باب لا هجرة بعد الفتح تكون بفضلها، ولكن جهاد ونية
19544 / 1040 – (خ م ت د س ه – ابن عباس رضي الله عنهما ): أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال يوم الفتح: «لا هجرة بعد الفتح، ولكن جِهادٌ ونيّةٌ، وإذا اْستُنْفِرْتُم فاْنِفِرُوا» أخرجه الجماعة إلا الموطأ.
وأخرج ابن ماجه منه ( إذا استنفرتم فانفروا ).
19545 / 1041 – (خ م) عائشة – رضي الله عنها – مثله – ولم تذكر: يوم الفتح. أخرجه البخاري ومسلم.
19546 / 1042 – (س) صفوان بن أمية – رضي الله عنه -: قال: «قلت: يا رسولَ الله، يقولون: الجنَّةُ لا يدخلها إلا مَنْ هاجر؟ قال: لا هجرة بعد فتح مكة، ولكن جهادٌ ونيةٌ، وإذا اسْتُنُفِرتُمْ فانفِرُوا» . أخرجه النسائي.
19547 / 9210 – (س) كثير بن مرة – رحمه الله – أنَّ أبا فاطمة حدَّثه أنه قال: « يا رسولَ الله، حدَّثْني بعمل أستقيم عليه وأعملُه، قال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : عليك بالهجرة، فإنه لا مِثل لها». أخرجه النسائي.
19548 / 9214 – (س) يعلى بن أمية – رضي الله عنه – قال: «جئتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي أمية يوم الفتح، فقلتُ: يا رسول الله، بايعْ أبي على الهجرة، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أُبايعُهُ على الجهاد، وقد انقطعت الهجرة» . أخرجه النسائي.
19549 / 9215 – (خ) مجاهد بن جبر المكي- رحمه الله – قال: قلت لابن عمر: أريد أن أهاجر إلى الشام، فقال: «لا هِجْرةَ بعد الفتح – أو قال: بعد رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ولكن جِهادٌ ونِيَّة، فانطلقْ فاعْرِضْ نَفْسَك، فإن وجدتَ شيئاً وإلا رجعت» أخرجه البخاري.
19550 / 9216 – (خ م) عطاء بن أبي رباح – رحمه الله – قال: «زُرْتُ عائشة مع عبيد بن عُمَير الليثيّ – وهي مجاورة بثَبير – فسألتها عن الهجرة؟ فقالت: لا هجرةَ اليوم؛ كان المؤمنون يفِرّ أحدُهم بدِينه إلى الله عز وجل وإلى رسوله مخافةَ أَنْ يُفْتَن عنه، فأما اليوم: فقد أظهر الله الإسلام، فالمؤمن يَعْبُدُ ربَّهُ حيث شاء، ولكن جِهادٌ ونِيَّة» أخرجه البخاري ومسلم.
19551 / 9217 – (س) عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قال: «لا هجرةَ بعد وفاةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم » أخرجه النسائي.
19552 / 9275 – عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا «نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1] قَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى خَتَمَهَا وَقَالَ: ” النَّاسُ حَيِّزٌ وَأَنَا وَأَصْحَابِي حَيِّزٌ ” وَقَالَ: ” لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ». فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ: كَذَبْتَ. وَعِنْدَهُ رَافِعُ بْنُ خُدَيْجٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَهُمَا قَاعِدَانِ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: لَوْ شَاءَ هَذَانِ لَحَدَّثَاكَ وَلَكِنْ هَذَا يَخَافُ أَنْ تَنْزِعَهُ عَنْ عَرَافَةِ قَوْمِهِ، وَهَذَا يَخْشَى أَنْ تَنْزِعَهُ عَنِ الصَّدَقَةِ فَسَكَتَا؛ فَرَفَعَ مَرْوَانُ عَلَيْهِ الدِّرَّةَ لَيَضْرِبَهُ فَلَمَّا رَأَيَا ذَلِكَ قَالَا: صَدَقَ.
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَالطَّبَرَانِيُّ بِاخْتِصَارٍ كَثِيرٍ، وَرِجَالُ أَحْمَدَ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
19553 / 9275\2036– عن جابر رَضِيَ الله عَنْه قال: إن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: لا تعرب بعد الهجرة ولا هجرة بعد الفتح.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2036) للحارث.
هو مطول في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (3/ 162): وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- أن رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “لَا يُتْمَ بَعْدَ الْحُلُمِ، وَلَا عِتْقَ قَبْلَ مَلْكٍ، وَلَا رَضَاعَةَ بَعْدَ فِطَامٍ، وَلَا طَلَاقَ قَبْلَ نِكَاحٍ، وَلَا صمتَ يومٍ إِلَى اللَّيْلِ، وَلَا وِصَالَ فِي الصِّيَامِ، وَلَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَلَا يَمِينَ فِي قَطِيعَةٍ، وَلَا تَعْرِبَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ، وَلَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ، وَلَا يَمِينَ لِلْمَمْلُوكِ مَعَ سيد” وَلَا يَمِينَ لِزَوْجَةٍ مَعَ زَوْجِهَا وَلَا يَمِينَ لِوَلَدٍ مَعَ وَالِدِهِ، وَلَوْ أَنَّ صَغِيرًا حجَّ عَشْرَ حِجَجٍ كَانَتْ عَلَيْهِ حَجَّةُ الْإِسْلَامِ إِذَا عَقَلَ إِنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا، وَلَوْ أَنَّ أَعْرَابِيًّا حجَّ عَشْرَ حِجَجٍ كَانَتْ عَلَيْهِ حَجَّةُ إِذَا هَاجَرَ إِنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا”.
رواه ابو داود الطَّيَالِسِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ وَاللَّفْظُ لَهُ، وَأَبُو يَعْلَى، وَالْبَزَّارُ، وَالْحَاكِمُ، وَالْبَيْهَقِيُّ.
19554 / 9276 – «وَعَنْ مُجَاشِعِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنِ أَخٍ لِيُبَايِعَهُ عَلَى الْهِجْرَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” لَا بَلْ يُبَايِعُ عَلَى الْإِسْلَامِ فَإِنَّهُ لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ، وَيَكُونُ مِنَ التَّابِعِينَ بِإِحْسَانٍ».
قُلْتُ: هُوَ فِي الصَّحِيحِ خَلَا قَوْلَهُ: ” وَيَكُونُ مِنَ التَّابِعِينَ بِإِحْسَانٍ “.
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ يَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ، وَهُوَ ثِقَةٌ.
19555 / 9277 – وَعَنْ غَزِيَّةَ بْنِ الْحَارِثِ «أَنْ شَبَابًا مِنْ قُرَيْشٍ أَرَادُوا أَنْ يُهَاجِرُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَهَاهُمْ آبَاؤُهُمْ فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ إِنَّمَا هُوَ الْجِهَادُ وَالنِّيَّةُ».
19556 / 9278 – وَفِي رِوَايَةٍ: عَنْ غَزِيَّةَ أَيْضًا أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “«لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ إِنَّمَا هِيَ ثَلَاثٌ: الْجِهَادُ وَالنِّيَّةُ وَالْحَشْرُ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ كُلَّهُ بِأَسَانِيدَ وَرِجَالُ أَحَدِهَا رِجَالُ الصَّحِيحِ.
19557 / 9279 – وَعَنِ الْحَارِثِ بْنِ غَزِيَّةَ قَالَ: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: ” لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ إِنَّمَا هُوَ الْإِيمَانُ وَالنِّيَّةُ وَالْحَشْرُ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ إِسْحَاقُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
باب بيان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من جملة المهاجرين
19558 / 9211 – (س) عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – قال: «كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر من المهاجرين؛ لأنهم هَجَرُوا دارَ المشركين وكان من الأنصار مهاجرون؛ لأن المدينة كانت دارَ شرك، فجاؤوا إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ليلةَ العقبة» أخرجه النسائي.
باب بيان أن الهجرة باقية الى قيام الساعة
19559 / 9212 – (س) عبد الله بن السعدي – رضي الله عنه – قال: «وفدنا على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، كُلُّنا يطلب حاجة، وكنتُ آخرَهم دُخولاً على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت: يا رسولَ الله، إني تركت مَنْ خلفي وهم يزعمون أنَّ الهجرة انقطعت، قال: لن تنقطعَ الهجرِةُ ما قُوتِلَ الكفّار» . أخرجه النسائي.
19560 / 9213 – (د) معاوية بن أبي سفيان- رضي الله عنه – قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تنقطعُ الهجرةُ حتى تنقطعَ التوبة، ولا تنقطعُ التوبةُ حتى تَطْلُعَ الشمسُ من مَغْرِبها» أخرجه أبو داود.
19561 / 9275\1968– عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْهِجْرَةُ بَاقِيَةٌ مَا قُوتِلَ الْمُشْرِكُونَ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1968) لمسدّد.
وقال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 73): هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ السَّعْدِيِّ قَالَ: “وَفَدْتُ مَعَ قَوْمِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأنا أَحَدْثَهُمْ سِنًّا فَقَضُوا حَوَائِجَهُمْ وَأَنَا فِي رِحَالِهِمْ أَوْ ظَهْرِهِمْ فَقَالَ: هَلْ بَقِيَ مِنْكُمْ أَحَدٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ، غُلَامٌ فِي ظَهْرِنَا أَوْ فِي رِحَالِنَا. فَقَالَ: أَرْسِلُوا إِلَيْهِ، أَمَا إِنَّ حَاجَتَهُ من خير حوائجكم. فأرسلوا إليه، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: حَاجَتُكَ؟ فَقُلْتُ: حَاجَتِي أَنْ تُخْبِرَنِي هَلِ انْقَطَعَتِ الْهِجْرَةُ؟ فَقَالَ: لَا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ مَا قُوتِلَ الْكُفَّارُ”.
رواه ابو يعلى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّعْدِيِّ مِنْ بني مالك بن حسل “أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم … ” فَذَكَرَهُ.
وَرواه احمد بْنُ حَنْبَلٍ: ثنا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ يَرُدُّهُ إِلَى مَالِكِ بْنِ يُخَامِرَ، عَنِ ابْنِ السَّعْدِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “لَا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ مَا دَامَ الْعَدُوُّ يُقَاتِلُ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: الْهِجْرَةُ خَصْلَتَانِ: إِحْدَاهُمَا: هَجْرُ السَّيِّئَاتِ، وَالْأُخْرَى: يُهَاجِرُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَلَا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ مَا تُقُبَّلَتِ التَّوْبَةُ، وَلَا تَزَالُ التَّوْبَةُ مَقْبُولَةٌ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنَ الْمَغْرِبِ، فَإِذَا طَلَعَتِ طُبِعَ عَلَى كُلِّ قَلْبٍ بِمَا فِيهِ وَكَفَى النَّاسَ الْعَمَلُ “.
19562 / 9280 – وَعَنِ ابْنِ السَّعْدِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” «لَا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ مَا دَامَ الْعَدُوُّ يُقَاتِلُ»”. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى 250\5 اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” «الْهِجْرَةُ خَصْلَتَانِ إِحْدَاهُمَا هَجْرُ السَّيِّئَاتِ، وَالْأُخْرَى يُهَاجِرُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَلَا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ مَا تُقُبِّلَتِ التَّوْبَةُ، وَلَا تَزَالُ التَّوْبَةُ مَقْبُولَةً حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنَ الْمَغْرِبِ، فَإِذَا طَلَعَتْ طُبِعَ عَلَى كُلِّ قَلْبٍ بِمَا فِيهِ وَكُفِيَ النَّاسُ الْعَمَلَ» “.
قُلْتُ: رَوَى أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ بَعْضَ حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ.
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَالصَّغِيرِ مِنْ غَيْرِ ذِكْرِ حَدِيثِ ابْنِ السَّعْدِيِّ، وَالْبَزَّارُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَابْنِ السَّعْدِيِّ فَقَطْ، وَرِجَالُ أَحْمَدَ ثِقَاتٌ.
قلت: ومضت روايته من الاتحاف قبل حديث.
19563 / 9281 – وَعَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ «أَنَّ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَعْضُهُمْ: الْهِجْرَةُ قَدِ انْقَطَعَتْ فَاخْتَلَفُوا فِي ذَلِكَ، فَانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ: إِنَّ الْهِجْرَةَ قَدِ انْقَطَعَتْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّ الْهِجْرَةَ لَا تَنْقَطِعُ مَا كَانَ الْجِهَادُ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
19564 / 9282 – «وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّعْدِيِّ رَجُلٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ حَسلٍ أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالُوا لَهُ: احْفَظْ رِحَالَنَا ثُمَّ تَدْخُلُ، وَكَانَ أَصْغَرَ الْقَوْمِ فَقَضَى لَهُمْ حَاجَتَهُمْ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: “ادْخُلْ ” فَدَخَلَ، فَقَالَ: ” حَاجَتُكَ؟ ” قَالَ: حَاجَتِي تُحَدِّثُنِي: أَنْقَطَعَتِ الْهِجْرَةُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” حَاجَتُكَ خَيْرٌ مِنْ حَوَائِجِهِمْ، لَا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ مَا قُوتِلَ الْعَدُوُّ».
قُلْتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ بِاخْتِصَارٍ.
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
19565 / 9283 – وَعَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ عَنْ أَبِيهِ «عَنِ الرَّسُولِ الَّذِي سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْهِجْرَةِ فَقَالَ: ” لَا تَنْقَطِعُ مَا قُوتِلَ الْعَدُوُّ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَحَيْوَةُ لَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
19566 / 9284 – وَعَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “«لَنْ تَنْقَطِعَ الْهِجْرَةُ مَا قُوتِلَ الْكُفَّارُ» “.
قال الهيثميُّ : رواه البزار وَفِيهِ يَزِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ الرَّحْبِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
19567 / 9285 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” «لَتَكُونَنَّ هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَةٍ إِلَى مُهَاجَرِ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى لَا يَبْقَى فِي الْأَرْضِ إِلَّا شِرَارُ أَهْلِهَا وَتَلْفِظُهُمْ أَرْضُوهُمْ وَتْقَذَرُهُمْ رُوحُ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ، وَتَحْشُرُهُمُ النَّارُ مَعَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ تُقِيلُ حَيْثُ يُقِيلُونَ وَتَبِيتُ حَيْثُ يَبِيتُونَ وَمَا سَقَطَ مِنْهُمْ فَلَهَا» “.
قال الهيثميُّ : رواه احمد فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ فِي قِتَالِ أَهْلِ الْبَغْيِ وَفِيهِ أَبُو جَنَابٍ الْكَلْبِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
قُلْتُ: وَتَأْتِي أَحَادِيثُ الْهِجْرَةِ إِلَى الْحَبَشَةِ 251\5 وَإِلَى الْمَدِينَةِ فِي الْمَغَازِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
باب هجرة الباتة والبادية
19568 / 9218 – (س) عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – قال: قال رجل: «يا رسولَ الله، أيُّ الهجرة أفضل؟ قال: أن تَهْجُر ما كَرِه ربُّك وقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: الهِجرةُ هجرتان: هجرةُ الحاضِر، وهِجرةُ البادي، فأما البادي: فيجيب إذا دُعي، ويطيع إذا أُمِرَ، وأما الحاضر: فهو أعظمهما بليَّةً وأعظمها أجراً» أخرجه النسائي.
19569 / 9286 – «عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ قَالَ: خَرَجْتُ مُهَاجِرًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى فَلَمَّا سَلَّمَ وَالنَّاسُ مِنْ بَيْنِ خَارِجٍ وَقَائِمٍ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَرَى جَالِسًا إِلَّا دَنَا إِلَيْهِ فَسَأَلَهُ: ” هَلْ لَكَ مِنْ حَاجَةٍ؟ ” وَبَدَأَ بِالصَّفِّ الْأَوَّلِ، ثُمَّ بِالثَّانِي، ثُمَّ الثَّالِثِ حَتَّى دَنَا إِلَيَّ فَقَالَ: ” هَلْ لَكَ مِنْ حَاجَةٍ؟ “. قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: ” وَمَا حَاجَتُكَ؟ ” قُلْتُ: الْإِسْلَامُ. قَالَ: ” هُوَ خَيْرٌ لَكَ ” قَالَ: ” وَتُهَاجِرُ؟ ” قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: ” هِجْرَةَ الْبَادِيَةِ أَوْ هِجْرَةَ الْبَاتَّةِ؟ ” قُلْتُ: أَيُّهُمَا أَفْضَلُ؟ قَالَ: ” هِجْرَةُ الْبَاتَّةِ. وَهِجْرَةُ الْبَاتَّةِ أَنْ تَثْبُتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهِجْرَةُ الْبَادِيَةِ: أَنْ تَرْجِعَ إِلَى بَادِيَتِكَ وَعَلَيْكَ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ وَمَكْرَهِكَ وَمَنْشَطِكَ وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ “. قَالَ: فَبَسَطْتُ يَدِيَ إِلَيْهِ فَبَايَعْتُهُ وَاسْتَثْنَى لِي حَيْثُ لَمْ أَسْتَثْنِ لِنَفْسِي قَالَ: ” فِيمَا اسْتَطَعْتَ “. قَالَ: وَنَادَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ فَخَرَجْتُ إِلَى أَهْلِي، فَوَافَقْتُ أَبِي جَالِسًا فِي الشَّمْسِ يَسْتَدْبِرُهَا فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ بِتَسْلِيمِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ: أَصَبَوْتَ؟ فَقُلْتُ: أَسْلَمْتُ. فَقَالَ: لَعَلَّ اللَّهَ يَجْعَلُ لَنَا وَلَكَ فِيهِ خَيْرًا، فَرَضِيتُ بِذَلِكَ مِنْهُ». فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
باب فيمن أقام الدين في غير أرض الله التي هاجر إليها حيث كان
19570 / 9287 – «عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ لَيْسَ لَنَا أَجْرٌ بِمَكَّةَ؟ فَقَالَ: ” لَتَأْتِينَّكُمْ أُجُورُكُمْ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي جُحْرِ ثَعْلَبٍ “. قَالَ: فَأَصْغَى إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ” إِنَّ فِي أَصْحَابِي مُنَافِقِينَ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَأَبُو يَعْلَى وَفِيهِ رَجُلٌ لَمْ يُسَمَّ.
19571 / 9288 – وَعَنِ الْفَرَزْدَقِ بْنِ حِبَّانَ قَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي لَمْ أَنْسَهُ بَعْدُ؟ خَرَجْتُ أَنَا وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ حَيْدَةَ فِي طَرِيقِ الشَّامِ فَمَرَرْنَا بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقَالَ: «جَاءَ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِكُمَا أَعْرَابِيٌّ جَافٍ جَرِيءٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيْنَ الْهِجْرَةُ؟ إِلَيْكَ حَيْثُمَا كُنْتَ، أَمْ إِلَى أَرْضٍ مَعْلُومَةٍ، أَمْ لِقَوْمٍ خَاصَّةً، أَمْ إِذَا مِتَّ انْقَطَعَتْ؟ قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعَةً 252\5 ثُمَّ قَالَ: ” أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ الْهِجْرَةِ؟ ” قَالَ: هَا أَنَا ذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: ” إِذَا أَقَمْتَ الصَّلَاةَ وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ فَأَنْتَ مُهَاجِرٌ، وَإِنْ مِتَّ بِالْحَضْرَمَةِ “. قَالَ: يَعْنِي أَرْضًا بِالْيَمَامَةِ.
19572 / 9289 – وَفِي رِوَايَةٍ: ” الْهِجْرَةُ أَنْ تَهْجُرَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ فَأَنْتَ مُهَاجِرٌ» “.
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَالْبَزَّارُ، وَأَحَدُ إِسْنَادَيْ أَحْمَدَ حَسَنٌ وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ.
باب النهي عن مساكنة الكفار، حيث لا تقام الشعائر، أو أن يكونا في بيت واحد معا
19573 / 2523 – (د ت س) جرير بن عبد الله – رضي الله عنه -: قال: «بَعث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سَريَّة إلى خَثْعَم، فاعتصم أُناس منهم بالسجود، فأُسْرِعَ فيهم القتلُ، فبلغ ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، فأمرهم بنصف العَقْلِ، وقال: أنا بريءٌ من كلِّ مسلمٍ يقيمُ بين أَظهُرِ المشركين، قالوا: يا رسولَ الله، لِمَ؟ قال: لا تَرَاءى نارَاهُما» .
قال الترمذي، وأبو داود: وقد رواه جماعة، ولم يذكروا جريراً. وأخرجه النسائي، عن إسماعيل، عن قيسٍ مرسلاً، ولم يذكر جريراً.
19574 / 4968 – (ت د) سمرة بن جندب – رضي الله عنه -: قال: «أَمَا بعدُ، فإِن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ جَامَعَ المُشْرِكَ وسكنَ معه فَإِنَّهُ مثْلُهُ» .
وفي رواية قال: «لا تُساكِنوا المشركين، ولا تجامِعُوهم، فَمَن ساكَنَهُم أو جَامَعَهُم فهو منهم» . أخرج الثانية الترمذي، والأولى ذكرها رزين.
19575 / 9290 – عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى نَاسٍ مَنْ خَثْعَمٍ فَاعْتَصَمُوا بِالسُّجُودِ فَقَتَلَهُمْ فَوَدَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ِنِصْفِ الدِّيَةِ ثُمَّ قَالَ: ” أَنَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ أَقَامَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ لَا تَرَاءَى نَارَاهُمَا».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَات.
باب كراهة موت المهاجر بأرض خرج منها مهاجرا
19576 / 9291 – عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَحِمَهُ اللَّهُ «أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَخَلَ مَكَّةَ قَالَ: ” اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ مَنَايَانَا بِهَا حَتَّى تُخْرِجَنَا مِنْهَا».
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَالْبَزَّارُ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَرِجَالُ أَحْمَدَ رِجَالُ الصَّحِيحِ خَلَا مُحَمَّدَ بْنَ رَبِيعَةَ وَهُوَ ثِقَةٌ.
19577 / 9292 – وَعَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: «مَرِضَ سَعْدٌ بِمَكَّةَ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَسْتَ تَكْرَهُ أَنْ يَمُوتَ الرَّجُلُ فِي الْأَرْضِ الَّتِي هَاجَرَ مِنْهَا؟ قَالَ: ” بَلَى وَلَعَلَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَرْفَعُكَ فَيَنْصُرُ بِكَ قَوْمًا وَيَنْفَعُ آخَرِينَ بِكَ».
قال الهيثميُّ : رواه البزار وَالطَّبَرَانِيُّ، وَرِجَالُ الْبَزَّارِ رِجَالُ الصَّحِيحِ خَلَا مُحَمَّدَ بْنَ عُمَرَ بْنِ هَيَّاجٍ وَهُوَ ثِقَةٌ.
باب فيمن بدا بعد الهجرة بغير إذن ولا سبب
19578 / 7473 – (خ م س) – يزيد بن أبي عبيد – رضي الله عنه – قال: «لَمَّا قُتِلَ عثمانُ خرج سَلَمة بن الأكوع إلى الرَّبَذة، وتزوج هناك امرأة، وَوَلَدَت له أولاداً، فلم يزل بها، حتى قبل أن يموت بليال نزل المدينة، فمات بها». أخرجه البخاري.
وأخرج هو ومسلم «أن سلمة دخل على الحجاج، فقال: يا ابن الأكوع، ارتَدَدْتَ على عَقِبَيْكَ، تعزَّبتَ؟ قال: لا، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم- أذِن لي في البدْو» وأخرجه النسائي إلى قوله: «عقبيك» قال: وذكر كلمة معناها «وبَدَيْتَ» وذكر باقيه.
19579 / 9293 – عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَرْهَدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يَقُولُ لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: مَا بَقِيَ مَعَكَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ: أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ وَسَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَمَّا سَلَمَةُ فَقَدِ ارْتَدَّ عَنْ هِجْرَتِهِ. فَقَالَ جَابِرٌ: لَا تَقُلْ ذَاكَ فَإِنِّي «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِأَسْلَمَ: ” أَبُدُوًّا يَا أَسْلَمُ؟ “. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَخَافُ أَنْ نَرْتَدَّ بَعْدَ هِجْرَتِنَا. فَقَالَ: ” أَنْتُمْ مُهَاجِرُونَ حَيْثُ كُنْتُمْ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد. وَعُمَرُ هَذَا لَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيح.
19580 / 9294 – وَعَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّ سَلَمَةَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَلَقِيَهُ بُرَيْدَةُ بْنُ الْحُصَيْبِ فَقَالَ: ارْتَدَدْتَ 253\5 عَنْ هِجْرَتِكَ يَا سَلَمَةُ؟ فَقَالَ: مَعَاذَ اللَّهِ إِنِّي فِي إِذْنٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” أَبُدُوًّا يَا أَسْلَمُ فَتَنَسَّمُوا الرِّيَاحَ، وَاسْكُنُوا الشِّعَابَ؟ “. فَقَالُوا: إِنَّا نَخَافُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ يَضُرَّنَا ذَلِكَ فِي هِجْرَتِنَا. فَقَالَ: ” أَنْتُمْ مُهَاجِرُونَ حَيْثُ كُنْتُمْ».
قُلْتُ: لِسَلَمَةَ حَدِيثٌ فِي الصَّحِيحِ بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ .
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ سَعِيدُ بْنُ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَات.
19581 / 9294\3258– عَنْ إياس بن مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: ” البداوة شهران، فما زَادَ، فَهُوَ تَعَرُّبٌ”. عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3258) لإسحاق.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (1/ 242): هَذَا مَوْقُوفٌ صَحِيحٌ.
19582 / 9294\3257– عَنْ مُوسَى بْنِ شيبة رَضِيَ الله عَنْه، قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” مَنْ بَدَا أَكْثَرَ مِنْ شَهْرَيْنِ، فَهِيَ أَعْرَابِيَّةٌ “.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3257) لإسحاق.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (1/ 242): هَذَا مُرْسَلٌ ضعيف الإسناد.
19583 / 9295 – «وَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ” أَنْتُمْ بَدْوُنَا وَنَحْنُ أَهْلُ حَضَرِكُمْ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
19584 / 9296 – وَعَنْ مُسْلِمِ بْنِ جَرْهَدٍ قَالَ: مَرِضَ ابْنُ عُمَرَ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَدْ أَعْشَبَتِ الْقِفَارُ فَلَوِ ابْتَعْتَ أَعْنُزًا فَتَنَزَّهْتَ تَصِحُّ. فَقَالَ: لَمْ يُؤْذَنْ لِأَحَدٍ مِنَّا فِي الْبَدَاءِ غَيْرَ أَسْلَمَ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ أَبُو مَرْيَمَ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْقَاسِمِ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
19585 / 9297 – وَعَنْ شَدَّادٍ «أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعَهُ عَلَى الْهِجْرَةِ فَاشْتَكَى. فَقَالَ: ” مَا لَكَ يَا شَدَّادُ؟ ” قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اشْتَكَيْتُ وَلَوْ شَرِبْتُ مِنْ مَاءِ بَطِحَانَ لَبَرِئْتُ. قَالَ: ” فَمَا يَمْنَعُكَ؟ ” . قُلْتُ: هِجْرَتِي. قَالَ: ” اذْهَبْ فَأَنْتَ مُهَاجِرٌ حَيْثُ كُنْتَ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ جَمَاعَةٌ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.
19586 / 9298 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ الْأَطْوَلِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَخْرُجُ إِلَى أَصْحَابِهِ بِتُسْتَرَ يَزُورُهُمْ فَيُقِيمُ يَوْمَ دُخُولِهِ وَالثَّانِيَ وَيَخْرُجُ فِي الثَّالِثِ فَيَقُولُونَ لَهُ: لَوْ أَقَمْتَ؟ فَيَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: «نَهَانِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنِ التَّنَاءَةِ، فَمَنْ أَقَامَ بِبَلَدِ الْخَرَاجِ فَقَدْ تَنَأَ، فَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ أُقِيمَ» ..
قال الهيثميُّ : رواه ابو يعلى، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ جَمَاعَةٌ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.
19587 / 9299 – وَعَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ بَدَا جَفَا».
قال الهيثميُّ : رواه ابو يعلى وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3259) لأحمد وأبي يعلى وابن أبي شيبة.
عزاه لهما في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (1/ 242) وقال : هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ. انتهى
قلت: تقدم الكلام عليه، مع شاهديه عن ابن عباس وأبي هريرة.
19588 / 9300 – وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَعَنَ اللَّهُ مَنْ بَدَا بَعْدَ الْهِجْرَةِ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ بَدَا بَعْدَ الْهِجْرَةِ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ بَدَا بَعْدَ الْهِجْرَةِ، إِلَّا فِي فِتْنَةٍ فَإِنَّ الْبُدُوَّ خَيْرٌ مِنَ الْمُقَامِ فِي الْفِتْنَةِ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.
باب جواز التعرب في الفتن
19589 / 7466 – (خ ط د س) أبو سعيد الخدري – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يُوشِكُ أن يكون خيرَ مال المسلم غَنَم يَتْبَعُ بها شَعَفَ الجبال ومواقع القَطْرِ، يَفِرُّ بدينه من الفتن» أخرجه البخاري، والموطأ وأبو داود والنسائي.
وللبخاري قال عبد الرحمن بن أبي صعصعة: قال لي أبو سعيد: «إني أراك تُحِبُّ الغنم وتتخذها، فأصْلِحْها وأصلح رُعَامَهَا، فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يأتي على الناس زمان تكون الغنم فيه خير مال المسلم، يَتْبَعُ بها شَعَفَ الجبال، ومواقع القطر، يَفِرُّ بدينه من الفتن».
باب فضل المهاجرين
قُلْتُ: وَتَأْتِي أَحَادِيثُ فِي فَضْلِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ فِي أَوَاخِرِ الْمَنَاقِبِ.
19590 / 9301 – عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلْمُهَاجِرِينَ مَنَابِرَ مِنْ ذَهَبٍ يَجْلِسُونَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَدْ أَمِنُوا مِنَ الْفَزَعِ». قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: وَاللَّهِ لَوْ حَبَوْتُ بِهَا أَحَدًا لَحَبَوْتُ بِهَا قَوْمِي.
قال الهيثميُّ : رواه البزار عَنْ شَيْخِهِ حَمْزَةَ بْنِ مَالِكِ 254\5 بْنِ حَمْزَةَ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
وهو عند ابن حبان (7262) والحاكم (6965).
19591 / ز – عن فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَنَا زَعِيمٌ، وَالزَّعِيمُ الْحَمِيلُ، لِمَنْ آمَنَ بِي، وَأَسْلَمَ، وَهَاجَرَ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ».
أخرجه الحاكم في المستدرك (2402).
باب في فقراء المهاجرين
19592 / 2775 – (م) أبو عبد الرحمن الحبلي: قال: «سمعتُ عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما -، وسأَله رجل، فقال: ألسنا من فقراء المهاجرين؟ فقال له عبد الله: أَلك امرأةٌ تأوي إليها؟ قال: نعم، قال: ألك مسكنٌ تَسْكنُهُ؟ قال: نعم، قال: فأنت من الأغنياء، قال: فإنَّ لي خادماً، قال: فأَنت من الملوك. قال أبو عبد الرحمن: وجاء ثلاثةُ نَفَر إلى عبد الله بن عمرو، وأنا عندَه، فقالوا: يا أبا محمدٍ، إِنا والله ما نَقْدِرُ على شيءٍ: لا نَفَقَةٍ، ولا دَابَّةٍ، ولا مَتَاعٍ . فقال لهم: ما شئتم، إن شئتم رجعتم إلينا، فأَعطيناكم ما يَسَّرَ الله لكم، وإن شئتم ذكرنا أمرَكم للسُّلطان، وإِن شئتم صبرتم، فإني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: إِن فقراء المهاجرين يَسْبقون الأغنياء يوم القيامة إِلى الجنة بأربعين خريفاً، قالوا: فإنا نصبر، لا نسأَل شيئاً» . أَخرجه مسلم.
19593 / 9302 – عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حِطَّانَ قَالَ: قَالَتْ لِي عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ: مَا تُسَمُّونَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ فِيكُمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى لَيْسَ لَهُمْ فِيكُمْ نَسَبٌ وَلَا قَرَابَةٌ؟ قُلْتُ: نُسَمِّيهِمُ الْعُلُوجَ وَالسُّقَاطَ. فَقَالَتْ عَائِشَةَ: كُنَّا نُسَمِّيهِمُ الْمُهَاجِرِينَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الصَّغِيرِ وَالْأَوْسَطِ عَنْ شَيْخِهِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى الشَّامِيِّ وَلَمْ أَعْرِفْهُ.
وتأتي أحاديث فضل الفقر عموما في كتاب المناقب
باب فيمن لم يهاجر وأقام الدين وشرائعه
قَدْ تَقَدَّمَ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فِي بَابٍ قَبْلِ هَذَا بِوَرَقَتَيْنِ وَقَدْ ضَرَبْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ كَتَبْتُ عَلَيْهِ.
19594 / 9303 – عَنْ صَالِحِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ فُدَيْكٍ قَالَ: «خَرَجَ فُدَيْكٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ مَنْ لَمْ يُهَاجِرْ هَلَكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَقِمِ الصَّلَاةَ وَآتِ الزَّكَاةَ وَاهْجُرِ السُّوءَ وَاسْكُنْ مِنْ أَرْضِ قَوْمِكَ حَيْثُ شِئْتَ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَالْكَبِيرِ بِاخْتِصَارٍ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلَّا أَنَّ صَالِحَ بْنَ بَشِيرٍ أَرْسَلَهُ، وَلَمْ يَقُلْ عَنْ فُدَيْكٍ.
19595 / 9303\2945– عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ رَفَعَهُ: ” كَفَى بِالْمَرْءِ سَعَادَةً أَنْ يُوَفَّقَ فِي دِينِهِ”.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2945) لابن أبي عمر.
وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (1/ 155).
19596 / 9304 – وَعَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْأَرْضُ أَرْضُ اللَّهِ وَالْعِبَادُ عِبَادُ اللَّهِ فَحَيْثُ وَجَدَ أَحَدَكُمْ خَيْرًا فَلْيَتَّقِ اللَّهَ وَلْيُقِمْ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُ.
باب الأمير في السفر
وتقدم هذا الباب مرتين فيما مضى، وأكثر أبواب السفر في كتاب الحج. والباب الثاني مضى قبل أبواب في آخر كتاب الخلافة، ومما فيه:
19597 / 9274 – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فِي سَفَرٍ فَأَمِّرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدَكُمْ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.249\5
19598 / ز – عن عُمَرُ: «إِذَا كَانَ نَفَرٌ ثَلَاثٌ فَلْيُؤَمِّرُوا أَحَدَهُمْ، ذَاكَ أَمِيرٌ أَمَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».
أخرجه الحاكم في المستدرك (1665).
19599 / ز – عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ الْكِنْدِيِّ، قَالَ: بَيْنَا أَبُو الدَّرْدَاءِ يَوْمًا يَسِيرُ شَاذًّا مِنَ الْجَيْشِ، إِذْ لَقِيَهُ رَجُلَانِ شَاذَانِ مِنَ الْجَيْشِ، فَقَالَ: يَا هَذَانِ، إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ ثَلَاثَةٌ فِي مثل هذا المكان إلا أمروا عليهم، فليأتمر أَحَدُكُمْ. قَالَا: أَنْتَ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ، قَالَ: بَلْ أَنْتُمَا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “مَا مِنْ وَالِي ثَلَاثَةٍ إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ مَغْلُولَةَ يَمِينُهُ: فَكَّهُ عَدْلُهُ، أو غله جوره”.
19600 / 9305 – عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فِي سَفَرٍ فَأَمِّرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدَكُمْ، ذَاكَ أَمِيرٌ أَمَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال الهيثميُّ : رواه البزار، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ خَلَا عَمَّارَ بْنَ خَالِدٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ.
19601 / 9306 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا سَافَرْتُمْ فَلْيَؤُمَّكُمْ أَقُرَؤُكُمْ وَإِنْ كَانَ أَصْغَرَكُمْ، فَإِذَا أَمَّكُمْ فَهُوَ أَمِيرُكُمْ».
قال الهيثميُّ : رواه البزار وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُ.
19602 / 6307 – وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا كَانُوا ثَلَاثَةً فَلَا يَتَنَاجَ اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ، وَإِذَا كَانُوا ثَلَاثَةً فِي سَفَرٍ فَلْيُؤَمِّرُوا أَحَدَهُمْ».
قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ فِي الصَّحِيحِ: ” «لَا يَتَنَاجَ اثْنَانِ» “.
قال الهيثميُّ : رواه البزار، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ خَلَا عُبَيْسَ بْنَ مَرْحُومٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ.
19603 / 9308 – وَعَنْ عَبْدَ اللَّهِ قَالَ: إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فِي سَفَرٍ فَأَمِّرُوا 255\5 عَلَيْكُمْ أَحَدَكُمْ.
قلت: وهو آخر حديث جاء في كتاب الخلافة.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
باب ما يفعل إذا أراد سفرا
19604 / 9309 – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ سَفَرًا فَلْيُسَلِّمْ عَلَى إِخْوَانِهِ فَإِنَّهُمْ يَزِيدُونَهُ بِدُعَائِهِمْ إِلَى دُعَائِهِ خَيْرًا».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ الْبَجَلِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
باب ما يقول لمن يريد السفر
19605 / 6444 – (د ت ه – عمر بن الخطاب رضي الله عنه ) قال: «اسْتَأْذَنْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في العُمْرة، فأذِنَ لي، وقال لي: لا تَنْسَنا يا أُخَيَّ من دُعائك – أو قال: أشْرِكْنا يا أُخَيَّ في دعائك – قال عمر: فقال كلمة ما يَسُرُّني أنَّ لي بهذا الدنيا» أخرجه أبو داود.
وعند الترمذي «أنه استأذن النبيَّ صلى الله عليه وسلم في العمرة، فقال: أيْ أخي، أشْرِكْنا في دعائك ولا تَنْسَنا»، لم يزد. وكذا ابن ماجه.
19606 / 9309\1908– عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَّعَ رَجُلًا فَقَالَ: زَوَّدَكَ اللَّهُ التَّقْوَى وَغَفَرَ لَكَ ذَنْبَكَ وَيَسَّرَ لَكَ الْخَيْرَ مِنْ حَيْثُ مَا كُنْتَ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1908) لمسدّد.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (3/ 143): رَوَاهُ مُسَدَّدٌ بِسَنَدٍ فِيهِ راوٍ لَمْ يُسَمَّ. وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ.
باب النهي عن السفر بالقرآن إلى أرض العدو؛ إذا خاف إهانته على أيديهم
19607 / 6305 – (خ م ط د ه – عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ) أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم «نهى أن يُسافَر بالقرآن إلى أرض العدوّ» . أخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ، وأبو داود. قال مالك: وإنما ذلك مخافةَ أن يناله العدو.
ولمسلم: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تُسافِروا بالقرآن، فإني لا آمن أن يَنَالَه العدو» .
وفي أخرى «فإني أخافُ أن ينالَه العدو» .
وقال أيوب: «فقد ناله العدوُّ وخاصموكم به ».
وأخرج ابن ماجه اللفظ الأول وزاد ( مخافة أن يناله العدو ) وله رواية ثانية بنحوها.
19608 / 9310 – عَنْ سَفِينَةَ قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ».
قال الهيثميُّ : رواه البزار، وَفِيهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَفِينَةَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
باب مناجاة الرفاق وإجابتهم
19609 / 9311 – عَنْ سَمُرَةَ بْنَ جُنْدُبٍ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرُنَا إِذَا غَزَوْنَا فَدَعَا رَجُلٌ فِي آخِرِ الْقَوْمِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا الْأَوَّلُ أَنْ نَنْتَظِرَهُ حَتَّى يَلْحَقَ».
قال الهيثميُّ : رواه البزار، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
19610 / 9311\1912– عَنْ أَبِي قِلَابَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَرْفُقُ بَيْنَ الْقَوْمِ وَأَنَّهُ كَانَ فِي رُفْقَةٍ مِنْ تِلْكِ الرِّفَاقِ رَجُلٌ يَهْتِفُ بِهِ أَصْحَابُهُ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَانَ إِذَا نَزَلْنَا صَلَّى وَإِذَا سِرْنَا قَرَأَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنْ كَانَ يَكْفِيهِ عَلَفُ بَعِيرِهِ قَالُوا نَحْنُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّكُمْ خَيْرٌ مِنْهُ أَوْ كَمَا قَالَ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1912) لمسدّد.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (3/ 144): رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُرْسَلًا، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
وَأَبُو دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيلِ وَلَفْظُهُ: عَنْ أَبِي قِلَابَةَ: “أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَدِمُوا يُثْنُونَ عَلَى صَاحِبٍ لَهُمْ خَيْرًا. قَالُوا: مَا رَأَيْنَا مِثْلَ فُلَانٍ قَطُّ، مَا كَانَ فِي مَسِيرٍ إِلَّا كَانَ فِي قِرَاءَةٍ، وَلَا نَزَلَ مَنْزِلًا إِلَّا كَانَ فِي صَلَاةٍ. قَالَ: فَمَنْ كَانَ يَكْفِيهِ ضَيْعَتَهُ؟ حَتَّى ذَكَرَ: وَمَنْ كَانَ يَعْلِفُ جَمْلَهُ أَوْ دَابَّتَهُ؟ قَالُوا: نَحْنُ. قَالَ: فكلكم خيرمنه “.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ سَلْمَانَ.
باب وصية الأمير في السفر للجهاد ومبايعته
وسيأتي من هذا أحاديث كثيرة، تأتي في أبواب النهي عما لا يجوز في الحرب، ولكن كرهت أن أغفل هذا الموضع مما جاء عند الستة
19611 / 1073 – (م د ت ه – بُرَيْدةُ رضي الله عنه ): قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أمَّرَ أميراً على جيشٍِ، أو سريَّةٍ، أوْصَاهُ في خاصَّته بتقْوى الله، ومَنْ معهُ من المسلمين خيراً، ثم قال: اغْزُوا باسْمِ الله في سبيل الله، قاتِلوا مَنْ كفر بالله، اغزوا ولا تغُلُّوا، ولا تغْدِروا، ولا تُمثِّلوا، ولا تقْتُلوا وَليداً، وإذا لَقِيتَ عدوَّك من المُشْركين، فادْعُهُمْ إلى ثلاثِ خصالٍ – أو خلالٍ – فَأيَّتُهُنَّ ما أجابوك فاقْبَلْ منهم، وكُفَّ عنهم، ثُمَّ ادعهم إلى الإسلام، فإنْ أجابوك فاقبل منهم وكُفَّ عنهم، ثم ادْعهم إلى التَّحَوُّلِ مِنْ دارِهم إلى دار المهاجرين، وأَخبِرْهُمْ، أَنَّهَمْ إنْ هم فعلوا ذلك، فلهم ما لَلمُهاجرينَ، وعليهم ما على المهاجرين، فإن أبوا أن يتحوَّلوُا منها، فأخبِرْهِمْ: أنَّهُمْ يكونُون كأعرابِ المسلمين يَجْرى عليهم حُكْم اللهِ الذي يجرى على المؤمنين، ولا يكونُ لهم في الغنيمة والفيء شيء، إلا أَنْ يجاهدُوا مع المسلمين، فإنْ هُمْ أبوْا فَسَلْهُمُ الجِزْيةَ، فَإنْ هُمْ أجابُوكَ فاقْبَلْ منهم، وكُفَّ عنهم، فإنْ هم أبَوْا فَاْستَعِنْ بالله عليهم وقاتلهم، وإذا حَاصَرْت أهل حصْنٍ، فأرادُوكَ أنْ تجعلَ لهم ذِمَّةَ اللهِ وذِمَّة نبيِّه، فلا تجعلْ لهم ذِمَّة اللهِ ولا ذمّة نبيِّهِ، ولكن اجعل لهم ذِمَّتَكَ وذِمَّةَ أصحابِكَ، فإنَّكمْ أنْ تُخْفِرُوا ذِمَمكم وذِمَّةَ أصحَابِكمْ أهْوَنُ مِنْ أنْ تُخْفِرُوا ذِمَّةَ اللهِ وذِمَّةَ رسولِه، وإذا حاَصرْتَ أَهلَ حِصْنٍ، وأرادُوكَ أن تُنْزِلهم على حُكْمِ اللهِ، فلا تُنْزِلهمْ على حُكمِ الله، ولكن أَنْزِلْهم على حكمك، فإنك لا تدري: أتُصيبُ فيهم حُكمَ اللهِ، أم لا؟ هذه رواية مسلم.
وابن ماجه وقال: ( اجعل لهم ذمتك و ذمة أبيك و ذمة أصحابك ). فزاد ( ذمة أبيك ). وقال ابن ماجه ( ذمة آبائكم ) بدل ( ذمة أصحابك ).
وأخرجه الترمذي مختصراً، وهذا لفظه: قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا بعثَ أميراً على جَيشٍ أوصاه في خاصَّةِ نفسِهِ بتقوى الله، ومن معه من المسلمين خيراً، فقال: «اغْزُوا باسمِ الله، وفي سبيل الله، قاتِلوا مَنْ كَفَرَ بالله، اغزُوا ولا تغُلُّوا، ولا تغدِرُوا، ولا تُمثِّلوا، ولا تقتُلوا وَليداً» ، قال: وفي الحديث قِصَةٌ.
وأخرجه أيضاً في موضع آخر من كتابه مثل مسلم بطوله، وأسقط منه: ذِكْرَ الجزية وطلبَها مِنْهُمْ، والباقي مثلهُ.
وقال بعده: من رواية أُخرى نحوه بمعناه، ولم يذكر لفظه، إلا أنه قال: وزاد … وذكر حديث الجزية.
وأخرجه أبو داود، نحو رواية مسلمٍ بتغيير بعض ألفاظهِ وأسقط منه حديث: «ذمَّةَ الله ورسوله» وزاد في آخره: «ثم اقضوا فيهم بعدُ ما شئتُم» وأسقط من أوله من قوله: «اغْزُوا باسم الله» إلى قوله: «وليداً» ، ثم عاد وأخرجه عقيبَ هذا الحديث مُفرداً، فصار الجميع مُتَّفَقاً عليه.
19612 / 1088 – (خ ت) جبير بن حية – رحمه الله- : قال بعثَ عمرُ النَّاسَ في أَفناءِ الأمصار، يُقاتِلُونَ المشركين، فأسلم الهُرْمُزانُ، قال: إني مستشيركَ في مغازيَّ هذه، قال: نعم، مَثَلُها ومَثلُ مَنْ فيها منَ الناس، من عدُوِّ المسلمين: مَثلُ طائرٍ له رأسٌ، ولهُ جَناحَانِ، ولَهُ رجلانِ، فإنْ كُسِرَ أَحدُ الَجْناحَينِ، نهضَتِ الرِّجلانِ بِجناحٍ والرأسُ، فإنْ كُسِرَ الَجْناحُ الآخرُ، نهضت الرجلان والرأسُ، وإن شُدِخَ الرأسُ، ذهبت الرجلانِ والجناحانِ والرأسُ، فالرأسُ: كِسرَى، والجناح: قَيْصرُ، والجناح الآخر: فاَرسُ، فَمُرِ المسلمينَ أنْ يَنْفِرُوا إلى كسرى، قال جُبَيْرُ بن حَيَّةَ: فَنَدبنا عُمَرُ، واسْتَعْملَ علينا النُّعْمانَ بنَ مُقرِّنِ، حتى إذا كُنَّا بأَرْضِ العدوِّ، خَرجَ علينا عاملُ كِسرى في أَربعين ألفاً، فقام تَرْجُمان، فقال: لِيُكَلِّمْني رَجلٌ مِنكم، فقال المغيرةُ: سَلْ عَمَّا شِئْتَ، فقال: ما أنتم؟ قال: نحن ناسٌ من العربِ، كُنَّا في شَقاءٍ شديدٍ وبلاءٍ شديدٍ: نَمُصُّ الجِلدَ والنَّوى من الجوعِ، ونَلْبَسُ الوبَرَ والشَّعَرَ، ونعبدُ الشَّجرَ والحجرَ، فَبيْنا نحنُ كذلك، إذَ بعثَ ربُّ السمواتِ وربُّ الأرضين – تَعَالَى ذكْرُهُ وجَلَّت عظمته – إلينا نَبِيّاً من أَنْفُسِنا، نَعرفُ أَباَهُ وأُمَّهُ، فأمَرنا نبيُّنا، رَسُولُ رَبِّنا صلى الله عليه وسلم: أن نقاتِلكمْ حتى تعبدُوا الله وحده، أو تُؤدُّوا الجزيةَ، وأخبرنا نَبِيُّنا صلى الله عليه وسلم عن رسالةِ رَبِّنا: أنهُ من قُتل مِنَّا صارَ إلى الجنة، في نعيمٍ لم يُرَ مِثلُه، ومَنْ بَقي منا مَلَكَ رِقابَكُمْ، فقال النُّعمانُ: ربما أَشهدكَ الله مِثْلَها مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فلم يُنْدِمْكَ، ولم يُخْزِكَ ولكني شهدت القتال مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا لم يُقاتِل في أوَّلِ النَّهار، انْتَظَرَ حتى تَهُبَّ الأرواحُ، وتَحْضُرَ الصلاةُ. هذه رواية البخاري.
وأخرج الترمذي طرفاً من هذا الحديث عن معقل بن يسار، وهذا لفظه: قال معقل بن يسار: إنَّ عمرَ بنَ الخطابِ بَعَثَ النُّعْمانَ بن مقرن إلى الهُرمزان – فذكر الحديث بطوله – فقال النعمان بن مقرن: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان إذا لم يُقَاتِلْ أوَّلَ النهار، انتظر حتى تَزُولَ الشَّمسُ، وتَهُبَّ الرياحُ، ويَنزلَ النَّصْرُ. هذا لفظ الترمذي.
وقد قال فيه: فذكر الحديث بطوله، ولم يذكره.
19613 / 2857 – ( ه – صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ رضي الله عنه) قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ فَقَالَ: «سِيرُوا بِاسْمِ اللَّهِ، وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ، وَلَا تَمْثُلُوا، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا». أخرجه ابن ماجه.
19614 / 9312 – عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ دَعَاهُ، فَأَمَرَهُ بِتَقْوَى اللَّهِ وَبِمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا، ثُمَّ قَالَ: ” اغْزُوا بِسْمِ اللَّهِ قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ لَا تَغُلُّوا وَلَا تَغْدِرُوا وَلَا تُمَثِّلُوا وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا، وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إِلَى إِحْدَى خِصَالٍ ثَلَاثٍ: ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْهِجْرَةِ إِنَّ لَهُمْ مَا لِلْمُهَاجِرِينَ وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُهَاجِرِينَ، فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ، وَإِنْ هُمْ لَمْ يَفْعَلُوا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ كَأَعْرَابِ الْمُسْلِمِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْفَيْءِ وَلَا فِي الْغَنِيمَةِ شَيْءٌ، وَيَجُوزُ عَلَيْهِمْ حُكْمُ اللَّهِ الَّذِي يَجْرِي عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَإِنْ هُمْ أَرَادُوكَ أَنْ تُنْزِلَهُمْ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ فَلَا تَفْعَلْ، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي تُصِيبُ فِيهِمْ حُكْمَ اللَّهِ أَمْ لَا وَلَكِنْ أَنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِكَ، ثُمَّ إِنْ أَرَادُوكَ أَنْ تُعْطِيَهُمْ ذِمَّةَ اللَّهِ فَلَا تَفْعَلْ وَلَكِنْ أَعْطِهِمْ ذِمَّتَكَ 256\5 وَذِمَّةَ أَصْحَابِكَ، فَإِنَّكَ إِنْ تَخْفِرْ ذِمَّتَكَ وَذِمَّةَ أَصْحَابِكَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَخْفِرُوا ذِمَّةَ اللَّهِ».
قال الهيثميُّ : رواه البزار، وَفِيهِ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمُرَادِيُّ، وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَبَقِيَّةُ أَحَادِيثِ هَذَا الْبَابِ فِي بَابِ مَا نُهِيَ عَنْ قَتْلِهِ فِي الْحَرْبِ
19615 / 9313 – وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَ إِلَى مُعَاذٍ وَأَبِي مُوسَى فَقَالَ: ” تَشَاوَرَا وَتَطَاوَعَا وَيَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا».
قال الهيثميُّ : رواه البزار، وَفِيهِ عَمْرُو بْنُ أَبِي خَلِيفَةَ الْعَبْدِيُّ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
19616 / 9313\1916– عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ أَوْ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ الله عَنْهما: إِذَا بَعَثْتَ سَرِيَّةً فَلَا تتنقاهُمْ وَأَهْبِطْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ تعالى يَنْصُرُ الْقَوْمَ بِأَضْعَفِهِمْ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1916) للحارث.
وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 106).
19617 / 9313\4434– عَنْ أَبِي السَّفَرِ، قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه إِذَا بَعَثَ إِلَى الشَّامِ بَايَعَهُمْ عَلَى الطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (4434) لمسدّد.
وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 261).
باب أي يوم يستحب السفر
تَقَدَّمَتْ أَحَادِيثُ اسْتِحْبَابِ السَّفَرِ يَوْمَ الْخَمِيسِ فِي كِتَابِ الْحَجِّ.
باب آداب السفر؛ واعطاء الابل حقها
وقد مضى الباب، وبعض آداب السفر مضت في الحج، وبعضها في كتاب الأدب.
19618 / 2999 – (م ت د) أبو هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «إذا سافرتم في الخِصبِ، فأَعطوا الإبل حظَّها من الأَرض، وإذا سافرْتُم في الجدْب فأسرِعُوا عليها السَّيْرَ، وبادِروا بها نِقيَها، وإذا عرَّستُم فاجتَنِبُوا الطريق، فإنها طُرقُ الدوابِّ ومأوى الهوامِّ بالليل». أخرجه مسلم والترمذي.
وفي رواية أبي داود «إذا سافرتم في الخِصب فأعطوا الإبل حقَّها وإذا سافرتم في الجدب فأسرعوا السير، وإذا أردتم التَّعريسَ فنكِّبوا عن الطريق».
19619 / 9314 – عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا كَانَتِ الْأَرْضُ مُخْصَبَةً فَاقْصُرُوا فِي السَّيْرِ وَأَعْطُوا الرِّكَابَ حَقَّهَا، فَإِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَإِذَا كَانَتِ الْأَرْضُ مُجْدِبَةً فَانْجُوا عَلَيْهَا، وَعَلَيْكُمْ بِالدُّلْجَةِ فَإِنَّ الْأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّعْرِيسَ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ، فَإِنَّهَا مَأْوَى الْحَيَّاتِ وَمَرَاحُ السِّبَاعِ».
قال الهيثميُّ : رواه البزار وَالطَّبَرَانِيُّ مَوْقُوفًا، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ، وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، وَابْنُ حِبَّانَ، وَضَعَّفُهُ ابْنُ مَعِينٍ.
19620 / 9315 – وَعَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا سِرْتُمْ فِي أَرْضٍ خَصِيبَةٍ فَأَعْطُوا الدَّوَابَّ حَقَّهَا أَوْ حَظَّهَا وَإِذَا سِرْتُمْ فِي أَرْضٍ مُجْدِبَةٍ فَانْجُوا عَلَيْهَا، وَعَلَيْكُمْ بِالدُّلْجَةِ فَإِنَّ الْأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ وَإِذَا عَرَّسْتُمْ فَلَا تُعَرِّسُوا عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ فَإِنَّهَا مَأْوَى كُلِّ دَابَّةٍ».
قال الهيثميُّ : رواه البزار وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.وَقَدْ تَقَدَّمَتْ أَحَادِيثُ هَذَا الْبَابِ فِي الْحَجِّ.
باب الخروج من طريق والرجوع في غيره
19621 / 9316 – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ استحمِنْ بَابِ الشَّجَرَةِ وَيَرْجِعُ مِنْ طَرِيقِ الْمُعَرِّسِ».
قال الهيثميُّ : رواه البزار وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ، خَلَا هَارُونَ بْنَ مُوسَى بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ وَهُوَ ثِقَةٌ.257\5
والحديث في صحيح ابن حبان (3909). هكذا أورده الهيثمي هنا، وتقدم الحديث والباب في أبواب العيدين.
باب استحباب المرافقة في السفر، وما ينهى عن سفر الواحد والاثنين
19622 / 2994 – (خ ت ه – عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أنَّ الناس يعلمون من الوَحدَة ما أعلم ما سار راكب بليل وحدَهُ» أخرجه البخاري والترمذي.
ولم يقل ابن ماجه ( ما أعلم ).
19623 / 2995 – (ط) سعيد بن المسيب – رحمه الله – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الشيطانُ يَهُمُّ بالواحد وبالاثنين، فإذا كانوا ثلاثة ما يَهُمُّ، بهم» . أخرجه مالك في الموطأ.
19624 / 2996 – (ط د ت) عمرو بن شعيب – رحمه الله – عن أبيه عن جده قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «الرَّاكِبُ شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثةُ رَكْب». أخرجه مالك في الموطأ وأبو داود والترمذي.
19625 / 9317 – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الشَّيْطَانُ يَهُمُّ بِالْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ فَإِذَا كَانُوا ثَلَاثَةً لَمْ يَهُمَّ بِهِمْ».
قال الهيثميُّ : رواه البزار، وَفِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ وَقَدْ وُثِّقَ.
19626 / 9318 – وَعَنْ أَسْلَمَ قَالَ: خَرَجْتُ فِي سَفَرٍ فَلَمَّا رَجَعْتُ قَالَ لِي عُمَرُ: مَنْ صَحِبْتَ؟ قُلْتُ: صَحِبْتُ رَجُلًا مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ. فَقَالَ عُمَرُ: أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” «أَخُوكَ الْبِكْرِيُّ وَلَا تَأْمَنْهُ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ مِنْ طَرِيقِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ، وَكِلَاهُمَا ضَعِيفٌ.
19627 / 9318\1915– وَبِهِ قَالَ: قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَيْرُ الرُّفَقَاءِ أَرْبَعَةٌ .. الْحَدِيثَ. عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1915) لأبي يعلى.
هو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 103) من حديث أكثم بن الجون. قال: ورَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيِّ، عَنْ أَكْثَمَ بْنِ الجون الخزاعي الكعبي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا أَكْثَمُ بْنَ الْجَوْنِ، اغْزُ مَعَ غير قَوْمِكَ يَحْسُنُ خُلُقُكَ وَتُكَرَّمُ عَلَى رُفَقَائِكَ، يَا أَكْثَمُ بْنَ الْجَوْنِ، خَيْرُ الرُّفَقَاءِ أَرْبَعَةٌ، وَخَيْرُ الطلائع أربعون، وخير السرايا أربعمائة، وخير الجيولش أَرْبَعَةُ آلَافٍ، وَلَنْ يُؤْتِيَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَا من قلة، يا أكثم ابن الْجَوْنِ، لَا تُرَافِقِ الْمِائَتَيْنِ “.
قُلْتُ: لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ
قال الهيثميُّ : رواه ابو يعلى الْمَوْصِلِيُّ فِي مُسْنَدِهِ، وَابْنُ حبان في صحيحه، وأبو داود وَالتِّرْمِذِيُّ.
19628 / 9319 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ الْأَصْحَابِ أَرْبَعَةٌ، وَخَيْرُ السَّرَايَا أَرْبَعُمِائَةٍ، وَخَيْرُ الْجُيُوشِ أَرْبَعَةُ آلَافٍ، وَمَا هُزِمَ قَوْمٌ بَلَغُوا اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا مِنْ قِلَّةٍ إِذَا صَدَقُوا وَصَبَرُوا».
قُلْتُ: رواه ابو داود وَالتِّرْمِذِيُّ خَلَا قَوْلَهُ: ” «صَدَقُوا وَصَبَرُوا» “.
قال الهيثميُّ : رواه ابو يعلى، وَفِيهِ حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ وَقَدْ وُثِّقَ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
باب ما جاء في الخيل وفضلها
19629 / 1048 – (س) سلمة بن نفيل الكندي – رضي الله عنه – : قال: كنتُ جالساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رَجُلٌ: يا رسولَ الله، أَذال الناسُ الخْيلَ، ووضَعوا السلاح، قالوا: لا جهادَ، قد وضَعَتِ الحربُ أوْزارَها، فأَقْبلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بوجهه، وقال: «كذَبوا، الآنَ جاءَ القتالُ، ولا تزالُ من أُمَّتي أُمَّةٌ يقاتلون على الحق، ويُزيغُ الله لهم قلوب أقوام ويرزُقُهم منهم، حتى تقوم الساَّعةُ، وحتى يأْتِي وعدُ اللهِ، الخْيلُ معقودٌ في نواصيها الخيرُ إلى يوم القيامة، وهو يُوحى إليَّ: إني مقبوضٌ غيرُ مُلَبَّث، وأَنتم تتَّبِعوني، أَلاَ، فلا يضربْ بعضُكم رِقَابَ بعضٍ، وعُقْرُ دارِ المؤمنين الشامُ» . أخرجه النسائي.
19630 / 3056 – (س) أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: «لم يكن شيء أحبَّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد النساء من الخيل». أخرجه النسائي.
19631 / 3049 – (خ م ت س ه – عروة بن الجعد رضي الله عنه ) أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «الخيلُ مَعْقُود في نوَاصِيها الخَيرُ: الأجْرُ، والمغنَمُ، إلى يوم القيامة» وفي رواية نحوه، وليس فيها «الأجر والمغنم» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي.
وفي رواية ابن ماجه قَالَ: «الْإِبِلُ عِزٌّ لِأَهْلِهَا، وَالْغَنَمُ بَرَكَةٌ، وَالْخَيْرُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِي الْخَيْلِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».
19632 / 3050 – (خ م ط س ه – عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الخيلُ معقود في نَواصيها الخير إلى يوم القيامة» . أخرجه البخاري ومسلم والموطأ والنسائي وابن ماجه.
19633 / 3051 – (ت س ه – أبو هريرة رضي الله عنه ) أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «الخيلُ مَعقُود في نواصيها الخيرُ إلى يوم القيامة، الخيل ثلاثة: هي لرجل أجر، وهي لرجل ستر، وهي على رجلِ وزر، فأما الذي هي له أجر: فالذي يتَّخِذُها في سبيل الله، فيُعِدُّها له، هي له أَجْر، لا يُغَيِّبُ في بُطونِها شيئاً إلا كتب الله له أجراً، هذا لفظ الترمذي، وهو طرف من حديث طويل أَخرجه البخاري ومسلم ومالك وابن ماجه، وهو مذكور في «كتاب الزكاة» من حرف «الزاي» ، إلا أن قوله في أول هذا الحديث: «الخيل معقود في نَواصِيها الخير إلى يوم القيامة» ليس في ذلك الحديث الطويل.
وأخرجه النسائي مثل الترمذي، ثم قال: وساق الحديث، ولم يذكر لفظه.
19634 / 3053 – (م س) جرير بن عبد الله – رضي الله عنه – قال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم : «يَلوي ناصيةَ فرس بإصبَعهِ، وهو يقول: الخيل معقود في نواصيها الخيرُ إلى يوم القيامة: الأجر والغنيمةُ». أخرجه مسلم والنسائي.
19635 / 3054 – (خ م س) أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «البَرَكةُ في نواصي الخيل» وفي رواية: «الخيل معقود في نواصيها الخيرُ» أخرج الأولى مسلم، والثانية البخاري.
19636 / 3055 – (ط) يحيى بن سعيد – رحمه الله – «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رُئِيَ يمْسَحُ وجهَ فَرَسِهِ بِردائه، فسئل عن ذلك؟ فقال: إني عُوتِبْتُ الليلة في الخيل». أخرجه مالك في الموطأ.
19637 / 9320 – عَنْ سُوِيدِ بْنِ هُبَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي رِوَايَةٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَيْرُ مَالُ الْمَرْءِ لَهُ مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ، أَوْ سِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَالطَّبَرَانِيُّ، وَرِجَالُ أَحْمَدَ ثِقَاتٌ.
19638 / 9321 – وَعَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: «لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْخَيْلِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ عَقْرًا الْإِبِلِ وَالنِّسَاءِ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَالطَّبَرَانِيُّ، وَرِجَالُ أَحْمَدَ ثِقَاتٌ.
19639 / 9322 – وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْخَيْلُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَالْبَزَّارُ، وَفِيهِ عَطِيَّةُ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
19640 / 9323 – وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: “يَا أَبَا ذَرٍّ اعْقِلْ مَا أَقُولُ لَكَ، لَعَنَاقٌ تَأْتِي رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أُحُدٍ ذَهَبًا يَتْرُكُهُ وَرَاءَهُ. يَا أَبَا ذَرٍّ اعْقِلْ مَا أَقُولُ لَكَ؛ إِنَّ الْمُكْثِرِينَ هُمُ الْأَقَلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا مَنْ قَالَ كَذَا وَكَذَا. اعْقِلْ يَا أَبَا ذَرٍّ مَا أَقُولُ لَكَ؛ إِنَّ الْخَيْلَ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، أَوْ إِنَّ الْخَيْلَ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَفِيهِ أَبُو الْأَسْوَدِ الْغِفَارِيُّ وَهُوَ 258\5 ضَعِيفٌ.
19641 / 9324 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْخَيْرُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِي الْخَيْلِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَثَلُ الْمُنْفِقِ عَلَيْهَا كَالْمُتَكَفِّفِ بِالصَّدَقَةِ».
قُلْتُ: هُوَ فِي الصَّحِيحِ بِاخْتِصَارٍ: ” «صَدَقَةُ النَّفَقَةِ» “.
قال الهيثميُّ : رواه ابو يعلى وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
وهو في المستدرك (4675) وزاد: قال معمر: المتكفف: الذي يعطي بكفيه.
