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ 302/10 اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَبَكَتْ عَلَيْهِ بَاكِيَةٌ، فَقَالَتْ وَاشَهِيدَاهُ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ” مَهْ، مَا يُدْرِيكِ أَنَّهُ شَهِيدٌ؟ وَلَعَلَّهُ كَانَ يَتَكَلَّمُ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ، وَيَبْخَلُ بِمَا لَا يَنْقُصُهُ» “.

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَفِيهِ عِصَامُ بْنُ طَلِيقٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36554 / 18181 – «وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: اسْتُشْهِدَ رَجُلٌ مِنَّا يَوْمَ أُحُدٍ، فَوُجِدَ عَلَى بَطْنِهِ صَخْرَةٌ مَرْبُوطَةٌ مِنَ الْجُوعِ، فَمَسَحَتْ أُمُّهُ التُّرَابَ عَنْ وَجْهِهِ وَقَالَتْ: هَنِيئًا لَكَ يَا بُنَيَّ الْجَنَّةُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ” وَمَا يُدْرِيكِ؟ لَعَلَّهُ كَانَ يَتَكَلَّمُ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ، وَيَمْنَعُ مَا لَا يَضُرُّهُ» “. قُلْتُ: رَوَى التِّرْمِذِيُّ بَعْضَهُ.

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَفِيهِ يَحْيَى بْنُ يَعْلَى الْأَسْلَمِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36555 / 18182 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: أُنْذِرُكُمْ فُضُولَ الْكَلَامِ بِحَسْبِ أَحَدِكُمْ أَنْ يَبْلُغَ حَاجَتَهُ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ الْمَسْعُودِيُّ، وَقَدِ اخْتَلَطَ.

36556 / 18183 – وَعَنْهُ قَالَ: أَكْثَرُ النَّاسِ خَطَايَا يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ خَوْضًا فِي الْبَاطِلِ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

36557 / 18184 – وَعَنْهُ قَالَ: وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، مَا عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ شَيْءٌ أَحْوَجُ إِلَى طُولِ سِجْنٍ مِنْ لِسَانٍ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ بِأَسَانِيدَ، وَرِجَالُهَا ثِقَاتٌ.

36558 / 18185 – وَعَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُنَا بِحِفْظِ فُرُوجِنَا وَأَلْسِنَتِنَا، وَقَالَ: ” إِنَّهُمَا يُورِدَانِكُنَّ وَلَا يُصْدِرَانِكُنَّ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَبَلَةَ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.

36559 / 18186 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إِيَّاكُمْ وَصِعَابَ الْقَوْلِ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ الْمَسْعُودِيُّ، وَقَدِ اخْتَلَطَ، وَعَوْنٌ لَمْ يُدْرِكِ ابْنَ مَسْعُودٍ.

باب النهي عن كثرة الكلام فيما لا ينفع

36560 / 9394 – (خ م د) المغيرة بن شعبة – رضي الله عنه – قال وَرَّاد: كتب معاوية إلى المغيرة «أن اكتُب لي بشيء سمعتَه مِنَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فكتب إليه: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله كَرِهَ لكم ثلاثاً: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال».

وفي رواية: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ الله حرَّم عليكم عُقوق الأمَّهات، ووأدَ البنات، ومَنعاً وهات، وكره لكم قيلَ وقال، وكثرةَ السؤال، وإضاعة المال» أخرجه البخاري ومسلم.

ولمسلم بنحوه، إلا أنه قال: «وحرَّم عليكم رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -» ولم يقل: «إن الله حَرَّم عليكم» . وله في أخرى: أن المغيرة كتب إلى معاوية «سلام عليك، أما بعد، فإني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنَّ الله حرَّم ثلاثاً، ونهى عن ثلاث: حَرَّم عُقُوق الوالد، ووأْدَ البنات، ولا، وهات، ونهى عن ثلاث: عن قيلٍ وقال، وكثرةِ السؤال، وإضاعةِ المال».

وأخرج أبو داود نحوه .

36561 / 9413 – (ت هـ) أم حبيبة – رضي الله عنها – قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «كلُّ كلامِ ابنِ آدم عليه، لا لَه، إلا أمرٌ بمعروف، أو نهي عن منكر، أو ذكر الله» أخرجه الترمذي وابن ماجه.

باب الأمر بالتوكل وقيدها وتوكل

باب قيدها وتوكل

وتقدم

36562 / 4166 – ( ه – عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما ) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ قَلْبِ ابْنِ آدَمَ بِكُلِّ وَادٍ شُعْبَةً، فَمَنِ اتَّبَعَ قَلْبُهُ الشُّعَبَ كُلَّهَا، لَمْ يُبَالِ اللَّهُ بِأَيِّ وَادٍ أَهْلَكَهُ، وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ كَفَاهُ التَّشَعُّبَ». أخرجه ابن ماجه.

36563 / 7619 – (ت ه – عمر بن الخطاب رضي الله عنه ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لو أنَّكم كنتم تتوكلون على الله حقَّ توكلهِ: لَرُزِقْتُمْ كما تُرْزقُ الطَّيْرُ، تَغْدو خماصاً وتَرُوحُ بِطاناً». أخرجه الترمذي وابن ماجه.

36564 / 4165 – ( ه – حَبَّةَ وَسَوَاءٍ ابْنَيْ خَالِدٍ رضي الله عنهما ) قَالَا: دَخَلْنَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يُعَالِجُ شَيْئًا، فَأَعَنَّاهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «لَا تَيْأَسَا مِنَ الرِّزْقِ مَا تَهَزَّزَتْ رُءُوسُكُمَا، فَإِنَّ الْإِنْسَانَ تَلِدُهُ أُمُّهُ أَحْمَرَ، لَيْسَ عَلَيْهِ قِشْرٌ، ثُمَّ يَرْزُقُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ». أخرجه ابن ماجه.

36565 / 7826 – (خ) أبو هريرة – رضي الله عنه – أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم «ذكر رجلاً من بني إسرائيل، سأل بعضَ بني إسرائيل أن يُسلِفَه ألف دينار، فقال: ائتني بالشهداء أُشهدهم، فقال: كفى بالله شهيداً، قال: فائتني بالكفيل، قال: كفى بالله كفيلاً، قال: صدقتَ، فدفعها إليه إلى أجل مسمَّى، فخرج في البحر، فقضى حاجته، ثم التمس مركَباً يركبه يقدُم عليه للأَجل الذي أجّله، فلم يجد مَرْكَباً، فاتخذ خَشَبَة فنقَرها، فأدخلَ فيها ألفَ دينار، وصحيفة منه إلى صاحبه، ثم زجَّج موضعها، ثم أتى بها البحر، فقال: اللهم إِنك تعلم أنِّي تَسَلَّفْتُ فلاناً ألف دينار، فسألني كفيلاً، فقلت: كفى بالله كفيلا، فرضيَ بك، وسألني شهيداً، فقلتُ: كفى بالله شهيداً، فرضي بك، وإني جَهِدت أن أجِدَ مركباً أبعث إليه الذي له، فلم أقْدِرْ، وإني استودعتُكَها، فرمى بها في البحر حتى وَلَجتْ فيه، ثم انصرف، وهو في ذلك يلتمس مركباً يخرجُ إلى بلده، فخرج الرجل الذي كان أسلَفَهُ ينظر لَعَلَّ مركباً قد جاء بماله، فإذا بالخشبة التي فيها المال، فأخذها لأهلِهِ حطباً، فلما نشرها وجد المال والصحيفة، ثم قَدِمَ الذي كان أسلفه، وأتى بألف دينار، فقال: واللهِ ما زلتُ جاهداً في طلب مركب لآتيك بمالك، فما وجدتُ مركباً قبل الذي جئت به، قال: فإن الله قد أدَّى عنك الذي بعثته في الخشبة، فانصرف بالألف دينار راشداً». أخرجه البخاري.

36566 / 9505 – (ت) أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: «قال رجل لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم: أعْقِلُها وأتَوَكَّلُ، أو أُطْلِقُها وأتوكَّلُ؟ قال: اعقِلْهَا وتوكَّل». أخرجه الترمذي. وقال: قال عمرو بن علي، قال يحيى: هذا عندي حديث منكر.

36567 / 18097 – عَنْ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ أَنَّهُ قَالَ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُرْسِلُ رَاحِلَتِي وَأَتَوَكَّلُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” بَلْ قَيِّدْهَا وَتَوَكَّلْ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ بِإِسْنَادَيْنِ، وَفِي أَحَدِهِمَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ، وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

36568 / 18187 – «عَنْ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُرْسِلُ رَاحِلَتِي وَأَتَوَكَّلُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” بَلْ قَيِّدْهَا وَتَوَكَّلْ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ مِنْ طُرُقٍ، وَرِجَالُ أَحَدِهَا رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، وَهُوَ ثِقَةٌ. والحديث عند ابن حبان (731) والحاكم (6615_6616).

36569 / 18188 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَةُ طَوَائِرَ، فَأَطْعَمَ خَادِمَهُ طَائِرًا، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَتْهُ بِهِ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” أَلَمْ أَنْهَكِ أَنْ تَرْفَعِي شَيْئًا لِغَدٍ؟ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِرِزْقِ كُلِّ غَدٍ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

باب انزال النوازل بالله

36570 / 7643 – (ت د) عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَزَلَتْ به فَاقَة فأنزلها بالناس لم تُسَدَّ فاقَتُه، ومَنْ نزلتْ به فاقة فأنزلها بالله فيوشك الله له بِرِزْق عاجِل أو آجل». أخرجه الترمذي.

وفي رواية أبي داود «أوشَكَ الله له بالغنى: إمَّا بَموتٍ عَاجِل، أو غِنى عاجِل».

باب ما جاء في العزلة، ومتى تستحب

36571 / 7466 – (خ ط د س) أبو سعيد الخدري – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يُوشِكُ أن يكون خيرَ مال المسلم غَنَم يَتْبَعُ بها شَعَفَ الجبال ومواقع القَطْرِ، يَفِرُّ بدينه من الفتن». أخرجه البخاري، والموطأ وأبو داود والنسائي، وللبخاري قال عبد الرحمن بن أبي صعصعة: قال لي أبو سعيد: «إني أراك تُحِبُّ الغنم وتتخذها، فأصْلِحْها وأصلح رُعَامَهَا، فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يأتي على الناس زمان تكون الغنم فيه خير مال المسلم، يَتْبَعُ بها شَعَفَ الجبال، ومواقع القطر، يَفِرُّ بدينه من الفتن».

36572 / 18189 – عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «مَنِ انْقَطَعَ إِلَى اللَّهِ كَفَاهُ اللَّهُ كُلَّ مَئُونَةٍ، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ، وَمَنِ انْقَطَعَ إِلَى الدُّنْيَا، وَكِلَهُ اللَّهُ إِلَيْهَا» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْعَثِ صَاحِبُ الْفُضَيْلِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَقَدْ 303/10 ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ، وَقَالَ: يُغَرِّبُ وَيُخْطِئُ وَيُخَالِفُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

36573 / 18189/3228– عن مكحول قال: “إِنْ كَانَ فِي الْجَمَاعَةِ فَضْلٌ، فَإِنَّ السَّلَامَةَ فِي الْعُزْلَةِ”.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالبة (3228) لمسدد. وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 448).

36574 / 18189/4416– عن ابْنَ عباس رَضِيَ الله عَنْهما، يقول: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَطَبَ النَّاسَ بِتَبُوكَ: مَا فِي النَّاسِ مِثْلُ رَجُلٍ آخِذٌ بِرَأْسِ فَرَسِهِ مُجَاهِدًا فِي سبيل الله تعالى، وَيَجْتَنِبُ شُرُورَ النَّاسِ، وَمِثْلُ رَجُلٍ بَادٍ فِي نِعْمَةِ يَقْرِي ضَيْفَهُ وَيُعْطِي حَقَّهُ.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالبة (4416) لمسدد. خرجه بسند مسدد كما في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 256) وقال: رواه أبو يعلى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا زُهَيْرٌ، ثَنَا يحيى بن سعيد، ثنا حبيب بن شهاب … فذكره.

36575 / 18189/4427– عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَيَأْتِي عَلَى الناس زمان، يحل فيه الْعُزْبَةُ، وَلَا يَسْلَمُ لِذِي دِينٍ دِينُهُ إِلَّا مَنْ فَرَّ بِدِينِهِ، مِنْ شَاهِقٍ إِلَى شَاهِقٍ، وَمِنْ جُحْرٍ إِلَى جُحْرٍ كَالطَّائِرِ يَفِرُّ بِفِرَاخِهِ، وَكَالثَّعْلَبِ بِأَشْبَالِهِ، فأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ، وَاعْتَزَلَ النَّاسَ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ، وَلَمِائَةُ شَاةٍ عَفْرَاءَ أَرْعَاهَا بِسَلْعٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مُلْكِ بَنِي النَّضِيرِ، وَذَلِكَ إِذَا كَانَ كَذَا وَكَذَا.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالبة (4427) للحارث. هو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (8/ 73): رواه الحارث عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ وَاقِدٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ. وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ حُذَيْفَةَ، وتقدم في أول النكاح.

36576 / 18190 – وَعَنْ أُمِّ مَيْسَرَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ رَجُلًا؟ “. قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ فَقَالَ: ” رَجُلٌ آخِذٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَنْظُرُ أَنْ يُغِيرَ، أَوْ يُغَارَ عَلَيْهِ. أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ بَعْدَهُ رَجُلًا؟ “. قَالُوا: بَلَى. فَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْحِجَازِ فَقَالَ: ” رَجُلٌ فِي غَنِيمَةٍ، يُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ، يَعْلَمُ مَا حَقُّ اللَّهِ تَعَالَى فِي مَالِهِ قَدِ اعْتَزَلَ النَّاسَ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ، إِلَّا أَنَّ ابْنَ إِسْحَاقَ مُدَلِّسٌ.

36577 / 18191 – وَعَنْ عَدَسَةَ الطَّائِيِّ قَالَ: كُنْتُ بِشَرَافٍ، فَنَزَلَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ فَبَعَثَنِي إِلَيْهِ أَهْلِي بِأَشْيَاءَ، وَجَاءَ غِلْمَةٌ لَنَا كَانُوا فِي الْإِبِلِ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعٍ بِطَيْرٍ، فَذَهَبَ بِهِ إِلَيْهِ، فَلَمَّا ذَهَبْتُ بِهِ إِلَيْهِ سَأَلَنِي: مِنْ أَيْنَ جِئْتَنِي بِهَذَا الطَّيْرِ؟ قَالَ: قُلْتُ: جَاءَ غِلْمَانٌ لَنَا كَانُوا فِي الْإِبِلِ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِ لَيَالٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَوَدِدْتُ أَنِّي حَيْثُ صِيدَ لَا أُكَلِّمُ أَحَدًا بِشَيْءٍ، وَلَا يُكَلِّمُنِي حَتَّى أَلْحَقَ بِاللَّهِ عز وجل.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ عَدَسَةَ الطَّائِيِّ، وَهُوَ ثِقَةٌ.

36578 / 18192 – «وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّهُ مَرَّ بِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى بَابِهِ يُشِيرُ بِيَدِهِ كَأَنَّهُ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: مَا شَأْنُكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ تُحَدِّثُ نَفْسَكَ؟! قَالَ: مَا لِي يُرِيدُ عَدُوُّ اللَّهِ أَنْ يَلْفِتَنِي عَمَّا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” تُكَابِدُ دَهْرَكَ فِي بَيْتِكَ، أَلَا تَخْرُجَ إِلَى الْمَجْلِسِ؟ “. وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ” مَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَ ضَامِنًا عَلَى اللَّهِ، وَمَنْ عَادَ مَرِيضًا كَانَ ضَامِنًا عَلَى اللَّهِ عز وجل وَمَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ أَوْ رَاحَ كَانَ ضَامِنًا عَلَى اللَّهِ عز وجل وَمَنْ دَخَلَ عَلَى إِمَامٍ يُعَزِّرُهُ كَانَ ضَامِنًا عَلَى اللَّهِ عز وجل وَمَنْ جَلَسَ فِي بَيْتِهِ لَمْ يَغْتَبْ أَحَدًا بِسُوءٍ كَانَ ضَامِنًا عَلَى اللَّهِ عز وجل “. فَيُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَنِي عَدُوُّ اللَّهِ مِنْ بَيْتِي إِلَى الْمَجْلِسِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَالْكَبِيرِ بِنَحْوِهِ بِاخْتِصَارٍ، وَالْبَزَّارُ، وَرِجَالُ أَحْمَدَ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ ابْنِ لَهِيعَةَ وَحَدِيثُهُ حَسَنٌ عَلَى ضَعْفِهِ.

36579 / 18193 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «إِنَّهُ كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنَ الْأُمَمِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: مُوَرِّقٌ، فَكَانَ مُتَعَبِّدًا، فَبَيْنَا هُوَ قَائِمٌ فِي صَلَاتِهِ ذَكَرَ النِّسَاءَ، وَاشْتَهَاهُنَّ وَانْتَشَرَ، حَتَّى قَطَعَ صَلَاتَهُ، فَغَضِبَ فَأَخَذَ قَوْسَهُ فَقَطَعَ وَتَرَهُ فَعَقَدَهُ بِخُصْيَتِهِ وَشَدَّهُ إِلَى عَقِبِهِ، ثُمَّ شَدَّ رِجْلَيْهِ فَانْتَزَعَهَا، ثُمَّ أَخَذَ طِمْرَيْهِ، وَنَعْلَيْهِ حَتَّى أَتَى أَرْضًا لَا أَنِيسَ بِهَا وَلَا وَحْشَ، فَاتَّخَذَ عَرِيشًا ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَجَعَلَ كُلَّمَا أَصْبَحَ تَصَدَّعَتِ الْأَرْضُ، فَخَرَجَ لَهُ خَارِجٌ مِنْهَا مَعَهُ إِنَاءٌ فِيهِ طَعَامٌ، فَأَكَلَ 304/10 حَتَّى شَبِعَ، ثُمَّ يَدْخُلُ، فَيَخْرُجُ بِإِنَاءٍ فِيهِ شَرَابٌ، فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَدْخُلُ وَتَلْتَئِمُ الْأَرْضُ، فَإِذَا أَمْسَى فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ “. قَالَ: ” وَمَرَّ النَّاسُ قَرِيبًا مِنْهُ، فَأَتَاهُ رَجُلَانِ مِنَ الْقَوْمِ فَمَرَّا بِهِ تَحْتَ جُنْحِ اللَّيْلِ، فَسَأَلَاهُ عَنْ قَصْدِهِمَا، فَسَمَتَ لَهُمَا بِيَدِهِ، قَالَ: هَذَا قَصْدُكُمَا حَيْثُ يُرِيدَانِ، فَسَارَا غَيْرَ بَعِيدٍ. قَالَ أَحَدُهُمَا: مَا يُسْكِنُ هَذَا الرَّجُلَ هَاهُنَا بِأَرْضٍ لَا أَنِيسَ بِهَا وَلَا وَحْشَ؟ لَوْ رَجَعْنَا إِلَيْهِ حَتَّى نَعْلَمَ عِلْمَهُ “. قَالَ: ” فَرَجَعَا إِلَيْهِ، فَقَالَا لَهُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، مَا يُقِيمُكَ بِهَذَا الْمَكَانِ بِأَرْضٍ لَا أَنِيسَ بِهَا وَلَا وَحْشَ؟! قَالَ: امْضِيَا لِشَأْنِكُمَا وَدَعَانِي، فَأَبَيَا، وَأَلَحَّا عَلَيْهِ، قَالَ: فَإِنِّي مُخْبِرُكُمَا عَلَى أَنَّ مَنْ كَتَمَ مِنْكُمَا عَنِّي أَكْرَمَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا، وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ أَظْهَرَ عَلَيَّ مِنْكُمَا أَهَانَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا، وَالْآخِرَةِ. قَالَا: نَعَمْ “. قَالَ: ” فَنَزَلَا، فَلَمَّا أَصْبَحَا خَرَّجَ الْخَارِجُ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَ الَّذِي كَانَ يُخْرِجُ مِنَ الطَّعَامِ وَمِثْلَيْهِ مَعَهُ، فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ دَخَلَ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ بِشَرَابٍ فِي إِنَاءٍ مِثْلِ الَّذِي كَانَ يَخْرُجُ بِهِ كُلَّ يَوْمِ وَمِثْلَيْهِ مَعَهُ، فَشَرِبُوا حَتَّى رَوُوا، ثُمَّ دَخَلَ، وَالْتَأَمَتِ الْأَرْضُ “. قَالَ: ” فَنَظَرَ أَحَدُهُمَا إِلَى صَاحِبِهِ، فَقَالَ: مَا يُعْجِلُنَا؟ هَذَا طَعَامٌ، وَشَرَابٌ وَقَدْ عَلِمْنَا سَمْتَنَا مِنَ الْأَرْضِ، امْكُثْ إِلَى الْعَشَاءِ. فَمَكَثَا، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ مِثْلُ الَّذِي خَرَجَ أَوَّلَ النَّهَارِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: امْكُثْ بِنَا حَتَّى نُصْبِحَ، فَمَكَثَا. فَلَمَّا أَصْبَحَا خَرَجَ إِلَيْهِمَا مِثْلُ ذَلِكَ. ثُمَّ رَكِبَا فَانْطَلَقَا، فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَلَزِمَ بَابَ الْمَلِكِ حَتَّى كَانَ مِنْ خَاصَّتِهِ وَسُمَّرِهِ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَأَقْبَلَ عَلَى تِجَارَتِهِ وَعَمَلِهِ، وَكَانَ ذَلِكَ الْمَلِكُ لَا يَكْذِبُ أَحَدٌ فِي زَمَانِهِ مِنْ أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ كَذْبَةً يُعْرَفُ بِهَا إِلَّا صَلَبَهُ، فَبَيْنَمَا هُمْ ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي السَّمَرِ يُحَدِّثُونَهُ مِمَّا رَأَوْا مِنَ الْعَجَائِبِ أَنْشَأَ ذَلِكَ الرَّجُلُ يُحَدِّثُ فَقَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ بِحَدِيثٍ مَا سَمِعْتَ أَعْجَبَ مِنْهُ قَطُّ؟ فَحَدَّثَ بِحَدِيثِ ذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي رَأَى مِنْ أَمْرِهِ، قَالَ الْمَلِكُ: مَا سَمِعْتُ بِكَذِبٍ قَطُّ أَعْظَمَ مِنْ هَذَا، وَاللَّهِ، لَتَأْتِيَنِّي عَلَى مَا قُلْتَ بِبَيِّنَةٍ أَوْ لَأَصْلُبَنَّكَ، قَالَ: بَيِّنَتِي فُلَانٌ، قَالَ: رِضَاءٌ. ائْتُونِي بِهِ، فَلَمَّا أَتَاهُ قَالَ الْمَلِكُ: إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّكُمَا مَرَرْتُمَا بِرَجُلٍ، ثُمَّ كَانَ مِنْ أَمْرِهِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ الرَّجُلُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، أَوَ لَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا كَذِبٌ، وَهَذَا مَا لَا يَكُونُ؟ وَلَوْ أَنِّي حَدَّثْتُكَ بِهَذَا لَكَانَ عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ أَنْ تَصْلُبَنِي عَلَيْهِ. قَالَ: صَدَقْتَ وَبَرَرْتَ، فَأَدْخَلَ الرَّجُلَ الَّذِي كَتَمَ عَلَيْهِ فِي خَاصَّتِهِ وَسُمَّرِهِ، وَأَمَرَ بِالْآخَرِ فَصُلِبَ “. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” فَأَمَّا الَّذِي كَتَمَ عَلَيْهِ مِنْهُمَا ; فَقَدْ أَكْرَمَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَأَمَّا الَّذِي أَظْهَرُ عَلَيْهِ مِنْهُمَا فَقَدْ أَهَانَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا، وَهُوَ مُهِينُهُ فِي الْآخِرَةِ». ثُمَّ نَظَرَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، فَقَالَ: يَا أَبَا الْمُثَنَّى، سَمِعْتَ جَدَّكَ يُحَدِّثُ هَذَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ 305/10 عَنْ شَيْخِهِ: مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ، وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ عَلَى ضَعْفٍ فِي بَعْضِهِمْ يَسِيرٍ.

36580 / 18194 – وَعَنْ أَسْلَمَ قَالَ: حَجَّ عُمَرُ عَامَ الرَّمَادَةِ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ، حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَ السُّقْيَا وَالْعَرَجِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ عَرَضَ لَهُ رَاكِبٌ عَلَى الطَّرِيقِ فَصَاحَ: أَيُّهَا الرَّكْبُ، أَفِيكُمُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: وَيْلَكَ، أَتَعْقِلُ؟! قَالَ: الْعَقْلُ سَاقَنِي إِلَيْكَ، أَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالُوا: تُوُفِّيَ، فَبَكَى وَبَكَى النَّاسُ مَعَهُ. فَقَالَ: مَنْ وَلِيَ الْأَمْرَ بَعْدَهُ؟ قَالُوا: ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ، فَقَالَ: أَحْنَفُ بَنِي تَمِيمٍ؟ فَقَالُوا: نَعَمْ. فَقَالَ: فَهُوَ فِيكُمْ؟ قَالُوا: لَا. قَدْ تُوُفِّيَ، فَدَعَا، وَدَعَا النَّاسُ. فَقَالَ: مَنْ وَلِيَ الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ، قَالُوا: عُمَرُ. قَالَ: أَحْمَرُ بَنِي عَدِيٍّ؟ قَالُوا: نَعَمْ. هُوَ الَّذِي يُكَلِّمُكَ، فَقَالَ: فَأَيْنَ كُنْتُمْ عَنْ أَبْيَضِ بَنِي أُمَيَّةَ، أَوْ أَصْلَعِ بَنِي هَاشِمٍ؟ قَالُوا: قَدْ كَانَ ذَاكَ فَمَا حَاجَتُكَ؟ قَالَ: «لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَبُو عُقَيْلٍ الْجُعَيْلِيُّ عَلَى رَدْهَةِ جُعَيْلٍ، فَأَسْلَمْتُ، وَبَايَعْتُ، وَشَرِبْتُ مَعَهُ شَرْبَةً مِنْ سَوِيقٍ، شَرِبَ أَوَّلَهَا، وَسَقَانِي آخِرَهَا»، فَوَاللَّهِ، مَا زِلْتُ أَجِدُ شِبَعَهَا كُلَّمَا جُعْتُ، وَبَرْدَهَا كُلَّمَا عَطِشْتُ، وَرِيَّهَا كُلَّمَا ظَمِئْتُ إِلَى يَوْمِي هَذَا، ثُمَّ تَسَنَّمْتُ هَذَا الْجَبَلَ الْأَبْعَرَ أَنَا وَزَوْجَتِي وَبَنَاتٌ لِي، فَكُنْتُ فِيهِ أُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَمْسَ صَلَوَاتٍ، وَأَصُومُ شَهْرًا فِي السَّنَةِ، وَأَذْبَحُ لِعَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ، فَذَلِكَ مَا عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى دَخَلَتْ هَذِهِ السَّنَةُ، فَوَاللَّهِ، مَا بَقِيَتْ لَنَا شَاةٌ إِلَّا شَاةٌ وَاحِدَةٌ، بَغَتَهَا الذِّئْبُ الْبَارِحَةَ، فَأَكَلَ بَعْضَهَا وَأَكَلْنَا بَعْضَهَا، فَالْغَوْثَ الْغَوْثَ! فَقَالَ عُمَرُ: أَتَاكَ الْغَوْثُ، أَصْبِحْ مَعَنَا بِالْمَاءِ. وَمَضَى عُمَرُ حَتَّى الْمَاءِ وَجَعَلَ يَنْتَظِرُ، وَأَخَّرَ الرَّوَاحَ مِنْ أَجْلِهِ، فَلَمْ يَأْتِ. فَدَعَا صَاحِبَ الْمَاءِ فَقَالَ: إِنَّ أَبَا عُقَيْلٍ الْجُعَيْلِيَّ مَعَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ لَهُ وَزَوْجُهُ، فَإِذَا جَاءَكَ فَأَنْفِقْ عَلَيْهِ وَعَلَى أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ حَتَّى أَمُرَّ بِكَ رَاجِعًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَلَمَّا قَضَى عُمَرُ حَجَّهُ وَرَجَعَ دَعَا صَاحِبَ الْمَاءِ فَقَالَ: مَا فَعَلَ أَبُو عُقَيْلٍ؟ فَقَالَ: جَاءَنِي الْغَدَ يَوْمَ حَدَّثْتَنِي، فَإِذَا هُوَ مَوْعُوكٌ فَمَرِضَ عِنْدِي لَيَالٍ ثُمَّ مَاتَ، فَذَاكَ قَبْرُهُ. فَأَقْبَلَ عُمَرُ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: لَمْ يَرْضَ اللَّهُ لَهُ فِتْنَتَكُمْ، ثُمَّ قَامَ فِي النَّاسِ فَصَلَّى عَلَيْهِ، وَضَمَّ بَنَاتِهِ وَزَوْجَتَهُ، فَكَانَ يُنْفِقُ عَلَيْهِمْ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ جَمَاعَةٌ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.