19642 / 9325 – وَعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْغَنَمُ بَرَكَةٌ، وَالْإِبِلُ عِزٌّ لِأَهْلِهَا، وَالْخَيْلُ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَعَبْدُكَ أَخُوكَ فَأَحْسِنْ إِلَيْهِ وَإِنْ وَجَدْتَهُ مَغْلُوبًا فَأَعِنْهُ».
قال الهيثميُّ : رواه البزار وَفِيهِ الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
19643 / 9326 – وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».
قُلْتُ: لَهُ فِي الصَّحِيحِ: ” «الْبَرَكَةُ فِي نَوَاصِي الْخَيْلِ» “.
قال الهيثميُّ : رواه البزار وَفِيهِ عَتَّابُ بْنُ حَرْبٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
19644 / 9327 – وَعَنْ سَوَادَةَ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَ: «أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَ لِي بِذَوْدٍ ثُمَّ قَالَ لِي: “إِذَا رَجَعْتَ إِلَى أَهْلِكَ فَمُرْهُمْ فَلْيُقَلِّمُوا أَظْفَارَهُمْ لَا يَعْبِطُوا ضُرُوعَ مَوَاشِيهِمْ “. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».
قال الهيثميُّ : رواه البزار وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
19645 / 9328 – وَعَنْ أَبِي كَبْشَةَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَأَهْلُهَا مُعَانُونَ عَلَيْهَا وَالْمُنْفِقُ عَلَيْهَا كَالْبَاسِطِ يَدَهُ بِالصَّدَقَةِ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ. وأخرجه الحاكم في المستدرك (4674).
19646 / 9329 – وَعَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ وَالْيُمْنُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَأَهْلُهَا مُعَانُونَ عَلَيْهَا، قَلِّدُوهَا وَلَا تُقَلِّدُوهَا الْأَوْتَارَ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَفِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ وَفِيهِ ضَعْفٌ وَحَدِيثُهُ حَسَنٌ. وَرواه احمد أَتَمَّ مِنْهُ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ، وَيَأْتِي بَعْدَ هَذَا بِبَابٍ.
19647 / 9330 – وَعَنْ عَرِيبٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ وَالنُّبْلُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَأَهْلُهَا مُعَانُونَ عَلَيْهَا، وَالْمُنْفِقُ عَلَيْهَا كَالْبَاسِطِ يَدَهُ فِي الصَّدَقَةِ، وَأَبْوَالُهَا وَأَرْوَاثُهَا لِأَهْلِهَا عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ مِسْكِ الْجَنَّةِ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُ.
19648 / 9331 – وَعَنِ النُّعْمَانِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».259\5.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ أَبُو زِيَادٍ التَّيْمِيُّ قَالَ الذَّهَبِيُّ: مَجْهُولٌ.
19649 / 9332 – وَعَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ أَنَّهُ قَالَ لِابْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ: حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” «الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَأَهْلُهَا مُعَانُونَ عَلَيْهَا وَمَنْ رَبَطَ فَرَسًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَتِ النَّفَقَةُ عَلَيْهِ كَالْمَادِّ يَدَهُ بِالصَّدَقَةِ لَا يَقْبِضُهَا».
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ.
19650 / 9333 – وَعَنْ سَوَادَةَ بْنِ رَبِيعٍ الْجَرْمِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَ لِي بَذَوْدٍ وَقَالَ ” عَلَيْكَ بِالْخَيْلِ فَإِنَّ الْخَيْلَ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ “
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ الْجَرْمِيِّ عَنْ سَوَادَةَ، وَسُلَيْمَانُ لَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
19651 / 9333\1928– عن نُعَيْم بنِ أَبِي هِنْدَ الاشجعي قال: رؤي يَمْسَحُ خَدَّ فَرَسِهِ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَاتَبَنِي فِي الْفَرَسِ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1928) لأبي داود الطيالسي.
قال عقبه في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 107): قال أبو بشر: وثنا أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ خِرِّيتٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عروة البارقي.
وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: “أَصْبَحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يَمْسَحُ عَرَقَ فَرَسِهِ، فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ: إِنِّي عُوتِبْتُ اللَّيْلَةَ فِي الْخَيْلِ “.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثقات، شيخ مُسَدَّدٍ هُوَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ.
19652 / 9333\1929– عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ عن رجل من الأنصار قَالَ: أَصْبَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَمْسَحُ عَرَقَ فَرَسِهِ فَقِيلَ لَهُ فَقَالَ: إِنِّي عُوتِبْتُ اللَّيْلَةَ فِي الْخَيْلِ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1929) لمسدّد. وانظر ما قبله.
19653 / 9333\1930– عن زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ مَرْيَمَ بِنْتِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أُمِّ سَعْدِ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ وَهِيَ وَالِدَةُ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ حَبَسَ فَرَسًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى كَانَ سُتْرَهً مِنَ النَّارِ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1930) لعبد بن حميد.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 109): هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ الْوَاقِدِيِّ.
19654 / 9333\1931– عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ عَنْ جَدِّهِ جَرِيرٍ قَالَ: رَأَيْتُ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمسح وجه فَرَسِهِ بِكُمِّهِ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1931) للحارث.
وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 110).
19655 / 9333-1932- عن عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي الْخَيْلِ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1932) لأبي يعلى.
19656 / 9333\1933– عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَأَهْلُهَا مُعَانُونَ عَلَيْهَا.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1933) لأبي يعلى.
وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 114).
باب في النهي عن قص نواصي الخيل واعرافها واذنابها
19657 / 3052 – (د) عتبة بن عبد السلمي – رضي الله عنه – أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تَقُصُوا نَواصيَ الخيل، فإن الخير معقود في نواصيها، ولا أَعرَافها، فإن فيها دِفاءَها، ولا أذنابها، فإنها مذابُّها».
وفي رواية قال: «لا تقُصُّوا نواصي الخيل، ولا معارِفها، ولا أذنابها، فإن أذنابها مَذَابُّها ، وأعرافها دفاؤها، ونواصيها معقود فيها الخير» . أخرج أبو داود الرواية الثانية، والأولى ذكرها رزين.
19658 / 9334 – وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: «كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَسٌ، فَوَهَبَهُ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَكَانَ يَسْمَعُ صَهِيلَهُ، ثُمَّ إِنَّهُ فَقَدَهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَا فَعَلَ فَرَسُكَ؟ ” فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ خَصَيْتُهُ. فَقَالَ: ” الْخَيْلُ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ وَالْمَغْنَمُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، نَوَاصِيهَا دِفَاؤُهَا وَأَذْنَابُهَا مَذَابُّهَا».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ رَاشِدُ بْنُ يَحْيَى الْمَارِيُّ، ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَوَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَقَالَ: يُخْطِئُ وَيُخَالِفُ.
باب ما جاء أن الخيل ثلاثة
19659 / 3051 – (ت س ه – أبو هريرة رضي الله عنه ) أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «الخيلُ مَعقُود في نواصيها الخيرُ إلى يوم القيامة، الخيل ثلاثة: هي لرجل أجر، وهي لرجل ستر، وهي على رجلِ وزر، فأما الذي هي له أجر: فالذي يتَّخِذُها في سبيل الله، فيُعِدُّها له، هي له أَجْر، لا يُغَيِّبُ في بُطونِها شيئاً إلا كتب الله له أجراً، هذا لفظ الترمذي.
وهو طرف من حديث طويل أَخرجه البخاري ومسلم ومالك وابن ماجه، وهو مذكور في «كتاب الزكاة» من حرف «الزاي» ، إلا أن قوله في أول هذا الحديث: «الخيل معقود في نَواصِيها الخير إلى يوم القيامة» ليس في ذلك الحديث الطويل. وأخرجه النسائي مثل الترمذي، ثم قال: وساق الحديث، ولم يذكر لفظه.
19660 / 9335 – وَعَنْ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: «الْخَيْلُ ثَلَاثَةٌ: فَرَسٌ لِلرَّحْمَنِ وَفَرَسٌ لِلْإِنْسَانِ وَفَرَسٌ لِلشَّيْطَانِ. فَأَمَّا فَرَسُ الرَّحْمَنِ فَمَا اتُّخِذَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقُوتِلَ عَلَيْهِ أَعْدَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَمَّا فَرَسُ الْإِنْسَانِ فَمَا اسْتُبْطِنَ وَيُحْمَلُ عَلَيْهِ. وَأَمَّا فَرَسُ الشَّيْطَانِ فَمَا رُوهِنَ عَلَيْهِ وَقُومِرَ عَلَيْهِ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مَسْلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
19661 / 9337 – عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْخَيْلُ ثَلَاثَةٌ: فَرَسٌ يَرْتَبِطُهُ الرَّجُلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قِيمَتُهُ أَجْرٌ وَرُكُوبُهُ أَجْرٌ، وَعَارِيَتُهُ أَجْرٌ، وَعَلَفُهُ أَجْرٌ، وَفَرَسٌ يُغَالِقُ عَلَيْهِ الرَّجُلُ وَيُرَاهِنُ، قِيمَتُهُ وِزْرٌ وَرُكُوبُهُ وِزْرٌ وَعَارِيَتُهُ وِزْرٌ وَعَلَفُهُ وِزْرٌ، وَفَرَسٌ لِلْبِطْنَةِ فَعَسَى أَنْ تَكُونَ سَدَادًا مِنَ الْفَقْرِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ. وَقَدْ تَقَدَّمَ حَدِيثُ خَبَّابٍ الَّذِي رواهُ الطبرانيُّ قَبْلَ هَذَا.
19662 / 9338 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْخَيْلُ ثَلَاثَةٌ؛ فَفَرَسٌ لِلرَّحْمَنِ وَفَرَسٌ لِلْإِنْسَانِ وَفَرَسٌ لِلشَّيْطَانِ، فَأَمَّا فَرَسُ الرَّحْمَنِ فَالَّذِي يَرْتَبِطُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَعَلَفُهُ وَبَوْلُهُ وَرَوْثُهُ – وَذَكَرَ مَا شَاءَ اللَّهُ – وَأَمَّا فَرَسُ الشَّيْطَانِ فَالَّذِي يُقَامِرُ عَلَيْهِ وَيُرَاهِنُ عَلَيْهِ، وَأَمَّا فَرَسُ الْإِنْسَانِ فَالْفَرَسُ يَرْتَبِطُهَا الْإِنْسَانُ يَلْتَمِسُ 260\5 بَطْنَهَا فَهِيَ سَتْرٌ مِنْ فَقْرٍ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ، فَإِنْ كَانَ الْقَاسِمُ بْنُ حَسَّانَ سَمِعَ مِنِ ابْنِ مَسْعُودٍ فَالْحَدِيثُ صَحِيحٌ.
باب منه فيما جاء في الخيل وارتباطها
19663 / 7200 – (خ س) أبو هريرة – رضي الله عنه – أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «من احتَبَس فرساً في سبيل الله إيماناً بالله، وتصديقاً بوعده، فإن شِبَعَهُ ورِيَّه ورَوْثه وبَوْلَهُ في ميزانه يوم القيامة» يعني حسنات. أخرجه البخاري والنسائي.
19664 / 2791 – ( ه – تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رضي الله عنه ) قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنِ ارْتَبَطَ فَرَسًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ عَالَجَ عَلَفَهُ بِيَدِهِ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ حَبَّةٍ حَسَنَةٌ». اخرجه ابن ماجه.
19665 / 9336 – وَعَنْ عَلِيٍّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنِ ارْتَبَطَ فَرَسًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَعَلَفُهُ وَأَثَرُهُ فِي مِيزَانِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَفِيهِ الْحَارِثُ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
19666 / 9339 – وَعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْخَيْلُ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ مَعْقُودٌ أَبَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَمَنِ ارْتَبَطَهَا عُدَّةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأَنْفَقَ عَلَيْهَا احْتِسَابًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنَّ شِبَعَهَا وَرِيَّهَا وَظَمَأَهَا وَأَرْوَاثَهَا وَأَبْوَالَهَا فَلَاحٌ فِي مَوَازِينِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنِ ارْتَبَطَهَا رِيَاءً وَسُمْعَةً وَفَرَحًا وَمَرَحًا فَإِنَّ شِبَعَهَا وَجُوعَهَا وَرِيَّهَا وَأَرْوَاثَهَا وَأَبْوَالَهَا خُسْرَانٌ فِي مَوَازِينِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَفِيهِ شَهْرٌ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
باب النهي عن تقليد الخيل ما لا يحل
19667 / 9340 – وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ وَالنُّبْلُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَأَهْلُهَا مُعَانُونَ عَلَيْهَا فَامْسَحُوا بِنَوَاصِيهَا، وَادْعُوا لَهَا بِالْبَرَكَةِ، وَقَلِّدُوهَا وَلَا تُقَلِّدُوهَا الْأَوْتَارَ”. قَالَ عَلِيٌّ: ” وَلَا تُقَلِّدُوهَا الْأَوْثَانَ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ بِاخْتِصَارٍ وَرِجَالُ أَحْمَدَ ثِقَاتٌ.
باب ما جاء في دعوة الخيل
19668 / 3057 – (س) أبو ذر الغفاري – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «ما من فرس عربيّ إلا يؤذنُ له عند كلِّ سَحر بكلمات يدعُو بهن: اللهمَّ خوَّلْتَني مَنْ خوَّلْتَني من بني آدم، وجعلتني له، فاجعلني أَحبَّ أَهله وماله – أو من أَحبِّ أَهله وماله – إليه». أخرجه النسائي.
باب في خيل النبي صلى الله عليه وسلم
19669 / 3059 – (خ) سهل بن سعد – رضي الله عنه – قال: «كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم في حائِطِنا فرس يقال له: اللُّحيفُ». أخرجه البخاري، قال: وبعضهم قال: «اللُّخَيفُ» بالخاء.
19670 / ز – عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: «كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَسٌ يُقَالَ لَهُ الْمُرْتَجِزُ، وَنَاقَتُهُ الْقَصْوَى، وَبَغْلَتُهُ دَلْدَلٌ، وَحِمَارَهُ عُفَيْرٌ، وَدِرْعُهُ الْفَصُولُ، وَسَيْفُهُ ذُو الْفَقَارِ».
أخرجه الحاكم في المستدرك (4264).
19671 / 9341 – عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: «كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ أَبِي ثَلَاثَةُ أَفْرَاسٍ يَعْلِفُهُنَّ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبِي يُسَمِّيهِنَّ: اللَّزَّازُ وَاللُّحَيْفُ وَالظَّرِبُ».
قُلْتُ: لِسَهْلٍ حَدِيثٌ فِي الصَّحِيحِ فِيهِ ذَكَرَ اللُّحَيْفَ فَقَطْ وَهُوَ هُنَا عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
19672 / 9342 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: «كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَسٌ يَسْبَحُ بِهِ سَبْحًا فَأَعْجَبَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّمَا فَرَسِي هَذَا بَحْرٌ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مَرْوَانُ بْنُ سَالِمٍ الشَّامِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
19673 / 9343 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَسٌ يُقَالُ لَهُ: الْمُرْتَجِزُ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَفِيهِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الشَّاذَكُونِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ. والحديث في المستدرك (4207).
باب ألوان الخيل وما يستحب منها وما يكره
19674 / 3044 – (د س) أبو وهب الجشمي – رضي الله عنه – قال محمد بن مهاجر عن عقيل بن شبيب عن أبي وهب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «عليكم من الخيل بكلِّ كمَيت أغَرَّ مُحَجَّل، أو أشْقَر أَغرَّ محجَّل، أو أدْهم أغرَّ محجل».
وفي رواية: «عليكم بكل أَشقر أَغرَّ مُحجَّل، أو كميت أغرَّ..» فذكر نحوه. قال محمد بن مهاجر «فسألته: لم فَضَّل الأشقر؟ قال لأن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سَرِيَّة فكان أولَ من جاء بالفتح صاحبُ أَشقر» . هذه رواية أبي داود.
وفي رواية النسائي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «تَسَمّوا بأسماء الأنبياء، وأحبُّ الأسماء إلى الله: عبد الله وعبد الرحمن، وارتَبِطُوا الخيل وامسَحُوا بَنواصيها وأكفالِها، ولا تُقَلِّدوها الأوتار، وعليكم بكل كُميت أغرَّ محجَّل أو أشقر أغرَّ محجل ، أو أدهم أغرَّ محجل» .
وقد أخرج أبو داود ذِكْرَ التَّسمِّي مفرداً، وهو مذكور في كتاب الأسماء من حرف الهمزة، وأخرج أيضاً هو والنسائي باقي الرواية مفردة عن ذِكْر التسمِّي «وذكرِ الصفة» ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ارتَبِطُوا الخيل، وامسحوا بنواصيها وأعجازِها – أو قال: أكفالِها – وقلِّدوها، ولا تُقلِّدوها الأوتار».
19675 / 3045 – (ت ه – أبو قتادة رضي الله عنه ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «خيرُ الخيلِ الأدَهم الأقرَحُ الأرثَمُ، ثم الأقرحُ المحجَّل، طلُق اليمين، فإن لم يكن أدهم فكُميت، على هذه الشِّية» أخرجه الترمذي. وابن ماجه بنحو هذا.
19676 / 3046 – (د ت) عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يُمْنُ الخيلِ في شُقْرها» أخرجه أبو داود والترمذي . وقال الترمذي: «في الشُّقرِ».
19677 / 3047 – (خ) أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: «كان السلف يَستَحِبُّونَ الفُحُولَةَ منْ الخيل، ويقولون: هي أحسنُ وأجرى» . وعن راشد بن سعد مثله. أخرجه …
النوع الثاني: فيما يكره منها
19678 / 3048 – (م د ت س ه – أبو هريرة رضي الله عنه ) «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكرَهُ الشِّكالَ من الخيل». هكذا أخرجه ابن ماجه.
زاد في رواية «والشِّكالُ: أن يكون الفرسُ في رجلِهِ اليمنى بياض، وفي يده اليسرى، أو يده اليمنى ورجله اليسرى» . هذه رواية مسلم وأبي داود.
وفي رواية الترمذي: «أنه كان يكرهُ الشِّكال في الخيل» . وفي روايه النسائي مثله. وقال والشِّكالَ من الخيل: أن تكون ثلاثُ قوائمة مُحجَّلة، وواحدة مُطْلَقة، أو تكون الثلاثة مطلقة، وواحدة محجَّلة، وليس يكون الشِّكال إلا في رِجل، ولا يكون في اليد. وقيل: هو اختلاف الشيِّة ببياض في خلاف.
19679 / 9344 – عَنْ أَبِي وَهْبٍ الْكُلَاعِيِّ وَسُئِلَ: لِمَ فَضَّلَ الْأَشْقَرَ؟ قَالَ: «لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى 261\5 اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ سَرِيَّةً فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ جَاءَ بِالْفَتْحِ صَاحِبَ الْأَشْقَرِ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ، وَقَوْلُهُ: ” أَبِي وَهْبٍ الْكُلَاعِيِّ ” وَهْمٌ؛ لِأَنَّ عَقِيلَ بْنَ شَبِيبٍ لَمْ يَرْوِ إِلَّا عَنْ أَبِي وَهْبٍ الْجُشَمِيِّ.
19680 / 9345 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: «يُمْنُ الْخَيْلِ فِي شُقْرِهَا وَأَيْمَنُهَا نَاصِيَةُ مَا كَانَ مِنْهَا أَغَرَّ مُحَجَّلًا مُطْلَقَ الْيَدِ الْيُمْنَى».
قُلْتُ: اقْتَصَرَ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ عَلَى قَوْلِهِ: ” «يُمْنُ الْخَيْلِ فِي شُقْرِهَا»”.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ فَرَجُ بْنُ يَحْيَى ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
19681 / 9346 – وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَغْزُوَ فَاشْتَرِ فَرَسًا أَغَرَّ مُحَجَّلًا مُطْلَقَ الْيُمْنَى فَإِنَّكَ تَسْلَمُ وَتَغْنَمُ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عُبَيْدُ بْنُ الصَّبَّاحِ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
19682 / 9347 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِيَّاكُمْ وَالْخَيْلَ الْمُثَفَّلَةَ؛ فَإِنَّهَا إِنْ تَلْقَ تَفِرَّ وَإِنْ تَغْنَمْ تَغُلَّ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَكَأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَادَ بِالْخَيْلِ أَصْحَابَ الْخَيْلِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَفِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ وَحَدِيثُهُ حَسَنٌ وَفِيهِ ضَعْفٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
باب تأديب الخيل
19683 / 9348 – عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَاتِبُوا الْخَيْلَ فَإِنَّهَا تُعْتَبُ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ مِنْ رِوَايَةِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلَاءِ الزُّبَيْدِيِّ عَنْ بَقِيَّةَ، وَبَقِيَّةُ مُدَلِّسٌ. وَسَأَلَ ابْنُ جُوصَا مُحَمَّدَ بْنَ عَوْفٍ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: رَأَيْتُهُ عَلَى ظَهْرِ كِتَابِ إِبْرَاهِيمَ مُلْحَقًا فَأَنْكَرْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: فَتَرَكَهُ قَالَ: وَهَذَا مِنْ عَمَلِ ابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ كَانَ يُسَوِّي الْأَحَادِيثَ، وَأَمَّا أَبُوهُ فَشَيْخٌ غَيْرُ مُتَّهَمٍ وَقَالَ فِيهِ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ، وَوَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ.
باب في تسمية الخيل
وتقدم شيء من ذلك قبل قليل
19684 / 3058 – (د) أبو هريرة – رضي الله عنه – «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُسَمِّي الأنثى من الخيل فرساً». أخرجه أبو داود.
19685 / 3059 – (خ) سهل بن سعد – رضي الله عنه – قال: «كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم في حائِطِنا فرس يقال له: اللُّحيفُ». أخرجه البخاري، قال: وبعضهم قال: «اللُّخَيفُ» بالخاء.
باب إكرام الخيل
19686 / 3055 – (ط) يحيى بن سعيد – رحمه الله – «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رُئِيَ يمْسَحُ وجهَ فَرَسِهِ بِردائه، فسئل عن ذلك؟ فقال: إني عُوتِبْتُ الليلة في الخيل». أخرجه مالك في الموطأ.
19687 / 9349 – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُبَّمَا فَتَلَ عُرْفَ فَرَسِهِ بِيَدِهِ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَمْرُو بْنُ الْأَزْهَرِ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
باب الدعاء للخيل
19688 / 9350 – عَنْ جُعَيْلٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: «غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ غَزَوَاتِهِ، وَأَنَا عَلَى فَرَسٍ لِي عَجْفَاءَ ضَعِيفَةٍ، فَكُنْتُ فِي آخِرِ النَّاسِ فَلَحِقَنِي فَقَالَ: ” سِرْ يَا صَاحِبَ الْفَرَسِ “.262\5 فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَجْفَاءُ ضَعِيفَةٌ. فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – مِخْفَقَةً كَانَتْ مَعَهُ فَضَرَبَهَا بِهَا وَقَالَ: “اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُ فِيهَا “. قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي مَا أُمْسِكُ رَأْسَهَا، أَتَقَدَّمُ النَّاسَ قَالَ: وَلَقَدْ بِعْتُ مِنْ بَطْنِهَا بِاثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
باب المسابقة والرمي والرهان وما يجوز من ذلك، لأجل تدريب الخيل وفارسها.
19689 / 3031 – (د ت س ه – أبو هريرة رضي الله عنه ) أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا سَبَقَ إلا في خُفّ أو حافر أو نَصْل» . أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي. وابن ماجه إلا قوله ( أو نصل ).
وفي أخرى للنسائي: «لا يَحِلُّ سَبَق إلا على خف أو حافر».
19690 / 3032 – (د) عبد الله بن عمر رضي الله عنهما – «أن رسول الله سَابَقَ بين الخيل، وفضَّلَ القُرَّح، في الغايَةَ» أخرجه أبو داود.
19691 / 3033 – (د) عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – «أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يُضَمِّرُ الخيلَ، يُسابِقُ بها». أخرجه أبو داود.
19692 / 3034 – () أبو هريرة – رضي الله عنه – «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُسابِقُ بين الخيل في المدينة، وفي انْصرافه من مغَازِيه» أخرجه …
كذا في الأصل والمطبوع بياض بعد قوله: أخرجه، وقد جاء بعض هذا المعنى في الصحيحين عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، كما في الحديث الذي بعده.
19693 / 3035 – (خ م ط د ت س ه – عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ) قال: «أجْرى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ما ضَمَرَ من الخيْل: من الحَفْيَاء إلى ثَنيَّةِ الوَدَاع، وأجرى ما لم تُضْمَر: من الثَّنِيَّةِ إلى مسجد بني زريق قال ابن عمر: فكنتُ فيمن أجْرى، فطفَّفَ بي الفرسُ المسجد قال سفيان: من الحفْياء إلى الثَّنِيَّةِ خمسة أميال، أَو ستة.
وفي أخرى: ستة أو سبعة. ومن الثنية إلى مسجد بني زُرَيق ميل أو نحوه» . أخرجه الجماعة. إلا أن رواية البخاري، قال: سابق رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الخيل التي قد ضُمِرتْ، فأرسَلَها، من الحفياء، وكان أمدُها ثنيَّةَ الوَداع، فقلت لموسى: وكم بين ذلك؟ قال: ستة أميال أو سبعة وسابق بين الخيل التي لم تُضْمَرَ، فأَرسلها من ثنيةِ الوداع، وكان أمَدُها مسجد بني زُريق، قلت: فكم بين ذلك؟ قال: ميل أو نحوه، وكان ابن عمر ممن سابق فيها.
وفي رواية ابن ماجه؛ قَالَ: «ضَمَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَيْلَ، فَكَانَ يُرْسِلُ الَّتِي ضُمِّرَتْ مِنَ الْحَفْيَاءِ إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ، وَالَّتِي لَمْ تُضَمَّرْ مِنْ ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ إِلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ».
19694 / 3036 – (د ه – أبو هريرة رضي الله عنه ) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من أدْخل فرساً بين فَرسينِ – وهو لا يؤمَنُ أن يُسْبَقَ – فليس بقمار. ومن أدخل فرساً بين فرسين – وقد أُمِنَ أن يُسبقَ – فهو قِمار». أخرجه أبو داود، وابن ماجه.
19695 / 9351 – عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا سَبْقَ إِلَّا فِي خُفٍّ أَوْ حَافِرٍ أَوْ نَصْلٍ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَارُونَ الْقَرَوِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ بِهَذَا الْحَدِيثِ وَغَيْرِهِ.
19696 / 9352 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصِفُّ عَبْدَ اللَّهِ وَعُبَيْدَ اللَّهِ وَكَثِيرًا بَنِي الْعَبَّاسِ ثُمَّ يَقُولُ: ” مَنْ سَبَقَ إِلَيَّ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا ” قَالَ: فَيَسْتَبِقُونَ إِلَيْهِ، فَيَقَعُونَ عَلَى ظَهْرِهِ وَصَدْرِهِ، فَيُقَبِّلُهُمْ وَيَلْتَزِمُهُمْ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَفِيهِ يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، وَفِيهِ ضَعْفٌ وَلِينٌ، وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَا أَعْلَمُ أَحَدًا تَرَكَ حَدِيثَهُ وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ وَرَوَى لَهُ مُسْلِمٌ مَقُرُونًا وَالْبُخَارِيُّ تَعْلِيقًا، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
19697 / 9353 – وَعَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْمَعُنَا أَنَا وَعَبْدَ اللَّهِ وَعُبَيْدَ اللَّهِ وَقُثَمَ فَيُفَرِّجُ يَدَيْهِ هَكَذَا فَيَمُدُّ بَاعَهُ وَيَقُولُ: ” مَنْ سَبَقَ إِلَيَّ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ الصَّبَّاحُ بْنُ يَحْيَى وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
19698 / 9354 – وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَابَقَ بَيْنَ الْخَيْلِ وَجَعَلَ بَيْنَهَا سَبْقًا وَجَعَلَ فِيهَا مُحَلَّلًا وَقَالَ: لَا سَبْقَ إِلَّا فِي حَافِرٍ أَوْ نَصْلٍ».
قُلْتُ: فِي الصَّحِيحِ بَعْضُهُ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
19699 / 9355 – وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَّقَ بَيْنَ الْخَيْلِ وَرَاهَنَ».
قُلْتُ: هُوَ فِي الصَّحِيحِ خَلَا قَوْلَهُ: وَرَاهَنَ.
قال الهيثميُّ : رواه احمد بِإِسْنَادَيْنِ وَرِجَالُ أَحَدِهِمَا ثِقَاتٌ.
19700 / 9356 – وَعَنْ أَبِي لَبِيدٍ لِمَازَةَ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: أُرْسِلَتِ الْخَيْلُ زَمَنَ الْحَجَّاجِ وَالْحَكَمُ بْنُ أَيُّوبَ أَمِيرٌ عَلَى الْبَصْرَةِ فَقُلْنَا: لَوْ أَتَيْنَا الرِّهَانَ فَأَتَيْنَاهُ ثُمَّ قُلْنَا: لَوْ مِلْنَا إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَسَأَلْنَاهُ: هَلْ كُنْتُمْ تُرَاهِنُونَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: فَأَتَيْنَاهُ فَقَالَ: نَعَمْ، «لَقَدْ رَاهَنَ عَلَى فَرَسٍ يُقَالُ لَهُ: سُبْحَةُ فَسَبَقَ النَّاسَ فَهَشَّ لِذَلِكَ وَأَعْجَبَهُ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «فَأَتَيْنَاهُ وَهُوَ فِي قَصْرِهِ بِالزَّاوِيَةِ فَسَأَلْنَاهُ: يَا أَبَا حَمْزَةَ أَكُنْتُمْ تُرَاهِنُونَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ أَوَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَاهِنُ؟ قَالَ: نَعَمْ وَاللَّهِ لَقَدْ رَاهَنَ عَلَى263\5 فَرَسٍ يُقَالُ لَهُ سُبْحَةُ: فَسَبَقَ النَّاسَ فَهَشَّ لِذَلِكَ وَأَعْجَبَهُ». وَرِجَالُ أَحْمَدَ ثِقَاتٌ.
19701 / 9357 – وَعَنْ جَابِرٍ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَمَّرَ الْخَيْلَ وَسَابَقَ بَيْنَهَا فَرَآنِي رَاكِبًا عَلَى بَعِيرٍ فَقَالَ: “يَا جَابِرُ لَا تَزَالُ تُتَعْتِعُهُ” أَيْ: لَا تَزَالُ تَضْرِبُهُ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ مَشْمُولٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
19702 / 9357\1944– عن جَعْفَرُ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَابَقَ بَيْنَ الْخَيْلِ وَالْإِبِلِ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1944) لمسدّد.
في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 342): عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي “أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سبَّق بَيْنَ الْخَيْلِ وَالْإِبِلِ “.
هَذَا إِسْنَادٌ مُرْسَلٌ، لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ مَرْفُوعٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ “أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سبَّق (بين الخيل) وراهن “.
وفي رواية له “سبَّق بَيْنَ الْخَيْلِ وَأَعْطَى السَّابِقَ ” رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ (وفي الإسنادين عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ) .
19703 / 9357\1950– عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا بِالرَّجُلَيْنِ يَتَرَاهَنَانِ بِالسَّبْقِ وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَتَفَرَّقَا بِذَلِكَ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1950) لمسدّد.
هو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 341).
19704 / 9357\1951– عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ لَا بَأْسَ بِرِهَانِ الْخَيْلِ إِذَا كَانَ فِيهَا فَرَسٌ لَيْسَ دُونَهَا إِنْ سَبَقَ كَانَ لَهُ السَّبْقُ وَإِنْ سُبق لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ شَيْءٌ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1951) لمسدّد.
هو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 341) وقال: رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ في سننه: أبنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني، أبنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، ثَنَا محمد ابن إِبْرَاهِيمَ الْبُوشَنْجِيُّ، ثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثَنَا مَالِكٌ، عن يحيى بن سعيد، أنه سمع بن الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: “لَيْسَ بِرَهَانِ الْخَيْلِ بَأْسٌ إِذَا أُدْخِلَ فِيهِمَا مُحَلِّلٌ، فَإِنْ سَبَقَ أَخَذَ السَّبْقَ، وَإِنْ سُبِقَ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ شَيْءٌ”.
قَالَ: وأبنا أبو الحسن الرفاء، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ الْقَاضِي، ثَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، ثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْفُقَهَاءِ الَّذِينَ يُنْتَهَى إِلَى قَوْلِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ: “الرِّهَانُ فِي الْخَيْلِ جَائِزٌ إِذَا، أُدْخِلَ فِيهِمَا مُحَلِّلٌ، إِنْ سَبَقَ أَخَذَ، وَإِنْ سُبق لَمْ يَغْرَمْ شَيْئًا، وَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الْمُحَلِّلُ شَبِيهًا بِالْخَيْلِ فِي النجاء وَالْجُودِ”.
19705 / 9358 – وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُضَرِّسٍ «أَنَّهُ كَانَ يَسُوقُ فَرَسَهُ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” تَبَارَكَ اللَّهُ الَّذِي كَيَّفَ حَوَافِرَهُنَّ وَسَوَافِلَهُنَّ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
19706 / 9359 – وَعَنْ عِصْمَةَ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكِبَ فَرَسًا فَجَرَى بِهِ فَرَجَعَ إِلَيْنَا فَقَالَ: “وَجَدْنَاهُ بَحْرًا».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ الْفَضْلُ بْنُ الْمُخْتَارِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
19707 / 9360 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ: «بَيْنَمَا نَحْنُ ذَاتَ يَوْمٍ بِالْمَدِينَةِ إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ فَانْطَلَقَ حَتَّى خَفِيَ عَلَيْنَا ثُمَّ أَقْبَلَ وَهِيَ تَعْدُو إِمَّا دَفَعَهَا، وَإِمَّا اعْتَرَقَتْ بِهِ، فَمَرَّ بِشَجَرَةٍ فَطَارَ مِنْهَا طَائِرٌ فَحَادَتْ فَنَدَرَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَرْضٍ غَلِيظَةٍ، فَأَتَيْنَاهُ نَسْعًا فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ وَعَرْضُ رُكْبَتَيْهِ وَحَرْقُفَتَيْهِ وَمَنْكِبَيْهِ وَعَرْضُ وَجْهِهِ، مُنْسَحٌّ بِيضَ مَاءٍ أَصْفَرَ، فَجَلَسْنَا حَوْلَهُ نَبْكِي».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَنْصَارِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
19708 / 9361 – وَعَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: «ضَمَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَيْلَ وَوَقَّتَ لِإِضْمَارِهَا وَقْتًا وَقَالَ: ” يَوْمُ كَذَا وَكَذَا مَوْضِعُ كَذَا وَكَذَا “. وَأَرْسَلَ الْخَيْلَ الَّتِي لَيْسَتْ بِمُضَمَّرَةٍ مِنْ دُونِ ذَلِكَ».
قال الهيثميُّ : رواه البزار، وَفِيهِ صَالِحُ بْنُ حِبَّانَ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
19709 / 9362 – وَعَنْ عِيَاضٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: مَنْ يُرَاهِنِّي؟ قَالَ شَابٌّ: أَنَا إِنْ لَمْ تَغْضَبْ. قَالَ: فَسَبَقَهُ قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ عَقِيصَتَيْ أَبِي عُبَيْدَةَ تَنْقُزَانِ وَهُوَ خَلْفَهُ عَلَى فَرَسٍ عَرِيٍّ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
19710 / 9363 – وَعَنْ أَبِي بَلْجٍ قَالَ: رَأَيْتُ لُبَيَّ بْنَ لَبَا الْأَسَدِيَّ وَكَانَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَقَ فَرَسٌ لَهُ جَلَّلَهُ بُرْدًا 264\5 عَدَنِيًّا، وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ ثَوْبَ خَزٍّ وَمِطْرَفًا.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
باب المسابقة بين الابل
19711 / 3038 – (خ د س) أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ناقة يقال لها: العَضْبَاء، لا تُسْبَقُ، فجاء أعرابيّ على قَعُود فسبقها، فشَقَّ ذلك على المسلمين حتى عرَفهُ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «حقّ على الله أن لا يرْتَفِعَ شيء من الدنيا إلا وَضَعَهُ». أخرجه البخاري وأبو داود والنسائي.
باب النهي عن الجلب والجنب
وتقدم للجلب والجنب تفسير آخر، مضى في كتاب الزكاة.
19712 / 3037 – (د ت س ه – عمران بن حصين رضي الله عنه ) أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «لا جلَبَ ولا جَنَبَ في الرِّهان». أخرجه أبو داود.
وأخرجه الترمذي بزيادة، وهذا لفظه، قال: «لا جَلَبَ، ولا جَنَبَ ولا شِغارَ في الإسلام، ومن انتَهَبَ نُهْبَة فليس منا» وأخرجه النسائي، ولم يذكر النهبة، وآخر حديثه «الإسلام».
وأقتصر ابن ماجه على قوله ( من انتهب نهبة فليس منا ).
19713 / 9364 – عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ عَبْدًا عَلَى سَيِّدِهِ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ أَفْسَدَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ أَجْلَبَ عَلَى الْخَيْلِ يَوْمَ الرِّهَانِ».
قال الهيثميُّ : رواه ابو يعلى وَالطَّبَرَانِيُّ بِاخْتِصَارٍ، وَرِجَالُ أَبِي يَعْلَى ثِقَاتٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1942) لأبي يعلى.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 113): لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر، رواه احمد بْنُ حَنْبَلٍ.
19714 / 9364\1497– عن سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ عَنْ أَبِيهِ عن وائل رَضِيَ الله عَنْه قال: إن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ كِتَابًا فِيهِ لَا جَلَبَ وَلَا جَنَبَ وَلَا وِرَاطَ وَلَا شِغَارَ فِي الْإِسْلَامِ وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ وَمَنْ أجبا فَقَدْ أربا.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1497) للحارث.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (4/ 103): رواه البزار فِي مُسْنَدِهِ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُجْرٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ، عن أبيه عن أمه، عن وائل بن حجر، عَنِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم {نَهَى عَنِ الشِّغَارِ} .
هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ مَقَالٌ، سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيُّ الْكُوفِيُّ قال فيه النسائي: ليس بالتقوي. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ، وَقَالَ: كُنْيَتُهُ ابوالحسن. وَبَاقِي رِجَالِ الْإِسْنَادِ ثِقَاتٌ. وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، وَفِي مُسْلِمٍ وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَفِي مُسْنَدِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَفِي أَبِي يَعْلَى الموصلي وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ.
قَالَ التِّرْمِذِيُّ: وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ عامَّة أَهْلِ الْعِلْمِ لَا يَرَوْنَ نِكَاحَ الشِّغَارِ، وَالشِّغَارُ: أَنْ يُزَوِّجَ الرَّجُلُ ابْنَتَهُ عَلَى أَنْ يُزَوِّجَهُ الْآخَرُ ابْنَتَهُ أَوْ أُخْتَهُ وَلَا صَدَاقَ بَيْنَهُمَا. وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ العلم: نكاح الشغار، مفسوخ وَلَا يَحِلُّ، وَإِنْ جُعِلَا بَيْنَهُمَا صَدَاقًا. وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ، وَرُوِيَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ أَنَّهُ قَالَ: يُقرَّان عَلَى نِكَاحِهِمَا وَيُجْعَلُ لَهُمَا صَدَاقُ الْمِثْلِ. وَهُوَ قَوْلُ أهل الكوفة، انتهى.
19715 / 9365 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا جَلَبَ فِي الْإِسْلَامِ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ أَبُو شَيْبَةَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
19716 / 9366 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا شِغَارَ فِي الْإِسْلَامِ “. وَالشِّغَارُ: أَنْ يُبَدِّلَ الرَّجُلُ أُخْتَهُ بِغَيْرِ صَدَاقٍ فَلَا شِغَارَ فِي الْإِسْلَامِ “وَلَا جَلَبَ وَلَا جَنَبَ» قُلْتُ: رَوَى ابْنُ مَاجَهْ بَعْضَهُ
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
باب النهي عن خصاء الخيل وغيرها
وتقدم قبل قليل
19717 / 9367 – عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ خِصَاءِ الْخَيْلِ وَالْبَهَائِمِ». وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: فِيهِ نَمَاءُ الْخَلْقِ.
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَفِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
19718 / 9368 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ صَبْرِ ذِي الرُّوحِ وَعَنْ إِخْصَاءِ الْبَهَائِمِ نَهْيًا شَدِيدًا».
قال الهيثميُّ : رواه البزار وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
باب النهي عن إنزاء الحمر على الخيل
19719 / 3060 – (د س) علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – قال: «أُهديتْ لرسول الله صلى الله عليه وسلم بَغْلَة فركبَها، فقال عليّ: لو حَملنا الحمير على الخيل، فكانت لنا مثل هذه؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : إنما يفعل ذلك الذي لا يعلمون» .
وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال: لن ينزَى حِمار على فرس» . أخرج الأولى أَبو داود، والنسائي الثانية .
19720 / 9369 – عَنْ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ قَالَ: «قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا أَحْمِلُ لَكَ حِمَارًا عَلَى فَرَسٍ فَيُنْتَجَ لَكَ بَغْلًا فَتَرْكَبَهَا؟ قَالَ: ” إِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: عَنِ الشَّعْبِيِّ: أَنَّ دِحْيَةَ، وهذا مُرْسِلٌ، وَهُوَ عِنْدُ أَحْمَدَ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ دِحْيَةَ، وَرِجَالُ أَحْمَدَ رِجَالُ الصَّحِيحِ خَلَا عُمَرَ بْنَ حُسَيْلٍ مِنْ آلِ حُذَيْفَةَ، وَوَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ.265\5.
19721 / 9369\1956– عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الدِّيوَانِ أَنْزَى حِمَارًا عَلَى عَرَبِيَّةٍ فَانْتَقِصْهُ مِنْ عَطَائِهِ عَشْرَةَ دَنَانِيرَ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1956) لمسدّد.
هو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 107).
باب فيمن أطرق فرسا أو غيره
19722 / 9370 – عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْهَوْزَنِيِّ عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ أَنَّهُ أَتَاهُ فَقَالَ: أَطْرِقْنِي فَرَسَكَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “«مَنْ أَطْرَقَ فَعَقَّبَ لَهُ الْفَرَسُ كَانَ لَهُ كَأَجْرِ سَبْعِينَ فَرَسًا حَمَلَ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»”
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَالطَّبَرَانِيُّ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ أَطْرَقَ فَرَسَهُ مُسْلِمًا فَعَقَّبَ لَهُ الْفَرَسُ كَانَ لَهُ كَأَجْرِ سَبْعِينَ فَرَسًا حَمَلَ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَإِنْ لَمْ يُعَقِّبْ كَانَ لَهُ كَأَجْرِ فَرَسٍ يَحْمِلُ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ». وَرِجَالُهُمَا ثِقَاتٌ.
19723 / 9371 – وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَا تَعَاطَى النَّاسُ بَيْنَهُمْ قَطُّ أَفْضَلَ مِنَ الطَّرْقِ يَطْرُقُ الرَّجُلُ فَرَسَهُ فَيَجْرِي لَهُ أَجْرُهُ، وَيَطْرُقُ الرَّجُلُ فَحْلَهُ فَيَجْرِي لَهُ أَجْرُهُ وَيَطْرُقُ الرَّجُلُ كَبْشَهُ فَيَجْرِي لَهُ أَجْرُهُ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
باب كيف يعرف الفرس العتيق من غيره
19724 / 9372 – عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا قَالَ: عَرَضَ سَلْمَانُ بْنُ رَبِيعَةَ الْخَيْلَ، فَمَرَّ عَمْرُو بْنُ مَعْدِ يكَرِبَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ بْنُ رَبِيعَةَ: هَذَا هَجِينٌ. فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: عَتِيقٌ، فَأَمَرَ بِهِ فَعُطِّشَ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ مَاءٍ وَدَعَا بِعِتَاقِ الْخَيْلِ فَشَرِبَتْ فَجَاءَ فَرَسُ عَمْرٍو فَثَنَى يَدَيْهِ وَشَرِبَ وَهَذَا صُنْعُ الْهَجِينِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ: أَلَا تَرَى؟ فَقَالَ لَهُ: أَجَلِ الْهَجِينُ يَعْرِفُ الْهَجِينَ، فَبَلَغَ عُمَرَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: قَدْ بَلَغَنِي مَا قُلْتَ لِأَمِيرِكَ، وَبَلَغَنِي أَنَّ لَكَ سَيْفًا تُسَمِّيهِ الصَّمْصَامَةَ وَعِنْدِي سَيْفٌ مُصَمَّمٌ وَتَاللَّهِ لَئِنْ وَضَعْتُهُ عَلَى هَامَتِكَ لَا أُقْلِعُ حَتَّى أَبْلُغَ شَيْئًا ذَكَرَهُ مِنْ جَوْفِهِ، فَإِنْ سَرَّكَ أَنْ تَعْلَمَ أَحَقٌّ مَا أَقُولُ فَعَلْتُ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَإِسْنَادُهُ مُنْقَطِعٌ.
باب سهم الفرس
تَأْتِي أَحَادِيثُ هَذَا الْبَابِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. في باب قسمة الغنائم.
19725 / 9373 – عَنِ الزُّبَيْرِ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى الزُّبَيْرَ سَهْمًا وَأُمَّهُ سَهْمًا وَفَرَسَهُ سَهْمَيْنِ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ. قُلْتُ: وَتَأْتِي أَحَادِيثُ سَهْمَانِ لِلْخَيْلِ فِي قَسْمِهِ الْغَنِيمَةَ.
باب ركوب ثلاثة على دابة
وقد مضى في أبواب السفر
19726 / 9374 – عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفَهُ، وَقُثَمُ أَمَامَهُ».266\5
قُلْتُ: إِرْدَافُهُ لِابْنِ عَبَّاسٍ فِي الصَّحِيحِ.
قال الهيثميُّ : رواه احمد.
19727 / 9375 – وَلَهُ عِنْدُ الْبَزَّارِ قَالَ: «أَفَاضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جَمْعٍ أَوْ عَرَفَةَ وَقُثَمُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَالْفَضْلُ خَلْفَهُ».
وَإِرْدَافُهُ لِلْفَضْلِ فِي الصَّحِيحِ. وَفِي إِسْنَادِ أَحْمَدَ وَالْبَزَّارِ جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
باب صاحب الدابة أحق بصدرها
وَبَعْضُ أَحَادِيثِ هَذَا الْبَابِ فِي الْأَدَبِ.
19728 / 4912 – (د ت) عبد الله بن بريدة بن الحصيب قال: سمعتُ أبي يقول: «بينما النبي صلى الله عليه وسلم يمشي، جاء رجل معه حمار، فقال: يا رسولَ الله، اركب، وتأَخَّرَ الرجل، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: لا أنت أحق بصدر دابتك مني، إلا أن تجعلَه لي، قال: فإني قد جعلته لك، فركب» أخرجه الترمذي وأبو داود.
19729 / 9376 – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَاحِبُ الدَّابَّةِ أَحَقُّ بِصَدْرِهَا».
قال الهيثميُّ : رواه البزار وَضَعَّفَهُ.
باب النهي عن قد السير بين اصبعين
19730 / 9495 – (د) سمرة بن جندب – رضي الله عنه – «أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم نَهَى أن يُقَدّ السّير بين إصبَعَين» أخرجه أبو داود.
باب في دواب الغزاة وكراهية الأجراس
قَدْ تَقَدَّمَتْ أَحَادِيثُ فِي كَرَاهِيَةِ الْأَجْرَاسِ وَالْكِلَابِ فِي الصَّيْدِ. وكذلك في اللباس والزينة.
19731 / 9377 – عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً يَنْزِلُونَ كُلَّ لَيْلَةٍ يَحْبِسُونَ الْكِلَابَ عَنْ دَوَابِّ الْغُزَاةِ، إِلَّا دَابَّةً فِي عُنُقِهَا جَرَسٌ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ وَهُوَ مُدَلِّسٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ وَفِي بَعْضِهِمْ كَلَامٌ لَا يَدْفَعُ عَدَالَتَهُمْ.
باب كيف المشي
19732 / 9378 – عَنْ جَابِرٍ قَالَ: «شَكَا نَاسٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المشي فَدَعَا لَهُمْ وَقَالَ: ” عَلَيْكُمْ بِالنَّسَلَانِ». فَانْتَسَلْنَا فَوَجَدْنَاهُ أَخَفَّ عَلَيْنَا.
وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1953) لإسحاق.
وفي إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (3/ 152): رَوَاهُ إِسْحَاقُ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ، والحاكم، والبيهقي.
نَسَلان- بِفَتْحُ النُّونِ وَالسَّينُ الْمُهْمَلَةِ- عَدْوُ الذَّئْبِ، يُقَالُ: نسل ينسل نسلا ونسلانًا، وَعَلَيْكُمْ بِالنَّسَلَانِ.
باب النهي عن تضيق المنازل وقطع الطريق من غير ضرورة
19733 / 9378\1917– عَنْ أُسَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ جُهَينَةَ عَنْ رجل قال: غزونا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَى مَنْزِلًا فِيهِ ضِيقٌ فَضَيَّقَ النَّاسُ وَقَطَعُوا الطَّرِيقَ فَنَادَى مُنَادٍ: مَنْ ضيَّق مَنْزِلًا أَوْ قَطَعَ طَرِيقًا فَلَا جِهَادَ لَهُ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1917) للحارث.
في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 119): هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.
باب ما جاء أن الرزق في ظل الرماح والسيوف
19734 / 6335 – (خ) عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «جُعِلَ رِزْقي تحت ظِلِّ رُمْحِي، وجُعِلَ الذِّلَّةُ والصَّغَارُ على مَن خالف أمري» أخرجه البخاري في ترجمة باب.
19735 / 9379 – عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللَّهُ تَعَالَى وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذُّلُّ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ وَثَّقَهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ وَأَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُمَا وَضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
باب ما جاء في فضل الرماح والقسي والسيوف
19736 / 9378\1952– عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جِئْتُ مَحْضَرًا فِي مِثْلِ الرِّيحِ فَمَرَرْتُ بِشِرْذِمَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ أَرَ قَبْلَهُمْ وَلَا بَعْدَهُمْ مِثْلَهُمْ، مُتَقَلِّدِينَ السُّيُوفَ قَرِيبًا مِنَ الثَّلَاثِينَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدْ رَأَيْتُ فزعاً.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1952) لإسحاق.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 117): هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الربذي.
19737 / 9380 – وَعَنْ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ قَالَ: «أَبْصَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مَعَهُ قَوْسٌ فَارِسِيَّةٌ فَقَالَ: ” اطْرَحْهَا ” ثُمَّ أَشَارَ إِلَى الْقَوْسِ الْعَرَبِيَّةِ فَقَالَ: ” بِهَذِهِ وَبِرِمَاحِ الْقَنَا يُمَكِّنُ اللَّهُ لَكُمْ فِي الْبِلَادِ وَيَنْصُرُكُمْ عَلَى عَدُوِّكُمْ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِي إِسْنَادِهِ مَسَاتِيرُ لَمْ يُضَعَّفُوا وَلَمْ يُوَثَّقُوا.
19738 / 9381 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ قَالَ: «بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ إِلَى خَيْبَرَ فَعَمَّمَهُ بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ ثُمَّ أَرْسَلَهَا مِنْ وَرَائِهِ أَوْ قَالَ: عَلَى كَتِفِهِ الْيُسْرَى ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ267\5 صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتْبَعُ الْجَيْشَ وَهُوَ مُتَوَكِّئٌ عَلَى قَوْسٍ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ يَحْمِلُ قَوْسًا فَارِسِيًّا فَقَالَ: “أَلْقِهَا فَإِنَّهَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَنْ يَحْمِلُهَا، عَلَيْكُمْ بِالْقَنَا وَالْقِسِيِّ الْعَرَبِيَّةِ فَإِنَّ بِهَا يُعِزُّ اللَّهُ دِينَكُمْ وَيَفْتَحُ لَكُمُ الْبِلَادَ».
قَالَ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ: إِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَنَّهَا كَانَتْ إِذْ ذَاكَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَّا الْيَوْمَ فَقَدْ صَارَتْ عُدَّةً وَقُوَّةً لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ عَنْ شَيْخِهِ بَكْرِ بْنِ سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيِّ قَالَ الذَّهَبِيُّ: وَهُوَ مُقَارِبُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ. وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ إِلَّا أَنِّي لَمْ أَجِدْ لِأَبِي عُبَيْدَةَ عِيسَى بْنِ سُلَيْمٍ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ سَمَاعًا. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1943) لأبي بكر بن شيبة وأحمد بن منيع.
ولم اقف عليه في الاتحاف.
باب الأمر بالرمي وتعلمه
19739 / 3043 – (خ) سلمة بن الأكوع – رضي الله عنه – قال: «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على نَفر من أَسْلَمَ ينتضِلونَ بالسيوف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ارموا بني إسماعيل، فإن أباكم كان رامياً، ارموا وأنا مع بني فلان، قال: فأمسك أحد الفريقين بأيديهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما لكم لا ترمون؟ فقالوا: كيف نرمي وأنت معهم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ارموا وأنا معكم كلِّكم». أخرجه البخاري.
19740 / 9382 – وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَفَعَهُ قَالَ: «عَلَيْكُمْ بِالرَّمْيِ فَإِنَّهُ خَيْرُ أَوْ مِنْ خَيْرِ لَهْوِكُمْ».
قال الهيثميُّ : رواه البزار، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَلَفْظُهُ: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيْكُمْ بِالرَّمْيِ فَإِنَّهُ خَيْرُ لَعِبِكُمْ». وَرِجَالُ الْبَزَّارِ رِجَالُ الصَّحِيحِ خَلَا حَاتِمَ بْنَ اللَّيْثِ وَهُوَ ثِقَةٌ وَكَذَلِكَ رِجَالُ الطَّبَرَانِيِّ.
19741 / 9383 – وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَشْهَدُ الْمَلَائِكَةُ مِنْ رَهْنِكُمْ إِلَّا النِّصَالَ وَالنِّضَالَ».
قال الهيثميُّ : رواه البزار وَالطَّبَرَانِيُّ وَفِيهِ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
19742 / 9383\1945– عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى النَاسٍ يَرْمُونَ، فَقَالَ: خُذُوا وَأَنَا مَعَ ابْنِ الأكوع، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَأْخُذُ وَأَنْتَ مَعَ بَعْضِنَا دُونَ بَعْضٍ؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خُذُوا وَأَنَا مَعَكُمْ يَا بَنِي إِسْمَاعِيلَ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1945) لأبي بكر بن شيبة.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 340): هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؛ لِضَعْفِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ.
(تنبيه): كذا وجدت في النسخة التي عندي: ابن الأكوع. والصحيح أنه ابن الأدرع، كما في مصنف ابن ابي شيبة ومسنده.
19743 / 9383\1946– عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيِّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: مَرَّ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأناس من أسلم وَهُمْ يَتَنَاضَلُونَ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا، وَأَنَا مَعَ ابْنِ الْأَكْوَعِ فَأَمْسَكَ الْقَوْمُ بِأَيْدِيهِمْ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا لَكُمْ لَا تَرْمُونَ؟ قَالُوا يَا رسول الله نرمي وَقَدْ قُلْتَ وأنا مَعَ ابْنِ الْأَكْوَعِ. وَقَدْ عَلِمْت أَنَّ حِزْبَكَ لَا يُغْلَبُ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ارْمُوا وَأَنَا مَعَكُمْ كُلِّكُمْ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1946) لأبي بكر.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 144): هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ بْنُ حنبل
19744 / 9384 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَوْمٍ يَرْمُونَ فَقَالَ: ” ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا».
قال الهيثميُّ : رواه البزار، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ وَحَدِيثُهُ حَسَنٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
19745 / 9385 – وَعَنْ جَابِرٍ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى قَوْمٍ وَهُمْ يَرْمُونَ فَقَالَ: ” ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا».
قال الهيثميُّ : رواه البزار، وَفِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
19746 / 9386 – وَعَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَمْرٍو الْأَسْلَمِيِّ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلْأَسْلَمِيِّينَ: ” ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا». «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “وَأَنَا مَعَ مِحْجَنِ بْنِ الْأَدْرَعِ “. فَأَمْسَكَ الْقَوْمُ قَالَ: ” مَا لَكُمْ؟ ” قَالُوا: مَنْ كُنْتَ مَعَهُ فَقَدْ غَلَبَ. قَالَ: ” ارْمُوا وَأَنَا مَعَكُمْ كُلُّكُمْ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْبَكْرِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
19747 / 9389 – وَعَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: رَأَيْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ يَرْمِي بَيْنَ هَدَفَيْنِ وَمَعَهُ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَقَالَ: أُمِرْنَا أَنْ نُعَلِّمَ أَوْلَادَنَا الرَّمْيَ وَالْقُرْآنَ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ الْمُنْذِرُ بْنُ زِيَادٍ الطَّائِيُّ وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
باب ما يجوز من اللهو بالسيف والقوس والفرس
19748 / 3041 – (م ت) عقبة بن عامر- رضي الله عنه – قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ستُفْتَحُ عليكم أرَضون، ويكفيكم الله، فلا يَعْجز أَحدُكم أن يَلْهُو بأسْهِمِه» . أخرجه مسلم. وأخرجه الترمذي مضافاً إلى حديث آخر قد أخرجه مسلم، وهو مذكور في تفسير سورة الأنفال، من كتاب التفسير من حرف التاء، فجمعه الترمذي، وفرَّقه مسلم.
19749 / 9387 – وَعَنْ عَمْرِو بْنِ عَطِيَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الْأَرْضَ سَتُفْتَحُ عَلَيْكُمْ وَتُكْفَوْنَ الدُّنْيَا، فَلَا يَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَلْهُوَ بِأَسْهُمِهِ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ عَنْ شَيْخِهِ بَكْرِ بْنِ سَهْلٍ قَالَ الذَّهَبِيُّ: مُقَارِبُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ، وَفِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ أَيْضًا.
19750 / 9388 – وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا عَلَى 268\5 أَحَدِكُمْ إِذَا لَجَّ بِهِ هَمُّهُ أَنْ يَتَقَلَّدَ قَوْسَهُ فَيَنْفِيَ بِهِ هَمَّهُ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الصَّغِيرِ، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ الزُّبَيْرِ الزُّبَيْدِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا.
19751 / 9390 – وَعَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَجَابِرَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ يَرْتَمِيَانِ، فَمَلَّ أَحَدُهُمَا فَجَلَسَ فَقَالَ لَهُ الْآخَرُ: كَسِلْتَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «كُلُّ شَيْءٍ لَيْسَ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَهُوَ لَهْوٌ أَوْ سَهْوٌ، إِلَّا أَرْبَعَ خِصَالٍ: مَشْيُ الرَّجُلِ بَيْنَ الْغَرَضَيْنِ، وَتَأْدِيبُهُ فَرَسَهُ، وَمُلَاعَبَتُهُ أَهْلَهُ، وَتَعْلِيمُ السِّبَاحَةِ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ وَالْبَزَّارُ، وَرِجَالُ الطَّبَرَانِيِّ رِجَالُ الصَّحِيحِ خَلَا عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ بُخْتٍ وَهُوَ ثِقَةٌ.
19752 / 9391 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ شَيْءٍ مِنْ لَهْوِ الدُّنْيَا بَاطِلٌ إِلَّا ثَلَاثًا: انْتِضَالَكَ بِقَوْسِكَ، وَتَأْدِيبَكَ فَرَسَكَ، وَمُلَاعَبَتَكَ أَهْلَكَ، فَإِنَّهُنَّ مِنَ الْحَقِّ». وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “«انْتَضِلُوا وَارْكَبُوا، وَأَنْ تَنْتَضِلُوا أَحَبُّ إِلَيَّ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ ثَلَاثَةً الْجَنَّةَ؛ صَانِعَهُ الْمُحْتَسِبَ فِيهِ، وَالْمُمِدَّ بِهِ، وَالرَّامِيَ بِهِ» “.
قُلْتُ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَهُوَ بِتَمَامِهِ فِي صَدَقَةِ التَّطَوُّعِ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ أَحْمَدُ: مَتْرُوكٌ. وَضَعَّفَهُ الْجُمْهُورُ وَوَثَّقَهُ دُحَيْمٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ. وهو في المستدرك (2468).
باب فضل صانع السهم والرامي به والممد
19753 / 3040 – (د ت س ه – عقبة بن عامر رضي الله عنه ) قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله عز وجل لَيُدْخِلُ بالسَّهْم الواحد ثلاثة نَفَر الجنَّةَ: صانِعَه يَحْتَسِبُ في عمله الخيرَ، والرَّاميَ به، والمُمِدَّ به».
وفي رواية: ومُنبِلَه – فارمُوا واركبوا، وأَحبُّ إليَّ أن تَرْمُوا من أن تركَبُوا. كلُّ لهو باطل، ليس من اللهوِ محمود إلا ثلاثة: تأديبُ الرجلِ فرسَه، ومُلاعَبتُهُ أهلَه، ورَميُه بِقوسه ونَبْلِهِ، فإنهن من الحق، ومن ترك الرَّميَ بعد ما علمه، رَغبة عنه، فإنها نعمة تركها – أو قال: كفَرها» . أخرجه أبو داود. وأخرجه الترمذي وابن ماجه إلى قوله: «فإنهن من الحق» وأخرجه النسائي إلى قوله: «ومُنْبِلَهِ» .
وله في أخرى مثله، وفي أَوله: قال خالد بن زيد الجهني: «كان عُقبةُ يمرُّ بي فيقول: يا خالد، أُخرج بنا نَرمي، فلما كان ذاتَ يوم أبطأتُ عنه، فقال: يا خالد، تعالَ أُخبركَ بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتيتُه، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الله يدخلُ بالسَّهم الواحد … » الحديث.
19754 / 3042 – (ت) عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله ليُدخِلُ بالسَّهم الواحد ثلاثةً الجنّةَ صانِعَهُ يَحتَسبُ في صنعته الخير، والراميَ به، والمُمدَّ به، وقال: ارمُوا واركَبُوا، ولأن ترموا أحبُّ إليَّ من أن تركبوا، كلُّ ما يَلهُو به الرجل المسلم باطل، إلا رمْيه بقوسه، وتأديبه فرسَه، وملاعبته أهلَه، فإنهن من الحق» . أخرجه الترمذي هكذا مرسلاً.
19755 / 9391 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ شَيْءٍ مِنْ لَهْوِ الدُّنْيَا بَاطِلٌ إِلَّا ثَلَاثًا: انْتِضَالَكَ بِقَوْسِكَ، وَتَأْدِيبَكَ فَرَسَكَ، وَمُلَاعَبَتَكَ أَهْلَكَ، فَإِنَّهُنَّ مِنَ الْحَقِّ». وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “«انْتَضِلُوا وَارْكَبُوا، وَأَنْ تَنْتَضِلُوا أَحَبُّ إِلَيَّ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ ثَلَاثَةً الْجَنَّةَ؛ صَانِعَهُ الْمُحْتَسِبَ فِيهِ، وَالْمُمِدَّ بِهِ، وَالرَّامِيَ بِهِ» “.
قُلْتُ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَهُوَ بِتَمَامِهِ فِي صَدَقَةِ التَّطَوُّعِ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ أَحْمَدُ: مَتْرُوكٌ. وَضَعَّفَهُ الْجُمْهُورُ وَوَثَّقَهُ دُحَيْمٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
وهو في المستدرك (2468). وسيأتي بعد بابين، باب فيمن رمى بسهم وما له من الأجر.
باب استحباب التدرب والمشي بين الغرضين
19756 / 9392 – وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ لَهْوٍ يُكْرَهُ إِلَّا مُلَاعَبَةَ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَمَشْيَهُ بَيْنَ الْهَدَفَيْنِ وَتَعْلِيمَهُ فَرَسَهُ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَفِيهِ الْمُنْذِرُ بْنُ زِيَادٍ الطَّائِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
19757 / 9393 – وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ مَشَى بَيْنَ الْغَرَضَيْنِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَسَنَةٌ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
19758 / 9394 – وَعَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَشْتَدُّ بَيْنَ الْغَرَضَيْنِ وَيَقُولُ: إِنِّي بِهَا إِنِّي بِهَا.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
باب إثم من تعلم الرمي ثم نسيه
19759 / 3039 – (م ه – فقيم اللخمي رحمه الله ) قال: «قلتُ لعقبة بن عامر: تَخْتَلِفُ بين هذين الغَرَضَيْن، وأَنت شيخ كبير، فَيَشُقُّ عليك؟ فقال: عُقبةُ: لولا كلام سمعتُه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أعَانِه، قال: قلت: وما ذاكَ؟ قال: سمعتُه يقول: من تَعَلَّمَ الرَّمْيَ ثم تركه فليس منا – أو قد عصى». أخرجه مسلم.
وقال ابن ماجه في رواية ( فقد عصاني ). واقتصر على المرفوع منه.
19760 / 9395 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ تَعَلَّمَ الرَّمْيَ ثُمَّ نَسِيَهُ فَهِيَ نِعْمَةٌ 269\5 جَحَدَهَا».
قال الهيثميُّ : رواه البزار، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَفِيهِ قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَثَّقَهُ شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَغَيْرُهُمَا، وَضَعَّفَهُ جَمَاعَةٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
باب فيمن رمى بسهم وما له من الأجر
وتقدم باب فضل صانع السهم والرامي به
19761 / 7197 – (س د ت) أبو نجَيح السلمي – رضي الله عنه – قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من بلَّغ بِسَهْم فهو له درجة في الجنة، فبلَّغتُ يومئذ ستة عشر سَهْماً» قال: وسمعت النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: «من رمى بِسَهْم في سبيل الله، فهو له عِدْل مُحرَّر» أخرجه النسائي.
وأخرجه أبو داود في أول حديث يتضمن فضل العتق ويَرِدُ في بابه.