باب ما جاء في الخوف والرجاء

ومضت فيه أحاديث

36581 / 7823 – (ت) عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال: سمعتُ رسولَ اللهصلى الله عليه وسلم يقول: «كان فيمن كان قبلكم رجل اسمه الكِفْل، وكان لا ينزِعُ عن شيء، فأتى امرأة علم بها حاجة، فأعطاها عطاء كثيراً – وفي رواية: ستين ديناراً – فلما أرادها على نفسها: ارتَعَدَتْ وبكت، فقال: ما يُبْكيكِ؟ قالت: لأن هذا عمل ما عمِلتُه قطّ، وما حملني عليه إلا الحاجة، فقال: تفعلين أنتِ هذا من مخافة الله؟ فأنا أحرى، اذْهَبي فلَكِ ما أعطيتُكِ، ووالله لا أعصيه أبداً، فمات مِن ليلته، فأصبحَ مكتوب على بابه: إن الله تعالى قد غفر للكفْلِ، فعجب الناس من ذلك، حتى أوحَى الله تعالى إلى نَبيِّ زمانهم بشأنه» .

وفي رواية قال: «سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يحدِّث حديثاً، لو لم أسمْعه إلا مَرَّة أو مرتين، حتى عَدَّ سبع مرات، ولكنِّي سمعته أكثر من ذلك، سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: كان الكفل من بني إسرائيل لا يتورَّع من ذَنْب عَمِلَهُ، فأتته امرأة، فأعطاها ستين ديناراً على أن يطأَها. وذكر الحديث، ولم يذكر في آخره حديث الوحي إلى نبي زمانهم». أخرج الثانية الترمذي، والأولى ذكرها رزين.

36582 / 4197 – ( ه – عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ يَخْرُجُ مِنْ عَيْنَيْهِ دُمُوعٌ، وَإِنْ كَانَ مِثْلَ رَأْسِ الذُّبَابِ، مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، ثُمَّ تُصِيبُ شَيْئًا مِنْ حُرِّ وَجْهِهِ، إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ». أخرجه ابن ماجه.

36583 / 1981 – (ت) أبو هريرة – رضي الله عنه -: قال: «سمعتُ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يقول: مَنْ خَافَ أدْلَجَ، وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ المَنزِلَ، أَلا إِنَّ سِلْعَةَ اللهِ غالية، ألا إِنَّ سِلْعَةَ اللهِ الجنَّةُ». أخرجه الترمذي.

36584 / 1982 – (ت ه – أنس بن مالك رضي الله عنه ): «أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى شَابٍّ وَهُوَ فِي المَوتِ، فقال: كَيفَ تَجِدُكَ؟ قال: أرجُو الله يا رسولَ الله، وَإِنِّي أَخَافُ ذُنُوبي، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ فِي مِثلِ هذا الموطِنِ إِلا أَعْطَاهُ اللهُ مَا يَرْجُو مِنْهُ، وَآمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ». أخرجه الترمذي وابن ماجه.

36585 / 18195 – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ عَلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ وَقَدْ عَلَتْ أَصْوَاتُهُمْ، وَاسْتَغْرَبُوا ضَحِكًا، فَأَغْضَبَهُ ذَلِكَ فَقَالَ: ” مَا لِلضَّحِكِ خُلِقْتُمْ “. وَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنِ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُيَسِّر 306/10 وَلَا تُعَسِّرَ، وَتُبَشِّرَ وَلَا تُنَفِّرَ. فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَبَشَّرَهُمْ وَيَسَّرَ عَلَيْهِمْ، وَبَسَطَ مِنْهُمْ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى الْمَدَنِيُّ، وَهُوَ كَذَّابٌ.

36586 / 18196 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِقَوْمٍ يَضْحَكُونَ فَقَالَ: ” تَضْحَكُونَ وَذِكْرُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ؟! “. قَالَ: فَمَا رُئِيَ أَحَدٌ مِنْهُمْ ضَاحِكًا حَتَّى مَاتَ، قَالَ: وَنَزَلَتْ: ” {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ – وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ} [الحجر: 49 – 50]» “.

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَفِيهِ مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36587 / ز – عَنْ عِيَاضِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خِيَارُ أُمَّتِي فِيمَا أَنْبَأَنِي الْمَلَأُ الْأَعْلَى، قَوْمٌ يَضْحَكُونَ جَهْرًا فِي سَعَةِ رَحْمَةِ رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ، وَيَبْكُونَ سِرًّا مِنْ خَوْفِ شِدَّةِ عَذَابِ رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ، يَذْكُرُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ فِي الْبُيُوتِ الطَّيِّبَةِ – الْمَسَاجِدِ – وَيَدْعُونَهُ بِأَلْسِنَتِهِمْ رَغَبًا وَرَهَبًا، وَيَسْأَلُونَهُ بِأَيْدِيهِمْ خَفْضًا وَرَفْعًا، وَيُقْبِلُونَ بِقُلُوبِهِمْ عَوْدًا وَبَدْءًا، فَمُئونَتُهُمْ عَلَى النَّاسِ خَفِيفَةً، وَعَلَى أَنْفُسِهِمْ ثَقِيلَةً يَدِبُّونَ فِي الْأَرْضِ حُفَاةً عَلَى أَقْدَامِهِمْ كَدَبِيبِ النَّمْلِ، بِلَا مَرَحٍ وَلَا بَذَخٍ، يَمْشُونَ بِالسَّكِينَةِ، وَيَتَقَرَّبُونَ بِالْوَسِيلَةِ، وَيَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، وَيُقَرِّبُونَ الْقُرْبَانِ، وَيَلْبَسُونَ الْخُلْقَانِ، عَلَيْهِمْ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى شُهُودٌ حَاضِرَةٌ، وَعَيْنٌ حَافِظَةٌ يَتَوَسَّمُونَ الْعِبَادَ، وَيَتَفَكَّرُونَ فِي الْبِلَادِ أَرْوَاحُهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَقُلُوبُهُمْ فِي الْآخِرَةِ، لَيْسَ لَهُمْ هَمٌّ إِلَّا إِمَامُهُمْ أَعَدُّوا الْجِهَازَ لِقُبُورِهِمْ، وَالْجَوَازَ لِسَبِيلِهِمْ وَالِاسْتِعْدَادَ لِمُقَامِهِمْ» ، ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ} [إبراهيم: 14].

أخرجه الحاكم في المستدرك (4350).

36588 / 18197 – وَعَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قَالَ: «دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَهُوَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَى نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ قُلْ لِأَهْلِ طَاعَتِي مِنْ أُمَّتِكَ لَا يَتَّكِلُوا عَلَى أَعْمَالِهِمْ، فَإِنِّي لَا أُقَاصُّ عِنْدَ الْحِسَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ أَشَاءُ أَنْ أُعَذِّبَهُ إِلَّا عَذَّبْتُهُ. وَقُلْ لِأَهْلِ الْمَعَاصِي مِنْ أُمَّتِكَ: لَا يُلْقُونَ بِأَيْدِيهِمْ، فَإِنِّي أَغْفِرُ الذُّنُوبَ الْعِظَامَ، وَلَا أُبَالِي، وَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ، وَلَا أَهْلِ مَدِينَةٍ، وَلَا أَرْضٍ، وَلَا رَجُلٍ بِخَاصَّةٍ، وَلَا امْرَأَةٍ يَكُونُ لِي عَلَى مَا أُحِبُّ، فَأَكُونُ لَهُ عَلَى مَا يُحِبُّ، ثُمَّ يَتَحَوَّلُ عَمَّا أُحِبُّ إِلَى مَا أَكْرَهُ إِلَّا تَحَوَّلْتُ لَهُ عَمَّا يُحِبُّ إِلَى مَا يَكْرَهُ. وَإِنَّهُ لَيْسَ مَنْ أَهْلِ مَدِينَةٍ، وَلَا أَهْلِ أَرْضٍ، وَلَا رَجُلٍ بِخَاصَّةٍ، وَلَا امْرَأَةٍ يَكُونُ لِي عَلَى مَا أَكْرَهُ، ثُمَّ يَتَحَوَّلُ لِي عَمَّا أَكْرَهُ إِلَى مَا أُحِبُّ إِلَّا تَحَوَّلْتُ لَهُ عَمَّا يَكْرَهُ إِلَى مَا يُحِبُّ. لَيْسَ مِنِّي مَنْ تَطَيَّرَ، أَوْ تُطِيِّرَ لَهُ، أَوْ تَكَهَّنَ، أَوْ تُكِهِّنَ لَهُ، أَوْ سَحَرَ أَوْ سُحِرَ لَهُ. إِنَّمَا أَنَا وَخَلْقِي، وَكُلُّ خَلْقِي لِي» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ عِيسَى بْنُ مُسْلِمٍ الطُّهَوِيُّ، قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيِّنٌ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.

36589 / 18198 – وَعَنْ أَبِي مُدَيْنَةَ الدَّارِمِيِّ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ قَالَ: كَانَ الرَّجُلَانِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذَا الْتَقَيَا لَمْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَقْرَأَ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [العصر: 1 – 2].

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ ابْنِ عَائِشَةَ، وَهُوَ ثِقَةٌ.

36590 / ز – عن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ خَافَ أَدْلَجَ وَمَنْ أَدْلَجَ فَقَدْ بَلَغَ الْمَنْزِلَ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ».

أخرجه الحاكم في المستدرك (7922).

36591 / 18199 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا 307/10 قَطُّ إِلَّا التَّوْحِيدَ، فَلَمَّا احْتُضِرَ قَالَ لِأَهْلِهِ: انْظُرُوا إِذَا أَنَا مِتُّ أَنْ تَحْرِقُوهُ حَتَّى تَدَعُوهُ حُمَمًا، ثُمَّ اطْحَنُوهُ، ثُمَّ اذْرُوهُ فِي يَوْمٍ رَاحٍ. فَلَمَّا مَاتَ فَعَلُوا بِهِ ذَلِكَ، فَإِذَا هُوَ فِي قَبْضَةِ اللَّهِ، فَقَالَ اللَّهُ عز وجل: يَا ابْنَ آدَمَ، مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ؟ قَالَ: أَيْ رَبِّ، مَخَافَتُكَ! قَالَ: فَغَفَرَ لَهُ بِهَا، وَلَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ إِلَّا التَّوْحِيدَ» “.

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَإِسْنَادُ أَبِي هُرَيْرَةَ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ، وَفِي إِسْنَادِ ابْنِ سِيرِينَ مَنْ لَمْ يُسَمَّ.

قُلْتُ: وَقَدْ رُوِيَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ، قَدْ ذَكَرْتُ ذَلِكَ كُلَّهُ فِي التَّوْبَةِ فِي بَابِ فِيمَنْ خَافَ مِنْ ذَنْبِهِ.

36592 / 18200 – وَعَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَفَعَهُ قَالَ: ” «لَا أَجْمَعُ عَلَى عَبْدِي خَوْفَيْنِ وَأَمْنَيْنَ، وَإِنْ أَخَفْتُهُ فِي الدُّنْيَا أَمَّنْتُهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِنْ أَمَّنْتُهُ فِي الدُّنْيَا أَخَفْتُهُ فِي الْآخِرَةِ» “.

36593 / 18201 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: بِنَحْوِهِ.

رَوَاهُمَا الْبَزَّارُ، عَنْ شَيْخِهِ: مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ مَيْمُونٍ، وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِ الْمُرْسَلِ رِجَالُ الصَّحِيحِ، وَكَذَلِكَ رِجَالُ الْمُسْنَدِ غَيْرَ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، وَهُوَ حَسَنُ الْحَدِيثِ. وهو عند ابن حبان (670).

36594 / ز – عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ” مَا كَرِهَ اللَّهُ مِنْكَ شَيْئًا فَلَا تَفْعَلْهُ إِذَا خَلَوْتَ”.

باب ساعة وساعة

36595 / 7249 – (م ت ه – حنظلة بن الربيع رضي الله عنه ) قال: «كنا عندَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فذكر النار، ثم جئتُ إلى البيت، فضاحكتُ الصبيان ولاعبتُ المرأةَ، فخرجت فلقيتُ أبا بكر، فذكرتُ ذلك له، فقال: وأنا قد فَعَلْتُ مثل ما تذكر، فلقينا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسولَ الله، نافَقَ حنظلةُ، فقال: مَه؟ فحدَّثْتُه بالحديث، فقال أبو بكر: وأنا قد فعلتُ مثل ما فعل، فقال: يا حنظلةُ، ساعة وساعة، لو كانت قلوبُكم كما تكون عند الذِّكر لصافحتكم الملائكةُ، حتى تُسلِّم عليكم في الطرق» .

أخرجه مسلم، وأخرج الترمذي نحوه. وابن ماجه باختصار.

وقد تقدَّم في «كتاب الاعتصام» من حرف الهمزة ذِكْره.

36596 / 18202 – عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «إِنَّا إِذَا كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَأَيْنَا فِي أَنْفُسِنَا مَا نُحِبُّ، فَإِذَا رَجَعْنَا إِلَى أَهْلِنَا وَخَالَطْنَاهُمْ أَنْكَرْنَا أَنْفُسَنَا! فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: ” لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي فِي الْخَلَاءِ لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا، وَلَكِنْ سَاعَةً وَسَاعَةً».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّازِيِّ، وَهُوَ ثِقَةٌ.؟ وَقال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَقَالَ: ” «لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُظِلَّكُمْ بِأَجْنِحَتِهَا عِيَانًا» “.

36597 / 18203 – وَعَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَانَ لِعُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بَيْتٌ قَدْ أَخْلَاهُ لِلْحَدِيثِ، فَكُنَّا نَأْتِيهِ فِيهِ، وَكَانَ يَقُولُ: سَاعَةٌ لِلدُّنْيَا، وَسَاعَةٌ لِلْآخِرَةِ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَيَّ السَّاعَتَيْنِ تَغْلِبُ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ مِنْ طَرِيقَيْنِ، وَرِجَالُ أَحَدِهِمَا رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي صَفْوَانَ، وَهُوَ ثِقَةٌ.

باب ذكر الموت والاستعداد له

36598 / 8476 – (ت س هـ) أبو هريرة – رضي الله عنه – أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «بادِرُوا بالأعمال سبعاً: هل تُنْظَرون إلا فَقْراً مُنْسياً، أو غِنى مُطغياً، أو مَرَضاً مُفسِداً، أو هَرَماً مُفنِداً، أو موتاً مُجْهِزاً، والدجالَ؟ والدَّجَّالُ شَرُّ غائبٍ يُنَتظَرُ، والساعةَ؟ والساعةُ أدْهَى وأمرُّ، ثم قال: ألا وأكثروا من ذكر هادم اللذات». هكذا ذكره رزين.

والذي أخرجه الترمذي مثله إلى قوله: «أدهى وأمرُّ» وقال فيه: «هل تنظرون إلا إلى فقر».

وأخرج ذكر هادم اللذات، حديثاً مفرداً، وكذلك أخرج النسائي ذكر هادم اللذات مفرداً. وكذا ابن ماجه مثلهما، ولفظه “أكثروا من ذكر هاذم اللذات” يعني الموت. فذكر بالذال المعجمة.

36599 / 18204 – عَنْ عَمَّارٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «كَفَى بِالْمَوْتِ وَاعِظًا، وَكَفَى بِالْيَقِينِ غِنًى» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.

36600 / 18204/3100– عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ؟” قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: “أَكْيَسُ الْمُؤْمِنِينَ: أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا، وَأَحْسَنُهُمْ لَهُ اسْتِعْدَادًا”.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالبة (3100) للحارث. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 445): رواه الحارث عن الخليل بن زكريا وهو ضعيف.

36601 / 18204/3101– عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عن آبائه رَضِيَ الله عَنْهم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَيُّ النَّاسِ أَكْيَسُ؟ ” قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّ أَكْيَسَ النَّاسِ أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذكراً، وأحسنهم للموت اسْتِعْدَادًا”.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالبة (3101) للحارث. وقال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 445): رواه الحارث، وعمرو ضعيف.

36602 / 18205 – وَعَنْ أَنَسٍ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِمَجْلِسٍ، وَهُمْ يَضْحَكُونَ، قَالَ: ” أَكْثِرُوا مِنْ ذِكْرِ هَادِمِ اللَّذَّاتِ أَحْسَبُهُ قَالَ: فَإِنَّهُ مَا ذَكَرَهُ أَحَدٌ فِي ضِيقٍ مِنَ الْعَيْشِ إِلَّا وَسَّعَهُ عَلَيْهِ، وَلَا فِي سَعَةٍ إِلَّا ضَيَّقَهَا عَلَيْهِ» “.

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ بِاخْتِصَارٍ عَنْهُ، وَإِسْنَادُهُمَا حَسَنٌ.

36603 / 18206 – وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: «مَاتَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُثْنُونَ عَلَيْهِ، وَيَذْكُرُونَ مِنْ عِبَادَتِهِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَاكِتٌ، فَلَمَّا سَكَتُوا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” هَلْ كَان َ 308/10 يُكْثِرُ ذِكْرَ الْمَوْتِ؟ “. قَالُوا: لَا. قَالَ: ” فَهَلْ كَانَ يَدَعُ كَثِيرًا مِمَّا يَشْتَهِي “. قَالُوا: لَا. قَالَ: ” مَا بَلَغَ صَاحِبُكُمْ كَثِيرًا مِمَّا تَذْهَبُونَ إِلَيْهِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

36604 / 18207 – وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: «ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ بِعِبَادَةٍ وَاجْتِهَادٍ، فَقَالَ: ” كَيْفَ ذِكْرُ صَاحِبِكُمْ لِلْمَوْتِ؟ “. قَالُوا: مَا نَسْمَعُهُ يَذْكُرُهُ. قَالَ: ” لَيْسَ صَاحِبُكُمْ هُنَاكَ».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَفِيهِ يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.

36605 / 18208 – وَعَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «اللَّهُمَّ حَبِّبِ الْمَوْتَ إِلَى مَنْ يَعْلَمُ أَنِّي رَسُولُكَ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36606 / 18209 – وَعَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَارِبِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «يَا طَارِقُ، اسْتَعِدَّ لِلْمَوْتِ قَبْلَ الْمَوْتِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ إِسْحَاقُ بْنُ نَاصِحٍ. قَالَ أَحْمَدُ: كَانَ مِنْ أَكْذَبِ النَّاسِ.

36607 / 18210 – وَعَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: خَرَجَ إِلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ وَهُوَ خَاثِرٌ فَقُلْنَا: مَا لَكَ؟ قَالَ: ذَهَبَ صَفْوُ الدُّنْيَا، وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا الْكَدَرُ، وَالْمَوْتُ الْيَوْمَ تُحْفَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ بِإِسْنَادَيْنِ، وَأَحَدُهُمَا جَيِّدٌ.

36608 / 18211 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، مَا مِنْ نَفْسٍ حَيَّةٍ إِلَّا الْمَوْتُ خَيْرٌ لَهَا إِنْ كَانَ بَرًّا، إِنَّ اللَّهَ عز وجل يَقُولُ: وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ. وَإِنْ كَانَ فَاجِرًا ; فَإِنَّ اللَّهَ عز وجل يَقُولُ: وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ بِإِسْنَادَيْنِ، وَرِجَالُ أَحَدِهِمَا رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، وَهُوَ حَسَنُ الْحَدِيثِ.

36609 / 18212 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «اسْتَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ ; فَإِنَّهُ مَا ذَكَرَهُ أَحَدٌ فِي ضِيقٍ إِلَّا وَسَّعَهُ، وَلَا ذَكَرَهُ فِي سَعَةٍ إِلَّا ضَيَّقَهَا عَلَيْهِ» “.

قُلْتُ: رواه الترمذي، وَغَيْرُهُ بِاخْتِصَارٍ. قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ. ونو في المستدرك (2993).

36610 / 18213 – وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ يَعْنِي الْمَوْتَ ; فَإِنَّهُ مَا كَانَ فِي كَثِيرٍ إِلَّا قَلَّلَهُ، وَلَا قَلِيلٍ إِلَّا أَجْزَلَهُ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ. قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمَ حَدِيثُ أَنَسٍ فِي هَذَا الْبَابِ.

36611 / 18214 – وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَاشِرَ عَشْرَةٍ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، مَنْ أَكْيَسُ النَّاسِ، وَأَحْزَمُ النَّاسِ؟ قَالَ: ” أَكْثَرُهُمْ ذِكْرًا لِلْمَوْتِ، وَأَكْثَرُهُمُ اسْتِعْدَادًا لِلْمَوْتِ، قَبْلَ نُزُولِ الْمَوْتِ أُولَئِكَ هُمُ الْأَكْيَاسُ، ذَهَبُوا بِشَرَفِ الدُّنْيَا، وَكَرَامَةِ الْآخِرَةِ» “.

قُلْتُ: رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ بِاخْتِصَارٍ. قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الصَّغِيرِ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3112) لأبي يعلى. في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 445): وعن ابن عمر- رضي الله عنهما- قَالَ: ” أَتَيْتُ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – عاشر عشرة فجاء رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، من أكيس وأحذر؟ قال: أكثرهم للموت ذكرًا، وأشدهم استعدادًا للموت قبل نزول الموت، أولئك هم الأكياس، ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة. وفي رواية: قال ابن عمر: ” كنت عاشر عشرة فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَقَامَ فتى من الأنصار فقال: يا رسول الله، أي المؤمنين أفضل؟ قال: أحسنهم خلقًا. قال: فأي المؤمنين أكيس؟ قال: أكثرهم للموت ذكرًا، وأحسنهم استعدادًا قبل أن ينزل به أولئك الأكياس. قال: ثم إن الفتى جلس، فأقبل عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فقال: يا معشر المهاجرين، خصال خمس إذا نزلن بكم وأدركتموهن- وأعوذ بالله أن تدركوهن-: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا قبلهم، ولا انتقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوًّا من غيرهم فأخذ بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بماأنزل الله وتخيروا فيما أنزل الله- عز وجل- إلا جعل الله بأسهم بينهم. ثم أمر نبي الله – صلى الله عليه وسلم – عبد الرحمن بن عوف أن يتجهز، السرية يبعثه عليها، فأصبح عبد الرحمن وقد اعتم بعمامة كرابيس سوداء فنقضها النبي – صلى الله عليه وسلم – وعممه وأرخى من خلفه أربع أصابع، أو قريبا من شبر، ثم قال: هكذا فاعتم يا ابن عوف فإنه أعرف وأحسن. ثم أمر بلالا فرفع إليه اللواء فعقده ثم قال: خذ يا ابن عوف فسم الله، واغزوا في سبيل الله، فقاتلوا من كفر بالله، لَا تَغْلُوا، وَلَا تَغْدُرُوا، وَلَا تُمَثِّلُوا، وَلَا تقتلوا دابة فهذا عهد الله فيكم وسنة رسوله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى بسند رواته ثقات، وابن أبي الدنيا والطبراني في الصغير والبيهقي في الزهد ورواه الترمذي وحسنه وابن ماجه مختصرًا، ولقصة الزكاة شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ بُرَيْدَةَ بْنِ الْحَصِيبِ وَتَقَدَّمَ في أول كتاب الزكاة، ولقصة العمامة شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وتقدم في كتاب اللباس.

36612 / ز – عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ} [الأنعام: 125] فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ النُّورَ إِذَا دَخَلَ الصَّدْرَ انْفَسَحَ» فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ يُعْرَفُ؟ قَالَ: «نَعَمْ، التَّجَافِي عَنْ دَارِ الْغُرُورِ، وَالْإِنَابَةُ إِلَى دَارِ الْخُلُودِ، وَالِاسْتِعْدَادِ لِلْمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِهِ».

أخرجه الحاكم في المستدرك (7933).

36613 / ز – عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَارِبِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا طَارِقُ، اسْتَعِدَّ لِلْمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِ الْمَوْتِ».

أخرجه الحاكم في المستدرك (7938).

باب ما جاء في الحزن

وتقدمت أحاديث الحزن كفارة

36614 / 18215 – عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ كُلَّ قَلْبٍ حَزِينٍ» “.

رَوَاهُ 309/10 الْبَزَّارُ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَإِسْنَادُهُمَا حَسَنٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3229) لأبي يعلى. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 379):قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى والبزار وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ.انتهى. وهو عند الحاكم (7884) كما قال البوصيري.

36615 / 18216 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «عَلَيْكُمْ بِالْحُزْنِ ; فَإِنَّهُ مِفْتَاحُ الْقَلْبِ”. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ الْحُزْنُ؟ قَالَ: ” أَجِيعُوا أَنْفُسَكُمْ بِالْجُوعِ وَأَظْمِئُوهَا» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

باب فيمن اقشعر من خشية الله

36616 / 18217 – عَنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «إِذَا اقْشَعَرَّ جِلْدُ الْعَبْدِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ; تَحَاتَّتْ عَنْهُ خَطَايَاهُ كَمَا تَحَاتُّ عَنِ الشَّجَرَةِ الْبَالِيَةِ وَرَقُهَا» “.

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَفِيهِ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ الْعَبَّاسِ وَلَمْ أَعْرِفْهَا، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3307) لأبي يعلى، (3308) وللبزار. وفي إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 370): وعَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: ” كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – تحت شجرة فَهَاجَتِ الرِّيحُ، فَوَقَعَ مَا كَانَ فِيهَا مِنْ ورق نخر، وبقي ما كان فِيهَا مِنْ وَرَقٍ أَخْضَرَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – مَا مَثَلُ هَذِهِ الشَّجَرَةُ؟ قَالَ الْقَوْمُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: مَثَلُهَا مَثَلُ الْمُؤْمِنِ إِذَا اقْشَعَرَّ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَقَعَتْ عَنْهُ ذُنُوبُهُ وَبَقِيَتْ لَهُ حَسَنَاتُهُ “. رواه أبو يعلى الْمَوْصِلِيُّ وَالْبَيْهَقِيُّ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ بسند ضعيف. ورواه البزار وأبو الشيخ بن حيان في كعاب الثَّوَابِ بِلَفْظِ: ” إِذَا اقْشَعَرَّ جِلْدُ الْعَبْدِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ تَحَاتَّتْ عَنْهُ ذُنُوبُهُ كَمَا تَحَاتَّتْ عن هذه الشجرة اليابسة وَرَقُهَا “.

36617 / 18218 – وَعَنِ الْعَبَّاسِ أَيْضًا قَالَ: «كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَحْتَ الشَّجَرَةِ، فَهَاجَتِ الرِّيحُ، فَوَقَعَ مَا كَانَ فِيهَا مِنْ وَرَقٍ نَخِرٍ، وَبَقِيَ مَا كَانَ فِيهَا مِنْ وَرَقٍ أَخْضَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” مَا مَثَلُ هَذِهِ الشَّجَرَةِ؟ “. قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: ” مَثَلُهَا مَثَلُ الْمُؤْمِنِ، إِذَا اقْشَعَرَّ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَقَعَتْ عَنْهُ ذُنُوبُهُ، وَبَقِيَتْ لَهُ حَسَنَاتُهُ» “.

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى مِنْ رِوَايَةِ هَارُونَ بْنِ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ الْعَبَّاسِ، وَلَمْ أَعْرِفْ هَارُونَ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ وُثِّقُوا عَلَى ضَعْفٍ فِي مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الرُّومِيِّ، وَوَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ. وانظر الذي قبله.

36618 / 18218/3251 – عن أبي عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أن جبريل عليه الصلاة والسلام أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَبْكِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَا يبكيكَ؟ “، فقال عليه الصلاة والسلام: “وَاللَّهِ مَا جَفَّتْ لِي عَيْنٌ، مُنْذُ خلق الله تعالى النَّارَ، مَخَافَةَ أَنْ أَعْصِيَهُ فَيَقْذِفُنِي فِيهَا”.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3251) لأحمد في الزهد.

باب علامة البراءة من النفاق

تقدم

36619 / 18219 – عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «غَدَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكْنَا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، قَالَ: ” وَمَا ذَاكَ؟ “. قَالُوا: النِّفَاقُ النِّفَاقُ. قَالَ: ” أَلَسْتُمْ تَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؟! “. قَالُوا: بَلَى. قَالَ: ” لَيْسَ ذَلِكَ النِّفَاقَ “. قَالَ: ثُمَّ عَادُوا الثَّانِيَةَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكْنَا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ. قَالَ: ” وَمَا ذَاكَ؟ “. قَالُوا: النِّفَاقُ النِّفَاقُ. قَالَ: “أَلَسْتُمْ تَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؟ “. قَالُوا: بَلَى. قَالَ: ” لَيْسَ ذَاكَ النِّفَاقَ “. قَالَ: ثُمَّ عَادُوا الثَّالِثَةَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكْنَا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالُوا: النِّفَاقُ النِّفَاقُ قَالَ ” أَلَسْتُمْ تَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؟ “. قَالُوا: بَلَى. قَالَ: ” لَيْسَ ذَاكَ النِّفَاقَ “. قَالُوا: إِنَّا إِذَا كُنَّا عِنْدَكَ كُنَّا عَلَى حَالٍ، وَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ هَمَّتْنَا الدُّنْيَا وَأَهْلُونَا. قَالَ: ” لَوْ أَنَّكُمْ إِذَا خَرَجْتُمْ مِنْ عِنْدِي تَكُونُونَ عَلَى الْحَالِ الَّتِي تَكُونُونَ عَلَيْهِ لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ بِطُرُقِ الْمَدِينَةِ» “.

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ غَسَّانَ بْنِ بُرْزِينَ، وَهُوَ ثِقَةٌ.310/10 وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3304) للحارث. عزاه في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 372) لابي يعلى.

باب التزود من الدنيا للآخرة

36620 / 8475 – (ت هـ) شداد بن أوس – رضي الله عنه – أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «الكَيِّس مَنْ دانَ نفسَه، وعَمِلَ لما بعد الموت، والعاجِزُ مَنْ أتْبَعَ نَفَسَهُ هَواهَا وتمنَّى على الله» أخرجه الترمذي وابن ماجه.

وقال: قوله: «دان نفسه» يعني: حاسَبَها في الدنيا قبل أن يُحاسَب يوم القيامة.

36621 / 18220 – عَنْ جَرِيرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «مَنْ يَتَزَوَّدْ مِنَ الدُّنْيَا يَنْفَعْهُ فِي الْآخِرَةِ»”.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

باب فيما بقي من الدنيا وفيما مضى منها

36622 / 6742 – (خ ت) عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال: «سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم على المنبر يقول: إنما بقاؤكم فيمن سلف قبلكم من الأمم، كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس، أُوتيَ أهلُ التوراة التوراة فعملوا بها حتى انتصف النهار، ثم عَجَزوا، فأُعطوا قيراطاً قيراطاً، ثم أُوتيَ أهلُ الإنجيل الإنجيلَ، فعملوا إلى صلاة العصر فعَجَزوا، فأُعطوا قيراطاً قيراطاً، ثم أوتينا القرآن، فعملنا إلى غروب الشمس، فأعطينا قيراطين قيراطين، فقال أهل الكتابين: أيْ ربَّنا، أعطيتَ هؤلاءِ قيراطين قيراطين، وأعطيتَنا قيراطاً قيراطاً، ونحن كُنَّا أكثر عملاً؟ ! قال الله عز وجل: هل ظلمتكم من أجركم من شيء؟ قالوا: لا، قال: فهو فَضلي أوتِيه مَن أشاء» . وفي رواية قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَثَلكم ومَثَلُ أهلِ الكتابين كمثل رجل استأجر أُجَرَاءَ، فقال: من يعمل لي من غَدْوة إلى نصف النهار على قيراط؟ فعملتِ اليهودُ، ثم قال: مَنْ يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط؟ فعملتِ النصارى، ثم قال: من يعمل لي من العصر إلى أن تغيبَ الشمس على قيراطين؟ فأنتم هم، فغضبت اليهود والنصارى، فقالوا: ما لنا أكثرُ عملاً، وأقلُّ عطاء؟ قال: هل نقصتكم من حقكم؟ قالوا: لا، قال: فذلك فَضْلي أوتيه مَن أشاء» . وفي أخرى قال: «إنما أجلُكم في أجَلِ مَن خلا من الأمم، كما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس، وإنما مثلكم ومثلُ اليهود والنصارى، كرجل استعمل عُمَّالاً، فقال: من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط قيراط … فذكر نحوه، وفي آخره: ألا فأنتم الذين تعملون من صلاة العصر إلى مغرب الشمس، ألا لكم الأجْر مرتين، فغضبت اليهود والنصارى … وذكر نحو ما قبله» . وفي أخرى «إنما مَثَلُكم ومَثَلُ اليهود والنصارى كرجل استعمل عُمَّالاً … وذكر نحوه». أخرجه البخاري، وأخرج الترمذي نحو الرواية الثالثة.

36623 / 8468 – (م) خالد بن عمير العدوي – رحمه الله- قال: «خَطَبَنَا عُتْبَةُ بنُ غَزْوانَ وكان أميراً على البَصْرَةِ، فَحَمِدَ الله وأثنى عليه، ثم قال: أمَّا بعدُ، فإنَّ الدنيا قد آذَنَتْ بِصُرْم، وَوَلَّتْ حَذّاءَ، ولم يَبقَ منها إلا صُبابةٌ كصبابةِ الإناءِ، يتصابُّها صاحبُها، وإنَّكم منتقلون منها إلى دارٍ لا زوالَ لها، فانتقِلُوا بِخَيْر ما بِحَضْرَتِكُم، فإنه قد ذُكِر لنا: أن الحجَر يُلقى من شَفِيْر جهنم، فيهوي فيها سبعين عاماً، قبل أن ينتهيَ إلى قَعْرها، وقال: لا يُدْرِكُ لها قعراً، والله لَتُملأنَّ، أفعجبتمُ؟ ولقد ذُكِر لنا أنَّ ما بين مِصْراعين من مصاريع الجنة: مَسِيرةُ أربعين عاماً، وليأتَينَّ عليه يوم وهو كظيظٌ من الزِّحام، ولقد رأيتُني سابعَ سبعة مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ما لنا طعام إلا وَرَقُ الشجر، حتى قَرِحَتْ أشْدَاقُنَا، والتقطتُ بُرْدة، فشققتُها بيني وبين سعد بن مالك، فاتَّزَرْتُ بنصفها، واتَّزرَ سَعد بنصفها، فما أصبح اليومَ منا أحدٌ إلا أصْبَحَ أميراً على مِصْرٍ من الأَمصار، فإني أعوذ بالله أن أكونَ في نفسي عظيماً، وأنا عند الله صغير، وإنَّه لم تكن نُبُوَّةٌ قَطُّ إلا تَناسَخَت حتى تكونَ عاقِبَتُها مُلْكاً، وسَتَخْبُرون وتُجرِّبون الأمراءَ بعدَنا». أخرجه مسلم.

36624 / 18221 – عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «إِنَّمَا أَجَلُكُمْ فِيمَا خَلَا مِنَ الْأُمَمِ كَمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى مَغْرِبِ الشَّمْسِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الثَّلَاثَةِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فِي الْكَبِيرِ: «كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَالشَّمْسُ عَلَى قُعَيْقِعَانٍ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَقَالَ: ” مَا أَعْمَارُكُمْ فِي أَعْمَارِ مَنْ مَضَى إِلَّا كَمَا بَقِيَ مِنْ هَذَا النَّهَارِ فِيمَا مَضَى مِنْهُ». وَرِجَالُ الصَّغِيرِ، وَالْأَوْسَطِ رِجَالُ الصَّحِيحِ، وَفِي أَحَدِ إِسْنَادَيِ الْكَبِيرِ شَرِيكٌ، وَقَدْ وُثِّقَ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36625 / ز – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ كَانَ وَاقِفًا بِعَرَفَاتٍ فَنَظَرَ إِلَى الشَّمْسِ حِينَ تَدَلَّتْ مِثْلَ التُّرْسِ لِلْغُرُوبِ فَبَكَى، وَاشْتَدَّ بُكَاؤُهُ وَتَلَا قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ} [الشورى: 17] إِلَى {الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ} [هود: 66] فَقَالَ لَهُ عَبْدُهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَدْ وَقَفْتُ مَعَكَ مِرَارًا لَمْ تَصْنَعْ هَذَا. فَقَالَ: ذَكَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ وَاقِفٌ بِمَكَانِي هَذَا فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، لَمْ يَبْقَ مِنْ دُنْيَاكُمْ هَذِهِ فِيمَا مَضَى إِلَّا كَمَا بَقِيَ مِنْ يَوْمِكُمْ هَذَا فِيمَا مَضَى مِنْهُ».

أخرجه الحاكم في المستدرك (3708).

36626 / ز – عن النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَلَا إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مِثْلُ الذُّبَابِ تَمُورُ فِي جَوِّهَا، فَاللَّهَ اللَّهَ فِي إِخْوَانِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ فَإِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَيْهِمْ».

أخرجه الحاكم في المستدرك (7919).

36627 / ز – عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ الدُّنْيَا كُلَّهَا قَلِيلًا، وَمَا بَقِيَ مِنْهَا إِلَّا الْقَلِيلُ مِنَ الْقَلِيلِ، وَمَثَلُ مَا بَقِيَ مِنْهَا كَالثَّغْبِ – يَعْنِي الْغَدِيرَ – شُرِبَ صَفْوُهُ وَبَقِيَ كَدَرُهُ».

أخرجه الحاكم في المستدرك (7974).

36628 / 18222 – وَعَنْ أَنَسٍ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ أَصْحَابَهُ ذَاتَ يَوْمٍ وَقَدْ كَادَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَغْرُبَ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا شَفٌّ يَسِيرٌ، فَقَالَ: ” وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا بَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا فِيمَا مَضَى مِنْهَا إِلَّا كَمَا بَقِيَ مِنْ يَوْمِكُمْ هَذَا فِيمَا مَضَى مِنْهُ “. وَمَا نَرَى الشَّمْسَ إِلَّا يَسِيرًا».

قال الهيثميّ : رواه البزار مِنْ طَرِيقِ خَلَفِ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، وَقَدْ وُثِّقَا، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36629 / 18223 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَظَرَ إِلَى الشَّمْسِ عِنْدَ غُرُوبِهَا عَلَى أَطْرَافِ سَعَفِ النَّخْلِ، فَقَالَ: ” مَا بَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا فِيمَا مَضَى مِنْهَا إِلَّا مِثْلُ مَا بَقِيَ مِنْ يَوْمِكُمْ هَذَا فِيمَا مَضَى مِنْهُ» “.

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَفِيهِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

باب قرب الساعة

36630 / 7882 – (خ م) سهل بن سعد – رضي الله عنه – قال: «رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال بأصبعيه هكذا الوسطى والتي تلي الإبهام، وقال: بُعثت أنا والساعة كهاتين».

وفي رواية قال: «بُعثْتُ أنا والساعة كهاتين، ويشير بإصبعيه، يَمدُّهما» أخرجه البخاري ومسلم.

36631 / 7883 – (خ ه – أبو هريرة رضي الله عنه ) أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «بُعثتُ أنا والساعة كهاتين – يعني إصبعين». أخرجه البخاري. وقال ابن ماجه ( وجمع بين أصابعه ).

36632 / 7884 – (خ م ت) أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «بُعِثْتُ أنا والساعة كهاتين، كفضل إحداهما على الأخرى وَضمَّ السبابة والوسطى» .

وفي رواية قال: «بُعِثْتُ في نَفَس الساعة، فسبقتُها كفضل هذه على الأخرى» أخرجه البخاري ومسلم.

وفي رواية الترمذي قال: «بُعِثْتُ أنا والساعة كهاتين – وأشار أبو داود – بالسبابة والوسطى، فما فَضل إحداهما على الأخرى؟» .

وفي أخرى لمسلم قال: «بُعِثْتُ أنا والساعة هكذا – وقَرَنَ شُعبة بين إصبعيه: المسَبِّحة والوسطى، يحكيه».

36633 / 7885 – (ت) المستورد بن شداد – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «بُعِثْتُ في نَفَس الساعة، فسبقتُها كما سبقت هذه لهذه – لإصبعيه: السبابةِ والوسطى». أخرجه الترمذي.

36634 / 7886 – () سهل بن حنيف – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «بُعِثتُ في نَفَسِ الساعة، وإنما تقدَّمتها كما بين هاتين – ويشير بالسبابة والوسطى من أصابعه فيمدَّهما – وقال تعالى: {وما أمر الساعة إلا كلمْحِ البصر} النحل: 77 » أخرجه …

كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين.

36635 / 18224 – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَلَا تَزْدَادُ مِنْهُمْ إِلَّا بُعْدًا» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ شَيْخِ الطَّبَرَانِيِّ، وَهُوَ ثِقَةٌ ثَبْتٌ.

36636 / ز – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَلَا يَزْدَادُ النَّاسُ عَلَى الدُّنْيَا إِلَّا حِرْصًا وَلَا يَزْدَادُونَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا بُعْدًا».

أخرجه الحاكم في المستدرك (7987).

36637 / 18225 – وَعَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ” «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ جَمِيعًا، إِنْ كَادَتْ لَتَسْبِقُنِي» “.

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَالْبَزَّارُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: ” «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ “. وَضَمَّ إِصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى». وَرِجَالُ أَحْمَدَ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36638 / 18226 – وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُشِيرُ بِإِصْبُعَيْهِ، وَهُوَ يَقُولُ: ” بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَذِهِ مِنْ هَذِهِ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَالْبَزَّارُ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَرِجَالُ أَحْمَدَ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ، وَهُوَ ثِقَةٌ.

36639 / 18227 – وَعَنْ وَهْبٍ السُّوَائِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَذِهِ مِنْ هَذِهِ إِنْ كَادَتْ لَتَسْبِقُهَا “.311/10 أَوْ: ” إِنْ كَادَتْ لَتَسْبِقُنِي» “.

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَقَالَ: ” «لَتَسْبِقُنِي» “. فَقَطْ. وَرِجَالُهُمَا رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ، وَهُوَ ثِقَةٌ.

36640 / 18228 – وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ أَبُو نُعَيْمٍ: ضِرَارُ بْنُ صُرَدٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36641 / 18229 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ عَنْ شَيْخِهِ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36642 / 18230 – وَعَنْ أَبِي جُبَيْرَةَ بْنِ الضَّحَّاكِ الْأَنْصَارِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “«بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ هَكَذَا وَجَمَعَ بَيْنَ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى فَسَبَقْتُهَا كَمَا سَبَقَتْ هَذِهِ هَذِهِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (4578) لأبي يعلى ولأبي بكر، (4577) لأبن أبي عمر. في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (8/ 103): وعن أبي خيرة عَنْ مَشْيَخَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ أَنَّهُمْ سَمِعُوهُ- يَعْنِي: النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَقُولُ: “بُعِثْتُ في نَسَمِ السَّاعَةِ. قَالَ سُفْيَانُ: – يَعْنِي فِي نَفَسِ السَّاعَةِ”. رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ. وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَلَفْظُهُ: “بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ، فَسَبَقْتُهَا فِي نَفَسِ السَّاعَةِ”

36643 / 18230 – وَرَوَاهُ عَنْ أَبِي جُبَيْرَةَ بْنِ الضَّحَّاكِ، عَنْ أَشْيَاخٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ مِثْلَهُ.

وَرِجَالُ هَذِهِ الطَّرِيقِ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ شِبْلٍ، أَوْ شُبَيْلِ بْنِ عَوْفٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ.

36644 / 18231 – وَرَوَى الْبَزَّارُ مِنْهُ: ” «بُعِثْتُ فِي نَسَمِ السَّاعَةِ» ” فَقَطْ.

36645 / 18232 – «وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَتَحَرَّكَتِ الشَّجَرَةُ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَزِعًا، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: ” ظَنَنْتُهَا الْقِيَامَةَ».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلَّا أَنَّ الْأَعْمَشَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَنَسٍ كَمَا قِيلَ.

باب في عيش رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلف

36646 / 5434 – (خ ت) أبو حازم سلمة بن دينار قال: «سألتُ سهْلَ بن سعد، فقلتُ: هل أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم النَّقيَّ؟ فقال سهل: ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النَّقيَّ من حِين ابْتَعَثَه الله حتى قَبَضَه الله، فقلت: هل كانت لكم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مَنَاخِلُ؟ قال: ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مُنْخُلاً من حِين ابْتَعَثَهُ الله حتى قبضه الله، قلت: كيف كنتم تأكلون الشَّعيرَ؟ غير مَنْخَول؟ قال: كنا نَطْحَنُه ونَنفُخُه، فيطير منه ما طار، وما بقي ثَرَّينَاه» .

وفي رواية مختصراً قال: «هل رأيتم في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم النَّقيَّ؟ قال: لا، قلتُ: أكنُتم تَنْخلون الشعير؟ قال: لا ولكنا كنا نَنفخُه». أخرجه البخاري والترمذي.

وزاد فيه الترمذي بعد «النَّقيَّ» : «يعني: الحُوَّارَى».

36647 / 2792 – (خ م ت) عائشة – رضي الله عنها -: قالت: «كان يأتي علينا الشَّهرُ ما نُوقِدُ فيه ناراً، إنما هو التَّمر والماء، إِلا أن يُؤتَى باللُّحَيمِ» . وفي رواية قالت: «ما شَبِعَ آلُ محمد من خُبزِ البُرِّ ثلاثاً، حتى مضى لسبيله».

وفي أخرى، قالت: «ما شبع آلُ محمد مُنْذُ قَدِم المدينة من طعامٍ ثلاث ليالٍ تباعاً حتى قُبِضَ» .

وفي أخرى: «ما شبع آل محمد من خبز شعير يومين متتابعين حتى قُبِضَ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم».

وفي أخرى، قالت: «ما أَكلَ آلُ محمد أكلَتينِ في يومٍ واحدٍ إِلا وإِحداهما تمرٌ» .

وفي أخرى: كانت تقول لعروة: «والله يا ابنَ أُختي، إن كُنا لَنَنْظُرُ إلى الهِلالِ، ثم الهلالِ، ثم الهلال – ثلاثة أَهلةٍ في شهرين – وما أُوقِدَ في أَبياتِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم نارٌ، قال: قلتُ: يا خالةُ، فما كان يُعِيشُكم؟ قالت: الأسْوَدَان: التمر، والماء، إِلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار، وكانت لهم مَنائِحُ، فكانوا يُرْسِلُونَ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم من أَلبانها، فَيسقِينَاهُ» .

وفي أخرى قالت: «تُوفِّيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين شَبِعَ الناسُ من الأسودين: التمرِ والماء» .

وفي رواية: «ما شَبِعْنا من الأسودين». هذه روايات البخاري، ومسلم.

ولمسلم أيضاً قالت: «لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شبعَ من خبزٍ وزيتٍ في يوم واحد مرتين».

وأَخرج الترمذي، الرواية الأولى، إلى قوله: «الماء» والرابعة.

وله في أُخرى عن مسروق، قال: «دخلتُ على عائشة، فدعت لي بطعام فقالت: ما أَشْبَعُ فأشاء أَن أَبكيَ إِلا بكَيْتُ، قلت: لِمَ؟ قالت: أَذْكُرُ الحالَ التي فارق عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا، والله ما شبع من خبزٍ ولحمٍ مرتين في يوم».

36648 / 2793 – (خ م ت ه – أبو هريرة رضي الله عنه ) قال: «ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من طعامٍ ثلاثةَ أيام تِباعاً، حتى قُبِضَ».

وفي رواية، قال أَبو حازم: «رأيت أبا هريرة يُشيرُ بإِصبَعِهِ مِراراً، يقول: والذي نفس أبي هريرة بيده، ما شبع نبيُّ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة أيام تِباعاً من خبزِ حنطةٍ، حتى فارق الدنيا». أخرجه البخاري، ومسلم.

وللبخاري: «أن أبا هريرة مرَّ بقوم بين أيديهم شاةٌ مَصْلِيَّةٌ، فدعَوهُ، فأبى أَن يأكلَ، وقال: خرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير». وأخرج الترمذي الرواية الثانية. و أخرج ابن ماجه نحو الأولى.

36649 / 2794 – (ت) أبو أمامة الباهلي – رضي الله عنه -: سُمِع يقول: «ما كان يَفْضُلُ عن أَهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم خبزُ الشعير». أَخرجه الترمذي.

36650 / 2795 – (ت ه – عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ) عنه قال: «كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَبيتُ اللياليَ المُتتابعةَ وأهلُه طاوياً، لا يجدون عَشاءاً، وإِنما كان أكثرُ خبزهم خبزَ الشعير». أخرجه الترمذي. وابن ماجه.

36651 / 3348 – ( ه – أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه ) قَالَ: لَبِسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّوفَ، وَاحْتَذَى الْمَخْصُوفَ ” وَقَالَ: «أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَشِعًا، وَلَبِسَ خَشِنًا» ، فَقِيلَ لِلْحَسَنِ، مَا الْبَشِعُ قَالَ: «غَلِيظُ الشَّعِيرِ، مَا كَانَ يُسِيغُهُ، إِلَّا بِجُرْعَةِ مَاءٍ». أخرجه ابن ماجه.

36652 / 2796 – (م ت) سماك بن حرب: سمع النعمان بن بشير – رضي الله عنه – يقول: «ألستم في طعامٍ وشرابٍ ما شئتم؟ لَقد رَأَيت نبيَّكم وما يجد من الدَّقَلِ ما يَملأُ به بطنَه». أخرجه مسلم، والترمذي.

36653 / 2797 – (م ه – النعمان بن بشير رضي الله عنه ) قال: «ذَكَر عُمَرُ ما أصاب الناسُ من الدنيا، فقال: لقد رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَظَلّ اليوم يَلْتَوِي، ما يجد من الدَّقَلِ ما يملأ به بطنه». أَخرجه مسلم، وقال فيه بعض الرواة: عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم، فجعله من مسنده. وأخرجه ابن ماجه كالأولى من رواية النعمان عن عمر.

36654 / 3338 – ( ه – أبو هريرة رضي الله عنه ) قَالَ: زَارَ أَبُو هُرَيْرَةَ قَوْمَهُ – يَعْنِي قَرْيَةً، أَظُنُّهُ قَالَ يُبْنَى – فَأَتَوْهُ بِرُقَاقٍ مِنْ رُقَاقِ الْأُوَلِ، فَبَكَى، وَقَالَ: «مَا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا بِعَيْنِهِ قَطُّ». أخرجه ابن ماجه.

36655 / 2798 – (خ ه – قتادة رحمه الله ) قال: «كنا نأْتي أَنس بن مالك – رضي الله عنه – وخَبَّازُهُ قائم، فَيُقَدِّمُ إِلينا الطعام، ويقول أنس: كلوا، فما أعلم رسول الله – صلى الله عليه وسلم رأى رَغيفاً مُرَقَّقاً حتى لَحِقَ بالله، ولا رأَى شاة سَمِيطاً بِعَينَيْهِ حتى لَحِقَ بالله». أخرجه البخاري.

36656 / 3310 – ( ه – أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه ) قَالَ: «مَا رُفِعَ مِنْ بَيْنِ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَضْلُ شِوَاءٍ قَطُّ، وَلَا حُمِلَتْ مَعَهُ طِنْفِسَةٌ». أخرجه ابن ماجه.

36657 / 2799 – (ت ه – أنس بن مالك رضي الله عنه ) قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لقد أُخِفْتُ في الله ما لم يُخَفْ أَحدٌ، وأُوذِيت في الله ما لم يُؤذَ أحد، ولقد أتى عليَّ ثلاثون من يوم وليلة، ومالي ولبلال طعامٌ إِلا شيء يُواريه إِبطُ بلال». أخرجه الترمذي، وقال: ومعنى هذا الحديث: «حين خرج النبي صلى الله عليه وسلم هارباً من مكة، ومعه بلال، إنما كان مع بلال من الطعام ما يُحمل تحت إِبطه». وقال ابن ماجه: ( ثلاثة ) بدل ( ثلاثون ).