وفي رواية الترمذي مثل الرواية الثانية، وقال: «عِدْل رقبة محرّرة».
19762 / 9396 – عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: “قُومُوا فَقَاتِلُوا”. قَالَ: فَرَمَى رَجُلٌ بِسَهْمٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَوْجَبَ هَذَا».
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَالطَّبَرَانِيُّ وَإِسْنَادُهُمَا حَسَنٌ. وَبَقِيَّةُ طُرُقِهِ تَأْتِي فِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ فِي التَّفْسِيرِ.
19763 / 9396\1948– عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَرْمِي بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى في الْعَدُوِّ أَصَابَ أَوْ أَخْطَأَ إِلَّا كَانَ أَجْرُ ذَلِكَ السَّهْمِ لَهُ كَعِدْلِ نَسَمَةٍ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ابْيَضَّتْ مِنْهُ شَعْرَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى إِلَّا كَانَتْ لَهُ نُورًا تَسْعَى بَيْنَ يَدَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَعْتَقَ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْ يَجْزِيَهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1948) لعبد بن حميد.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 145): وَقَدْ تَقَدَّمَ لِهَذَا الْحَدِيثِ شَوَاهِدُ فِي كِتَابِ الزِّينَةِ فِي بَابِ مَنْ شَابَ شَيْبَةً.
19764 / 9397 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ رَمَى رَمْيَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَصَّرَ أَوْ بَلَغَ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ أَرْبَعِ أُنَاسٍ مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ أَعْتَقَهُمْ».
قال الهيثميُّ : رواه البزار وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ شَبِيبُ بْنُ بِشْرٍ وَهُوَ ثِقَةٌ وَفِيهِ ضَعْفٌ.
19765 / 9398 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
قال الهيثميُّ : رواه البزار عَنْ شَيْخِهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوَفَّقٍ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
19766 / 9399 – وَعَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ: ” مَنْ أَدْخَلَ هَذَا الْحِصْنَ سَهْمًا فَقَدْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ». قَالَ عُتْبَةُ: فَأَدْخَلْتُ ثَلَاثَةَ أَسْهُمٍ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
19767 / 9400 – وَعَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا عَمْرٍو الْأَنْصَارِيَّ وَكَانَ بَدْرِيًّا عَقَبِيًّا أُحُدِيًّا وَهُوَ صَائِمٌ يَتَلَوَّى مِنَ الْعَطَشِ وَهُوَ يَقُولُ لِغُلَامٍ لَهُ: وَيْحَكَ تَرِّسْنِي، فَتَرَّسَهُ الْغُلَامُ حَتَّى نَزَعَ بِسَهْمٍ نَزْعًا ضَعِيفًا حَتَّى رَمَى بِثَلَاثَةِ أَسْهُمٍ ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَصَّرَ أَوْ بَلَغَ كَانَ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ” فَقُتِلَ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
19768 / 9401 – وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الْإِسْلَامِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَخْطَأَ أَوْ أَصَابَ كَانَ لَهُ مِثْلُ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ بِإِسْنَادَيْنِ رِجَالُ أَحَدِهِمَا ثِقَاتٌ.
19769 / 9402 – وَعَنْ مُعَاذٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الْإِسْلَامِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهِ دَرَجَةً».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ 270\5 رِجَالُ الصَّحِيحِ إِلَّا أَنَّ سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ لَمْ يُدْرِكْ مُعَاذًا.
19770 / 9403 – وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: مُقَامُ الرَّجُلِ فِي الصَّفِّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَمَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَلَغَ أَخْطَأَ أَوْ أَصَابَ فَبِعِتْقِ رَقَبَةٍ، وَمَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَفِيهِ يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ السَّمْتِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
باب الإصابة في الرمي وأدب الرمي
19771 / 9404 – عَنْ ثُمَامَةَ قَالَ: كَانَ أَنَسٌ يَجْلِسُ وَيُطْرَحُ لَهُ فِرَاشٌ وَيَجْلِسُ عَلَيْهِ وَيَرْمِي وَلَدُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا يَوْمًا وَنَحْنُ نَرْمِي فَقَالَ: يَا بَنِيَّ، بِئْسَ مَا تَرْمُونَ، ثُمَّ أَخَذَ الْقَوْسَ فَرَمَى فَمَا أَخْطَأَ الْقِرْطَاسَ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
19772 / 9404\1949– عَنْ حَفْصِ بْنِ أَبِي دَاوُدَ عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَرْمِيَ الرَّجُلُ بِمَرْمَاةٍ إِلَّا مَرْمَاةً يَرَاهَا.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1949) لمسدّد.
وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 339).
باب في الأوائل أول من رمى بسهم وغير ذلك
19773 / 9405 – عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أَفْشَى الْقُرْآنَ مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ.
وَأَوَّلُ مَنْ بَنَى مَسْجِدًا يُصَلَّى فِيهِ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، وَأَوَّلُ مَنْ أَذَّنَ بِلَالٌ، وَأَوَّلُ مَنْ غَدَا بِهِ فَرَسُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ، وَأَوَّلُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ سَعْدٌ، وَأَوَّلُ مَنْ قُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ بَدْرٍ مُهَجِّعٌ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَأَوَّلُ حَيٍّ أُلِفُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُهَيْنَةُ، وَأَوَّلُ مَنْ أَدَّوُا الصَّدَقَةَ طَائِعِينَ مِنْ قِبَلِ أَنْفُسِهِمْ بَنُو عُذْرَةَ بْنِ سَعْدٍ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَإِسْنَادُهُ مُنْقَطِعٌ.
باب ما جاء في السيف وهل يحلى
وتقدم في اللباس
19774 / 1113 – (خ ه – سليمان بن حبيب المحاربيُّ رحمه الله ) قال: سمعتُ أبَا أُمَامَةَ يقولُ: لقد فَتَحَ الفُتُوحَ قَوْمٌ، ما كانَتْ حلْيَةُ سيُوفِهمُ الذَّهب وَلا الفضّة، إنَّما كانت حِلْيَتْهُمُ الْعَلابي والآنكَ والحديدَ. أخرجه البخاري.
وعند ابن ماجه: ( دخلنا على أبي أمامة فرأى في سيوفنا شيئاً من حلية فضة فغضب وقال . . . فذكره ).
19775 / 9406 – عَنْ مَرْزُوقٍ الصَّقِيلِ أَنَّهُ صَقَلَ سَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَا الْفَقَارِ، وَكَانَتْ لَهُ قَبِيعَةٌ مِنْ فِضَّةٍ، وَحَلَقٌ فِي قَيْدِهِ، وَبَكْرَةٌ فِي وَسَطِهِ مِنْ فِضَّةٍ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ أَبُو الْحَكَمِ الصَّقِيلُ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
19776 / 9406\2233– عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُحَلَّى السَّيْفُ بِالْفِضَّةِ. قَالَ خَالِدٌ رَضِيَ الله عَنْهُ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ مِمَّنْ لَمْ يَكْذِبْ أَوْ يَكْذِبْنِي.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2233) للحارث.
وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (4/ 535).
19777 / 9406\2234– عن مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: ثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ بِهِ وَلَمْ يُذْكَرْ خَالِدًا فِي الْإِسْنَادِ وَقَالَ: أَنْ تُحَلَّى السُّيُوفُ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2234) لأحمد بن منيع. وهو الذي قبله.
19778 / 9407 – وَعَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” «أَرِنِي سَيْفَكَ ” فَسَلَّهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَإِذَا فِيهِ دِقَّهٌ وَضَعْفٌ فَقَالَ: “لَا تَضْرِبَنَّ بِهَذَا وَلَكِنِ اطْعَنْ بِهِ طَعْنًا».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
باب آلات الحرب وتسميتها وما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا باب يطول تتبعه، وقد صنفت فيه فصلا طويلاً من كتاب، هو (متاع النبي صلى الله عليه وسلم).
19779 / 9408 – عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيْفٌ قَائِمَتُهُ مِنْ 271\5 فِضَّةٍ وَقَبِيعَتُهُ مِنْ فِضَّةٍ، وَكَانَ يُسَمَّى: ذَا الْفَقَارِ.
وَكَانَتْ لَهُ قَوْسٌ يُسَمَّى: السَّدَّادَ. وَكَانَتْ لَهُ جُعْبَةٌ تُسَمَّى: الْجَمْعَ. وَكَانَتْ لَهُ دِرْعٌ مُوَشَّحَةٌ بِنُحَاسٍ تُسَمَّى: ذَاتَ الْفُضُولِ. وَكَانَتْ لَهُ حَرْبَةٌ تُسَمَّى: النَّبْعَاءَ. وَكَانَ لَهُ مِجَنٌّ يُسَمَّى الدَّفْنَ. وَكَانَ لَهُ تُرْسٌ أَبْيَضُ يُسَمَّى: الْمُوجَزَ.
وَكَانَ لَهُ فَرَسٌ أَدْهَمُ يُسَمَّى: السَّكِبَ، وَكَانَ لَهُ سَرْجٌ يُسَمَّى: الدَّاحَّ. وَكَانَتْ لَهُ بَغْلَةٌ شَهْبَاءُ تُسَمَّى: الدُّلْدُلُ، وَكَانَتْ لَهُ نَاقَةٌ تُسَمَّى: الْقَصْوَى. وَكَانَ لَهُ حِمَارٌ يُسَمَّى: يَعْفُورَ.
وَكَانَ لَهُ بِسَاطٌ يُسَمَّى: الْكَرَّ. وَكَانَتْ لَهُ عَنَزَةٌ تُسَمَّى: النَّمِرَ. وَكَانَتْ لَهُ رَكْوَةٌ تُسَمَّى: الصَّادِرَ. وَكَانَتْ لَهُ مِرْآةٌ تُسَمَّى: الْمِرْآةَ. وَكَانَ لَهُ مِقْرَاضٌ يُسَمَّى: الْجَامِعَ. وَكَانَ لَهُ قَضِيبٌ شَوْحَطُ يُسَمَّى: الْمَمْشُوقَ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَلِيُّ بْنُ عُرْوَةَ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
باب ما روي في ترك الأظفار للمعركة
19780 / 9408\1955– عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ أَشْيَاخِهِ قَالَ: إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهٌ عَنْهُ قَالَ: وَفِّرُوا أَظْفَارَكُمْ فِي أَرْضِ الْعَدُوِّ فَإِنَّهَا سِلَاحٌ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1955) لمسدّد.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 147): هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، وَفِيهِ انْقِطَاعٌ.
باب الرايات والألوية
يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
باب فضل الجهاد والمجاهدين ، والرباط في سبيل الله
وسيأتي بعد أبواب : باب جامع في فضل الجهاد.
وهذا الباب أورد فيه ابن الأثير ثمانية فروع
الأول
19781 / 7166 – (ت س ه – عثمان بن عفان رضي الله عنه ) قال يوماً على المنبر: إني كنتُ كتمتكم حديثاً سمعتُه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مَخافةَ – أو قال: كراهية – تَفَرُّقِكُم عني، ثم إني قد بدا لي أن أحدِّثكموه، ليختارَ امرُؤ لنفسه ما بدا له، سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «رِباطُ يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل» أخرجه الترمذي، وأخرج النسائي المسند منه فقط.
وفي رواية ابن ماجه بنحو الترمذي ولفظه: خَطَبَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ النَّاسَ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي سَمِعْتُ حَدِيثًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أُحَدِّثَكُمْ بِهِ إِلَّا الضِّنُّ بِكَمْ وَبِصَحَابَتِكُمْ، فَلْيَخْتَرْ مُخْتَارٌ لِنَفْسِهِ أَوْ لِيَدَعْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ رَابَطَ لَيْلَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ، كَانَتْ كَأَلْفِ لَيْلَةٍ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا». أخرجه ابن ماجه.
19782 / 7167 – (م ت س) محمد بن المنكدر – رحمه الله – قال: مرَّ سلمانُ الفارسيُّ بشُرَحْبِيل بن السِّمْطِ وهو في مُرابَط له، وقد شَقَّ المقام عليه وعلى أكثر أصحابه، فقال لهم سَلْمان: ألا أحدِّثكم بحديث سمعتُه من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالوا: بلى، قال: سمعتُه يقول: رباط يوم في سبيل الله أفضل – أو قال: خير – من صيام شهر وقيامه، ومَنْ مات مرابطاً وُقِيَ من فتنة القبر وفَتَّانَيْهِ، ونَما له عمل إلى يوم القيامة. أخرجه الترمذي، ولم يذكر «فتانيه» .
وأخرج مسلم والنسائي المسند فقط، وهذا لفظهما، قال سلمان: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «رِباطُ يوم وليلة خير مِِن صيامِ شهر وقيامِهِ، وإن مات جَرَى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رِزْقُه، وأمِن الفَتَّان» .
وفي رواية للنسائي قال: «من رابط يوماً وليلة في سبيل الله، كان له كأجر صيام شهر وقيامه، ومن مات مرابطاً جرى له مِثْلُ ذلك من الأجر، وأُجري عليه الرزق، وأمن الفُتَّان».
19783 / 2767 – ( ه – أَبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَجْرَى عَلَيْهِ أَجْرَ عَمَلِهِ الصَّالِحِ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُ، وَأَجْرَى عَلَيْهِ رِزْقَهُ، وَأَمِنَ مِنَ الْفَتَّانِ، وَبَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ آمِنًا مِنَ الْفَزَعِ». أخرجه ابن ماجه.
19784 / 7168 – (د ت) فضالة بن عبيد – رضي الله عنه – أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «كلُّ ميت يختم على عمله، إلا المرابطُ في سبيل الله، فإنه يَنْمِي له عملُه إلى يوم القيامة، ويُؤمَّن من فتنة القبر» وسمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «المجاهدُ مَنْ جاهد نفسه». أخرجه الترمذي.
وأخرج أبو داود منه إلى قوله: «فتنة القبر».
19785 / 7169 – (خ م ت) سهل بن سعد – رضي الله عنه – أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم- قال: «رِباطُ يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سَوْط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والرَّوْحة يروحها العبد في سبيل الله، أو الغدوة، خير من الدنيا وما عليها».
وفي رواية «وما فيها» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.
19786 / 2768 – ( ه – أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه ) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَرِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مِنْ وَرَاءِ عَوْرَةِ الْمُسْلِمِينَ، مُحْتَسِبًا مِنْ غَيْرِ شَهْرِ رَمَضَانَ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ عِبَادَةِ مِائَةِ سَنَةٍ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا، وَرِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مِنْ وَرَاءِ عَوْرَةِ الْمُسْلِمِينَ، مُحْتَسِبًا مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَعْظَمُ أَجْرًا – أُرَاهُ قَالَ – مِنْ عِبَادَةِ أَلْفِ سَنَةٍ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا، فَإِنْ رَدَّهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِهِ سَالِمًا، لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ سَيِّئَةٌ أَلْفَ سَنَةٍ، وَتُكْتَبُ لَهُ الْحَسَنَاتُ، وَيُجْرَى لَهُ أَجْرُ الرِّبَاطِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ». أخرجه ابن ماجه.
19787 / 2769 – ( ه – عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه ) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَحِمَ اللَّهُ حَارِسَ الْحَرَسِ». أخرجه ابن ماجه.
19788 / 2770 – ( ه – أَنَسَ رضي الله عنه ) قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” حَرَسُ لَيْلَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنْ صِيَامِ رَجُلٍ وَقِيَامِهِ فِي أَهْلِهِ أَلْفَ سَنَةٍ: السَّنَةُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ يَوْمًا، وَالْيَوْمُ كَأَلْفِ سَنَةٍ”. أخرجه ابن ماجه.
نوع ثانٍ
وهو فضل غدوة أو روحة في سبيل الله، وسيأتي في باب لوحده
نوعٌ ثالث
19789 / 7177 – (خ م ط ت س ه – أبو هريرة رضي الله عنه ) قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «ما مِنْ مَكْلُوم يُكلَمُ في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة، وكَلْمهُ يَدمى، اللونُ لونُ دم، والرِّيحُ رِيحُ مِسْك» .
وفي رواية قال: «كلُّ كَلْم يُكْلَمُهُ المُسْلِمُ في سبيل الله يكون يوم القيامة كهيئتها إذا طُعِنَتْ، تَفَجَّرُ دماً، اللونُ لونُ دم، والعَرْفُ عَرْف المِسْك» .
وفي أخرى قال: «لا يُكْلَمُ أحد في سبيل الله – والله أعلم بمن يكْلَم في سبيله – إلا جاءَ يوم القيامة واللونُ لونُ دم، والرِّيحُ ريحُ المِسْك» أخرجه البخاري.
وأخرج مسلم الأولى والثانية، إلا أنَّ الأولى أخرجها في جملة حديث يَرِد آنفاً، وأخرج «الموطأ» والترمذي والنسائي الرواية الثالثة.
وفي رواية لمسلم قال: «لا يُكْلَمُ أحد في سبيل الله – والله أعلم بمن يُكْلَمُ في سبيله – إلا جاءَ يومَ القيامة وجُرْحُه يَثْعَب، اللونُ لونُ الدَّم، والرِّيحُ رِيحُ المِسْكِ». وبنحوها أخرجه ابن ماجه. قلت: وهو طرف من الحديث الذي بعده.
19790 / 7178 – (خ م ط س ه – أبو هريرة رضي الله عنه ) قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «تَضَمَّن الله لمن خرج في سبيله – لا يُخْرجه إلا جهاداً في سبيلي، وإيماناً بي، وتصديقاً برسُلي – فهو عليَّ ضامن أنْ أدْخِلَهُ الجنة، أو أرْجِعَهُ إلى مسكنه الذي خرج منه، نائلاً ما نال من أجر أو غنيمة، والذي نفسُ محمد بيده، ما مِنْ كَلْم يُكلَمُ في سبيل الله، إلا جاء يومَ القيامةِ كهيئتِه حين كلم، لونُه لونُ دَم، ورِيحُهُ رِيحُ مِسك، والذي نفس محمد بيده، لولا أن يَشُقَّ على المسلمين ما قَعَدْتُ خِلافَ سَرِيّة تغزو في سبيل الله أبداً، ولكنْ لا أجدُ سَعَة فأحملهم، ولا يجدون سَعَة، ويَشُقُّ عليهم أن يتخَلَّفوا عني، والذي نفس محمد بيده، لودِدْتُ أن أغزوَ في سبيل الله، فأُقْتَل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغْزُو فأقتل» هذا لفظ حديث مسلم.
وقال ابن ماجه «أَعَدَّ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا جِهَادٌ فِي سَبِيلِي، وَإِيمَانٌ بِي، وَتَصْدِيقٌ بِرُسُلِي، فَهُوَ عَلَيَّ ضَامِنٌ أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ أَرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ، نَائِلًا مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ» ثُمَّ قَالَ «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مَا قَعَدْتُ خِلَافَ سَرِيَّةٍ تَخْرُجُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَبَدًا، وَلَكِنْ لَا أَجِدُ سَعَةً فَأَحْمِلَهُمْ، وَلَا يَجِدُونَ سَعَةً فَيَتَّبِعُونِي، وَلَا تَطِيبُ أَنْفُسُهُمْ فَيَتَخَلَّفُونَ بَعْدِي، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنْ أَغْزُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأُقْتَلَ، ثُمَّ أَغْزُوَ فَأُقْتَلَ ثُمَّ أَغْزُوَ فَأُقْتَلَ».
وأخرج البخاري الفصل الأول، قال: «تَكَفَّل الله لمن جاهد في سبيله – لا يُخْرِجُه مِنْ بيته إلا الجهادُ في سبيل الله وتصديقٌ بكلماته – أن يدخله الجنةَ، أو يَرُدَّهُ إلى مسكنه بِما نال من أجر أو غنيمة» .
وله في أخرى قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَثَلُ المجاهد في سبيل الله – والله أعلم بمن جاهد في سبيله – كَمَثَلِ الصَّائمِ القائم، وتوكَّل الله للمجاهد في سبيله بأن يَتَوَفَّاهُ: أنْ يُدخِلَهُ الجنة، أو يَرْجِعَه سالماً مع أجر أو غنيمة» .
وأخرجه مسلم أيضاً بنحو رواية البخاري الأولى.
وله في أخرى «تَضَمَّنَ الله لمن خرج في سبيله – وذكر مع الفصل الذي أوله: لولا أن أشُقَّ على المسلمين ما تخلَّفْتُ خِلافَ سَرِيَّة – بنحو ما تقدَّم» .
وفي رواية لهما قال: «انْتَدَبَ الله لمن خَرَجَ في سبيله – لا يُخرِجُه إلا جهاد في سبيلي، وإيمان بي، وتصديق برسولي – فهو عليَّ ضامن أن أدخلَه الجنةَ، أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه، نائلاً ما نال من أجر أو غنيمة» .
وفي رواية «الموطأ» قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «تكفّل الله لِمَنْ جاهد في سبيله» وذكر رواية البخاري الأولى، وأخرج النسائي روايتي البخاري الأولى والثانية.
وفي أخرى له قال: «انتدب الله لمن يخرج في سبيله – لا يخرجه إلا الإيمان بي، والجهاد في سبيلي – أنَّه ضَامِن حتى أدْخِلَه الجنةَ، بأيِّها كان، إما بقتل، أو وفاة، أو أردَّه إلى مسكنه الذي يخرج منه، نال ما نال من أجر أو غنيمة». قلت: والحديث الآتي من جملة هذا.
19791 / 7179 – (خ م ط س ه – أبو هريرة رضي الله عنه ) قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «لولا أن أشُقَّ على المسلمين ما تخلَّفْتُ عن سَرِيَّة، ولكنْ لا أجدُ حَمولة، ولا أجد ما أحملهم عليه، ويَشُقُّ عليَّ أن يتخلَّفوا عني، فَلَوَدِدْتُ أني قاتلتُ في سبيل الله فَقُتِلْتُ، ثم أحييتُ ثم قُتِلْتُ، ثم أُحْيِيتُ» هذا لفظ حديث البخاري، وقد أدرجه مسلم على ما قبله.
وللبخاري قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: «والذي نفسي بيده، لولا أنَّ رِجالاً من المؤمنين لا تَطِيب أنفسُهم بأنْ يتخلَّفوا عَنِّي، ولا أجدُ ما أحملهم عليه، ما تخلَّفْتُ عن سَرِيَّة تَغْزُو في سبيل الله، ولَوَدِدْتُ أني أُقْتَلُ في سبيل الله، ثم أُحيا، ثم أُقتل، ثم أُحيا، ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل» .
وله في أخرى قال: «والذي نفسي بيده، لَوَدِدْتُ أنِّي أُقَاتِلُ في سبيل الله، فَأُقْتَلُ، ثم أحيا، ثم أقْتَلُ، ثم أحْيا، ثم أُقْتلُ» فكان أبو هريرة يقولهن ثلاثاً «أشهد بالله» وأخرجاه معاً. قلت : هو طرف من الحديث الذي قبله وقد قدمنا لفظ ابن ماجه هناك.
أما البخاري فأخرجه في «كتاب الإيمان» متصلاً بحديث آخر، أوله «انْتَدَبَ الله لمن خرج في سبيله» وقد ذُكِرَ،
وأما مسلم: فأخرجه في «كتاب الجهاد» مع حديثين مُتَّصِلَين به، قال: «والذي نفسي بيده، لولا أن يَشُقَّ على المسلمين ما قعدتُ خِلافَ سَرِيَّة … » الحديث، وقد ذكرناه.
ولمسلم أيضا قال: والذي نفس محمد بيده لولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية تغزو في سبيل الله، ولكن لا أجدُ سَعَة فأحملهم، ولا يجدون سَعَة فيتَّبعوني، ولا تَطِيب أنفسُهم أن يقعدوا بعدي» .
وأخرج «الموطأ» الرواية الأولى، وأخرج الرواية الثانية من روايتي البخاري، وأخرج النسائي الرواية الأولى من أفراد البخاري.
قلتُ: هذه الأحاديث الثلاثة المتتابعة عن أبي هريرة: مشتركة المعنى في فضيلة الجهاد، ما يكاد ينفرد كلُّ واحد منها بمعنى، فيجوز أن تكون حديثاً واحداً، إلا أن الحميديَّ – رحمه الله – قد أخرجها هكذا متفرقة في ثلاثة مواضع من المتفق عليه، فاقتدينا به.
19792 / 7180 – (ت) أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: يعني يقول الله: «المجاهد في سبيلي هو علي ضمان إن قبضته أورثته الجنة، وإن رَجَعْتُهُ رَجَعْتُهُ بأجر أو غنيمة». أخرجه الترمذي.
19794 / 7181 – (س) عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما -: عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربِّه – قال: «أيُّما عبد من عبادي خرج مجاهداً في سبيل الله، ابتغاءَ مرضاتي، ضمنتُ له، إن رجعته أرجِعه بما أصاب مِنْ أجر أو غنيمة، وإن قبضتُه غفرتُ له ورحمتُه». أخرجه النسائي.
نوع رابع
19795 / 7182 – (خ م ط س) أبو هريرة – رضي الله عنه – قال: «قيل: يا رسول الله، ما يَعْدِل الجهادَ في سبيل الله؟ قال: لا تستطيعونه، فأعادوا عليه مرتين، أو ثلاثاً، كلُّ ذلك يقول: لا تستطيعونه، ثم قال: مَثَلُ المجاهد في سبيل الله، كمثل الصائم القانِتِ بآيات الله، لا يَفْتُر من صيام ولا صلاة، حتى يرجعَ المجاهدُ في سبيل الله». أخرجه مسلم والترمذي.
وفي رواية «الموطأ» : أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَثَلُ المجاهدِ في سبيل الله، كَمَثَلِ الصائمِ الدائمِ لا يَفْتُر من صلاة ولا صيام حتى يرجع» .
وفي رواية النسائي قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَثَلُ المجاهد في سبيل الله – والله أعلم بمن يجاهد في سبيله، كمثل الصائمِ القائمِ الخاشعِ الراكعِ السَّاجِدِ» .
وفي رواية البخاري: أن رجلاً قال: «يا رسول الله، دُلَّني على عمل يَعدِل الجهاد: قال: لا أجدُه، ثم قال: هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تَدْخُلَ مسجدك، فتقومُ ولا تفتُر، وتصومُ ولا تُفْطِر؟ فقال: ومَنْ يستطيع ذلك؟ فقال أبو هريرة: فإنَّ فرس المجاهدِ ليَسْتَنُّ يَمْرَح في طِوَلهِ، فيُكتَبُ له حسنات» أخرجه البخاري.
وفي رواية النسائي: قال: «جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: دُلَّني على عمل يَعْدِل الجهادَ، قال: لا أجدُه، هل تستطيع إذا خرج المجاهدُ: تدخل مسجداً، فتقومُ ولا تفترُ، وتصوم ولا تفطر؟ قال: من يستطيع ذلك؟».
19796 / 7183 – (خ م د ت س ه – أبو سعيد الخدري رضي الله عنه ) قال: أتى رجل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: «أيُّ الناس أفضل؟ قال: مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله، قال: ثم مَن؟ قال: ثُمَّ رجل في شِعْب من الشعاب يعبد الله – وفي رواية: يتقي الله – ويَدَعُ الناسَ من شَرِّه» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.
وابن ماجه، لكن قال فيه : «رَجُلٌ مُجَاهِدٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِنَفْسِهِ، وَمَالِهِ» ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ امْرُؤٌ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ، يَعْبُدُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ».
وفي رواية أبي داود: «أيُّ المؤمنين أكمَلُ؟ قال: رجل يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله، ورجل يعبد الله في شِعب من الشِّعاب، قد كَفَى الناسَ شَرَّهُ» .
وأخرج النسائي الأولى.
19797 / 2754 – ( ه – أَبو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه ) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَضْمُونٌ عَلَى اللَّهِ، إِمَّا أَنْ يَكْفِتَهُ إِلَى مَغْفِرَتِهِ وَرَحْمَتِهِ، وَإِمَّا أَنْ يَرْجِعَهُ بِأَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ، وَمَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ، الَّذِي لَا يَفْتُرُ حَتَّى يَرْجِعَ». أخرجه ابن ماجه.
19798 / 7184 – (س) أبو سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عام تبوك يخطُب الناسَ وهو مسند ظهره إلى راحلته، فقال: «ألا أخبركم بخيرِ الناس، وشرَّ الناس؟ إنَّ مِنْ خير الناس: رجلاً عمل في سبيل الله على ظهر فرسه، أو على ظهر بعيره، أو على قدمه، حتى يأتيَه الموت، وإن من شَرِّ الناس رجلاً يقرأ كتاب الله لا يرعوي إلى شيء منه» أخرجه النسائي.
19799 / 7185 – (م ه – أبو هريرة رضي الله عنه ) أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «منْ خَيْرِ مَعَاش الناس لهم: رَجُل مُمسِك بعِنان فرسه في سبيل الله، يَطِيرُ على مَتْنه، كلما سمع هَيْعة، أو فَزْعة، طار على مَتنه يبتغي القتل أو الموت مَظانَّه، أو رجل في غُنَيمة في شَعَفة من هذه الشِّعاف، أو بطن وادٍ من هذه الأودية، يُقيم الصلاةَ ويُؤتي الزكاةَ، ويعبُد ربَّه حتى يأتيَه اليقين، ليس من الناس إلا في خير». أخرجه مسلم وابن ماجه.
19800 / 7186 – (ط ت س) عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما -: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أُخْبِرُكم بخيرِ النَّاسِ؟ رجل ممسك بعِنان فرسِه في سبيل الله، ألا أُخْبِرُكم بالذي يتلوه؟ رجل معتزِل في غُنَيمة له يؤدِّي حق الله فيها، ألا أُخْبِرُكم بشَرِّ الناس؟ رجل يسأل بالله ولا يُعْطِي به» أخرجه الترمذي عن عطاء بن يسار عن ابن عباس.
وأخرجه «الموطأ» عن عطاء بن يسار عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، مرسلاً قال: «ألا أُخْبِرُكم بخير الناس منزلاً؟ رجل آخِذ بعِنان فرسه يجاهد في سبيل الله، ألا أخْبِرُكم بخير الناس منزلة بعدَه؟ رجل معتزِل في غُنَيمة يُقيم الصلاة، ويُؤتي الزكاة، ويعبدُ الله لا يُشْرِك به شيئاً» .
وفي رواية النسائي: «ألا أُخْبِرُكم بخير الناس منزلاً؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: رجل آخِذ برأس فرسه في سبيل الله، حتى يموتَ أو يُقْتَلَ، ألا أخْبِرُكم بالذي يليه؟ قلنا: نعم يا رسولَ الله، قال: رجل معتزل في شِعب من الشِّعاب، يُقيم الصلاةَ، ويؤتي الزكاةَ، ويعتزلُ شرَّ الناس، وأخْبِرُكم بشرِّ الناس؟ قلنا: نعم يا رسولَ الله، قال: الذي يسأل بالله ولا يُعطِي به».
19801 / 7187 – (د ه – أبو أمامة رضي الله عنه ) أن رجلاً قال: يا رسول الله ائذَنْ لي في السياحة، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «سَيَاحَةُ أُمَّتي الجهاد في سبيل الله» أخرجه أبو داود.
نوع خامس
19802 / 7188 – (ت س ه – أبو هريرة رضي الله عنه ) قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لا يَلِجُ النارَ رجل بكى من خشية الله، حتى يعودَ اللَّبَنُ في الضرْع ولا يَجْتَمِعُ على عبد غُبار في سبيل الله ودُخَانُ جهنَّم». أخرجه الترمذي والنسائي.
وزاد النسائي في أخرى «في مِنْخَرَيْ مسلم أبداً» . وللنسائي أيضاً قال: «لا يجتمع غبار في سبيل الله ودُخَانُ جهنَّم في جوف عبد أبداً، ولا يجتمع الشُّح والإيمان في قلب عبد أبداً» وفي أخرى «في قلب مسلم» في الموضعين.
ولفظ ابن ماجه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَدُخَانُ جَهَنَّمَ فِي جَوْفِ عَبْدٍ مُسْلِمٍ».
19803 / 7189 – (خ ت س) أبو عبس – رضي الله عنه – أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما اغبرَّتْ قدما عبد في سبيل الله، فتَمَسَّه النارُ». أخرجه البخاري.
وقد أخرجه هو والترمذي والنسائي بزيادة في أوله، وقد ذكر في «فضل صلاة الجمعة».
19804 / 7190 – (ت) عبد الله بن عباس – رضي الله عنه – قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «عينان لا تمسهُما النار: عَين بَكَتْ من خشية الله، وعَيْن باتت تحرُس في سبيل الله» أخرجه الترمذي.
19805 / 7191 – (س) أبو ريحانة – رضي الله عنه – قال: سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: «حُرِّمت عَيْن على النار سَهِرت في سبيل الله». أخرجه النسائي.
19806 / 7192 – (م د س) أبو هريرة – رضي الله عنه – أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «اثنان لا يجتمعان في النار اجتماعاً يضرُّ أحدُهما الآخر، قيل: مَنْ هم يا رسولَ الله؟ قال: مؤمن قَتَلَ كافراً، ثم سَدَّد» .
وفي رواية «لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبداً». أخرجه مسلم.
وأخرج أبو داود الثانية، وفي رواية النسائي قال: «لا يجتمعان في النار: مسلم قتل كافراً، ثم سدَّدَ وقارب، ولا يجتمعان في جوف مؤمن: غُبَار في سبيل الله، وفَيحُ جَهَنَّمَ، ولا يجتمعان في قلب عبد: الإيمان والحَسَدُ».
نوع سادس
19807 / 7193 – (م س) أبو سعيد الخدري – رضي الله عنه – أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً، وجبت له الجنة، فعجب لها أبو سعيد، فقال: أعِدْها عليِّ يا رسول الله، فأعادها عليه، ثم قال: «وأخرى يَرْفَعُ الله بها العبدَ مائةَ درجة في الجنة، ما بين كُلِّ درجتين كما بين السماء والأرض» . قال: وما هي يا رسولَ الله؟ قال: «الجهاد في سبيل الله، الجهاد في سبيل الله» أخرجه مسلم والنسائي.
19808 / 7194 – (م ت) أبو موسى – رضي الله عنه – قال ابْنُهُ أبو بكر: سمعتُ أبي وهو بحضرة العَدُوِّ يقول: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «إن أبواب الجنة تَحْتَ ظِلالِ السُّيوفِ» فقام رجل رَثُّ الهيئة، فقال: يا أبا موسى، أنت سمعتَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا؟ قال: نعم، فرجع إلى أصحابه، فقال: أقرأ عليكم السلام، ثم كسر جَفْن سيفه، فألقاها، ثم مشى بسيفه إلى العدو فضرب به حتى قُتِل. أخرجه مسلم والترمذي.
19809 / 7195 – (د) أبو هريرة – رضي الله عنه -: أن عمرو بن أُقَيش: «كان له رِباً في الجاهلية، فكره أن يُسْلِمَ حتى يأخذَه، فجاء يومَ أحد، فقال: أين بَنُو عمي؟ قالوا: بأحُد، قال: أين فلان، قالوا: بأحُد، فلبس لأْمَتَه، وركب فرسه، وتوجَّه قِبَلهم، فلما رآه المسلمون قالوا: إليكَ عَنَّا يا عمرو، قال: إني قد آمنتُ، فقاتل حتى جرِحَ، فحمل إلى أهله جريحاً، فجاءه سعدُ بن معاذ، فقال لأخته: سَلِيهِ أحَمِيَّةً لقومك، أم غضباً لهم، أم غضباً لله تبارك وتعالى؟ قال: بل غضباً لله ولرسوله، فماتَ فدخلَ الجنة، وما صلَّى لله تبارك وتعالى صلاة» . أخرجه أبو داود.
19810 / 7196 – (خ م د) عبد الله بن أبي أوفى – رضي الله عنه -: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «الجنةُ تحت ظلال السيوف» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود في جملة حديث.
19811 / 7197 – (س د ت) أبو نجَيح السلمي – رضي الله عنه – قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من بلَّغ بِسَهْم فهو له درجة في الجنة، فبلَّغتُ يومئذ ستة عشر سَهْماً» قال: وسمعت النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: «من رمى بِسَهْم في سبيل الله، فهو له عِدْل مُحرَّر» أخرجه النسائي.
وأخرجه أبو داود في أول حديث يتضمن فضل العتق ويَرِدُ في بابه.
وفي رواية الترمذي مثل الرواية الثانية، وقال: «عِدْل رقبة محرّرة».
19812 / 7198 – (خ م ط س ه – أبو هريرة رضي الله عنه ) أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «يضحك الله تعالى إلى رجلين يَقْتُلُ أحدُهما الآخر، كلاهما يدخلُ الجنة، يُقَاتِلُ هذا في سبيل الله، ثم يُسْتَشْهَدُ فيتوبُ الله على القاتل، فَيُسلِمُ فيقاتل في سبيل الله، فَيُسْتَشْهَدُ» . أخرجه البخاري ومسلم و«الموطأ» والنسائي وابن ماجه.
19813 / 7199 – (خ) أبو هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ آمنَ بالله ورسوله، وأقامَ الصَّلاةَ، وآتى الزَّكاةَ، وصامَ رمضانَ، وحجَّ: كان حَقّاً على الله أن يُدْخِلَه الجنةَ، جاهد في سبيل الله، أو جلس في أرضه التي وُلِد فيها، فقالوا: أوَلا نُبَشِّرُ الناسَ بقولك؟ فقال: إن في الجنة مائةَ درجة، أعدَّها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتُم الله فاسألوه الفِرْدَوس، فإنه أوسطُ الجنة وأعلى الجنة، وفوقَه عرش الرحمن، ومنه تَفَجَّرُ أنهار الجنة». أخرجه البخاري.
نوع سابع
19814 / 7200 – (خ س) أبو هريرة – رضي الله عنه – أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «من احتَبَس فرساً في سبيل الله إيماناً بالله، وتصديقاً بوعده، فإن شِبَعَهُ ورِيَّه ورَوْثه وبَوْلَهُ في ميزانه يوم القيامة» يعني حسنات. أخرجه البخاري والنسائي.
19815 / 7201 – (م س) أبو مسعود البدري – رضي الله عنه – قال: جاء رجل بناقة مَخْطومة إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: هذه في سبيل الله، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : لك بها يوم القيامة سبعُمائة ناقة كلُّها مخطومة. أخرجه مسلم.
وفي رواية النسائي: أن رجلاً تصدَّق بناقة مخطومة في سبيل الله، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لَيَأتِيَنَّ يوم القيامة بسَبْعمائة ناقة مخطومة».
19816 / 7202 – (ت) عدي بن حاتم – رضي الله عنه -: سأل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم «أيُّ الصدقة أفضلُ؟ قال: إخدامُ عبد في سبيل الله، أو إظلالُ فُسْطَاط، أو طَروقَةُ فحل في سبيل الله». أخرجه الترمذي.
19817 / 7203 – (ت) أبو أمامة – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «أفضلُ الصَّدقات: ظِلُّ فُسْطَاط في سبيل الله، ومَنِيحةُ خادم في سبيل الله أو طَرُوقَةُ فحل في سبيل الله» أخرجه الترمذي.
19818 / 7204 – (ت س) خُريم بن فاتك – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ أنفق نفقة في سبيل الله، كُتِبَتْ له بِسَبْعمائةِ ضِعْف» أخرجه الترمذي والنسائي.
19819 / 2761 – ( ه – عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَعِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ ) أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَرْسَلَ بِنَفَقَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأَقَامَ فِي بَيْتِهِ، فَلَهُ بِكُلِّ دِرْهَمٍ سَبْعُمِائَةِ دِرْهَمٍ، وَمَنْ غَزَا بِنَفْسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَأَنْفَقَ فِي وَجْهِ ذَلِكَ، فَلَهُ بِكُلِّ دِرْهَمٍ سَبْعُمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ» ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ}. أخرجه ابن ماجه.
19820 / 7205 – (خ م ت د س ه – زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه ) أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «من جهَّز غازياً في سبيل الله فقد غزَا، ومن خَلَّف غازياً في أهله بخير فقد غزا» أخرجه الجماعة إلا «الموطأ».
وفي أخرى للترمذي إلى قوله: «فقد غزا» في المرة الأولى.
ولفظ ابن ماجه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِ الْغَازِي شَيْئًا».
19821 / 7206 – (د) عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما – أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «للغَازي أجرُه، وللجاعِلِ أجرُه وأجرُ الغازي» أخرجه أبو داود.أخرجه أبو داود في الجهاد، باب الرخصة في أخذ الجعائل، وإسناده صحيح.
19822 / 2758 – ( ه – عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه ) قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى يَسْتَقِلَّ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ حَتَّى يَمُوتَ أَوْ يَرْجِعَ». أخرجه ابن ماجه.
نوع ثامن
19823 / 7207 – (خ ه – أبو هريرة رضي الله عنه ) أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «تعِسَ عبدُ الدِّينار، وعَبْدُ الدِّرهم، والقَطيفةِ، والخميصةِ، إن أُعطيَ رَضِيَ، وإن لم يُعْطَ لم يَرْضَ» قال البخاري: وزاد عمرو بن مرزوق – عن عبد الرحمن بن دينار عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «تَعِسَ عبدُ الدِّينار، وعبدُ الدِّرهم، وعَبْدُ الخميصة، إن أُعْطِيَ رَضِيَ، وإن لم يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وانْتَكَسَ، وإذا شِيكَ فلا انْتُقِشَ، طوبى لعبدٍ آخذ بعِنان فرسه في سبيل الله، أشْعَثَ رأسُه، مُغْبَرَّة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقَة كان في الساقة، إن استأذَن لم يُؤذَن له، وإن شَفَعَ لم يُشَفَّع» أخرجه البخاري.
وأخرج ابن ماجه الأولى وقال ( لم يف ) بدل ( لم يرض ) ، وأخرجه بمثل الثانية إلى قوله ( انتقش ) دون قوله ( إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط ).
19824 / 7208 – (د) أبو أيوب – رضي الله عنه -: أنه سمع رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ستفتح عليكم الأمصارُ، وستكون جنود مُجَنَّدة، يُقطَع عليكم فيها بُعوث، يكره الرجل منكم البَعْث فيها، فيتخلَّص من قومه، ثم يتصفَّح القبائلَ، يَعْرِض نفسَه عليهم، يقول: مَنْ أكْفِه بَعْثَ كذا؟ من أكفه بَعْثَ كذا؟ ألا فذلك الأجيرُ إلى آخِرِ قَطْرة من دمه». أخرجه أبو داود.
19825 / 7209 – (س) أبو هريرة – رضي الله عنه – قال: «وعدَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم غَزوة الهند، فإن أدركتُها أُنفِق فيها نفسي ومالي، فإن قتلتُ كنتُ أفضلَ الشهداء، وإن رجعتُ فأنا أبو هريرة المحرَّر». أخرجه النسائي.
19826 / 7210 – (ط) زيد بن أسلم – رحمه الله -: قال: كَتَبَ أبو عبيدةَ بنُ الجرَّاح إلى عمر بن الخطاب يذكر له جموعاً من الروم، وما يتخوَّفُ منهم، فكتب إليه عمر: «أما بعدُ، فإنه مهما ينزلُ بعبد مؤمن من منزِلِ شِدَّة يجعل الله بعده فرجاً، وإنه لن يَغْلِبَ عُسْر يُسْرَيْن، وإن الله يقول في كتابه: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون} آل عمران: 200 » أخرجه «الموطأ».
19827 / 7281 – (س) فضالة بن عبيد – رضي الله عنه – قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أنا زعيم – والزعيم الحَميل – لمن آمن بي وأسلم وهاجر ببيت في ربض الجنة، وببيت في وسط الجنة، وأنا زعيم لمن آمن بي وجاهد في سبيل الله ببيت في رَبَضِ الجنة، وبيت في وسط الجنة، وبيت في أعلى غرف الجنة، من فعل ذلك، لم يَدَعْ للخير مطلباً، ولا من الشر مهرباً، يموت حيث شاء أن يموتَ». أخرجه النسائي.
19828 / 7285 – (د) أبو أمامة الباهلي – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «ثلاثة كلُّهم ضامن على الله: رجل خَرَجَ غازياً في سبيل الله، فهو ضامِن على الله عزَّ وجلَّ، حتى يتوفَّاه الله، فيدخله الجنة، أو يَرُدُّهُ بما نال من أجر أو غنيمة، ورجل راح إلى المسجد، فهو ضامن على الله عز وجل، حتى يتوفَّاه الله فيدخله الجنة، ورجل دخل بيته بسلام، فهو ضامن على الله عز وجل». أخرجه أبو داود.
باب ما جاء أن الجهاد يذهب الهم والغم
19829 / 9409 – عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” جَاهِدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ فَإِنَّ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يُنْجِي اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِهِ مِنَ الْهَمِّ وَالْغَمِّ»”.
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ أَطْوَلَ مِنْ هَذَا، وَأَحَدُ أَسَانِيدِ أَحْمَدَ وَغَيْرِهِ ثِقَاتٌ.
وهو في صحيح ابن حبان (4855).
19830 / 9410 – وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” عَلَيْكُمْ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنَّهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يُذْهِبُ اللَّهُ بِهِ الْهَمَّ وَالْغَمَّ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
باب في بيان منزلة المجاهد
19831 / 9409\1992– عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أُمَّ مُبَشِّرٍ: سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: رَجُلٌ عَلَى مَتْنِ فَرَسِهِ يُخِيفُ الْعَدُوَّ وَيُخِيفُونَهُ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1992) لإسحاق.
وقد رايت في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 83): قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: وَثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: “كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ قَبَصٌ مِنَ النَّاسِ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَعْدَ أَنْبِيَائِهِ وَأَصْفِيَائِهِ؟ فَقَالَ: الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ حَتَّى تَأْتِيهِ دَعْوَةُ اللَّهِ وَهُوَ عَلَى مَتْنِ فَرَسِهِ وَآخِذٌ بِعِنَانِهِ، قَالَ: وَامْرُؤٌ بِنَاحِيَةٍ أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ- تَعَالَى- وَتَرَكَ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ. قَالَ: يَا رسول الله فأي النَّاسِ شَرٌّ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فقال: الْمُشْرِكُ،. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: إِمَامٌ جَائِرٌ يجور عن الحق وقد مكن لَهُ، وَخَصَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبُو اب، الغيب فقالت: سَلُونِي، وَلَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَنْبَأْتُكُمْ بِهِ. فَقَالَ عُمَرُ: رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِكَ نَبِيًّا، وَحَسْبُنَا مَا أَتَانَا. قَالَ: فَسُرِّيَ عَنْهُ “. هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رواته.
بيان أن الجهاد ذروة سنام الإسلام
19832 / 7274 – (ت ه – معاذ بن جبل رضي الله عنه ) قال: «كنت مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فأصبحتُ يوماً قريباً منه ونحنُ نسيرُ، فقلتُ: يا رسولَ الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة، ويباعدني من النار، قال: لقد سألتني عن عظيم، وإنه لَيَسير على من يَسَّرَهُ الله عليه، تعبدُ الله، ولا تشرك به شيئاً، وتقيمُ الصلاة، وتؤتي الزكاةَ، وتصومُ رمضان، وتحجُّ البيتَ، ثم قال: ألا أدلُّك على أبواب الخير؟ قلتُ: بلى يا رسولَ الله، قال: الصومُ جُنَّة، والصدقةُ تُطفئُ الخطيئةَ كما يُطفئُ الماءُ النار، وصلاةُ الرجل في جَوف الليل شعارُ الصالحين، ثم تلا قوله تعالى: {تتجافى جنوبُهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً … } الآية السجدة: 16 ثم قال: ألا أخْبِرُك برأس الأمرِ وعَمودِه، وذِرْوَةِ سَنامه؟ قلتُ: بلى يا رسول الله، قال: رأْس الأمرِ الإِسلامُ، وعمودُه الصلاةُ، وذِروَةُ سَنامه الجهادُ، ثم قال: أَلا أُخبرك بملاك ذلك كلِّه؟. قلتُ: بلى يا رسولَ الله، قال: كُفَّ عليك هذا – وأشار إلى لسانه – قلتُ: يا نبيَّ الله، وإنَّا لمؤاخذونَ بما نتكلم به؟ قال: ثَكِلتْك أمُّك معاذ، وهل يَكُبُّ الناسَ في النار على وجوههم – أو قال: على مَناخِرهم – إلا حصائدُ ألسنتهم؟» . أخرجه الترمذي وابن ماجه.
19833 / 9411 – وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ بِالنَّاسِ قَبْلَ غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَلَمَّا أَنْ أَصْبَحَ صَلَّى بِالنَّاسِ صَلَاةَ الصُّبْحِ، ثُمَّ إِنَّ النَّاسَ رَكِبُوا، فَلَمَّا أَنْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ نَعَسَ النَّاسُ عَلَى أَثَرِ الدُّلْجَةِ، وَلَزِمَ مُعَاذٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتْلُو أَثَرَهُ، وَالنَّاسُ تَفَرَّقَتْ بِهِمْ رِكَابُهُمْ عَلَى جَوَادِّ الطَّرِيقِ تَأْكُلُ وَتَسِيرُ، فَبَيْنَا مُعَاذٌ عَلَى أَثَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَاقَتُهُ تَأْكُلُ مَرَّةً وَتَسِيرُ أُخْرَى عَثَرَتْ نَاقَةُ بِلَالٍ، فَكَبَحَهَا بِالزِّمَامِ فَهَبَّتْ حَتَّى تَقْرُبَ مِنْهَا نَاقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَشَفَ عَنْهُ قِنَاعَهُ فَالْتَفَتُّ فَإِذَا لَيْسَ فِي الْجَيْشِ أَدْنَى إِلَيْهِ مِنْ مُعَاذٍ فَنَادَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: “يَا مُعَاذُ “. فَقَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: ” ادْنُ دُونَكَ ” فَدَنَا مِنْهُ حَتَّى لَصِقَتْ 272\5 رَاحِلَتَاهُمَا إِحْدَاهُمَا بِالْأُخْرَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَا كُنْتُ أَحْسَبُ النَّاسَ مِنَّا كَمَكَانِهِمْ مِنَ الْبُعْدِ”. فَقَالَ مُعَاذٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَعَسَ النَّاسُ فَتَفَرَّقَتْ بِهِمْ رِكَابُهُمْ تَرْتَعُ وَتَسِيرُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” وَأَنَا كُنْتُ نَاعِسًا”. فَلَمَّا رَأَى مُعَاذٌ بِشْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَلْوَتَهُ لَهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي أَسْأَلْكَ عَنْ كَلِمَةٍ أَمْرَضَتْنِي وَأَسْقَمَتْنِي وَأَحْزَنَتْنِي؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” سَلْ عَمَّا شِئْتَ”. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ حَدِّثْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ لَا أَسْأَلُكَ عَنْ شَيْءٍ غَيْرِهِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “بَخٍ بَخٍ بَخٍ لَقَدْ سَأَلْتَ لِعَظِيمٍ لَقَدْ سَأَلْتَ لِعَظِيمٍ لَقَدْ سَأَلْتَ لِعَظِيمٍ ثَلَاثًا وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ الْخَيْرَ وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ الْخَيْرَ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ الْخَيْرَ ” فَلَمْ يُحَدِّثْهُ بِشَيْءٍ إِلَّا أَعَادَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ حِرْصًا لِكَيْمَا يُتْقِنَهُ عَنْهُ فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ وَتَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا حَتَّى تَمُوتَ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ “. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعِدْ لِي فَأَعَادَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِنْ شِئْتَ يَا مُعَاذُ حَدَّثْتُكَ بِرَأْسِ هَذَا الْأَمْرِ وَقِوَامِ هَذَا الْأَمْرِ وَذِرْوَةِ السَّنَامِ”. فَقَالَ مُعَاذٌ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ حَدِّثْنِي بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ رَأْسَ هَذَا الْأَمْرِ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِنَّ قِوَامَ هَذَا الْأَمْرِ إِقَامَةُ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَإِنَّ ذُرْوَةَ السَّنَامِ مِنْهُ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَيَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَقَدِ اعْتَصَمُوا وَعَصَمُوا دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ» “.
«وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا شَحُبَ وَجْهٌ وَلَا اغْبَرَّتْ قَدَمٌ فِي عَمَلٍ تَبْتَغِي فِيهِ دَرَجَاتُ الْجَنَّةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ الْمَفْرُوضَةِ كَجِهَادٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَلَا ثَقَّلَ مِيزَانَ عَبْدٍ كَدَابَّةٍ 273\5 تُنْفَقُ لَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ يَحْمِلُ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ» “.
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَالْبَزَّارُ، وَالطَّبَرَانِيُّ بِاخْتِصَارٍ، وَفِيهِ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَقَدْ يُحَسَّنُ حَدِيثُهُ.
19834 / 9412 – وَعَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” الْإِسْلَامُ ثَلَاثَةُ أَبْيَاتٍ: سُفْلَى وَعُلْيَا وَغُرْفَةٌ، فَأَمَّا السُّفْلَى فَالْإِسْلَامُ دَخَلَ فِيهِ عَامَّةُ الْمُسْلِمِينَ فَلَا يُسْأَلُ أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلَّا قَالَ: أَنَا مُسْلِمٌ. وَأَمَّا الْعُلْيَا فَتَفَاضُلُ أَعْمَالِهِمْ، بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ أَفْضَلُ مِنْ بَعْضٍ. وَأَمَّا الْغُرْفَةُ الْعُلْيَا فَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَنَالُهَا إِلَّا أَفْضَلُهُمْ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي عَبْدِ الْمَلِكِ عَنِ الْقَاسِمِ وَأَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ لَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
19835 / 9413 – وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “ذُرْوَةُ سَنَامِ الْإِسْلَامِ الْجِهَادُ لَا يَنَالُهُ إِلَّا أَفْضَلُهُمْ»”.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
باب جامع من فضائل الجهاد
وقد مضى قبل أبواب من الكتب الستة، باب فضل الجهاد والمجاهدين.
19836 / 9414 – وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْهُ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ انْطَلَقَ زَوْجِي غَازِيًا وَكُنْتُ أَقْتَدِي بِصَلَاتِهِ إِذَا صَلَّى وَبِفِعْلِهِ كُلِّهِ، فَأَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُبَلِّغُنِي عَمَلَهُ حَتَّى يَرْجِعَ؟ فَقَالَ لَهَا:”أَتَسْتَطِيعِينَ أَنْ تَقُومِي وَلَا تَقْعُدِي وَتَصُومِي وَلَا تُفْطِرِي وَتَذْكُرِي اللَّهَ تَعَالَى وَلَا تَفْتُرِي حَتَّى يَرْجِعَ؟ ” قَالَتْ: مَا أُطِيقُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَقَالَ: ” وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ طِقْتِيهِ مَا بَلَغْتِ الْعُشُورَ مِنْ عَمَلِهِ» “.
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَالطَّبَرَانِيُّ وَفِيهِ رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَضَعَّفَهُ جَمَاعَةٌ.
19837 / 9415 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَعُمَرَ وَعَمَّارٍ ابْنَيْ حَفْصٍ عَنْ آبَائِهِمْ عَنْ أَجْدَادِهِمْ قَالُوا: «جَاءَ بِلَالٌ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” إِنَّ أَفْضَلَ عَمَلِ الْمُؤْمِنِينَ جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَرْبِطَ نَفْسِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى أَمُوتَ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ يَا بِلَالُ وَحُرْمَتِي وَحَقِّي لَقَدْ كَبِرَتْ سِنِّي وَضَعُفَتْ قُوَّتِي وَاقْتَرَبَ أَجْلِي. فَأَقَامَ بِلَالٌ مَعَهُ فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ جَاءَ عُمَرُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَقَالَةِ أَبِي بَكْرٍ فَأَبَى بِلَالٌ عَلَيْهِ فَقَالَ عُمَرُ: فَمَنْ يَا بِلَالُ؟ قَالَ: إِلَى سَعْدٍ فَإِنَّهُ قَدْ أَذَّنَ بِقُبَاءٍ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ عُمَرُ الْأَذَانَ إِلَى عُقْبَةَ وَسَعْدٍ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَمَّارٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
19838 / 9416 – وَعَنْ جِدَارٍ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَقِينَا عَدُوَّنَا فَقَامَ فَحَمِدَ 274\5 اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ قَدْ أَصْبَحْتُمْ بَيْنَ أَخْضَرَ وَأَصْفَرَ وَأَحْمَرَ وَفِي الرِّحَالِ مَا فِيهَا، فَإِذَا لَقِيتُمْ عَدُوَّكُمْ فَقُدُمًا قُدُمًا، فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَحْمِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا ابْتَدَرَتْ إِلَيْهِ ثِنْتَانِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ فَإِذَا اسْتُشْهِدَ فَإِنَّ أَوَّلَ قَطْرَةٍ تَقَعُ إِلَى الْأَرْضِ مِنْ دَمِهِ يُكَفِّرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ كُلَّ ذَنْبٍ وَيَمْسَحَانِ الْغُبَارَ عَنْ وَجْهِهِ يَقُولَانِ: قَدْ أَنَى لَكَ وَيَقُولُ: قَدْ أَنَى لَكَمَا».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَالْبَزَّارُ، وَفِيهِ الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَنْصَارِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ. وَيَأْتِي حَدِيثُ يَزِيدَ بْنِ شَجَرَةَ فِي فَضْلِ الشَّهَادَةِ بِنَحْوِهِ.
19839 / 9417 – وَعَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” مَنْ أَقَامَ الصَّلَاةَ، وَآتَى الزَّكَاةَ، وَمَاتَ يَعْبُدُ اللَّهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، فَإِنَّ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، هَاجَرَ أَوْ قَعَدَ فِي مَوْلِدِهِ “. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ حَدَّثْتُ بِهَا النَّاسَ يَطَمَئِنُّوا عَلَيْهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ مِائَةَ دَرَجَةٍ بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ فَلَوْ كَانَ عِنْدِي مَا أُنْفِقُ بِهِ وَأُقَوِّي الْمُسْلِمِينَ، أَوْ بِأَيْدِيهِمْ مَا يُنْفِقُونَ مَا انْطَلَقَتْ سَرِيَّةٌ إِلَّا كُنْتُ صَاحِبَهَا، وَلَكِنْ لَيْسَ ذَاكَ بِيَدِي وَلَا بِأَيْدِيهِمْ وَلَوْ خَرَجْتُ مَا بَقِيَ أَحَدٌ فِيهِ إِلَّا انْطَلَقَ مَعِي وَذَلِكَ يَشُقُّ عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ وَلَوَدِدْتُ أَنْ أَغْزُوَ فَأُقْتَلَ ثُمَّ أَحْيَا ثُمَّ أَغْزُوَ فَأُقْتَلَ ثُمَّ أَحْيَا فَأُقْتَلَ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ سَعِيدُ بْنُ يُوسُفَ وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَغَيْرُهُ وَضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
19840 / 9418 – وَعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ الصَّائِمِ نَهَارَهُ، وَالْقَائِمِ لَيْلَهُ حَتَّى يَرْجِعَ مَتَى يَرْجِعُ» “.
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَالْبَزَّارُ وَالطَّبَرَانِيُّ وَرِجَالُ أَحْمَدَ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
19841 / 9419 – وَعَنْ أَبِي هِنْدٍ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَثَلُ الصَّائِمِ الْقَانِتِ لَا يَفْتُرُ مِنْ صِيَامٍ وَلَا صَلَاةٍ وَلَا صَدَقَةٍ» “.
قال الهيثميُّ : رواه البزار وَفِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
19842 / 9420 – وَعَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” مَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَوَاقَ نَاقَةٍ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَى وَجْهِهِ النَّارَ» “.
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَفِيهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
19843 / 9421 – «وَعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ مُكَاتَبًا لَهَا دَخَلَ عَلَيْهَا بِبَقِيَّةِ مُكَاتَبَتِهِ فَقَالَتْ لَهُ: مَا أَنْتَ بِدَاخِلٍ عَلَيَّ غَيْرَ مَرَّتِكَ هَذِهِ، فَعَلَيْكَ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ275\5 اللَّهِ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “مَا خَالَطَ قَلْبَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ رَهَجٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ» “.
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَرِجَالُ أَحْمَدَ ثِقَاتٌ.
19844 / 9422 – وَعَنْ سَلْمَانَ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِذَا رَجَفَ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَحَاتَّتْ عَنْهُ خَطَايَاهُ كَمَا يَتَحَاتُّ عِذْقُ النَّخْلَةِ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَالْكَبِيرِ، وَفِيهِ عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
19845 / 9423 – وَعَنْ أَبِي الْمُنْذِرِ «أَنْ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلَانًا هَلَكَ، فَصَلِّ عَلَيْهِ فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّهُ فَاجِرٌ فَلَا تُصَلِّ عَلَيْهِ فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَمْ تَرَ اللَّيْلَةَ الَّتِي صَبَّحْتَ فِيهَا فِي الْحَرَسِ فَإِنَّهُ كَانَ فِيهِمْ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ تَبِعَهُ حَتَّى جَاءَ قَبْرَهُ فَقَعَدَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهُ حَثَا عَلَيْهِ ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ ثُمَّ قَالَ: “تُثْنِي عَلَيْكَ النَّاسُ سُوءًا وَأُثْنِي عَلَيْكَ خَيْرًا”. فَقَالَ عُمَرُ: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “دَعْنَا مِنْكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ مَنْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ يَزِيدُ بْنُ ثَعْلَبٍ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
19846 / 9424 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” إِذَا خَرَجَ الْغَازِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ جُعِلَتْ ذُنُوبُهُ جِسْرًا عَلَى بَابِ بَيْتِهِ فَإِذَا خَلَّفَهُ خَلَّفَ ذُنُوبَهُ كُلَّهَا فَلَمْ يَبْقَ عَلَيْهِ مِنْهَا مِثْلُ جَنَاحِ بَعُوضَةٍ، وَتَكَفَّلَ اللَّهُ لَهُ بِأَرْبَعٍ؛ بِأَنْ يَخْلُفَهُ فِيمَا يُخْلِفُ مِنْ أَهْلٍ وَمَالٍ، وَأَيُّ مِيتَةٍ مَاتَ بِهَا أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ، وَأَيُّ رِدَّةٍ رَدَّهُ رَدَّهُ سَالِمًا بِمَا نَالَهُ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ، وَلَا تَغْرُبُ شَمْسٌ إِلَّا غَرَبَتْ بِذُنُوبِهِ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
19847 / 9425 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَرِيَّةٍ تَخْرُجُ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَخْرُجُ اللَّيْلَةَ أَوْ نَمْكُثُ حَتَّى نُصْبِحَ؟ قَالَ: ” أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ تَبِيتُوا فِي خِرَافِ الْجَنَّةِ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ عَنْ شَيْخِهِ بَكْرِ بْنِ سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيِّ قَالَ الذَّهَبِيُّ: مُقَارِبُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ، وَفِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ أَيْضًا. وهو في المستدرك (2401).
19848 / 9426 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَتِيكٍ قَالَ: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ “. ثُمَّ قَالَ بِأَصَابِعِهِ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثِ الْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةِ 276\5 وَالْإِبْهَامِ فَجَمَعَهُنَّ وَقَالَ: ” وَأَيْنَ الْمُجَاهِدُونَ؟ فَخَرَّ عَنْ دَابَّتِهِ فَمَاتَ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، أَوْ لَدَغَتْهُ دَابَّةٌ فَمَاتَ وَقْعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، أَوْ مَاتَ حَتْفَ أَنْفِهِ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ “. وَاللَّهِ إِنَّهَا لَكَلِمَةٌ مَا سَمِعْتُهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَرَبِ قَبْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ” فَمَاتَ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، وَمَنْ قُتِلَ فَقَضَى فَقَدِ اسْتَوْجَبَ الْمَآبَ» “.
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ مُدَلِّسٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِ أَحْمَدَ ثِقَاتٌ.
19849 / 9427 – وَعَنْ مُعَاذٍ يَعْنِي ابْنَ جَبَلٍ قَالَ: «عَهِدَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خَمْسٍ مَنْ فَعَلَ مِنْهُنَّ وَاحِدَةً كَانَ ضَامِنًا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : مَنْ عَادَ مَرِيضًا أَوْ خَرَجَ مَعَ جَنَازَةٍ أَوْ خَرَجَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ دَخَلَ عَلَى إِمَامٍ يُرِيدُ بِذَلِكَ تَعْزِيزَهُ وَتَوْقِيرَهُ، أَوْ قَعَدَ فِي بَيْتِهِ فَسَلِمَ وَسَلِمَ النَّاسُ مِنْهُ».
قُلْتُ: رواه ابو داود بِاخْتِصَارٍ.
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَالْبَزَّارُ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَرِجَالُ أَحْمَدَ رِجَالُ الصَّحِيحِ خَلَا ابْنَ لَهِيعَةَ، وَحَدِيثُهُ حَسَنٌ، وَفِيهِ ضَعْفٌ.
وتقدم له شاهد، من حديث عبدالله بن عمرو، أوله: ستة مجالس ..، فهو به حسن.