36658 / 2800 – عائشة – رضي الله عنها -: قالت: «لَمَّا فُتحَت خيبرُ، قلنا: الآن نَشْبعُ من التمر». أخرجه البخاري.

36659 / 2801 – (خ) عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما -: قال: «ما شَبِعْنَا من تمرٍ حتى فتحنا خيبر». أخرجه البخاري.

36660 / 2802 – (خ م ت ه – عائشة رضي الله عنها ) قالت: «تُوفِّيَ رسول اللهصلى الله عليه وسلم، وليس عندي شيء ذُو كَبِد، إِلا شَطْرَ شعيرٍ في رَفّ لي، فأَكلتُ منه، حتى طال عليَّ فَكِلتُهُ، فَفَنِيَ». هذه رواية البخاري، ومسلم. وابن ماجه.

وفي رواية الترمذي، قالت: «تُوفِّيَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعندنا شَطرٌ من شعيرٍ في رفٍّ، فأكلنا منه ما شاء الله، ثم قلت للجارية: كِيلِيهِ، فلم نَلبثْ أَن فَنِيَ، فلو كنا تركناه لأكلنا منه أَكثر من ذلك».

36661 / 2439 – ( ه – ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما ) «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَاتَ وَدِرْعُهُ رَهْنٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ». أخرجه ابن ماجه.

36662 / 2803 – (خ م س ه – عائشة رضي الله عنها ) قالت: «تُوفِّيَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودِرْعُهُ مَرهونةٌ عند يهوديٍّ في ثلاثين صاعاً من شعير». أَخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي. وابن ماجه، وقد تقدم هذا الحديث، وذكرنا عنده رواية ابن ماجه.

36663 / 2438 – ( ه – أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ رضي الله عنها ) «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تُوُفِّيَ وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِطَعَامٍ». أخرجه ابن ماجه.

36664 / 2804 – (خ ت س ه – أنس بن مالك رضي الله عنه ) قال: «رهن النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- دِرْعَهُ بشعير، ومشَيْتُ إِلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم بخُبزِ شَعِيرٍ وإِهالةٍ سَنِخَةٍ، ولقد سمعتُه يقول: ما أصبح لآل محمدٍ صلى الله عليه وسلم إِلا صاعٌ، ولا أمسي، وإنهم لَتِسعَةُ أبيات». أَخرجه البخاري، والترمذي.

وفي رواية النسائي عن أنس: «أَنه مشى إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بخبز شعير وإهالةٍ سَنِخة، قال: ولقد رَهَنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم دِرْعاً له عند يهودي بالمدينة، فأخذ منه شعيراً لأهله». وهي كرواية ابن ماجه. وفي رواية أخرى له أشبه له بالأولى قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ مِرَارًا: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا أَصْبَحَ عِنْدَ آلِ مُحَمَّدٍ، صَاعُ حَبٍّ وَلَا صَاعُ تَمْرٍ ».

36665 / 2448 – ( ه – أَبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ) قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لِي أَرَى لَوْنَكَ مُنْكَفِئًا؟ قَالَ: «الْخَمْصُ» ، فَانْطَلَقَ الْأَنْصَارِيُّ إِلَى رَحْلِهِ، فَلَمْ يَجِدْ فِي رَحْلِهِ شَيْئًا، فَخَرَجَ يَطْلُبُ، فَإِذَا هُوَ بِيَهُودِيٍّ يَسْقِي نَخْلًا، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ لِلْيَهُودِيِّ: أَسْقِي نَخْلَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: كُلُّ دَلْوٍ بِتَمْرَةٍ، وَاشْتَرَطَ الْأَنْصَارِيُّ أَنْ لَا يَأْخُذَ خَدِرَةً، وَلَا تَارِزَةً، وَلَا حَشَفَةً، وَلَا يَأْخُذَ إِلَّا جَلْدَةً، فَاسْتَقَى بِنَحْوٍ مِنْ صَاعَيْنِ، فَجَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أخرجه ابن ماجه.

36666 / 2805 – (ت) علي بن أبي طالب – رضي الله عنه -: قال: «لقد خَرجتُ في يومٍ شاتٍ من بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أَخذتُ إهاباً مَعْطوناً، فَجَوَّبتُ وَسطَهُ فأدخلتُه عُنُقي، وشَدَدَتُ وَسَطي، فحزمتهُ بخُوص النخل، وإني لَشديدُ الجوع، ولو كان في بيت رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- طعامٌ لَطَعِمتُ منه، فخرجت ألتمسُ شيئاً، فمررتُ بيهودي في مال له، وهو يَسقي ببَكرة له: فاطلعت عليه من ثُلْمَةِ الحائط، فقال: ما لك يا أعرابي؟ هل لك في دَلْوٍ بتمرة؟ فقلت: نعم، فافتحِ الباب حتى أَدخلَ، ففتح فدخلتُ، فأعطاني دلوه، فكلما نزعت دَلْواً أعطاني تمرة، حتى إِذا امتلأت كفِّي أَرسلتُ دَلْوَه، وقلتُ: حَسبْي، فأكلتها، ثم جَرَعت من الماء فشَرِبتُ، ثم جئتُ المسجدَ فوجدتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فيه». أخرجه الترمذي.

36667 / 2446 – ( ه – ابن عباس رضي الله عنهما ) قَالَ: «أَصَابَ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَصَاصَةٌ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا، فَخَرَجَ يَلْتَمِسُ عَمَلًا يُصِيبُ فِيهِ شَيْئًا لِيُقِيتَ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَى بُسْتَانًا لِرَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ، فَاسْتَقَى لَهُ سَبْعَةَ عَشَرَ دَلْوًا، كُلُّ دَلْوٍ بِتَمْرَةٍ، فَخَيَّرَهُ الْيَهُودِيُّ مِنْ تَمْرِهِ، سَبْعَ عَشَرَةَ عَجْوَةً، فَجَاءَ بِهَا إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ». أخرجه ابن ماجه.

36668 / 2447 – ( ه – عَلِيّ بن ابي طالب رضي الله عنه ) قَالَ: «كُنْتُ أَدْلُو الدَّلْوَ بِتَمْرَةٍ، وَأَشْتَرِطُ أَنَّهَا جَلْدَةٌ». أخرجه ابن ماجه.

36669 / 2806 – (م ط ت) أبو هريرة – رضي الله عنه -: قال: «خرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ يومٍ – أو ليلة – فإذا هو بأبي بكر، وعمر، فقال: ما أَخرجكما من بيوتِكما هذه الساعة؟ قالا: الجوعُ يا رسولَ الله، قال: وأَنا، والذي نفسي بيده، لأخرَجَني الذي أخرجكما، قوموا، فقاموا معه، فأتى رجلاً من الأنصار، فإذا هو ليس في بيته، فلما رأته المرأةُ، قالت: مَرحباً وأهلاً، فقال لها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أين فلان؟ قالت: ذهبَ يَستعْذِبُ لنا الماءَ، إذ جاء الأنصاريُّ، فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحِبَيْهِ، ثم قال: الحمد لله، ما أحدٌ اليومَ أكرمَ أضْيَافاً مني، قال: فانطلق فجاءهم بعِذْقٍ فيه بُسْرٌ، وتمرٌ، ورُطَبٌ، فقال: كلوا، وأخذ المُدْيَةَ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِيَّاكَ والحَلُوبَ، فذبح لهم، فأَكلوا من الشاة، ومن ذلك العِذْقِ، وشربوا، فلما أَن شَبِعوا ورَوُوا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر، وعمر: والذي نفسي بيده، لَتُسْألُنَّ عن هذا النعيم يوم القيامة، أَخرجكم من بيوتكم الجوعُ، ثم لم ترجعوا حتى أَصابكم هذا النعيمُ». هذه رواية مسلم. وفي رواية الموطأ، قال: «بلغني أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم دخل المسجد، فوجد أَبا بكر وعمر، فسألهما عن خروجهما؟ فقالا له: أَخرجنا الجوعُ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما أخرجني إِلا الجوعُ، فذهبوا إلى أَبي الهيثم بن التَّيْهَانِ، فأمر لهم بشعيرٍ عندهم، فَعُمِلَ، وقام يذبح شاة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: نَكِّبْ عن ذَاتِ الدَّرِّ، فذبح شاة، واستعذب لهم ماء مُعَلَّقاً في نخلة، ثم أتُوا بذلك الطَّعامِ، فأَكلوا منه، وشربوا من ذلك الماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لَتُسألُنَّ عن نعيم هذا اليوم». وفي رواية الترمذي، قال: «خرج النبيُّ صلى الله عليه وسلم في ساعة لا يخرج فيها، ولا يلقاه فيها أحدٌ، فأتاه أبو بكر، فقال: ما جاء بك يا أبا بكر؟ قال: خرجتُ ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنظر في وجهه، والتسليمَ عليه، فلم يلبَثْ أن جاء عمر، فقال: ما جاء بك يا عمر؟ قال: الجوع يا رسول الله، قال: وأنا قد وجدت بعض ذلك، فانطلقوا إلى منزل أَبي الهيثم بن التَّيْهان الأنصاريِّ، وكان رجلاً كثيرَ النخل والشاء، ولم يكن له خدم، فلم يجدوه، فقالوا لامرأته: أين صاحِبُكِ؟ فقالت: انطلق يستعذب لنا الماء، ولم يلبثوا أَن جاء أَبو الهيثم بقِرْبة يَزْعَبُها فوضعها، ثم جاء يَلْتَزِمُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، ويَفديه بأبيه وأُمِّه، ثم انطلق بهم إلى حديقته، فبسط لهم بِسَاطاً، ثم انطلق إِلى نخلة فجاء بِقِنْوٍ، فوضعه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أَفلا تَنَقَّيْتَ لنا من رطبه؟ فقال: يا رسول الله، إني أردت أَن تختاروا – أو قال: تَخَيَّروا – من رُطبه وبُسْرِهِ، فأكلوا وشربوا من ذلك الماء، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: هذا – والذي نفسي بيده – من النعيم الذي تُسألون عنه يوم القيامة: ظِلٌّ بَارِدٌ، وَرُطَبٌ طَيِّبٌ، وماءٌ باردٌ، فانطلق أبو الهيثم ليصنع لهم طعاماً، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-: لا تَذْبَحَنَّ ذَات دَرٍّ فذبح لهم عَناقاً، أو جَدْياً، فأتاهم بها، فأكلوا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل لك خادم؟ قال: لا، قال: فإِذا أَتانا سَبْيٌ فائتِنا، فأُتي النبي صلى الله عليه وسلم برأسين ليس معهما ثالث، فأتاه أبو الهيثم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اخْتَرْ منهما، فقال: يا نبي الله، اخْتَرْ لي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن المُسْتَشَارَ مُؤتَمَنٌ، خُذْ هذا، فإني رَأَيتُه يُصلي، واستَوصِ به معروفاً، فانطلق أبو الهيثم إِلى امرأته، فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت امرأته: ما أنت بِبَالِغٍ فيه ما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم إِلا أن تَعْتِقَه، قال: فهو عتيق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله لم يبعث نَبيّاً ولا خليفة إِلا وله بِطَانتان: بطانةٌ تأمره بالمعروف، وتنهاه عن المنكر، وبطانة لا تأْلُوهُ خَبَالاً، ومن يُوقَ بطانةَ الشَّرِّ فقد وُقيَ».

36670 / 3181 – ( ه – أَبُو بَكْرِ الصديق رضي الله عنه ) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ وَلِعُمَرَ: «انْطَلِقَا بِنَا إِلَى الْوَاقِفِيِّ» قَالَ: فَانْطَلَقْنَا فِي الْقَمَرِ، حَتَّى أَتَيْنَا الْحَائِطَ، فَقَالَ: مَرْحَبًا وَأَهْلًا، ثُمَّ أَخَذَ الشَّفْرَةَ، ثُمَّ جَالَ فِي الْغَنَمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِيَّاكَ، وَالْحَلُوبَ» أَوْ قَالَ «ذَاتَ الدَّرِّ». أخرجه ابن ماجه.

36671 / 2807 – (خ) أبو هريرة – رضي الله عنه -: كان يقول: «اللهِ الذي لا إِلهَ إِلا هو إنْ كنتُ لأعْتَمِدُ بِكَبِدِي على الأرض من الجوع، وإن كنتُ لأشُدُّ الْحَجَرَ على بطني من الجوع، ولقد قعدتُ يوماً على طريقهمْ الذي يخرجون منه، فمرَّ أبو بكر، فسألته عن آية من كتاب الله تعالى، ما سألته إلا لِيَسْتَتْبِعَنِيِ، فمرَّ، فلم يفعل، ثم مرَّ عمر، فسألته عن آيةٍ من كتاب الله، ما سألته إلا ليستتبعني، فمرَّ، فلم يفعل» ، ثم مرَّ بي أَبو القاسم صلى الله عليه وسلم، فتبَسَّمَ حين رآني، وعرف ما في وجهي، وما في نَفْسي، ثم قال: «يا أَبا هِرّ» ، قلتُ: لَبَّيْكَ يا رسول الله، قال: «الْحَقْ، ومضى، فاتَّبَعْتُهُ» ، فدخل، فاسْتَأْذَنَ، فأُذِنَ لي، فدخل، فوجد لبناً في قَدَحٍ، فقال: من أَين هذا اللبن؟ قالوا: أَهدَاهُ لك فُلانٌ، أو فلانة، قال: يا أبا هِرّ، قلتُ: يا رسول الله، قال: الْحَقْ إلى أَهل الصُّفَّة، فادْعُهُم لي … وذكر الحديث بطوله، وسيجيء في المعجزات من «كتاب النبوة» من حرف النون.

وفي رواية أخرى مختصراً، قال: «أَصابني جَهْدٌ شديد، فلقِيتُ عمر بن الخطاب، فاسْتَقْرَأْتُهُ آية من كتاب الله، فدخل دارَه وفتحها عَلَيّ، فمشَيْتُ غير بعيد، فَخَرَرْت لوجْهي من الجوع، فإذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائمٌ على رأْسي، فقال: يا أبا هِرٍّ، قلتُ: لبيك يا رسول الله، وسَعْدَيك، فأخذ بيدي فأقامَنِي، وعرف الذي بي، فانطلق بي إلى رَحْلِهِ، فأمر لى بِعُسٍّ من لبنٍ، فشربتُ منه، ثم قال لي: عُدْ يا أَبا هِرٍّ، فَعُدْتُ فشربت، ثم قال: عُدْ فعدتُ فشربت، حتى استوى بطني، فصار كالقِدْح، قال: فلقيتُ عمر بعد ذلك، وذكرت له الذي كان من أمري، وقلت له: فَوَلَّى الله ذلك مَنْ كان أَحَقَّ به منك يا عمر، والله لقد اسْتَقْرأتُكَ الآية ولأنا أَقرأُ لها منك، قال: عمر: والله، لأن أَكونَ أَدْخَلْتُكَ أَحبُّ إِليَّ من أن يكون لي مثلُ حُمْرِ النَّعَمِ». أخرجه البخاري.

وأخرج الترمذي تمام الرواية الأُولى التي تجيء في المعجزات؛ ولذلك لم أعلم له ها هنا علامة.

36672 / 2808 – (خ ت) أبو هريرة – رضي الله عنه -: قال: «إِن الناس كانوا يقولون: أَكْثَرَ أَبو هريرة، وإِني كنت أَلْزَمُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لِشَبعِ بَطني، حين لا آكُلُ الخَميرَ، ولا ألبسُ الحرير، ولا يَخْدُمني فلانٌ وفلان، وكنت أُلْصِقُ بَطني بِالحَصْبَاءِ من الجوع، وإِن كنتُ لأستَقْرِىءُ الرجلَ الآية هي معي، كي يَنقَلِبَ بي فَيُطْعِمَني، وكان خيرَ الناس للمساكين جَعْفَرُ بن أبي طالب، كان ينقلبُ بنا فَيُطْعِمُنا ما في بيته، حتى إن كان لَيُخْرِجُ إلينا العُكَّةَ التي ليس فيها شيء، فيشُقُّها فَنَلْعَقُ ما فيها». هذه رواية البخاري.

وفي رواية الترمذي، قال: «إن كنتُ لأسألَ الرجل من أصحاب رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- عن الآيات من القرآن، أنا أَعلم بها منه، ما أَسأله إِلا ليُطعِمَني شيئاً، وكنت إِذا سألت جعفر بن أَبي طالب لم يُجبني حتى يذهب بي إلى منزله، فيقول لامرأته: يا أسماءُ أَطْعِمينا، فإذا أطْعَمَتْنا أجابني، وكان جعفر يُحِبُّ المساكين، ويجلس إليهم، ويُحَدِّثُهم، ويُحَدِّثُونه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكَنِّيهِ بأبي المساكين».

هذا الحديث قد أَخرجه الحميديُّ في كتابه مفرداً في أَفراد البخاري، والذي قبله أَيضاً مفرداً في أفراد البخاري، وكلاهما يشتركان في معنى واحد، وقد كان الأَولى به أَن لا يفرقهما في موضعين، اللَّهمَّ إِلا أَن يكون قد أَدرك فيهما ما أَوجب تفريقهما، وما أظنه إِلا ذِكْر جعفر ابن أبي طالب، والله أعلم.

36673 / 2809 – (ت ه – أبو هريرة رضي الله عنه ) قال: «إِنَّهُم أَصابهم جوعٌ، فأعطاهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم تَمْرَة تَمرة» أخرجه الترمذي. و في رواية ابن ماجه قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ” أَنَّهُمْ أَصَابَهُمْ جُوعٌ وَهُمْ سَبْعَةٌ، قَالَ: فَأَعْطَانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَبْعَ تَمَرَاتٍ لِكُلِّ إِنْسَانٍ تَمْرَةٌ “.

36674 / 2810 – (م ه – عتبة بن غزوان رضي الله عنه ) قال: «لقد رأيتُني سابِعَ سَبْعَةٍ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما طَعَامُنا إِلا وَرقُ الحُبْلَةِ، حتَى قَرَحَتْ أشْدَاقُنا». أَخرجه مسلم. وابن ماجه.

36675 / 2811 – (ت) أبو طلحة – رضي الله عنه -: قال: «شَكَوْنا إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوعَ، ورفعنا ثِيَابَنا عن حَجَرٍ حَجَرٍ إلى بُطونِنا، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم- عن حَجَرَيْنِ». أخرجه الترمذي.

36676 / 2812 – (خ م ت د س) خباب بن الأرت – رضي الله عنه -: قال: «هاجَرْنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نَلْتَمِسُ وَجْهَ الله، فَوَقَعَ أَجْرُنا على الله، فَمِنَّا مَنْ ماتَ لم يَأْكُلْ من أَجْرهِ شيئاً، منهم مُصْعَبُ بن عُمَيْرٍ، قُتِلَ يومَ أُحُدٍ، فلم نَجِدْ ما نُكَفِّنُهُ به، إِلا بُرْدَة إِذا غَطَّيْنَا بها رأْسَه خرجت رِجلاه، وإذا غَطَّيْنَا رِجْلَيْهِ خرج رأسُهُ، فأَمَرَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أَن نُغَطِّيَ رأْسَهُ، وأَن نجعل على رِجْلَيْهِ من الإذْخِر، ومِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ لَه ثمرتُه، فهو يَهْدِبُها». أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.

وعند أبي داود قال: «مصعب بن عمير قُتِلَ يومَ أُحدٍ، ولم يكن له إِلا نَمِرَةٌ، كنا إذا غَطَّيْنا بها رأسه … وذكر الحديث، إلى قوله: من الإذخر». وأخرجه النسائي أَيضاً.

36677 / 2813 – (خ) أبو هريرة – رضي الله عنه -: قال: «لقد رأيتُ سبعين من أَصحابِ الصُّفَّةِ، ما منهم رجلٌ عليه رداءٌ، إِما إِزارٌ، وإِما كِسَاءٌ، قد رَبطُوا في أعناقهم، منها ما يبلغ نصف السَاقَيْنِ، ومنها ما يبلغ الكعبين، فيجمعه بيده، كَرَاهِيَةَ أن تُرَى عورتُه». أَخرجه البخاري.

36678 / 2814 – (ط) أنس بن مالك – رضي الله عنه -: قال: «رأيتُ عمر وهو يومئذ أميرُ المؤمنين، وقد رَقَع بين كَتِفَيْهِ بِرِقَاعٍ، لَبَّدَ بعضها على بعض». أخرجه الموطأ.

36679 / 2815 – (ت ه – عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ) قال: «أخبرني عمر بن الخطاب، قال: دخلتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو مُتَّكِىءٌ على رَمْلِ حَصِيرٍ، فرأَيت أَثَرَه في جَنْبِهِ». وفي الحديث قصة.

هذا لفظ الترمذي، والقصة: هي حديث إِيلاء النبي صلى الله عليه وسلم من أَزواجه، وهو مذكور في كتاب تفسير القرآن، في سورة التحريم من حرف التاء، وقد أخرجه بطوله البخاري، ومسلم، ولم يُخَرِّج الترمذي منه إِلا هذا الفصل. و كذا أخرج ابن ماجه طرفاً منه، و لفظه: «قَالَ: فَجَلَسْتُ، فَإِذَا عَلَيْهِ إِزَارٌ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ. وَإِذَا الْحَصِيرُ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبهِ. وَإِذَا أَنَا بِقَبْضَةٍ مِنْ شَعِيرٍ، نَحْوِ الصَّاعِ، وَقَرَظٍ فِي نَاحِيَةٍ فِي الْغُرْفَةِ. وَإِذَا إِهَابٌ مُعَلَّقٌ. فَابْتَدَرَتْ عَيْنَايَ. فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ! فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ! وَمَالِي لَا أَبْكِي؟ وَهَذَا الْحَصِيرُ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِكَ وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ لَا أَرَى فِيهَا إِلَّا مَا أَرَى وَذَلِكَ كِسْرَى وَقَيْصَرُ فِي الثِّمَارِ وَالْأَنْهَارِ. وَأَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَصَفْوَتُهُ، وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ. قَالَ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ! أَلَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَنَا الْآخِرَةُ وَلَهُمُ الدُّنْيَا؟ قُلْتُ: بَلَى».

36680 / 2816 – (ت) عبد الرحمن بن عوف – رضي الله عنه -: قال: «ابتُلينَا مع رسولِ اللهصلى الله عليه وسلم بالضَّرَّاء، فصبرنا، ثم ابتُلينا بعده بالسَّرَّاء فلم نَصْبِر». أَخرجه الترمذي.

36681 / 2817 – (خ ت) محمد بن سيرين: قال: «كُنَّا عند أبي هريرة – رضي الله عنه -، وعليه ثوبان مُمَشَّقَانِ من كَتَّانٍ، فتمخَّط، فقال: بَخٍ بَخٍ، أبو هريرة يتمخط في الكَتان، لقد رأيتُني وإني لأَخِرُّ فيما بين مِنْبَرِ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حُجْرَةِ عائشة مَغْشِياً عليَّ، فيجيءُ الجَائي، فيضع رِجلَهُ على عُنُقي، ويُرى أني مجنون، وما بي من جنون، ما بي إلا الجوع». أَخرجه البخاري، والترمذي.

36682 / 2818 – (ت) فضالة بن عبيد – رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان إِذا صَلَّى يَخِرُّ رجالٌ من قامتهم في الصلاة من الخَصَاصَة، وهم أَصحابُ الصُّفَّة، حتى يقول الأعراب: مجانين – أَو مَجَانُونَ – فإذا صلى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم انْصَرَفَ إليهم، فقال: لو تعلمون ما لكم عند الله لأَحبَبتم أن تزدادوا فاقة وحاجة. قال فضالة: وأنا يومئذ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم». أخرجه الترمذي.

36683 / 4148 – ( ه – عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه ) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَصْبَحَ فِي آلِ مُحَمَّدٍ إِلَّا مُدٌّ مِنْ طَعَامٍ، أَوْ مَا أَصْبَحَ فِي آلِ مُحَمَّدٍ، مُدٌّ مِنْ طَعَامٍ». أخرجه ابن ماجه.

36684 / 4149 – ( ه – سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ ي الله عنه ) قَالَ: «أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَكَثْنَا ثَلَاثَ لَيَالٍ، لَا نَقْدِرُ، أَوْ لَا يَقْدِرُ عَلَى طَعَامٍ». أخرجه ابن ماجه.

36685 / 4150 – ( ه – أَبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ) قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بِطَعَامٍ سُخْنٍ، فَأَكَلَ، فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ، مَا دَخَلَ بَطْنِي طَعَامٌ سُخْنٌ مُنْذُ كَذَا، وَكَذَا». أخرجه ابن ماجه.

36686 / 3335 – ( ه – أَبو حَازِمٍ رحمه الله ) قَالَ: سَأَلْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ: هَلْ رَأَيْتَ النَّقِيَّ؟ قَالَ: «مَا رَأَيْتُ النَّقِيَّ، حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» فَقُلْتُ: فَهَلْ كَانَ لَهُمْ مَنَاخِلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: «مَا رَأَيْتُ مُنْخُلًا، حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» ، قُلْتُ: فَكَيْفَ كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ الشَّعِيرَ غَيْرَ مَنْخُولٍ؟ قَالَ: «نَعَمْ كُنَّا نَنْفُخُهُ، فَيَطِيرُ مِنْهُ مَا طَارَ، وَمَا بَقِيَ ثَرَّيْنَاهُ». أخرجه ابن ماجه.

36687 / 3336 – ( ه – اُمِّ أَيْمَنَ رحمها الله ) أَنَّ حَنَشَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَهُ، عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ، أَنَّهَا غَرْبَلَتْ دَقِيقًا، فَصَنَعَتْهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَغِيفًا، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟» قَالَتْ: طَعَامٌ نَصْنَعُهُ بِأَرْضِنَا، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَصْنَعَ مِنْهُ لَكَ رَغِيفًا، فَقَالَ: «رُدِّيهِ فِيهِ، ثُمَّ اعْجِنِيهِ». أخرجه ابن ماجه.

36688 / 18233 – عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: «قَالَ إِنَّ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا نَاوَلَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كِسْرَةً مِنْ خُبْزِ شَعَيرٍ، فَقَالَ: ” هَذَا أَوَّلُ طَعَامٍ أَكَلَهُ أَبُوكِ مُنْذُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ» “.

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَزَادَ: فَقَالَ: ” «مَا هَذِهِ؟ “. فَقَالَتْ: قُرْصٌ خَبَزْتُهُ فَلَمْ تَطِبْ نَفْسِي حَتَّى أَتَيْتُكَ بِهَذِهِ الْكِسْرَةِ». وَرِجَالُهُمَا ثِقَاتٌ.

36689 / 18234 – «وَعَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ، مَا رَأَى مُنْخُلًا، وَلَا أَكَلَ خُبْزًا مَنْخُولًا مُنْذُ بَعَثَهُ اللَّهُ عز وجل إِلَى أَنْ قُبِضَ. قُلْتُ: كَيْفَ كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ الشَّعِيرَ؟ قَالَ: كُنَّا نَقُولُ: أُفٍّ، أُفٍّ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَفِيهِ سُلَيْمَانُ بْنُ رُومَانَ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ وُثِّقُوا.

وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3141) للحارث.

والذي وجدته في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 462): وَعَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: جَعَلَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ لِعَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- طَعَامًا، فَجَعَلَ يَرْفَعُ قَصْعَةً وَيَضَعُ قَصْعَةً، قَالَ: فَحَوَّلَتْ وَجْهَهَا إِلَى الْحَائِطِ تَبْكِي، فَقَالَ لَهَا عُرْوَةُ: كَدَّرِتِ عَلَيْنَا طَعَامَنَا. قَالَ: تَقُولُ لَنَا: مَا يُبْكِينِي وَمَضَى حَبِيبِي خَمِيصَ الْبَطْنِ مِنَ الدُّنْيَا، وَاللَّهِ إِنْ كَانَ لَيُهِلُّ أَهِلَّةٌ ثلاثة وما أوقد فىِ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – نَارٌ. قَالَ: فَمَا كَانَ يُعِيشُكُمْ؟ قَالَتْ: كَانَ لَنَا جِيرَانٌ مِنَ الْأَنْصَارِ- فَنِعْمَ الْجِيرَانُ- كَانُوا يَمْنَحُونَا بِشَيْءٍ مِنْ أَلْبَانِهِمْ، وَشَيْءٍ مِنَ الشَّعِيرِ فَنَجُشَّهُ، قَالَتْ: تَعْجَبَ، فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ مَا رَأَى الْمَنَاخِلَ مِنْ حِينِ بعثته حتى قبضه الله- عز وجل. رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ .

وَفِي الصَّحِيحِ قِصَّةُ الْأَهِلَّةِ الثَّلَاثَةِ وَمِنْحَةُ اللَّبَنِ فَقَطْ.

36690 / 18235 – وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: «لَمْ يَكُنْ يُنْخَلُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الدَّقِيقُ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ إِلَّا قَمِيصٌ وَاحِدٌ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَالْكَبِيرِ، وَفِيهِمَا سَعِيدُ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36691 / 18236 – وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: «لَمْ يُنْخَلْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَقِيقٌ قَطُّ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ نُفَيْعٌ: أَبُو دَاوُدَ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3136) لمسدد. هو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 458).

36692 / 18237 – وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: «خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الدُّنْيَا وَلَمْ يَشْبَعْ هُوَ وَلَا أَهْلُهُ مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

36693 / 18238 – وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ خَمِيصُ الْبَطْنِ».

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَفِيهِ طَلْحَةُ الْبَصْرِيُّ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3212) لأبي يعلى. تقدم قبل حديث.

36694 / ز – عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: “مَنْ حَدَّثَكُمْ أَنَّا كُنَّا نَشْبَعُ مِنَ التَّمْرِ فَقَدْ كَذَبَكُمْ فَلَمَّا افْتَتَحَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُرَيْظَةَ أصبنا شيئا من التمر والودك.

36695 / 18239 – وَعَنْ 312/10 سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: «مَا شَبِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي يَوْمٍ شَبْعَتَيْنِ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36696 / 18240 – وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «مَا كَانَ يَبْقَى عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ قَلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

36697 / 18241 – وَفِي رِوَايَةٍ عِنْدَهُ: «مَا رُفِعَتْ مَائِدَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَيْنِ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهَا فَضْلَةٌ مِنْ طَعَامٍ قَطُّ».

36698 / 18242– وَرَوَى الْبَزَّارُ بَعْضَهُ.

36699 / 18243 – وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: وَاللَّهِ، «مَا شَبِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَدَاءٍ، وَعَشَاءٍ حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ عز وجل».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.

36700 / 18244 – وَعَنْ عَثْمَةَ الْجُهَنِيِّ قَالَ: «خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، إِنَّهُ لَيَسُوءُنِي الَّذِي أَرَى بِوَجْهِكَ، وَعَمَّا هُوَ؟ قَالَ: فَنَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِوَجْهِ الرَّجُلِ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: ” الْجُوعُ “. فَخَرَجَ الرَّجُلُ يَعْدُو، أَوْ شَبِيهًا بِالْعَدْوِ، حَتَّى أَتَى بَيْتَهُ، فَالْتَمَسَ عِنْدَهُمُ الطَّعَامَ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا، فَخَرَجَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ فَأَجَّرَ نَفْسَهُ عَلَى كُلِّ دَلْوٍ يَنْزِعُهَا بِتَمْرَةٍ، حَتَّى جَمَعَ حَفْنَةً أَوْ كَفًّا مِنْ تَمْرٍ، ثُمَّ رَجَعَ بِالتَّمْرِ حَتَّى وَجَدَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي مَجْلِسِهِ لَمْ يَرُمْ فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَقَالَ: كُلْ أَيْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ” مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا التَّمْرُ؟ “. فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ” إِنِّي لَأَظُنُّكَ تُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ “. قَالَ: أَجَلْ. وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، وَوَلَدِي، وَأَهْلِي، وَمَالِي، قَالَ: ” أَمَّا لَا فَاصْطَبِرْ لِلْفَاقَةِ، وَأَعِدَّ لِلْبَلَاءِ تَجْفَافًا ; فَوَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ، لَهُمَا إِلَى مَنْ يُحِبُّنِي أَسْرَعُ مِنْ هُبُوطِ الْمَاءِ مِنْ رَأْسِ الْجَبَلِ إِلَى أَسْفَلِهِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ جَمَاعَةٌ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.

36701 / ز – عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهَ» قَالَ: اللَّهَ، قَالَ: «فَأَعِدَّ لِلْفَقْرِ تِجْفَافًا فَإِنَّ الْفَقْرَ أَسْرَعُ إِلَى مَنْ يُحِبُّنَا مِنَ السَّيْلِ مِنْ أَعْلَى الْأَكَمَةِ إِلَى أَسْفَلِهَا». (ك7944). = 8014 471/5

أخرجه الحاكم في المستدرك (8014).

36702 / 18245 – «وَعَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَرَأَيْتُهُ مُتَغَيِّرًا، فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ، مَا لِي أَرَاكَ مُتَغَيِّرًا؟! قَالَ: ” مَا دَخَلَ جَوْفِي مَا يَدْخُلُ جَوْفَ ذَاتِ كَبِدٍ مُنْذُ ثَلَاثٍ “. قَالَ: فَذَهَبْتُ فَإِذَا يَهُودِيٌّ يَسْقِي إِبِلًا لَهُ، فَسَقَيْتُ لَهُ عَلَى كُلِّ دَلْوٍ بِتَمْرَةٍ، فَجَمَعْتُ تَمْرًا، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: ” مِنْ أَيْنَ لَكَ يَا كَعْبُ؟ “. فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ” أَتُحِبُّنِي يَا كَعْبُ؟ “. قُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ، نَعَمْ. قَالَ: ” إِنَّ الْفَقْرَ أَسْرَعُ إِلَى مَنْ يُحِبُّنِي مِنَ السَّيْلِ إِلَى مَعَادِنِهِ، وَإِنَّهُ سَيُصِيبُكَ بَلَاءٌ فَأَعِدَّ لَهُ تَجْفَافًا “. قَالَ: فَفَقَدَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: ” مَا فَعَلَ كَعْبٌ؟ “. قَالُوا: مَرِيضٌ، فَخَرَجَ يَمْشِي حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: ” أَبْشِرْ يَا كَعْبُ “. فَقَالَتْ أُمُّهُ: هَنِيئًا لَكَ الْجَنَّةُ يَا كَعْبُ، فَقَالَ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ 313/10 وَسَلَّمَ: ” مَنْ هَذِهِ الْمُتَأَلِّيَةُ عَلَى اللَّهِ؟ “. قُلْتُ: هِيَ أُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: ” وَمَا يُدْرِيكِ يَا أُمَّ كَعْبٍ؟ لَعَلَّ كَعْبًا قَالَ مَا لَا يَنْفَعُهُ، وَمَنَعَ مَا لَا يُغْنِيهِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ.

36703 / 18246 – «وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: خَرَجْتُ فِي غَدَاةٍ شَاتِيَةٍ جَائِعًا، وَقَدْ أَوْبَقَنِي الْبَرْدُ، فَأَخَذْتُ ثَوْبًا مِنْ صُوفٍ قَدْ كَانَ عِنْدَنَا، ثُمَّ أَدْخَلْتُهُ فِي عُنُقِي، وَحَزَّمْتُهُ عَلَى صَدْرِي أَسْتَدْفِئُ بِهِ، وَاللَّهِ، مَا فِي بَيْتِي شَيْءٌ آكُلُ مِنْهُ، وَلَا كَانَ فِي بَيْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم شَيْءٌ يُبَلِّغُنِي، فَخَرَجْتُ فِي بَعْضِ نَوَاحِي الْمَدِينَةِ، فَانْطَلَقْتُ إِلَى يَهُودِيٍّ فِي حَائِطٍ، فَاطَّلَعْتُ عَلَيْهِ مِنْ ثُغْرَةِ جِدَارِهِ، فَقَالَ: مَا لَكَ يَا أَعْرَابِيُّ؟ هَلْ لَكَ فِي دَلْوٍ بِتَمْرَةٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. افْتَحْ لِيَ الْحَائِطَ، فَفَتَحَ لِي فَدَخَلْتُ، فَجَعَلْتُ أَنْزِعُ الدَّلْوَ وَيُعْطِينِي تَمْرَةً، حَتَّى مَلَأْتُ كَفَّيَّ. قُلْتُ: حَسْبِي مِنْكَ الْآنَ، فَأَكَلْتُهُنَّ، ثُمَّ جَرَعْتُ مِنَ الْمَاءِ، ثُمَّ جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ، وَهُوَ فِي عِصَابَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَطَلَعَ عَلَيْنَا مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ فِي بُرْدَةٍ لَهُ مَرْقُوعَةٍ بِفَرْوَةٍ، وَكَانَ أَنْعَمَ غُلَامٍ بِمَكَّةَ، وَأَرْفَهَهُ عَيْشًا، فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ مَا كَانَ فِيهِ مِنَ النَّعِيمِ، وَرَأَى حَالَهُ الَّتِي هُوَ عَلَيْهَا فَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ فَبَكَى، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ أَمْ إِذَا غُدِيَ عَلَى أَحَدِكُمْ بِحَفْنَةٍ مِنْ خُبْزٍ وَلَحْمٍ، وَرِيحَ عَلَيْهِ بِأُخْرَى، وَغَدَا فِي حُلَّةٍ وَرَاحَ فِي أُخْرَى، وَسَتَرْتُمْ بُيُوتَكُمْ كَمَا تُسْتَرُ الْكَعْبَةُ؟ “. قُلْنَا: بَلْ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ ; نَتَفَرَّغُ لِلْعِبَادَةِ. قَالَ: ” بَلْ أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ». قُلْتُ: رَوَى التِّرْمِذِيُّ بَعْضَهُ.

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَفِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3138) لأبي يعلى ولإسحاق، (3139) لأبن أبي عمر. في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 458): وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ: ” أَنَّ أَهْلَ الْعِرَاقِ أصابهم أَزْمَةٌ، فَقَامَ بَيْنَهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ- ر ضي اللَّهُ عَنْهُ- فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَبْشِرُوا فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا يَمُرَّ عَلَيْكُمْ إِلَّا الْيَسِيرُ حَتَّى تَرَوْا مَا يَسُرُّكُمْ مِنَ الرَّخَاءِ وَالْيُسْرِ، قَدْ رَأَيْتُنِي مَكَثْتُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنَ الدَّهْرِ، مَا أَجِدُ شَيْئًا آكُلُهُ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يَقْتُلَنِي الْجُوعُ، فَأَرْسَلْتُ فَاطِمَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – مُسْتَطْعِمَةً لِي، فَقَالَ: يَا بُنَيَّةَ، وَاللَّهِ مَا فِي البيت طعام يأكله ذوكبد إلا ما تَرَيْنَ- لِشَيْءٍ قَلِيلٍ بَيْنَ يَدَيْهِ- وَلَكِنِ ارْجِعِي فَسَيَرْزُقَكُمُ اللَّهُ. فَلَمَّا جَاءَتْنِي فَأَخْبَرَتْنِي وَانْقَلَبْتُ وَذَهَبْتُ حَتَّى آتِيَ بَنِي قُرَيْظَةَ، فَإِذَا يَهُودِيٌّ عَلَى شَفَهِ بِئْرٍ، قَالَ: يَا عَلِيُّ، هَلْ لَكَ أن تسقي لي نخلا وأطعمك؟ قلت: نحم فَبَايَعْتُهُ عَلَى أَنْ أَنْزَعَ كُلَّ دَلْوٍ بِتَمْرَةٍ، فَجَعَلْتُ أَنْزِعُ، فَكُلَّمَا نَزَعْتُ دَلْوًا أَعْطَانِي تَمْرَةً، حَتَّى إِذَا امْتَلَأَتْ يَدِي مِنَ التَّمْرِ قَعَدْتُ، فَأَكَلْتُ وَشَرِبْتُ مِنَ الْمَاءِ، ثُمَّ قُلْتُ: يَا لَكَ بَطِنًا، لَقَدْ لَقِيتِ الْيَوْمَ خَيْرًا، ثُمَّ نَزَعْتُ ذَلِكَ لِابْنَةِ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – ثُمَّ وَضَعْتُ، ثُمَّ انْقَلَبْتُ رَاجِعًا حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ إِذَا أَنَا بِدِينَارٍ مُلْقًى، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ وَقَفْتُ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ وَأُؤَامِرَ نَفْسِي أَأَخُذُهُ أَمْ أَذَرُهُ فَأَبَتْ إِلَّا أَخْذَهُ، وَقُلْتُ: أسْتَشِيرُ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَأَخَذْتُهُ، فَلَمَّا جِئْتُهَا أَخْبَرْتُهَا الْخَبَرَ، قَالَتْ: هَذَا رِزْقٌ مِنَ اللَّهِ، فَانْطَلِقْ فَاشْتَرِ لنا دقيقًا. فَانْطَلَقْتُ حَتَّى جِئْتُ السُّوقَ، فَإِذَا أَنَا بِيَهُودِيٍّ مِنَ يَهُودِ فَدَكٍ يبِيعُ دَقِيقًا مِنْ دَقِيقِ الشَّعِيرِ، فَاشْتَرَيْتُ مِنْهُ فَلَمَّا اكْتَلْتُ قَالَ: مَا أَنْتَ لِأَبِي الْقَاسِمِ؟ قُلْتُ: ابْنُ عَمِّي وَابْنَتُهُ امْرَأَتِي. قَالَ: فَأَعْطَانِيَ الدِّينَارَ فَجِئْتُهَا فَأَخْبَرْتُهَا الْخَبَرَ، فَقَالَتْ: هَذَا رِزْقٌ مِنِ اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ- فَاذْهَبْ بِهِ فَارْهَنْهُ بِثَمَانِيَةِ قَراريط ذَهَبٍ فِي لَحْمٍ، فَفَعَلْتُ ثُمَّ جِئْتُهَا بِهِ، فَقَطَّعْتُهُ لَهَا وَنَصَبْتُ، ثُمَّ عَجَنَتْ وَخَبَزَتْ، ثُمَّ صَنَعْنَا طَعَامًا وَأَرْسَلْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَجَاءَنَا، فَلَمَّا رَأَى الطَّعَامَ قَالَ: مَا هَذَا، أَلَمْ تَأْتِنِي آنِفًا تَسْأَلُنِي؟! فَقُلْنَا: بَلَى، اجْلِسْ يَا رَسُولَ اللَّهِ تُخْبَرُ الْخَبَرَ فَإِنْ رَأَيْتَهُ طَيِّبًا أَكَلْتَ وَأَكَلْنَا، فَأَخْبَرْنَاهُ الْخَبَرَ فَقَالَ: هُوَ طَيِّبٌ، فَكُلُوا بِسْمِ اللَّهِ. ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَخَرَجَ، فَإِذَا هُوَ بِأَعْرَابِيَّةٍ تَشْتَدُّ كَأَنَّهُ نُزِعَ فُؤَادُهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَبْضَعُ مَعِي بِدِينَارٍ فَسَقَطَ مِنِّي، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَيْنَ سَقَطَ؟ فَانْظُرْ بِأَبِي وَأُمِّي أين يُذْكَرَ لَكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ادعي لِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ. فَجِئْتُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: اذْهَبْ إِلَى الجَّزَّارِ، فَقُلْ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَقُولُ لَكَ: إِنَّ قراريطك علي، فأرسل بالدنيار. فَأَرْسَلَ بِهِ فَأَعْطَاهُ الْأَعْرَابِيَّةَ فَذَهَبَتْ “. رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ. وَإِسْحَاقُ بْنُ راهويه وأبو يعلى الموصلي ولفظهما: عن محمد بن كَعْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يُحَدِّثُ قَالَ: ” خَرَجْتُ فِي غَدَاةٍ شاتية مِنْ بَيْتِيَ جَائِعًا إِذْ لَقِيَنِي الْبَرْدُ فَأَخَذْتُ إهابًا معلوفاً قد كان عندنا فجئته، ثُمَّ أَدْخَلْتُهُ فِي عُنُقِي، ثُمَّ حَزَمْتُهُ عَلَى صَدْرِي أَسْتَدْفِئُ بِهِ، … فذكره. وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ عَنْ عَلِيٍّ بَعْضَ قِصَّةِ التَّمْرِ. وَرواه الترمذي مُخْتَصَرًا وَلَمْ يُسَمِّ الرَّاوِيَ عَنْ عَلِيٍّ، وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وتقدم في كِتَابِ الذِّكْرِ فِي بَابِ مَا يُقَالُ فِي دُبُرِ الصَّلَوَاتِ وَعِنْدَ النَّوْمِ.

36704 / 18247 – «وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْخَنْدَقِ نَظَرْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَوَجَدَتْهُ قَدْ وَضَعَ حَجَرًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ إِزَارِهِ ; يُقِيمُ بِهِ صُلْبَهُ مِنَ الْجُوعِ».

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَرِجَالُهُ وُثِّقُوا عَلَى ضَعْفٍ فِي إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.

36705 / 18248 – «وَعَنْ عَلِيٍّ قَالَ: خَرَجْتُ فَأَتَيْتُ حَائِطًا. قَالَ: فَقَالَ: دَلْوٌ بِتَمْرَةٍ، قَالَ: فَدَلَّيْتُ حَتَّى مَلَأْتُ كَفَّيَّ، ثُمَّ أَتَيْتُ الْمَاءَ فَاسْتَعْذَبْتُ يَعْنِي شَرِبْتُ ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَطْعَمْتُهُ نِصْفَهُ، وَأَكَلْتُ نِصْفَهُ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَرِجَالُهُ وُثِّقُوا إِلَّا أَنَّ مُجَاهِدًا لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَلِيٍّ.

36706 / 18249 – وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: «مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مِنْ خُبْزِ بُرٍّ مَأْدُومٍ حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَفِيهِ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.

36707 / 18250 – «وَعَنْ عُلَيِّ بْنِ رَبَاحٍ قَالَ: كُنْتُ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ عِنْدَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَذَكَرُوا مَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْعَيْشِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الصَّحَابَةِ: لَقَدْ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا شَبِعَ أَهْلُهُ مِنَ الْخُبْزِ الْغَلِيثِ». قَالَ مُوسَى بْنُ عُلَيٍّ: يَعْنِي الشَّعِيرَ وَالسُّلْتَ إِذَا خُلِطَا.

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.314/10

36708 / 18251 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «كَانَ يَمُرُّ بِآلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هِلَالٌ ثُمَّ هِلَالٌ لَا يُوقَدُ فِي شَيْءٌ مِنَ بُيُوتِهِمُ النَّارُ، لَا لِخَبْزٍ، وَلَا لِطَبِيخٍ. قَالُوا: بِأَيِّ شَيْءٍ كَانُوا يَعِيشُونَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: الْأَسْوَدَانِ: التَّمْرُ، وَالْمَاءُ. وَكَانَ لَهُمْ جِيرَانٌ مِنَ الْأَنْصَارِ جَزَاهُمُ اللَّهُ خَيْرًا لَهُمْ مَنَائِحُ، يُرْسِلُونَ إِلَيْهِمْ شَيْئًا مِنْ لَبَنٍ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ، وَقال الهيثميّ : رواه البزار كَذَلِكَ.

36709 / 18252 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمِ وَجِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى الصَّفَا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” يَا جِبْرِيلُ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا أَمْسَى لِآلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم سُفَّةٌ مِنْ دَقِيقٍ، وَلَا كَفٌّ مِنْ سَوِيقٍ “. فَلَمْ يَكُنْ كَلَامُهُ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ سَمِعَ هَدَّةً مِنَ السَّمَاءِ أَفْزَعَتْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” أَمَرَ اللَّهُ الْقِيَامَةَ أَنْ تَقُومَ؟ “. قَالَ: لَا. وَلَكِنْ أَمَرَ اللَّهُ إِسْرَافِيلَ، فَنَزَلَ إِلَيْكَ حِينَ سَمِعَ كَلَامَكَ، فَأَتَاهُ إِسْرَافِيلُ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ سَمِعَ مَا ذَكَرْتَ، فَبَعَثَنِي بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الْأَرْضِ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَعْرِضَ عَلَيْكَ أُسَيِّرُ مَعَكَ جِبَالَ تِهَامَةَ زُمُرُّدًا، وَيَاقُوتًا، وَذَهَبًا، وَفِضَّةً فَعَلْتُ، فَإِنْ شِئْتَ نَبِيًّا مَلِكًا، وَإِنْ شِئْتَ نَبِيًّا عَبْدًا؟ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ أَنْ تَوَاضَعْ، فَقَالَ: ” بَلْ نَبِيًّا عَبْدًا» “. ثَلَاثًا.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ سَعْدَانُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36710 / 18253 – وَعَنْ عُلَيِّ بْنِ رَبَاحٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ يَقُولُ: «لَقَدْ أَصْبَحْتُمْ وَأَمْسَيْتُمْ تَرْغَبُونَ فِيمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَزْهَدُ فِيهِ، أَصْبَحْتُمْ تَرْغَبُونَ فِي الدُّنْيَا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَزْهَدُ فِيهَا، وَاللَّهِ مَا أَتَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةٌ مِنْ دَهْرِهِ إِلَّا كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ أَكْثَرُ مِنَ الَّذِي لَهُ. قَالَ: فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ رَأَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَلِفُ». وَقَالَ غَيْرُ يَحْيَى: «وَاللَّهِ، مَا مَرَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَةٌ مِنَ الدَّهْرِ إِلَّا وَالَّذِي عَلَيْهِ أَكْثَرُ مِنَ الَّذِي لَهُ».

36711 / 18254 – وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ عَمْرٍو أَيْضًا أَنَّهُ قَالَ: «مَا أَبْعَدَ هَدْيَكُمْ مِنْ هَدْيِ نَبِيِّكُمْ، أَمَّا هُوَ فَكَانَ أَزْهَدَ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَأَرْغَبُ النَّاسِ فِيهَا».

رَوَاهُ كُلَّهُ أَحْمَدُ وَالطَّبَرَانِيُّ، وَرَوَى حَدِيثَ عَمْرٍو فَقَطْ، وَرِجَالُ أَحْمَدَ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36712 / 18255 – وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ مِنَ الدُّنْيَا ثَلَاثَةٌ: الطَّعَامُ، وَالنِّسَاءُ، وَالطِّيبُ، فَأَصَابَ ثِنْتَيْنِ، وَلَمْ يُصِبْ وَاحِدَةً، أَصَابَ النِّسَاءَ وَالطِّيبَ، وَلَمْ يُصِبِ الطَّعَامَ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَفِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36713 / 18256 – وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «مَا أَصَبْنَا مِنْ دُنْيَاكُمْ هَذِهِ إِلَّا نِسَاءَكُمْ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ مِنْ رِوَايَةِ زَكَرِيَّا بْنِ إِبْرَاهِيمَ 315/10 عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَلَمْ أَعْرِفْهُمَا.