19850 / 9428 – وَعَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: «كَانَ رَجُلٌ مِنَ الطُّفَاوَةِ طَرِيقُهُ عَلَيْنَا يَأْتِي عَلَى الْحَيِّ فَيُحَدِّثُهُمْ قَالَ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فِي عِيرٍ لَنَا فَبِعْنَا بِضَاعَتَنَا ثُمَّ قُلْتُ: لَأَنْطَلِقَنَّ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَلَآتِيَنَّ مَنْ بَعْدِي بِخَبَرِهِ، قَالَ: فَانْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فَإِذَا هُوَ يُرِينِي بَيْتًا قَالَ: ” إِنَّ امْرَأَةً كَانَتْ فِيهِ فَخَرَجَتْ فِي سَرِيَّةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَتَرَكَتْ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ عَنْزَةً وَصِيصَتَهَا الَّتِي تَنْسِجُ بِهَا “. قَالَ: ” فَفَقَدَتْ عَنْزًا مِنْ غَنَمِهَا وَصِيصَتَهَا قَالَتْ: يَا رَبِّ إِنَّكَ قَدْ ضَمِنْتَ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِكَ أَنْ تَحْفَظَ عَلَيْهِ وَإِنِّي قَدْ فَقَدْتُ عَنْزًا مِنْ غَنَمِي وَصِيصَتِي وَإِنِّي أَنْشُدُكَ عَنْزِي وَصِيصَتِي”. قَالَ: فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ لَهُ شِدَّةَ مُنَاشَدَتِهَا لِرَبِّهَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” فَأَصْبَحَتْ عَنْزُهَا وَمِثْلُهَا وَصِيصَتُهَا وَمِثْلُهَا وَهَاتِيكَ فَأْتِهَا فَاسْأَلْهَا إِنْ شِئْتَ “. قَالَ: قُلْتُ: بَلْ أُصَدِّقُكَ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
19851 / 9429 – وَعَنْ عَائِشَةَ «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” خِصَالٌ سِتٌّ مَا مِنْ مُسْلِمٍ وَفَى وَاحِدَةً مِنْهُنَّ إِلَّا كَانَ ضَامِنًا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ: رَجُلٌ خَرَجَ مُجَاهِدًا فَإِنْ مَاتَ فِي وَجْهِهِ كَانَ ضَامِنًا عَلَى اللَّهِ، وَرَجُلٌ تَبِعَ جَنَازَةً فَإِنْ مَاتَ فِي وَجْهِهِ كَانَ 277\5 ضَامِنًا عَلَى اللَّهِ، وَرَجُلٌ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى مَسْجِدٍ لِصَلَاةٍ فَإِنْ مَاتَ فِي وَجْهِهِ كَانَ ضَامِنًا عَلَى اللَّهِ، وَرَجُلٌ فِي بَيْتِهِ لَا يَغْتَابُ الْمُسْلِمِينَ وَلَا يَجُرُّ إِلَيْهِمْ سَخَطًا وَلَا نِقْمَةً فَإِنْ مَاتَ فِي وَجْهِهِ كَانَ ضَامِنًا عَلَى اللَّهِ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
19852 / 9429\1879– عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عُمَرَ بْنِ جَرِيرٍ قَالَ: بَعَثَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه جَيْشًا وَفِيهِمْ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ الله عَنْه، فَلَمَّا سَار رَأَى مُعَاذًا رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: مَا حَبَسَكَ؟ قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أُصَلِّيَ الْجُمُعَةَ ثُمَّ أَخْرُجَ. فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَقُولُ لَغَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى أَوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1879) لإسحاق.
وهو كذلك في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 126).
19853 / 9429\1880– عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَوْقِفُ سَاعَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى أَفْضَلُ مِنْ شُهُودِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ عِنْدَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1880) لابن أبي عمر.
وقال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 85) عقبه: رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ “أَنَّهُ كان في الرباط ففزعوا إلى الساحل، ثم قيل: لا بأس. فانصرف الناس، وأبو هريرة واقف، فقال: ما يوقفك يا أبا هريرة؟ قال: سمعت رسوله اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لموقف ساعة فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةِ القدر عند الحجر الأسود”.
19854 / 9429\1881– عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ صُدِعَ رَأْسُهُ فِي سبيل الله تعالى غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا المقرىء، وَفِي رِوَايَةِ المقرىء ما احْتَسَبَ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1881) لأبي بكر وابن أبي عمر وأحمد بن منيع وعبد بن حميد.
عزاه في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 85) لهم، وقال: قُلْتُ: مَدَارُ هَذِهِ الطُّرُقِ عَلَى الْأَفْرِيقِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
19855 / 9429\1882– عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ عن أبيه رَضِيَ الله عَنْه قال: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْجِهَادَ فَلَمْ يُفَضِّلْ عَلَيْهِ شَيْئًا إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1882) لأبي داود الطيالسي.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 82) بعد اخراجه من مسند الطيالسي: رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، عَنِ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: “خَطَبَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ الْجِهَادَ فَلَمْ يُفَضِّلْ عَلَيْهِ شَيْئًا إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ، فقام رجل فقالت: يا رسوله اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ- تعالى- أين أنا؟ فقال رسوله الله صلى الله عليه وسلم كفه: إِنْ قُتِلْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا مُقْبِلًا غَيْرَ مُدْبِرٍ فَأَنْتَ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: وَرَأَيْنَا أَنَّهُ يُنَزَّلُ عَلَيْهِ فَلَمَّا أَدْبَرَ الرَّجُلُ دعاه فقال له: إِلَّا أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ دَيْنٌ؟ فَإِنَّهُ مَأْخُوذٌ بدينه، كذلك زعم جبريل- عليه السلام “.
قلت: رواه مسلم في صحيحه، والترمذي والنسائي في سننهما مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ به دون قوله: “إلا المكتوبة” ولم يذكروا: “ورأينا أنه ينزل عليه “.
19856 / 9429\1883– عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قال: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه بَعَثَ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ إِلَى الشَّامِ فَمَشَى مَعَهُمْ نَحْوًا مِنْ مِيلَيْنِ فَقِيلَ لَهُ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوِ انْصَرَفْتَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سبيل الله تعالى حرمهما الله عز وجل عَلَى النَّارِ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1883) لأحمد بن منيع.
قال عقبه في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 120): رواه البزار: ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، ثنا كَوْثَرِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ … ” فَذَكَرَهُ. قَالَ البزار: لا يروى عن أبي بكر إلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَكَوْثَرُ بْنُ حَكِيمٍ أَحَادِيَثُهُ بَعْضُهَا لَمْ يَرْوِهَا غَيْرُهُ.
قُلْتُ: كَوْثَرُ بْنُ حَكِيمٍ هَذَا لَمْ أَرَ مَنْ وَثَّقَهُ، بَلْ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَحَادِيثُهُ بِوَاطِيلُ، ليس بشيء. انتهى، وضعفه ابن معين وأبو حاتم وأبو زُرْعَةَ وَالدَّارَقُطْنِيُّ وَابْنُ عَدِيٍّ وَيَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ والساجي والبرقاني والعقيلي والدولابي وَغَيْرُهُمْ.
19857 / 9429\1885– عن عمر رَضِيَ الله عَنْه قال: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ فَيْضٌ مِنَ النَّاسِ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أيُّ النَّاسِ خَيْرٌ مَنْزِلَةً عند الله عز وجل يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَعْدَ أَنْبِيَائِهِ وَأَصْفِيَائِهِ؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمُجَاهِدُ فِي سبيل الله تعالى بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ حَتَّى تَأْتِيَهُ دعوة الله عز وجل وَهُوَ عَلَى مَتْنِ فَرَسِهِ آخِذًا بِعِنَانِهِ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: امْرُؤٌ بِنَاحِيَةٍ أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ وَتَرَكَ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1885) للطيالسي.
وقد قدمت ذكره قبل احاديث.
19858 / 9429\1887– عَنْ أبى سعيد رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: حَثَّنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْجِهَادِ وَقَالَ: إِنَّمَا مَثَلُ مُجَاهِدِي أُمَّتِي كَمَثَلِ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَهُمَا رسائل الله تبارك وتعالى وَخُزَّانُهُ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1887) للحارث.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 88): هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ دَاوُدَ بْنِ الْمُحَبَّرِ، وَاسْمُ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ، وَاسْمُ الجريري سعيد بْنُ إِيَاسٍ.
19859 / 9429\1892– عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَاعَةٌ فِي سبيل الله تعالى خَيْرٌ مِنْ خَمْسِينَ حَجَّةً.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1892) لأبي يعلى.
قال عقبه في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 94): رواه ابو داود فِي المراسيل قال: “كثر المستأذنون عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْحَجِّ يَوْمَ غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: غَزْوَةٌ لِمَنْ قَدْ حَجَّ أَفْضَلُ مِنْ أَرْبَعِينَ حَجَّةً”. وَفِي إِسْنَادِهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: حَجَّةٌ لِمَنْ لَمْ يَحُجَّ خَيْرٌ مِنْ عَشْرِ غَزَوَاتٍ، وَغَزْوَةٌ لِمَنْ قَدْ حَجَّ خَيْرٌ مِنْ عَشْرِ حِجَجٍ “.
رواهُ الطبرانيُّ وَالْبَيْهَقِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ
19860 / 9429\1893– عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ يَوْمَ خَطَبَ النَّاسَ مَا في الناس مثل رَجُلٍ أَخَذَ بِرَأْسِ فَرَسِهِ فجاهد فِي سَبِيلِ اللَّهِ ويجتب شُرُورَ النَّاسِ ومثل رجل ناء فِي نِعَمِهِ يقْرِي ضَيْفَهُ وَيُعْطِي حَقَّهُ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1893) لأبي يعلى.
في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 89): قَالَ الْحَارِثُ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا بْنُ شِهَابٍ الْعَنْبَرِيُّ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: “أَتَيْتُ ابن عباس أنا وصاحب لي، فلقينا أباهريرة عِنْدَ بَابِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَنْ أَنْتُمَا؟ فَأَخْبَرَاهُ، فَقَالَ: انْطَلِقَا- إِلَى نَاسٍ عَلَى تَمْرٍ وَمَاءٍ- قَالَ: قُلْنَا: أَكْثَرَ اللَّهُ خَيْرَكَ، قُلْنَا: اسْتَأْذِنْ لَنَا عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: فَاسْتَأْذَنَ لَنَا، فَسَمِعْنَا ابْنَ عَبَّاسٍ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: خَطَبَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ تَبُوكَ فَقَالَ: مَا فِي النَّاسِ مِثْلُ رَجُلٍ أَخَذَ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فَيُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَيَجْتَنِبُ شُرُورَ النَّاسِ، وَمِثْلُ رجل نادى فِي غَنَمِهِ يُقْرِي ضَيْفَهُ وَيُؤَدِّي حَقَّهُ. قَالَ: فقالها؟ قالت: قالها. قال: قلت: أقالها؟ قال: قالا. فكبرت وحمدت الله وشكرت “.
قلت: رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَالنَّسَائِيُّ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ، وَالتِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ، وَقَالَ: حَسَنٌ غريب.
وفي (5/ 256): قَالَ مُسَدَّدٌ: ثنا يَحْيَى، عن حبيب بن شهاب حَدَّثَنِي أَبِي، سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- يَقُولُ: “قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ خَطَبَ النَّاسَ بِتَبُوكَ: مَا فِي النَّاسِ مِثْلُ رَجُلٍ يَأْخُذُ بِرَأْسِ فَرَسِهِ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَيَجْتَنِبُ شُرُورَ النَّاسِ، وَمِثْلُ رَجُلٍ بَادٍ فِي نِعَمِهِ يَقْرِي ضَيْفَهُ، ويعطي حقه “.
رواه ابو يعلى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا زُهَيْرٌ، ثَنَا يحيى بن سعيد، ثنا حبيب بن شهاب … فذكره
19861 / 9429\1947– عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ قَاتِلُوا أَهْلَ الْكُفْرِ فَمَنْ بَلَغَ بِسَهْمٍ فَلَهُ دَرَجَةٌ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا الدَّرَجَةُ قَالَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1947) للحارث.
وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 145).
19862 / 9429\1992– عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أُمَّ مُبَشِّرٍ سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ قَالَ رَجُلٌ عَلَى مَتْنِ فَرَسِهِ يُخِيفُ الْعَدُوَّ وَيُخِيفُونَهُ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1992) لإسحاق.
وقد تقدم مع التعليق عليه.
19863 / 9430 – وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِذَا حُرِمَ أَحَدُكُمُ الزَّوْجَةَ وَالْوَلَدَ فَعَلَيْهِ بِالْجِهَادِ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
19864 / 9431 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ رَهْبَانِيَّةً، وَرَهْبَانِيَّةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» “.
قال الهيثميُّ : رواه ابو يعلى، وَأَحْمَدُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: ” «لِكُلِّ نَبِيٍّ رَهْبَانِيَّةٌ وَرَهْبَانِيَّةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْجِهَادُ»”. وَفِيهِ زَيْدٌ الْعَمِّيُّ، وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ، وَضَعَّفَهُ أَبُو زُرْعَةَ وَغَيْرُهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
19865 / 9432 – وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ سِيَاحَةً وَإِنَّ سِيَاحَةَ أُمَّتَيِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ رَهْبَانِيَّةً، وَرَهْبَانِيَّةُ أُمَّتِي الرِّبَاطُ فِي نُحُورِ الْعَدُوِّ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
19866 / 9433 – وَعَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ صِفِّينَ: الْجَنَّةُ تَحْتَ الْآبَارِ، قِفُوا الظَّمْآنَ يَرِدِ الْمَاءُ مَوَارِدَهُ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
19867 / 9441 – وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: «خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ مِنْ سَرَايَاهُ قَالَ: فَمَرَّ رَجُلٌ بِغَارٍ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ، قَالَ: فَحَدَّثَ نَفْسَهُ بِأَنْ يُقِيمَ فِي ذَلِكَ الْغَارِ فَيَقُوتُهُ مَا كَانَ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ، وَيُصِيبُ مَا حَوْلَهُ مِنَ الْبَقْلِ، وَيَتَخَلَّى مِنَ الدُّنْيَا، ثُمَّ قَالَ: لَوْ أَنِّي أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَإِنْ أَذِنَ لِي فَعَلْتُ وَإِلَّا لَمْ أَفْعَلْ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنِّي مَرَرْتُ بِغَارٍ فِيهِ مَا يَقُوتُنِي مِنَ الْمَاءِ وَالْبَقْلِ، فَحَدَّثَتْنِي نَفْسِي بِأَنْ أُقِيمَ فِيهِ وَأَتَخَلَّى مِنَ الدُّنْيَا قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ بِالْيَهُودِيَّةِ وَلَا بِالنَّصْرَانِيَّةِ، وَلَكِنِّي بُعِثْتُ بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَغَدْوَةٌ أَوْ رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَلَمَقَامُ أَحَدِكُمْ فِي الصَّفِّ خَيْرٌ مِنْ صَلَاتِهِ سِتِّينَ سَنَةً» “.
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ الْأَلْهَانِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
19868 / 9442 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «مَرَّ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِعْبٍ مِنْ مَاءٍ فَأَعْجَبَهُ طِيبُهُ فَقَالَ: لَوِ اعْتَزَلْتُ النَّاسَ وَأَقَمْتُ فِي ذَلِكَ الشِّعْبِ، وَلَنْ 279\5 أَفْعَلَ حَتَّى أَسْتَأْذِنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” لَا تَفْعَلْ فَإِنَّ مَقَامَ أَحَدِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ مَقَامِهِ فِي بَيْتِهِ سِتِّينَ عَامًا أَوْ كَذَا عَامًا مَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَوَاقَ نَاقَةٍ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ» “.
قال الهيثميُّ : رواه البزار وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
وَيَأْتِي حَدِيثُ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ فِي فَضْلِ مَقَامِ الرَّجُلِ فِي الصَّفِّ لِلْقِتَالِ.
باب أي العمل أفضل، وأن الجهاد من أفضل العمل
وتقدمت في أحاديث قبل أبواب.
19869 / 9434 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ: «بَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ سَمِعَ الْقَوْمُ وَهُمْ يَقُولُونَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَحَجٌّ مَبْرُورٌ”. ثُمَّ سَمِعَ نِدَاءً فِي الْوَادِي يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “وَأَنَا أَشْهَدُ وَأَشْهَدُ لَا يَشْهَدُ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا بَرِئَ مِنَ الشِّرْكِ»”.
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُمَا ثِقَاتٌ.
19870 / 9435 – وَعَنِ الشِّفَاءِ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ وَكَانَتِ امْرَأَةً مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ فَقَالَ: “إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَحَجٌّ مَبْرُورٌ» “.
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَفِيهِ رَجُلٌ لَمْ يُسَمَّ.
19871 / 9436 – وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: «بَيْنَمَا أَنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ” إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ وَحَجٌّ مَبْرُورٌ “. فَلَمَّا وَلَّى الرَّجُلُ قَالَ: ” وَأَهْوَنُ عَلَيْكَ مِنْ ذَلِكَ إِطْعَامُ الطَّعَامِ وَلِينُ الْكَلَامِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ “. فَلَمَّا وَلَّى قَالَ: “وَأَهْوَنُ عَلَيْكَ مِنْ ذَلِكَ لَا تَتَّهِمِ اللَّهَ عَلَى شَيْءٍ قَضَاهُ عَلَيْكَ»”.
19872 / 9437 – وَفِي رِوَايَةٍ: أَنَّ الرَّجُلَ هُوَ الَّذِي قَالَ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ أُرِيدُ أَهْوَنَ مِنْ ذَلِكَ قَالَ: ” السَّمَاحَةُ وَالصَّبْرُ»”.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ بِإِسْنَادَيْنِ فِي أَحَدِهِمَا ابْنُ لَهِيعَةَ، وَحَدِيثُهُ 278\5 حَسَنٌ وَفِيهِ ضَعْفٌ، وَفِي الْآخَرِ: سُوَيْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ فِي رِوَايَتَيْنِ وَضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِمَا ثِقَاتٌ.
19873 / 9438 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ الْبَرِيَّةِ؟ “. قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: ” رَجُلٌ أَخَذَ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كُلَّمَا سَمِعَ هَيْعَةً اسْتَوَى عَلَيْهِ، أُخْبِرُكُمْ بِالَّذِي يَلِيهِ؟ “. قَالُوا: بَلَى. قَالَ: ” رَجُلٌ فِي ثُلَّةٍ مِنْ غَنَمٍ يُقِيمُ الصَّلَاةَ وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ، أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشَرِّ الْبَرِيَّةِ؟”. قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: ” الَّذِي يُسْأَلُ بِاللَّهِ وَلَا يُعْطِي بِهِ» “.
قُلْتُ: لِأَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ فِي الصَّحِيحِ بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ.
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَأَبُو مَعْشَرٍ نَجِيحٌ ضَعِيفٌ، وَأَبُو مَعْشَرٍ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ لَمْ أَعْرِفْهُ.
19874 / 9439 – وَعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ” إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَحَجٌّ مَبْرُورٌ» “.
قال الهيثميُّ : رواه البزار وَفِيهِ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ ضَعَّفَهُ الْجُمْهُورُ وَزَكَّاهُ هُوَ وَشَرِيكٌ.
باب ما جاء من المعادلة بين الحج والغزو
19875 / 9440 – «وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” حَجَّةٌ خَيْرٌ مِنْ أَرْبَعِينَ غَزْوَةٍ وَغَزْوَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَرْبَعِينَ حَجَّةٍ “. يَقُولُ: إِذَا حَجَّ الرَّجُلُ حَجَّةَ الْإِسْلَامِ فَغَزْوَةٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعِينَ حَجَّةً، وَحَجَّةُ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ مِنْ أَرْبَعِينَ غَزْوَةٍ».
قال الهيثميُّ : رواه البزار وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ، وَعَنْبَسَةُ بْنُ هُبَيْرَةَ وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَجَهَّلَهُ الذَّهَبِيُّ.
باب القرض للجهاد وفضله
19876 / 9443 – عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: «جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي الْخَيْلِ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، اشْتَرُوا عَلَى اللَّهِ وَاسْتَقْرِضُوا عَلَى اللَّهِ “. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ نَشْتَرِي عَلَى اللَّهِ وَنَسْتَقْرِضُ عَلَى اللَّهِ قَالَ: ” قُولُوا أَقْرَضْنَا إِلَى مُقَاسِمِنَا وَبِعْنَا إِلَى أَنْ يَفْتَحَ اللَّهُ لَنَا، لَا تَزَالُونَ بِخَيْرٍ مَا دَامَ جِهَادُكُمْ خَضِرًا وَسَيَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يَشُكُّونَ فِي الْجِهَادِ فَجَاهِدُوا فِي زَمَانِهِمْ ثُمَّ اغْزُوَا فَإِنَّ الْغَزْوَ يَوْمَئِذٍ أَخْضَرُ» “.
قال الهيثميُّ : رواه ابو يعلى وَفِيهِ بَقِيَّةُ وَهُوَ مُدَلِّسٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1890) لأبي يعلى.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 112): هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِتَدْلِيسِ بَقَيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ.
باب فضل المجاهدين على القاعدين
19877 / 580 – (خ ت) ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: {لا يَسْتَوِي القَاعِدُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ} النساء: 95 عَنْ بَدْرٍ والخارجون إليها. هذه رواية البخاري.
وزاد الترمذي: لما نزلت غزوةُ بدرٍ، قال عبد بن جَحْشٍ، وابن أُمِّ مكتومٍ: إِنَّا أعمَيَان يا رسولَ الله، فهل لنا رُخْصةٌ؟ فنزلت: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غيرُ أولي الضَّرَرِ} و {فَضَّلَ الله المجاهدين على القاعدين درجةً} فهؤلاء القاعدون غير أولي الضَّرَرِ، {وفَضَّلَ الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً. درجاتٍ منه} على القاعدين من المؤمنين غير أولي الضرر..
19878 / 581 – (خ ت د س) زيد بن ثابت – رضي الله عنه – أن رسول الله أَمْلى عَليَّ: {لا يستوي القاعدُون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله} فجاءه ابنُ أُم مكتومٍ – وهو يُمِلُّها عَليَّ فقال: واللهِ يا رسولَ اللهِ، لو أَستطيعُ الجهادَ لجاهدتُ – وكان أَعمى – فأنزل الله عز وجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم – وفخِذُهُ على فَخِذِي – فثَقُلَتْ علَيَّ، حَتَّى خِفْتُ أَن تُرَضَّ فَخِذِي، ثُمَّ سُرِّيَ عنه، فأنزل الله عز وجل: {غيرُ أُولِي الضَّرَرِ}. أخرجه البخاري والترمذي والنسائي.
وفي رواية أبي داود قال: كنتُ إلى جَنبِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فَغَشِيَتْهُ السَّكِينةُ، فَوَقَعَتْ فَخِذُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم على فخذي، فما وجدت ثقل شيء أثقل من فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم سُرِّيَ عنه، فقال لي: «اكتُبْ» ، فكَتَبْتُ في كَتِفٍ: {لا يسْتَوِي القَاعِدُونَ … } إلى آخر الآية. فقام ابن أم مَكْتُومٍ – وكان رجلاً أَعمى – لمَّا سمع فضيلة المجاهدين، فقال: يا رسول الله، فكيف بمن لا يستَطيع الجهاد من المؤمنين؟ فلمَّا قَضَى كلامَه غَشِيَتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم السَّكِينَةُ، فوَقعَتْ فَخِذُهُ على فخذي، ووجدتُ من ثِقلِها في المرة الثانية كما وجدتُ في المرة الأولى، ثم سُرِّيَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:: اقرأ يا زيدُ، فقَرأْتُ: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ … } الآية كلها، قال زيد: أنزلَها اللَّهُ وَحْدَها، فَألْحَقَها: «والذي نفسي بيده، لَكَأَنِّي أَنظُرُ إِلى مُلْحَقِها عِنْدَ صَدْعٍ في كَتِفٍ».
19879 / 9444 – عَنِ الْفَلَتَانِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ: «كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُنْزِلَ عَلَيْهِ وَكَانَ إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ دَامَ بَصَرُهُ مَفْتُوحَةً عَيْنَاهُ وَفَرَّغَ سَمْعَهُ وَقَلْبَهُ لِمَا يَأْتِيهِ مِنَ اللَّهِ قَالَ: فَكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ قَالَ: فَقَالَ لِلْكَاتِبِ: ” اكْتُبْ: لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ “. قَالَ: فَقَامَ الْأَعْمَى فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا ذَنْبُنَا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فَقُلْنَا لِلْأَعْمَى: إِنَّهُ يَنْزِلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَافَ أَنْ يَكُونَ يَنْزِلُ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي أَمْرِهِ فَبَقَى قَائِمًا يَقُولُ: أَعُوذُ بِغَضَبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْكَاتِبِ: ” اكْتُبْ: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النساء: 95]» “.
قال الهيثميُّ : رواه ابو يعلى، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ. وَرواهُ الطبرانيُّ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَبَقِيَ قَائِمًا يَقُولُ: أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ.
قُلْتُ: وَتَأْتِي بَقِيَّةُ طُرُقِهِ فِي التَّفْسِيرِ.280\5
باب ما جاء أن الغازي من وفد الله
19880 / 7336 – (س) أبو هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «وَفْدُ الله ثلاثة: الغازي، والحاجُّ، والمعتمرُ» أخرجه النسائي.
باب فيمن نوى فحبسه العذر عن الجهاد؛ وأنه يكتب له أجر المجاهدين
19881 / 1106 – (م ه – جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ): قال: كُنَّا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ بالمدينةِ رجالاً ما سِرتُمْ مسيراً، ولا قَطَعْتُم وادياً، إلا كانوا معكم، حبَسَهُم المرضُ» .أخرجه مسلم.
ولفظ ابن ماجه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ بِالْمَدِينَةِ رِجَالًا مَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا، وَلَا سَلَكْتُمْ طَرِيقًا، إِلَّا شَرِكُوكُمْ فِي الْأَجْرِ، حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ» قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ابن ماجه: «أَوْ كَمَا قَالَ كَتَبْتُهُ لَفْظًا».
19882 / 1107 – (خ د ه – أنس بن مالك رضي الله عنه ): قال: رجَعْنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «إنَّ قوْماً خَلْفنَا بالمدينةِ، مَا سَلَكنْا شِعْباً، ولا وَادِياً: إلا وهم معنا، حَبَسَهُم الْعُذْرُ» . هذه رواية البخاري.
وفي رواية أبي داود: أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «لقد تركتم بالمدينةِ أقواماً، ما سِرْتُم مَسيراً، ولا أَنْفَقُتمْ من نفقةٍ، ولا قَطَعْتم من وادٍ إلا وهم معكم فيه، قالوا: يا رسول الله، وكيف يكونُونَ معنا، وهم بالمدينةِ؟ قال: حَبَسَهُمُ العُذْرُ».
وفي رواية ابن ماجه قَالَ: لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ فَدَنَا مِنَ الْمَدِينَةِ قَالَ: «إِنَّ بِالْمَدِينَةِ لَقَوْمًا مَا سِرْتُمْ مِنْ مَسِيرٍ، وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا، إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ فِيهِ» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؟ قَالَ: «وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ».
باب حال من ترك الجهاد
19883 / 9465 – (د) عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا تبايعتم بالعِينَةِ، وأخذتم أذناب البقَر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سَلّط الله عليكم ذُلاًّ لا يَنْزِعُهُ عنكم حتى تَرُجِعوا إلى دينكم» أخرجه أبو داود.
باب الجهاد خلف الإمام
19884 / 1109 – (خ م د س) أبو هريرة – رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّما الإمامُ جُنَّةٌ يُقاتَلُ به». أخرجه أبو داود.
وقد أخرج البخاري، ومسلم، والنسائي هذا المعنى في جملة حديثٍ يَرِدُ في كتاب الخلافة والإمارةِ من حرف الخاء.
باب الجهاد خلف الأمير ولو كان فاجرا
19885 / 1038 – (د) أبو هريرة – رضي الله عنه -: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الجهادُ واِجبٌ عليكم مع كلِّ أمير: بَراً كانَ أو فاَجِراً، والصلاةُ واجبة عليكم خلفَ كل مسلم: براً كان أَو فاجراً، وإن عَمِلَ الكبائر، والصلاة واجبة على كل مسلم: براً كان أو فاجراً، وإن عمل الكبائرَ». أخرجه أبو داود.
باب الجهاد في المغرب
19886 / 9445 – عَنْ أَبِي مُصْعَبٍ قَالَ: «قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ شَيْخٌ فَرَأَوْهُ مُوثَرًا فِي جَهَازِهِ فَسَأَلُوهُ فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ يُرِيدُ الْمَغْرِبَ وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” سَيَخْرُجُ نَاسٌ إِلَى الْمَغْرِبِ يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وُجُوهُهُمْ عَلَى ضَوْءِ الشَّمْسِ» “.
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَفِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ، وَحَدِيثُهُ حَسَنٌ، وَفِيهِ ضَعْفٌ.
19887 / 9446 – وَعَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” تَكُونُ فِتْنَةٌ يَكُونُ أَسْلَمُ النَّاسِ فِيهَا الْجُنْدَ الْغَرْبِيَّ “.
قَالَ ابْنُ الْحَمِقِ: فَلِذَلِكَ قُدِّمْتُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ مِصْرَ».
قال الهيثميُّ : رواه البزار، وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ طَرِيقِ عُمَيْرَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُغَافِرِيِّ وَقَالَ الذَّهَبِيُّ: لَا يَدْرِي مَنْ هُوَ.
باب الجهاد في البحر
19888 / 6695 – (خ م ط ت د س ه – أنس بن مالك رضي الله عنه ) قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهبَ إلى قُباء يدخل على أمِّ حرام بنتِ مِلْحَان فتُطعمُه، وكانت تحت عُبادة ابن الصامت، فدخل عليها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوماً فأطْعَمَتْه، ثم جعلت تَفْلي رأسَه، فنام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: فقلت: ما يُضْحِكك يا رسول الله؟ قال: ناسٌ من أمتي عُرِضوا عليَّ غُزَاة في سبيل الله، يركبون ثَبَجَ هذا البحر، مُلوكاً على الأسِرَّة – أو قال: مثلَ الملوك على الأسِرَّةِ – شك إسحاق، هو ابن عبد الله بن أبي طلحة – قالت: فقلت: يا رسول الله، ادْعُ الله أن يجعلني منهم، فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم وضع رأسه فنام ، ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: فقلتُ: ما يُضْحِكُك يا رسول الله؟ قال: ناسٌ من أمتي عُرِضوا عليَّ غزاة في سبيل الله – كما قال في الأولى – قالت: فقلت: يا رسول الله، ادْعُ الله أن يجعلَني منهم، قال: أنت من الأولين، فركبت أمُّ حرام بنت مِلْحان البحرَ في زمن معاوية بن أبي سفيان، فصُرِعت عن دابتها حين خرجت من البحر، فَهَلَكَت.
وفي رواية عن أنس عن خالته أمِّ حرام بنت ملحان قالت: «نام النبيُّ صلى الله عليه وسلم يوماً قريباً مني، ثم استيقظ يتبسَّم، فقلت: ما أضْحكك؟ قال: ناسٌ من أمتي عُرِضوا عليَّ، يركبون هذا البحر الأخضر، كالملوك على الأسرة، قلت: فقالت: ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها … ثم ذكر نحوه بمعناه» وفيه «فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت، أوَّلَ ما ركب المسلمون البحر مع معاوية، فلما انصرفوا من غزوتهم قافلين فنزلوا الشام، قُدِّمت إليها دابة لتركَبها، فَصَرعتْها، فماتت». ورواية ابن ماجه كهذه، ولم يقل ( الأخضر ).
وفي أخرى: «ما يضحكك – بأبي أنت وأمي؟ -قال: أُريت قوماً من أمتي وفيه: يركبون ظهر هذا البحر الأخضر – وفيه – فإنكِ منهم، وفيه: فتزوجها عُبادة بن الصامت بعدُ، فغزا في البحر، فحملها معه، فلما جاءت قُرِّبت لها بغلة فركبتْها، فصرعتها، فاندقَّت عُنُقُها» .
وفي أخرى قال: «أتى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ابْنَةَ ملحان خالةَ أنس، فوضع رأسه عندها – وعند البخاري: فاتَّكأ عندها – ثم ضحك، فقالت: مِمَّ تضحك يا رسول الله؟ قال: ناسٌ من أمتي يركبون البحر الأخضر في سبيل الله، مَثَلُهم مثلُ الملوك على الأسِرَّةِ، قلتُ: يا رسولَ الله، ادعُ الله أن يجعلَني منهم، قال: اللهم اجعلها منهم، ثم عاد فضحك، فقالت له مثل ذلك، فقالت: ادع الله أن يجعلني منهم، قال: أنتِ من الأولين، ولستِ من الآخِرين، قال أنس: فتزوجت عبادةَ بنَ الصامت، فركبت البحرَ مع بنت قَرظة. فلما قفَلَت ركبت دابتها، فَوُقِصَت بها، فسقطت عنها فماتت» اللفظ في هذه الرواية لحديث البخاري، وأدرجه مسلم على ما قبله.
هذه روايات البخاري ومسلم، أخرجها الحميدي في «مسند أمِّ حرام» وقد أخرج بعضها في «مسند أنس» أيضَاً، وقال: أخرج أبو مسعود الدمشقي هذه الرواية الأخيرة في «مسند أم حرام» وأخرجها البُرْقاني في «مسند أنس»، وأخرج الموطأ والترمذي والنسائي الروايةالأولى، وأخرج أبو داود نحو الثالثة.
وفي أخرى لأبي داود مثل الأولى إلى قوله: «تَفْلي رأسه» ثم قال … وساق الحديث. وقال أبو داود: «وماتت بنت مِلحان بقُبْرُس» وأخرج النسائي نحو الرواية الآخرة أخصر منها.
وفي أخرى لأبي داود: عن عطاء بن يسار: أن الرُّمَيصاء أخت أم سليم قالت: «نام النبيُّ صلى الله عليه وسلم فاستيقظ، وكانت تغسل رأسها، فاستيقظ وهو يضحك، فقالت: يا رسولَ الله، أتضحك من رأسي؟ قال: لا … وساق هذا الخبر يزيد وينقص» هكذا قال أبو داود. ولم يذكر لفظه، وقال: الرميصاء، أخت أم سليم من الرضاعة.
19889 / 2777– هـ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «غَزْوَةٌ فِي الْبَحْرِ مِثْلُ عَشْرِ غَزَوَاتٍ فِي الْبَرِّ، وَالَّذِي يَسْدَرُ فِي الْبَحْرِ كَالْمُتَشَحِّطِ فِي دَمِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ» أخرجه ابن ماجه.
19890 / 9491 – وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ” مَنْ جَلَسَ عَلَى الْبَحْرِ احْتِسَابًا وَنِيَّةً احْتِيَاطًا لِلْمُسْلِمِينَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ فِي الْبَحْرِ حَسَنَةً» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ يُوسُفُ بْنُ السَّفْرِ وَهُوَ مَتْرُوكٌ وَالْإِسْنَادُ مُنْقَطِعٌ.
19891 / 9447 – عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ بَعْضِ نِسَائِهِ إِذْ وَضَعَ رَأْسَهُ فَنَامَ فَضَحِكَ فِي مَنَامِهِ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ قَالَتْ لَهُ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِ: لَقَدْ ضَحِكْتَ فِي مَنَامِكَ فَمَا أَضْحَكَكَ؟ قَالَ: ” أَعْجَبُ مِنْ نَاسٍ مِنْ أُمَّتِي يَرْكَبُونَ هَذَا الْبَحْرَ حَوْلَ الْعَدُوِّ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ” فَذَكَرَ لَهُمْ خَيْرًا كَثِيرًا».
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْعَبْدِيُّ وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ فِي رِوَايَةٍ وَكَذَلِكَ النَّسَائِيُّ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
19892 / 9448 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” حَجَّةٌ لِمَنْ لَمْ يَحُجَّ خَيْرٌ مِنْ عَشْرِ غَزَوَاتٍ وَغَزْوَةٌ لِمَنْ قَدْ حَجَّ خَيْرٌ مِنْ عَشْرِ حِجَجٍ وَغَزْوَةٌ فِي الْبَحْرِ خَيْرٌ مِنْ عَشْرِ غَزَوَاتٍ فِي الْبَرِّ، وَمَنْ أَجَارَ الْبَحْرَ فَكَأَنَّمَا أَجَازَ الْأَوْدِيَةَ كُلَّهَا، وَالْمَائِدُ كَالْمُتَشَحِّطِ فِي دَمِهِ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ وَفِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ وَضَعَّفَهُ غَيْرُهُ.
19893 / 9449 – وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” مَنْ غَزَا فِي الْبَحْرِ غَزْوَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يَغْزُو فِي سَبِيلِهِ فَقَدْ أَدَّى إِلَى اللَّهِ طَاعَتَهُ كُلَّهَا، وَطَلَبَ الْجَنَّةَ كُلَّ مَطْلَبٍ، وَهَرَبَ مِنَ النَّارِ كُلَّ مَهْرَبٍ»”
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الثَّلَاثَةِ وَفِيهِ عُمَرُ بْنُ الصُّبْحِ وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
19894 / 9450 – وَعَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَنْ فَاتَهُ الْغَزْوُ مَعِي فَلْيَغْزُ فِي الْبَحْرِ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَفِيهِ عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
19895 / 9451 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ قَالَ: «كَلَّمَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى هَذَا 281\5 الْبَحْرَ الْغَرْبِيَّ وَكَلَّمَ الْبَحْرَ الشَّرْقِيَّ، فَقَالَ لِلْبَحْرِ الْغَرْبِيِّ: إِنِّي حَامِلٌ فِيكَ عِبَادًا مِنْ عِبَادِي فَكَيْفَ أَنْتَ صَانِعٌ بِهِمْ؟ قَالَ: أُغْرِقُهُمْ قَالَ: بَأْسُكَ فِي نَوَاحِيكَ فَحَرَمَهُ الْحَلَبَةَ وَالصَّيْدَ. وَكَلَّمَ هَذَا الْبَحْرَ الشَّرْقِيَّ فَقَالَ: إِنِّي حَامِلٌ فِيكَ عِبَادًا مِنْ عِبَادِي فَمَا أَنْتَ صَانِعٌ بِهِمْ؟ قَالَ: أَحْمِلُهُمْ عَلَى بَدَنِي أَكُونُ لَهُمْ كَالْوَالِدَةِ لِوَلَدِهَا، فَأَثَابَهُ الْحَلَبَةَ وَالصَّيْدَ» “.
قال الهيثميُّ : رواه البزار وَجَادَةً وَفِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
باب لا يركب البحر إلا حاج أو غاز
وفي كتاب الأدب النهي عن ركوب البحر عند ارتجاجه.
19896 / 3024 – (د) عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تركَبِ البحرَ إلا حاجاً أو مُعتَمِراً، أو غازياً في سبيل الله، فإنَّ تحتَ البحر ناراً، وتحت النار بحراً». أخرجه أبو داود.
19897 / 9452 – وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” لَا تَرْكَبِ الْبَحْرَ إِلَّا حَاجًّا أَوْ غَازِيًا»”.
قال الهيثميُّ : رواه البزار وَفِيهِ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ وَهُوَ مُدَلِّسٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
19898 / 9452\1064– عَنْ أبي بكر رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَرْكَبُ الْبَحْرَ إِلَّا غَازٍ أَوْ حَاجٌّ أَوْ مُعْتَمِرٌ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1064) للحارث.
اخرجه في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (3/ 157) عن ابي بكرة، وقال: رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ عَنِ الْخَلِيلِ بْنِ زَكَرِيَّا وَهُوَ ضَعِيفٌ.
باب غزو الهند
19899 / 7209 – (س) أبو هريرة – رضي الله عنه – قال: «وعدَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم غَزوة الهند، فإن أدركتُها أُنفِق فيها نفسي ومالي، فإن قتلتُ كنتُ أفضلَ الشهداء، وإن رجعتُ فأنا أبو هريرة المحرَّر». أخرجه النسائي.
19900 / 9453 – عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “عِصَابَتَانِ مِنْ أُمَّتِي أَحْرَزَهُمَا اللَّهُ مِنَ النَّارِ: عِصَابَةٌ تَغْزُو الْهِنْدَ وَعِصَابَةٌ تَكُونُ مَعَ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ»”.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَسَقَطَ تَابِعِيُّهُ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
باب في المجاهدين ونفقتهم وفضلها؛ والأمر بها
19901 / 1039 – (د س) أنس بن مالك – رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «جَاِهدُوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم». أخرجه أبو داود والنسائي.
وفي أخرى للنسائي: «جاهدوا بأَيديكم وألسنتكم وأموالكم».
19902 / 9454 – عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” طُوبَى لِمَنْ أَكْثَرْ فِي الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى؛ فَإِنَّ لَهُ بِكُلِّ كَلِمَةٍ سَبْعِينَ أَلْفَ حَسَنَةٍ، كُلُّ حَسَنَةٍ مِنْهَا عَشْرَةُ أَضْعَافٍ مَعَ الَّذِي لَهُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْمَزِيدِ “. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ النَّفَقَةُ؟ قَالَ: ” النَّفَقَةُ عَلَى قَدْرٍ ذَلِكَ “.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَقُلْتُ لِمُعَاذٍ: إِنَّمَا النَّفَقَةُ بِسَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ؟ فَقَالَ مُعَاذٌ: قَلَّ فَهْمُكَ، إِنَّمَا ذَاكَ إِذَا أَنْفَقُوهَا وَهُمْ مُقِيمُونَ بَيْنَ أَهْلِيهِمْ غَيْرُ غُزَاةٍ، فَإِذَا غَزَوْا وَأَنْفَقُوا خَبَّأَ اللَّهُ لَهُمْ مِنْ خِزَانَةِ رَحْمَتِهِ مَا يَنْقَطِعُ عَنْهُ عَلِمُ الْعِبَادِ وَصِفَتُهُمْ، فَأُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ وَحِزْبُ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ رَجُلٌ لَمْ يُسَمَّ.
19903 / 9455 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: النَّفَقَةُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَضْعُفُ بِسَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ.
قال الهيثميُّ : رواه البزار وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
باب فيمن خرج غازيا فمات ومن غزا مع غير قومه
قَدْ تَقَدَّمَتْ أَحَادِيثُ فِي فَضْلِ الْجِهَادِ فِي مَعْنَى هَذَا الْبَابِ.
19904 / 9456 – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” مَنْ خَرَجَ حَاجًّا فَمَاتَ كُتِبَ لَهُ أَجْرُ الْحَاجِّ 282\5 إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ خَرَجَ مُعْتَمِرًا فَمَاتَ لَهُ أَجْرُ الْمُعْتَمِرِ وَمَنْ خَرَجَ غَازِيًا فَمَاتَ كُتِبَ لَهُ أَجْرُ الْغَازِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» “.
قال الهيثميُّ : رواه ابو يعلى وَفِيهِ ابْنُ إِسْحَاقَ وَهُوَ مُدَلِّسٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1891) لأبي يعلى.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (3/ 158): رواه ابو يعلى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ، لِتَدْلِيسِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ.
19905 / 9456\1914– عن أَبي عَبْدِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ قال: سَمِعْتُ أَكْثَمَ بْنَ الْجَوْنِ الْخُزَاعِيَّ الْكَعْبِيَّ يَقُولُ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَكْثَمُ بن الجون اغْزُ مَعَ غَيْرِ قَوْمِكَ يَحْسُنْ خُلُقُكَ وَتَكْرُمْ عَلَى رُفَقَائِكَ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1914) لأبي يعلى. وقد مضى مطولا.
19906 / 9457 – وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” مَنْ صُرِعَ عَنْ دَابَّتِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمَاتَ فَهُوَ شَهِيدٌ» “.
قال الهيثميُّ : رواه ابو يعلى وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُ.
باب الاستئجار في الغزو
19907 / 7208 – (د) أبو أيوب – رضي الله عنه -: أنه سمع رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ستفتح عليكم الأمصارُ، وستكون جنود مُجَنَّدة، يُقطَع عليكم فيها بُعوث، يكره الرجل منكم البَعْث فيها، فيتخلَّص من قومه، ثم يتصفَّح القبائلَ، يَعْرِض نفسَه عليهم، يقول: مَنْ أكْفِه بَعْثَ كذا؟ من أكفه بَعْثَ كذا؟ ألا فذلك الأجيرُ إلى آخِرِ قَطْرة من دمه». أخرجه أبو داود.
باب فيمن جهز غازيا أو خلفه في أهله بخير
19908 / 7205 – (خ م ت د س ه – زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه ) أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «من جهَّز غازياً في سبيل الله فقد غزَا، ومن خَلَّف غازياً في أهله بخير فقد غزا» أخرجه الجماعة إلا «الموطأ».
وفي أخرى للترمذي إلى قوله: «فقد غزا» في المرة الأولى.
ولفظ ابن ماجه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِ الْغَازِي شَيْئًا».
19909 / 7206 – (د) عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما – أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «للغَازي أجرُه، وللجاعِلِ أجرُه وأجرُ الغازي». أخرجه أبو داود.
19910 / 1090 – (م د) أبو سعيد الخدري – رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ بَعْثاً إلى بني لَحْيَانَ مِنْ هُذَيْلٍ، فقال: «لِيَنْبَعِثْ من كلِّ رجلين أَحدُهُمَا، والأَجرُ بينهما» .
وفي رواية: لِيَخْرُجْ من كل رجلين رجلٌ، ثم قال لِلْقَاعِدِ: أَيُّكم خَلَفَ الَخْارِجَ في أهْلِهِ ومالِهِ بخيْرٍ، كان له مثلُ نِصْفِ أجْرِ الخَارِجِ. أخرجه مسلم، وأخرج أبو داود الرواية الثانية.
19911 / 2758 – ( ه – عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه ) قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى يَسْتَقِلَّ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ حَتَّى يَمُوتَ أَوْ يَرْجِعَ». أخرجه ابن ماجه.
19912 / 9458 – عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا أَوْ خَلَفَهُ فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ فَإِنَّهُ مَعَنَا» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ وَهُوَ ضَعِيفٌ وَرَجُلٌ لَمْ يُسَمَّ.
19913 / 9459 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا وَمَنْ خَلَفَهُ فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَفِيهِ رَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَثَّقَهُ أَحْمَدُ فِي غَيْرِ حَدِيثِ سُفْيَانَ وَكَذَلِكَ ابْنُ مَعِينٍ وَابْنُ حِبَّانَ وَقَالَ: يُخْطِئُ وَيُخَالِفُ، وَضَعَّفَهُ جَمَاعَةٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1900) للحارث.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 99): هذا إسناد ضعيف؟ لجهالة التابعي.
19914 / 9460 – وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُ مَثَلُ أَجْرِهِ وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ، وَأَنْفَقَ عَلَى أَهْلِهِ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
19915 / 9461 – وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عَامَ بَنِي لَحْيَانَ: ” لِيَخْرُجْ مِنْ كُلِّ اثْنَيْنِ مِنْكُمْ رَجُلٌ وَلْيُخْلِفِ الْغَازِي فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَلَهُ مَثَلُ نِصْفِ أَجْرِهِ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَفِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ وَحَدِيثُهُ حَسَنٌ.
باب عظيم إثم من خان المجاهدين في أهلهم
19916 / 4976 – (م د س) بريدة – رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: «حُرْمةُ نساءِ المجاهدين على القاعدين كحُرْمة أُمَّهَاتهم، و ما من رجل من القاعدين يَخْلُف رجلاً من المجاهدين في أهل فيَخُونُهُ فيهم، إِلا وُقِفَ له يومَ القيامة، فيأخذ مِن حسناتهِ ما شاء حتى يرضَى، ثم التَفَتَ إِلينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: فما ظَنُّكم؟» . أخرجه مسلم.
وفي رواية أَبي داود مثله، وفيه: «إِلا نُصِبَ له يوم القيامة، فقيل: هذا قد خَلفك في أهلك، فخُذ من حسناته ما شئت … الحديث» .
وفي رواية النسائي مثل رواية أبي داود، وزاد: «تُرَوْن يَدَعُ له من حسناته شيئاً؟».
باب إعانة المجاهدين
19917 / 1110 – (م د) أَنس بن مالك – رضي الله عنه -: أنَّ فَتى مِنْ أسْلمَ قال: إني أريدُ الغزوَ يا رسولَ الله، وليس معي مالٌ أتَجهَّزُ به، قال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: آئت فلاناً، فإنه كان قد تَجهَّزَ فَمَرِضَ، فأتاه، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرِئُكَ السلام ويقولُ: «أعطنِي الذَي تجهَّزتَ به، فقال: يا فُلاَنةُ – لأهِلِه – أعطيِه الذي تجهزْتُ به، ولا تَحْبِسِي عنه شيئاً منه، فواللهِ لا تَحْبِسِي منه شيئاً فيُبارَك لكِ فيه». أخرجه مسلم وأبو داود.
19918 / 9462 – عَنْ جَبَلَةَ يَعْنِي ابْنَ حَارِثَةَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا لَمْ يَغْزُ أَعْطَى سِلَاحَهُ عَلِيًّا أَوْ أُسَامَةَ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ وَرِجَالُ أَحْمَدَ ثِقَاتٌ.
19919 / 9463 – وَعَنْ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” مَنْ أَعَانَ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوْ غَارِمًا فِي عُسْرَتِهِ، أَوْ مَكَاتَبًا فِي رَقَبَتِهِ أَظَلَّهُ اللَّهُ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ»”.
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَالطَّبَرَانِيُّ وَفِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَلَمْ أَعْرِفْهُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ حَدِيثُهُ حَسَنٌ.
19920 / 9464 – وَعَنْ عَمْرِو بْنِ مِرْدَاسٍ قَالَ: «أَتَيْتُ الشَّامَ فَإِذَا رَجُلٌ غَلِيظُ الشَّفَتَيْنِ أَوْ قَالَ: ضَخْمُ الشَّفَتَيْنِ وَالْأَنْفِ، وَإِذَا بَيْنَ يَدَيْهِ سِلَاحٌ فَسَأَلُوهُ وَهُوَ يَقُولُ: ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ خُذُوا مِنْ هَذَا السِّلَاحِ وَاسْتَصْلِحُوهُ وَجَاهِدُوا بِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ” قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: بِلَالٌ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد هَكَذَا، وَفِي إِسْنَادِهِ أَبُو الْوَرْدِ بْنُ ثُمَامَةَ وَهُوَ مَسْتُورٌ، 283\5 وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
19921 / 9465 – وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” مَنْ أَظَلَّ رَأْسَ غَازٍ أَظَلَّهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ، وَمَنْ جَهَّزَ غَازِيًا حَتَّى يَسْتَقِلَّ بِجَهَازِهِ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ» “.
قُلْتُ: رَوَى ابْنُ مَاجَهْ طَرَفًا مِنْ آخِرِهِ.
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَأَبُو يَعْلَى، وَالْبَزَّارُ، وَصَالِحُ بْنُ مُعَاذٍ شَيْخُ الْبَزَّارِ لَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ وَإِسْنَادُ أَحْمَدَ مُنْقَطِعٌ وَفِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ.
19922 / 9466 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَأَنْ أُمَتَّعَ بِسَوْطٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحُجَّ حَجَّةً بَعْدَ حَجَّةٍ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
باب فيمن لم يغز ولم يجهز غازيا
19923 / 1043 – (م د س) أبو هريرة – رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «من مات ولم يغزُ، ولم يُحدِّثْ به نَفْسَهُ، مات على شُعْبَة من النفاق» .
قال ابن المبارك فنرَى أنَّ ذلك كان على عهدِ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم. أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي. إلا أنَّ أبا داود قال: «شُعْبَةُ نِفاقٍ».
19924 / 1044 – (ت ه – أبو هريرة رضي الله عنه ): أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «من لَقيَ الله تعالى بغير أَثرٍ من جهاد، لَقِيَ الله وفي إيمانهِ ثُلْمَةٌ» . أَخرجه الترمذي.
ولفظ ابن ماجه: ( من لقي الله وليس له أثر في سبيل الله، لقي الله وفيه ثلمة ).
19925 / 1045 – (د ه – أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه ): أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «من لم يَغْزُ، ولم يُجَهِّزْ غَازِياً، أَو يُخَلِّفْ غَازياً في أهله بِخَيْرٍ، أَصابه اللهُ بِقَارِعَةٍ».
زاد في رواية: «قبل يوم القيامة» . أخرجه أبو داود وابن ماجه بهذه الزيادة.
19926 / 9467 – عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” مَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ لَا يَغْزُو مِنْهُمْ غَازٍ أَوْ يُجَهِّزُ غَازِيًا بِسِلْكٍ أَوْ بِإِبْرَةٍ أَوْ مَا يَعْدِلُهَا مِنَ الْوَرِقِ أَوْ يَخْلُفُهُ فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ إِلَّا أَصَابَهُمُ اللَّهُ بِقَارِعَةٍ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ سُوِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
19927 / 9468 – وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” مَا تَرَكَ قَوْمٌ الْجِهَادَ إِلَّا عَمَّهُمُ اللَّهُ بِالْعَذَابِ»”.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ عَنْ شَيْخِهِ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدٍ الرَّازِيِّ قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَيْسَ بِذَاكَ، وَقَالَ الذَّهَبِيُّ: رَوَى عَنْهُ النَّاسُ.
باب فضل الغدوة والروحة في سبيل الله
وتقدمت في أحاديث في فضل الجهاد عموما
19928 / 7170 – (خ م ت ه – أنس بن مالك رضي الله عنه ) أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَغَدْوة في سبيل الله، أو روحة، خير من الدنيا وما فيها». أخرجه البخاري ومسلم وابن ماجه.
وأخرج الترمذي هذا الحديث في أول حديث مذكور في صفة الجنة من «كتاب القيامة» من حرف القاف، وهذا القدر متفق عليه بينهم.
19929 / 2775 – ( ه – أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه ) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ رَاحَ رَوْحَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ، كَانَ لَهُ بِمِثْلِ مَا أَصَابَهُ مِنَ الْغُبَارِ مِسْكًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ». أخرجه ابن ماجه.
19930 / 7171 – (م س) أبو أيوب – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «غَدْوَة في سبيل الله، أو روحة خير مما طَلَعَتْ عليه الشمس وغَرَبَتْ». أخرجه مسلم والنسائي.
19931 / 7172 – (ت ه – أبو هريرة وابن عباس رضي الله عنهما ) أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «غَدْوَة أو رَوْحَة في سبيل الله، خير من الدنيا وما فيها». أخرجه الترمذي وابن ماجه.
19932 / 7173 – (م س ه – سهل بن سعد رضي الله عنه ) أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «غَدْوَة أو رَوْحَة في سبيل الله، خير من الدنيا وما فيها». أخرجه مسلم والنسائي وابن ماجه.
19933 / 7174 – (د) عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – قال: إن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «قَفْلة في سبيل الله كَغَزْوَة» أخرجه أبو داود.
19934 / 7175 – (ت) أبو هريرة – رضي الله عنه – قال: «مرَّ رجل مِنْ أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بشِعْب، فيه عُيَيْنَة من ماء عَذْب، فأعجبته لطيبها فقال: لو أقمتُ في هذا المكان أعبد الله، وأعزِل شَرِّي عن الناس؟ سأستأذن في ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر ذلك له، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : لا تفعل فإن مَقامَ أحدِكم في سبيل الله ساعة، أفضلُ من صلاتِهِ في بيته سبعين عاماً، ألا تُحِبُّون أن يَغْفِرَ الله لكم فيدخلَكم الجنة؟ قالوا: بلى، قال: فاغزُوا في سبيل الله، فإنه مَنْ قاتل في سبيل الله فُواقَ ناقة، لتكون كلمةُ الله هي العليا، وجبتْ له الجنةُ، والغَدْوَةُ في سبيل الله، أو الرَّوْحةُ، خير مِنَ الدنيا وما فيها أو قال: خير مما طلعت عليه الشمس».
أخرجه الترمذي – إلى قوله: «وجبت له الجنة» وليس في روايته ذكر «ساعة» ولا «لتكون كلمة الله هي العليا».
19935 / 7176 – (د ت س ه – معاذ بن جبل رضي الله عنه ) أنه سمع رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ قاتَل في سبيل الله فُواقَ ناقة وَجَبَتْ له الجنةُ، ومَن سأل الله القَتْلَ في سبيل الله صادقاً مِنْ نَفْسِهِ، ثم مات أو قُتل، كان له أجرُ شهيد، ومَنْ جُرِحَ جُرْحاً في سبيل الله، أو نُكِبَ نَكْبة، فإنها تجيء يوم القيامة كأغزَرِ ما كانت، لونُها لونُ الزعفران، ورِيحُها ريحُ المسك، ومَن خَرَجَ به خُرَّاج في سبيل الله، فإنَّ عليه طابَعُ الشُّهداء» . أخرجه أبو داود والنسائي.
وأخرجه الترمذي مفرَّقاً في موضعين. وأخرجه ابن ماجه من أوله إلى قوله ( الجنة ).
19936 / 9469 – عَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ «عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَمَرَ أَصْحَابَهُ بِالْغَزْوِ، فَقَالَ رَجُلٌ لِأَهْلِهِ: أَتَخَلَّفُ حَتَّى أُصْلِيَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ ثُمَّ أُسَلِّمَ عَلَيْهِ وَأُوَدِّعَهُ فَيَدْعُوَ لِي بِدَعْوَةٍ تَكُونُ شَافِعَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلَمَّا صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ الرَّجُلُ مُسَلِّمًا عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَتَدْرِي بِكَمْ سَبَقَكَ أَصْحَابُكَ؟ ” قَالَ: نَعَمْ سَبَقُونِي الْيَوْمَ بِغَدْوَتِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ سَبَقُوكَ بِأَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقَيْنِ وَالْمَغْرِبَيْنِ فِي الْفَضِيلَةِ» “.
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَفِيهِ زَبَّانُ بْنُ فَائِدٍ وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَضَعَّفَهُ جَمَاعَةٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
19937 / 9470 – وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” غَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» “.
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ، وَهُوَ حَسَنُ الْحَدِيثِ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
19938 / 9471 – «وَعَنْ سُفْيَانَ بْنِ وَهْبٍ الْخَوْلَانِيِّ أَنَّهُ كَانَ تَحْتَ ظِلِّ رَاحِلَةِ رَسُولِ 184\5 اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ، أَوْ أَنَّ رَجُلًا حَدَّثَهُ ذَلِكَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى كُورٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” هَلْ بَلَّغْتُ؟ ” فَظَنَنَّا أَنَّهُ يُرِيدُنَا، فَقَالَ: ” نَعَمْ ” ثُمَّ أَعَادَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَقَالَ فِيمَا يَقُولُ: ” رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا وَغَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ عَلَى الْمُؤْمِنِ حَرَامٌ عِرْضُهُ وَمَالُهُ وَنَفْسُهُ حُرْمَةٌ كَحُرْمَةٍ هَذَا الْيَوْمِ» “.
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَالطَّبَرَانِيُّ وَرِجَالُ أَحْمَدَ ثِقَاتٌ.
19939 / 9472 – وَعَنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “غَدْوَةٌ أَوْ رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» “.
قال الهيثميُّ : رواه ابو يعلى وَالْبَزَّارُ وَفِيهِ عَمْرُو بْنُ صَفْوَانَ الْمُزَنِيُّ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
19940 / 9473 – وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” غَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» “.
قال الهيثميُّ : رواه البزار وَفِيهِ يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ السَّمْتِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1894) لأبي يعلى.
باب فضل الغبار في سبيل الله ومن شيع المجاهدين
19941 / 7188 – (ت س ه – أبو هريرة رضي الله عنه ) قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم-: «لا يَلِجُ النارَ رجل بكى من خشية الله، حتى يعودَ اللَّبَنُ في الضرْع ولا يَجْتَمِعُ على عبد غُبار في سبيل الله ودُخَانُ جهنَّم». أخرجه الترمذي والنسائي.
وزاد النسائي في أخرى «في مِنْخَرَيْ مسلم أبداً» . وللنسائي أيضاً قال: «لا يجتمع غبار في سبيل الله ودُخَانُ جهنَّم في جوف عبد أبداً، ولا يجتمع الشُّح والإيمان في قلب عبد أبداً» وفي أخرى «في قلب مسلم» في الموضعين.
ولفظ ابن ماجه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَدُخَانُ جَهَنَّمَ فِي جَوْفِ عَبْدٍ مُسْلِمٍ».
19942 / 7189 – (خ ت س) أبو عبس – رضي الله عنه – أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما اغبرَّتْ قدما عبد في سبيل الله، فتَمَسَّه النارُ» أخرجه البخاري.
وقد أخرجه هو والترمذي والنسائي بزيادة في أوله، وقد ذكر في «فضل صلاة الجمعة».
19943 / 9474 – عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” لَا يَجْمَعُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي جَوْفِ رَجُلٍ غُبَارًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدُخَانَ جَهَنَّمَ، وَمَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمُاهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَرَّمَ اللَّهُ سَائِرَ جَسَدِهِ عَلَى النَّارِ، وَمَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَاعَدَ اللَّهُ مِنْهُ النَّارَ مَسِيرَةَ أَلْفِ عَامٍ لِلرَّاكِبِ الْمُسْتَعْجَلِ، وَمَنْ جُرِحَ جِرَاحَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِخَاتَمِ الشُّهَدَاءِ، لَهُ نُورٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَوْنُهَا مِثْلُ لَوْنِ الزَّعْفَرَانِ وَرِيحُهَا مِثْلُ رِيحِ الْمِسْكِ، يُعْرِفُهُ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَالْآخَرُونَ يَقُولُونَ: فُلَانٌ عَلَيْهِ طَابَعُ الشُّهَدَاءِ، وَمَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَوَاقَ نَاقَةٍ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ» “.
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلَّا أَنَّ خَالِدَ بْنَ دُرَيْكٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَلَمْ يُدْرِكْهُ.
19944 / 9475 – وَعَنْ أَبِي الْمُصَبِّحِ قَالَ: «بَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ بِدَرْبٍ قَلَمْتَةَ إِذْ نَادَى الْأَمِيرُ مَالِكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخَثْعَمِيُّ رَجُلًا يَقُودُ فَرَسَهُ فِي عِرَاضِ الْجَبَلِ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَلَا تَرْكَبُ؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُمَا حَرَامٌ عَلَى النَّارِ» “.
قال الهيثميُّ : رواه احمد مِنْ طَرِيقَيْنِ وَأَبُو يَعْلَى، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فِي أَحَدِ الطَّرِيقَيْنِ: ” سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ “. وَرِجَالُ أَحْمَدَ فِي أَحَدِ الطَّرِيقَيْنِ رِجَالُ الصَّحِيحِ خَلَا أَبَا الْمُصَبِّحِ وَهُوَ ثِقَةٌ، وَقَالَ أَحْمَدُ فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى: ” سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ” أَيْضًا.
19945 / 9476 – وَعَنْ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَثْعَمِيِّ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ 285\5 حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ»”.
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَالطَّبَرَانِيُّ وَرِجَالُ أَحْمَدَ ثِقَاتٌ.
19946 / 9476\1901– عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ شَيَّعَ غازياً فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى حَتَّى يَنْزِلُوا أَوَّلَ مَنْزِلٍ فَيَبِيتُ مَعَهُمْ حَتَّى يَرْتَحِلُوا موجهين فِي الْجِهَادِ وَيُقْبِلُ هُوَ حَتَّى يَأْتِيَ أَهْلَهُ كَانَ لَهُ أَجْرُ سَبْعِينَ حَجَّةً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِوَى مَا يشركه فِيمَا كَانُوا فِيهِ مِنْ خَيْرٍ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1901) للحارث.
هو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 116). وانظر ما بعده.
19947 / 9476\1902– عَنْ أَبِي ذَرٍّ نَحْوَهُ، لَكِنْ قَالَ: كَأَنَّمَا حَجَّ خَمْسًا وَعِشْرِينَ حَجَّةً بَدَلَ سَبْعِينَ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1902) للحارث.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 116): قُلْتُ: مَدَارُ هَذَا الْإِسْنَادِ وَمَا قَبْلَهُ عَلَى دَاوُدَ بْنِ المحبر، وهو كذاب.
19948 / 9477 – وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ “. فَمَا رَأَيْتُ يَوْمًا أَكْثَرَ مَاشِيًا مِنْ يَوْمِئِذٍ وَنَحْنُ مِنْ وَرَاءِ الدُّرُوبِ».
قال الهيثميُّ : رواه ابو يعلى فِي الْكَبِيرِ وَالْبَزَّارُ وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ وَهُوَ مَتْرُوكٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1954) لأبي يعلى.
هو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 122). وأورد حديث الخثعمي الاتي شاهدا له.
19949 / 9478 – وَعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ: «مَرَّ مَالِكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخَثْعَمِيُّ وَهُوَ عَلَى النَّاسِ بِالصَّائِفَةِ بِأَرْضِ الرُّومِ يَقُودُ دَابَّتَهُ فَقَالَ لَهُ: ارْكَبْ فَإِنِّي أَرَى دَابَّتَكَ ظَهِيرَةً قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” مَا اغْبَرَّتْ قَدَمَا عَبْدٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا النَّارَ “. قَالَ: فَنَزَلَ مَالِكٌ وَنَزَلَ النَّاسُ يَمْشُونَ فَمَا رُئِيَ يَوْمٌ أَكْثَرَ مَاشِيًا مِنْهُ».
قال الهيثميُّ : رواه ابو يعلى وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
19950 / 9479 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي زَيْنَبَ «أَنَّ مَالِكَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيَّ مَرَّ عَلَى حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ، أَوْ حَبِيبٌ مَرَّ عَلَى مَالِكٍ، وَهُوَ يَقُودُ فَرَسَهُ وَيَمْشِي فَقَالَ: أَلَا تَرْكَبُ فَقَدْ حَمَلَكَ اللَّهُ؟ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ»”.
قال الهيثمي: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ لَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ وُثِّقُوا.
19951 / 9480 – وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ يَعْنِي الصِّدِّيقَ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَرَّمَهُمَا عَلَى النَّارِ» “.
قال الهيثميُّ : رواه البزار وَفِيهِ كَوْثَرُ بْنُ حَكِيمٍ وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
19952 / 9481 – وَعَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ الْكِنْدِيِّ قَالَ: «كُنَّا مَعَ أَبِي الدَّرْدَاءِ مُنْصَرِفِينَ مِنَ الصَّائِفَةِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اجْتَمِعُوا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَرَّمَ اللَّهُ سَائِرَ جَسَدِهِ عَلَى النَّارِ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَفِيهِ صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى الدَّقِيقِيُّ ضَعَّفَهُ الْجُمْهُورُ وَوَثَّقَهُ مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ.