36714 / 18257 – «وَعَنْ فَاطِمَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتَاهَا يَوْمًا فَقَالَ: ” أَيْنَ أَبْنَائِي؟ “. يَعْنِي حَسَنًا وَحُسَيْنًا. قَالَتْ: أَصْبَحْنَا وَلَيْسَ فِي بَيْتِنَا شَيْءٌ يَذُوقُهُ ذَائِقٌ، فَقَالَ عَلِيٌّ: أَذْهَبُ بِهِمَا ; فَإِنِّي أَتَخَوَّفُ أَنْ يَبْكِيَا عَلَيْكِ وَلَيْسَ عِنْدَكِ شَيْءٌ، فَذَهَبَ إِلَى فُلَانٍ الْيَهُودِيِّ. فَتَوَجَّهَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَوَجَدَهُمَا يَلْعَبَانِ فِي شَرِيَّةٍ بَيْنَ أَيْدِيهِمَا فَضْلٌ مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ: ” يَا عَلِيُّ، أَلَا تَقْلِبُ ابْنَيَّ قَبْلَ أَنْ يَشْتَدَّ عَلَيْهِمَا الْحَرُّ؟ “. قَالَ عَلِيٌّ: أَصْبَحْنَا وَلَيْسَ فِي بَيْتِنَا شَيْءٌ، فَلَوْ جَلَسْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَتَّى أَجْمَعَ لِفَاطِمَةَ تَمَرَاتٍ. فَجَلَسَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى اجْتَمَعَ لِفَاطِمَةَ شَيْءٌ مِنْ تَمْرٍ، فَجَعَلَهُ فِي صُرَّتِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ فَحَمَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَحَدَهُمَا، وَعَلِيٌّ الْآخَرَ حَتَّى أَقْلَبَهُمَا».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

36715 / 18258 – وَعَنْ أَنَسٍ: «أَنَّ بِلَالًا أَبْطَأَ عَنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ” مَا حَبَسَكَ؟”. قَالَ: مَرَرْتُ بِفَاطِمَةَ وَهِيَ تَطْحَنُ وَالصَّبِيُّ يَبْكِي، فَقُلْتُ لَهَا: إِنْ شِئْتِ كَفَيْتُكِ الرَّحَا، وَكَفَيْتِنِي الصَّبِيَّ، وَإِنْ شِئْتِ كَفَيْتُكِ الصَّبِيَّ، وَكَفَيْتِنِي الرَّحَا؟ قَالَتْ: أَنَا أَرْفَقُ بِابْنِي مِنْكَ، فَذَاكَ حَبَسَنِي. فَقَالَ: ” رَحِمْتَهَا رَحِمَكَ اللَّهُ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلَّا أَنَّ أَبَا هَاشِمٍ صَاحِبَ الزَّعْفَرَانِ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَنَسٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

36716 / 18259 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «سَمِعَ عَمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يَوْمًا عِنْدَ الظَّهِيرَةِ فَوَجَدَ أَبَا بَكْرٍ فِي الْمَسْجِدِ جَالِسًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” مَا أَخْرَجَكَ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ؟! “. قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَخْرَجَنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ الَّذِي أَخْرَجَكَ، ثُمَّ إِنْ عُمَرَ جَاءَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟! “. قَالَ: أَخْرَجَنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، الَّذِي أَخْرَجَكُمَا. فَقَعَدَ مَعَهُمَا، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُهُمَا، فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” هَلْ بِكُمَا مِنْ قُوَّةٍ فَتَنْطَلِقَانِ إِلَى هَذَا النَّخْلِ فَتُصِيبَانِ مِنْ طَعَامٍ وَشَرَابٍ؟ “. فَقُلْنَا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا مَنْزِلَ مَالِكِ بْنِ التَّيِّهَانِ: أَبِي الْهَيْثَمِ الْأَنْصَارِيِّ، فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَيْدِينَا، فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِمْ، وَأُمُّ أَبِي الْهَيْثَمِ تَسْمَعُ السَّلَامَ، تُرِيدُ أَنْ يَزِيدَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ السَّلَامِ. فَلَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَنْصَرِفَ خَرَجَتْ أُمُّ أَبِي الْهَيْثَمِ تَسْعَى فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ سَمِعْتُ سَلَامَكَ، وَلَكِنْ أَرَدْتُ أَنْ تَزِيدَنَا مِنْ سَلَامِكَ. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” أَيْنَ أَبُو الْهَيْثَمِ؟ “. قَالَتْ: قَرِيبٌ ذَهَبَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، يَسْتَعْذِبُ لَنَا مِنَ الْمَاءِ، ادْخُلُوا السَّاعَةَ يَأْتِي، فَبَسَطَتْ لَهُمْ بِسَاطًا تَحْتَ شَجَرَةٍ، حَتَّى جَاءَ أَبُو الْهَيْثَمِ مَعَ حِمَارِهِ، 316/10 وَعَلَيْهِ قِرْبَتَانِ مِنْ مَاءٍ، فَفَرِحَ بِهِمْ أَبُو الْهَيْثَمِ، وَقَرُبَ يُحَيِّيهِمْ، فَصَعِدَ أَبُو الْهَيْثَمِ عَلَى نَخْلَةٍ فَصَرَمَ أَغْدَاقًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” حَسْبُكَ يَا أَبَا الْهَيْثَمِ “. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَأْكُلُونَ مِنْ بُسْرِهِ، وَمِنْ رُطَبِهِ، وَتَذْنُوبِهِ، ثُمَّ أَتَاهُمْ بِمَاءٍ فَشَرِبُوا عَلَيْهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ “. ثُمَّ قَامَ أَبُو الْهَيْثَمِ إِلَى شَاةٍ لِيَذْبَحَهَا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” إِيَّاكَ وَاللَّبُونَ “. ثُمَّ قَامَ أَبُو الْهَيْثَمِ فَعَجَنَ لَهُمْ. وَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ رُءُوسَهُمْ فَنَامُوا، فَاسْتَيْقَظُوا وَقَدْ أَدْرَكَ طَعَامُهُمْ، فَوَضَعَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ; فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا. وَأَتَاهُمْ أَبُو الْهَيْثَمِ بِبَقِيَّةِ الْأَعْذَاقِ، فَأَصَابُوا مِنْهُ، وَسَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَدَعَا لَهُمْ بِخَيْرٍ، ثُمَّ قَالَ لِأَبِي الْهَيْثَمِ: ” إِذَا بَلَغَكَ أَنَّهُ قَدْ أَتَانَا رَقِيقٌ فَائْتِنَا “. قَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ: فَلَمَّا بَلَغَنِي أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَقِيقٌ أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَأَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأْسًا، فَكَاتَبْتُهُ عَلَى أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، فَمَا رَأَيْتُ رَأْسًا كَانَ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْهُ».

وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3143) و(3144) و(3145) لأبي يعلى. هو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 466) ولكن في اخره: وَقَامَ أَبُو الْهَيْثَمِ لِيَذْبَحَ لَهُمْ شَاةً، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – إِيَّاكَ وَاللَّبُونَ. وَقَامَتْ أُمُّ الْهَيْثَمِ تَعْجِنُ لَهُ وَتَخْبِزُ، وَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَأَبُو بكر وعمر رءوسهم لقائلة فانتبهوا، وَقَدْ أَدْرَكَ طَعَامُهُمْ، فَوَضَعَ الطَّعَامَ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا وَحِمِدُوا اللَّهَ- عَزَّ وَجَلَّ- وَرَدَّتْ عَلَيْهِمْ أُمُّ الْهَيْثَمِ بَقِيَّةَ الْعِذْقِ، فَأَكَلُوا مِنْ رُطَبِهِ وَمِنْ تَذْنُوبِهِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَدَعَا لَهُمْ. قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى الْمَوْصِلِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مُخْتَصَرًا. وَالْبَزَّارُ فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: ” حَتَّى أَتَيْنَا مَنْزِلَ مَالِكِ بْنِ التَّيِّهَانِ الْأَنْصَارِيِّ” وَزَادَ فِي آخِرِهِ: ” وَدَعَا بِخَيْرٍ، ثُمَّ قَالَ: لِأَبِي الْهَيْثَمِ: إِذَا بَلَغَكَ أَنْ قَدْ أَتَانَا رَقِيقٌ فَأْتِنَا. قَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ: فَلَمَّا بَلَغَنِي أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – رَقِيقٌ أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَأَعْطَانِي رَسُولُ الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – رَأْسًا، فَكَاتَبْتُهُ عَلَى أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، فَمَا رَأَيْتُ رَأْسًا كَانَ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْهُ. وَفِي رِوَايَةٍ لِلْبَزَّارِ: قالت أم الهيثم: لودعوت لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ، وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الْأَبْرَارُ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ الْمَلَائِكَةُ “. قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مُطَوَّلًا. وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – قَالَ: ” فَاتَتْنِي الْعِشَاءُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَأَتَيْتُ أَهْلِي فَقُلْتُ: هَلْ عِنْدَكُمْ عَشَاءٌ؟ قَالُوا: لَا وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا عَشَاءٌ. فَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِيَ فلم يأتني النوم من الجوع، فقلت: لوخرجت إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّيْتُ وَتَعَلَّلْتُ حَتَّى أُصْبِحَ، فَخَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّيْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ تساندت إلى ناحية المسجد فبينا كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: أَبُو بَكْرٍ. فَقَالَ: مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَخْرَجِنِيَ إِلَّا الذي أخرجك، فجلس إلى جنبي، فبينا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَأَنْكَرَنَا، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَبَادَرَنِي عُمَرُ فَقَالَ: هَذَا أَبُو بَكْرِ وَعُمَرُ، فَقَالَ: مَا أَخْرَجَكُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ؟ فَقَالَ عُمَرُ: خَرَجْتُ فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَرَأَيْتُ سَوَادَ أَبِي بَكْرٍ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ. فَقُلْتُ: مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ فَذَكَرَ الَّذِي كَانَ، فَقُلْتُ: وَأَنَا وَاللَّهِ مَا أَخْرَجَنِي إِلَّا الَّذِي أَخْرَجَكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -وَأَنَا وَاللَّهِ مَا أَخْرَجَنِي إِلَّا الَّذِي أَخْرَجَكُمَا، فَانْطَلِقُوا بِنَا إِلَى الْوَاقِفِيِّ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيِّهَانِ فَلَعَلَّنَا نَجِدُ عِنْدَهُ شَيْئًا يُطْعِمُنَا. فَخَرَجْنَا نَمْشِي فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْحَائِطِ فِي الْقَمَرِ فَقَرَعْنَا الْبَابَ، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ عُمَرُ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -وَأَبُو بكر وعمر- رضي الله عنهما- فَفَتَحَتْ لَنَا فَدَخَلْنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -أَيْنَ زَوْجُكِ؟ قَالَتْ: ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا مِنَ الْمَاءِ مِنْ حَشِّ بَنِي حَارِثَةَ، الْآنَ يَأْتِيكُمْ. قَالَ: فَجَاءَ يَحْمِلُ قِرْبَةً حَتَّى أَتَى بِهَا نَخْلَةً فَعَلَّقَهَا عَلَى كرنافهَ مِنْ كَرَانِيفِهَا، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: مَرْحَبًا وَأَهْلًا، مَا زَارَ النَّاسَ أَحَدٌ قَطُّ مِثْلُ مَنْ زَارَنِي، ثُمَّ قَطَعَ لَنَا عِذْقًا فَأَتَانَا بِهِ، فَجَعَلْنَا نَنْتَقِيَ مِنْهُ فِي الْقَمَرِ فَنَأْكُلُ، ثُمَّ أَخَذَ الشَّفْرَةَ فَجَالَ فِي الْغَنَمِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – إياك والحلوب- أوقال: إِيَّاكَ وَذَوَاتِ الدَّرِّ- فَأَخَذَ شَاةً فَذَبَحَهَا وَسَلَخَهَا وقال لامرأته: قومي فطبخت وَخَبَزَتْ وَجَعَلَ يُقَطِّعُ فِي الْقِدْرِ مِنَ اللَّحْمِ، فَأَوْقَدَ تَحْتَهَا حَتَّى بَلَغَ اللَّحْمَ وَالْخُبْزَ فَثَرَدَ وَغَرَفَ عَلَيْهِ مِنَ الْمَرَقِ وَاللَّحْمِ، ثُمَّ أَتَانَا بِهِ فَوَضَعَهُ بَيْنَ أَيْدِينَا، فَأَكَلْنَا حَتَّى شَبِعْنَا، ثُمَّ قَامَ إِلَى الْقِرْبَةِ وَقَدْ سَفَعَتْهَا، الرِّيحُ فَبَرَدَ فَصَبَّ فِي الْإِنَاءِ، ثُمَّ نَاوَلَ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَ أَبَا بَكْرٍ فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَ عُمَرَ فَشَرِبَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – الْحَمْدُ للَّهِ خَرَجْنَا لَمْ يُخْرِجْنَا إِلَّا الْجُوعُ، ثُمَّ رَجَعْنَا وَقَدْ أَصَبْنَا هَذَا، لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هذَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، هَذَا مِنَ النَّعِيمِ. ثُمَّ قَالَ لِلْوَاقِفِيِّ: مَا لك خادم يسقيك الماء؟ قال: لا والله يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: فَإِذَا أَتَانَا سَبْيٌ فَأْتِنَا حَتَّى نَأْمُرَ لَكَ بِخَادِمٍ. فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى أَتَاهُ سَبْيٌ فَأَتَاهُ الْوَاقِفِيُّ، فقال: ما جاء بك؟ قال: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَعْدُكَ الَّذِي وَعَدْتَنِي. قَالَ: هَذَا سَبْيٌ فَقُمْ فَاخْتَرْ مِنْهُمْ. فَقَالَ: كُنْ أَنْتَ الَّذِي، تَخْتَارُ لِي. قَالَ: خُذْ هَذَا الْغُلَامَ وَأَحْسِنْ إِلَيْهِ. قَالَ: فَأَخَذَهُ فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى امْرَأَتِهِ، فَقَالَتْ: مَا هَذَا؟ فَقَصَّ عَلَيْهَا القصص، قَالَتْ: فَأَيُّ شَيْءٍ قُلْتَ لَهُ؟ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: كُنْ أَنْتَ الَّذِي تَخْتَارُ لِي. قَالَتْ: قَدْ أَحْسَنْتَ، قَدْ قَالَ لَكَ: أَحْسِنْ إِلَيْهِ. فَأَحْسِنْ إِلَيْهِ، قَالَ: مَا الْإِحْسَانُ إِلَيْهِ؟ قَالَتْ: أَنْ تَعْتِقَهُ. قَالَ: هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ. قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى الْمَوْصِلِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ. وَرَوَاهُ مَالِكٌ بَلَاغًا، وَمُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ مُخْتَصَرًا من حديث أبي هريرة فقط. قال الحافظ المنذري: أبو الهيثم بن التيهان هوبفتح الْمُثَنَّاةِ فَوْقَ، وَكَسْرِ الْمُثَنَّاةِ تَحْتَ وَتَشْدِيدِهَا. كَذَا جاء مصرحا به في الموطأ والترمذي، رفي مُسْنَدِ الْبَزَّارِ وَأَبِي يَعْلَى وَمُعْجَمِ الطَّبَرَانِيِّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عباس أنه أبو الهيثم، وكذا في المعجم أيضًا من حديث ابن عمر، وقد رويت هَذِهِ الْقِصَّةُ مِنْ حَدِيثِ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ مصرح في أكثرها بأنه أبو الهيثم، وجاء فِي مُعْجَمَيِ الطَّبَرَانِيِّ الصَّغِيرِ وَالْأَوْسَطِ وَصَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِ أَنَّهُ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ هَذِهِ الْقِصَّةَ اتَّفَقَتْ مَرَّةً مَعَ أَبِي الْهَيْثَمِ وَمَرَّةً مَعَ أَبِي أَيُّوْبَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. انتهى. والحديث في المستدرك (5252).

36717 / 18260 – وَفِي رِوَايَةٍ: «قَالَتْ أُمُّ أَبِي الْهَيْثَمِ: لَوْ دَعَوْتَ لَنَا! قَالَ: ” أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ، وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الْأَبْرَارُ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ الْمَلَائِكَةُ».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَأَبُو يَعْلَى بِاخْتِصَارِ قِصَّةِ الْغُلَامِ، وَقال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ كَذَلِكَ، وَفِي أَسَانِيدِهِمْ كُلِّهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى: أَبُو خَلَفٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَقَالَ أَبُو يَعْلَى وَالطَّبَرَانِيُّ: أُمُّ الْهَيْثَمِ، وَقَالَ الْبَزَّارُ: أُمُّ أَبِي الْهَيْثَمِ. وانظر ما قبله.

36718 / 18261 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ بِالْهَاجِرَةِ فَسَمِعَ بِذَاكَ عَمَرُ، فَخَرَجَ فَإِذَا هُوَ بِأَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟! فَقَالَ: أَخْرَجَنِي وَاللَّهِ، مَا أَجِدُ مِنْ حَاقِّ الْجُوعِ فِي بَطْنِي، فَقَالَ: أَنَا وَاللَّهِ، مَا أَخْرَجَنِي غَيْرُهُ. فَبَيْنَمَا هُمَا كَذَلِكَ إِذْ خَرَجَ عَلَيْهِمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: ” مَا أَخْرَجَكُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ؟ “. فَقَالَا: أَخْرَجَنَا وَاللَّهِ، مَا نَجِدُ فِي بُطُونِنَا مَنْ حَاقِّ الْجُوعِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ” وَأَنَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا أَخْرَجَنِي غَيْرُهُ “. فَقَامُوا فَانْطَلَقُوا حَتَّى أَتَوْا بَابَ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، وَكَانَ أَبُو أَيُّوبَ ذَكَرَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَعَامًا أَوْ لَبَنًا، فَأَبْطَأَ يَوْمَئِذٍ فَلَمْ يَأْتِ لِحِينِهِ فَأَطْعَمَهُ أَهْلَهُ، وَانْطَلَقَ إِلَى نَخْلِهِ يَعْمَلُ فِيهِ، فَلَمَّا أَتَوْا بَابَ أَبِي أَيُّوبَ خَرَجَتِ امْرَأَتُهُ فَقَالَتْ: مَرْحَبًا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبِمَنْ مَعَهُ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” فَأَيْنَ أَبُو أَيُّوبَ؟ “. قَالَتْ: يَأْتِيكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ السَّاعَةَ، فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَبَصُرَ بِهِ أَبُو أَيُّوبَ، وَهُوَ يَعْمَلُ فِي نَخْلٍ لَهُ، فَجَاءَ يَشْتَدُّ حَتَّى أَدْرَكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: مَرْحَبًا بِنَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبِمَنْ مَعَهُ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَيْسَ بِالْحِينِ الَّذِي كُنْتَ 317/10 تَجِيئُنِي فِيهِ فَرَدَّهُ. فَجَاءَ إِلَى عِذْقِ النَّخْلَةِ فَقَطَعَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” مَا أَرَدْتَ إِلَى هَذَا؟ “. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَدْتُ أَنْ تَأْكُلَ مِنْ رُطَبِهِ، وَبُسْرِهِ، وَتَمْرِهِ، وَتَذْنُوبِهِ، وَلَأَذْبَحَنَّ لَكَ مَعَ هَذَا. قَالَ: ” إِنْ ذَبَحْتَ فَلَا تَذْبَحَنَّ ذَاتَ ذَرٍّ “. فَأَخَذَ عَنَاقًا، أَوْ جَدْيًا فَذَبَحَهُ، وَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: اخْتَبِزِي، وَأَطْبُخُ أَنَا، فَأَنْتِ أَعْلَمُ بِالْخُبْزِ. فَعَمَدَ إِلَى نِصْفِ الْجَدْيِ فَطَبَخَهُ، وَشَوَى نِصْفَهُ، فَلَمَّا أَدْرَكَ الطَّعَامُ، وَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْجَدْيِ فَوَضَعَهُ عَلَى رَغِيفٍ، ثُمَّ قَالَ: ” يَا أَبَا أَيُّوبَ، أَبْلِغْ بِهَذَا إِلَى فَاطِمَةَ، فَإِنَّهَا لَمْ تُصِبْ مِثْلَ هَذَا مُنْذُ أَيَّامٍ “. فَلَمَّا أَكَلُوا وَشَبِعُوا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ” خُبْزٌ، وَلَحْمٌ، وَبُسْرٌ، وَتَمْرٌ وَرُطَبٌ “. وَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ، ثُمَّ قَالَ: ” هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ “. فَكَبُرَ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” إِذَا أَصَبْتُمْ مِثْلَ هَذَا، وَضَرَبْتُمْ بِأَيْدِيكُمْ، فَقُولُوا: بِسْمِ اللَّهِ، وَبَرَكَةِ اللَّهِ، فِإِذَا شَبِعْتُمْ فَقُولُوا الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي أَشْبَعَنَا وَأَزْوَانَا وَأَنْعَمَ وَأَفْضَلَ، فَإِنَّ هَذَا كَفَافٌ بِهَذَا “. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَأْتِي أَحَدٌ إِلَيْهِ مَعْرُوفًا إِلَّا أَحَبَّ أَنْ يُجَازِيَهُ، فَقَالَ لِأَبِي أَيُّوبَ: ” ائْتِنَا غَدًا “. فَلَمْ يَسْمَعْ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَهُ، فَلَمَّا أَتَاهُ أَعْطَاهُ وَلِيدَةً، فَقَالَ: ” يَا أَبَا أَيُّوبَ، اسْتَوْصِ بِهَا خَيْرًا، فَإِنَّا لَمْ نَرَ إِلَّا خَيْرًا مَا دَامَتْ عِنْدَنَا “. فَلَمَّا جَاءَ بِهَا أَبُو أَيُّوبَ قَالَ: مَا أَجِدُ لِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَيْرًا مِنْ أَنْ أُعْتِقَهَا، فَأَعْتَقَهَا».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الصَّغِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَفِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَيْسَانَ الْمَرْوَزِيُّ، وَقَدْ وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَضَعَّفَهُ غَيْرُهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ. وهو عند ابن حبان (5216). وتقدمت هذه كذلك قبل قليل.

36719 / 18262 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ، قَالَ: «فَاتَنِي الْعَشَاءُ ذَاتَ لَيْلَةٍ ; فَجَعَلْتُ أَتَقَلَّبُ لَا يَأْتِينِي النَّوْمُ، فَقُلْتُ: لَوْ خَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّيْتُ مَا قُدِّرَ لِي، فَفَعَلْتُ، ثُمَّ اسْتَنَدْتُ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنْهُ، فَدَخَلَ عُمَرُ، فَلَمَّا رَآنِي أَنْكَرَنِي، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: أَبُو بَكْرٍ. فَقَالَ: مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟! قُلْتُ: الْجُوعُ. قَالَ: وَأَنَا أَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكَ، فَلَمْ نَلْبَثْ أَنْ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا رَأَى سَوَادَنَا أَنْكَرَهُ فَقَالَ مَنْ هَذَانِ؟ فَبَدَرَنِي عُمَرُ فَقَالَ: هَذَا أَبُو بَكْرٍ وَهَذَا عُمَرُ فَقَالَ: ” مَا أَخْرَجَكُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ؟! “. فَأَخْبَرْنَاهُ الْخَبَرَ. فَقَالَ: ” وَأَنَا مَا أَخْرَجَنِي إِلَّا الَّذِي أَخْرَجَكُمَا، انْطَلِقَا بِنَا إِلَى الْوَاقِفِيِّ “. فَأَتَيْنَا الْبَابَ، فَاسْتَأْذَنَّا فَخَرَجَتِ الْمَرْأَةُ، قَالَ: ” أَيْنَ فَلَانٌ؟ “. قَالَتْ: ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ مِنْ حُشِّ بَنِي حَارِثَةَ، فَفَتَحَتِ الْبَابَ، فَدَخَلْنَا فَلَمْ نَلْبَثْ أَنْ جَاءَ قَدْ مَلَأَ قِرْبَةً عَلَى ظَهْرِهِ، عَلَّقَهَا عَلَى كِرْنَفَةٍ مِنْ كَرَانِيفِ النَّخْلِ، ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَيْنَا، فَقَالَ: مَرْحَبًا وَأَهْلًا، مَا زَارَ النَّاسَ خَيْرٌ مِنْ زَوْرٍ زَارُونِي اللَّيْلَةَ، ثُمَّ جَاءَ بِعِذْقِ بُسْرٍ، فَجَعَلْنَا نَنْتَقِي فِي الْقَمَرِ، وَنَأْكُلُ، ثُمَّ أَخَذَ الشَّفْرَةَ وَجَالَ فِي الْغَنَمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” إِيَّاكَ وَالْحَلُوبَ، أَوْ ذَاتَ الدَّرِّ “. فَذَبَحَ لَنَا شَاةً، وَسَلَخَهَا، وَقَطَّعَهَا فِي الْقِدْرِ، وَأَمَرَ الْمَرْأَةَ فَعَجَنَتْ وَخَبَزَتْ، ثُمَّ جَاءَ بِثَرِيدَةٍ وَلَحْمٍ فَأَكَلْنَا 318/10 ثُمَّ قَامَ إِلَى الْقِرْبَةِ وَقَدْ تَخَفَّقَتْهَا الرِّيحُ فَبَرَدَتْ، فَسَقَانَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَخْرَجَنَا لَمْ يُخْرِجْنَا إِلَّا الْجُوعُ، ثُمَّ لَمْ نَرْجِعْ حَتَّى أَصَبْنَا هَذَا، هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ “. ثُمَّ قَالَ لِلْوَاقِعِيِّ: ” أَمَا لَكَ خَادِمٌ يَكْفِيكَ هَذَا؟ “. قَالَ: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: ” فَانْظُرْ أَوَّلَ سَبْيٍ يَأْتِينِي فَائْتِنِي آمُرُ لَكَ بِخَادِمٍ “. فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ أَتَاهُ سَبْيٌ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: ” مَا جَاءَ بِكَ؟ “. قَالَ: مَوْعِدُكَ الَّذِي وَعَدْتَنِي، قَالَ: ” قُمْ، فَاخْتَرْ مِنْهُمْ “. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُنْ أَنْتَ الَّذِي تَخْتَارُ لِي، قَالَ: ” خُذْ هَذَا الْغُلَامَ، وَأَحْسِنْ إِلَيْهِ “. فَأَتَى امْرَأَتَهُ فَأَخْبَرَهَا بِمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا قَالَ لَهُ، فَقَالَتْ: فَقَدْ أَمَرَكَ أَنْ تُحْسِنَ إِلَيْهِ ; فَأَحْسِنْ إِلَيْهِ، فَقَالَ: وَمَا الْإِحْسَانُ؟ قَالَتْ: أَنْ تُعْتِقَهُ. قَالَ: فَهُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ».

قُلْتُ: رَوَى ابْنُ مَاجَهْ طَرَفًا مِنْهُ فِي ذَبْحِ ذَوَاتِ الدَّرِّ. قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَقال الهيثميّ : رواه أبو يعلى أَتَمَّ مِنْهُ، وَفِيهِ يَحْيَى بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ، وَقَدْ ضَعَّفَهُ الْجُمْهُورُ وَوُثِّقَ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3146) لأبي يعلى. وقد سقتها قبل أحاديث مع ما يشبهها، فلتنظر.

36720 / ز – عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّفَا قَالَ: أَقَمْنَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَكَانَ مَنْ يَخْرُجُ إِلَى الْمَسْجِدِ يَأْخُذُ بِيَدِ الرَّجُلَيْنِ وَالثَّلَاثَةِ بِقَدْرِ طَاقَةٍ وَيُطْعِمُهُمْ قَالَ: فَكُنْتُ فِيمَنْ أَخْطَأَهُ ذَلِكَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهَا قَالَ: فَأَبْصَرْتُ أَبَا بَكْرٍ عِنْدَ الْعَتَمَةِ فَأَتَيْتُهُ فَاسْتَقْرَأْتُهُ مِنْ سُورَةِ سَبَأٍ فَبَلَغَ مَنْزِلَهُ وَرَجَوْتُ أَنْ يَدْعُوَنِي إِلَى الطَّعَامِ فَقَرَأَ عَلَيَّ حَتَّى بَلَغَ بَابَ الْمَنْزِلِ، ثُمَّ وَقَفَ عَلَى الْبَابِ حَتَّى قَرَأَ عَلَيَّ الْبَقِيَّةَ ثُمَّ دَخَلَ وَتَرَكَنِي، ثُمَّ تَعَرَّضْتُ لِعُمَرَ فَصَنَعْتُ بِهِ مِثْلَ ذَلِكَ وَذَكَرَ أَنَّهُ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعَ أَبُو بَكْرٍ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ لِلْجَارِيَةِ: «هَلْ مِنْ شَيْءٍ؟» قَالَتْ: نَعَمْ رَغِيفٌ وَكُتْلَةٌ مِنْ سَمْنٍ فَدَعَا بِهَا ثُمَّ فَتَّ الْخُبْزَ بِيَدِهِ ثُمَّ أَخَذَ تِلْكَ الْكُتْلَةَ مِنَ السَّمْنِ فَلَتَّ تِلْكَ الْخُبْزَةَ ثُمَّ جَمَعَهُ بِيَدِهِ حَتَّى صَيَّرَهُ ثَرِيدَةً ثُمَّ قَالَ: «اذْهَبِ ادْعُ لِي عَشَرَةً أَنْتَ عَاشِرُهُمْ» فَدَعَوْتُ عَشَرَةً أَنَا عَاشِرُهُمْ ثُمَّ قَالَ: «اجْلِسُوا» وَوضَعْتُ الْقَصْعَةَ ثُمَّ قَالَ: «كُلُوا بِسْمِ اللَّهِ كُلُوا مِنْ جَوَانِبِهَا وَلَا تَأْكُلُوا مِنْ فَوْقِهَا فَإِنَّ الْبَرَكَةَ تَنْزِلُ مِنْ فَوْقِهَا» فَأَكَلْنَا حَتَّى صَدَرْنَا فَكَأَنَّمَا خَطَطْنَا فِيهِ بِأَصَابِعِنَا ثُمَّ أَخَذَ مِنْهَا وَأَصْلَحْ مِنْهَا وَرَدَّهَا ثُمَّ قَالَ: «ادْعُ لِي عَشَرَةً» وَذَكَرَ أَنَّهُ دَعَا بَعْدَ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ عَشَرَةً عَشَرَةً وَقَالَ: قَدْ فَضَلُوا فَضْلًا.