19953 / 9482 – وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” لَا يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ فِي جَوْفِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَفِيهِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ مَذْكُورٌ فِي تَرْجَمَةِ ابْنِهِ مُحَمَّدٍ.
19954 / 9483 – وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” لَا يَجْتَمِعُ فِي مَنْخَرَيْ عَبْدٍ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ وَفِيهِ مُوسَى بْنُ عُمَيْرٍ الْقُرَشِيُّ الْأَعْمَى وَهُوَ مَتْرُوكٌ.286\5
19955 / 9484 – وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” مَا مِنْ رَجُلٍ يَغْبَرُّ وَجْهُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا أَمَّنَهُ اللَّهُ دُخَانَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ تَغْبَرُّ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا أَمَّنَ اللَّهُ قَدَمَيْهِ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ جُمَيْعُ بْنُ ثُوَبَ بِالْفَتْحِ وَقَالَ: بِالضَّمِّ وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
19956 / 9485 – وَعَنْ رَبِيعِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: «بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسِيرُ مُعَتَدِلًا عَنِ الطَّرِيقِ إِذْ أَبْصَرَ شَابًّا مِنْ قُرَيْشٍ يَسِيرُ مُعْتَزِلًا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَلَيْسَ ذَاكَ فُلَانٌ؟ ” قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: “فَادْعُوهُ” فَجَاءَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” مَا لَكَ اعْتَزَلْتَ عَنِ الطَّرِيقِ؟ ” قَالَ: كَرِهْتُ الْغُبَارَ. قَالَ: ” فَلَا تَعْتَزِلْهُ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَذَرِيرَةُ الْجَنَّةِ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
باب الحرس في سبيل الله
19957 / 7190 – (ت) عبد الله بن عباس – رضي الله عنه – قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «عينان لا تمسهُما النار: عَين بَكَتْ من خشية الله، وعَيْن باتت تحرُس في سبيل الله». أخرجه الترمذي.
19958 / 7191 – (س) أبو ريحانة – رضي الله عنه – قال: سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: «حُرِّمت عَيْن على النار سَهِرت في سبيل الله» أخرجه النسائي.
19959 / 2769 – ( ه – عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه ) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَحِمَ اللَّهُ حَارِسَ الْحَرَسِ». أخرجه ابن ماجه.
19960 / 2770 – ( ه – أَنَسَ رضي الله عنه ) قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” حَرَسُ لَيْلَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنْ صِيَامِ رَجُلٍ وَقِيَامِهِ فِي أَهْلِهِ أَلْفَ سَنَةٍ: السَّنَةُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ يَوْمًا، وَالْيَوْمُ كَأَلْفِ سَنَةٍ”. أخرجه ابن ماجه.
19961 / 9486 – عَنْ أَبِي رَيْحَانَةَ قَالَ: «كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ، فَأَتَيْنَا ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى شَرَفٍ فَبِتْنَا عَلَيْهِ فَأَصَابَنَا بَرْدٌ شَدِيدٌ حَتَّى رَأَيْتُ مَنْ يَحْفِرُ فِي الْأَرْضِ حُفْرَةً يَدْخُلُ فِيهَا وَيُلْقِي عَلَيْهِ الْحَجَفَةَ يَعْنِي التُّرْسَ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ النَّاسِ نَادَى: ” مَنْ يَحْرُسُنَا اللَّيْلَةَ وَأَدْعُو اللَّهَ لَهُ بِدُعَاءٍ يَكُونُ فِيهِ فَضْلٌ؟ “. فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: ” ادْنُهْ “. فَدَنَا فَقَالَ: ” مَنْ أَنْتَ؟ ” فَتَسَمَّى لَهُ الْأَنْصَارِيُّ فَفَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالدُّعَاءِ فَأَكْثَرَ مِنْهُ قَالَ أَبُو رَيْحَانَةَ: فَلَمَّا سَمِعْتُ مَا دَعَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ: أَنَا رَجُلٌ آخَرُ. فَقَالَ: ” ادْنُهْ “. فَدَنَوْتُ فَقَالَ: ” مَنْ أَنْتَ؟ ” فَقُلْتُ: أَبُو رَيْحَانَةَ، فَدَعَا لِي بِدُعَاءِ هُوَ دُونَ مَا دَعَا لِلْأَنْصَارِيِّ ثُمَّ قَالَ: ” حُرِّمَتِ النَّارُ عَلَى عَيْنٍ دَمَعَتْ أَوْ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَحُرِّمَتِ النَّارُ عَلَى عَيْنٍ سَهِرَتْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ” أَوْ قَالَ: ” حُرِّمَتِ النَّارُ عَلَى عَيْنٍ أُخْرَى ثَالِثَةٍ» “.
لَمْ يَسْمَعْهَا مُحَمَّدُ بْنُ سُمَيْرٍ. قُلْتُ: رَوَى النَّسَائِيُّ طَرَفًا مِنْهُ.
قُلْتُ: قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَرِجَالُ أَحْمَدَ ثِقَاتٌ.
19962 / 9487 – وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ «عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ” مَنْ حَرَسَ مِنْ وَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مُتَطَوِّعًا لَا يَأْخُذُهُ سُلْطَانٌ لَمْ يَرَ النَّارَ بِعَيْنَيْهِ إِلَّا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ، فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا» “.
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَأَبُو يَعْلَى، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَفِي أَحَدِ إِسْنَادَيْ أَحْمَدَ ابْنُ لَهِيعَةَ وَهُوَ أَحْسَنُ 287\5 حَالًا مِنْ رِشْدِينَ.
19963 / 9487\1988– عن الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ حَدَّثَنِي شَيْخٌ كَانَ مُرَابِطًا بِالسَّاحِلِ قَالَ: خَرَجْتُ لَيْلَةَ بحرسي لَمْ يَخْرُجْ أَحَدٌ مِمَّنْ كَانَ عَلَيْهِ الْحَرَسُ غَيْرِي فَجَعَلَ يُخَيَّلُ إِلَيَّ أن البحر مشرف حتى يحاذي رؤوس الْجِبَالِ فَفَعَلَ ذَلِكَ مِرَارًا وَأَنَا مُسْتَيْقِظٌ ثُمَّ نِمْتُ فَرَأَيْتُ فِيَ النَّوْمِ كَأَنَّ مَعِي الرَايَةَ وَكَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَمْشُونَ خَلْفِي وَأَنَا أَمَامَهُمْ فَلَمَّا أَصْبَحْتُ رَجَعْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَقِيتُ أَمِيرَ الْجَيْشِ وَأَبَا صَالِحٍ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَكَانَا أَوَّلَ مَنْ خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ فَقَالَا لِي: أَيْنَ النَّاسُ؟ فَقُلْتُ: رَجَعُوا قَبْلِي فَقَالَا لِمَ لَا تَصْدُقْنَا نَحْنُ أَوَّلُ مَنْ خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ قَالَ فَأَخْبَرْتُهُمَا أَنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ أَحَدٌ غَيْرِي قَالَ أَبُو صَالِحٍ فَمَا رَأَيْتَ فَقُلْتُ وَاللَّهِ لَقَدْ خُيِّلَ إِلَيَّ فِيمَا رَأَيْتُ أَنَّ الْبَحْرَ يُشْرِفُ حتى يحاذي برؤوس الْجِبَالِ قَالَ أَبُو صَالِحٍ صَدَقْتَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الخطاب رضي لله عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ليس مِنْ لَيْلَةٍ إِلَّا وَالْبَحْرُ يُشْرِفُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ يَسْتَأْذِنُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يسيح عَلَيْهِمْ يَعْنِي يَتَدَفَّقُ فَيَكْفِهِ اللَّهُ تَعَالَى قُلْتُ وَرَأَيْتُ أَيْضًا فِي النَّوْمِ كَأَنَّ مَعِي الرَّايَةَ وَأَنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ يمشون معي وأنا أَمَامَهُمْ فَقَالَ أَبُو صَالِحٍ لَأَنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ لَتَفُوزَنَّ بِأَجْرِ هَذِهِ الْمَدِينَةِ اللَّيْلَةَ قَالَ وَكَانَ أَبُو صَالِحٍ مُباعداً لِيَّ قَبْلَ ذَلِكَ فَكَأَنَّهُ اطْمَأَنَّ إِلَيَّ فَجَعَلَ يُحَدِّثُنِي وَقَالَ: أَوْصَانَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه أَنْ نَشْتَرِكَ ثَلَاثَةٌ فَرَجُلٌ يَبِيعُ عَلَيْنَا وَرَجُلٌ يَغْزُو وَرَجُلٌ يَجْلِبُ عَلَيْنَا فَهَذِهِ نَوْبَتِي فَأَنَا الْآنَ ناقل إِلَى الْمَدِينَةِ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1988) لإسحاق.
وفي إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 124): قال شيخنا الْحَافِظُ أَبُو الْفَضْلِ الْعَسْقَلَانِيُّ: رَوَى أَحْمَدُ بْنُ حنبل المرفوع منه فَقَطْ، عَنْ يَزِيدَ بِهِ.
19964 / ز – عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي سلمة عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَلَاثَةُ أَعْيُنٍ لَا تَمَسَّهَا النَّارُ، عَيْنٌ فُقِئَتْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ حَرَسَتْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ».
أخرجه الحاكم في المستدرك (2476).
19965 / 9487\1991– عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَاللَّهُ أَعْلَمُ حُرِّمَ عَلَى عَيْنَيْنِ أَنْ تَنَالَهُمَا النَّارُ عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ الْإِسْلَامَ مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1991) لعبد بن حميد.
زاد في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 124): وَقَالَ: لَا يَبْكِي عَبْدٌ تقطر عَيْنَاهُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ فَيُدْخِلُهُ اللَّهُ النَّارَ أبدًا حتى يعود قطر السماء إِلَيْهَا،. وَيُقَالُ: قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ حِينَ رَجَعَ النَّاسُ مِنْ مُؤْتَةَ وَفِي يَدِهِ قِطْعَةٌ مِنْ خبز، فلما ذكر شأنهم فَاضَتْ عَيْنَاهُ فَمَسَحَ وَجْهَهُ وَقَالَ: إِنَّمَا أَنَا بشر أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إِنَّ الْمَرْءَ يَرَى أَنَّهُ كَثِيرٌ بِأَخِيهِ، مَنْ له عندي عدة؟ فقال سلمان الفارسي: أنا يا رسول الله. فأعطاها إياه. وقال بَرَكَةُ: لَمَّا حَضَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ابْنَتَهُ وَهُيَ تَمُوتُ وَهِيَ تَحْتَ عثمان ففاضت عَيْنَاهُ وَبَكَتْ بَرَكَةُ وَنَتَفَتْ رَأْسَهَا فَزَجَرَهَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم هيرو فقال: أَتَبْكِي يَا رَسُولَ اللَّهِ وَنَحْنُ سُكُوتٌ؟ قَالَ: إِنَّ الَّذِي رَأَيْتِ مِنِّي رَحْمَةً لَهَا وَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ بِكُلِّ مَنْزِلَةٍ صَالِحَةٍ مِنَ اللَّهِ عَلَى عُسْرٍ أَوْ يُسْرٍ”.
رَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَقَالَ: صَحِيحُ الإسناد من طريق يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بِهِ دُونَ قَوْلِهِ: “وَقَالَ: لا تبكي عن … ” إِلَى آخِرِهِ.
قَالَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ: وَفِي سَنَدِهِ انْقِطَاعٌ.انتهى.
وهو عند الحاكم كما قال (2431).
19966 / 9488 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ أَبَدًا: عَيْنٌ بَاتَتْ تَكْلَأُ الْمُسْلِمِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَعَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ» “.
قال الهيثميُّ : رواه ابو يعلى وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ بِنَحْوِهِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: ” لَا يَرَيَانِ النَّارَ “. وَرِجَالُ أَبِي يَعْلَى ثِقَاتٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1998) لأبى يعلى الموصلي.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 125): هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
19967 / 9489 – وَعَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»”.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيُّ وَهُوَ مَتْرُوكٌ وَوَثَّقَهُ دُحَيْمٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1989) لأحمد بن منيع.
قال عقبه في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 124): لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ
رواه الترمذي فِي الْجَامِعِ وَقَالَ: حَسَنٌ غَرِيبٌ. وَآخَرُ مِنْ حَدِيثِ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، وتقدم في النكاح في باب غَضِّ الْبَصَرِ.
19968 / 9490 – وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” ثَلَاثَةٌ لَا تَرَى أَعْيُنُهُمُ النَّارَ: عَيْنٌ حَرَسَتْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَعَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَعَيْنٌ كَفَّتْ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ أَبُو حَبِيبٍ الْعَنْقَزِيُّ وَيُقَالُ: الْقَنَوِيُّ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1532) لأبي يعلى.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (4/ 17): رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ.
19969 / ز – عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِلَيْلَةٍ أَفْضَلَ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ؟ حَارِسٌ حَرَسَ فِي أَرْضِ خَوْفٍ، لَعَلَّهُ أَنْ لَا يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ».
أخرجه الحاكم في المستدرك (2470).
19970 / 9492 – وَعَنْ أَبِي عَطِيَّةَ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَسَ فَحَدَّثَ أَنَّ رَجُلًا تُوُفِّيَ فَقَالَ: هَلْ رَآهُ أَحَدٌ مِنْكُمْ عَلَى عَمَلٍ مِنْ أَعْمَالِ الْخَيْرِ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: نَعَمْ حَرَسْتُ مَعَهُ لَيْلَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ مَعَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ فَلَمَّا أُدْخِلَ الْقَبْرَ حَثَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ مِنَ التُّرَابِ ثُمَّ قَالَ: ” إِنَّ أَصْحَابَكَ يَظُنُّونَ أَنَّكَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَأَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ “. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: ” لَا تَسْأَلْ عَنْ أَعْمَالِ النَّاسِ وَلَكِنْ سَلْ عَنِ الْفِطْرَةِ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ عَنْ شَيْخِهِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِرْقٍ الْحِمْصِيِّ ضَعَّفَهُ الذَّهَبِيُّ.
باب الصدقات تكون من الجهاد في سبيل الله، وما يتعاظم فيها من الأجر
19971 / 7201 – (م س) أبو مسعود البدري – رضي الله عنه – قال: جاء رجل بناقة مَخْطومة إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: هذه في سبيل الله، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : لك بها يوم القيامة سبعُمائة ناقة كلُّها مخطومة. أخرجه مسلم.
وفي رواية النسائي: أن رجلاً تصدَّق بناقة مخطومة في سبيل الله، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «لَيَأتِيَنَّ يوم القيامة بسَبْعمائة ناقة مخطومة».
19972 / 7202 – (ت) عدي بن حاتم – رضي الله عنه -: سأل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم «أيُّ الصدقة أفضلُ؟ قال: إخدامُ عبد في سبيل الله، أو إظلالُ فُسْطَاط، أو طَروقَةُ فحل في سبيل الله». أخرجه الترمذي.
19973 / 7203 – (ت) أبو أمامة – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «أفضلُ الصَّدقات: ظِلُّ فُسْطَاط في سبيل الله، ومَنِيحةُ خادم في سبيل الله أو طَرُوقَةُ فحل في سبيل الله». أخرجه الترمذي.
19974 / 7204 – (ت س) خُريم بن فاتك – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ أنفق نفقة في سبيل الله، كُتِبَتْ له بِسَبْعمائةِ ضِعْف» أخرجه الترمذي والنسائي.
19975 / 2761 – ( ه – عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَعِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ ) أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَرْسَلَ بِنَفَقَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأَقَامَ فِي بَيْتِهِ، فَلَهُ بِكُلِّ دِرْهَمٍ سَبْعُمِائَةِ دِرْهَمٍ، وَمَنْ غَزَا بِنَفْسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَأَنْفَقَ فِي وَجْهِ ذَلِكَ، فَلَهُ بِكُلِّ دِرْهَمٍ سَبْعُمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ» ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ}. أخرجه ابن ماجه.
باب التكبير على ساحل البحر
19976 / 9493 – عَنْ قُرَّةَ بْنِ إِيَاسٍ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” مَنْ كَبَّرَ تَكْبِيرَةً عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ رَافِعًا صَوْتَهُ أَعْطَاهُ اللَّهُ مِنَ الْأَجْرِ بِعَدَدِ كُلِّ قَطْرَةٍ فِي الْبَحْرِ عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ وَرَفَعَ لَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ مَسِيرَةَ مِائَةِ عَامٍ بِالْفَرَسِ الْمُسْرِعِ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ خَلِيفَةُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ الذَّهَبِيُّ: فِيهِ جُهَّالٌ وَهَذَا خَبَرٌ سَاقِطٌ.288\5 وهو في المستدرك (6484).
باب التلبية عند دخول الأرض المفتوحة
19977 / 9493\1197– عن عَبَّادٍ قَالَ: حُدِّثْتُ أَنَّ عُمَرَ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه لَمَّا دَخَلَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ قَالَ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1197) لإسحاق.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (3/ 178): رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ، لِتَدْلِيسِ ابْنِ إِسْحَاقَ.
باب في فضل الرباط
وتقدم في فضل الجهاد، وفي باب آخر جامع في فضل الجهاد.
19978 / 7166 – (ت س ه – عثمان بن عفان رضي الله عنه ) قال يوماً على المنبر: إني كنتُ كتمتكم حديثاً سمعتُه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مَخافةَ – أو قال: كراهية – تَفَرُّقِكُم عني، ثم إني قد بدا لي أن أحدِّثكموه، ليختارَ امرُؤ لنفسه ما بدا له، سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «رِباطُ يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل» أخرجه الترمذي، وأخرج النسائي المسند منه فقط.
وفي رواية ابن ماجه بنحو الترمذي ولفظه خَطَبَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ النَّاسَ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي سَمِعْتُ حَدِيثًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أُحَدِّثَكُمْ بِهِ إِلَّا الضِّنُّ بِكَمْ وَبِصَحَابَتِكُمْ، فَلْيَخْتَرْ مُخْتَارٌ لِنَفْسِهِ أَوْ لِيَدَعْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ رَابَطَ لَيْلَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ، كَانَتْ كَأَلْفِ لَيْلَةٍ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا». أخرجه ابن ماجه.
19979 / 7167 – (م ت س) محمد بن المنكدر – رحمه الله – قال: مرَّ سلمانُ الفارسيُّ بشُرَحْبِيل بن السِّمْطِ وهو في مُرابَط له، وقد شَقَّ المقام عليه وعلى أكثر أصحابه، فقال لهم سَلْمان: ألا أحدِّثكم بحديث سمعتُه من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالوا: بلى، قال: سمعتُه يقول: رباط يوم في سبيل الله أفضل – أو قال: خير – من صيام شهر وقيامه، ومَنْ مات مرابطاً وُقِيَ من فتنة القبر وفَتَّانَيْهِ، ونَما له عمل إلى يوم القيامة. أخرجه الترمذي، ولم يذكر «فتانيه» .
وأخرج مسلم والنسائي المسند فقط، وهذا لفظهما، قال سلمان: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «رِباطُ يوم وليلة خير مِن صيامِ شهر وقيامِهِ، وإن مات جَرَى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رِزْقُه، وأمِن الفَتَّان» .
وفي رواية للنسائي قال: «من رابط يوماً وليلة في سبيل الله، كان له كأجر صيام شهر وقيامه، ومن مات مرابطاً جرى له مِثْلُ ذلك من الأجر، وأُجري عليه الرزق، وأمن الفُتَّان».
19980 / 2767 – ( ه – أَبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَجْرَى عَلَيْهِ أَجْرَ عَمَلِهِ الصَّالِحِ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُ، وَأَجْرَى عَلَيْهِ رِزْقَهُ، وَأَمِنَ مِنَ الْفَتَّانِ، وَبَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ آمِنًا مِنَ الْفَزَعِ». أخرجه ابن ماجه.
19981 / 7168 – (د ت) فضالة بن عبيد – رضي الله عنه – أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «كلُّ ميت يختم على عمله، إلا المرابطُ في سبيل الله، فإنه يَنْمِي له عملُه إلى يوم القيامة، ويُؤمَّن من فتنة القبر» وسمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «المجاهدُ مَنْ جاهد نفسه» أخرجه الترمذي.
وأخرج أبو داود منه إلى قوله: «فتنة القبر».
19982 / 7169 – (خ م ت) سهل بن سعد – رضي الله عنه – أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم- قال: «رِباطُ يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سَوْط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والرَّوْحة يروحها العبد في سبيل الله، أو الغدوة، خير من الدنيا وما عليها» .
وفي رواية «وما فيها» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.
19983 / 2768 – ( ه – أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه ) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَرِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مِنْ وَرَاءِ عَوْرَةِ الْمُسْلِمِينَ، مُحْتَسِبًا مِنْ غَيْرِ شَهْرِ رَمَضَانَ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ عِبَادَةِ مِائَةِ سَنَةٍ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا، وَرِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مِنْ وَرَاءِ عَوْرَةِ الْمُسْلِمِينَ، مُحْتَسِبًا مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَعْظَمُ أَجْرًا – أُرَاهُ قَالَ – مِنْ عِبَادَةِ أَلْفِ سَنَةٍ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا، فَإِنْ رَدَّهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِهِ سَالِمًا، لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ سَيِّئَةٌ أَلْفَ سَنَةٍ، وَتُكْتَبُ لَهُ الْحَسَنَاتُ، وَيُجْرَى لَهُ أَجْرُ الرِّبَاطِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ». أخرجه ابن ماجه.
19984 / 9494 – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” رِبَاطُ يَوْمٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ» “.
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَفِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ، وَحَدِيثُهُ حَسَنٌ، وَفِيهِ ضَعْفٌ.
19985 / ز – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ فِي الرِّبَاطِ، فَفَزِعُوا إِلَى السَّاحِلِ، ثُمَّ قِيلَ: لَا بَأْسَ، فَانْصَرَفَ النَّاسُ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَاقِفٌ، فَمَرَّ بِهِ إِنْسَانٌ فَقَالَ: مَا يُوقِفُكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “مَوْقِفُ سَاعَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ عِنْدَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ”.
19986 / ز – عن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ بَدَأَ هَذَا الْأَمْرَ حِينَ بَدَأَ بِنُبُوَّةٍ وَرَحْمَةٍ، ثُمَّ يَعُودُ إِلَى خِلَافَةٍ، ثُمَّ يَعُودُ إِلَى سُلْطَانٍ وَرَحْمَةٍ، ثُمَّ يَعُودُ مُلْكًا وَرَحْمَةً، ثُمَّ يَعُودُ جَبْرِيَّةً تَكَادَمُونَ تَكَادُمَ الْحَمِيرِ، أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بِالْغَزْوِ وَالْجِهَادِ مَا كَانَ حُلْوًا خَضِرًا قَبْلَ أَنْ يَكُونَ مُرًّا عَسِرًا، وَيَكُونُ تَمَامًا قَبْلَ أَنْ يَكُونَ رِمَامًا – أَوْ يَكُونَ حُطَامًا -، فَإِذَا أَشَاطَتِ الْمَغَازِي وَأُكِلَتِ الْغَنَائِمُ وَاسْتُحِلَّ الْحَرَامُ، فَعَلَيْكُمْ بِالرِّبَاطِ فَإِنَّهُ خَيْرُ جِهَادِكُمْ».
أخرجه الحاكم في المستدرك (8507).
19987 / 9495 – وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلَّا الْمُرَابِطَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنَّهُ يَجْرِي عَلَيْهِ أَجْرُ عَمَلِهِ حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ “. وَفِي رِوَايَةٍ: ” وَيُؤَمَّنُ مِنْ فَتَّانِ الْقَبْرِ»”.
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَالطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ، وَحَدِيثُهُ حَسَنٌ.
19988 / 9495\1906– عَنْ عَسْعَسِ بْنِ سَلَامَةَ قال: إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي سَفَرٍ فَفَقَدَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ فَأُتِيَ بِهِ فَقَالَ إِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أَخْلُوَ بِعِبَادَةِ رَبِّي فَأَعْتَزِلُ النّاس فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا تَفْعَلْ وَلَا يَفْعَلْهُ أَحَدٌ مِنْكُمْ قَالَهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثًا فَلَصَبْرُ سَاعَةٍ فِي بَعْضِ مَوَاطِنِ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1906) لأبي داود الطيالسي.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 122) بعد ايراده من مسند الطيالسي: رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا شُعْبَةُ سمعت الأزرق بن قيمس، سَمِعْتُ عَسْعَسَ قَالَ: “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَفَقَدَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ، فَأَرْسَلَ فِي طَلَبِهِ، فَأتِيَ بِهِ فَقَالَ: إِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أَخْلُوَ … ” فَذَكَرَهُ.
19989 / 9495\1907– عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يعْدِلُ عِبَادَةَ شَهْرٍ أَوْ سَنَةٍ صِيَامَهَا وَقِيَامَهَا وَمَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ تعالى أَعَاذَهُ اللَّهُ تعالى مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَأَجْرَى لَهُ أَجْرَ رِبَاطِهِ مَا دامَتِ الدُّنْيَا.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1907) للحارث.
وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 123).
19990 / 9496 – وَعَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ تَرْفَعُ الْحَدِيثَ قَالَ: ” «مَنْ رَابَطَ فِي شَيْءٍ مِنْ سَوَاحِلِ الْمُسْلِمِينَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ أَجْزَأَتْ عَنْهُ رِبَاطُ سَنَةٍ» “.
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ رِوَايَةِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنِ الْمَدَنِيِّينَ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
19991 / 9497 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ «عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ” مَنْ حَرَسَ لَيْلَةً عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ كَانَ أَفْضَلَ مِنْ عِبَادَتِهِ فِي أَهْلِهِ أَلْفَ سَنَةٍ السَّنَةُ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَسِتُّونَ يَوْمًا، وَكُلُّ يَوْمٍ أَلْفُ سَنَةٍ».
قُلْتُ: رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ خَلَا قَوْلَهُ: ” عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ “.
قال الهيثميُّ : رواه ابو يعلى، وَفِيهِ سَعِيدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ أَبِي طَوِيلٍ الْقُرَشِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَإِنْ كَانَ ابْنُ حِبَّانَ وَثَّقَهُ فَقَدْ قَالَ فِي الضُّعَفَاءِ لَا يَجُوزُ الِاحْتِجَاجُ بِهِ.
19992 / 9498 – وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” مَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُجْرِيَ عَلَيْهِ عَمَلُ الصَّائِمِ وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ وَأَمِنَ مِنَ الْفَتَّانِ وَيَبْعَثُهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ آمِنًا مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ»”.
قُلْتُ: حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ.
قال الهيثميُّ : رواه البزار وَفِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ وَثَّقَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبٍ فَقَالَ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ، وَضَعَّفَهُ غَيْرُهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
19993 / 9499 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَجْرِ الرِّبَاطِ فَقَالَ: ” مَنْ رَابَطَ يَوْمًا حَرَسًا مِنْ وَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ كَانَ لَهُ أَجْرُ مَنْ خَلْفَهُ مِمَّنْ صَامَ وَصَلَّى» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
19994 / 9500 – وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” مَنْ رَابَطَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ جَعَلَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ سَبْعَةَ خَنَادِقَ كُلُّ خَنْدَقٍ كَسَبْعِ سَمَاوَاتٍ وَسَبْعِ أَرَضِينَ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَفِيهِ عِيسَى بْنُ سُلَيْمَانَ أَبُو طَيْبَةَ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
19995 / 9501 – وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” مَنْ رَابَطَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمَّنَهُ اللَّهُ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ.
19996 / 9502 – وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ 289\5 اللَّهِ بَاعَدَهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا وَمَنْ تُوُفِّيَ مُرَابِطًا وُقِيَ فِتْنَةَ الْقَبْرِ وَجَرَى عَلَيْهِ رِزْقُهُ» “.
قُلْتُ: رَوَى النَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ مِنْهُ الصَّوْمَ فَقَطْ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَفِيهِ رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ وَقَدْ تَقَوَّى بِالْمُتَابَعَاتِ.
19997 / 9503 – وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” تَمَامُ الرِّبَاطِ أَرْبَعُونَ يَوْمًا وَمَنْ رَابَطَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا لَمْ يَبِعْ وَلَمْ يَشْتَرِ وَلَمْ يُحْدِثْ حَدَثًا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ أَيُّوبُ بْنُ مُدْرِكٍ وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
19998 / 9504 – وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ «عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” رِبَاطُ شَهْرٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ دَهْرٍ وَمَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمِنَ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ وَغُدِيَ عَلَيْهِ بِرِزْقِهِ وَرِيحَ مِنَ الْجَنَّةِ، وَيَجْرِي عَلَيْهِ أَجْرُ الْمُجَاهِدِ حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ»”.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
19999 / 9505 – وَعَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” كُلُّ عَمَلٍ يَنْقَطِعُ عَنْ صَاحِبِهِ إِذَا مَاتَ، إِلَّا الْمُرَابِطَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ يُنْمَى لَهُ عَمَلُهُ، وَيُجْرَى عَلَيْهِ رِزْقُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ بِإِسْنَادَيْنِ رِجَالُ أَحَدِهِمَا ثِقَاتٌ.
20000 / 9506 – وَعَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ أَنَّهُ رَأَى سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ وَهُوَ مُرَابِطٌ بِسَاحِلِ حِمْصَ فَقَالَ: مَا لَكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: مُرَابِطٌ. قَالَ سَلْمَانُ: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَصِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ وَمَنْ مَاتَ مُرَابِطًا جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُ وَأَمِنَ الْفَتَّانَ وَبُعِثَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَهِيدًا»”.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.
20001 / 9507 – وَعَنْ عُتْبَةَ بْنِ النُّدَّرِ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِذَا انْتَاطَ غَزْوُكُمْ وَاسْتُحِلَّتِ الْغَنَائِمُ وَكَثُرَتِ الْغَرَائِمُ فَخَيْرُ جِهَادِكُمُ الرِّبَاطُ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
والحديث في صحيح ابن حبان (4856).
باب الخدمة في سبيل الله
20002 / 9508 – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَفْضَلُ الْغُزَاةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَادِمُهُمْ، ثُمَّ الَّذِي يَأْتِيهِمْ بِالْأَخْبَارِ، وَأَخَصُّهُمْ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ الصَّائِمُ، وَمَنِ اسْتَقَى لِأَصْحَابِهِ قِرْبَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ سَبَقَهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ سَبْعِينَ دَرَجَةً أَوْ سَبْعِينِ عَامًا» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ عَنْبَسَةُ بْنُ مِهْرَانَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
20003 / 9508\1913– عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ خَدَمَ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ تعالى خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، وَمَنْ سَقَى رَجُلًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عز وجل وَرِدَ حَوْضَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ: وكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَافَرُوا اشْتَرَطَ عَلَى أَفْضَلِهِمُ الْخِدْمَةَ وَمَنْ أخطأه ذَلِكَ اشْتَرَطَ الْأَذَانَ، قَالَ: وَوَفَدَ قَوْمٌ عَلَى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من غزوة فَرَأَى منهم قَوْمًا قَدْ أَجْهَدَتْهُمُ الْعِبَادَةُ، فَقَالَ: مَنْ كَانَ يَخْدِمُهُمْ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَحْنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنْهُمْ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1913) للحارث. وقد تقدم الحديث بروايات.
وفي إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 118) قال: وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي بَابِ الرُّفْقَةِ “أَنَّ رسوله اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَرْفُقُ بَيْنَ الْقَوْمِ، وَأَنَّهُ كَانَ فِي رُفْقَةٍ مِنْ تِلْكَ الرِّفَاقِ رَجُلٌ يَهْتِفُ بِهِ أَصْحَابُهُ، فَقَالَ أَصْحَابُهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَانَ فُلَانٌ إِذَا نَزَلْنَا صَلَّى، وَإِذَا سِرْنَا قَرَأَ. قَالَ: فَمَنْ كَانَ يَكْفِيهِ عَلْفَ بَعِيرِهِ؟ فَقَالُوا: نَحْنُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: كُلُّكُمْ خَيْرٌ مِنْهُ- أَوْ كَمَا قَالَ “
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ بِسَنَدٍ مرسل.
باب أي الجهاد أفضل
وتقدمت فيه أحاديث
20004 / 7297 – (د س) عبد الله بن حُبشي الخثعميّ – رضي الله عنه – قال: «سُئِلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : أيُّ الأعمال أفضلُ؟ قال: طولُ القيام، قيل: فأيُّ الصدقةِ أفضلُ؟ قال: جُهْدُ المُقِلِّ، قيل: فأيُّ الهجرة أفضلُ؟ قال: مَنْ هَجَرَ ما حَرَّمَ الله عليه، قيل: فأيُّ الجهادِ أفضلُ؟ قال: مَنْ جاهدَ المشركين بماله ونفْسِه، قيل: فأيُّ القتلِ أشرف؟ قال: مَنْ أُهْرِيقَ دَمُهُ وعُقِر جَوادُه» أخرجه أبو داود.
وفي رواية النسائي: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم سئل: «أيُّ الأعمال أفضلُ؟ قال: إيمان لا شك فيه، وجِهاد لا غُلولَ فيه، وحَجَّة مبرورة، قيل: فأيُّ الصلاة أفضلُ؟ قال: طُول القُنوتِ، قيل: فأيُّ الصدقة أفضلُ؟ قال: جُهْدُ المقلِّ، قيل: فأيُّ الهجرةِ أفضل؟ قال: مَنْ هَجَرَ ما حرَّم الله عليه، قيل: فأيُّ الجهادِ أفضل؟ قال: مَنْ جاهدَ المشركين بنفسه وماله، قيل: فأيُّ القتل أشرفُ؟ قال: من أُهْرِيقَ دَمُهُ، وعقر جواده».
20005 / 2794 – ( ه – عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ رضي الله عنه ) قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «مَنْ أُهَرِيقَ دَمُهُ وَعُقِرَ جَوَادُهُ». أخرجه ابن ماجه.
20006 / 7298 – (خ م ت س) أبو هريرة – رضي الله عنه – قال: سُئِل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «أيُّ العمل أفْضَل؟ قال: إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهادُ في سبيل الله، قيل: ثم ماذا؟ قال: حَجّ مبرور» . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي.
وفي أخرى للنسائي: «أيُّ الأعمال أفضل؟ قال: الإيمان بالله ورسوله» لم يزد.
وفي رواية الترمذي، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أيُّ الأعمال خير؟ … وذكر الحديث» وفيه قال: «الجهادُ سَنَام العَمَل».
20007 / 7299 – (خ م س ه – أبو ذر الغفاري رضي الله عنه ) قال: «سألْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم : أيُّ العمل أفضل؟ قال: الإيمان بالله، والجهادُ في سبيله، قلت: فأيُّ الرقاب أفضل؟ قال: أغْلاها ثمناً، وأنْفَسُها عند أهلها، قلتُ: فإن لم أفعل؟ قال: تُعين ضائعاً، أو تَصْنَع لأخْرَقَ، قلتُ: يا رسول الله أرأيتَ إن ضَعُفْتُ عن بعض العمل؟ قال: تَكُفُّ شرَّك عن الناس، فإنها صدقة تتصدَّقُ بها على نفسك» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية النسائي: أنه سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم : «أيُّ العمل خير؟ قال: إيمان بالله، وجهاد في سبيل الله» . لم يزد.
وعند ابن ماجه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «أَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا، وَأَغْلَاهَا ثَمَنًا».
20008 / 9509 – عَنْ جَابِرٍ يُبَلِّغُ بِهِ قَالَ: “«أَفْضَلُ الْجِهَادِ مِنْ عُقِرَ جَوَادُهُ وَأُهَرِيقَ دَمُهُ»”.
قال الهيثميُّ : رواه ابو يعلى290\5 وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ.
20009 / 9510 – وَلَهُ فِي الْمُعْجَمِ الصَّغِيرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: «قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ” مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ “. قِيلَ: فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ” أَنْ تَهْجُرَ مَا كَرِهَ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلّ”. قِيلَ: فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ” مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ وَأُهَرِيقَ دَمُهُ» “.
وَرَوَى مُسْلِمٌ بَعْضَ هَذَا، وَرِجَالُ أَبِي يَعْلَى وَالصَّغِيرِ رِجَالُ الصَّحِيحِ. وَرواه احمد بِنَحْوِهِ.
باب ما جاء أن الغزو غزوان
20010 / 1057 – (ط د س) معاذ بن جبل – رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْغَزْوُ غزْوانِ، فأمَّا من اْبَتغَى وجْهَ اللهِ، وأَطاعَ الإمامَ، وأنْفَقَ الكَريمة، وياسَرَ الشَّريكَ، واْجتنَبَ الفَسادَ، فإنَّ نَوْمَهُ ونُبْهَهُ أْجرٌ كُلُّهُ، وأَّما من غَزَا فَخْراً، ورَيِاءً، وسُمْعَة، وعَصَى الإمام، وأفسد في الأرضِ، فإنَّهُ لم يرَجِعْ بالكَفافِ» . هذه رواية أبي داود، والنسائي.
وفي رواية الموطأ قال: «الغَزْوُ غَزْوانِ، فَغَزْوٌ: تُنفَقُ فيه الكريمةُ، ويُيَاسَرُ فيه الشريك، ويُطَاعُ فيه ذو الأمْرِ، ويُجتْنَبُ فيه الفساد، فذلك الغزوُ خيرٌ كُلُّهُ، وغَزّوٌ: لا تُنفَقُ فيه الكريمةُ، ولا ييَاسرُ فيه الشريك، ولا يُطَاعُ فيه ذُو الأَمرِ، ولا يُجتْنَبُ فيه الفسادُ، فذلك الغَزْو لا يَرْجِعُ صاحِبُهُ كَفافاً».
باب ما جاء في فضل الشهادة والشهداء عموما
20011 / 7179 – (خ م ط س ه – أبو هريرة رضي الله عنه ) قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «لولا أن أشُقَّ على المسلمين ما تخلَّفْتُ عن سَرِيَّة، ولكنْ لا أجدُ حَمولة، ولا أجد ما أحملهم عليه، ويَشُقُّ عليَّ أن يتخلَّفوا عني، فَلَوَدِدْتُ أني قاتلتُ في سبيل الله فَقُتِلْتُ، ثم أحييتُ ثم قُتِلْتُ، ثم أُحْيِيتُ» هذا لفظ حديث البخاري، وقد أدرجه مسلم على ما قبله.
وللبخاري قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: «والذي نفسي بيده، لولا أنَّ رِجالاً من المؤمنين لا تَطِيب أنفسُهم بأنْ يتخلَّفوا عَنِّي، ولا أجدُ ما أحملهم عليه، ما تخلَّفْتُ عن سَرِيَّة تَغْزُو في سبيل الله، ولَوَدِدْتُ أني أُقْتَلُ في سبيل الله، ثم أُحيا، ثم أُقتل، ثم أُحيا، ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل» .
وله في أخرى قال: «والذي نفسي بيده، لَوَدِدْتُ أنِّي أُقَاتِلُ في سبيل الله، فَأُقْتَلُ، ثم أحيا، ثم أقْتَلُ، ثم أحْيا، ثم أُقْتلُ» فكان أبو هريرة يقولهن ثلاثاً «أشهد بالله» وأخرجاه معاً. قلت : هو طرف من الحديث الذي قبله وقد قدمنا لفظ ابن ماجه هناك.
أما البخاري فأخرجه في «كتاب الإيمان» متصلاً بحديث آخر، أوله «انْتَدَبَ الله لمن خرج في سبيله» وقد ذُكِرَ، وأما مسلم: فأخرجه في «كتاب الجهاد» مع حديثين مُتَّصِلَين به، قال: «والذي نفسي بيده، لولا أن يَشُقَّ على المسلمين ما قعدتُ خِلافَ سَرِيَّة … » الحديث، وقد ذكرناه.
ولمسلم أيضا قال: والذي نفس محمد بيده لولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية تغزو في سبيل الله، ولكن لا أجدُ سَعَة فأحملهم، ولا يجدون سَعَة فيتَّبعوني، ولا تَطِيب أنفسُهم أن يقعدوا بعدي» .
وأخرج «الموطأ» الرواية الأولى، وأخرج الرواية الثانية من روايتي البخاري، وأخرج النسائي الرواية الأولى من أفراد البخاري.
قلتُ: هذه الأحاديث الثلاثة المتتابعة عن أبي هريرة: مشتركة المعنى في فضيلة الجهاد، ما يكاد ينفرد كلُّ واحد منها بمعنى، فيجوز أن تكون حديثاً واحداً، إلا أن الحميديَّ – رحمه الله – قد أخرجها هكذا متفرقة في ثلاثة مواضع من المتفق عليه، فاقتدينا به.
20012 / 7222 – (ت ه – المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه ) أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «لِلشَّهيد عندَ الله ستُّ خِصال: يَغْفِرُ الله له في أول دُفْعَة، ويُرَى مَقْعَده من الجنة، ويُجارُ من عذاب القبر، ويأمَنُ مِنَ الفزَعِ الأكبر ويُوضَعُ على رأسه تاج الوقار، الياقُوتةُ منه خير من الدنيا وما فيها، ويزوَّج ثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويُشفَّع في سبعين من أقاربه». أخرجه الترمذي.
وقال ابن ماجه ( ويحلّى من حلة الايمان ) بدل قوله ( ويوضع على رأسه . . . وما فيها ).
20013 / 7223 – (د) نمران بن عتبة الذماري – رحمه الله -: قال: دخلْنا على أم الدَّرداءِ ونحن أيتام، قُتِلَ أبونا في سبيل الله، فقالتْ: أبْشِروا، فإني سمعتُ أبا الدرداء يقول: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته» أخرجه أبو داود ولم يذكر «قُتِلَ أبونا في سبيل الله».
20014 / 7224 – (ت) فضالة بن عبيد – رضي الله عنه – قال: سمعتُ عمرَ بنَ الخطاب يقول: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الشُّهداءُ أربعة: رَجُل مُؤمِن جَيِّدُ الإيمان، لقِيَ العَدُوَّ فَصَدَقَ الله حتى قُتل، فذلك الذي يَرْفَع الناسُ إليه أعيُنَهم يوم القيامة هكذا – ورفع رأسَهُ حتى سَقطت قَلَنْسُوتُه، فلا أدري أقَلَنْسُوةَ عُمر أراد أم قَلَنْسُوَةَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ؟ – قال: ورجُل مُؤمِن جَيِّدُ الإيمان، لَقِيَ العَدُوَّ فكأنَّما ضُرب جِلدُهُ بِشَوْك طَلْح من الجُبْنِ، أتاه سَهْمُ غَرب فَقَتَلَهُ، فهو في الدرجة الثانية، ورَجُل مُؤمِن خَلَطَ عملاً صالحاً وآخَر سيئاً، لَقِيَ العَدُوَّ، فَصَدَقَ الله حتى قُتِلَ فذلك في الدرجة الثالثة، ورجل مُؤمِن أسْرَفَ على نفسه، لقي العَدُوَّ، فَصَدَقَ الله حتى قُتِلَ، فذلك في الدرجة الرابعةِ» أخرجه الترمذي.
20015 / 9511 – عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” الْقَتْلُ ثَلَاثَةٌ: رَجُلٌ مُؤْمِنٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى يُقْتَلَ، فَذَلِكَ الشَّهِيدُ الْمُفْتَخِرُ فِي خَيْمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ تَحْتَ عَرْشِهِ، لَا يَفْضُلُهُ النَّبِيُّونَ إِلَّا بِدَرَجَةِ النُّبُوَّةِ، وَرَجُلٌ مُؤْمِنٌ قَرَفَ عَلَى نَفْسِهِ مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا، جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، فَمَصْمَصَةٌ مَحَتْ ذُنُوبَهُ وَخَطَايَاهُ، إِنَّ السَّيْفَ مَحَّاءٌ لِلْخَطَايَا، وَأُدْخِلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ، فَإِنَّ لَهَا ثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ، وَلِجَهَنَّمَ سَبْعَةَ أَبْوَابٍ، وَبَعْضُهَا أَفْضَلُ مِنْ بَعْضٍ، وَرَجُلٌ مُنَافِقٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يُقْتَلَ، فَذَلِكَ فِي النَّارِ، إِنَّ السَّيْفَ لَا يَمْحُو النِّفَاقَ»”.
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَالطَّبَرَانِيُّ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: ” وَأُدْخِلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ، وَلَهَا ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ وَبَعْضُهَا أَفْضَلُ مِنْ بَعْضٍ “. وَرِجَالُ أَحْمَدَ رِجَالُ الصَّحِيحِ خَلَا الْمُثَنَّى الْأُمْلُوكِيَّ وَهُوَ ثِقَةٌ.
20016 / 9512 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” الشُّهَدَاءُ ثَلَاثَةٌ: رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ مُحْتَسِبًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، لَا يُرِيدُ أَنْ يُقَاتِلَ وَلَا يُقْتَلَ، يُكَثِّرُ سَوَادَ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ كُلُّهَا وَأُجِيرَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَيُؤَمَّنُ مِنَ الْفَزَعِ وَيُزَوَّجُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَحَلَّتْ عَلَيْهِ حُلَّةُ الْكَرَامَةِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ وَالْخُلْدِ.
وَالثَّانِي خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ مُحْتَسِبًا يُرِيدُ أَنْ يُقْتَلَ وَلَا يَقْتُلَ فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ كَانَتْ رُكْبَتُهُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ.
وَالثَّالِثُ: خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ مُحْتَسِبًا يُرِيدُ أَنْ 291\5 يَقْتُلَ وَيُقْتَلَ، فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَاهِرًا سَيْفَهُ وَاضِعَهُ عَلَى عَاتِقِهِ، وَالنَّاسُ جَاثُونَ عَلَى الرُّكَبِ يَقُولُونَ: أَلَا افْسَحُوا لَنَا فَإِنَّا قَدْ بَذَلْنَا دِمَاءَنَا لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى”.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ قَالَ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ أَوِ النَّبِيِّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ لَزَحَلَ لَهُمْ عَنِ الطَّرِيقِ لِمَا يَرَى مِنْ وَاجِبِ حَقِّهِمْ حَتَّى يَأْتُوا مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ تَحْتَ الْعَرْشِ فَيَجْلِسُونَ عَلَيْهَا يَنْظُرُونَ كَيْفَ يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ لَا يَجِدُونَ غَمَّ الْمَوْتِ وَلَا يُقِيمُونَ فِي الْبَرْزَخِ وَلَا تُفْزِعُهُمُ الصَّيْحَةُ وَلَا يُهِمُّهُمُ الْحِسَابُ وَلَا الْمِيزَانُ وَلَا الصِّرَاطُ، يَنْظُرُونَ كَيْفَ يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ وَلَا يَسْأَلُونَ شَيْئًا إِلَّا أُعْطُوهُ وَلَا يَشْفَعُونَ فِي شَيْءٍ إِلَّا شُفِّعُوا فِيهِ، وَيُعْطَوْنَ مِنَ الْجَنَّةِ مَا أَحَبُّوا وَيَتَبَوَّءُونَ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ أَحَبُّوا» “.
قال الهيثميُّ : رواه البزار وَضَعَّفَهُ بِشَيْخِهِ مُحَمَّدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَانْ كَانَ هُوَ النَّيْسَابُورِيَّ فَهُوَ مَتْرُوكٌ، وَفِيهِ أَيْضًا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ وَقَدْ وُثِّقَ.
20017 / 9513 – وَعَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ «أَنْ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الشُّهَدَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: “الَّذِينَ إِنْ يُلْقَوْا فِي الصَّفِّ لَا يَلْفِتُونَ وُجُوهَهُمْ حَتَّى يُقْتَلُوا، أُولَئِكَ يَنْطَلِقُونَ فِي الْغُرَفِ الْعُلَى مِنَ الْجَنَّةِ وَيَضْحَكُ إِلَيْهِمْ رَبُّكَ وَإِذَا ضَحِكَ رَبُّكَ إِلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا فَلَا حِسَابَ عَلَيْهِ» “.
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَأَبُو يَعْلَى، وَقَالَ: «عَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: أَيُّ الشُّهَدَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ” الَّذِينَ يُلْقَوْنَ فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ»”. وَالْبَاقِي بِنَحْوِهِ. وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ بِنَحْوِهِ، وَرِجَالُ أَحْمَدَ وَأَبِي يَعْلَى ثِقَاتٌ.
20018 / 9513\1871– عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشُّهَدَاءُ فَقَالَ: الَّذِينَ إِذَا لَقُوا الْعَدُوَّ لَمْ يَلْفِتُوا وُجُوهَهُمْ حَتَّى يُقْتَلُوا، أُولَئِكَ الَّذِينَ يَتَلَبَّطُونَ فِي الْغُرُفَاتِ العلى مِنَ الجنة، ويضحك ربك إِلَيْهِمْ وَإِذَا ضَحِكَ رَبُّكَ إِلَى عَبْدٍ فِي مَوْطِنٍ فَلَا حِسَابَ عَلَيْهِ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1871) للحارث.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 153): هذا إسناد ضعيف.
20019 / 9514 – وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَفْضَلُ الْجِهَادِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يَلْتَقُونَ فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ فَلَا يَلْفِتُونَ وُجُوهَهُمْ حَتَّى يُقْتَلُوا، أُولَئِكَ يَتَلَبَّطُونَ فِي الْغُرَفِ الْعُلَى مِنَ الْجَنَّةِ، يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ رَبُّكَ إِذَا ضَحِكَ إِلَى قَوْمٍ فَلَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ مِنْ طَرِيقِ عَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبَانٍ، وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ، كَمَا نَقَلَ الذَّهَبِيُّ وَلَمْ يُضَعِّفْهُ أَحَدٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
20020 / 9515 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُكَفِّرُ الذُّنُوبَ كُلَّهَا ” أَوْ قَالَ: ” كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا الْأَمَانَةَ،292\5 وَالْأَمَانَةَ فِي الصَّلَاةِ، وَالْأَمَانَةَ فِي الصَّوْمِ، وَالْأَمَانَةَ فِي الْحَدِيثِ، وَأَشَدُّ ذَلِكَ الْوَدَائِعُ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
20021 / 9519 – وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” إِنَّ أَوَّلَ قَطْرَةٍ تَقْطُرُ مِنْ دَمِ الشَّهِيدِ تُكَفَّرُ بِهَا ذُنُوبُهُ، وَالثَّانِيَةَ: يُكْسَى مَنْ حُلَلِ الْإِيمَانِ، وَالثَّالِثَةَ: يُزَوَّجُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَهُوَ كَذَّابٌ.
20022 / 9520 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “الشَّهِيدُ يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْقَةٍ مِنْ دَمِهِ، وَيُزَوَّجُ حَوْرَاوَيْنِ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَالْمُرَابِطُ إِذَا مَاتَ فِي رِبَاطِهِ كُتِبَ لَهُ أَجْرُ عَمَلِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ غُدِيَ عَلَيْهِ، وَرِيحَ بِرِزْقِهِ، وَيُزَوَّجُ سَبْعِينَ حَوْرَاءَ وَقِيلَ لَهُ: قِفْ فَاشْفَعْ إِلَى أَنْ يَفْرَغَ مِنَ الْحِسَابِ»”.
قُلْتُ: رَوَى ابْنُ مَاجَهْ بَعْضَهُ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ عَنْ شَيْخِهِ بَكْرِ بْنِ سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيِّ قَالَ الذَّهَبِيُّ: مُقَارِبُ الْحَدِيثِ، وَضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ.293\5
20023 / 9521 – وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ شَجَرَةَ قَالَ: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” إِنَّكُمْ قَدْ أَصْبَحْتُمْ بَيْنَ أَحْمَرَ وَأَخْضَرَ وَأَصْفَرَ فَإِذَا لَقِيتُمْ عَدُوَّكُمْ فَقُدُمًا قُدُمًا، فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَحْمِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا ابْتَدَرَتْ لَهُ ثِنْتَانِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، فَإِذَا اسْتُشْهِدَ كَانَ أَوَّلُ قَطْرَةٍ تَقَعُ مِنْ دَمِهِ كَفَّرَ اللَّهُ عَنْهُ كُلَّ ذَنْبٍ، وَيَمْسَحَانِ الْغُبَارَ عَنْ وَجْهِهِ وَيَقُولَانِ: قَدْ آنَ لَكَ، وَيَقُولُ هُوَ: قَدْ آنَ لَكُمَا» “.
قال الهيثميُّ : رواه البزار، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَفِي إِسْنَادِ الْبَزَّارِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، وَفِي إِسْنَادِ الْآخَرِ فَهْدُ بْنُ عَوْفٍ، وَكِلَاهُمَا ضَعِيفٌ جِدًّا.
وَقَدْ تَقَدَّمَ حَدِيثُ جِدَارٍ أَتَمَّ مِنْ هَذَا فِي فَضْلِ الْجِهَادِ.
20024 / 9522 – وَعَنْ مُجَاهِدٍ وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ شَجَرَةَ وَكَانَ يَزِيدُ بْنُ شَجَرَةَ مِمَّنْ يُصَدِّقُ قَوْلُهُ فِعْلَهُ قَالَ: خَطَبَنَا فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ، مَا أَحْسَنَ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ، نَرَى مِنْ بَيْنِ أَحْمَرَ وَأَخْضَرَ وَأَصْفَرَ، وَفِي الرِّجَالِ مَا فِيهَا، وَكَانَ يَقُولُ: إِذَا صُفَّ النَّاسُ لِلصَّلَاةِ وَصُفُّوا لِلْقِتَالِ: فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَأَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَأَبْوَابُ النَّارِ، وَزُيِّنَ الْحُورُ الْعِينُ وَاطَّلَعْنَ، فَإِذَا أَقْبَلَ الرَّجُلُ قُلْنَ: اللَّهُمَّ انْصُرْهُ وَإِذَا أَدْبَرَ احْتَجَبْنَ مِنْهُ وَقُلْنَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، فَانْهَكُوا وُجُوهَ الْقَوْمِ، فَدَى لَكُمْ أَبِي وَأُمِّي، وَلَا تُخْزُوا الْحُورَ الْعِينَ، فَإِنَّ أَوَّلَ قَطْرَةٍ تُنْضَحُ تُكَفِّرُ عَنْهُ كُلَّ شَيْءٍ عَمِلَهُ، وَتَنْزِلُ إِلَيْهِ زَوْجَتَانِ مِنَ الْحُورِ تمسَحَانِ وَجْهَهُ وَتقُولَانِ قَدْ أَنَى لَكَ وَيَقُولُ: قَدْ آن لَك، ثُمَّ يُكْسَى مِائَةَ حُلَّةٍ لَيْسَ مِنْ نَسْجِ بَنِي آدَمَ، وَلَكِنْ مِنْ نَبْتِ الْجَنَّةِ لَوْ وُضِعْنَ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ لَوَسِعْنَهُ، وَكَانَ يَقُولُ: نُبِّئْتُ: ” أَنَّ السُّيُوفَ مَفَاتِيحُ الْجَنَّةِ “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ مِنْ طَرِيقَيْنِ رِجَالُ أَحَدِهِمَا رِجَالُ الصَّحِيحِ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1889) لأبي بكر بن أبي شيبة.
اورده في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 87) من عند ابن ابي شيبة مختصرا، ثم ساقه بمثل الذي هنا من مسند الزار، ثم قال: وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي كِتَابِ الْبَعْثِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: أَوَّلُ قَطْرَةٍ تَقْطُرُ مِنْ دَمِ أَحَدِكُمْ يَحُطُّ اللَّهُ عنه بها خطاياه، كما تحط العصي من ورق الشجر، وتبتدر اثْنَتَانِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَتَمْسَحَانِ التُّرَابَ عَنْ وجهه، وتقولان: أقد آنَ، لَكَ، وَيَقُولُ: قَدْ آنَ لَكُمَا ؛ وَيُكْسَى مِائَةَ حُلَّةٍ لَوْ وُضِعْنَ بَيْنَ أَصْبُعَيَّ هَاتَيْنِ لَوَسِعَتَاهُمَا، لَيْسَتْ مِنْ نَسْجِ بَنِي آدَمَ وَلَكِنَّهَا من نبات الْجَنَّةِ، مَكْتُوبُونَ عِنْدَ اللَّهِ بِأَسْمَائِكُمْ وَسِمَاتِكُمْ … ” الْحَدِيثَ.
ورواه البزار والطبراني أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ يَزِيدَ بْنِ شَجَرَةَ مَرْفُوعًا مختصرا، ومن طريق جدار أيضا مرفوعًا، وَالصَّحِيحُ الْمَوْقُوفُ مَعَ أَنَّهُ قَدْ يُقَالُ إِنَّ مِثْلَ هَذَا لَا يُقَالُ مِنْ قِبَلِ الرَّأْيِ فَسَبِيلُ الْمَوْقُوفِ مِنْهُ سَبِيلُ الْمَرْفُوعِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
ويزيد بن شجرة- بالشين المعجمة والجيم المفتوحتين- قيل: له صحبة، ولا تثبت- وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
قَوْلُهُ: “أَنْهِكُوا وُجُوهَ الْقَوْمِ ” هُوَ بِكَسْرِ الْهَاءِ بَعْدَ النُّونِ أَيْ: أَجْهِدُوهُمْ، وَالنَّهِيكُ: الْمُبَالَغَةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ.
20025 / 9524 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” الشُّهَدَاءُ عَلَى بَارِقٍ نَهَرٍ بِبَابِ الْجَنَّةِ فِي قُبَّةٍ خَضْرَاءَ يَخْرُجُ عَلَيْهِمْ رِزْقُهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ بُكْرَةً وَعَشِيًّا» “.
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ، وَرواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ.
20026 / 9525 – وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ «أَنْ رَجُلًا جَاءَ إِلَى الصَّلَاةِ وَالنَّبِيُّ 294\5 صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فَقَالَ حِينَ انْتَهَى إِلَى الصَّفِّ: اللَّهُمَّ آتِنِي مَا تُؤْتِي عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ، قَالَ: فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” مَنِ الْمُتَكَلِّمُ آنِفًا؟ “. قَالَ رَجُلٌ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: ” إِذًا يُعْقَرُ جَوَادُكَ وَتَسْتَشْهِدُ» “.
قال الهيثميُّ : رواه ابو يعلى وَالْبَزَّارُ بِإِسْنَادَيْنِ وَأَحَدُ إِسْنَادَيِ الْبَزَّارِ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ، خَلَا مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمِ بْنِ عَائِذٍ وَهُوَ ثِقَةٌ.
20027 / 9526 – وَعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَنَا: ” مَنْ قُتِلَ مِنْكُمْ صَابِرًا مُقْبِلًا فَقُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنَّهُ فِي الْجَنَّةِ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَالْبَزَّارُ وَفِي إِسْنَادِ الطَّبَرَانِيِّ مَسْتُورٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ، وَإِسْنَادُ الْبَزَّارِ ضَعِيفٌ.
20028 / 9527 – عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ يَوْمًا: ” مَا تَقُولُونَ فِي رَجُلٍ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ ” قَالُوا: الْجَنَّةُ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” الْجَنَّةُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ “. قَالَ: ” فَمَا تَقُولُونَ فِي رَجُلٍ مَاتَ، فَقَامَ رَجُلَانِ ذَوَا عَدْلٍ فَقَالَا: لَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا، قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: “الْجَنَّةُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ “. قَالَ: ” فَمَا تَقُولُونَ فِي رَجُلٍ مَاتَ؟ “. فَقَامَ رَجُلَانِ ذَوَا عَدَلَ فَقَالَا: لَا نَعْلَمُ خَيْرًا، فَقَالُوا: النَّارُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” مُذْنِبٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نِسْطَاسٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
20029 / 9528 – وَعَنْ أَبِي قَتَادَةَ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” الشَّهِيدُ لَا يَجِدُ أَلَمَ الْقَتْلِ إِلَّا كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مَسَّ الْقَرْصَةِ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَفِيهِ رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
20030 / 9529 – وَعَنْ جَابِرٍ يُبَلِّغُ بِهِ «عَنِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” مَنْ قُتِلَ يَلْتَمِسُ وَجْهَ اللَّهِ لَمْ يُعَذِّبْهُ اللَّهُ»”.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَفِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُكَيْرٍ الْغَنَوِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
20031 / 9530 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” إِذَا وَقَفَ الْعَبْدُ لِلْحِسَابِ جَاءَ قَوْمٌ وَاضِعِي سُيُوفِهِمْ عَلَى رِقَابِهِمْ تَقْطُرُ دَمًا فَازْدَحَمُوا عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَقِيلَ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قِيلَ: الشُّهَدَاءُ كَانُوا أَحْيَاءً مَرْزُوقِينَ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ يَأْتِي فِي الْبَعْثِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَفِي إِسْنَادِهِ الْفَضْلُ بْنُ يَسَارٍ وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: لَا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ، وَبَقِيَّةُ 295\5 رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
20032 / 9530\1873– عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ حُنَيْفٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده رَضِيَ الله عَنْه قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أُوَلُّ مَا يُهَرَاقُ مِنْ دَمِ الشَّهِيدِ يُغْفَرُ لَهُ ذَنْبُهُ كُلُّهُ إِلَّا الدَّيْنَ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1873) لأبي يعلى.
وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 157). وقد خرجه الحاكم في المستدرك (2555).
20033 / ز – عَنْ أَبِيِ أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَقِيَ فَصَبَرَ حَتَّى يُقْتَلَ، أَوْ يَغْلِبَ لَمْ يُفْتَنْ فِي قَبْرِهِ».
أخرجه الحاكم في المستدرك (2602).
20034 / 9530\1874– عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ الْمُغِيرَةُ بن قيس وحدثنا الْحَسَنُ بِبَعْضِهِ وَقَتَادَةُ وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَالضَّحَّاكُ بْنُ مزاحم قال وحدثنا أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه والعرزمي عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ كُلُّهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الشُّهَدَاءُ ثَلَاثَةٌ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا لَا يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ وَلَا يُقْتَلَ فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ كُلُّهَا وَنَجَا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَأَمِنَ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ وَزُوِّجَ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ حُلَّةَ الْكَرَامَةِ وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْخُلْدِ، وَالثَّانِي خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ مُحْتَسِبًا يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ وَلَا يُقْتَلَ فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ كَانَتْ رُكْبَتُهُ بِرُكْبَةِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ، وَالثَّالِثُ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ مُحْتَسِبًا يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ ويقتل فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَاهِرًا سَيْفَهُ وَاضِعَهُ عَلَى عَاتِقِهِ وَالنَّاسُ جَاثُونَ عَلَى الرُّكَبِ يقول افرجوا فَإِنَّا قَدْ بَذَلْنَا دِمَاءَنَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :والذي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ قَالَ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ أَوْ لِنَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ لتنحى لَهُ عَنِ الطَّرِيقِ لِمَا يَرَى مِنْ حَقِّهِ، فَلَا يسال الله تعالى شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ وَلَا يَشْفَعُ فِي أَحَدٍ إِلَّا شُفِعَ فِيهٍ، وَيُعْطَى فِي الْجَنَّةِ مَا أَحَبَّ وَلَا يَفْضُلُهُ في الجنة منزلة نَبِيٍّ وَلَا غَيْرِهِ، وَلَهُ فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ أَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ لُؤْلُؤٍ وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ يَاقُوتٍ وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ دُرٍّ وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ زَبَرْجَدٍ وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ نُورٍ، فِي كُلِّ مَدِينَةٍ مِنَ الْمَدَائِنِ أَلْفُ أَلْفِ قَصْرٍ فِي كُلِّ قَصْرٍ ألف أَلْفُ بَيْتٍ فِي كُلِّ بَيْتٍ ألف أَلْفُ سَرِيرٍ كُلُّ سَرِيرٍ طُولُهُ مَسِيرَةُ أَلْفِ عَامٍ وَعَرْضُهُ مَسِيرَةُ أَلْفِ عَامٍ وَطُولُهُ فِي السَّمَاءِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ عَلَيْهِ زَوْجَةٌ قَدْ بَرَزَ كُمُّهَا مِنْ جَانِبَيِ السَّرِيرِ عِشْرِينَ مِيلًا مِنْ كُلِّ زَاوِيَةٍ هي أَرْبَعُ زَوَايَا وَأَشْفَارُ عَيْنِهَا كَجِنَاحِ النسور أَوْ كَقَوَادِمِ النسور وَحَاجِبَاهَا كَالْهِلَالِ عَلَيْهَا ثِيَابٌ نبتت فِي جنات عَدْنٍ سُقْيَاهَا مِنْ تسنيم وزهرتها تخطف الْأَبْصَارَ دُونَهَا، لَوْ بَرَزَتْ لِأَهْلِ الدُّنْيَا لَمْ يَرَهَا نَبِيُّ مُرْسَلٌ وَلَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ إِلَّا فُتِنَ بِحُسْنِهَا. بَيْنَ يَدَيْ كُلِّ إمرأة مِنْهُنَّ مِائَةُ أَلْفِ جَارِيَةٍ بِكْرٍ خَدَمٍ سِوَى خَدَمِ زَوْجِهَا، وَبَيْنَ يَدَيْ كُلِّ سَرِيرٍ كُرسِيُّ مِنْ غَيْرِ جَوْهَرِ السَّرِيرِ كُلُّ كرسي طُولُهُ مِائَةُ أَلْفِ ذِرَاعٍ، عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ مِائَةُ أَلْفِ فِرَاشٍ غِلَظُ كُلِّ فِرَاشٍ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُنَّ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ الصِّدِّيقِينَ وَالْمُؤْمِنِينَ بِخَمْسِمِائَةِ عَامٍ، يَفْتَضُّونَ الْعَذَارَى وَإِذَا دَنَا من السرير تطامنت لَهُ الْفُرُشُ حَتَّى يَرْكَبَهَا مُتَفَرَّجًا حَيْثُ شَاءَ فيتكئ تكأة مع الحور الْعِينِ سَبْعِينَ سَنَةً فَتُنَادِيهِ أَبْهَى مِنْهَا وَأَجْمَلُ يَا عَبْدَ اللَّهِ أَمَا لَنَا مِنْكَ دَوْلَةٌ فَيَلْتَفِتُ إِلَيْهَا فَيَقُولُ مَنْ أَنْتِ؟ فَتَقُولُ إِنَّا مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} ثُمَّ تُنَادِيهِ أَبْهَى وَأَجْمَلُ يَا عبد الله أما لنا فيك مِنْ حَاجَةٍ فَيَقُولُ مَا علمت مَكَانَكِ فتقول أَوْ مَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} فَيَقُولُ بَلِى وَرَبِّي. قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَلَعَلَّهُ يَشْتَغِلُ عَنْهَا بَعْدَ ذَلِكَ أربعين عَامًا لَا يَشْغَلُهُ عنها إِلَّا مَا هُوَ فِيهِ مِنَ النعيم وَاللَّذَّةِ فَإِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ رَكِبَ شُهَدَاءُ الْبَحْرِ قراقر مِنْ دُرٍّ فِي نَهَرٍ مِنْ نُورٍ مَجَادِيفُهُمْ قُضْبَانُ اللُّؤْلُؤِ وَالْمَرْجَانِ وَالْيَاقُوتِ ترفعهم رِيحٌ تسمى الزهراء الى أمواجٍ كَالْجِبَالِ إِنَّمَا هُوَ نُورٌ يَتَلَأَلَأُ مثلَ الْأَمْوَاجُ أهون في أعينهم وَأَحْلَى عِنْدَهُمْ مِنَ الشَّرَابِ الْبَارِدِ فِي الزُّجَاجَةِ الْبَيْضَاءِ عِنْدَ أَهْلِ الدُّنْيَا فِي الْيَوْمِ الصَّائِفِ، وأيامهم الَّذِينَ كَانُوا فِي الدنيا يقدم قراقرهم بَيْنَ يَدَيْ أَصْحَابِهِمْ أَلْفَ أَلْفَ سَنَةٍ وَخَمْسمائة أَلْفِ سَنَةٍ وخمسين الف سنة وَمَيْمَنَتُهُمْ خَلْفَهُمْ عَلَى النِّصْفِ مِنْ قُرْبِ أُولَئِكَ مِنْ أَصْحَابِهِمْ وميسرتهم مِثْلُ ذَلِكَ (وساقتهم الذين كانوا خلفهم في تلك القراقير من در فبينما هم كذلك يَسِيرُونَ فِي ذَلِكَ النَّهَرِ) إِذْ رَفَعَتْهُمْ تِلْكَ الْأَمْوَاجُ إِلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ يَدَيْ عَرْشِ رَبِّ الْعِزَّةِ. فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَتْ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ يُصففُونَ عَلَى خَدَمِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حُسْنًا وَبَهَاءً وَجَمَالًا وَنُورًا كَمَا يصفون هم على أهل الْجَنَّةِ بِمَنَازِلِهِمْ عِنْدَ اللَّهِ فَيَهِمُّ أَحَدُهُمْ أَنْ يَخِرَّ لِبَعْضِ خُدَّامِهِمْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ سَاجِدًا فَيَقُولُ يَا وَلِيَّ اللَّهِ أَنَا خَادِمٌ لَكَ وَنَحْنُ مِائَةُ أَلْفِ قَهْرَمَانَ فِي جَنَّان الجلال وَمِائَةُ أَلْفٍ قهرمان في جنات السَّلَامِ كُلُّ قَهْرَمَانَ مِنْهُمْ عَلَى مائة مَدِينَةٍ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ مائة أَلْفِ قَصْرٍ فِي كُلِّ قَصْرٍ مِائَةُ أَلْفِ بَيْتٍ من ذهب وفضة وَدُرٍّ وَيَاقُوتٍ وَزَبَرْجَدٍ وَلُؤْلُؤٍ وَنُورٍ فِيهَا أَزْوَاجُهُ وَسُرُرُهُ وخدامه لو أَدْنَاهُمْ نَزَلَ بِهِ الثقلان الْجِنُّ وَالْإِنْسُ وَمِثْلُهُمْ مَعَهُمْ أَلْفُ أَلْفِ مَرَّةٍ لوسعهم أَدْنَى قَصْرٍ من قصوره ما شاءوا مِنَ النزل وَالْخَدَمِ وَالْفَاكِهَةِ وَالثِّمَارِ وَالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ كُلُّ قَصْرٍ مُسْتَغْنٍ بِمَا فِيهِ مِنْ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ عَلَى قَدْرِ سِعَتِهِمْ جَمِيعًا لا يَحْتَاجُ إِلَى الْقَصْرِ الْآخَرِ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، وَإِنَّ أَدْنَاهُمْ مَنْزِلَةً الَّذِي يَدْخُلُ عَلَى اللَّهِ بُكْرَةً وَعَشِيًّا فَيَأْمُرُ له بِالْكَرَامَةِ كُلِّهَا لَمْ يستقل حتى ينظر إِلَى وَجْهِهِ الْجَمِيلِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. قُلْتُ هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ مَا أَجْهَلَ مَنِ افَتَرَاهُ وأجراه على الله تعالى.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1874) للحارث.
وقال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 156): هَذَا حَدِيثٌ فِيهِ دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، قَالَ فِيهِ ابْنُ حبان: كان يضع الحديث على الثقات.
20035 / 9531 – وَعَنْ أَبِي مُوسَى «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي غَزْوَةٍ فَبَارَزَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَقَتْلَهُ الْمُشْرِكُ، ثُمَّ بَرَزَ لَهُ آخَرُ مَنِ الْمُسْلِمِينَ فَقَتْلَهُ الْمُشْرِكُ، ثُمَّ جَاءَ فَوَقَفَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: عَلَى مَا تُقَاتِلُونَ؟ فَقَالَ: ” دِينُنَا أَنْ نُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنْ نَفِيَ لِلَّهِ بِحَقِّهِ “. قَالَ: وَاللَّهِ إِنَّ هَذَا لَحَسَنٌ، آمَنْتُ بِهَذَا، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ فَحَمَلَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ فَحُمِلَ، فَوُضِعَ مَعَ صَاحِبَيْهِ الَّذَيْنِ قَتَلَهُمَا قَبْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” هَؤُلَاءِ أَشَدُّ أَهْلِ الْجَنَّةِ تَحَابًّا» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ وَسَمَاعُ ابْنِ الْمُبَارَكِ مِنَ الْمَسْعُودِيِّ صَحِيحٌ، فَصَحَّ الْحَدِيثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَإِنَّ رِجَالَهُ ثِقَاتٌ.
20036 / ز – عن كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالرَّوْحَاءِ إِذْ هَبَطَ عَلَيْهِمْ أَعْرَابِيٌّ مِنْ سَرِفَ فَقَالَ: مَنِ الْقَوْمُ أَيْنَ تُرِيدُونَ؟ قِيلَ: بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا لِي أَرَاكُمْ بَذَّةً هَيْئَتُكُمْ قَلِيلًا سِلَاحُكُمْ؟ قَالُوا: نَنْتَظِرُ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ إِمَّا أَنْ نُقْتَلَ فَالْجَنَّةُ، وَإِمَّا أَنْ نَغْلِبَ فَيَجْمَعَ اللَّهُ لَنَا الظَّفَرَ وَالْجَنَّةَ. قَالَ: أَيْنَ نَبِيُّكُمْ؟ قَالُوا: هَا هُوَ ذَا. فَقَالَ لَهُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، لَيْسَتْ لِي مَصْلَحَةٌ آخُذُ مَصْلَحَتِي ثُمَّ أَلْحَقُ. قَالَ: «اذْهَبْ إِلَى أَهْلِكَ فَخُذْ مَصْلَحَتَكَ» فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَؤُمُّ بَدْرًا وَخَرَجَ الرَّجُلُ إِلَى أَهْلِهِ حَتَّى فَرَغَ مِنْ حَاجَتِهِ، ثُمَّ لَحِقَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَدْرٍ، وَهُوَ يَصُفُّ النَّاسَ لِلْقِتَالِ فِي تَعْبِئَتِهِمْ، فَدَخَلَ فِي الصَّفِّ مَعَهُمْ فَاقْتَتَلَ النَّاسُ، فَكَانَ فِيمَنِ اسْتَشْهَدَهُ اللَّهُ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ أَنْ هَزَمَ اللَّهُ الْمُشْرِكِينَ وَأَظْفَرَ الْمُؤْمِنِينَ فَمَرَّ بَيْنَ ظَهْرَانَيِ الشُّهَدَاءِ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مَعَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَا يَا عُمَرُ، إِنَّكَ تُحِبُّ الْحَدِيثَ وَإِنَّ لِلشُّهَدَاءِ سَادَةً، وَأَشْرَافًا وَمُلُوكًا، وَإِنَّ هَذَا يَا عُمَرُ مِنْهُمْ».
أخرجه الحاكم في المستدرك (2453).
20037 / ز – عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَجُلًا أَسْوَدَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَجُلٌ أَسْوَدُ مُنْتِنُ الرِّيحِ، قَبِيحُ الْوَجْهِ، لَا مَالَ لِي، فَإِنْ أَنَا قَاتَلْتُ هَؤُلَاءِ حَتَّى أُقْتَلَ، فَأَيْنَ أَنَا؟ قَالَ: «فِي الْجَنَّةِ» فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «قَدْ بَيَّضَ اللَّهُ وَجْهَكَ، وَطَيَّبَ رِيحَكَ، وَأَكْثَرَ مَالَكَ» وَقَالَ لِهَذَا أَوْ لِغَيْرِهِ: «لَقَدْ رَأَيْتُ زَوْجَتَهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، نَازَعَتْهُ جُبَّةً لَهُ مِنْ صُوفٍ، تَدْخُلُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ جُبَّتِهِ».
أخرجه الحاكم في المستدرك (2508).
باب ما خص به الشهيد من الخصال
وتقدم بعض هذا في الباب الذي سبق.
20038 / 7222 – (ت ه – المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه ) أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «لِلشَّهيد عندَ الله ستُّ خِصال: يَغْفِرُ الله له في أول دُفْعَة، ويُرَى مَقْعَده من الجنة، ويُجارُ من عذاب القبر، ويأمَنُ مِنَ الفزَعِ الأكبر ويُوضَعُ على رأسه تاج الوقار، الياقُوتةُ منه خير من الدنيا وما فيها، ويزوَّج ثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويُشفَّع في سبعين من أقاربه» . أخرجه الترمذي.
وقال ابن ماجه ( ويحلّى من حلة الايمان ) بدل قوله ( ويوضع على رأسه . . . وما فيها ).
20039 / 9516 – وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ، وَهُوَ هَذَا، «قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِنَّ لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ سِتَّ خِصَالٍ: أَنْ يُغْفَرَ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ، وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُحَلَّى حُلَّةَ الْإِيمَانِ، وَيُزَوَّجَ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَيُجَارَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَيَأْمَنَ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ، وَيُوضَعَ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ، الْيَاقُوتَةُ مِنْهُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَيُزَوَّجَ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَيُشَفَّعَ فِي سَبْعِينَ إِنْسَانًا مِنْ أَقَارِبِهِ» “.
قال الهيثميُّ : رواه احمد هَكَذَا قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَالْبَزَّارُ وَالطَّبَرَانِيُّ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: ” سَبْعَ خِصَالٍ ” وَهِيَ كَذَلِكَ، وَرِجَالُ أَحْمَدَ وَالطَّبَرَانِيِّ ثِقَاتٌ.
20040 / 9517 – وَعَنْ قَيْسٍ الْجُذَامِيِّ رَجُلٍ كَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” يُعْطَى الشَّهِيدُ سِتَّ خِصَالٍ عِنْدَ أَوَّلِ قَطْرَةٍ مِنْ دَمِهِ يُكَفَّرُ عَنْهُ كُلُّ خَطِيئَةٍ، وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُزَوَّجُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَيُؤَمَّنُ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَيُحَلَّى حُلَّةَ الْإِيمَانِ» “.
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَفِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَجَمَاعَةٌ، وَضَعَّفَهُ جَمَاعَةٌ.
20041 / 9518 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” لِلشَّهِيدِ سِتُّ خِصَالٍ: يُغْفَرُ لَهُ بِأَوَّلِ دَفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ، وَيُؤَمَّنُ مِنَ الْفَزَعِ، وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُزَوَّجُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ»”.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
باب آخر في ما جاء أن الشهيد لا يفتن في قبره
20042 / 7227 – (س) راشد بن سعد – رحمه الله -: عن رجل من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم : أن رجلاً قال: «يا رسول الله، ما بالُ المؤمنينَ يُفْتَنون في قبورهم إلا الشهيد؟ قال: كَفَى ببارقةِ السُّيوف على رأسِهِ فتنة» . أخرجه النسائي.
باب ثالث في ما يخفف عن الشهيد من ألم الموت
20043 / 7228 – (ت س ه – أبو هريرة رضي الله عنه ) أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما يجدُ الشهيدُ من مَسِّ القتلِ إلا كما يجدُ أحدُكم من القَرْصَةِ» أخرجه الترمذي وابن ماجه.
وعند النسائي «الشهيد لا يجد من مَسِّ القتل إلا كما يجدُ أحدكم القَرْصةَ يُقْرَصُها».
20044 / 9523 – وَعَنْ أَبِي قَتَادَةَ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” الشَّهِيدُ لَا يَجِدُ أَلَمَ الْقَتْلِ إِلَّا كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مَسَّ الْقَرْصَةِ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
باب في زوجة الشهيد
20045 / 9532 – «عَنْ سَلْمَى بِنْتِ جَابِرٍ أَنَّ زَوْجَهَا اسْتُشْهِدَ فَأَتَتْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ فَقَالَتْ: إِنِّي امْرَأَةٌ اسْتَشْهَدَ زَوْجِي وَخَطَبَنِي الرِّجَالُ فَأَبَيْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ حَتَّى أَلْقَاهُ فَتَرْجُو لِي إِذَا اجْتَمَعْتُ أَنَا وَهُوَ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَزْوَاجِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ عِنْدَهُ: مَا رَأَيْنَاكَ فَعَلْتَ هَذَا مُنْذُ قَاعَدْنَاكَ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” إِنَّ أَسْرَعَ أُمَّتِي بِي لُحُوقًا فِي الْجَنَّةِ امْرَأَةٌ مِنْ أَحْمَسَ» “.
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَأَبُو يَعْلَى. وَسَلْمَى لَمْ أَجِدْ مَنْ وَثَّقَهَا، وَبَقِيَّةُ رِجَالِ أَحْمَدَ ثِقَاتٌ.
باب فيمن قتل في سبيل الله مقبلا وغير ذلك
20046 / 7218 – (م ت س ط) أبو قتادة – رضي الله عنه – «أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قام فيهم، فَذَكَر لهم أنَّ الجهادَ في سبيل الله، والإيمان بالله أفضل الأعمال، فقام رجل فقال: يا رسول الله، أرأيتَ إن قُتِلْتُ في سبيل الله، أتُكفَّر عني خطاياي؟ فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : نعم إن قُتِلْتَ في سبيل الله وأنتَ صابر مُحْتَسِب، مُقبِل غيرَ مُدْبِر، ثم قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : كيف قلتَ؟ قال: أرأيتَ إن قُتِلْتُ في سبيل الله، أتكفَّر عَنِّي خطاياي؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : نعم، إن قتلتَ في سبيل الله وأنتَ صابر مُحْتَسِب، مُقْبِل غير مدبر، إلا الدَّينَ، فإن جبريل عليه السلام قال لي ذلك». أخرجه مسلم والترمذي والنسائي.
وفي رواية «الموطأ» قال: جاء رجل إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: يا رسول الله، إنْ قُتِلْتُ في سبيل الله، صابراً محتسباً، مُقْبلاً غيرَ مُدْبِر، أيكفِّرُ الله عَنِّي خطاياي؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «نعم، فلما أدبر الرجلُ، ناداهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم … وذكر باقي الحديث» وأخرجه النسائي أيضاً مثل «الموطأ».
20047 / 7219 – (س) أبو هريرة – رضي الله عنه – قال: «جاء رجل إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو يَخْطُب على المنبر، فقال: أرأيتَ إن قُتلتُ في سبيل الله صابراً مُحْتَسباً. مقبلاً غير مدبر، أيُكفِّرُ الله عني سيئآتي؟ قال: نعم، ثم سَكَتَ ساعة، فقال: أين السائل آنِفاً؟ فقال الرجل: فها أنَا ذَا، قال: ما قُلْتَ؟ قال: أرأيتَ إن قُتِلْتُ في سبيل الله صابراً مُحتَسباً مُقْبلاً غير مُدْبر أيكفِّرُ الله عَنِّي سيئآتي؟ قال: نعم، إلا الدَّين، سَارَّني به جبريل آنفاً» أخرجه النسائي.
20048 / 7229 – (د) عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «عَجِبَ ربُّنا تبارك وتعالى من رَجُل غَزا في سبيل الله، فَانْهَزَمَ أصحابه فعلم ما عليه، فَرَجَعَ حتى أُهريق دَمُه، فيقول الله عزَّ وجلَّ لملائكته: انظروا إلى عبدي، رجع رَغْبَة فيما عندي، وشَفَقة مما عندي، حتى أُهريق دَمُهُ» أخرجه أبو داود، وزاد رزين «أُشْهِدُكم أني غَفَرتُ لَه».
20049 / 9533 – عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” سَبَقَ الْمَقْتُولُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مُقْبِلًا غَيْرَ مُدْبِرٍ الْمَقْتُولَ الْمُدْبِرَ إِلَى الْجَنَّةِ سَبْعِينَ خَرِيفًا وَمَرْضَى أُمَّتِي مِنْ أَصْحَابِهِمْ بِسَبْعِينَ خَرِيفًا، وَالْأَنْبِيَاءَ قَبْلَ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفًا لِمَا كَانَ فِيهِ مِنَ الْمُلْكِ»”.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ مِنْ رِوَايَةِ جُوَيْبِرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ وَكِلَاهُمَا ضَعِيفٌ.
باب في شهداء البر والبحر
20050 / 2778 – ( ه – أَبو أُمَامَةَ رضي الله عنه ) قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «شَهِيدُ الْبَحْرِ مِثْلُ شَهِيدَيِ الْبَرِّ، وَالْمَائِدُ فِي الْبَحْرِ كَالْمُتَشَحِّطِ فِي دَمِهِ فِي الْبَرِّ، وَمَا بَيْنَ الْمَوْجَتَيْنِ كَقَاطِعِ الدُّنْيَا فِي طَاعَةِ اللَّهِ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَكَلَ مَلَكَ الْمَوْتِ بِقَبْضِ الْأَرْوَاحِ إِلَّا شَهِيدَ الْبَحْرِ، فَإِنَّهُ يَتَوَلَّى قَبْضَ أَرْوَاحِهِمْ وَيَغْفِرُ لِشَهِيدِ الْبَرِّ الذُّنُوبَ كُلَّهَا، إِلَّا الدَّيْنَ وَلِشَهِيدِ الْبَحْرِ الذُّنُوبَ وَالدَّيْنَ». أخرجه ابن ماجه.
20051 / 9534 – عَنْ سَعْدِ بْنِ جُنَادَةَ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” إِنَّ شُهَدَاءَ الْبَرِّ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ شُهَدَاءِ الْبَحْرِ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.296\5
20052 / 9534\1872– عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إن الله تعالى يَقْبِضُ أَرْوَاحَ شُهَدَاءِ الْبَحْرِ بِيَدِهِ وَلَا يَكِلُهُمْ إِلَى مَلَكِ الْمَوْتِ، وَمَثَلُ رُوحِهِ حِينَ تَخْرُجَ مِنْ صَدْرِهِ كَمَثَلِ اللَّبَنِ حِينَ يَدْخُلُ صَدْرَهُ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1872) للحارث.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 154): هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ وَفِيهِ انْقِطَاعٌ، يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٌ لَمْ يُدْرِكْ سَلْمَانَ، وَدَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ كَذَّابٌ.
باب فيمن قتل كافرا
20053 / 7192 – (م د س) أبو هريرة – رضي الله عنه – أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «اثنان لا يجتمعان في النار اجتماعاً يضرُّ أحدُهما الآخر، قيل: مَنْ هم يا رسولَ الله؟ قال: مؤمن قَتَلَ كافراً، ثم سَدَّد» .
وفي رواية «لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبداً». أخرجه مسلم.
وأخرج أبو داود الثانية، وفي رواية النسائي قال: «لا يجتمعان في النار: مسلم قتل كافراً، ثم سدَّدَ وقارب، ولا يجتمعان في جوف مؤمن: غُبَار في سبيل الله، وفَيحُ جَهَنَّمَ، ولا يجتمعان في قلب عبد: الإيمان والحَسَدُ».
باب تمني الشهادة
وتقدم أحاديث أول أحاديث فضل الجهاد
20054 / 7214 – (خ م ت س) أنس بن مالك – رضي الله عنه – أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما أحد يَدْخل الجنة يُحِبُّ أن يرجعَ إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء، إلا الشهيدُ، يَتَمنَّى أن يرجعَ إلى الدنيا فَيُقْتَلَ عشر مرات، لما يَرى من الكرامة» وفي رواية «لما يَرى من فضل الشهادة». أخرجه البخاري ومسلم، ولمسلم نحوه.
وفي رواية الترمذي قال: «ما من عبد يموت له عند الله خير، يُحِبُّ أن يرجعَ إلى الدنيا، وأن له الدنيا وما فيها، إلا الشهيدُ، لما يَرَى من فضل الشهادة، فإنه يُحِبُّ أن يرجعَ إلى الدنيا فَيُقتَلَ مرة أخرى» .
وله في رواية أخرى أنه قال: «ليس أحد من أهل الجنة يَسُرُّه أن يرجعَ إلى الدنيا إلا الشهيد» .
وفي رواية النسائي قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «يُؤتَى بالرجل من أهل الجنة، فيقول الله تعالى: يا ابنَ آدم، كيف وجدتَ منزِِلَك؟ فيقول: أيْ ربِّ، خيرَ مَنْزِل، فيقول: سَلْ وتَمَنَّ، فيقول: أسألك أن تَرُدَّني إلى الدنيا فأُقْتَلَ في سبيلك عشر مرات، لما يرى من فضل الشهادة».
20055 / 7215 – (س) عبد الرحمن بن أبي عميرة – رضي الله عنه – أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من نَفْس مُسْلِمَة يَقْبِضُها ربُّها تُحِبُّ أن ترجعَ إليكم وأنَّ لها الدنيا وما فيها، غيرُ الشهيد» .
قال ابن أبي عميرة: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «لأن أُقْتَلَ في سبيل الله أحَبُّ إليَّ من أن يكونَ لي أهل الوبَر والمدر». أخرجه النسائي.
20056 / 7216 – (س) عبادة بن الصامت – رضي الله عنه – أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما على الأرض مِنْ نَفْس تموتُ ولها عند الله خير، تحبُّ أن ترجعَ إليكم ولها الدنيا، إلا القَتِيلُ، فإنه يُحِبُّ أن يرجعَ فَيُقْتَلَ مرة أخرى». أخرجه النسائي.
20057 / 7217 – (خ) المغيرة بن شعبة – رضي الله عنه – قال: أخبرنا نَبِيُّنا عن رسالة ربِّنا «أنه من قُتل منَّا صار إلى الجنة، فَلَنَحْنُ أحبُّ في الموت منكم في الحياة». أخرجه البخاري في ترجمة باب.
20058 / 9535 – عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرَةَ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” مَا مِنَ النَّاسِ نَفْسُ مُسْلِمٍ يَقْبِضُهَا رَبُّهَا عَزَّ وَجَلَّ تُحِبُّ أَنْ تَعُودَ إِلَيْكُمْ وَأَنَّ لَهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا غَيْرَ الشَّهِيدِ» “.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَيْرَةَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” لَأَنْ أُقْتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي أَهْلُ الْمَدَرِ وَالْوَبَرِ» “.
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
20059 / 9536 – وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: «أَنْشَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةً فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ لِي بِالشَّهَادَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” اللَّهُمَّ غَنِّمْهُمْ وَسَلِّمْهُمْ “. قَالَ: فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا.
قَالَ: ثُمَّ أَنْشَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوًا ثَانِيًا فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ لِي بِالشَّهَادَةِ فَقَالَ: “اللَّهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ “. قَالَ: ثُمَّ أَنْشَأَ غَزْوًا ثَالِثًا فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَتَيْتُكَ مَرَّتَيْنِ قَبْلَ هَذِهِ فَسَأَلْتُكَ أَنْ تَدْعُوَ اللَّهَ لِي بِالشَّهَادَةِ فَقُلْتَ: ” اللَّهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ ” فَسَلِمْتُ وَغَنِمْتُ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ لِي بِالشَّهَادَةِ قَالَ: فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا» فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَقَدْ تَقَدَّمَ بِتَمَامِهِ فِي الصَّوْمِ.
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَالطَّبَرَانِيُّ وَرِجَالُ أَحْمَدَ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
باب فيمن جرح أو نكب في سبيل الله أو سأل الله الشهادة
20060 / 7177 – (خ م ط ت س ه – أبو هريرة رضي الله عنه ) قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «ما مِنْ مَكْلُوم يُكلَمُ في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة، وكَلْمهُ يَدمى، اللونُ لونُ دم، والرِّيحُ رِيحُ مِسْك».
وفي رواية قال: «كلُّ كَلْم يُكْلَمُهُ المُسْلِمُ في سبيل الله يكون يوم القيامة كهيئتها إذا طُعِنَتْ، تَفَجَّرُ دماً، اللونُ لونُ دم، والعَرْفُ عَرْف المِسْك».
وفي أخرى قال: «لا يُكْلَمُ أحد في سبيل الله – والله أعلم بمن يكْلَم في سبيله – إلا جاءَ يوم القيامة واللونُ لونُ دم، والرِّيحُ ريحُ المِسْك». أخرجه البخاري.
وأخرج مسلم الأولى والثانية، إلا أنَّ الأولى أخرجها في جملة حديث يَرِد آنفاً، وأخرج «الموطأ» والترمذي والنسائي الرواية الثالثة.
وفي رواية لمسلم قال: «لا يُكْلَمُ أحد في سبيل الله – والله أعلم بمن يُكْلَمُ في سبيله – إلا جاءَ يومَ القيامة وجُرْحُه يَثْعَب، اللونُ لونُ الدَّم، والرِّيحُ رِيحُ المِسْكِ». وبنحوها أخرجه ابن ماجه. قلت: وهو طرف من الحديث الذي بعده.
20061 / 7335 – (ت) أبو أمامة – رضي الله عنه -: عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «لَيْسَ شَيء أحبَّ إلى الله من قطرتين، وأثرَين: قطرةِ دموع من خَشْيَة الله، وقطرةِ دَم تُهْرَاق في سبيل الله، وأما الأثران: فأثَر في سبيل الله، وأثَر في فريضة من فرائض الله». أخرجه الترمذي.
20062 / 7176 – (د ت س ه – معاذ بن جبل رضي الله عنه ) أنه سمع رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ قاتَل في سبيل الله فُواقَ ناقة وَجَبَتْ له الجنةُ، ومَن سأل الله القَتْلَ في سبيل الله صادقاً مِنْ نَفْسِهِ، ثم مات أو قُتل، كان له أجرُ شهيد، ومَنْ جُرِحَ جُرْحاً في سبيل الله، أو نُكِبَ نَكْبة، فإنها تجيء يوم القيامة كأغزَرِ ما كانت، لونُها لونُ الزعفران، ورِيحُها ريحُ المسك، ومَن خَرَجَ به خُرَّاج في سبيل الله، فإنَّ عليه طابَعُ الشُّهداء» . أخرجه أبو داود والنسائي، وأخرجه الترمذي مفرَّقاً في موضعين.
وأخرجه ابن ماجه من أوله إلى قوله ( الجنة ).
20063 / 7231 – (م ت د س ه – سهل بن حُنيف رضي الله عنه ) أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «من سألَ الله الشهادةَ بِصِدْق بلَّغهُ الله منازلَ الشهداء وإن مات على فراشه». أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجه.
20064 / 9537 – عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الْقَتْلَ فِي سَبِيلِهِ صَادِقًا عَنْ نَفْسِهِ ثُمَّ مَاتَ أَوْ قُتِلَ فَلَهُ أَجْرُ شَهِيدٍ، وَمَنْ جُرِحَ جُرْحًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ نُكِبَ نَكْبَةً فَإِنَّهَا تَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَغْزَرِ مَا كَانَتْ، لَوْنُهَا كَالزَّعْفَرَانِ وَرِيحُهَا رِيحُ الْمِسْكِ، وَمَنْ جُرِحَ بِهِ جِرَاحٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَ عَلَيْهِ طَابَعُ الشُّهَدَاءِ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ سَعِيدُ بْنُ يُوسُفَ الرَّحْبِيُّ وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَضَعَّفَهُ جُمْهُورُ الْأَئِمَّةِ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
20065 / 9538 – وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ الْبَزَّارُ: وَلَمْ أَجِدْ فِي كِتَابِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَحْسَبُهُ مَرْفُوعًا قَالَ: “«مَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَدَمُهُ أَغْزَرُ مَا كَانَ، لَوْنُهُ الزَّعْفَرَانُ وَرِيحُهُ رِيحُ الْمِسْكِ وَعَلَيْهِ طَابَعُ الشُّهَدَاءِ»”.
قال الهيثميُّ : رواه البزار وَفِيهِ عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ الْحَنَفِيُّ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.297\5
باب فيمن يضحك الله له من المجاهدين
20066 / 7198 – (خ م ط س ه – أبو هريرة رضي الله عنه ) أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «يضحك الله تعالى إلى رجلين يَقْتُلُ أحدُهما الآخر، كلاهما يدخلُ الجنة، يُقَاتِلُ هذا في سبيل الله، ثم يُسْتَشْهَدُ فيتوبُ الله على القاتل، فَيُسلِمُ فيقاتل في سبيل الله، فَيُسْتَشْهَدُ». أخرجه البخاري ومسلم و«الموطأ» والنسائي وابن ماجه.
باب التعرض للشهادة
20067 / 7225 – (ط) يحيى بن سعيد – رحمه الله – أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم «رغَّبَ في الجهاد، وذكر الجنة ورجل من الأنصار يأكل تمرات في يده – فقال: إني لحريص على الدنيا إن جَلَسْتُ حتى أفْرُغَ مِنْهُنَّ، ورمى ما في يده، فحمل بسيفه فقاتل حتى قُتلَ». أخرجه «الموطأ».
20068 / 7226 – (خ م) البراء بن عازب – رضي الله عنه – قال: جاء رجل من بني النَّبِيت قَبيلِ من الأنصار إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنَّك عبدُه ورسوله، ثم تقدَّم فقاتل حتى قُتِل، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «عَمِلَ هذا يسيراً وأُجِرَ كثيراً» أخرجه مسلم.
وفي رواية البخاري قال: أتَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُل مُقنَّع بالحديد، فقال: يا رسول الله، أقاتِلُ أو أُسْلِمُ؟ قال: أسلِمْ ثم قاتِلْ، فأسلمَ ثم قاتلَ فَقُتِلَ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «عَمِلَ قليلاً وأُجِرَ كثيراً».
20069 / 9539 – عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ عُمَرَ قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ لِأَخِيهِ: خُذْ دِرْعِي يَا أَخِي قَالَ: إِنِّي أُرِيدُ مِنَ الشَّهَادَةِ مِثْلَ الَّذِي تُرِيدُ فَتَرَكَاهَا جَمِيعًا.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
باب في أرواح الشهداء
20070 / 7211 – (د) عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: «إنه لمَّا أُصِيبَ إخوانُكم بأحُد، جَعلَ الله أرواحهم في جَوفِ طير خضْر، تَرِدُ أنهارَ الجنة، تأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديلَ من ذهب معلَّقة في ظل العرش، فلما وجدوا طِيبَ مأكَلِهم ومشرَبِهم ومَقِيلهم، قالوا: مَنْ يُبَلِّغُ إخواننا عنا أننا أحياء في الجنة، لئلاَّ يزهَدوا في الجنة، ولا يَنْكُلوا عند الحرب؟ فقال الله تعالى: «أنا أُبلِّغهم عنكم، فأنزل الله عزَّ وجل: {ولا تحسَبنَّ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحْياءٌ … } إلى آخر الآيات» آل عمران: 169 – 171 أخرجه أبو داود.
20071 / 7212 – (ت ه – كعب بن مالك رضي الله عنه ) أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ أرْواحَ الشُّهَدَاءِ في حواصلِ طير خُضْر، تَعْلُق من ثمر الجنة، أو شجرِ الجنة» أخرجه الترمذي.
وفي رواية ابن ماجه قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ كَعْبًا الْوَفَاةُ أَتَتْهُ أُمُّ بِشْرٍ بِنْتُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنْ لَقِيتَ فُلَانًا، فَاقْرَأْ عَلَيْهِ مِنِّي السَّلَامَ، قَالَ: غَفَرَ اللَّهُ لَكِ يَا أُمَّ بِشْرٍ نَحْنُ أَشْغَلُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَتْ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ فِي طَيْرٍ خُضْرٍ، تَعْلُقُ بِشَجَرِ الْجَنَّةِ» قَالَ: بَلَى، قَالَتْ: فَهُوَ ذَاكَ.
20072 / 7213 – (م ت ه – مسروق رحمه الله ) قال: «سَألْنا عبدَ الله بنَ مسعود عن هذه الآية {ولا تحسَبَنَّ الذين قُتِلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ عند ربِّهم يُرزَقون} آل عمران: 169 فقال: أمَا إنَّا قد سألْنَا عن ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال: أرواحُهم في جوف طَير خُضْر، لها قناديلُ مُعَلَّقَة بالعرش، تَسْرَح من الجنة، حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطَّلع إليهم ربُّهم اطِّلاعَة، فقال: هل تَشْتَهُون شيئاً؟ قالوا: أيَّ شيء نَشْتَهِي ونحن نَسْرح من الجنة حيث شِئْنا؟ ففعل ذلك بهم ثلاث مرات، فلما رأوْا أنهم لم يُترَكوا من أن يُسألُوا، قالوا: يا رب، نُريدُ أن تَرُدَّ علينا أرواحَنا في أجسادنا حتى نُقْتَلَ في سبيلك مرة أخرى، فلما رأى أن ليس لهم حاجة تُرِكوا». أخرجه مسلم.
وفي رواية الترمذي «أنه سُئل عن قوله {ولا تَحْسَبَنَّ الذين قُتِلوا في سبيل الله أمواتاً بل أَحْيَاءٌ عند ربِّهم} فقال: أما إنَّا قد سأَلْنا عن ذلك؟ فأُخْبِرْنا أنَّ أرْواحَهم في طير خُضْر، تَسْرَحُ في الجنة حيث شاءَتْ، وتأوي إلى قناديل مُعَلَّقة بالعرش، فاطَّلع ربك اطِّلاعة، فقال: هل تَسْتَزِيدون شيئاً، فأزيدكم؟ قالوا: ربنا، وما نَسْتَزيد ونحن في الجنة نَسْرح حيث شِئْنا؟ ثم اطَّلَعَ إليهم الثانيةَ، فقال: هل تَسْتَزِيدُون شَيئاً، فأزيدكم؟ فلما رأوْا أنَّهم لا يُترَكون، قالوا: تُعيدُ أرواحَنا في أجْسادنا حتى نرجعَ إلى الدنيا فَنُقْتَل في سبيلك مرة أخرى».
وللترمذي في رواية أخرى – مثله – وزاد «وتُقْرِئُ نبينا السلام، وتُخْبِرُه أنْ قد رَضِينا، ورُضِيَ عنا» هكذا أخرجه الترمذي.
وأخرجه ابن ماجه كرواية الترمذي الأولى وزاد : ( فلما رأى أنهم لا يسألون إلا ذلك تركوا ).
20073 / 9540 – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: إِذَا قُتِلَ الْعَبْدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأَوَّلُ قَطْرَةٍ تَقَعُ عَلَى الْأَرْضِ مِنْ دَمِهِ يُكَفِّرُ اللَّهُ ذُنُوبَهُ كُلَّهَا، ثُمَّ يُرْسِلُ إِلَيْهِ بِرَيْطَةٍ مِنَ الْجَنَّةِ فَتُقْبَضُ فِيهَا نَفْسُهُ، وَبِجَسَدٍ مِنَ الْجَنَّةِ حَتَّى تُرَكَّبَ فِيهِ رُوحُهُ، ثُمَّ يَعْرُجُ مَعَ الْمَلَائِكَةِ كَأَنَّهُ كَانَ مَعَهُمْ مُنْذُ خَلَقَهُ اللَّهُ، حَتَّى يُؤْتَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ فَمَا مَرَّ بِبَابٍ إِلَّا فُتِحَ لَهُ، وَلَا مَلَكٌ إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ، حَتَّى يُؤْتَى بِهِ الرَّحْمَنَ عَزَّ وَجَلَّ فَيَسْجُدَ قَبْلَ الْمَلَائِكَةِ ثُمَّ تَسْجُدَ الْمَلَائِكَةُ بَعْدَهُ، ثُمَّ يُغْفَرَ لَهُ وَيُطَهَّرَ، ثُمَّ يُؤْمَرَ بِهِ إِلَى الشُّهَدَاءِ فَيَجِدَهُمْ فِي رِيَاضٍ خُضْرٍ وَقِبَابٍ مِنْ حَرِيرٍ، عِنْدَهُمْ ثَوْرٌ وَحُوتٌ يَلْغَثَانِ لَهُمْ كُلَّ يَوْمٍ بِشَيْءٍ لَمْ يَلْغَثَاهُ بِالْأَمْسِ، يَظَلُّ الْحُوتُ فِي أَنْهَارِ الْجَنَّةِ، فَيَأْكُلُ مِنْ كُلِّ رَائِحَةٍ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا أَمْسَى وَكَزَهُ الثَّوْرُ بِقَرْنِهِ فَذَكَاهُ فَأَكَلُوا مِنْ لَحْمِهِ فَوَجَدُوا فِي طَعْمِ لَحْمِهِ كُلَّ رَائِحَةٍ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ، وَيَبِيتُ الثَّوْرُ نَافِشًا فِي الْجَنَّةِ يَأْكُلُ مِنْ ثَمَرِ الْجَنَّةِ فَإِذَا أَصْبَحَ عَدَا عَلَيْهِ الْحُوتُ فَذَكَاهُ بِذَنْبِهِ فَأَكَلُوا مِنْ لَحْمِهِ فَوَجَدُوا فِي طَعْمِ لَحْمِهِ كُلَّ ثَمَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ، يَنْظُرُونَ إِلَى مَنَازِلِهِمْ، يَدْعُونَ اللَّهَ بِقِيَامِ السَّاعَةِ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْجَنَائِزِ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ خَلَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْبَيْلَمَانِيِّ وَهُوَ ثِقَةٌ.
20074 / 9541 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “«الشُّهَدَاءُ عَلَى بَارِقِ نَهَرٍ بِبَابِ الْجَنَّةِ، فِي قُبَّةٍ خَضْرَاءَ يَخْرُجُ عَلَيْهِمْ رِزْقُهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ بُكْرَةً وَعَشِيًّا» “.
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَالطَّبَرَانِيُّ وَرِجَالُ أَحْمَدَ ثِقَاتٌ.
20075 / 9542 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: أَرْوَاحُ الشُّهَدَاءِ فِي أَجْوَافِ طَيْرٍ خُضْرٍ تَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ ثُمَّ تَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مُعَلَّقَةٍ بِالْعَرْشِ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ وَهُوَ مُدَلِّسٌ.
20076 / 9543 – وَعَنْ سَالِمٍ الْأَفْطَسِ قَالَ: لَمَّا أُصِيبَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَمُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ وَرَأَوْا مَا رَأَوْا مِنَ الْخَيْرِ وَالرِّزْقِ فَازْدَادُوا رَغْبَةً فِي الشَّهَادَةِ، تَمَنَّوْا أَنَّ 298\5 أَصْحَابَهُمْ يَعْلَمُونَ مَا أَصَابَهُمْ مِنَ الْخَيْرِ وَالرِّزْقِ قَالَ اللَّهُ: فَأَنَا أُبَلِّغُهُمْ عَنْكُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [آل عمران: 169].
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ مُنْقَطِعَ الْإِسْنَادِ.
20077 / 9544 – وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” «مَا مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ وَهِيَ مِنَ اللَّهِ عَلَى خَيْرٍ تُحِبُّ أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْكُمْ وَلَهَا نَعِيمُ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا إِلَّا الْقَتْلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنَّهُ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ فَيُقْتَلَ مَرَّةً أُخْرَى لِمَا يَرَى مِنْ ثَوَابِ اللَّهِ لَهُ» “.
قُلْتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ خَلَا قَوْلَهُ: ” «لِمَا يَرَى مِنْ ثَوَابِ اللَّهِ لَهُ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلَاءِ الشَّامِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
وَقَدْ تَقَدَّمَتْ أَحَادِيثُ فِي الْجَنَائِزِ فِي هَذَا الْمَعْنَى وَغَيْرِهِ.
باب فيما تحصل به الشهادة
20078 / 7231 – (م ت د س ه – سهل بن حُنيف رضي الله عنه ) أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «من سألَ الله الشهادةَ بِصِدْق بلَّغهُ الله منازلَ الشهداء وإن مات على فراشه». أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجه.
20079 / 7232 – (د) أبو مالك الأشعري – رضي الله عنه – أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من فَصَلَ في سبيل الله، فمات أو قتل، فهو شَهيد، أو وقَصَهُ فرسه أو بعيرُه، أو لَدَغَته هَامَّة، أو مات على فراشِه، بأيِّ حَتْف شاءَ الله، فإنَّهُ شَهِيد، وإن له الجنة». أخرجه أبو داود.
20080 / 7233 – (د) حسناء بنت معاوية الصريمية – رضي الله عنها – قالت: حدَّثنا عمي قال: قلتُ للنبي صلى الله عليه وسلم «مَنْ في الجنة؟ قال: النبيُّ في الجنة، والشهيدُ في الجنة، والمولود والوئيد في الجنة» أخرجه أبو داود.
20081 / 1063 – (خ م ت د س ه – أبو موسى الأشعري رضي الله عنه ): قال: سُئِلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن الرَّجُلِ: يُقاتِلُ شَجاعَة، ويُقاتِلُ حَمِيَّة، ويقاتِلُ رياء: أيُّ ذلك في سَبيلِ الله؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «من قَاتلَ لتكونَ كلمةُ الله هي العُلْيا». زَاد في رواية «فهو في سبيل الله».
وكذا هو عند ابن ماجه. هذه رواية البخاري، ومسلم، والترمذي.
وفي رواية أبي داود، والنسائي قال: إنَّ أعْرابيًّا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: الرجلُ يُقاتِلُ للذِّكْرِ، ويقاتل ليُحْمَد، ويقاتِل لِيَغْنَمَ، ويقاتل لِيُرَى مَكانُهُ، فَمنْ في سبيل الله؟ قال: «من قاتلَ لتكونَ كلمةُ الله هي العُليا فهو في سبيل الله» .
ولم يذكر النسائي: «ويُقاتِلُ لِيُحْمَدَ».
20082 / 1064 – (د) أبو هريرة – رضي الله عنه -: أنَّ رَجُلاً قال: يا رسولَ الله رجلٌ يريدُ الجهاد في سبيل الله، وهو يَبْتَغِي عَرضاً من عَرضِ الدُّنيا؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لا أجْرَ لَهُ» ، فأعْظَمَ ذلك الناسُ، وقالوا للرَّجُلِ: عُدْ لِرَسولِ الله، لَعَلَّك لم تُفْهِمهُ، فقال: يا رسول الله، رجلٌ يرُيد الجهادَ في سبيل الله، وهو يبتغي عرضاً من عَرضِ الدنيا؟ قال: «لا أَجرَ له» ، فقالوا للرَّجل: عُدْ لرسول الله، فقال له الثالثةَ، فقال: لا أجرَ لهُ. أخرجه أبو داود.
20083 / 1065 – (د) عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما -: قال: قُلْتُ: يا رسول الله، أَخْبِرني عن الجِهادِ والغَزْوِ، فقال: «يا عَبدَ الله بْنَ عَمرو إنْ قاتلتَ صابراً مُحتْسِباً بعَثكَ الله صابراً محتسباً، وإن قَاتلتَ مرائياً مُكاثِراً، بَعَثَكَ الله مرائياً مكاثِراً، يا عبدَ اللهِ بنَ عمرو، عَلى أي حالٍ قاتلتَ أو قُتِلت، بعَثَك الله على تلك الحالِ» . أخرجه أبو داود.
20084 / 1066 – (س) أبو أمامة الباهلي- رضي الله عنه-: قال: جاء رَجُلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أَرَأَيتَ رجلاً غَزَا يلْتَمِسُ الأَجْرَ والذِّكْرَ، مَالَهُ؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لا شْيء له» فأعَادها ثلاث مرارٍ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «لاشيء له» ثم قال: «إنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ لا يقْبَلُ منَ العْمَلِ إلا ما كان له خالصاً، وَابتُغِيَ به وجْهُهُ» .أخرجه النسائي.
20085 / 1067 – (س) عبادة بن الصامت – رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ غَزَا في سَبيل الله، وَلم ينْوِ إلا عِقَالاً، فَله ما نَوى».
وفي أخرى: «وهو لا يُريِدُ إلا عِقالاً فله ما نوى» . أخرجه النسائيُّ.
20086 / 1068 – (م) أنس بن مالك – رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ طَلَبَ الشَّهادة صادقاً أُُعطِيها، وإنْ لمْ تُصِبْهُ». أخرجه مسلم.
20087 / 1070 – (س) شداد بن الهاد – رضي الله عنه -: أن رجلاً من الأْعرابِ جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فآمن به وَاتَّبَعَهُ، ثم قال: أُهاجِرُ معك، فأوْصى به النبيُّ صلى الله عليه وسلم بعضَ أَصْحابِه، فلما كانت غَزاة، غَنِم النبيُّ صلى الله عليه وسلم شَيْئا، فَقَسَمَ وقَسَمَ له، فأعْطَى أصحابَهُ ما قَسَمَ له، وكان يَرْعى ظَهْرَهم، فلمَّا جاء دَفَعُوهُ إليه، فقال: ما هذا؟ قالوا: قِسْمٌ قَسَمَ لَكَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فأخَذَهُ، فجاء به إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: ما هذا؟ قال: «قَسمْتُهُ لَكَ» ، قال: ما على هذا اتَّبَعْتُكَ، ولكن اتَّبَعْتُكَ على أنْ أُرْمى إلى هَا هُنا – وأشارَ إلى حَلْقِهِ – بِسَهْمٍ فأموتَ، فأَدْخلَ الْجنَّةَ، فقال: «إنْ تَصْدُقِ اللهَ يَصْدُقْكَ» ، فلَبِثُوا قليلاً، ثم نهَضُوا في قتال العَدُوِّ، فأُتِيَ به النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُحْمَلُ قد أصَابهُ سَهْمٌ حيثُ أشار، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَهُوَ هُوَ؟» قالوا: نعم، قال: «صَدَقَ الله فَصَدقَهُ» ، ثم كفَّنَهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في جُبَّتِهِ، ثم قدَّمهُ فَصَلَّى عليْه، فكانَ ممَّا ظَهَرَ مِنْ صلاتِهِ: «اللَّهُمَّ هذا عَبْدُكَ خَرَجَ مُهاجِراً في سبيلك، فَقُتِل شَهيداً، أنا شهيدٌ على ذَلك» . أخرجه النسائي.
20088 / 1240 – (م ط ت ه – أبو هريرة رضي الله عنه ): قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تَعُدُّونَ الشهيدَ فيكم؟ قالوا: يا رسول الله، مَنْ قُتِلَ في سبيل الله فهو شهيدٌ، قال: إنَّ شُهدَاءَ أُمَّتي إذاً لَقليلٌ، قالوا: فَمن هُمْ يا رسولَ الله؟ قال: من قُتِلَ في سبيل الله فهو شهيدٌ، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البَطْنِ فهو شهيد، قال ابنُ مِقْسَمٍ: أشهدُ على أبيك- يعني أبا صالح – أنَّهُ قال: والغريق شهيدٌ» . هذه رواية مسلم. و هكذا بنحوه رواه ابن ماجه.
وفي رواية الموطأ، والترمذي: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «الشهداءُ خَمْسَةٌ: الْمَطْعُونُ، والْمَبْطُونُ، والغَرِقُ، وصاحبُ الَهدْمِ، والشهيدُ في سبيل الله».
20089 / 1241 – (س) عقبة بن عامر – رضي الله عنه -: قال: إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «خَمسٌ مَنْ قُبضَ في شيءٍ منهنَّ فهو شهيد: المقتولُ في سبيل الله شهيدٌ، والْغَرِقُ في سبيل الله شهيد، والمبطونُ في سبيل الله شهيدُ، والمطعونُ في سبيل الله شهيد، والنُّفَساءُ في سبيل الله شهيدٌ» . أخرجه النسائي.
20090 / 1242 – (س) صفوان بن أمية – رضي الله عنه -: قال: الطَّاعُونُ، والمبطونُ، والغرِيقُ، والنُّفَساءُ، شَهادَةٌ.
قال: وحدَّثنا أبو عثمان مِراراً، ورفعه مَرَّة إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم. أخرجه النسائي.
20091 / 1243 – (ط د س ه – جابر بن عتيك رضي الله عنه ): قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الشهداءُ سبعةٌ، سوى القَتْلِ في سبيل الله: المطعونُ، والمبطونُ، والغَرِقُ، والحَرِقُ، وصاحبُ ذاتِ الجنْب، والذي يموتُ تَحتَ الهَدْمِ، والمرأةُ تموتُ بِجُمْعٍ شهيدةَ » . أخرجه.
وفي رواية ابن ماجه؛ عن جابر عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ مَرِضَ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنْ أَهْلِهِ: إِنْ كُنَّا لَنَرْجُو أَنْ تَكُونَ وَفَاتُهُ قَتْلَ شَهَادَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ، الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهَادَةٌ، وَالْمَطْعُونُ شَهَادَةٌ، وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهَادَةٌ – يَعْنِي الْحَامِلَ -، وَالْغَرِقُ، وَالْحَرِقُ وَالْمَجْنُوبُ، – يَعْنِي ذَاتَ الْجَنْبِ – شَهَادَةٌ».
20092 / 1244 – ( ه – عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ) : مِثلهُ – وزاد: ومَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فهو شهيد. أخرجه. و ابن ماجه اقتصر على هذه الزيادة عنه، و لفظه ان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : «مَنْ أُتِيَ عِنْدَ مَالِهِ، فَقُوتِلَ فَقَاتَلَ فَقُتِلَ، فَهُوَ شَهِيدٌ».
20093 / 1245 – (د) أم حرام – رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «المائدُ في البحر، الذي يُصيبُهُ القَيءُ له أجر شهيد، والغَرِق لَهُ أَجْرُ شهيدَيْنِ» أخرجه أبو داود.
20094 / 1246 – (خ ت د س) عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما -: قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ قُتِلَ دُونَ ماله فهو شهيد» . أخرجه البخاري، والترمذي، والنسائي.
وللنسائي في رواية: مَنْ قُتل دون ماله مظلوماً فهو شهيد.
وفي رواية للترمذي وأبي داود والنسائي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ أُرِيدَ مالُه بغير حق، فَقاتلَ فَقُتِلَ، فهو شهيد».
20095 / 1247 – (س) بُريدُة الأسلمي – رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قتلَ دونَ مالهِ فهو شهيدٌ» . أخرجه النسائي.
20096 / 1248 – (ت د س ه – سعيد بن زيد رضي الله عنه ): قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ قُتلَ دُونَ مالهِ فهو شهيد، ومَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فهو شهيد، ومن قتلَ دون دِينه فهو شهيد، ومن قُتلَ دُونَ أهْلهِ فِهو شهيد» . أخرجه الترمذي، وأبو داود.
وفي أخرى للترمذي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قُتِلَ دونَ مالِه فهو شهيدٌ، ومن سَرَق من الأرض شِبراً طُوِّقَهُ يومَ القيامَةِ من سَبْعِ أرضين» .
وفي رواية للنسائي: مَنْ قُتِلَ دُونَ ماله فهو شهيد. وهي لابن ماجه ايضاً.
وفي أخرى له: مَنْ قَاتَلَ دُونَ مالِه فَقُتِلَ فهو شهيد، ومن قاتلَ دون دمه فهو شهيدٌ، ومن قاتل دون أهله فهو شهيد.
زاد في أخرى: ومن قاتَلَ دُونَ دِينهِ فهو شهيد.
20097 / 1249 – (س) سويدَ بن مُقَرِّن – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَظْلَمَتِهِ فهو شهيد». أخرجه النسائي.
20098 / 1250 – (م س ه – أبو هريرة رضي الله عنه ): قال: جاء رجلٌ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أَرأيتَ إنْ جاء رجلٌ يريدُ أَخْذَ مَالي؟ قال: «فلا تُعْطِهِ مالَكَ» ، قال: أرأَيتَ إنْ قَاتَلَني؟ قال: «قاتِلْهُ» ، قال: أرأيتَ إنْ قَتَلني؟ قال: «فأنتَ شهيدٌ» ، قال: أرأَيتَ إنْ قتلتهُ؟ قال «هو في النار» أخرجه مسلم.
وفي رواية النسائي قال: جاء رجلٌ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسولَ الله، أرأَيت إنْ عُدِي على مالي؟ قال: «فانْشُدْ بالله» ، قال: فإنْ أَبَوْا عليَّ؟ قال: «فانْشُد بالله» ، قال: فإن أبوا عليَّ؟ قال: «فانشد بالله» ، قال: فإن أبَوْا علي؟ قال: فَقَاتِلْ، «فإنُ قُتِلتَ فَفي الجنة، وإنْ قَتلتَ فَفِي النار» .
وفي أخرى له قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قاتلَ دُونَ مَالهِ فَقُتِلَ فهو شهيد».
وفي رواية ابن ماجه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أُرِيدَ مَالُهُ ظُلْمًا فَقُتِلَ، فَهُوَ شَهِيدٌ».
20099 / 1251 – (م) ثابت مولى عمر بن عبد الرحمن – رحمه الله -: قال: لمَّا كانَ بين عبدِ الله بنِ عَمْرو، وعَنْبَسَةَ بن أبي سفيان ما كان تَيَسَّرا لِلْقِتالِ، فركبَ خالدُ بنُ العاصِ إلى ابْنِ عَمْرٍو، فوعَظَهُ، فقال له عبد الله بن عمرو: أمَا علمتَ أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ قُتِلَ دُونَ ماله فهو شهيد؟» . أخرجه مسلم.
20100 / 1253 – (س) العرباض بن سارية – رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «يختصم الشهداء والمتوفَّوْنَ على فُرُشِهِمْ إلى رَبِّنا في الذين يُتوَفَّوْنَ من الطَّاعُونِ، فيقول الشهداء: قُتِلُوا كما قُتِلْنا، ويقول المُتوَفَّوْنَ على فُرشهم: إخوانُنا، ماتُوا على فرشهم كما مِتْنا، فيقول ربنا: انظرُوا إلى جِراحِهم، فَإِنْ أَشْبَهَتْ جِراحَ المقتولين فإنهم منهم ومعهم، فإذا جراحُهم قد أشْبهتْ جراحَهم» . أخرجه النسائي.
20101 / 9545 – عَنْ رَاشِدِ بْنِ حُبَيْشٍ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ يَعُودُهُ فِي مَرَضِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَتَعْلَمُونَ مَنِ الشَّهِيدُ مِنْ أُمَّتِي؟ ” فَأَزَّمَ الْقَوْمُ فَقَالَ عُبَادَةُ: سَانِدُونِي فَأَسْنَدُوهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ الصَّابِرُ الْمُحْتَسِبُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ، الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ شَهَادَةٌ، وَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ، وَالْغَرَقُ شَهَادَةٌ، وَالْبَطْنُ شَهَادَةٌ، وَالنُّفَسَاءُ يَجُرُّهَا وَلَدُهَا بِسَرَرِهِ إِلَى الْجَنَّةِ “. قَالَ: وَزَادَ أَبُو الْعَوَّامِ سَادِنُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ: ” وَالْحَرْقُ وَالسَّيْلُ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
20102 / 9546 – وَرَوَى بِإِسْنَادِهِ إِلَى عُبَادَةَ قَالَ: فَذَكَرَهُ وَفِيهِ رَجُلٌ لَمْ يُسَمَّ.
20103 / 9547 – «وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: أَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُنِي وَأَنَا مَرِيضٌ فِي نَاسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: ” هَلْ تَدْرُونَ مَنِ الشَّهِيدُ؟ ” فَسَكَتُوا فَقَالَ: ” هَلْ تَدْرُونَ مَنِ الشَّهِيدُ؟ ” فَقُلْتُ لِامْرَأَتِي: أَسْنِدِينِي فَأَسْنَدَتْنِي فَقُلْتُ: مَنْ أَسْلَمَ ثُمَّ هَاجَرَ ثُمَّ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَهُوَ شَهِيدٌ». فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَالْبَزَّارُ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: ” «إِنْ لَمْ يَكُنْ شُهَدَاءُ أُمَّتِي إِلَّا هَؤُلَاءِ إِنَّهُمْ إِذًا لَقَلِيلٌ، الْقَتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهِيدٌ وَالْغَرِقُ شَهِيدٌ وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ وَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ وَالنُّفَسَاءُ يَجُرُّهَا وَلَدُهَا بِسَرَرِهِ إِلَى الْجَنَّةِ» “. وَفِيهِ الْمُغِيرَةُ بْنُ زِيَادٍ وَقَدْ وَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ وَضَعَّفَهُ آخَرُونَ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
20104 / 9548 – وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: «دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ نَعُودُهُ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ فَقُلْنَا: يَرْحَمُكَ اللَّهُ إِنْ كُنَّا لَنَرْجُو أَنْ تَمُوتَ عَلَى غَيْرِ هَذَا وَإِنْ كُنَّا لَنَرْجُو لَكَ الشَّهَادَةَ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 299\5 وَنَحْنُ نَذْكُرُ هَذَا فَقَالَ: ” وَفِيمَ تَعُدُّونَ الشَّهَادَةَ؟ “. فَأَزَّمَ الْقَوْمُ وَتَحَرَّكَ عَبْدُ اللَّهِ فَقَالَ: أَلَا تُجِيبُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ ثُمَّ أَجَابَهُ هُوَ فَقَالَ: نَعُدُّ الشَّهَادَةَ فِي الْقَتْلِ. فَقَالَ: ” إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ، إِنَّ فِي الْقَتْلِ شَهَادَةً، وَفِي الطَّاعُونِ شَهَادَةً وَفِي الْبَطْنِ شَهَادَةً وَفِي الْغَرَقِ شَهَادَةً وَفِي النُّفَسَاءِ يَقْتُلُهَا وَلَدُهَا جُمْعًا شَهَادَةً».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَأَحْمَدُ بِنَحْوِهِ وَرِجَالُهُمَا ثِقَاتٌ.
20105 / 9548\1869– وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنِ عَطَاءٍ ثنا جرير فذكره بِلَفْظِ مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ مَظْلُومًا فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ نَفْسِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ جَارِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ فِي جنب الله تعالى فَهُوَ شَهِيدٌ. فِيهِ انْقِطَاعٌ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1869) للحارث.
وفي إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (2/ 422): وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- “أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَادَ ابْنَ رَوَاحَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا تَعُدُّونَ شُهَدَاءَ أُمَّتِي؟ قَالَ: مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فإن شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ، الْقَتْلُ شَهَادَةٌ، وَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ، وَالْمَرْأَةُ يَقْتُلُهَا وَلَدُهَا جُمْعًا شَهَادَةٌ”. رواه ابو داود الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَلَفْظُهُ: “أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَادَ ابْنَ رَوَاحَةَ فَمَا تَحَوَّلَ لَهُ عَنْ فِرَاشِهِ فَقَالَ: تَدْرُونَ مَنْ شُهَدَاءُ أُمَّتِي؟ قَالَ: قَتْلُ الْمُسْلِمِ شَهَادَةٌ. قَالَ: إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إذًا لقليل، القتل للمسلم شَهَادَةٌ، وَالْبَطْنُ شَهَادَةٌ، وَالْغَرَقُ شَهَادَةٌ، وَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ، وَالْمَرْأَةُ يَقْتُلُهَا وَلَدُهَا شَهَادَةٌ”.
وفي إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 151): قَالَ أَحْمَدُ بن منيع: وأثنا يزيد-، ثنا جُوَيْبِرُ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: الْقَتِيلُ دُونَ أَهْلِهِ شَهِيدٌ، وَالْقَتِيلُ دُونَ جَارِهِ شَهِيدٌ، وَكُلُّ قَتِيلٍ فِي جَنْبِ اللَّهِ شَهِيدٌ”.
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثنا عبد الوهاب بن عطاء، أبنا جويبر، عن الضحاك، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ مَظْلُومًا فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ نَفْسِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ جَارِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ فِي جَنْبِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ”.
قُلْتُ: مَدَارُ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ هَذَا عَلَى جُوَيْبِرُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَلْخِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ، ضَعَّفَهُ ابن المديني وأحمد وابن معين والنسائي وعلي بن الجنيد والدارقطني وابن عدي وأبو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ وَالْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَالذَّهَبِيُّ وَغَيْرُهُمْ.
20106 / 9549 – وَعَنْ رَبِيعٍ الْأَنْصَارِيِّ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ ابْنَ أَخِي جَبْرًا الْأَنْصَارِيَّ فَجَعَلَ أَهْلُهُ يَبْكُونَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُمْ جَبْرٌ: لَا تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَصْوَاتِكُمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” دَعْهُنَّ يَبْكِينَ مَا دَامَ حَيًّا فَإِذَا وَجَبَ فَلْيَسْكُتْنَ “. فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَا كُنَّا نَرَى أَنْ يَكُونَ مَوْتُكَ عَلَى فِرَاشِكَ حَتَّى تُقْتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَوَمَا الشَّهَادَةُ إِلَّا فِي الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ، إِنَّ الطَّعْنَ شَهَادَةٌ وَالْبَطْنَ شَهَادَةٌ وَالطَّاعُونَ وَالنُّفَسَاءَ بِجُمْعٍ شَهَادَةٌ وَالْحَرْقَ شَهَادَةٌ وَالْغَرَقَ وَالْهَدْمَ شَهَادَةٌ وَذَاتَ الْجَنْبِ شَهَادَةٌ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
20107 / 9550 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: «خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: “مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ؟ “. فَقُلْنَا: مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. فَقَالَ: “مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ غَرِقَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قَتَلَهُ الْبَطْنُ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَالْمَرْأَةُ يَقْتُلُهَا نِفَاسُهَا فَهِيَ شَهِيدَةٌ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
20108 / 9551 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمًا لِأَصْحَابِهِ: “مَا تَعُدُّونَ الشُّهَدَاءَ فِيكُمْ؟ ” قَالُوا: مَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا مُقْبِلًا غَيْرَ مُدْبِرٍ شَهِيدٌ. قَالَ: ” إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ، الْمَقْتُولُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهِيدٌ، وَالْمَرْءُ يَمُوتُ عَلَى فِرَاشِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهِيدٌ، وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ، وَاللَّدِيغُ شَهِيدٌ وَالْغَرِيقُ شَهِيدٌ، وَالشَّرِيقُ شَهِيدٌ، وَالَّذِي يَفْتَرِسُهُ السَّبُعُ شَهِيدٌ، وَالْخَارُّ عَنْ دَابَّتِهِ شَهِيدٌ، وَصَاحِبُ الْهَدْمِ شَهِيدٌ وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ، وَالنُّفَسَاءُ يَقْتُلُهَا وَلَدُهَا يَجُرُّهَا بِسَرَرِهِ إِلَى الْجَنَّةِ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَمْرُو بْنُ عَطِيَّةَ بْنِ الْحَارِثِ الْوَادِعِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1868) لأحمد بن منيع.
وقد اوردته قبل احاديث.
20109 / 9552 – وَعَنْ سَعْدٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “«تَسْتَشْهِدُونَ بِالْقَتْلِ وَالطَّاعُونِ وَالْغَرَقِ وَالْبَطْنِ وَمَوْتِ الْمَرْأَةِ جُمْعًا مَوْتُهَا 300\5 فِي نِفَاسِهَا» “.
قال الهيثميُّ : رواه البزار، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1865) لإسحاق.
ولفظه في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 149): عَنْ سَعْدٍ قَالَ: “كُنَّا عِنْدَ بَعْضِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا فِي مَرْضَةٍ مَرِضَهَا، وَهُوَ مُغْمًى عَلَيْهِ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: مَا الَّذِي كُنْتُمْ عَلَيْهِ؟ قُلْنَا: تَذَاكَرْنَا الشُّهَدَاءَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ، مَا نَرَاهُ إِلَّا مَنْ خَرَجَ بماله حتى يُقْتَلَ، قَالَ: إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ: يَسْتَشْهِدُونَ بِالْقَتْلِ، وَالطَّاعُونِ، وَالْغَرَقِ، وَالْبَطْنِ. وَمَوْتُ الْمَرْأَةِ جُمَعًا: موتها في نفاسها”.