أخرجه الحاكم في المستدرك (7201).

36721 / 18263 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: «أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَرَجَ لَمْ يُخْرِجْهُ إِلَّا الْجُوعُ، وَأَنَّ عُمَرَ خَرَجَ لَمْ يُخْرِجْهُ إِلَّا الْجُوعُ، وَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ عَلَيْهِمَا وَأَنَّهُمَا أَخْبَرَاهُ: أَنَّهُ لَمْ يُخْرِجْهُمَا إِلَّا الْجُوعُ. فَقَالَ: ” انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى مَنْزِلِ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيِّهَانِ “. رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ فَإِذَا هُوَ لَيْسَ فِي الْمَنْزِلِ ; ذَهَبَ يَسْتَسْقِي، فَرَحَّبَتِ الْمَرْأَةُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبِصَاحِبَيْهِ، وَبَسَطَتْ لَهُمْ شَيْئًا فَجَلَسُوا عَلَيْهِ، فَسَأَلَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ” أَيْنَ انْطَلَقَ أَبُو الْهَيْثَمِ؟ “. قَالَتْ: ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا مِنَ الْمَاءِ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ جَاءَ بِقِرْبَةٍ فِيهَا مَاءٌ، فَانْطَلَقَ فَعَلَّقَهَا، وَأَرَادَ أَنْ يَذْبَحَ لَهُمْ شَاةً، فَكَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَرِهَ ذَلِكَ، فَذَبَحَ لَهُمْ عَنَاقًا، ثُمَّ انْطَلَقَ فَجَاءَ بِكَبَائِسَ مِنَ النَّخْلِ ; فَأَكَلُوا مِنْ ذَلِكَ اللَّحْمِ، وَالْبُسْرِ، وَالرُّطَبِ، وَشَرِبُوا مِنَ الْمَاءِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا إِمَّا أَبُو بَكْرٍ، وَإِمَّا عُمَرُ: هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي نُسْأَلُ عَنْهُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ” الْمُؤْمِنُ لَا يُثَرَّبُ عَلَى شَيْءٍ أَصَابَهُ فِي الدُّنْيَا، إِنَّمَا يُثَرَّبُ عَلَى الْكَافِرِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، وَهُوَ كَذَّابٌ.

36722 / 18263 – وَعَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ وَكَانَ بَدْرِيًّا قَالَ: «لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَبْعَثُنَا فِي السَّرِيَّةِ، يَا بُنَيَّ، مَا لَنَا زَادٌ إِلَّا السَّلْفُ مِنَ التَّمْرِ، فَنُقَسِّمُهُ قَبْضَةً قَبْضَةً حَتَّى يَصِيرَ إِلَى تَمْرَةٍ تَمْرَةٍ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَبَتِ، وَمَا عَسَى أَنْ تُغْنِيَ التَّمْرَةُ عَنْكُمْ؟ قَالَ: لَا تَقُلْ ذَاكَ يَا بُنَيَّ، فَبَعْدَ أَنْ فَقَدْنَاهَا فَاخْتَلَلْنَا إِلَيْهَا».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَالْبَزَّارُ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَالْأَوْسَطِ، وَفِيهِ الْمَسْعُودِيُّ، وَقَدِ اخْتَلَطَ، وَكَانَ ثِقَةً.

36723 / 18265 – وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَخْرُجُ فِيهَا، ثُمَّ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ، 319/10 فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” مَا أَخْرَجَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ ” فَقَالَ: أَخْرَجَنِي الْجُوعُ، قَالَ: ” وَأَنَا أَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكَ “. ثُمَّ خَرَجَ عُمَرُ فَقَالَ: ” مَا أَخْرَجَكَ يَا عُمَرُ؟ ” قَالَ: أَخْرَجَنِي وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ الْجُوعُ. ثُمَّ سَارَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: ” انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى مَنْزِلِ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيِّهَانِ ” فَانْطَلَقُوا، فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى مَنْزِلِ أَبِي الْهَيْثَمِ قَالَتْ لَهُمُ امْرَأَتُهُ: إِنَّهُ انْطَلَقَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا الْمَاءَ، فَدُورُوا إِلَى الْحَائِطِ، فَدَارُوا إِلَى الْحَائِطِ، فَفَتَحَتْ لَهُمْ بَابَ الْحَائِطِ. فَجاَءَ أَبُو الْهَيْثَمِ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: تَدْرِي مَنْ عِنْدَكَ؟ فَقَالَ: لَا، فَقَالَتْ عِنْدَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِمْ فَعَلَّقَ قِرْبَتَهُ عَلَى نَخْلَةٍ، ثُمَّ أَتَاهُمْ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ حَيَّا وَرَحَّبَ، ثُمَّ أَتَى مِخْرَفًا فَاخْتَرَفَ لَهُمْ رُطَبًا، فَأَتاَهُمْ بِهِ فَصَبَّهُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ. ثُمَّ إِنَّ أَبَا الْهَيْثَمِ أَهْوَى إِلَى غُنَيْمَةٍ لَهُ فِي نَاحِيَةِ الْحَائِطِ لِيَذْبَحَ لَهُمْ مِنْهَا شَاةً، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ” أَمَّا ذَاتُ دَرٍّ فَلَا ” فَأَخَذَ شَاةً فَذَبَحَهَا وَسَلَخَهَا وَقَطَّعَهَا أَعْضَاءً ثُمَّ طَبَخَهَا بِالْمَاءَ وَالْمِلْحِ، ثُمَّ أَتَى امْرَأَتَهُ فَسَأَلَهَا، هَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ، عِنْدَنَا شَيْءٌ مِنْ شَعِيرٍ، كُنْتُ أُؤَخِّرُهُ، فَطَحَنَاهُ بَيْنَهُمَا فَعَجَنَتْهُ وَخَبَزَتْهُ، فَكَسَرَهُ أَبُو الْهَيْثَمِ وَأَكْفَأَ عَلَيْهِ ذَلَكَ اللَّحْمَ الَّذِي طَبَخَهُ، ثُمَّ أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ فَأَكَلُوا ثُمَّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمِ: ” يَا أَبَا الْهَيْثَمِ، أَمَا لَكَ مِنْ خَادِمٍ؟ ” قَالَ لَا، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا لَنَا خَادِمٌ، قَالَ: ” إِذَا بَلَغَكَ أَنَّهُ قَدْ جَاءَنَا سَبْيٌ فَأْتِنَا نُخْدِمْكَ “. فَأَتَى رَسُولَ اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيٌ، فَأَتَاهُ أَبُو الْهَيْثَمِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ غُلَامَانِ – أَوْ قَالَ وَصِيفَانِ – فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” يَا أَبَا الْهَيْثَمِ اخْتَرْ مِنْهُمَا ” أَوْ قَالَ: ” تَخَايَرْ مِنْهُمَا ” قَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، خِرْ لِي. فَاحْتَاطَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى حَسَرَ عَنْ ذِرَاعَيْهِ وَقَالَ: ” الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ يَا أَبَا الْهَيْثَمِ خُذْ هَذَا ” فَلَمَّا وَلَّى بِهِ أَبُو الْهَيْثَمِ قَالَ: ” يَا أَبَا الْهَيْثَمِ أَحْسِنْ إِلَيْهِ فَإِنِّي رَأَيْتُهُ يُصَلِّي ” قَالَ: نَعَمْ، نُطْعِمُهُ مِمَّا نَأْكُلُ وَنُلْبِسُهُ مِمَّا نَلْبَسُ وَلَا نُكَلِّفُهُ مَا لَا يُطِيقُ. فَانْطَلَقَ أَبُو الْهَيْثَمِ إِلَى أَهْلِهِ، فَفَرِحُوا بِهِ فَرَحًا شَدِيدًا، وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَزَقَنَا خَادِمًا يَخْدُمُنَا وَيُعِينُنَا عَلَى ضَيْعَتِنَا، فَقَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَوْصَانِي بِهِ، فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: نَعَمْ، نُطْعِمُهُ مِمَّا نَأْكُلُ وَنُلْبِسُهُ مِمَّا نَلْبَسُ وَلَا نُكَلِّفُهُ مَا لَا يُطِيقُ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَوْصَانِي بِهِ فَقَالَتْ: سُبْحَانَ اللَّهِ، خَادِمٌ أَخْدَمَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ، تُرِيدُ أَنْ تُحْرِمَنَاهُ، فَقَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ لِلْغُلَامِ: أَنْتَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ فَإِنْ شِئْتَ تُقِيمُ مَعَنَا نُطْعِمُكَ مِمَّا نَأْكُلُ 320/10وَنُلْبِسُكَ مِمَّا نَلْبَسُ، وَلَا نُكَلِّفُكَ مِنَ الْعَمَلِ إِلَّا مَا تُطِيقُ، وَإِنْ شِئْتَ فَاذْهَبْ حَيْثُ شِئْتَ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّيرِينِيُّ، وَقَدْ ضَعَّفَهُ الْجُمْهُورُ، وَوَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

36724 / 18266 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَفِيقٍ قَالَ: أَقَمْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةً، فَقَالَ لِي ذَاتَ يَوْمٍ وَنَحْنُ عِنْدُ حُجْرَةِ عَائِشَةَ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا لَنَا ثِيَابٌ إِلَّا الْبُرُدُ الْمَتَعَتِّقَةُ، وَإِنَّهُ لَتَأْتِي عَلَى أَحَدِنَا الْأَيَّامُ مَا يَجِدُ طَعَامًا يُقِيمُ بِهِ صُلْبَهُ، حَتَّى إِنْ كَانَ أَحَدُنَا لِيَأْخُذُ الْحَجَرَ فَيَشُدُّ بِهِ عَلَى أَخْمَصِ بَطْنِهِ، ثُمَّ يَشُدُّهُ بِثَوْبِهِ لِيُقِيمَ بِهِ صُلْبَهُ.

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36725 / 18267 – وَعَنْهُ قَالَ: «إِنَّمَا كَانَ طَعَامُنَا مَعَ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم التَّمْرَ وَالْمَاءَ، وَاللَّهِ، مَا كُنَّا نَرَى سَمْرَاءَكُمْ هَذِهِ، وَلَا نَدْرِي مَا هِيَ؟ وَإِنَّمَا كَانَ لِبَاسُنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النِّمَارَ، يَعْنِي: بُرُدَ الْأَعْرَابِ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ، وَ قال الهيثميّ : رواه البزار بِاخْتِصَارٍ.

36726 / 18268 – وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ قَالَ: قَالَ أَبِي: «لَقَدْ عَمَّرْنَا مَعَ نَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم وَمَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا الْأَسْوَدَانِ، ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَا الْأَسْوَدَانِ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: الْأَسْوَدَانِ: التَّمْرُ وَالْمَاءُ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَالْبَزَّارُ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَالْكَبِيرِ، وَرِجَالُ أَحْمَدَ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ بِسْطَامِ بْنِ مُسْلِمٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ.

36727 / 18269 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلَانِ حَاجَتُهُمَا وَاحِدَةٌ، فَتَكَلَّمَ أَحَدُهُمَا فَوَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ فِيهِ أَخْلَافًا ; فَقَالَ لَهُ: “أَلَا تَسْتَاكُ؟”. فَقَالَ: إِنِّي لَأَفْعَلُ وَلَكِنْ لَمْ أَطْعَمْ طَعَامًا مُنْذُ ثَلَاثٍ، فَأَمَرَ بِهِ رَجُلًا، فَآوَاهُ وَقَضَى حَاجَتَهُ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَالْبَزَّارُ، وَإِسْنَادُ أَحْمَدَ جَيِّدٌ.

وفي إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (1/ 286) : 464 – وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ قَابُوسَ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: “جَاءَ نَبِيَّ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – رَجُلَانِ … فذكره.

قُلْتُ: رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي الْكُبْرَى مِنْ طَرِيقِ زُهَيْرٍ، ثنا قَابُوسُ بْنُ أَبِي ظَبْيَانَ … فَذَكَرَهُ، وَرَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنْ زُهَيْرٍ.

36728 / 18270 – وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «دَخَلْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَائِطًا مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ بُسْرًا أَخْضَرَ، فَقَالَ: ” كُلْ يَا ابْنَ عُمَرَ “. قُلْتُ: مَا أَشْتَهِيهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: ” مَا تَشْتَهِيهِ، إِنَّهُ لَأَوَّلُ طَعَامٍ أَكَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ» “.

36729 / 18271 – وَفِي رِوَايَةٍ: ” «مُنْذُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ الْوَازِعُ بْنُ نَافِعٍ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3140) لعبد بن حميد. ولم اجده.

36730 / 18272 – وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «أَرْسَلَ إِلَيْنَا آلُ أَبِي بَكْرٍ بِقَائِمَةِ شَاةٍ لَيْلًا، فَأَمْسَكْتُ وَقَطَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ قَالَتْ: فَأَمْسَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَطَعْتُ قَالَ: فَتَقُولُ لِلَّذِي تُحَدِّثُهُ: هَذَا عَلَى غَيْرِ مِصْبَاحٍ».

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَزَادَ: فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، عَلَى 321/10 مِصْبَاحٍ؟! قَالَتْ: لَوْ كَانَ عِنْدَنَا دُهْنُ مِصْبَاحٍ لَأَكَلْنَاهُ. وَرِجَالُ أَحْمَدَ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36731 / 18273 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَةُ طَوَائِرَ، فَأَطْعَمَ خَادِمَهُ طَائِرًا، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَتْهُ بِهِ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” أَلَمْ أَنْهَكِ عَنْ أَنْ تَرْفَعِي شَيْئًا لِغَدٍ؟ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِرِزْقِ كُلِّ غَدٍ». “.

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ هِلَالٍ: أَبِي الْمُعَلَّى، وَهُوَ ثِقَةٌ.

وتقدم الكلام عليه.

36732 / 18274 – وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: إِنْ كَانَ السَّبْعَةُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيَمُصُّونَ التَّمْرَةَ الْوَاحِدَةَ، وَأَكَلُوا الْخَبَطَ، حَتَّى وَرِمَتْ أَشْدَاقُهُمْ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36733 / 18275 – وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ أَبِي عُبَيْدَةَ وَنَحْنُ سِتُّمِائَةِ رَجُلٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ، نَتَلَقَّى عِيرَ قُرَيْشٍ، فَمَا وَجَدَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ زَادٍ إِلَّا جِرَابًا مِنْ تَمْرٍ، فَكَانَ يُعْطِينَا تَمْرَةً تَمْرَةً، كُلَّ يَوْمٍ نَمُصُّهَا ثُمَّ نَشْرَبُ عَلَيْهَا الْمَاءَ، فَوَجَدْنَا فَقْدَهَا حِينَ فَنِيَتْ، ثُمَّ أَقْبَلْنَا عَلَى الْخَبَطِ نَخْبِطُهُ بِعِصِيِّنَا وَنَشْرَبُ عَلَيْهِ الْمَاءَ». فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ: «فَقَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: ” هَلْ مَعَكُمْ مِنْهُ شَيْءٌ؟ “. يَعْنِي لَحْمَ الْحُوتِ فَقُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: ” فَأَطْعِمُونَا مِنْهُ “. فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِ وَشِيقَةً فَأَكَلَهَا».

قُلْتُ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ، وَلَكِنَّهُ قَالَ: وَنَحْنُ ثَلَاثُمِائَةٍ، وَهُنَا قَالَ: سِتُّمِائَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ. قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36734 / 18276 – وَعَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُمَرَ قَالَ: «كَانَ الرَّجُلُ إِذَا قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَكُنْ لَهُ عَرِيفٌ بِالْمَدِينَةِ يَنْزِلُ عَلَيْهِ نَزَلَ بِأَصْحَابِ الصُّفَّةِ، وَكَانَ لِي بِهَا قُرَنَاءُ، فَكَانَ يَجْرِي عَلَيْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُلَّ يَوْمَيْنِ اثْنَيْنِ مُدَّانِ مِنْ تَمْرٍ، فَبَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ الصَّلَوَاتِ إِذْ نَادَاهُ مُنَادٍ مِنْ أَصْحَابِهِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَحْرَقَ التَّمْرُ بُطُونَنَا، وَتَخَرَّقَتْ عَنَّا الْخُنُفُ. فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الصَّلَاةَ، قَامَ فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ ذَكَرَ مَا لَقِيَ مِنْ قَوْمِهِ مِنَ الشِّدَّةِ، قَالَ: ” مَكَثْتُ أَنَا وَصَاحِبِي بِضْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا الْبَرِيرَ حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى إِخْوَانِنَا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَوَاسَوْنَا فِي طَعَامِهِمْ، وَعُظْمُ طَعَامِهِمُ التَّمْرُ وَاللَّبَنُ. وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، لَوْ أَجِدُ لَكُمُ الْخُبْزَ وَاللَّحْمَ لَأَطْعَمْتُكُمُوهُ، وَإِنَّهُ لَعَلَّهُ أَنْ تُدْرِكُوا زَمَانًا أَوْ مَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ يَلْبَسُونَ مِثْلَ أَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، يُغْدَى عَلَيْكُمْ وَيُرَاحُ بِالْجِفَانِ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَالْبَزَّارُ 322/10 بِنَحْوِهِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فِي أَوَّلِهِ: «كَانَ أَحَدُنَا إِذَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَكَانَ لَهُ عَرِيفٌ نَزَلَ عَلَى عَرِيفِهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَرِيفٌ نَزَلَ الصُّفَّةَ، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَنَزَلْتُ الصُّفَّةَ، فَوَافَقْتُ بَيْنَ رَجُلَيْنِ، فَكَانَ يُجْرِي عَلَيْنَا كُلَّ يَوْمٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُدَّيْنِ اثْنَيْنِ». وَالْبَاقِي بِنَحْوِهِ، وَرِجَالُ الْبَزَّارِ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْعُقَيْلِيِّ، وَهُوَ ثِقَةٌ.

36735 / 18277 – وَعَنْ فَضَالَةَ اللَّيْثِيِّ قَالَ: «قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَكَانَ مَنْ كَانَ لَهُ عَرِيفٌ نَزَلَ عَلَى عَرِيفِهِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَرِيفٌ نَزَلَ الصُّفَّةَ، فَلَمْ يَكُنْ لِي عَرِيفٌ، فَنَزَلْتُ الصُّفَّةَ، فَنَادَاهُ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمْعَةِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَحْرَقَ بُطُونَنَا التَّمْرُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” تُوشِكُونَ أَنَّ مَنْ عَاشَ مِنْكُمْ يُغْدَى عَلَيْهِ بِالْجِفَانِ وَيُرَاحُ، وَتَكْتَسُونَ كَمَا تُسْتَرُ الْكَعْبَةُ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ عَنْ شَيْخِهِ الْمِقْدَامِ بْنِ دَاوُدَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَقَدْ وُثِّقَ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

36736 / 18278 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: «نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْجُوعِ فِي وُجُوهِ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: ” أَبْشِرُوا فَإِنَّهُ سَيَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ يُغْدَى عَلَى أَحَدِكُمْ بِالْقَصْعَةِ مِنَ الثَّرِيدِ، وَيُرَاحُ عَلَيْهِ بِمِثْلِهَا “. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَحْنُ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ؟ قَالَ: ” بَلْ أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ مِنْكُمْ يَوْمَئِذٍ» “.

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ.

36737 / 18279 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ أَمْ إِذَا غُذِيَ عَلَى أَحَدِكُمْ صَحِيفَةٌ وَرَاحَتْ أُخْرَى، وَغَدَا فِي حُلَّةٍ، وَرَاحَ فِي أُخْرَى، وَتَكْسُونَ بُيُوتَكُمْ كَمَا تُكْسَى الْكَعْبَةُ؟ “. فَقَالَ رَجُلٌ: نَحْنُ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ، قَالَ: ” بَلْ أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، وَهُوَ ثِقَةٌ.

36738 / 18280 – وَعَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” «إِنَّهَا سَتُفْتَحُ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا حَتَّى تُنَجِّدُوا بُيُوتَكُمْ كَمَا تُنَجَّدُ الْكَعْبَةُ “. قُلْنَا: وَنَحْنُ عَلَى دِينِنَا الْيَوْمَ؟ قَالَ: ” وَأَنْتُمْ عَلَى دِينِكُمُ الْيَوْمَ “. قُلْنَا: فَنَحْنُ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ أَمْ ذَلِكَ الْيَوْمَ؟ قَالَ: ” بَلْ أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ» “.

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ الْعَبَّاسِ الشِّبَامِيِّ، وَهُوَ ثِقَةٌ.

36739 / 18281 – وَعَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: «أَكَلْتُ ثَرِيدًا وَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَتَجَشَّأْتُ عِنْدَهُ، فَقَالَ: ” يَا أَبَا جُحَيْفَةَ، إِنَّ أَطْوَلَ النَّاسِ جُوعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ شِبَعًا فِي الدُّنْيَا».

قال الهيثميّ : رواه البزار بِإِسْنَادَيْنِ، وَرِجَالُ أَحَدِهِمَا ثِقَاتٌ.

36740 / 18282 – وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَعْرِضُ سَيْفًا لَهُ فِي رَحْبَةِ الْكُوفَةِ، وَهُوَ يَقُولُ: مَنْ يَشْتَرِي مِنِّي سَيْفِي هَذَا؟ فَوَاللَّهِ، لَقَدْ جَلَوْتُ بِهِ غَيْرَ كُرْبَةٍ عَنْ وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَوْ أَنَّ عِنْدِي ثَمَنَ إِزَارٍ مَا بِعْتُهُ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَكَمِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36741 / 18283 – وَعَنْ أَبِي بَرْزَةَ قَالَ: «كُنَّا فِي غَزَاةٍ لَنَا، فَلَقِينَا أُنَاسًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَأَجْهَضْنَاهُمْ عَنْ مَلَّةٍ لَهُمْ فَوَقَعْنَا فِيهَا، فَجَعَلْنَا نَأْكُلُ مِنْهَا، وَكُنَّا نَسْمَعُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَنَّ 323/10 مَنْ أَكَلَ الْخُبْزَ سَمِنَ، فَلَمَّا أَكَلْنَا ذَلِكَ الْخَبْزَ شَرَعَ أَحَدُنَا يَنْظُرُ فِي عِطْفَيْهِ هَلْ سَمِنَ؟»

وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3148) لأحمد بن منيع. في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (4/ 299): قَالَ: وَثَنَا ابْنِ عُلَيَّةَ، ثنا أَيُّوبُ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ أَبُو بَرَزَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: “كَانَتِ الْعَرَبُ تَقُولُ: مَنْ أَكَلَ الْخُبْزَ سَمِنَ، فَلَمَّا فَتَحْنَا خَيْبَرَ أجهضناهم عن خبز لهم، فقعدت عليها فَأَكَلْتُ حَتَّى شَبِعْتُ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ فِي عِطْفِي، هَلْ سَمِنْتُ؟ “. هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ رُوَّاةُ الصَّحِيحِ، رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ. أجهضناهم: أنزلناهم عنها ونحيناهم.انتهى. والحديث في المستدرك (2601).

36742 / 18284 – وَفِي رِوَايَةٍ: «كُنَّا يَوْمَ خَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَجْهَضْنَاهُمْ عَنْ خُبْزَةٍ لَهُمْ مِنْ نَقِيٍّ».

رَوَاهُ كُلَّهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36743 / 18285 – وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ عَبْسٍ قَالَ: «كُنْتُ أَسِيرُ مَعَ سَلْمَانَ عَلَى شَطِّ دِجْلَةَ، فَقَالَ: يَا أَخَا بَنِي عَبْسٍ، انْزِلْ فَاشْرَبْ، فَشَرِبْتُ، فَقَالَ: مَا نَقَصَ شَرَابُكَ مِنْ دِجْلَةَ؟ قُلْتُ: مَا عَسَى أَنْ يَنْقُصَ؟ قَالَ: فَإِنَّ الْعِلْمَ كَذَلِكَ يُؤْخَذُ مِنْهُ وَلَا يَنْقُصُ. ثُمَّ قَالَ: ارْكَبْ، فَمَرَرْنَا بِأَكْدَاسٍ مِنْ حِنْطَةٍ وَشَعِيرٍ، فَقَالَ: أَفَتَرَى هَذَا؟ فُتِحَ لَنَا، وَقُتِّرَ عَلَى أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم لِخَيْرٍ لَنَا وَشَرٍّ لَهُمْ؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِي وَلَكِنِّي أَدْرِي شَرٌّ لَنَا، وَخَيْرٌ لَهُمْ، قَالَ: مَا شَبِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مُتَوَالِيَةٍ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ عز وجل».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ وُثِّقُوا. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3156) لأبي يعلى. في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (1/ 235): وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، عْنَ عْمَرِو بْنِ مُرَّةَ، عْنَ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عْنَ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَبْسٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ سَلْمَانَ فَمَرَرْنَا بِدِجْلَةَ فقالت: يَا أَخَا بَنِي عَبْسٍ، انْزِلْ فَاشْرَبْ، فَنَزَلَ فَشَرِبَ، ثُمَّ قَالَ: انْزِلْ فَاشْرَبْ، فَنَزَلَ فَشَرِبَ، فَقَالَ: يَا أَخَا بَنِي عَبْسٍ، مَا نَقَصَ شَرَابُكَ مِنْ دِجْلَةَ؟ قَالَ: مَا عَسَى أْنَ يَنْقُصُ شَرَابِي مِنْ دِجْلَةَ، قَالَ: كَذَلِكَ الْعِلْمُ لَا يَفْنَى، فَعَلَيْكَ مِنْهُ بِمَا يَنْفَعُكَ، ثُمَّ ذَكَرَ كُنُوزَ كِسْرَى، قَالَ: إِنَّ الَّذِي أَعْطَاكُمُوهُ وَخَوَّلَكُمُوهُ وَفَتَحَهُ لَكُمْ لَمُمْسِكٌ خَزَائِنَهُ وَمُحَمَّدٌ حَيٌّ، قَدْ كَانُوا يُصْبِحُونَ وَمَا عِنْدَهُمْ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ وَلَا مُدٌّ مِنْ طَعَامٍ؟ فَفِيمَ ذَاكَ يَا أَخَا بَنِي عَبْسٍ! ثُمَّ مَرَرْنَا بِبَيَادِرِ بدرًا، فَقَالَ: إِنَّ الَّذِي أَعْطَاكُمُوهُ وَخَوَّلَكُمُوهُ لَمُمْسِكٌ خَزَائِنَهُ وَمُحَمَّدٌ حَيٌّ، قَدْ كَانُوا يُصْبِحُونَ وَمَا عِنْدَهُمْ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ وَلَا مُدٌّ مِنْ طَعَامٍ، فَفِيمَ ذَاكَ يَا أَخَا بَنِي عَبْسٍ “. هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.