قال: وأبنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثنا أَبَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: “خَاصَمَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ فِي مَالِهِ، فَجَاءَ طَلْحَةُ يَوْمًا وَسَعْدٌ قَاعِدٌ مُخْتَرِطًا سَيْفَهُ وَاضِعَهُ عَلَى فَخْذَيْهِ، فَقَالَ لَهُ طَلْحَةُ: لِمَنْ أَعْدَدْتَ هَذَا يَا سَعْدُ؟ قال: لك. وقال: أو كُنْتُ فَاعِلًا؟ قَالَ: إِنِّي وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَنْ قَاتَلَ عَلَى مَالِهِ- أَوْ مَالٍ لَهُ- فَقُتِلَ كَانَ شَهِيدًا”.
رواه احمد بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، ثَنَا أَبَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ قَالَ: قَالَ سَعْدٌ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: “مَنْ قُتِلَ دون ماله فهو شهيد”.
20110 / 9553 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ قَالَ: «عَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فَقَالَ: “مَا تَعُدُّونَ الشُّهَدَاءَ مِنْ أُمَّتِي؟ ” قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثًا قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: إِنْ شَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَذِنَ لِي فَأَخْبَرْتُهُ مَنِ الشُّهَدَاءُ مِنْ أُمَّتِهِ. قَالَ: ” فَأَخْبِرْنِي مَنِ الشُّهَدَاءُ مِنْ أُمَّتِي؟ “. قَالَ: أَسْنِدُونِي فَأَسْنَدُوهُ قَالَ: مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَاتَلَ حَتَّى يُقْتَلَ فَهُوَ شَهِيدٌ. قَالَ: إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ، الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهِيدٌ وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ وَالْمَطْعُونُ شَهِيدٌ وَالْغَرِيقُ شَهِيدٌ وَالنُّفَسَاءُ شَهِيدَةٌ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ أَبِي صَالِحٍ الْفَرَّاءِ وَهُوَ ثِقَةٌ.
20111 / 9554 – وَعَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ: ” «مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ؟ ” قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. قَالَ: ” إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ. مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَالْبَطِنُ شَهِيدٌ، وَالْمُتَرَدِّي شَهِيدٌ، وَالنُّفَسَاءُ شَهِيدٌ، وَالْغَرِقُ شَهِيدٌ». زَادَ الْحُلْوَانِيُّ: “«وَالسُّلُّ شَهِيدٌ، وَالْحَرِيقُ شَهِيدٌ، وَالْغَرِيبُ شَهِيدٌ»”.
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ. وَعَبْدُ الْمَلِكِ مَتْرُوكٌ.
20112 / 9555 – وَعَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ: «أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالزَّكَاةِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ: “وَمَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ؟ ” قَالُوا: الَّذِي يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ: “إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ. الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهَادَةٌ، وَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ وَالنُّفَسَاءُ شَهَادَةٌ، وَالْحَرْقُ شَهَادَةٌ، وَالْغَرَقُ شَهَادَةٌ، وَالسُّلُّ شَهَادَةٌ، وَالْبَطْنُ شَهَادَةٌ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ مَنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَقَدْ وُثِّقَ، وَرواه البزار.
20113 / 9556 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ قَالَ: “«الْبَطْنُ وَالْغَرَقُ شَهَادَةٌ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
20114 / 9557 – وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قُلْتُ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيْسَ الشَّهِيدُ إِلَّا مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: ” يَا عَائِشَةُ إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ، مَنْ قَالَ فِي يَوْمٍ خَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً: اللَّهُمَّ بَارِكْ فِي الْمَوْتِ وَفِيمَا بَعْدَ الْمَوْتِ ثُمَّ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ أَجْرَ شَهِيدٍ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.
وَقَدْ تَقَدَّمَتْ أَحَادِيثُ فِي فَضْلِ الْجِهَادِ فِي مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمَاتَ بِأَيِّ حَتْفٍ كَانَ فَهُوَ شَهِيدٌ.
20115 / 9558 – وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “«مَنْ صُرِعَ عَنْ دَابَّتِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ»”.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1870) للحارث.
هو بنحوه في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 93).
20116 / 9559 – وَعَنْ 301\5 ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: مَنْ تَرَدَّى مِنْ رُءُوسِ الْجِبَالِ، وَتَأْكُلُهُ السِّبَاعُ، وَيَغْرَقُ فِي الْبِحَارِ لَشَهِيدٌ عِنْدَ اللَّهِ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ. وَقَدْ تَقَدَّمَتْ أَحَادِيثُ الطَّاعُونِ فِي الْجَنَائِزِ.
20117 / 9560 – وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيِّ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ أَبِي عِنَبَةَ الْخَوْلَانِيِّ الشُّهَدَاءُ فَذُكِرَ الْمَطْعُونُ، وَالْمَبْطُونُ، وَالنُّفَسَاءُ، فَغَضِبَ أَبُو عِنَبَةَ وَقَالَ: حَدَّثَنَا أَصْحَابُ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: “«إِنَّ شُهَدَاءَ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ أُمَنَاءُ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا» “.
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
باب فيمن أصاب في المعركة نفسه خطأ فمات، فهو شهيد
20118 / 1252 – (د) أبو سلام الحبشي – رحمه الله -: عَنْ رجُلٍ من أصْحَاب رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال: أغَرْنا على حَيٍّ من جُهَيْنَةَ، فَطَلبَ رجلٌ من المسلمين رجلاً منهم، فَضربَهُ فأخطأهُ، وأصابَ نفْسَهُ بالسيف فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أخوكم يا مَعْشَرَ المسلمين» فابْتَدَرَهُ النَّاسُ، فوجَدُوهُ قد ماتَ، فَلَفَّهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بثيابه وَدِمائِه، وصلَّى عليه ودَفَنه، فقالوا: يا رسولَ الله، أشهيدٌ هو؟ قال: «نعم، وأنا له شهيدٌ» . أخرجه أبو داود.
باب فيمن قتله أهل الكتاب
20119 / 7230 – (د) عبد الخبير بن ثابت بن قيس بن شماس: عن أبيه عن جده – رضي الله عنه – قال: «جاءت امرأة إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، يقال لها: أم خلاَّد، وهي تسأل عن ابن لها قتل في سبيل الله؟ فقال لها بعضُ أصحاب رسولِ الله صلى الله عليه وسلم : جِئْتِ تسألينَ عن ابنك وأنت مُنتقبة؟ فقالت: إنْ أُرْزَأ ابْني، فلم أُرْزَأ حَيَائي، فقال لها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : ابنُك له أجْرُ شهيدين، قالتْ: ولم؟ قال: لأنه قتلهُ أهلُ الكتاب» أخرجه أبو داود.
باب ما جاء أنه يغفر للشهيد كل شيء إلا الدين
20120 / 7220 – (م) عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «يُغْفَرُ للشهيد كلُّ ذَنْب إلا الدَّيْنَ» أخرجه مسلم.
20121 / 7221 – (ت) أنس بن مالك – رضي الله عنه – أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «القَتْلُ في سبيل الله يكفِّر كلَّ خطيئة» ، فقال له جبريل: إلا الدَّين، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «إلا الدَّين» أخرجه الترمذي.
20122 / 9527 – عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ يَوْمًا: ” مَا تَقُولُونَ فِي رَجُلٍ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ ” قَالُوا: الْجَنَّةُ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” الْجَنَّةُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ “. قَالَ: ” فَمَا تَقُولُونَ فِي رَجُلٍ مَاتَ، فَقَامَ رَجُلَانِ ذَوَا عَدْلٍ فَقَالَا: لَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا، قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: ” الْجَنَّةُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ “. قَالَ: ” فَمَا تَقُولُونَ فِي رَجُلٍ مَاتَ؟ “. فَقَامَ رَجُلَانِ ذَوَا عَدَلَ فَقَالَا: لَا نَعْلَمُ خَيْرًا، فَقَالُوا: النَّارُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” مُذْنِبٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نِسْطَاسٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
20123 / 2778 – ( ه – أَبو أُمَامَةَ رضي الله عنه ) قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «شَهِيدُ الْبَحْرِ مِثْلُ شَهِيدَيِ الْبَرِّ، وَالْمَائِدُ فِي الْبَحْرِ كَالْمُتَشَحِّطِ فِي دَمِهِ فِي الْبَرِّ، وَمَا بَيْنَ الْمَوْجَتَيْنِ كَقَاطِعِ الدُّنْيَا فِي طَاعَةِ اللَّهِ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَكَلَ مَلَكَ الْمَوْتِ بِقَبْضِ الْأَرْوَاحِ إِلَّا شَهِيدَ الْبَحْرِ، فَإِنَّهُ يَتَوَلَّى قَبْضَ أَرْوَاحِهِمْ وَيَغْفِرُ لِشَهِيدِ الْبَرِّ الذُّنُوبَ كُلَّهَا، إِلَّا الدَّيْنَ وَلِشَهِيدِ الْبَحْرِ الذُّنُوبَ وَالدَّيْنَ». أخرجه ابن ماجه.
باب رب قتيل بين الصفين الله أعلم بنيته
20124 / 9481 – (م) جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما – أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال لهم: «مَنْ يصعَد الثنيَّة ثَنيَّة المُرار، فإنه يُحَطُّ عنه ما حُطّ عن بني إسرائيل، قال: فكان أولَ مَنْ صَعِدَها خيلُنَا، خَيْلُ بني الخزرج، ثم تتامَّ الناسُ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : وكلُّكم مغفور له، إلا صاحِبَ الجمل الأحمر، فأتيناه، فقلنا: تَعالَ، يستغفرْ لك رسولُ الله، فقال: والله، لأنْ أجِدَ ضَالّتي أحب إليَّ من أن يستغفرَ لي صاحبُكم، قال: وإذا هو ينشُد ضَالَّةً له » أخرجه مسلم.
20125 / 1069 – (د) يعلى بن مُنيةَ – رضي الله عنه -: قال: آذَنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالغَزْوِ، وأَنا شيخٌ كبير، ليسَ لي خَادِمٌ، فالتَمَسْتُ أَجيراً يَكْفيني، وَأُجْري له سَهْمَهُ، فوجدتُ رجلاً، فَلمَّا دنا الرحيلُ أتاني، فقال: ما أدْرِي ما السُّهْمانُ؟ وما يبْلغُ سَهْمِي؟ فَسَمِّ ليَ شيئاً، كان السهمُ أَوْ لم يكُن، فسمَّيْتُ له ثلاثَةَ دنانيرَ، فلما حَضَرَتْ غَنِيمَةٌ أَردْتُ أن أجري له سَهْمَهُ، فذكرتُ الدنانيرَ، فجئْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فذكرتُ له أمْرَهُ، فقال: «ما أجِدُ له في غَزْوَتِهِ هذه في الدنيا والآخرة إلا دنانيرَهُ التي سَمَّى» . أخرجه أبو داود.
20126 / ز – عن مَالِكَ بْنَ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، خَرَجَ فِي مَجْلِسٍ وَهُوَ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ يَذْكُرُونَ سَرِيَّةً مِنَ السَّرَايَا، هَلَكَتْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَيَقُولُ قَائِلٌ مِنْهُمْ: هُمْ عُمَّالُ اللَّهِ هَلَكُوا فِي سَبِيلِهِ، وَقَدْ وَجَبَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عَلَيْهِ. وَيَقُولُ قَائِلٌ: اللَّهُ أَعْلَمُ بِهِمْ لَهُمْ مَا احْتَسَبُوا، فَلَمَّا رَأَوْا عُمَرَ مُقْبِلًا مُتَوَكِّئًا عَلَى عَصَاهُ، سَكَتُوا فَأَقْبَلَ عُمَرُ حَتَّى سَلَّمَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: مَا كُنْتُمْ تَتَحَدَّثُونَ؟ قَالُوا: كُنَّا نَذْكُرُ هَذِهِ السَّرِيَّةَ الَّتِي هَلَكَتْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَقُولُ قَائِلٌ مِنَّا: هُمْ عُمَّالُ اللَّهِ هَلَكُوا فِي سَبِيلِهِ وَقَدْ وَجَبَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عَلَيْهِ وَيَقُولُ قَائِلٌ: اللَّهُ أَعْلَمُ بِهِمْ لَهُمْ مَا احْتَسَبُوا، فَقَالَ عُمَرُ: «اللَّهُ أَعْلَمُ إِنَّ مِنَ النَّاسِ نَاسًا يُقَاتِلُونَ وَإِنَّ هَمَّهُمُ الْقِتَالُ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ نَاسًا يُقَاتِلُونَ رِيَاءً وَسُمْعَةً، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ نَاسًا يُقَاتِلُونَ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ فَأُولَئِكَ الشُّهَدَاءُ، وَكُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يُبْعَثُ عَلَى الَّذِي يَمُوتُ عَلَيْهِ، وَاللَّهِ مَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا مَفْعُولٌ بِهَا، لَيْسَ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي قَدْ بَيَّنَ لَنَا أَنَّهُ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»
أخرجه الحاكم في المستدرك (2566).
20127 / ز – عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِيَّاكُمْ وَهَذِهِ الشَّهَادَاتِ أَنْ تَقُولَ قُتِلَ فُلَانٌ شَهِيدًا، فَإِنَّ الرَّجُلَ يُقَاتِلُ حَمِيَّةً، وَيُقَاتِلُ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا، وَيُقَاتِلُ وَهُوَ جَرِيءُ الصَّدْرِ، وَلَكِنْ سَأُحَدِّثُكُمْ عَلَى مَا تَشْهَدُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ سَرِيَّةً ذَاتَ يَوْمٍ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى قَامَ فَحَمِدَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: ” إِنَّ إِخْوَانَكُمْ قَدْ لَقُوا الْمُشْرِكِينَ، فَاقْتَطَعُوهُمْ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ وَإِنَّهُمْ قَالُوا: رَبَّنَا بَلِّغْ قَوْمَنَا أَنَّا قَدْ رَضِينَا، وَرَضِيَ عَنَّا رَبُّنَا فَأَنَا رَسُولُهُمْ إِلَيْكُمْ، إِنَّهُمْ قَدْ رَضُوا وَرَضِيَ عَنْهُمْ”.
أخرجه الحاكم في المستدرك (2571).
20128 / 9561 – عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ أَخْبَرَهُ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ مَسْعُودٍ حَدَّثَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “«إِنَّ أَكْثَرَ شُهَدَاءِ أُمَّتِي لَأَصْحَابُ الْفُرُشِ، رُبَّ قَتِيلٍ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِنِيَّتِهِ»”.
قال الهيثميُّ : رواه احمد هَكَذَا، وَلَمْ أَرَهُ ذَكَرَ ابْنَ مَسْعُودٍ وَفِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ وَحَدِيثُهُ حَسَنٌ وَفِيهِ ضَعْفٌ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ مُرْسَلٌ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
20129 / 9561\1875– عن أَبي الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيّ قَالَ: إِنَّ نَاسًا كَانُوا بِالْكُوفَةِ مَعَ ابن الْمُخْتَارِ يَعْنِي وَالِدَ الْمُخْتَارِ ابن أَبِي عُبَيْدٍ حَيْثُ قتل بجسر إلى عُبَيْدٍ قَالَ فَقُتِلُوا إِلَّا رَجُلَيْنِ حَمَلَا عَلَى الْعَدُوِّ بَأَسْيَافِهِمَا فَأفْرَجُوا لَهُمَا فَنَجَيَا أَوْ ثَلَاثَةً فَأَتَوُا الْمَدِينَةَ فَخَرَجَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه وَهُمْ قُعُودٌ يَذْكُرُونَهُمْ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه عَمَّ قُلْتُمْ لَهُمْ قَالُوا اسْتَغْفَرْنَا لَهُمْ وَدَعَوْنَا لَهُمْ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه لَتُحَدِّثُنِّي بِمَا قُلْتُمْ لَهُمْ أَوْ لَتَلْقَوْنَ مِنِّي فُتُوحًا قَالُوا إِنَّا قُلْنَا إِنَّهُمْ شُهَدَاءُ قَالَ والذي لا الله غَيْرُهُ وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ وَالَّذِي لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا بِإِذْنِهِ مَا تَعْلَمُ نَفْسٌ حَيَّةٌ مَاذَا عِنْدَ اللَّهِ لِنَفْسٍ مَيِّتَةٍ إِلَّا نَبِيَّ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى غَفَرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ والذي لا الله غَيْرُهُ وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ وَالَّذِي لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ الرَّجُلَ يُقَاتِلُ رِيَاءً وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً وَيُقَاتِلُ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَيُقَاتِلُ يُرِيدُ الْمَالَ وَمَا لِلَّذِينَ يُقَاتِلُونَ عِنْدَ اللَّهِ إِلَّا مَا فِي نُفُوسِهِمْ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1875) للحارث.
زاد في آخره، كما في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (3/ 254): إِنَّ اللَّهَ اخْتَارَ لِنَبِيِّهِ الْمَدِينَةَ وَهِيَ أَقَلُّ الْأَرْضِ طَعَامًا وَأَمْلَحُهُ مَاءً إِلَّا مَا كَانَ مِنْ هَذَا التَّمْرِ، وَإِنَّهُ لَا يَدْخُلُهَا الدَّجَّالُ، وَلَا الطَّاعُونُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ- تَعَالَى”.
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ، ورجاله ثقات.
20130 / ز – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي عَنِ الْجِهَادِ وَالْغَزْوِ، فَقَالَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو إِنْ قَاتَلْتَ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، بَعَثَكَ اللَّهُ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، وَإِنْ قَاتَلْتَ مُرَائِيًا مُكَاثِرًا بَعَثَكَ اللَّهُ مُرَائِيًا مُكَاثِرًا، يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو عَلَى أَيِّ حَالٍ قَاتَلْتَ، أَوْ قُتِلْتَ بَعَثَكَ اللَّهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ».
أخرجه الحاكم في المستدرك (2483).
أخرجه الحاكم في المستدرك (2575).
20131 / 9561\1876– عن حَنَانُ بْنُ خَارِجَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ لِي يَا حَنَانُ ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَجَاهِدْهَا يَا عَبْدَ اللَّهِ ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَاغْزُهَا فَإِنَّكَ إِنْ قُتِلْتَ فَارًّا بَعَثَكَ اللَّهُ فَارًّا وَإِنْ قُتِلْتَ مُرَائِيًا بَعَثَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مُرَائِيًا وَإِنْ قُتِلْتَ صَابِرًا مُحْتَسِبًا بَعَثَكَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى صَابِرًا مُحْتَسِبًا.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1876) لأبي يعلى.
والذي في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 95): وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا زُهَيْرٌ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْوَضَّاحِ، حدثني العلاء بن عبد الله، بن رافع، ثنا حنان، بْنُ خَارِجَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو- رَضِيَ اللَّهُ عنهما- قالت: “جَاءَ أَعْرَابِيٌّ عَلَوِيٌّ جَرْمِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنَا عَنِ الْهِجْرَةِ: إِلَيْكَ أَيْنَمَا كُنْتَ، أَمْ لِقَوْمٍ خَاصَّةً، أَمْ إِلَى أَرْضٍ مَعْلُومَةٍ، أَمْ إِذَا مِتَّ انْقَطَعَتْ؟ فَسَأَلَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ جَلَسَ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسِيرًا، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ السَّائِلُ؟ قَالَ: هَا هُوَ ذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: الْهِجْرَةُ أَنْ تَهْجُرَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، ثُمَّ أَنْتَ مُهَاجِرٌ وَإِنْ مِتَّ بِالْحَضَرِ. قَالَ: فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي عَنْ ثِيَابِ الْجَنَّةِ أَتُخْلَقُ خَلْقًا أَوْ تُنْسَجُ نَسْجًا؟ قَالَ: فَضَحِكَ بَعْضُ الْقَوْمُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: تَضْحَكُونَ مِنْ جَاهِلٍ يَسْأَلُ عَالِمًا! فَأَكَبَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ السَّائِلُ عَنْ ثِيَابِ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: هَا هُوَ ذَا يا رسوله الله. قالت: لَا، بَلْ تَشَقَّقُ عَنْهَا ثَمَرُ الْجَنَّةِ- ثَلَاثَ مرات- قال حنان،: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: كَيْفَ يَقُولُ في الغزوة الجهاد؟ قَالَ: يَا عَبْدُ اللَّهِ، ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَجَاهِدْهَا، وابدأ بنفسك فاغزها، فَإِنَّكَ إِنْ قُتِلْتَ فَارًّا بَعَثَكَ اللَّهُ فَارًّا، وإن قاتلت مُرَائِيًّا بَعَثَكَ اللَّهُ مُرَائِيًّا، وَإِنْ قُتِلْتَ صَابِرًا مُحْتَسِبًا بَعَثَكَ اللَّهُ صَابِرًا مُحْتَسِبًا”.
قُلْتُ: رواه ابو داود في سننه النبي صلى الله عليه وسلم مختصرًا، مقتصرًا على قصة الجهاد حسب دُونَ بَاقِيهِ، وَسَيْأَتِي بِتَمَامِهِ وَطُرُقِهِ فِي كِتَابِ الْمَوَاعِظِ فِي بَابِ الْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السَّيِّئَاتِ، وَقِصَّةُ ثِيَابِ الْجَنَّةِ لَهَا شَاهِدٌ فِي كِتَابِ الجنة وستأتي، وَقِصَّةُ الْهِجْرَةِ سَتَأْتِي أَيْضًا فِي كِتَابِ الْبِرِّ وَالصِّلَةِ فِي بَابِ الْبُخْلِ وَالشُّحِّ.
20132 / 9561\1877– عَنْ ذِي الْكَلَاعِ الْحِمْيَرِيِّ قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ إِنَّمَا يُبْعَثُ الْمُقْتَتِلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى النِّيَّاتِ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1877) لأبي يعلى.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 96): هذا إسناد ضعيف؟ لضعف جابر الجعفي، ولجهالة بعض رواته. والحديث في المستدرك برقمي (2437 – 2529).
باب فيمن يؤيد بهم الإسلام من الأشرار
20133 / 7738 – (خ م) أبو هريرة – رضي الله عنه – قال: «شَهِدْنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ، فقال لرجل ممن يُدْعَى بالإسلام: هذا من أهل النار، فَلَمَّا حَضَرَ القتالُ، قَاتَلَ الرَّجُلُ قِتالاً شديداً، فأصابتْهُ جراحة، فقيل له: يا رسولَ الله، الذي قلتَ له آنفاً: إنَّهُ من أهل النار، فإنَّه قد قاتل اليوم قِتالاً شديداً، وقد مات؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إلى النار، فكاد بعضُ المسلمين أن يرتابَ، فبينما هُمْ على ذلك، إذ قيل له: إنه لم يَمُتْ، ولكن به جِراح شدِيدة، فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح، فقتل نفسه، فأُخبر النبيُّ صلى الله عليه وسلم ، فقال: الله أكبرُ، أَشهد أنِّي عبد الله ورسوله، ثم أمر بلالاً فنادى في الناس: إنه لنْ يدخلَ الجنة إلا نَفْسٌ مسلمة، وإن الله لَيُؤيِّدُ هذا الدينَ بالرَّجُلِ الفَاجرِ» .
وفي رواية عن عبيد الله بن كعب قال: «أخبرني من شهد مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم خيْبَرَ …» الحديث أخرجه البخاري ومسلم.
20134 / 9562 – عَنْ أَبِي بَكْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: “«إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ سَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِأَقْوَامٍ لَا خَلَاقَ لَهُمْ» “.
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَالطَّبَرَانِيُّ، وَرِجَالُهُمَا ثِقَاتٌ.
20135 / 9563 – وَعَنْ مَيْمُونِ بْنِ سُنْبَادَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “«قِوَامُ أُمَّتِي شِرَارُهَا»”.
رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، وَالْبَزَّارُ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَفِيهِ هَارُونُ بْنُ دِينَارٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
20136 / 9564 – وَعَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “«إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِأَقْوَامٍ لَا خَلَاقَ لَهُمْ» “.
قال الهيثميُّ : رواه البزار، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَأَحَدُ أَسَانِيدِ الْبَزَّارِ ثِقَاتُ الرِّجَالِ. وصححه ابن حبان (4517).
20137 / 9565 – «وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “إِنَّ اللَّهَ سَيُمَتِّعُ هَذَا الدِّينَ بِنَصَارَى مِنْ رَبِيعَةَ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ “مَا تَرَكْتُ أَعْرَابِيًّا إِلَّا قَتَلْتُهُ أَوْ يُسْلِمَ».
قال الهيثميُّ : رواه البزار وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ خَلَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ الْقُرَشِيَّ وَهُوَ ثِقَةٌ.
20138 / 9566 – وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: نَزَلَتْ سُورَةٌ نَحْوًا مِنْ ” بَرَاءَةٌ ” فَرُفِعَتْ فَحَفِظْتُ مِنْهَا: إِنَّ اللَّهَ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِأَقْوَامٍ لَا خَلَاقَ لَهُمْ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَيُحَسَّنُ حَدِيثُهُ لِهَذِهِ الشَّوَاهِدِ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2089) لمسدّد. ولم اقف عليه في الاتحاف.
20139 / 9567 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “«إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ302\5 بِرِجَالٍ مَا هُمْ مِنْ أَهْلِهِ»”.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ لِغَيْرِ كَذِبٍ فِيهِ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2062) لابن أبي عمر.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 161): هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ” لِضَعْفِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَّادِ بْنِ أَنْعَمَ الْأَفْرِيقِيُّ، لَكِنَّ المتن له شواهد، منها ما تقدم، وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ ابن عمر وَمِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ. – وكان اورد حديث ابي بكرة المتقدم، من مسند احمد – ثم قال :
قَالَ مُسَدَّدٌ: وثنا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابن كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “إِنَّ اللَّهَ لَيُؤَيِّدُ الدِّينَ بالرجل الفاجر”. هذا إسناد مرسل، رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ
ورَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يحيى بْنِ زُهَيْرٍ بِتُسْتَرٍ، ثنا حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الْحَفْرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَيُؤَيِّدَنَّ اللَّهُ هَذَا الدُّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ”.
20140 / 9568 – وَعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُقَرِّنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “«إِنَّ اللَّهَ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ»”.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي تَرْجَمَةِ عَمْرِو بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ، وَضُبِّبَ عَلَيْهِ، وَلَا يَسْتَحِقُّ التَّضْبِيبَ ; لِأَنَّهُ صَوَابٌ وَقَدْ ذَكَرَ الْمِزِّيُّ فِي تَرْجَمَةِ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ أَنَّهُ رَوَى عَمْرٌو عَنْ عَمْرِو بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ وَالنُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ، قُلْتُ: وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
20141 / 9569 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ وَهُوَ ثِقَةٌ وَفِيهِ كَلَامٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2063) لمسدّد.
هو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 160) من غير طريق عاصم. وقال: رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يحيى بْنِ زُهَيْرٍ بِتُسْتَرٍ، ثنا حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الْحَفْرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَيُؤَيِّدَنَّ اللَّهُ هَذَا الدُّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ”.
وقَالَ مُسَدَّدٌ: وثنا مُوسَى بْنُ حَازِمٍ، ثنا بَحْرُ بْنُ مُوسَى، سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَيُؤَيِّدَنَّ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِقَوْمٍ لَا خَلَاقَ لهم “.انتهى. وهو عند ابن حبان (4518) كما قال البوصيري مرفوعا.
باب النهي عن الاستعانة بالمشركين في القتال
20142 / 6046 – (م ت د ه – عائشة رضي الله عنها ) قالت: «خرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قِبَل بدر، فلما كان بحَرَّةِ الوَبَرَة: أدركه رَجُل قد كان يُذكَر منه جَوْلَة وَنَجْدة، ففرح أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم، حين رَأَوْهُ، فلما أدركه، قال: يا رسول الله جئت أتبعُك لأصيبَ معك، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: تُؤمن بالله ورسوله؟ قال: لا. قال: فارجع، فلن أستعين بمشرك. قالت: ثم مضى، حتى إذا كان بالشجرة: أدركه الرَّجُلُ، فقال له كما قال أوَّل مَرَّة، وقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مثلَ أول مرة، فمضى، ثم رجع، فأدركه بالبَيْداء، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : تؤمن بالله ورسوله؟ قال: نعم، قال: فانْطَلِقْ» . أخرجه مسلم.
وأخرجه الترمذي إِلى قوله: «فلن أستعينَ بمشرك» ، قال: وفي الحديث كلام أكثر من هذا.
وأخرجه أبو داود مختصراً «أن رجلاً من المشركين لَحِق بالنبي صلى الله عليه وسلم يُقاتِلُ معه، فقال: ارجع، إنا لا نستعين بمشرك».
ولم يخرج ابن ماجه منه إلا قوله ( إنا لا نستعين بمشرك ) و حيث أن هذا القدر هو الشاهد من الحديث أثبتنا علامته.
20143 / 9570 – عَنْ خُبَيْبِ بْنِ يَسَافٍ قَالَ: «أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُرِيدُ غَزْوًا لَنَا وَرَجُلٌ مِنْ قَوْمِي وَلَمْ نُسْلِمْ فَقُلْنَا: إِنَّا نَسْتَحِي أَنْ يَشْهَدَ قَوْمُنَا مَشْهَدًا لَا نَشْهَدُهُ مَعَهُمْ قَالَ: ” أَوَأَسْلَمْتُمَا؟ “قُلْنَا: لَا. قَالَ: ” إِنَّا لَا نَسْتَعِينُ بِالْمُشْرِكِينَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ “. قَالَ: فَأَسْلَمْنَا وَشَهِدْنَا مَعَهُ فَقَتَلْتُ رَجُلًا وَضَرَبَنِي ضَرْبَةً فَتَزَوَّجْتُ بِابْنَتِهِ بَعْدَ ذَلِكَ، فَكَانَتْ تَقُولُ: لَا عَدِمْتَ رَجُلًا وَشَّحَكَ هَذَا الْوِشَاحَ فَأَقُولُ: لَا عَدِمْتِ رَجُلًا عَجَّلَ أَبَاكِ إِلَى النَّارِ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَالطَّبَرَانِيُّ، وَرِجَالُهُمَا ثِقَاتٌ.
20144 / 9571 – وَعَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَوْمَ أُحُدٍ حَتَّى إِذَا جَاوَزَ ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ فَإِذَا هُوَ بِكَتِيبَةٍ خَشْنَاءَ فَقَالَ: ” مَنْ هَؤُلَاءِ؟ ” قَالُوا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ فِي سِتِّ مِائَةٍ مِنْ مَوَالِيهِ مِنَ الْيَهُودِ مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ فَقَالَ: ” وَقَدْ أَسْلَمُوا؟ ” قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: “مُرُوهُمْ فَلْيَرْجِعُوا فَإِنَّا لَا نَسْتَعِينُ بِالْمُشْرِكِينَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ وَفِيهِ سَعْدُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ فَقَالَ: سَعْدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ فَنَسَبَهُ إِلَى جَدِّهِ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (4319) لإسحاق.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 223): هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ. وهو في صحيح ابن حبان (2564).
باب النهي عن قتال الترك والحبشة ما لم يعتدوا
20145 / 6811 – (د) أبو سكينة – رجل من المحرَّرين – عن رجل من أصحاب رسولِ الله صلى الله عليه وسلم عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال: «دَعُوا الحبَشَةَ ما وَدَعُوكمْ، واتْركوا الترك ما تركوكم» أخرجه أبو داود.
20146 / 9572 – عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” «اتْرُكُوا الْحَبَشَةَ مَا تَرَكُوكُمْ فَإِنَّهُ لَا يَسْتَخْرِجُ كَنْزَ الْكَعْبَةِ إِلَّا ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ 303\5 مِنَ الْحَبَشَةِ»”.
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ مُوسَى بْنِ جُبَيْرٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ.
20147 / 9573 – وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “«اتْرُكُوا التُّرْكَ مَا تَرَكُوكُمْ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ، وَحَدِيثُهُ حَسَنٌ وَفِيهِ ضَعْفٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
20148 / 9574 – وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ حِينَ جَاءَهُ كِتَابُ عَامِلِهِ يُخْبِرُهُ أَنَّهُ وَقَعَ بِالتُّرْكِ وَهَزَمَهُمْ، وَكَثْرَةَ مَنْ قَتَلَ مِنْهُمْ وَكَثْرَةَ مَا غَنِمَ، فَغَضِبَ مُعَاوِيَةُ مِنْ ذَلِكَ ثُمَّ أَمَرَ أَنْ يُكْتَبَ إِلَيْهِ: قَدْ فَهِمْتُ مَا ذَكَرْتَ مِمَّا قَتَلْتَ وَغَنِمْتَ، فَلَا أَعْلَمَنَّ مَا عُدْتَ لِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ وَلَا قَاتَلْتَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَكَ أَمْرِي. قُلْتُ لَهُ: لِمَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “«لَتَظْهَرَنَّ التُّرْكُ عَلَى الْعَرَبِ حَتَّى تُلْحِقَهَا بِمَنَابِتِ الشِّيحِ وَالْقَيْصُومِ» “. فَأَنَا أَكْرَهُ قِتَالَهُمْ لِذَلِكَ.
قال الهيثميُّ : رواه ابو يعلى وَفِيهِ جَمَاعَةٌ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.
20149 / 9575 – وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اتْرُكُوا التُّرْكَ مَا تَرَكُوكُمْ فَإِنَّ أَوَّلَ مَنْ يَسْلُبُ أُمَّتِي مُلْكَهُمْ وَمَا خَوَّلَهُمُ اللَّهُ، بَنُو قَنْطُورَاءَ»”.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَفِيهِ مَرْوَانُ بْنُ سَالِمٍ وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
20150 / 9576 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “«يَمْلَأُ اللَّهُ أَيْدِيَكُمْ مِنَ الْعَجَمِ فَيَصْبِرُونَ أُسُدًا لَا يَفِرُّونَ، يَضْرِبُونَ أَعْنَاقَكُمْ وَيَأْكُلُونَ فَيْئَكُمْ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَالْبَزَّارُ بِنَحْوِهِ، وَفِيهِ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، وَهُوَ مُدَلِّسٌ. قُلْتُ: وَتَأْتِي أَحَادِيثُ مِنْ نَحْوِ هَذَا فِي كِتَابِ الْفِتَنِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ
باب كراهية تمني لقاء العدو
20151 / 1046 – (خ م د ه – أبو النصر سَالِمٌ مَوْلَى عمر بن عبيد الله، وكان كاتباً لَه رضي الله عنه ) قال: كَتَبَ إليه عَبْدُ اللهِ بنُ أبي أوْفَى، فقرأتُه حين سَارَ إلى الحَرُوريَّةِ، يخبره: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم في بعض أيَّامِهِ التي لَقيَ فيها الْعَدُوَّ انْتَظَرَ حتَّى إذا مالت الشَّمْسُ، قام فيهم فقال: «يا أيها الناس، لا تتمنَّوْا لقاءَ العدوِّ، واسألُوا اللهَ العافِية، فإذا لَقِيتُمُوُهمْ فَاصْبِرُوا، وَاعْلَمُوا أن الجنَّة تحتَ ظِلالِ السُّيُوفِ، ثم قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: اللَّهمَّ مُنْزِلَ الكتاب، ومُجْريَ السحاب، وهازمَ الأحزاب، اهْزِمهُمْ وانْصُرْنا عليهم» ، أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود. ولم يذكر أبو داود «انتِظارَهُ حتى مَالَتِ الشَّمْسُ».
وهو عند ابن ماجه مختصراً ولفظه؛ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْأَحْزَابِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، سَرِيعَ الْحِسَابِ، اهْزِمِ الْأَحْزَابَ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ».
وقد اعاد المنصف هذا الحديث بعد في الدعاء وجعله حديثاً آخر، وأبدل الترمذي بأبي داود، و قد جاء أخصر من هنا.
20152 / 1047 – (خ م) أبو هريرة – رضي اللهُ عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تَتمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وإذا لَقِيتُمُوهم فاصبروا» . أخرجه البخاري، ومسلم.
20153 / 9577 – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “«لَا تَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ مَا يَكُونُ مِنْ ذَلِكَ» “.
قُلْتُ: هُوَ فِي الصَّحِيحِ خَلَا قَوْلَهُ: فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ مَا يَكُونُ مِنْ ذَلِكَ.
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَهُوَ مُدَلِّسٌ.
باب عرض الإسلام والدعاء إليه قبل القتال
20154 / 1087 – (د) مسلم بن الحارث بن مسلم التميمي قال: إنَّ أبَاهُ قال: بعَثَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في سَرِيَّةٍ، فلما بلغنا المُغَارَ، اسْتَحثَثْتُ فَرَسِي، فسَبقْتُ أصحابي، فَتَلَقَّاني أَهلُ الْحيِّ بالرَّنينِ، فقلتُ لهمْ: قُولوا، لا إلهَ إلا اللهُ، تُحرَزُوا، فقالُوها، فلامني أصحابي، وقالوا: حَرَمْتَنَا الْغَنيِمَة، فَلَمَّا قَدِمْنا على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أخْبَرُوهُ بالذَّي صَنعْتُ، فدَعاني، فَحسَّنَ لي ما صنعْتُ، وقال: «أمَا إنَّ اللهَ قد كَتَبَ لك من كُلِّ إنسان منهم كذا وكذا» ، قال عبد الرحمن: أنا نَسِيتُ الثَّوابَ، ثم قال لي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَما إنِّي سَأكتُبُ لك بالوصَاةِ بعْدِي» ، فَفَعَلَ وَخَتَم عليه، ودفَعَهُ إليَّ. أخرجه أبو داود.
20155 / 9469 – (خ) عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم «بعث بكتابه إلى كِسرَى، فلما قرأه كسرى مزَّقَه – فَحَسِبْتُ أن سعيد بن المسيب – قال: فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : أَن يُمزَّقُوا كُلّ مُمزَّق» أخرجه البخاري.
قلت: أوله عنده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بكتابه رجلاً، وأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى… فذكره.
20156 / 9578 – عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «مَا قَاتَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمًا حَتَّى يَدْعُوَهُمْ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَأَبُو يَعْلَى، وَالطَّبَرَانِيُّ بِأَسَانِيدَ، وَرِجَالُ أَحَدِهَا رِجَالُ الصَّحِيحِ.
20157 / 9579 – وَعَنْ304\5 أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ إِلَى قَوْمٍ يُقَاتِلُهُمْ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيْهِ رَجُلًا فَقَالَ: ” لَا تَدَعْهُ مِنْ خَلْفِهِ، وَقُلْ لَهُ: لَا تُقَاتِلْهُمْ حَتَّى تَدْعُوَهُمْ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الْقُرْقُسَانِيِّ، وَهُوَ ثِقَةٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1961) لإسحاق.
في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 133): وقال إسحاق بن راهوية أنبا وكيع، عن عمر بْنِ ذُرٍّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ عَلِيٍّ “أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَهُ وَجْهًا، ثُمَّ قَالَ لِرَجُلٍ: الْحَقْهُ وَلَا تَدَعْهُ مِنْ خَلْفِهِ، فَقُلْ لَهُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تنتظره، وقل له: لا تقاتل قومًا حتى تدعوهم “.
20158 / 9579\1962– عَنْ عَبْدِ الرحمن بن عائد قال كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَعَثَ بَعْثًا قَالَ تَأَلَّفُوا النَّاسَ وَتَأَنَّوْا بِهِمْ وَلَا تُغِيرُوا عَلَيْهِمْ حَتَّى تَدْعُوهُمْ فَمَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا وَأَنْ تَأْتُونِي بِهِمْ مُسْلِمَيْنَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَقْتُلُوا رِجَالَهُمْ وَتَأْتُونِي بِنِسَائِهِمْ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1962) لمسدّد.
وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 133). وقال : رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا بَعَثَ جُيُوشَهُ وَسَرَايَاهُ قَالَ لَهُمْ: تَأَلَّفُوا النَّاسَ، وَلَا تُغِيرُوا عَلَى حَيٍّ حَتَّى تَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مَدَرٍ … ” فذكره.
20159 / 9579\1963– عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عبيد فذكر مثله وَلَمْ يَذْكُرْ عَبْدَ الرَّحْمَنِ فِي إِسْنَادِهِ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1963) للحارث. وانظر ما قبله.
20160 / 9579\1964– عَنْ أَبِي الْعَالِيَةَ عَنْ أُبَيِّ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْثًا إِلَى اللَّاتِ وَالْعُزَّى فَأَغَارُوا عَلَى حَيٍّ مِنَ الْعَرَبِ فَسَبَوْا مقاتيلهم وَذُرِّيَّتَهُمْ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَغَارُوا عَلَيْنَا بِغَيْرِ دُعَاءٍ فَسَأَلَ أَهْلَ السَّرِيَّةِ فَصَدَّقُوهُمْ فَقَالَ رُدُّوهُمْ إِلَى مَأْمَنِهِمْ ثُمَّ ادْعُوهُمْ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1964) للحارث.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 134): هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ.
20161 / 9580 – وَعَنْ مَرْثَدِ بْنِ ظَبْيَانَ قَالَ: «جَاءَنَا كِتَابٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا وَجَدْنَا لَهُ قَارِئًا يَقْرَؤُهُ عَلَيْنَا حَتَّى قَرَأَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي ضُبَيْعَةَ: ” مِنْ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا».
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
20162 / 9581 – وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: «كَتَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ: “أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا”. فَمَا وَجَدُوا مَنْ يَقْرَؤُهُ لَهُمْ إِلَّا رَجُلٌ مِنْ بَنِي ضُبَيْعَةَ فَهُمْ يُسَمَّوْنَ بَنِي الْكَاتِبِ».
قال الهيثميُّ : رواه البزار، وَأَبُو يَعْلَى، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيرِ، وَرِجَالُ الْأَوَّلِينَ رِجَالُ الصَّحِيحِ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1965) لأبي يعلى.
هو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 139) وقال: رواه البزار وقال : لَا نَعْلَمُهُ بِهَذَا اللَّفْظِ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ. وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ. انتهى. وهو عنده كما قال (658).
20163 / 9582 – وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْعَبْدُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ “. وكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ إِلَى كِسْرَى وَقَيْصَرَ وَإِلَى كُلِّ جَبَّارٍ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ، وَحَدِيثُهُ حَسَنٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِ أَحْمَدَ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
20164 / 9583 – وَعَنْ أَنَسٍ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ: “أَسْلِمْ تَسْلَمْ”. قَالَ: إِنِّي أَجِدُنِي كَارِهًا. قَالَ: “أَسْلَمُ وَإِنْ كُنْتَ كَارِهًا».
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَأَبُو يَعْلَى، وَرِجَالُهُمَا رِجَالُ الصَّحِيحِ.
20165 / 9584 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى رَجُلٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ يَعُودُهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” يَا خَالُ قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ”. فَقَالَ: خَالٌ أَنَا أَوْ عَمٌّ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “لَا بَلْ خَالٌ “. فَقَالَ: ” قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ “. قَالَ: هُوَ خَيْرٌ لِي؟ قَالَ: ” نَعَمْ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
20166 / 9585 – وَعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: «لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي قُحَافَةَ: ” أَسْلِمْ تَسْلَمْ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
20167 / 9586 – وَعَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: «خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: “إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي رَحْمَةً لِلنَّاسِ كَافَّةً، فَأَدُّوا عَنِّي رَحِمَكُمُ اللَّهُ، وَلَا تَخْتَلِفُوا كَمَا اخْتَلَفَ الْحَوَارِيُّونَ عَلَى عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ فَإِنَّهُ دَعَاهُمْ إِلَى مِثْلِ مَا أَدْعُوكُمْ إِلَيْهِ، فَأَمَّا مَنْ قَرُبَ مَكَانُهُ فَإِنَّهُ أَجَابَ وَأَسْلَمَ وَأَمَّا مَنْ بَعُدَ مَكَانُهُ فَكَرِهَهَا فَشَكَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَأَصْبَحُوا وَكُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ يَتَكَلَّمُ بِكَلَامِ الْقَوْمِ الَّذِينَ وَجَّهَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ عِيسَى: هَذَا أَمْرٌ قَدْ عَزَمَ305\5 اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِ فَافْعَلُوا “. فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَحْنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ نُؤَدِّي عَنْكَ فَابْعَثْنَا حَيْثُ شِئْتَ. فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُذَافَةَ إِلَى كِسْرَى وَبَعَثَ سَلِيطَ بْنَ عَمْرٍو إِلَى هَوْذَةَ بْنِ عَلِيٍّ صَاحِبِ الْيَمَامَةِ وَبَعَثَ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ إِلَى الْمُنْذِرِ بْنِ سَاوَى صَاحِبِ هَجَرَ وَبَعَثَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ إِلَى جَيْفَرَ وَعَبَّادِ ابْنَيْ جُلَنْدَا مَلِكَيْ عُمَانَ وَبَعَثَ دِحْيَةَ الْكَلْبِيَّ إِلَى قَيْصَرَ وَبَعَثَ شُجَاعَ بْنَ وَهْبٍ الْأَسَدِيَّ إِلَى الْمُنْذِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي شِمْرٍ الْغَسَّانِيِّ وَبَعَثَ عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيَّ إِلَى النَّجَاشِيِّ، فَرَجَعُوا جَمِيعًا قَبْلَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوُفِّيَ وَهُوَ بِالْبَحْرَيْنِ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
20168 / 9587 – وَعَنْ دِحْيَةَ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَيْصَرَ صَاحِبِ الرُّومِ بِكِتَابٍ فَقُلْتُ: اسْتَأْذِنُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَى قَيْصَرَ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ عَلَى الْبَابِ رَجُلًا يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفَزِعُوا لِذَلِكَ فَقَالَ: أَدْخِلْهُ عَلَيَّ فَأَدْخَلَنِي عَلَيْهِ وَعِنْدَهُ بَطَارِقَتُهُ فَأَعْطَيْتُهُ الْكِتَابَ فَقُرِئَ عَلَيْهِ فَإِذَا فِيهِ: ” بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى قَيْصَرَ صَاحِبِ الرُّومِ “.
فَنَخَرَ ابْنُ أَخٍ لَهُ أَحْمَرُ أَزْرَقُ سَبْطٌ فَقَالَ: لَا تَقْرَأِ الْكِتَابَ الْيَوْمَ؛ لِأَنَّهُ بَدَأَ بِنَفْسِهِ، وَكَتَبَ صَاحِبَ الرُّومِ وَلَمْ يَكْتُبْ مَلِكَ الرُّومِ. قَالَ: فَقُرِئَ الْكِتَابُ حَتَّى فُرِغَ مِنْهُ ثُمَّ أَمَرَ بِهِمْ فَخَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيَّ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَسَأَلَنِي فَأَخْبَرْتُهُ، فَبَعَثَ إِلَى الْأُسْقُفِّ فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَكَانَ صَاحِبَ أَمْرِهِمْ يَصْدُرُونَ عَنْ رَأْيِهِ وَعَنْ قَوْلِهِ، فَلَمَّا قُرِئَ الْكِتَابُ قَالَ الْأُسْقُفُّ: هُوَ وَاللَّهِ الَّذِي بَشَّرَنَا بِهِ مُوسَى وَعِيسَى الَّذِي كُنَّا نَنْتَظِرُ. قَالَ قَيْصَرُ: فَمَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ الْأُسْقُفُّ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي مُصَدِّقُهُ وَمُتَّبِعُهُ. قَالَ قَيْصَرُ: أَعْرِفُ أَنَّهُ كَذَلِكَ، وَلَكِنْ لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَفْعَلَ، إِنْ فَعَلْتُ ذَهَبَ مُلْكِي وَقَتَلَنِي الرُّومُ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
20169 / 9588 – وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ يَذْهَبُ بِكِتَابِي هَذَا إِلَى طَاغِيَةِ الرُّومِ؟ ” فَعَرَضَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَقَالَ بَعْدَ ذَلِكَ: ” مَنْ يَذْهَبْ وَلَهُ الْجَنَّةُ؟ ” فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُدْعَى عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْخَالِقِ:306\5 أَنَا أَذْهَبُ بِهِ وَلِيَ الْجَنَّةُ إِنْ هَلَكْتُ دُونَ ذَلِكَ؟، قَالَ: ” نَعَمْ وَلَكَ الْجَنَّةُ إِنْ بَلَغْتَ أَوْ قُتِلْتَ، وَإِنْ هَلَكْتَ فَقَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ لَكَ الْجَنَّةَ “. فَانْطَلَقَ بِكِتَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَلَغَ الطَّاغِيَةَ فَقَالَ: أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْكَ، فَأَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ فَعَرَفَ طَاغِيَةُ الرُّومِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ، ثُمَّ عَرَضَ عَلَيْهِ كِتَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَمَعَ الرُّومَ عِنْدَهُ، ثُمَّ عَرَضَهُ عَلَيْهِمْ، فَكَرِهُوا مَا جَاءَ بِهِ، وَآمَنَ بِهِ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَقُتِلَ عِنْدَ إِيمَانِهِ، ثُمَّ إِنِ الرَّجُلَ رَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي كَانَ مِنْهُ وَمَا كَانَ مِنْ قِبَلِ الرَّجُلِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ: “يَبْعَثُهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ ” لِذَلِكَ الرَّجُلِ الْمَقْتُولِ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَابِلُتِّيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
20170 / 9589 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: «قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: إِنَّ أَوَّلَ يَوْمٍ رُعِبْتُ فِيهِ مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَيَوْمُ قَالَ قَيْصَرُ فِي مُلْكِهِ وَسُلْطَانِهِ وَحَضْرَتِهِ مَا قَالَ، قَالَ: يَعْنِي قَوْلَهُ: لَوْ عَلِمْتُ أَنَّهُ هُوَ لَمَشَيْتَ إِلَيْهِ حَتَّى أُقَبِّلَ رَأْسَهُ وَأَغْسِلَ قَدَمَيْهِ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَحَضَرْتُهُ يَتَحَادَرُ جَبِينُهُ عَرَقًا مَرْكُوبَ الصَّحِيفَةِ الَّتِي كَتَبَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَمَا زِلْتُ مَرْعُوبًا مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَسْلَمْتُ، وَفِي رِسَالَتِهِ: ” {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لَا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 64 – 33] ” ” {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة: 29]».
قُلْتُ: لِأَبِي سُفْيَانَ حَدِيثٌ فِي الصَّحِيحِ غَيْرُ هَذَا.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
20171 / 9590 – وَعَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: «بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ: ” مَنْ لَقِيتَ مِنَ الْعَرَبِ فَسَمِعْتَ فِيهِمُ الْأَذَانَ فَلَا تَعْرِضْ لَهُمْ، وَمَنْ لَمْ تَسْمَعْ فِيهِمُ الْأَذَانَ فَادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَإِنْ لَمْ يُجِيبُوا فَجَاهِدْهُمْ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
20172 / 9591 – وَعَنْ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ أَنَّهُ قَالَ: «بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَيْصَرَ فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ307\5 فَأَعْطَيْتُهُ الْكِتَابَ وَعِنْدَهُ ابْنُ أَخٍ لَهُ أَحْمَرُ أَزْرَقُ سَبْطُ الرَّأْسِ فَلَمَّا قَرَأَ الْكِتَابَ كَانَ فِيهِ: ” مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى هِرَقْلَ صَاحِبِ الرُّومِ “.
قَالَ: فَنَخَرَ ابْنُ أَخِيهِ نَخْرَةً وَقَالَ: لَا تَقْرَأْ هَذَا الْيَوْمَ. فَقَالَ لَهُ قَيْصَرُ: لِمَ؟ قَالَ: إِنَّهُ بَدَأَ بِنَفْسِهِ وَكَتَبَ صَاحِبَ الرُّومِ وَلَمْ يَكْتُبْ مِلْكَ الرُّومِ. فَقَالَ لَهُ قَيْصَرُ: لَتَقْرَأَنَّهُ فَلَمَّا قَرَأَ الْكِتَابَ وَخَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ، أَدْخَلَنِي عَلَيْهِ وَأَرْسَلَ إِلَى الْأُسْقُفِّ – وَهُوَ صَاحِبُ أَمْرِهِمْ فَأَخْبَرَهُ وَأَقْرَأَهُ الْكِتَابَ فَقَالَ الْأُسْقُفُّ: هَذَا الَّذِي كُنَّا نَنْتَظِرُ وَبَشَّرَنَا بِهِ عِيسَى. فَقَالَ لَهُ قَيْصَرُ: فَكَيْفَ تَأْمُرُنِي؟ قَالَ لَهُ الْأُسْقُفُّ: أَمَّا أَنَا فَمُصَدِّقُهُ وَمُتَّبِعُهُ فَقَالَ لَهُ قَيْصَرُ: أَمَّا أَنَا إِنْ فَعَلْتُ ذَهَبَ مُلْكِي، ثُمَّ خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ. فَأَرْسَلَ قَيْصَرُ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ وَهُوَ يَوْمَئِذٌ عِنْدَهُ فَقَالَ: حَدِّثْنِي عَنْ هَذَا الَّذِي خَرَجَ بِأَرْضِكُمْ مَا هُوَ؟ قَالَ: شَابٌّ. قَالَ: كَيْفَ حَسَبُهُ فِيكُمْ؟ قَالَ: هُوَ فِي حَسَبٍ مِنَّا لَا يَفْضُلُ عَلَيْهِ أَحَدٌ. قَالَ: هَذِهِ آيَةُ النُّبُوَّةِ. قَالَ: كَيْفَ صِدْقُهُ؟ قَالَ: مَا كَذَبَ قَطُّ. قَالَ: هَذِهِ آيَةُ النُّبُوَّةِ. قَالَ: أَرَأَيْتَ مَنْ خَرَجَ مِنْ أَصْحَابِكِمْ إِلَيْهِ هَلْ يَرْجِعُ إِلَيْكُمْ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: هَذِهِ آيَةُ النُّبُوَّةِ. قَالَ: أَرَأَيْتَ مَنْ خَرَجَ مِنْ أَصْحَابِهِ إِلَيْكُمْ يَرْجِعُونَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: هَذِهِ آيَةُ النُّبُوَّةِ. قَالَ: هَلْ يُنْكَبُ أَحْيَانًا إِذَا قَاتَلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ؟ قَالَ: قَدْ قَاتَلَهُ قَوْمٌ فَهَزَمَهُمْ وَهَزَمُوهُ. قَالَ: هَذِهِ آيَةُ النُّبُوَّةِ. قَالَ: ثُمَّ دَعَانِي فَقَالَ: أَبْلِغْ صَاحِبَكَ أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ وَلَكِنْ لَا أَتْرُكُ مُلْكِي.
قَالَ: وَأَمَّا الْأُسْقُفُّ فَإِنَّهُمْ كَانُوا يَجْتَمِعُونَ إِلَيْهِ فِي كُلِّ أَحَدٍ فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ فَيُحَدِّثُهُمْ وَيُذَكِّرُهُمْ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْأَحَدِ لَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ وَقَعَدَ إِلَى يَوْمِ الْأَحَدِ الْآخَرِ، فَكُنْتُ أَدْخُلُ إِلَيْهِ فَيُكَلِّمُنِي وَيُسَائِلُنِي، فَلَمَّا جَاءَ الْأَحَدُ الْآخَرُ انْتَظَرُوهُ لِيَخْرُجَ إِلَيْهِمْ فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ وَاعْتَلَّ عَلَيْهِمْ بِالْمَرَضِ فَفَعَلَ ذَلِكَ مِرَارًا وَبَعَثُوا إِلَيْهِ لَتَخْرُجَنَّ إِلَيْنَا أَوْ لَنَدْخُلَنَّ عَلَيْكَ فَنَقْتُلَكَ فَإِنَّا قَدْ أَنْكَرْنَاكَ مُنْذُ قَدِمَ هَذَا الْعَرَبِيُّ فَقَالَ الْأُسْقُفُّ: خُذْ هَذَا الْكِتَابَ وَاذْهَبْ إِلَى صَاحِبِكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهِ السَّلَامَ وَأَخْبِرْهُ أَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنْ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَأَنِّي قَدْ آمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُهُ وَاتَّبَعْتُهُ، وَأَنَّهُمْ قَدْ أَنْكَرُوا عَلَيَّ ذَلِكَ فَبَلِّغْهُ مَا تَرَى، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْهِمْ فَقَتَلُوهُ ثُمَّ خَرَجَ دِحْيَةُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ رُسُلُ عُمَّالِ كِسْرَى عَلَى صَنْعَاءَ بَعَثَهُمْ إِلَيْهِ وَكَتَبَ إِلَى صَاحِبِ صَنْعَاءَ يَتَوَعَّدُهُ يَقُولُ: لَتَكْفِيَنِّي رَجُلًا خَرَجَ بِأَرْضِكَ يَدْعُونِي إِلَى دِينِهِ أَوْ أُؤَدِّي الْجِزْيَةَ أَوْ308\5 لَأَقْتُلَنَّكَ أَوْ لَأَفْعَلَنَّ بِكَ فَبَعَثَ صَاحِبُ صَنْعَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ رَجُلًا فَوَجَدَهُمْ دِحْيَةُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قَرَأَ كِتَابَ صَاحِبِهِمْ تَرَكَهُمْ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً فَلَمَّا مَضَتْ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً تَعَرَّضُوا لَهُ، فَلَمَّا رَآهُمْ دَعَاهُمْ فَقَالَ: ” اذْهَبُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ فَقُولُوا لَهُ: إِنَّ رَبِّي قَتَلَ رَبَّهُ اللَّيْلَةَ “. فَانْطَلَقُوا فَأَخْبَرُوهُ بِالَّذِي صَنَعَ فَقَالَ: احْصُوَا هَذِهِ اللَّيْلَةَ، قَالَ: أَخْبَرُونِي كَيْفَ رَأَيْتُمُوهُ؟ قَالُوا: مَا رَأَيْنَا مَلِكًا أَهْنَأَ مِنْهُ يَمْشِي فِيهِمْ لَا يَخَافُ شَيْئًا مُبْتَذِلًا لَا يُحْرَسُ وَلَا يَرْفَعُونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ. قَالَ دِحْيَةُ: ثُمَّ جَاءَ الْخَبَرُ أَنَّ كِسْرَى قُتِلَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ».
قال الهيثميُّ : رواه البزار عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ وَكِلَاهُمَا ضَعِيفٌ.
20173 / 9592 – وَعَنْ عُمَيْرِ بْنِ مُقْبِلٍ الْجُذَامِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «وَفَدَ رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدٍ الْجُذَامِيُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا فِيهِ: “بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِرِفَاعَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنِّي بَعَثْتُهُ إِلَى قَوْمِهِ عَامَّةً وَمَنْ دَخَلَ فِيهِمْ يَدَعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ، فَمَنْ آمَنَ فَفِي حِزْبِ اللَّهِ وَحِزْبِ رَسُولِهِ وَمَنْ أَدْبَرَ فَلَهُ أَمَانُ شَهْرَيْنِ “.
فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى قَوْمِهِ أَجَابُوهُ ثُمَّ سَارَ حَتَّى نَزَلَ الْحَرَّةَ حَرَّةَ الرَّجْلَى، ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ قَدِمَ دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ مِنْ عِنْدِ قَيْصَرَ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِوَادٍ مِنْ أَوْدِيَتِهِمْ يُقَالُ لَهُ: شَنَارٌ وَمَعَهُ تِجَارَةٌ أَغَارَ عَلَيْهِمُ الْهُنَيْدُ بْنُ عُوَيْصٍ وَأَبُوهُ الضَّبْعِيُّ بَطْنٌ مِنْ جُذَامٍ فَأَصَابُوا كُلَّ شَيْءٍ مَعَهُ، ثُمَّ إِنَّ نَفَرًا مِنْ قَوْمِ رِفَاعَةَ نَفَذُوا إِلَيْهِ فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ وَفِي مَنْ أَقْبَلَ: النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي جِعَالٍ حَتَّى لَقُوهُمْ وَاقْتَتَلُوا، وَرَمَى قُرَّةُ بْنُ أَشْقَرَ الضَّبْعِيُّ النُّعْمَانَ بْنَ أَبِي جِعَالٍ بِحَجَرٍ فَأَصَابَ كَعْبَهُ وَدَمَّاهُ وَقَالَ: ابْنُ أُثَالَةَ ثُمَّ رَمَاهُ النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي جِعَالٍ بِحَجَرٍ فَأَصَابَ رُكْبَتَهُ وَقَالَ: أَنَا ابْنُ أُثَالَةَ، وَقَدْ كَانَ حَسَّانُ بْنُ مِلَّةَ صَحِبَ دِحْيَةَ الْكَلْبِيَّ قَبْلَ ذَلِكَ فَعَلَّمَهُ أُمَّ الْكِتَابِ وَاسْتَنْقَذُوا مَا فِي أَيْدِيهِمْ فَرَدُّوهُ عَلَى دِحْيَةَ.
ثُمَّ إِنَّ دِحْيَةَ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ، فَاسْتَسْقَاهُ دَمَ الْهُنَيْدِ وَأَبِيهِ عُوَيْصٍ، وَذَلِكَ الَّذِي هَاجَ زَيْدٌ وَجُذَامٍ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ وَبَعَثَ مَعَهُ جَيْشًا وَقَدْ تَوَجَّهَتْ غَطَفَانُ وَجُذَامَ وَوَائِلُ وَمَنْ كَانَ مِنْ سَلْمَانَ وَسَعْدِ بْنِ هُذَيْلٍ حَتَّى جَاءَهُمْ رِفَاعَةُ بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 309\5 فَنَزَلَ الْحَرَّةَ حَرَّةَ الرَّجْلَى وَرِفَاعَةُ بِكُرَاعِ الْعَمِيمِ وَمَعَهُ نَاسٌ مِنْ بَنِي ضَبِيبٍ وَسَائِرُ بَنِي الضَّبِيبِ بِوَادِي مَدَارَةَ مِنْ نَاحِيَةِ الْحَرَّةِ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ مُتَّصِلًا هَكَذَا وَمُنْقَطِعًا مُخْتَصَرًا عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ لَمْ يُجَاوِزْهُمْ وَفِي الْمُتَّصِلِ جَمَاعَةٌ لَمْ أَعْرِفْهُمْ وَإِسْنَادُهُمَا إِلَى ابْنِ إِسْحَاقَ جَيِّدٌ.
20174 / 9593 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حَيٍّ مِنَ الْعَرَبِ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَلَمْ يَقْبَلُوا الْكِتَابَ وَرَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرُوهُ فَقَالَ: ” أَمَا إِنِّي لَوْ بُعِثْتُ بِهِ إِلَى قَوْمٍ بِشَطِّ عُمَانَ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ وَأَسْلَمَ لَقَبِلُوهُ ” ..
ثُمَّ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْجُلَنْدَا يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ فَقَبِلَهُ وَأَسْلَمَ وَبَعَثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَدِيَّةً فَقَدِمَتِ الْهَدِيَّةُ، وَقَدْ قُبَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ الْهَدِيَّةَ مَوْرَثًا فَقَسَمَهَا بَيْنَ فَاطِمَةَ وَبَيْنَ النَّاسِ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَمْرُو بْنُ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
20175 / 9594 – وَعَنْ مُجَمِّعِ بْنِ عَتَّابِ بْنِ شِمْرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنْ لِي أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا وَإِخْوَةً، فَأَذْهَبُ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ أَنْ يُسْلِمُوا فَآتِيكَ بِهِمْ؟ قَالَ: “إِنْ هُمْ أَسْلَمُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُمْ وَإِنْ هُمْ أَقَامُوا فَالْإِسْلَامُ عَرِيضٌ وَاسِعٌ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ جَابِرٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2900) لأبي بكر.
وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (1/ 152).
20176 / 9595 – وَعَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: كَتَبَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ إِلَى أَهْلِ فَارِسٍ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى رُسَيْمَ وَمِهْرَانَ وَمَلَأِ فَارِسٍ، سَلَامٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّا نَدْعُوكُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَإِنْ أَبَيْتُمْ فَأَعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَأَنْتُمْ صَاغِرُونَ، فَإِنْ أَبَيْتُمْ فَإِنَّ مَعِي قَوْمًا يُحِبُّونَ الْقَتْلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَا تُحِبُّ فَارِسُ الْخَمْرَ. وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى ..
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ أَوْ صَحِيحٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (4432) لمسدّد. وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 261).