36744 / 18286 – وَعَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ قَالَتْ: «كُنْتُ فِي بَعْضِ حُجَرِ نِسَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عِنْدَهَا، فَجَاءَ رَجُلٌ يَشْتَكِي إِلَيْهِ الْحَاجَةَ، فَقَالَ: ” اصْبِرْ، فَوَاللَّهِ، مَا فِي آلِ مُحَمَّدٍ شَيْءٌ مُنْذُ سَبْعٍ، وَلَا أُوقِدَ تَحْتَ بُرْمَةٍ لَهُمْ مُنْذُ ثَلَاثٍ، وَاللَّهِ، لَوْ سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَ جِبَالَ تِهَامَةَ كُلَّهَا ذَهَبًا لَفَعَلَ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ الْحَجَّاجُ بْنُ فَرُّوخَ، وَقَدْ وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ عَلَى ضَعْفٍ كَثِيرٍ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36745 / 18287 – وَعَنِ الشِّفَاءِ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَتْ: «أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَسْأَلُهُ، فَجَعَلَ يَعْتَذِرُ إِلَيَّ، وَأَنَا أَلُومُهُ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَخَرَجْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى ابْنَتِي وَهِيَ تَحْتَ شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ، فَوَجَدْتُ شُرَحْبِيلَ فِي الْبَيْتِ فَقُلْتُ: قَدْ حَضَرَتِ الصَّلَاةُ وَأَنْتَ فِي الْبَيْتِ؟! وَجَعَلْتُ أَلُومُهُ، فَقَالَ: يَا خَالَةُ لَا تَلُومِينِي ; فَإِنَّهُ كَانَ لِي ثَوْبٌ فَاسْتَعَارَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي كُنْتُ أَلُومُهُ مُنْذُ الْيَوْمِ، وَهَذِهِ حَالُهُ وَلَا أَشْعُرُ. فَقَالَ شُرَحْبِيلُ: مَا كَانَ إِلَّا دِرْعٌ رَقَعْنَاهُ».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.

36746 / 18288 – وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: «إِنِّي لَأَعْلَمُ أَكْثَرَ مَالٍ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ تَعَالَى، قَدِمَ عَلَيْهِ فِي جُنْحِ اللَّيْلِ خَرِيطَةٌ فِيهَا ثَمَانِمِائَةِ دِرْهَمٍ وَصَحِيفَةٌ، فَأَرْسَلَ بِهَا إِلَيَّ – وَكَانَتْ لَيْلَتِي – ثُمَّ انْقَلَبَ بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ فَصَلَّى فِي الْحُجْرَةِ فِي مُصَلَّاهُ، وَقَدْ مَهَّدْتُ لَهُ وَلِنَفْسِي، فَأَنَا أَنْتَظِرُ فَأَطَالَ، ثُمَّ خَرَجَ ثُمَّ رَجَعَ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى دُعِيَ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ، فَصَلَّى ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: ” أَيْنَ تِلْكَ الْخَرِيطَةُ الَّتِي فَتَنَتْنِي الْبَارِحَةَ؟ “. فَدَعَا بِهَا فَقَسَّمَهَا. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صَنَعْتَ شَيْئًا لَمْ تَكُنْ تَصْنَعُهُ، فَقَالَ: ” كُنْتُ أُصَلِّي فَأُوتَى بِهَا، فَأَنْصَرِفُ حَتَّى أَنْظُرَ إِلَيْهَا، ثُمَّ أَرْجِعُ فَأُصَلِّي»”.

قُلْتُ: تَقَدَّمَ لِهَذَا الْحَدِيثِ طُرُقٌ فِي بَابِ الْإِنْفَاقِ، وَأَنَّهُ صلى الله عليه وسلم خَشِيَ أَنْ يُتَوَفَّى 324/10 قَبْلَ أَنْ يُقَسِّمَهَا. قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ بِأَسَانِيدَ، وَبَعْضُهَا جَيِّدٌ.

36747 / 18289 – وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ” «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا اللَّهَ ; فَإِنَّكُمْ إِنِ اتَّقَيْتُمُ اللَّهَ يُشْبِعْكُمْ مِنْ زَيْتِ الشَّامِ، وَقَمْحِ الشَّامِ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36748 / 18290 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: أَنْتُمْ أَكْثَرُ صَلَاةً، وَأَكْثَرُ اجْتِهَادًا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَكَانُوا خَيْرًا مِنْكُمْ، قَالُوا: بِمَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: إِنَّهُمْ كَانُوا أَزْهَدَ فِي الدُّنْيَا، أَرْغَبَ فِي الْآخِرَةِ.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عُمَارَةُ بْنُ يَزِيدَ صَاحِبُ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

36749 / 18291 – وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ: قَالَ بِيعَ مَتَاعُ سَلْمَانَ، فَبَلَغَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَإِسْنَادُهُ مُنْقَطِعٌ.

36750 / 18292 – «وَعَنْ سَلْمَى امْرَأَةِ أَبِي رَافِعٍ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، فَقَالُوا: اصْنَعِي لَنَا طَعَامًا مِمَّا كَانَ يُعْجِبُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَكْلُهُ، قَالَتْ: يَا بَنِيَّ، إِذًا لَا تَشْتَهُونَهُ الْيَوْمَ، فَقُمْتُ فَأَخَذْتُ شَعِيرًا فَطَحَنْتُهُ، وَنَسَفْتُهُ، وَجَعَلْتُ مِنْهُ خُبْزَةً، وَكَانَ أُدْمُهُ الزَّيْتَ، وَنَثَرْتُ عَلَيْهِ الْفُلْفُلَ، فَقَرَّبْتُهُ إِلَيْهِمْ وَقُلْتُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ هَذَا».

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ فَايِدٍ مَوْلَى ابْنِ أَبِي رَافِعٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3149) لأبي يعلى. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (4/ 298): قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ بإسناد جيد.

36751 / ز – عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ خَشِنًا وَلَبِسَ خَشِنًا، لَبِسَ الصُّوفَ وَاحْتَذَى الْمَخْصُوفَ» قِيلَ لِلْحَسَنِ: مَا الْخَشِنُ؟ قَالَ: «غَلِيظُ الشَّعِيرِ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسِيغُهُ إِلَّا بِجَرْعَةٍ مِنْ مَاءٍ».

أخرجه الحاكم في المستدرك (7995).

36752 / 18293 – «وَعَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: لَوْ رَأَيْتَنَا وَنَحْنُ مَعَ نَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم لَحَسِبْتَ أَنَّمَا رِيحُنَا رِيحُ الضَّأْنِ، إِنَّمَا لِبَاسُنَا الصُّوفُ، وَطَعَامُنَا الْأَسْوَدَانِ: التَّمْرُ وَالْمَاءُ».

قُلْتُ: رواه أبو داود بِاخْتِصَارٍ. قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36753 / 18294 – وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَدَحٍ فِيهِ لَبَنٌ وَعَسَلٌ، فَقَالَ: ” شَرْبَتَيْنِ فِي شَرْبَةٍ، وَأُدْمَيْنِ فِي قَدَحٍ، لَا حَاجَةَ لِي بِهِ، أَمَا إِنِّي لَا أَزْعُمُ أَنَّهُ حَرَامٌ، أَكْرَهُ أَنْ يَسْأَلَنِي اللَّهُ عَنْ فُضُولِ الدُّنْيَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَتَوَاضَعُ لِلَّهِ، فَمَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَهُ اللَّهُ، وَمَنْ تَكَبَّرَ وَضَعَهُ اللَّهُ، وَمَنِ اقْتَصَدَ أَغْنَاهُ اللَّهُ، وَمَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ الْمَوْتِ أَحَبَّهُ اللَّهُ» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ نُعَيْمُ بْنُ مُوَرِّعٍ الْعَنْبَرِيُّ، وَقَدْ وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَضَعَّفَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

36754 / 18295 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «إِنْ كَانَ لَتَمُرُّ بِآلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْأَهِلَّةُ مَا يُسْرَجُ فِي بَيْتِ وَاحِدٍ مِنْهُمْ سِرَاجٌ، وَلَا يُوقَدُ فِيهِ نَارٌ، وَإِنْ وَجَدُوا زَيْتًا ادَّهَنُوا بِهِ، وَإِنْ وَجَدُوا وَدَكًا أَكَلُوهُ».

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَفِيهِ عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَقَدْ وَثَّقَهُ دُحَيْمٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

36755 / 18296 – وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ” «إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ، وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي الَّذِي يَلْحَقُنِي عَلَى مَا عَاهَدْتُهُ عَلَيْهِ» “.

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَفِيهِ مُوسَى بْنُ 325/10 عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

36756 / 18297 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” «مَا يَسُرُّنِي أَنَّ أُحُدًا لِي ذَهَبٌ أُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَمُوتُ يَوْمَ أَمُوتُ أَتْرُكُ مِنْهُ دِينَارًا إِلَّا دِينَارًا أُعِدُّهُ لِغَرِيمٍ إِنْ كَانَ “. فَمَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا تَرَكَ دِينَارًا، وَلَا دِرْهَمًا، وَلَا عَبْدًا، وَلَا وَلِيدَةً، وَتَرَكَ دِرْعَهُ رَهْنًا بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ».

قُلْتُ: رَوَى التِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ بَعْضَهُ. قال الهيثميّ : رواه البزار، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

36757 / 18298 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى سَرِيرٍ مُزَمَّلٌ بِشَرِيطٍ، وَتَحْتَ رَأْسِهِ وِسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ، حَشْوُهَا لِيفٌ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَدَخَلَ عُمَرُ، فَانْحَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم انْحِرَافَةً، فَلَمْ يَرَ عُمَرُ بَيْنَ جَنْبِهِ وَبَيْنَ الشَّرِيطِ ثَوْبًا، وَقَدْ أَثَّرَ الشَّرِيطُ بِجَنْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَبَكَى، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ” مَا يُبْكِيكَ يَا عُمَرُ؟ “. قَالَ: وَاللَّهِ، مَا أَبْكِي أَنْ لَا أَكُونَ أَعْلَمُ أَنَّكَ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْ كِسْرَى وَقَيْصَرَ، وَهُمَا يَعِيثَانِ فِيمَا يَعِيثَانِ فِيهِ، وَأَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْمَكَانِ الَّذِي أَرَى؟ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ” أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَهُمُ الدُّنْيَا وَلَنَا الْآخِرَةُ؟! “. فَقَالَ عُمَرُ: بَلَى. قَالَ: ” فَإِنَّهُ كَذَلِكَ» “.

قال الهيثميّ : رواه أحمد، وَأَبُو يَعْلَى، وَرِجَالُ أَحْمَدَ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، وَقَدْ وَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ، وَضَعَّفَهُ جَمَاعَةٌ.

قلت أنا أبو عبدالله: شاهده في الصحيح.

36758 / 18299 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ وَهُوَ عَلَى حَصِيرٍ قَدْ أَثَّرَ فِي جِسْمِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوِ اتَّخَذْتَ فِرَاشًا أَوْثَرَ مِنْ هَذَا، فَقَالَ: ” مَا لِي وَلِلدُّنْيَا! وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مَثَلِي وَمَثَلُ الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ سَارَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ، فَاسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ سَاعَةً، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا» “.

وَرِجَالُ أَحْمَدَ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ.

36759 / 18300 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي غُرْفَةٍ كَأَنَّهَا بَيْتُ حَمَامٍ، وَهُوَ نَائِمٌ عَلَى حَصِيرٍ، قَدْ أَثَّرَ بِجَنْبِهِ، فَبِكَيْتُ فَقَالَ: ” مَا يُبْكِيكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ؟ “. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كِسْرَى وَقَيْصَرُ يَطْوُونَ عَلَى الْخَزِّ وَالدِّيبَاجِ وَالْحَرِيرِ، وَأَنْتَ نَائِمٌ عَلَى هَذَا الْحَصِيرِ قَدْ أَثَّرَ بِجَنْبِكَ؟ فَقَالَ: ” فَلَا تَبْكِ يَا عَبْدَ اللَّهِ، فَإِنَّ لَهُمُ الدُّنْيَا وَلَنَا الْآخِرَةَ، وَمَا أَنَا وَالدُّنْيَا، وَمَا مَثَلِي وَمَثَلُ الدُّنْيَا إِلَّا كَمَثَلِ رَاكِبٍ نَزَلَ تَحْتَ شَجَرَةٍ، ثُمَّ سَارَ وَتَرَكَهَا» “.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ قَائِدُ الْأَعْمَشِ، وَقَدْ وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَضَعَّفَهُ جَمَاعَةٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

36760 / ز – عن بن عُمَرَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا خَرَجَ فِي غَزَاةٍ كَانَ آخِرُ عَهْدِهِ بِفَاطِمَةَ وَإِذَا قَدِمَ مِنْ غَزَاةٍ كَانَ أَوَّلُ عَهْدِهِ بِفَاطِمَةَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا فَإِنَّهُ خَرَجَ لِغَزْوِ تَبُوكَ وَمَعَهُ عَلِيٌّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ فَقَامَتْ فَاطِمَةُ فَبَسَطَتْ فِي بَيْتِهَا بِسَاطًا وَعَلَّقَتْ عَلَى بَابِهَا سِتْرًا وَصَبَغَتْ مِقْنَعَتَهَا بِزَعْفَرَانٍ فَلَمَّا قَدِمَ أَبُوهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَأَى مَا أَحْدَثَتْ رَجَعَ فَجَلَسَ فِي الْمَسْجِدِ فَأَرْسَلَتْ إِلَى بِلَالٍ فَقَالَتْ يَا بِلَالُ اذْهَبْ إِلَى أَبِي فَسَلْهُ مَا يَرُدُّهُ عَنْ بَابِي فَأَتَاهُ فَسَأَلَهُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنِّي رَأَيْتُهَا أَحْدَثَتْ ثَمَّ شَيْئًا” فَأَخْبَرَهَا فَهَتَكَتِ السِّتْرَ وَرَفَعَتِ الْبِسَاطَ وَأَلْقَتْ مَا عَلَيْهَا وَلَبِسَتْ أطمارها، فَأَتَاهُ فَاعْتَنَقَهَا وَقَالَ: “هَكَذَا كوني فداك أبي وأمي”.

36761 / 18301 – وَعَنْ جُنْدُبٍ قَالَ: «أَصَابَتْ إِصْبُعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم شَجَرَةٌ فَدَمِيَتْ، فَقَالَ: ” هَلْ أَنْتِ إِلَّا إِصْبُعٌ دَمِيتِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا لَقِيتِ؟ ” فَحُمِلَ فَوُضِعَ عَلَى سَرِيرٍ مُزَمَّلٍ بِخُوصٍ أَوْ شَرِيطٍ، وَوُضِعَ تَحْتَ رَأْسِهِ مِرْفَقَةٌ مِنْ أَدَمٍ، حَشْوُهَا 326/10 لِيفٌ، فَأَثَّرَ الشَّرِيطُ فِي جَنْبِهِ، فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَبَكَى، فَقَالَ: ” مَا يُبْكِيكَ؟ “. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كِسْرَى وَقَيْصَرُ يَجْلِسُونَ عَلَى سُرُرِ الذَّهَبِ، وَيَلْبَسُونَ الدِّيبَاجَ وَالْإِسْتَبْرَقَ؟ قَالَ: ” أَمَا تَرْضَوْنَ أَنَّ لَهُمُ الدُّنْيَا وَلَكُمُ الْآخِرَةَ؟!» “.

قُلْتُ: فِي الصَّحِيحِ مِنْهُ: ” «هَلْ أَنْتِ إِلَّا إِصْبُعٌ دَمِيتِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا لَقِيتِ»؟ “. قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عُمَرُ بْنُ زِيَادٍ، وَقَدْ وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَفِيهِ ضَعْفٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36762 / 18302 – وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيرٌ مُشَبَّكٌ بِالْبُورِيِّ، وَعَلَيْهِ كِسَاءٌ أَسْوَدُ، فَأَجْلَسْنَاهُ عَلَى الْبُورِيِّ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ عَلَيْهِ، فَنَظَرَا فَرَأَيَا أَثَرَ السَّرِيرِ فِي جَنْبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، فَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ” مَا يُبْكِيكُمَا؟ “. قَالَا: نَبْكِي لِأَنَّ هَذَا السَّرِيرَ قَدْ أَثَّرَتْ فِي جَنْبِكَ خُشُونَتُهُ، وَكِسْرَى وَقَيْصَرُ عَلَى فُرُشِ الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” إِنَّ عَاقِبَةَ كِسْرَى وَقَيْصَرَ إِلَى النَّارِ، وَعَاقِبَةَ سَرِيرِي هَذَا إِلَى الْجَنَّةِ»”.

قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى الْمَدَنِيُّ نَزِيلُ نَيْسَابُورَ، وَهُوَ كَذَّابٌ. لكن الحديث عند بان حبان (774).

36763 / 18302/2566– عَنْ بَعْضِ آلِ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَ: كَانَ فِرَاشُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ مَا يُوضَعُ الْإِنْسَانُ فِي قَبْرِهِ، وَكَانَ الْمَسْجِدُ عِنْدَ رَأْسِهِ.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2566) لمسدد. وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (4/ 524).

36764 / 18303 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «هَجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نِسَاءَهُ قَالَ شُعْبَةُ: أَحْسَبُهُ قَالَ: شَهْرًا، قَالَ: فَأَتَاهُ عُمَرُ، وَهُوَ عَلَى حَصِيرٍ قَدْ أَثَّرَ الْحَصِيرُ بِجَنْبِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كِسْرَى أَحْسَبُهُ قَالَ: قَيْصَرُ يَشْرَبُونَ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَأَنْتَ هَكَذَا؟ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ” إِنَّهُمْ عُجِّلَتْ لَهُمْ طَيِّبَاتُهُمْ فِي حَيَاتِهِمُ الدُّنْيَا» “. وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ” «الشَّهْرُ تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا “. وَكَسَرَ الْإِبْهَامَ فِي الثَّالِثَةِ».

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَفِيهِ دَاوُدُ بْنُ فَرَاهِيجَ، وَقَدْ وَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ، وَضَعَّفَهُ آخَرُونَ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

36765 / 18304 – «وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أَنَّهُ أَتَى فَاطِمَةَ فَقَالَ لَهَا: إِنِّي لَأَشْتَكِي صَدْرِي مِمَّا أَمْدُرُ بِالْغَرْبِ ; فَقَالَتْ: وَاللَّهِ، إِنِّي لَأَشْتَكِي يَدِي مِمَّا أَطْحَنُ بِالرَّحَى، فَقَالَ لَهَا عَلِيٌّ: ائْتِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَسَلِيهِ يُخْدِمُكِ خَادِمًا، فَانْطَلَقَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمَتْ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” مَا جَاءَ بِكِ؟ “. قَالَتْ: جِئْتُ لِأُسَلِّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا رَجَعَتْ إِلَى عَلِيٍّ قَالَتْ: وَاللَّهِ، مَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أُكَلِّمَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ هَيْبَتِهِ، فَانْطَلَقَا إِلَيْهِ جَمِيعًا، فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” مَا جَاءَ بِكُمَا؟ لَقَدْ 327/10 جَاءَ أَحْسَبُهُ قَالَ: بِكُمَا حَاجَةٌ “. فَقَالَ عَلِيٌّ: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، شَكَوْتُ إِلَى فَاطِمَةَ مِمَّا أَمْدُرُ بِالْغَرْبِ، فَشَكَتْ إِلَيَّ يَدَيْهَا مِمَّا تَطْحَنُ بِالرَّحَى، فَأَتَيْنَاكَ لِتُخْدِمَنَا خَادِمًا مِمَّا آتَاكَ اللَّهُ، فَقَالَ: ” لَا. وَلَكِنِّي أُنْفِقُ أَوْ أُنْفِقُهُ عَلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ الَّذِينَ تُطْوَى أَكْبَادُهُمْ مِنَ الْجُوعِ، لَا أَجِدُ مَا أُطْعِمُهُمْ “. قَالَ: فَلَمَّا رَجَعَا وَأَخَذَا مَضَاجِعَهُمَا مِنَ اللَّيْلِ، أَتَاهُمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُمَا فِي الْخَمِيلِ – وَالْخَمِيلُ: الْقَطِيفَةُ – وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَهَّزَهَا بِهَا، وَبِوِسَادَةٍ حَشْوُهَا إِذْخِرٌ، وَكَانَ عَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ حِينَ رَدَّهُمَا شَقَّ عَلَيْهِمَا، فَلَمَّا سَمِعَا حِسَّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَهَبَا لِيَقُومَا، فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” مَكَانَكُمَا “. ثُمَّ جَاءَ حَتَّى جَلَسَ عَلَى طَرَفِ الْخَمِيلِ، ثُمَّ قَالَ: ” إِنَّكُمَا جِئْتُمَا لِأُخْدِمَكُمَا خَادِمًا، وَإِنِّي سَأَدُلُّكُمَا أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنَ الْخَادِمِ، تَحْمَدَانِ اللَّهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ عَشْرًا، وَتُسَبِّحَانِ عَشْرًا، وَتُكَبِّرَانِ عَشْرًا، وَتُسَبِّحَانِهِ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدَانِهِ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتُكَبِّرَانِهِ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، فَذَلِكَ مِائَةٌ، إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا مِنَ اللَّيْلِ» “. قُلْتُ: حَدِيثُ عَلِيٍّ فِي الصَّحِيحِ وَغَيْرِهِ بِاخْتِصَارٍ عَنْ هَذَا.

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَفِيهِ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَقَدِ اخْتَلَطَ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.

36766 / 18304/3142– عَنْ أم سلمة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: نَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فِرَاشٍ حَشْوُهُ لِيفٌ، ووسائد حَشْوُهَا لِيفٌ، فَقَامَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَثَّرَ بِجِلْدِهِ، فَبَكَيْتُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “يَا أُمَّ سَلَمَةَ، مَا يُبْكِيكِ؟ “، فقلت: مَا أَرَى مِنْ أثر هذا. فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “لا تَبْكِي، فَوَاللَّهِ لَوْ أَرَدْتُ أَنْ تَسِيرَ مَعِي الْجِبَالُ لَسَارَتْ “.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3142) للحارث. وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 463).

36767 / 18304/3147– عَنْ مسروق قال لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ، قَالَ: “أَمُوتُ عَلَى أَمْرٍ لَمْ يَسُنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا أَبُو بَكْرٍ وَلَا عمر رَضِيَ الله عَنْهما، أما أني لَمْ أَدَعْ صَفْرَاءَ وَلَا بَيْضَاءَ، إِلَّا مَا فِي سَيْفِي هَذَا، فَبِيعُوهُ وَكَفِّنُونِي بِهِ”.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3147) لمسدد. وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (2/ 420).

36768 / 18304/3150– عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: أَعْرَسَ ابْنُ أُخْتٍ لَنَا فَصَنَعَ طَعَامًا، فَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: “كَانَ الرَّجُلُ من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْكُثُ أَيَّامًا لَا يَأْكُلُ، فَإِذَا وجد جَلْدة، اجتزأ بِهَا، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ، عَصَبَ عَلَى بَطْنِهِ حَجَرًاً”.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3150) لأحمد بن منيع.

36769 / 18304/3151– عن أبي صَالِحٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قال: بعثنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سرية نخلة وَمَعَنَا عَمْرُو بْنُ سُرَاقَةَ، وَكَانَ رَجُلًا لَطِيفَ الْبَطْنِ طَوِيلًا، فَجَاعَ فَانْثَنَى صُلْبُهُ، فَكَانَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَمْشِيَ فَسَقَطَ عَلَيْنَا، فَأَخَذْنَا صفيحة مِنْ حِجَارَةٍ، فَرَبَطْنَاهَا عَلَى بَطْنِهِ، ثُمَّ شددناها إِلَى صُلْبِهِ فَمَشَى مَعَنَا، فَجِئْنَا حَيًّا مِنَ الْعَرَبِ فَضَيَّفُونَا، فمشى معنا، ثم قَالَ: “كُنْتُ أَحْسَبُ الرجلين يَحْمِلَانِ الْبَطْنَ، فَإِذَا الْبَطْنُ يَحْمِلُ الرِّجْلَيْنِ”.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3151) للحارث. وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 463). قلت أنا أبو عبدالله : وقد أنكر ابن حبان كل الأحاديث التي فيها ذكر شد الحجر على بطنه صلى الله عليه وسلم من الحوع، وخالفه غيره من الحفاظ، فقد قال في صحيحه (8/ 345) بعدما روى حديث أني أبيت يطعمني ربي ويسقيني: قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هَذَا الْخَبَرُ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْأَخْبَارَ الَّتِي فِيهَا ذِكْرُ وَضْعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِهِ هِيَ كُلُّهَا أَبَاطِيلُ وَإِنَّمَا مَعْنَاهَا الْحُجَزُ لَا الْحَجَرُ، وَالْحُجَزُ طَرَفُ الْإِزَارِ إِذِ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا كَانَ يُطْعِمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَسْقِيهِ إِذَا وَاصَلَ، فَكَيْفَ يَتْرُكُهُ جَائِعًا مَعَ عَدَمِ الْوِصَالِ حَتَّى يَحْتَاجَ إِلَى شَدِّ حَجَرٍ عَلَى بَطْنِهِ، وَمَا يغني الحجر عن الجوع . انتهى وقد قال جمهور أهل العلم في قوله صلى الله عليه وسلم “أطعم وأسقى”: هو مجاز عن لازم الطعام والشراب وهو القوه، فكأنه قال: يعطيني قوة الآكل والشارب، يفيض علي ما يسد مسد الطعام والشراب، ويقوى على أنواع الطاعة من غير ضعف في القوة، ولا كلال في الإحساس. أو المعنى: أن الله يخلق فيه من الشبع والري ما يغنيه عن الطعام والشراب قلا يحس بجوع ولا عطش. ويحتمل أن يكون المراد أنه سبحانه يشغله بالتفكير في عظمته، والتملي بمشاهدته، والتغذي بمعارفه، وقرة العين بمحبته، والاستغراق في مناجاته، والإقبال عليه، عن الطعام والشراب، وإلى هذا جنح الإمام ابن القيم، وقال: قد يكون هذا الغذاء أعظم من غذاء الأجساد، ومن له أدنى ذوق وتجربة يعلم استغناء والجسم بغذاء القلب والروح عن كثير من الغذاء الجسماني، ولاسيما الفرح المسرور بمطلوبه الذي قرت عينه بمحبوبه.

(2) قد أكثر أهل العلم من الرد على ابن حبان في هذه الدعوى التي انتهى إليها، وأبلغ ما يرد عليه به- كما قال الحافظ – أنه أخرج في “صحيحه” من حديث ابن عباس قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم بالهاجرة، فرأى أبا بكر وعمر، فقال: “ما أخرجكما؟ ” قالا: ما أخرجنا إلا الجوع، فقال: “وأنا والذي نفسي بيده ما أخرجني إلا الجوع” فهذا الحديث يرد ما تمسك به، وأما قوله “وما يغني الحجر عن الجوع” فجوابه: أنه يقيم الصلب، لأن البطن إذا خلا ربما ضعف صاحبه عن القيام لانثناء بطنه عليه، فإذا ربط عليه الحجر، اشتد وقوي صاحبه على القيام.

للبحث عن الرقم المحال اليه

للمشاركة عبر

Scroll to Top