باب منه في الدعاء إلى الإسلام وفرائضه وسننه
20177 / 9596 – عَنِ الْجَارُودِ أَنَّهُ أَخَذَ هَذِهِ النُّسْخَةَ مِنْ نُسْخَةِ الْعَلَاءِ، «الَّذِي كَتَبَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْبَحْرِينِ: ” بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الْقُرَشِيِّ الْهَاشِمِيِّ، رَسُولِ اللَّهِ وَنَبِيِّهِ، إِلَى كَافَّةِ خَلْقِهِ لِلْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ، وَمَنْ تَبِعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَهْدًا عَهِدَهُ إِلَيْهِمْ، اتَّقُوا اللَّهَ أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ مَا اسْتَطَعْتُمْ فَإِنِّي قَدْ بَعَثْتُ عَلَيْكُمُ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ، وَأَمَرْتُهُ أَنْ310\5 يَتَّقِيَ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنْ يُلِينَ فِيكُمُ الْجَنَاحَ، وَيُحْسِنَ فِيكُمُ السِّيرَةَ وَيَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ مَنْ لَقِيَهُ مِنَ النَّاسِ بِمَا أَمَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ مِنَ الْعَدْلِ، وَأَمَرْتُكُمُ بِطَاعَتِهِ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ، فَإِنْ حَكَمَ فَعَدَلَ، وَقَسَمَ فَأَقْسَطَ وَاسْتُرْحِمَ فَرَحِمَ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا وَأَحْسِنُوا مُؤَازَرَتَهُ وَمَعُونَتَهُ، فَإِنَّ لِي عَلَيْكُمْ مِنَ الْحَقِّ طَاعَةً وَحَقًّا وَعَظِيمًا لَا تَقْدِرُونَهُ كُلَّ قَدْرِهِ، وَلَا يَبْلُغُ الْقَوْلُ كُنْهَ عَظَمَةِ حَقِّ اللَّهِ وَحَقِّ رَسُولِهِ، وَكَمَا أَنَّ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ عَلَى النَّاسِ عَامَّةً وَعَلَيْكُمْ خَاصَّةً حَقًّا فِي طَاعَتِهِ وَالْوَفَاءِ بِعَهْدِهِ فَرَضِيَ اللَّهُ عَنْ مَنِ اعْتَصَمَ بِالطَّاعَةِ. حَقٌّ كَذَلِكَ لِلْمُسْلِمِينَ عَلَى وُلَاتِهِمْ حَقٌّ وَاجِبٌ وَطَاعَةٌ، فَإِنَّ الطَّاعَةَ دَرْكُ خَيْرٍ، وَنَجَاةٌ مِنْ كُلِّ شَرٍّ، وَأَنَا أُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى كُلِّ مَنْ وَلَّيْتُهُ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ قَلِيلًا أَوْ كَثِيرًا، فَلْيَسْتَخِيرُوا اللَّهَ عِنْدَ ذَلِكَ، ثُمَّ لِيَسْتَعْمِلُوا عَلَيْهِمْ أَفْضَلَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ. أَلَا وَإِنْ أَصَابَتِ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ، فَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ سَيْفُ اللَّهِ يَخْلُفُ فِيهِمُ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا وَأَحْسِنُوا مُؤَازَرَتَهُ وَطَاعَتَهُ، فَسِيرُوا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ وَعَوْنِهِ وَنَصْرِهِ وَعَاقِبَةِ رُشْدِهِ وَتَوْفِيقِهِ. مَنْ لَقِيتَهُمْ مِنَ النَّاسِ فَادْعُوهُمْ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّتِهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِحْلَالِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُمْ فِي كِتَابِهِ وَتَحْرِيمِ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ، وَأَنْ يَخْلَعُوا الْأَنْدَادَ وَيَبْرَءُوا مِنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ وَالنِّفَاقِ وَأَنْ يَكْفُرُوا بِعِبَادَةِ الطَّوَاغِيتِ وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى وَأَنْ يَتْرُكُوا عِبَادَةَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَعُزَيْرِ بْنِ حَرْوَةَ وَالْمَلَائِكَةِ وَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالنِّيرَانِ وَكُلِّ مَنْ يُتَّخَذُ نُصُبًا مِنْ دُونِ اللَّهِ، وَأَنْ يَتَبَرَّءُوا مِمَّا بَرِئَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ وَأَقَرُّوا بِهِ فَقَدْ دَخَلُوا فِي الْوَلَايَةِ وَسَمُّوهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ بِمَا فِي كِتَابِ اللَّهِ الَّذِي تَدْعُونَهُمْ إِلَيْهِ، كِتَابِ اللَّهِ الْمُنَزَّلِ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى صَفِيِّهِ مِنَ الْعَالَمِينَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَسُولِهِ وَنَبِيِّهِ أَرْسَلَهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ عَامَّةً، الْأَبْيَضُ مِنْهُمْ وَالْأَسْوَدُ وَالْإِنْسُ وَالْجِنُّ، كِتَابٌ فِيهِ تِبْيَانُ كُلِّ شَيْءٍ كَانَ قَبْلَكُمْ، وَمَا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ لِيَكُونَ حَاجِزًا بَيْنَ النَّاسِ حَجَزَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَهُمْ عَنْ بَعْضٍ، وَهُوَ كِتَابُ اللَّهِ مُهَيْمِنًا عَلَى الْكُتُبِ مُصَدِّقًا لِمَا فِيهَا مِنَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ، يُخْبِرُكُمُ اللَّهُ فِيهِ بِمَا كَانَ قَبْلَكُمْ مِمَّا فَاتَكُمْ دَرْكُهُ مِنْ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ الَّذِينَ أَتَتْهُمْ رُسُلُ اللَّهِ وَأَنْبِيَاؤُهُ، كَيْفَ كَانَ جَوَابُهُمْ لِرُسُلِهِمْ؟ وَكَيْفَ تَصْدِيقُهُمْ بِآيَاتِ اللَّهِ؟ وَكَيْفَ كَانَ تَكْذِيبُهُمْ [بِآيَاتِ اللَّهِ؟ فَأَخْبَرَكُمُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ شَأْنَهُمْ وَأَعْمَالَهَمْ وَأَعْمَالَ مَنْ هَلَكَ مِنْهُمْ] بِذَنْبِهِ، فَتَجَنَّبُوا مِثْلَ ذَلِكَ أَنْ تَعْمَلُوا مِثْلَهُ لِكَيْ لَا يَحُلَّ311\5 عَلَيْكُمْ مِنْ سَخَطِهِ وَنِقْمَتِهِ مِثْلُ الَّذِي حَلَّ عَلَيْهِمْ مِنْ سُوءِ أَعْمَالِهِمْ وَتَهَاوُنِهِمْ بِأَمْرِ اللَّهِ.
وَأَخْبَرَكُمْ فِي كِتَابِهِ هَذَا بِإِنْجَاءِ مَنْ نَجَا مِمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ لِكَيْ تَعْمَلُوا مِثْلَ أَعْمَالِهِمْ، فَكَتَبَ لَكُمْ فِي كِتَابِهِ هَذَا تِبْيَانَ ذَلِكَ كُلِّهِ رَحْمَةً مِنْهُ لَكُمْ وَشَفَقَةً مِنْ رَبِّكُمْ عَلَيْكُمْ، وَهُوَ هُدًى مِنَ اللَّهِ مِنَ الضَّلَالَةِ وَتِبْيَانٌ مِنَ الْعَمَى وَإِقَالَةٌ مِنَ الْعَثْرَةِ وَنَجَاةٌ مِنَ الْفِتْنَةِ وَنُورٌ مِنَ الظُّلْمَةِ وَشِفَاءٌ مِنَ الْأَحْدَاثِ وَعِصْمَةٌ مِنَ الْهَلَاكِ وَرُشْدٌ مِنَ الْغَوَايَةِ وَبَيَانُ مَا بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فِيهِ كَمَالُ دِينِكُمْ.
فَإِذَا عَرَضْتُمْ عَلَيْهِمْ فَأَقَرُّوا لَكُمْ فَقَدِ اسْتَكْمَلُوا الْوَلَايَةَ، فَاعْرِضُوا عَلَيْهِمْ عِنْدَ ذَلِكَ الْإِسْلَامَ – وَالْإِسْلَامُ: الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ وَحَجُّ الْبَيْتِ وَصِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ وَالْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ وَالطَّهُورُ قَبْلَ الصَّلَاةِ وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ وَصِلَةُ الرَّحِمِ الْمُسْلِمَةِ، وَحُسْنُ صُحْبَةِ الْوَالِدَيْنِ الْمُشْرِكَيْنِ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَقَدْ أَسْلَمُوا.
فَادْعُوهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ إِلَى الْإِيمَانِ، وَانْعَتُوا لَهُمْ شَرَائِعَكُمْ، وَمَعَالِمُ الْإِيمَانِ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّ مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ الْحَقُّ، وَأَنَّ مَا سِوَاهُ الْبَاطِلُ، وَالْإِيمَانُ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَالْإِيمَانُ بِهَذَا الْكِتَابِ، وَمَا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَمَا خَلْفَهُ بِالتَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ، وَالْإِيمَانُ بِالْبَيِّنَاتِ وَالْمَوْتِ وَالْحَيَاةِ وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْحِسَابِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَالنُّصْحِ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ كَافَّةً، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ وَأَقَرُّوا بِهِ فَهُمْ مُسْلِمُونَ مُؤْمِنُونَ.
ثُمَّ تَدْعُوهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى الْإِحْسَانِ – أَنْ يُحْسِنُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللَّهِ فِي أَدَاءِ الْأَمَانَةِ، وَعَهْدِهِ الَّذِي عَهِدَ إِلَى رَسُولِهِ وَعَهْدِ رَسُولِهِ إِلَى خَلْقِهِ وَأَئِمَّةِ الْمُؤْمِنِينَ وَالتَّسْلِيمِ لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ غَائِلَةٍ عَلَى لِسَانٍ وَيَدٍ، وَأَنْ يَبْتَغُوا لِبَقِيَّةِ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا كَمَا يَبْتَغِي أَحَدُكُمْ لِنَفْسِهِ وَالتَّصْدِيقِ بِمَوَاعِيدِ الرَّبِّ وَلِقَائِهِ وَمُعَاتَبَتِهِ وَالْوَدَاعِ مِنَ الدُّنْيَا مِنْ كُلِّ سَاعَةٍ، وَالْمُحَاسَبَةِ لِلنَّفْسِ عِنْدَ اسْتِئْنَافِ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، وَالتَّعَاهُدِ لِمَا فَرَضَ اللَّهُ يُؤَدُّونَهُ إِلَيْهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ. فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَهُمْ مُسْلِمُونَ مُؤْمِنُونَ مُحْسِنُونَ.
ثُمَّ انْعَتُوا لَهُمُ الْكَبَائِرَ، وَدُلُّوهُمْ عَلَيْهَا، وَخَوِّفُوهُمْ مِنَ الْهَلَكَةِ فِي الْكَبَائِرِ، إِنَّ الْكَبَائِرَ هُنَّ الْمُوبِقَاتُ أَوَّلُهُنَّ الشِّرْكُ بِاللَّهِ، (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ)، وَالسِّحْرُ وَمَا لِلسَّاحِرِ مِنْ خَلَاقٍ، وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ: يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ: يَبُوءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ، وَالْغُلُولُ: فَيَأْتُوا بِمَا غَلُّوا يَوْمَ312\5 الْقِيَامَةِ لَا يُقْبَلُ مِنْهُمْ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الْمُؤْمِنَةِ: جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَةِ: لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَأَكَلُوا مَالَ الْيَتِيمِ: يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا، وَأَكْلُ الرِّبَا: فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ. فَإِذَا انْتَهَوْا عَنِ الْكَبَائِرِ فَهُمْ مُسْلِمُونَ مُؤْمِنُونَ مُحْسِنُونَ مُتَّقُونَ فَقَدِ اسْتَكْمَلُوا التَّقْوَى.
فَادْعُوهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى الْعِبَادَةِ، وَالْعِبَادَةُ: الصِّيَامُ، وَالْقِيَامُ، وَالْخُشُوعُ، وَالرُّكُوعُ، وَالسُّجُودُ، وَالْإِنَابَةُ، وَالْإِحْسَانُ، وَالتَّحْمِيدُ، وَالتَّمَجُّدُ، وَالتَّهْلِيلُ، وَالتَّكْبِيرُ، وَالصَّدَقَةُ بَعْدَ الزَّكَاةِ، وَالتَّوَاضُعُ، وَالسَّكِينَةُ، وَالسُّكُونُ، وَالْمُؤَاسَاةُ، وَالدُّعَاءُ، وَالتَّضَرُّعُ، وَالْإِقْرَارُ بِالْمَلَكَةِ وَالْعُبُودِيَّةِ لَهُ، وَالِاسْتِقْلَالُ لِمَا كَثُرَ مِنَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ. فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَهُمْ مُؤْمِنُونَ مُحْسِنُونَ مُتَّقُونَ عَابِدُونَ.
فَإِذَا اسْتَكْمَلُوا الْعِبَادَةَ فَادْعُوهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ إِلَى الْجِهَادِ، وَبَيِّنُوا لَهُمْ وَرَغِّبُوهُمْ فِيمَا رَغَّبَهُمُ اللَّهُ فِيهِ مِنْ فَضْلِ الْجِهَادِ وَفَضْلِ ثَوَابِهِ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنِ انْتَدَبُوا فَبَايِعُوهُمْ وَادْعُوهُمْ حِينَ تُبَايِعُوهُمْ إِلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ، عَلَيْكُمْ عَهْدُ اللَّهِ وَذِمَّتُهُ وَسَبْعُ كَفَالَاتٍ مِنْهُ، لَا تَنْكُثُوا أَيْدِيَكُمْ مِنْ بَيْعَةٍ وَلَا تَنْقُضُوا أَمْرَ وُلَاتِي مِنْ وُلَاةِ الْمُسْلِمِينَ فَإِذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَبَايِعُوهُمْ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ لَهُمْ فَإِذَا خَرَجْتُمْ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ غَضَبًا لِلَّهِ وَنَصْرًا لِدِينِهِ فَمَنْ لَقِيَهُمْ مِنَ النَّاسِ فَلْيَدْعُوهُمْ إِلَى مِثْلِ الَّذِي دَعَاهُمْ إِلَيْهِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَإِسْلَامِهِ [وَإِيمَانِهِ] وَإِحْسَانِهِ وَتَقْوَاهُ وَعِبَادَتِهِ وَهِجْرَتِهِ، فَمَنِ اتَّبَعَهُمْ فَهُوَ الْمُسْتَجِيبُ الْمُؤْمِنُ الْمُحْسِنُ التَّقِيُّ الْعَابِدُ الْمُهَاجِرُ، لَهُ مَا لَكَمَ وَعَلَيْهِ مَا عَلَيْكُمْ وَمَنْ أَبَى هَذَا عَلَيْكُمْ فَقَاتِلُوهُ حَتَّى يَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ وَيَفِيءَ إِلَى فَيْئَتِهِ. وَمَنْ عَاهَدْتُمْ وَأَعْطَيْتُمُوهُمْ ذِمَّةَ اللَّهِ فَوَفُّوا لَهُ بِهَا وَمَنْ أَسْلَمَ وَأَعْطَاكُمُ الرِّضَا فَهُوَ مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مِنْهُ وَمَنْ قَاتَلَكُمْ عَلَى هَذَا مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنْتُمُوهُ لَهُ فَقَاتِلُوهُ وَمَنْ حَارَبَكُمْ فَحَارِبُوهُ وَمَنْ كَايَدَكُمْ فَكَايِدُوهُ وَمَنْ جَمَعَ لَكُمْ فَاجْمَعُوا لَهُ أَوْ غَالَكُمْ فَغُولُوهُ أَوْ خَادَعَكُمْ فَخَادِعُوهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَعْتَدُوا أَوْ مَاكَرَكُمْ فَامْكُرُوا بِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَعْتَدُوا سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَإِنَّهُ مَنْ يَنْتَصِرْ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَكُمْ يَرَاكُمْ وَيَرَى أَعْمَالَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَهُ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا عَلَى حَذَرٍ، إِنَّمَا هَذِهِ أَمَانَةٌ ائْتَمَنَنِي عَلَيْهَا رَبِّي أُبَلِّغُهَا عِبَادَهُ عُذْرًا مِنْهُ إِلَيْهِمْ وَحُجَّةً احْتَجَّ بِهَا عَلَى مَنْ يَعْلَمُهُ مِنْ خَلْقِهِ جَمِيعًا، فَمَنْ عَمِلَ313\5 بِمَا فِيهِ نَجَا وَمَنْ تَبِعَ مَا فِيهِ اهْتَدَى، وَمَنْ خَاصَمَ بِهِ فَلَحَ وَمَنْ قَاتَلَ بِهِ نُصِرَ وَمَنْ تَرَكَهُ ضَلَّ حَتَّى يُرَاجِعَهُ تَعَلَّمُوا مَا فِيهِ وَسَمِّعُوهُ آذَانَكُمْ وَأَوْعُوهُ أَجْوَافَكُمْ وَاسْتَحْفِظُوهُ قُلُوبَكُمْ فَإِنَّهُ نُورُ الْأَبْصَارِ وَرَبِيعُ الْقُلُوبِ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ كَفَى بِهِ أَمْرًا وَمُعْتَبَرًا وَزَجْرًا وَعِظَةً وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَهَذَا هُوَ الْخَيْرُ الَّذِي لَا شَرَّ فِيهِ.
كِتَابُ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِلْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْبَحْرَيْنِ يَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولِهِ، أَمَرَهُمْ أَنْ يَدْعُوَ إِلَى مَا فِيهِ مِنْ حَلَالٍ وَيَنْهَى عَمَّا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ وَيَدُلُّ عَلَى مَا فِيهِ مِنْ رُشْدٍ وَيَنْهَى عَمَّا فِيهِ مِنْ غَيٍّ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ مِنْ رِوَايَةِ دَاوُدَ بْنِ الْمُحَبَّرِ عَنْ أَبِيهِ وَكِلَاهُمَا ضَعِيفٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2119) للحارث. قُلْتُ: وَتَأْتِي بَقِيَّةُ دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْإِسْلَامِ وَصَبْرُهُ عَلَى الْأَذَى فِي الْمَغَازِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
وبقيته في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 138): كِتَابٌ ائْتَمَنَ عَلَيْهِ نَبِيُّ اللَّهِ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ وَخَلِيفَتَهُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ سَيْفَ اللَّهِ، وَقَدْ أَعْذَرَ إِلَيْهِمَا فِي الْوَصِيَّةِ مِمَّا فِي هَذَا الْكِتَابِ إِلَى مَنْ مَعَهُمَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَلَمْ يَجْعَلْ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ عذرًا في إضاعة شيءً منه لا الولاة ولا المتولى عليهم ممن بَلَغَهُ هَذَا الْكِتَابُ مِنَ الْخَلْقِ جَمِيعًا، فَلَا عُذْرَ لَهُ وَلَا حُجَّةَ، وَلَا يُعْذَرُ بِجَهَالَةِ شيءٍ مِمَّا فِي هَذَا الْكِتَابِ.
كَتَبَ هَذَا الْكِتَابَ لِثَلَاثٍ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ لِأَرْبَعِ سِنِينَ مضين من مهاجرة نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا شهرين، شهد الْكِتَابَ يَوْمَ كَتَبَهُ ابْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَعُثْمَانُ بن عفان يمليه عليه، ورسوله اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ، وَالْمُخْتَارُ بن قيس القرشي وأبو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ وَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ الْعَبَسِيُّ وَقُصَيُّ ابن أبي عمرو الحميري وشبيب بن أبي مرثد الغساني و (المستنير) بْنُ أَبِي صَعْصَعَةَ الْخُزَاعِيُّ وَعَوَانَةُ بْنُ شَمَّاخٍ الْجُهَنِيُّ وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ وَسَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ وَزَيْدُ بْنُ عَمْرٍو، وَالنُّقَبَاءُ: رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَرَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَةَ وَأَرْبَعَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، حِينَ دَفَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ سَيْفُ اللَّهِ “.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ، وَكَذِبِ دَاوُدَ بْنِ الْمُحَبَّرِ.
باب النهي عن القتال إذا رأى المسلمون مسجدا أو سمعوا أذانا
20178 / 1086 – (ت د) عِصامُ المُزَنِيُّ – رضي الله عنه -: قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا بعثَ جيْشاً أو سَريَّة، يقولُ لهم: «إذا رأَيتُم مَسْجِداً، أو سمعتُم مُؤذِّناً، فلا تقتلوا أحداً» . أخرجه الترمذي وأبو داود.
باب فيمن وجد في الطريق من المقاتلة المشركين فادعى الاسلام
20179 / 1089 – (د) جندب بن مكيث – رضي الله عنه -: قال: بعثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عَبْدَ الله بن غالبٍ اللَّيْثِيّ في سرية – وكنتُ فيهم – وأمَرَهُمْ: أنْ يَشُنُّوا الغارَةَ على بني المُلوَّحِ بالكَدِيدِ، فخرَجنا حتى إذا كُنَّا بالكديد، لَقِينَا الحارث بن الْبَرْصاءِ اللَّيْثِيَّ، فأَخَذْناهُ، فقال: إنما جِئْتُ أُريدُ الإسلامَ، وإنَّما خَرَجْتُ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقُلْنَا: إنْ تَكُ مُسْلِماً لنْ يضُرَّكَ رِباطُنَا يوماً وليلة، وإنْ تَكُ غيْرَ ذلك نَسْتَوثقُ مِنكَ، فَشَدَدْناهُ وثَاقاً. أخرجه أبو داود.
باب الوفاء للمعاهد والمهادن
20180 / 1134 – (ت د) سليم بن عامر- رحمه الله -: قال: كان بين معاوية وبين الروم عهدٌ، وكان يسيرُ نحو بلادهم لِيَقْرُبَ، حتى إذا انْقضَى العَهْدُ غَزاهم، فجاء رجلٌ على فرسٍ- أو بِرْذَوْنٍ – وهو يقول: الله أكبر، الله أكبر، وَفاءٌ لا غَدْرٌ، فإذا هو عمرو بن عبسة، فأرْسلَ إليه معاوية فسأله؟ فقال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مَنْ كان بينه وبين قومٍ عهدٌ فلاَ يشُدُّ عُقْدَة ولا يَحُلُّها حتى ينقَضِيَ أمَدُها، أوْ ينبذ إليهم على سَواء» ، فَرجعَ معاوية.
أخرجه الترمذي، وأبو داود، إِلا أنَّ في رواية الترمذي: الله أَكبرُ – مرة واحدة. وفيها: على داَّبةٍ، أو فَرَسٍ.
وأخرج أبو داود عن سُليم بن عامر عن رجل من حمير، والترمذي عن سليم نفسه.
20181 / 1135 – (خ) أبو هريرة – رضي الله عنه -: قال: كَيْفَ أنُتْم إذا لم تَجْتَبُوا دِرْهماً ولا ديناراً؟ فقيل له: وكيف تَرَى ذلك كائناً يا أبا هريرة؟ قال: إي والذي نفسُ أبي هريرة بيده، عن الصادق المصدوق، قالوا: عَمَّ ذلك؟ قال: تُنْتَهَكُ ذِمَّةُ الله وذمَّةُ رسوله، فَيَشُدُّ الله قُلوبَ أهلِ الذِّمَّةِ، فيمنعونَ ما في أيديهم. أخرجه البخاري.
20182 / 1136 – (د س) أبو بكرة – رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من قتل مُعَاهَداً في غيرِ كُنْهِهِ، حرَّم الله عليه الجنة» . أخرجه أبو داود.
وأخرجه النسائي، وزاد في رواية: «أن يَشُمَّ ريحَها» .
وفي أخرى له قال: «من قتل رجلاً من أهل الذِّمةِ لم يجدْ ريحَ الجنَّة، وإن ريحها ليُوجَدُ من مسيرةِ سبعين عَاماً».
20183 / 1137 – (خ س ه – عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ): قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قتل مُعَاهِداً لم يَرَحْ رائحة الجنة، وإنَّ ريحها يوجدُ من مسيرةِ أربعين عاماً» . هذه رواية البخاري. وابن ماجه.
وأخرجه النسائي، وقال: «من قتل قتيلاً من أهل الذِّمَّةِ».
20184 / 1138 – (ت ه أبو هريرة رضي الله عنه : أَنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «أَلا مَنْ قَتَلَ نَفْساً مُعاهَدَة له ذِمَّةُ الله وذمة رسوله، فقد أخْفَرَ بِذمَّةِ اللهِ، فلا يُرَحْ رائحَةَ الجنة، وإنَّ رِيحها ليُوجَدُ من مَسيرة سبعين خريفاً». أخرجه الترمذي. و ابن ماجه دون قوله ( فقد أخفر بذمة الله ).
20185 / 1139 – (د) صفوان بن سليم – رحمه الله-: عن عدة من أبناء أصحاب رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم عن آبائهم دِنيَة، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «ألا مَنْ ظَلَمَ مُعاهِداً، أو انتَقَصَهُ، أو كلَّفَهُ فوق طاقَتِه، أو أخَذَ منه شيئاً بغير طيب نفْسٍ، فَأنا حَجِيجُهُ يومَ القيامةِ» أخرجه أبو داود.
20186 / 1146 – (ط) مالك بن أنس – رحمه الله -: قال: بَلَغَني: أنَّ عبدَ الله بن عباس قال: ما خَتر قومٌ بالعهدِ إلا سُلِّطَ عليهم العدوُّ. أخرجه مالك في الموطأ.
20187 / 2688 -( ه – رِفَاعَةَ بْنِ شَدَّادٍ الْفِتْيَانِيِّ رحمه الله) قَالَ: لَوْلَا كَلِمَةٌ سَمِعْتُهَا مِنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيِّ، لَمَشَيْتُ فِيمَا بَيْنَ رَأْسِ الْمُخْتَارِ وَجَسَدِهِ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَمِنَ رَجُلًا عَلَى دَمِهِ، فَقَتَلَهُ، فَإِنَّهُ يَحْمِلُ لِوَاءَ غَدْرٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». أخرجه ابن ماجه.
20188 / 2689 – ( ه – رِفَاعَةَ رحمه الله) قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْمُخْتَارِ فِي قَصْرِهِ فَقَالَ: قَامَ جِبْرَائِيلُ مِنْ عِنْدِيَ السَّاعَةَ. فَمَا مَنَعَنِي مِنْ ضَرْبِ عُنُقِهِ إِلَّا حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا أَمِنَكَ الرَّجُلُ عَلَى دَمِهِ فَلَا تَقْتُلْهُ» فَذَاكَ الَّذِي مَنَعَنِي مِنْهُ. أخرجه ابن ماجه.
باب النهي عن قتل الرسل
20189 / 1141 – (د) سلمة بن نعيم بن مسعود بن الأشجعي- رحمه الله -: عن أبيه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول – حين قرأ كتابَ مُسَيْلمة – للرُّسُلِ: «ما تقولان أنتما؟ قالا: نقولُ كما قال، قال: أمَا واللهِ لولا أن الرُّسُلَ لا تُقْتَلُ لضَرَبْتُ أعناقَكُما». أخرجه أبو داود.
20190 / 9521 – (د) سلمة بن نعيم بن مسعود الأشجعي عن أبيه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال – حين قرأ كتابَ مُسَيْلِمةَ إليه – للرسل: «فما تقولان أنتما؟ قالا: نقول كما قال، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : أمَا واللهِ ، لولا أنَّ الرُّسُلَ لا تُقْتَلُ لَضَرَبْتُ أعناقَكما» أخرجه أبو داود.
20191 / 9597\1897– حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ قَالَ : أَتَى رَجُلٌ نبي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحثا عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَجَعَلَ الْحَمْدَ مَعَهُ ثَلَاث فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاتَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَيُّ كَلِمَةٍ صَبَّهَا الشَّيْطَانُ عَلَيْهِ وَلَوْ كُنْتُ قَاتِلًا وَافِدًا مِنَ الْعَرَبِ قَتَلْتُهُ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1897) لمسدّد.
هو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 142).
20192 / 9597 – عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: «قَالَ عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ حِينَ قَتَلَ ابْنَ النَّوَّاحَةِ: إِنَّ هَذَا وَابْنَ أُثَالٍ كَانَا أَتَيَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولَيْنِ لِمُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَتَشْهَدَانِ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ “. فَقَالَا: نَشْهَدُ أَنَّ مُسَيْلِمَةَ رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ: ” لَوْ كُنْتُ قَاتِلًا وَفْدًا لَضَرَبْتُ أَعْنَاقَكُمَا”. قَالَ: فَجَرَتِ السُّنَّةُ: أَنَّ الرُّسُلَ لَا تُقْتَلُ. فَأَمَّا ابْنُ أُثَالٍ فَكَفَانَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَأَمَّا هَذَا فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ فِيهِ حَتَّى أَمْكَنَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ الْآنَ».
قُلْتُ: رواه ابو داود بِاخْتِصَارٍ.
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَالْبَزَّارُ، وَأَبُو يَعْلَى مُطَوَّلًا، وَإِسْنَادُهُمْ حَسَنٌ.
20193 / 9598 – وَعَنِ ابْنِ مُعَيْزٍ السَّعْدِيِّ قَالَ: «خَرَجْتُ أَسْقِي فَرَسًا لِي فِي السَّحَرِ فَمَرَرْتُ بِمَسْجِدِ بَنِي حَنِيفَةَ وَهُمْ يَقُولُونَ: إِنْ مُسَيْلِمَةَ رَسُولُ اللَّهِ، فَأَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ فَأَخْبَرْتُهُ فَبَعَثَ الشُّرْطَةَ فَجَاءُوا بِهِمْ فَاسْتَتَابَهُمْ فَتَابُوا، فَخَلَّى سَبِيلَهُمْ، وَضَرَبَ عُنُقَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ النَّوَّاحَةِ، فَقَالُوا: أَخَذْتَ قَوْمًا فِي أَمْرٍ وَاحِدٍ فَقَتَلْتَ بَعْضَهُمْ وَتَرَكْتَ بَعْضَهُمْ؟ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدِمَ عَلَيْهِ هَذَا وَابْنُ أُثَالِ بْنِ حَجَرٍ فَقَالَ: ” أَتَشْهَدَانِ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ “. فَقَالَا: تَشْهَدُ أَنْتَ أَنَّ مُسَيْلِمَةَ رَسُولُ اللَّهِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَوْ كُنْتُ قَاتِلًا وَفْدًا لَقَتَلْتُكُمَا ” فَلِذَلِكَ قَتَلْتُهُ».
قُلْتُ:314\5 رواه ابو داود بِاخْتِصَارٍ.
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَابْنُ مُعَيِزٍ لَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ. وَلَهُ طَرِيقٌ أَتَمُّ مِنْ هَذِهِ فِي الْحُدُودِ. وكذلك هو في المستدرك 4378) مطول.
20194 / 9599 – عَنْ نُعَيْمِ بْنِ مَسْعُودٍ «أَنَّ رَسُولَيْ مُسَيْلِمَةَ قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “لَوْلَا أَنَّ الرُّسُلَ لَا تُقْتَلُ لَضَرَبْتُ أَعْنَاقَكُمَا “. وَكَتَبَ مَعَهُمَا: ” مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ “. قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ ثَلَاثُونَ كَذَّابًا كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ».
قُلْتُ: رواه ابو داود بِاخْتِصَارٍ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَشْجَعَ وَلَمْ يَسْمَعْهُ وَسَمَّاهُ أَبُو دَاوُدَ: سَعْدَ بْنَ طَارِقٍ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
20195 / 9600 – وَعَنْ وَبْرِ بْنِ مُشْهِرٍ قَالَ: «بَعَثَنِي مُسَيْلِمَةُ وَابْنَ شَلْغَافٍ وَابْنَ النَّوَّاحَةِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدِمْنَا عَلَيْهِ فَتَقَدَّمَانِي فِي الْكَلَامِ وَكَانَا أَسَنَّ مِنِّي فَتَشَهَّدَا ثُمَّ قَالَا: نَشْهَدُ أَنَّكَ نَبِيٌّ وَأَنَّ مُسَيْلِمَةَ مِنْ بَعْدِكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَا تَقُولُ يَا غُلَامُ؟ ” قُلْتُ: أَشْهَدُ بِمَا شَهِدْتَ بِهِ وَأُكَذِّبُ بِمَا كَذَّبْتَ بِهِ. فَقَالَ: ” إِنِّي أَشْهَدُ عَدَدَ تُرَابِ الدَّهْنَاءِ أَنَّ مُسَيْلِمَةَ كَذَّابٌ “. ثُمَّ قَالَ: ” خُذُوهُمَا “. فَأُخِذَا وَأُمِرَ بِهِمَا إِلَى بَيْتِ كَيْسَانَ فَشَفَعَ فِيهِمَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَخَلَّى عَنْهُمَا».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ جَمَاعَةٌ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.
باب ما يفعل بالرسول إذا أسلم
20196 / 1140 – (د) أبو رافع – رضي الله عنه -: قال: بعثَتني قُرَيشٌ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أُلقِيَ في قلبي الإسلامُ، فقلتُ: يا رسول اللهِ، لا أرْجِعُ إليهم أبداً، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إني لا أخِيسُ بالعهدِ، ولا أحْبِسُ البُرُدَ، ولكنِ ارْجع، فإن كان في نَفْسِكَ الذي في نفسك الآن فارْجِعْ» ، قال: فذهبتُ، ثم أتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فأسلمتُ.
قال أبو داود: وكان أبو رافع قبْطِيًّا، قال: وإنما كانوا يُرَدُّونَ أُوَّلَ الزمان، وأما الآن فلا يصلح. أخرجه أبو داود.
باب ما نهي عن قتله من النساء والأطفال والشيوخ، وعن الغدر والغل والتمثيل، وغير ذلك
وتقدم هذا في باب وصية الأمير في السفر.
20197 / 1073 – (م د ت ه – بُرَيْدةُ رضي الله عنه ): قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أمَّرَ أميراً على جيشٍ، أو سريَّةٍ، أوْصَاهُ في خاصَّته بتقْوى الله، ومَنْ معهُ من المسلمين خيراً، ثم قال: اغْزُوا باسْمِ الله في سبيل الله، قاتِلوا مَنْ كفر بالله، اغزوا ولا تغُلُّوا، ولا تغْدِروا، ولا تُمثِّلوا، ولا تقْتُلوا وَليداً، وإذا لَقِيتَ عدوَّك من المُشْركين، فادْعُهُمْ إلى ثلاثِ خصالٍ – أو خلالٍ – فَأيَّتُهُنَّ ما أجابوك فاقْبَلْ منهم، وكُفَّ عنهم، ثُمَّ ادعهم إلى الإسلام، فإنْ أجابوك فاقبل منهم وكُفَّ عنهم، ثم ادْعهم إلى التَّحَوُّلِ مِنْ دارِهم إلى دار المهاجرين، وأَخبِرْهُمْ، أَنَّهَمْ إنْ هم فعلوا ذلك، فلهم ما لَلمُهاجرينَ، وعليهم ما على المهاجرين، فإن أبوا أن يتحوَّلوُا منها، فأخبِرْهِمْ: أنَّهُمْ يكونُون كأعرابِ المسلمين يَجْرى عليهم حُكْم اللهِ الذي يجرى على المؤمنين، ولا يكونُ لهم في الغنيمة والفيء شيء، إلا أَنْ يجاهدُوا مع المسلمين، فإنْ هُمْ أبوْا فَسَلْهُمُ الجِزْيةَ، فَإنْ هُمْ أجابُوكَ فاقْبَلْ منهم، وكُفَّ عنهم، فإنْ هم أبَوْا فَاْستَعِنْ بالله عليهم وقاتلهم، وإذا حَاصَرْت أهل حصْنٍ، فأرادُوكَ أنْ تجعلَ لهم ذِمَّةَ اللهِ وذِمَّة نبيِّه، فلا تجعلْ لهم ذِمَّة اللهِ ولا ذمّة نبيِّهِ، ولكن اجعل لهم ذِمَّتَكَ وذِمَّةَ أصحابِكَ، فإنَّكمْ أنْ تُخْفِرُوا ذِمَمكم وذِمَّةَ أصحَابِكمْ أهْوَنُ مِنْ أنْ تُخْفِرُوا ذِمَّةَ اللهِ وذِمَّةَ رسولِه، وإذا حاَصرْتَ أَهلَ حِصْنٍ، وأرادُوكَ أن تُنْزِلهم على حُكْمِ اللهِ، فلا تُنْزِلهمْ على حُكمِ الله، ولكن أَنْزِلْهم على حكمك، فإنك لا تدري: أتُصيبُ فيهم حُكمَ اللهِ، أم لا؟ هذه رواية مسلم.
وابن ماجه و قال: ( اجعل لهم ذمتك و ذمة أبيك و ذمة أصحابك ). فزاد ( ذمة أبيك ). وقال ابن ماجه (ذمة آبائكم) بدل ( ذمة أصحابك ).
وأخرجه الترمذي مختصراً، وهذا لفظه: قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا بعثَ أميراً على جَيشٍ أوصاه في خاصَّةِ نفسِهِ بتقوى الله، ومن معه من المسلمين خيراً، فقال: «اغْزُوا باسمِ الله، وفي سبيل الله، قاتِلوا مَنْ كَفَرَ بالله، اغزُوا ولا تغُلُّوا، ولا تغدِرُوا، ولا تُمثِّلوا، ولا تقتُلوا وَليداً» ، قال: وفي الحديث قِصَةٌ.
وأخرجه أيضاً في موضع آخر من كتابه مثل مسلم بطوله، وأسقط منه: ذِكْرَ الجزية وطلبَها مِنْهُمْ، والباقي مثلهُ.
وقال بعده: من رواية أُخرى نحوه بمعناه، ولم يذكر لفظه، إلا أنه قال: وزاد … وذكر حديث الجزية.
وأخرجه أبو داود، نحو رواية مسلمٍ بتغيير بعض ألفاظهِ وأسقط منه حديث: «ذمَّةَ الله ورسوله» وزاد في آخره: «ثم اقضوا فيهم بعدُ ما شئتُم» وأسقط من أوله من قوله: «اغْزُوا باسم الله» إلى قوله: «وليداً» ، ثم عاد وأخرجه عقيبَ هذا الحديث مُفرداً، فصار الجميع مُتَّفَقاً عليه.
20198 / 2857 – ( ه – صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ رضي الله عنه) قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ فَقَالَ: «سِيرُوا بِاسْمِ اللَّهِ، وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ، وَلَا تَمْثُلُوا، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا». أخرجه ابن ماجه.
20199 / 1076 – (د) أنس بن مالك – رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا بعثَ جيشاً قال: «انطلقوا باسمِ اللهِ، لا تقتلوا شيخاً فانياً، ولا طِفلاً صغيراً، ولا امْرأة، ولا تَغُلُّوا، وضمُّوا غَنائمَكم، وأَصلِحُوا وأحْسِنُوا، إن اللهَ يُحِبُّ المحْسِنينَ» . أخرجه أبو داود.
20200 / 1078 – (ط) مالك بن أنس – رضي الله عنه -: بَلَغَهُ: أنَّ عمر بن عبد العزيز كتبَ إلى عامِلٍ من عُمَّالِهِ: إنَّهُ بلَغَنَا أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا بعثَ سَرِيَّة يقولُ لهم: «اغزوا باسم الله، في سبيل الله، تُقَاتلُونَ من كَفَرَ بالله، لا تغُلُّوا ولا تَغْدِرُوا، ولا تُمثِّلوا، ولا تَقْتُلُوا وليداً، فَقُلْ ذلك لجيُوشِكَ وسَراياكَ، إنْ شاءَ الله، والسلامُ عليْكَ». أخرجه مالك في الموطأ.
20201 / 1079 – (ت د) سمرة بن جندب – رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «اقتُلوا شُيوخَ المشركين، واستَبْقُوا شَرخَهُمْ». يعني: مَنْ لم يُنْبِتْ منهم. أخرجه الترمذي وأبو داود.
20202 / 1080 – (خ م ط ت د ه – عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ): قال: وُجِدَتِ امرأَةٌ مَقْتُولُة في بعض مَغازي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَنَهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قَتْلِ النِّساءِ والصِّبْيانِ. وفي رواية: فَأنْكَرَ.
أخرجه الجماعة إلا النسائي غيرَ أَنَّ الموطأَ أَرسله عن نافع عن النبي صلى الله عليه وسلم. و اخرجه ابن ماجه بنحو الرواية الأولى.
20203 / 1081 – (د ه – رباحُ بن الربيع رضي الله عنه ): قال: كُنَّا مع رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم في غَزْوةٍ، فرأى النَّاسَ مُجْتَمِعِينَ على شيءٍ، فبعثَ رجُلاً فقال: انظُرْ عَلامَ اجتَمَعَ هؤلاء؟ فجاء، فقال: على امرأةٍ قتيلٍ، فقال: ما كانت هذه لتقُاتِلَ، قال: وعلى المقدِّمَة خالدُ بنُ الوليد، قال: فَبَعَثَ رجلاً، فقال: قُل لخالد: لا تَقْتُلُنَّ امرأَة ولا عَسِيفاً. أخرجه أبو داود.
وأخرج ابن ماجه عنه وعن حنظلة الكاتب أخيه ولفظه قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرَرْنَا عَلَى امْرَأَةٍ مَقْتُولَةٍ، قَدِ اجْتَمَعَ عَلَيْهَا النَّاسُ، فَأَفْرَجُوا لَهُ، فَقَالَ: «مَا كَانَتْ هَذِهِ تُقَاتِلُ فِيمَنْ يُقَاتِلُ» ثُمَّ قَالَ لِرَجُلٍ: ” انْطَلِقْ إِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، فَقُلْ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُكَ، يَقُولُ: «لَا تَقْتُلَنَّ ذُرِّيَّةً، وَلَا عَسِيفًا».
20204 / 1082 – (ط) يحيى بن سعيد – رحمه الله-: أنَّ أبا بَكْرٍ – رضي الله عنه – بَعَثَ جُيوشاً إلى الشامِ، فَخرجَ يُشَيِّعُهم: فمشى مع يَزيد بنِ أبي سُفيان، وكان أميرَ رُبْعٍ من تلكَ الأرْباعِ، فَقال يزيدُ لأبي بكر: إمَّا أنْ تركبَ وإِمَّا أن أَنزِلَ، فقال له: ما أنتَ بِنازِلٍ، ولا أنا براكبٍ، إنِّي أحْتَسِبُ خُطايَ في سبيل اللهِ، ثم قال: إنك سَتجدُ قوماً زَعَموا أَنَّهُمْ حَبَسُوا أنفُسَهمْ لله، فَدَعْهُمْ وما زَعمُوا أَنهم حَبَسُوا أنفُسَهم له، وستجدُ قوماً فَحصُوا عن أوساط رؤوسِهمْ الشَّعر، فاضربْ ما فَحَصوا عنه بالسيف، وإنِّي مُوصِيكَ بعَشْرٍ: لا تَقْتُلَنَّ امرأةً، ولا صبِياً، ولا كبيراً هَرماً، ولا تَقْطَعْ شَجَراً مُثْمِراً، ولا تُخَرِّبَنَّ عامِراً، ولا تَعْقِرَنَّ شاة ولا بعيراً إلا لِمَأْكَلَةٍ، ولا تُغرِّقنَّ نَخْلاً ولا تُحَرِقَنَّه، ولا تَغُلُّوا، ولا تَجْبُنُوا. أخرجه مالك في الموطأ.
20205 / 1101 – (د) عبيد بن تعلي الفلسطيني – رحمه الله -: قال: غَزَوْنا مع عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، فأُتيَ بأربعةِ أعْلاجٍ من العدوِّ، فأَمَر بهم فقُتِلُوا صَبْراً.
وفي رواية: بالنَّبلِ صَبراً، فَبلغَ ذلك أبا أيوب الأنصاري – رضي الله عنه- فقال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ينهى عن قَتْلِ الصَّبْرِ، فوالذي نفسي بيده، لو كانت دجاجةٌ ما صَبَرْتُها، فبلغَ ذلك عبد الرحمن بن خالد، فأعْتقَ أربعَ رقابٍ. أخرجه أبو داود.
20206 / 1102 – (د ه – ابن مسعود رضي الله عنه ): قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعَفُّ النَّاسِ قِتْلَة: أهْلُ الإيمانِ» . أخرجه أبو داود. و ابن ماجه، و سيأتي هذا الحديث بعد في القصاص من ( حرف القاف ).
20207 / 1103 – (خ) عبد الله بن يزيد الأنصاري – رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «نَهى عن المُثْلَةِ والنُّهْبَى». وقد رواه ابن جبير عن ابن عباس عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أخرجه البخاري.
20208 / 9601\1895– عن كَعْبٍ بن مالك أَوْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ وَكَانَ قَائِدَ كَعْبِ ابن مالك عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ عَهِدَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونحن بخيبر أن لا نَقْتُلَ صَبِيًّا وَلَا امْرَأَةً.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1895) لإسحاق.
اورده في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 166) من عنده وقال: قال: ونا سفيان، عن الزهري قال: فَأَخْبَرَنِي ابْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَمِّهِ “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لَمَّا بَعَثَهُمْ إِلَى ابْنِ أَبِي الْحَقِيقِ نَهَاهُمْ عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ “.
وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا سفيان بن عيينة، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ، عَنْ عَمِّهِ “أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَا بَعَثَهُ إِلَى ابْنِ أَبِي الْحَقِيقِ نَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ “.
وَرواه احمد بْنُ مَنِيعٍ: ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَمِّهِ: أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ “.
وَرواه احمد بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَأَخْبَرَنِي ابْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَمِّهِ “أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ بَعَثَهُ إلى ابن أبي الحقيق بخيبر نَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ “.
قَالَ: وثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبٍ … فَذَكَرَهُ.
20209 / 9601\1977– عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْرَعَ النَّاسُ فِي قَتْلِ الْوِلْدَانِ يَوْمَ خَيْبَرَ فَغَضِبَ وَقَالَ نَهَيْتُكُمْ عَنْ قَتْلِ الْوِلْدَانِ وَالْكَبِيرِ فَقَالَ رَجُلٌ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا عَلَيْنَا مِنْ قَتْلِ أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ قَالَ وَمَا تَدْرُونَ مَا كَانُوا عَامِلِينَ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1977) للحارث.
في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 169): وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثنا معاوية بن عمرو، أبنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبَانٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ حَتَّى يَكُونَ أَبَوَاهُ يهودانه أو ينصرانه أو يجسانه. قَالَ: وَأَسْرَعَ النَّاسُ فِي قَتْلِ الْوِلْدَانِ يَوْمَ خَيْبَرَ فَغَضِبَ وَقَالَ: نَهَيْتُكُمْ عَنْ قَتْلِ الْوِلْدَانِ وَالْكَبِيرِ، فَقَالَ رَجُلٌ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا عَلَيْنَا مِنْ قَتْلِ أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ؟ قَالَ: وَمَا تَدْرُونَ مَا كَانُوا عَامِلِينَ … ” فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
قُلْتُ: هُوَ فِي الصَّحِيحِ مِنْ غَيْرِ تَعَرُّضٍ لِقَتْلِ الْوِلْدَانِ وَالْكَبِيرِ.
20210 / 9601 – عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَمِّهِ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى ابْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ بِخَيْبَرَ نَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ. وَيَأْتِي حَدِيثُ الطَّبَرَانِيِّ أَيْضًا. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1896) لإسحاق.
أطال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 166) بذكر من خرجه، فقال: ورواه مسدد عن سفيان … فذكره، رزاد بَعْدَ “الْوِلْدَانِ”: حَيْثُ بَعَثَهُ إِلَى ابْنِ أَبِي الحقيق “.
ورواه إسحاق بن راهويه: أبنا روح بن عبادة، ثنا ابن أَبِي حَفْصَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كب بْنِ مَالِكٍ- أَوْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ وكان قائد كعب- عن كعب بن مالك، قَالَ: “عَهِدَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ بخيبر أن لا نقتل صبيًّا ولا امرأة”.
قال: ونا سفيان، عن الزهري قال: فَأَخْبَرَنِي ابْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَمِّهِ “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لَمَّا بَعَثَهُمْ إِلَى ابْنِ أَبِي الْحَقِيقِ نَهَاهُمْ عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ “.
وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا سفيان بن عيينة، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ، عَنْ عَمِّهِ “أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَا بَعَثَهُ إِلَى ابْنِ أَبِي الْحَقِيقِ نَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ “.
وَرواه احمد بْنُ مَنِيعٍ: ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَمِّهِ: أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ “.
وَرواه احمد بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَأَخْبَرَنِي ابْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَمِّهِ “أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ بَعَثَهُ إلى ابن أبي الحقيق بخيبر نَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ “.
20211 / 9602 – وَعَنْ أَيُّوبَ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنَّا يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً كَنْتُ فِيهَا فَنَهَانَا أَنْ نَقْتُلَ الْعُسَفَاءَ وَالْوُصَفَاءَ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَفِيهِ رَجُلٌ لَمْ يُسَمَّ.
20212 / 9603 – وَعَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ اللَّيْثِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «وَسَأَلْتُهُ عَنْ أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ: ” اقْتُلُوهُمْ مَعَهُمْ».
قَالَ: وَقَدْ نَهَى عَنْهُمْ يَوْمَ خَيْبَرَ.
رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، وَالطَّبَرَانِيُّ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: إِنَّهُ «سَأَلَهُ عَنِ السَّرِيَّةِ تُصِيبُ الذُّرِّيَّةَ فِي غَشْمِ الْغَارَةِ». وَرِجَالُ الْمُسْنَدِ315\5 رِجَالُ الصَّحِيحِ.
20213 / 9604 – وَعَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ بِأَسَانِيدَ وَرِجَالٍ أَحَدُهَا رِجَالُ الصَّحِيحِ.
20214 / 9604\1898– عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ كُنَّا لَا نَقْتُلُ تُجَّارَ الْمُشْرِكِينَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1898) لأبي بكر بن أبي شيبة.
اورده من مسنده، كما في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 142) وقال: ورواه ابو يعلى الْمَوْصِلِيُّ.
20215 / 9604\1976– عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ وَاسْتَعْمَلَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ فَرَأَى امْرَأَةً مَقْتُولَةً قَالَ مَنْ قَتَلَ هَذِهِ قَالُوا قَتَلَهَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ الْحَقْ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فَقُلْ لْهَ لَا تَقْتُلَنَّ امْرَأَةً وَلَا صَبِيًّا وَلَا عَسِيفًا. وَالْعَسِيفُ الْأَجِيرُ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1976) للحارث.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 170): هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ وَأَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو زُرْعَةَ وَابْنُ الْمَدِينِيِّ وَالْبُخَارِيُّ والنسائي وغيرهم، وقال ابن حزم: متفق على ضَعَّفَهُ.
20216 / 9604\1978– وَبِهِ إِلَى أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أبي عمرة فَزَارَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى امْرَأَةٍ مَقْتُولَةٍ يَوْمَ خَيْبَرَ فَقَالَ مَنْ قَتَلَ هَذِهِ فَقَالَ رَجُلٌ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرْدَفْتُهَا خَلْفِي فَأَرَادَتْ قَتْلِي فَقتلتُها فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِدَفْنِهَا.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1978) للحارث.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 170) بعد ايراده: رواه ابو داود فِي الْمَرَاسِيلِ عَنْ مُوسَى بن إسماعيل، عن وهيب، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةُ “إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى امْرَأَةً مَقْتُولَةً بالطائف، فقال: ألم أنه عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ، مَنْ صَاحِبُ هَذِهِ الْمَرْأَةَ المقتولة؟ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أردفتها فأرادت أن تصرعني فتقتلني. فَأَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إن توارى”.
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجْمَعٍ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ ابن مَالِكٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي- أَبِي أُمِّي- عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ قَالَ: “بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبَا قَتَادَةَ وَحَلِيفًا لَهُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَتِيكٍ إِلَى ابْنِ أَبِي الْحَقِيقِ لِنَقْتُلَهُ، فَخَرَجْنَا فجئنا خيبر ليلا فتتبعنا أَبْوَابُهُمْ فَغَلَّقْنَا عَلَيْهِمْ مِنْ خَارِجٍ، ثُمَّ جَمَعْنَا المفاتيح فأرقيناها فصعد القوم في النخل، ودخلت أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتِيكٍ فِي دَرَجَةِ ابْنِ أَبِي الْحَقِيقِ، فَتَكَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتِيكٍ، فَقَالَ ابْنُ أَبِي الْحَقِيقِ: ثَكَلَتْكَ أُمُّكَ، عَبْدَ اللَّهِ أَنَّى لَكَ بِهَذِهِ الْبِلَادِ، قُومِي فَافْتَحِي لَهُ، فَإِنَّ الْكَرِيمَ لَا يُرَدُّ عَنْ بَابِهِ هَذِهِ السَّاعَةَ. فَقَامَتْ، فَقُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَتِيكٍ: دُونَكَ فَأَشْهَرَ عَلَيْهِمُ السَّيْفَ، فَذَهَبَتِ امرأته لِتَصِيحَ فَأَشْهَرَ عَلَيْهَا السَّيْفَ، وَأَذْكَرَ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ نَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ فَأَكُفُّ، فَقَالَ عَبْدُ الله بن أنيس: فدخلت عليه في مشربة لَهُ، فَوَقَفْتُ أَنْظُرُ إِلَى شِدَّةِ بَيَاضِهِ فِي ظلمة البيت، فلما رآني أخذ وسادة فاستتر بِهَا، فَذَهَبْتُ أَرْفَعُ السَّيْفَ لِأَضْرِبَهُ فَلَمْ أَسْتَطِعْ من قصر البيت، فوخذته وخذا ثُمَّ خَرَجْتُ، فَقَالَ صَاحِبِي: فَعَلْتُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَدَخَلَ فَوَقَفَ عَلَيْهِ، ثُمَّ خَرَجْنَا فَانْحَدَرْنَا مِنَ الدَّرَجَةِ فَسَقَطَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتِيكٍ فِي الدرجة، فقال: وا رجلاه، كُسِرَتْ رِجْلِي. فَقُلْتُ لَهُ: لَيْسَ بِرِجْلِكَ بَأْسٌ، ووضعت قَوْسِي فَاحْتَمَلْتُهُ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ قَصِيرًا ضَئِيلًا فَأَنْزَلْتُهُ، فَإِذَا رِجْلُهُ لَا بَأْسَ بِهَا، فَانْطَلَقْنَا حتى لحقنا أصحابنا وصاحت المرأة: ويا بياتاه. فَيَثُورُ أَهْلُ خَيْبَرَ بِقْتَلِهِ، ثُمَّ ذَكَرْتُ مَوْضِعَ قَوْسِي فِي الدَّرَجَةِ فَقُلْتُ: وَاللَّهِ، لَأَرْجِعَنَّ فَلَآخُذَنَّ قوسي. فقال أصحابي: قد تثور أهل خيبر بقتله. فقلت: لا أرجع أَنَا حَتَّى آخُذَ قَوْسِي، فَرَجَعْتُ فَإِذَا أَهْلُ خيبر قد تثوروا، وإذا ما لهم كلام إلا فيمن قَتَلَ ابْنَ أَبِي الْحَقِيقِ، فَجَعَلْتُ لَا أَنْظُرُ فِي وَجْهِ إِنْسَانٍ وَلَا يَنْظُرُ فِي وَجْهِي إلا قلت كما يقوله: مَنْ قَتَلَ ابْنَ أَبِي الْحَقِيقِ؟ حَتَّى جِئْتُ الدَّرَجَةَ فَصَعَدْتُ مَعَ النَّاسِ فَأَخَذْتُ قَوْسِي ثُمَّ لحقت أصحابي، فكنا نسير الليل ونكمن النهار، فَإِذَا كَمَنَّا النَّهَارَ أَقْعَدْنَا نَاطُورًا يَنْظُرُ إِلَيْنَا حَتَّى إِذَا اقْتَرَبْنَا الْمَدِينَةَ فَكُنَّا بِالْبَيْدَاءِ كُنْتُ أَنَا نَاطُورُهُمْ، ثُمَّ إِنِّي أَلَحْتُ لَهُمْ بِثَوْبِي فَانْحَدَرُوا فَخَرَجُوا جمزَا، وَانْحَدَرْتُ فِي آثَارِهِمْ فَأَدْرَكْتُهُمْ حتى بلغنا المدينة، فقال لي أَصْحَابِي: هَلْ رَأَيْتَ شَيْئًا؟ فَقُلْتُ: لَا، وَلَكِنْ رَأَيْتُ مَا أَدْرَكَكُمْ مِنَ الْعَنَاءِ فَأَحْبَبْتُ أَنْ يَحْمِلَكُمُ الْفَزَعُ. وَأَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ النَّاسَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَفْلَحَتِ الْوُجُوهُ. فَقُلْنَا: أَفْلَحَ وَجْهُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: فَقَتَلْتُمُوهُ؟ قُلْنَا: نَعَمْ. فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَيْرُ بِالسَّيْفِ الَّذِي قُتِلَ بِهِ، فَقَالَ: هَذَا طَعَامُهُ فِي (ضَبَابِ) السَّيْفِ “.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، لِضَعْفِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَجْمَعٍ.
20217 / 9605 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَنَّ رَجُلًا أَخَذَ امْرَأَةً وَسَبَاهَا، فَنَازَعَتْهُ قَائِمَ سَيْفِهِ فَقَتَلَهَا فَمَرَّ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُخْبِرَ بِأَمْرِهَا فَنَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَالطَّبَرَانِيُّ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِامْرَأَةٍ يَوْمَ الْخَنْدَقِ مَقْتُولَةٍ فَقَالَ:” مَنْ قَتَلَ هَذِهِ؟ ” قَالَ رَجُلٌ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: “لِمَ؟”. قَالَ: نَازَعَتْنِي سَيْفِي. فَسَكَتَ».
وَفِي إِسْنَادِهِمَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ وَهُوَ مُدَلِّسٌ.
20218 / 9606 – وَعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “«لَا تَقْتُلُوا النِّسَاءَ»
قال الهيثميُّ : رواه البزار، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَمِرَانَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
20219 / 9607 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَتِيكٍ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَعَثَهُ هُوَ وَأَصْحَابُهُ لِقَتْلِ ابْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ وَهُوَ بِخَيْبَرَ: نَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ خَلَا مُحَمَّدَ بْنَ مُصَفَّى، وَهُوَ ثِقَةٌ وَفِيهِ كَلَامٌ لَا يَضُرُّ.
20220 / 9608 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ: خَيْلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَقَعَتْ عَلَى قَوْمٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَقَتَلُوهُمْ وَقَتَلُوا أَبْنَاءَهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “هُمْ مَعَ آبَائِهِمْ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَضَعَّفَهُ الْجُمْهُورُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
20221 / 9609 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ».
قال الهيثميُّ : رواه البزار وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
20222 / 9610 – وَعَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ قَالَ: «أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَزَوْتُ مَعَهُ فَأَصَبْتُ ظَفَرًا، وَقُتِلَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ، حَتَّى قَتَلُوا الْوِلْدَانَ وَقَالَ مَرَّةً: ” الذُّرِّيَّةَ ” فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا هُمْ أَبْنَاءُ الْمُشْرِكِينَ؟ ثُمَّ قَالَ: ” إِنَّ خِيَارَكُمْ أَبْنَاءُ الْمُشْرِكِينَ “. ثُمَّ قَالَ: ” أَلَا لَا تَقْتُلُوا ذُرِّيَّةً، أَلَا لَا تَقْتُلُوا ذُرِّيَّةً، أَلَا لَا تَقْتُلُوا ذُرِّيَّةً، فَإِنَّ كُلَّ نَسْمَةٍ تُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ حَتَّى يُعْرِبَ عَنْهَا لِسَانُهَا، فَأَبَوَاهَا يُهَوِّدَانِهَا أَوْ يُنَصِّرَانِهَا»”.
قال الهيثميُّ : رواه احمد بِأَسَانِيدَ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ كَذَلِكَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ” مَا بَالُ أَقْوَامٍ جَاوَزَ بِهِمُ الْقَتْلُ حَتَّى قَتَلُوا الذُّرِّيَّةَ؟”.» فَقَالَ رَجُلٌ، وَالْبَاقِي بِنَحْوِهِ.
وَبَعْضُ أَسَانِيدِ أَحْمَدَ وَرِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2953) لأبي يعلى.
ساقه في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 167) كما هنا من مسند مسدد، وقال: رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ … فَذَكَرَهُ.
وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى عَنْ زَيَّادِ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ … فَذَكَرَهُ.
وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ: ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بن المؤمل، ثنا الفضل بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، ثنا هُشَيْمٌ، ثنا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الحسن، ثنا الأسود ابن سَرِيعٍ … فَذَكَرَهُ.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ عَنِ الْحَاكِمِ بِهِ.
20223 / 9611 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَعَثَ جُيُوشَهُ قَالَ: ” اخْرُجُوا بِسْمِ اللَّهِ، تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ، لَا تَغْدِرُوا وَلَا تَغُلُّوا وَلَا تُمَثِّلُوا وَلَا تَقْتُلُوا الْوِلْدَانَ وَلَا أَصْحَابَ الصَّوَامِعِ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَأَبُو يَعْلَى، وَالْبَزَّارُ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فِيهِ: ” «وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا وَلَا316\5 امْرَأَةً وَلَا شَيْخًا»”. وَفِي رِجَالِ الْبَزَّارِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَضَعَّفَهُ الْجُمْهُورُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِ الْبَزَّارِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
20224 / 9612 – وَعَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “«مَنْ قَتَلَ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا أَوْ أَحْرَقَ نَخْلًا أَوْ قَطَعَ شَجَرَةً مُثْمِرَةً أَوْ ذَبَحَ شَاةً لِإِهَابِهَا لَمْ يَرْجِعْ كَفَافًا»”.
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَفِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ، وَابْنُ لَهِيعَةَ فِيهِ ضَعْفٌ.
20225 / 9613 – وَعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً قَالَ: ” بِسْمِ اللَّهِ، وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ، لَا تَغُلُّوا وَلَا تَغْدِرُوا وَلَا تُمَثِّلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا الْوِلْدَانَ».
قال الهيثميُّ : رواه ابو يعلى، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الثَّلَاثَةِ، وَفِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ، وَحَدِيثُهُ حَسَنٌ وَفِيهِ ضَعْفٌ. وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ، وَلَهُ طَرِيقٌ فِي الْكَبِيرِ ضَعِيفَةٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1899) لأبي يعلى.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 116): هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لَهِيعَةَ، لَكِنِ الْمَتْنَ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ صَفْوَانِ بْنِ عَسَّالٍ وَلَفْظِهِ قَالَ: “بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في سَرَيَّةٍ فَقَالَ: سِيرُوا بِسْمِ اللَّهِ وَفِي سَبِيلِ الله، قاتلوا من كفر بالله، ولا تمثلوا، وَلَا تَغْدُرُوا، وَلَا تَغْلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا”.
رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى وَابْنُ مَاجَهْ فِي سُنَنِهِ بِإِسِنَادٍ حَسَنٍ.
وَرواه الترمذي فِي الْجَامِعِ مِنْ حَدِيثِ بُرَيْدَةَ.
20226 / 9614 – وَعَنْ أَبِي مُوسَى «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً قَالَ: ” اغْزُوا بِسْمِ اللَّهِ وَقَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ وَلَا تُمَثِّلُوا وَلَا تَغُلُّوا وَلَا تَغْدِرُوا وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا وَلَا شَيْخًا كَبِيرًا».
قال الهيثميُّ : رواه البزار، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ، وَرِجَالُ الْبَزَّارِ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ الْمُرِّيِّ، وَهُوَ ثِقَةٌ.
20227 / 9615 – وَعَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: «كُنَّا مَعَ ابْنِ عُمَرَ فَجَاءَ فَتًى مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ فَقَالَ: سَأُخْبِرُكَ عَنْ ذَلِكَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَاشِرَ عَشَرَةٍ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَابْنُ مَسْعُودٍ وَحُذَيْفَةُ وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ وَرَجُلٌ آخَرُ سَمَّاهُ وَأَنَا، فَجَاءَ فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ” أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا “. قَالَ: أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ؟ قَالَ: ” أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا وَأَكْثَرُهُمْ لَهُ اسْتِعْدَادًا قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ بِهِمْ أَوْ قَالَ: يَنْزِلَ بِهِ أُولَئِكَ الْأَكْيَاسُ “. ثُمَّ سَكَتَ وَأَقْبَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ” لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ إِلَّا ظَهَرَ فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ فِي أَسْلَافِهِمْ، وَلَا نَقَصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوَّهُمْ فَأَخَذَ بَعْضَ مَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ، وَإِذَا لَمْ يَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ317\5 بِكِتَابِ اللَّهِ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ “.
قَالَ: ثُمَّ أَمَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ يَتَجَهَّزُ لِسَرِيَّةٍ أَمَّرَهُ عَلَيْهَا، فَأَصْبَحَ قَدِ اعْتَمَّ بِعِمَامَةٍ كَرَابِيسَ سَوْدَاءَ فَدَعَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَقَضَهَا وَعَمَّمَهُ وَأَرْسَلَ مِنْ خَلْفِهِ أَرْبَعَ أَصَابِعَ ثُمَّ قَالَ: ” هَكَذَا يَا ابْنَ عَوْفٍ فَاعْتَمَّ فَإِنَّهُ أَعْرَبُ وَأَحْسَنُ”. ثُمَّ أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَالًا أَنْ يَدْفَعَ إِلَيْهِ اللِّوَاءَ فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ قَالَ: “اغْزُوا جَمِيعًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ، لَا تَغُلُّوا وَلَا تَغْدِرُوا وَلَا تُمَثِّلُوا وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا “. فَهَذَا عَهْدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسُنَّتُهُ فِيكُمْ».
قُلْتُ: رَوَى ابْنُ مَاجَهْ بَعْضَهُ.
قال الهيثميُّ : رواه البزار وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
20228 / 9616 – وَعَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ سَلْمُ بْنُ مَيْمُونٍ الْخَوَّاصُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
20229 / 9617 – وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ وَقَالَ: “هُمَا لِمَنْ غَلَبَ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ عَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
باب تفاوت الرجال في الرأي والشجاعة
20230 / 1058 – (خ) موسى بن أنس – رضي الله عنهما -: قال: وذَكرَ يومَ اليمامة. قال: أَتَى أنسٌ ثَابتَ بن قيسٍ وقد حَسَرَ عن فَخِذَيْه، وهو يَتَحَنَّطُ فقال: يا عَمِّ، ما يَحْبِسُك؟ ألا تَجِيءَ؟ قال: الآن يا ابن أخي، وجعل يتَحَنَّطُ من الحَنُوطِ، ثم جاءَ فجلَسَ – يعني: في الصف – فذكر في الحديث انكشافاً من الناس، فقال: هكذا عن وُجُوهِنَا حتى نُضَاربَ الْقَوْم، ما هكذا كُنَّا نَفْعَلُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، بِئْسَ ما عَوَّدْتُمْ أقْرَانَكم.
قال الحميدي: هكذا فيما عندنا من كتاب البخاري، أنَّ موسى بن أنس قال: أتى أنسٌ ثابتَ بن قيس، ولم يقل: عن أنس.
قال: وأخرجه البخاري أَيضاً تعْليقاً عن ثابت عن أنس، ولم يذكُرْ لفظ الحديث.
20231 / 9618 – عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” «لَيْسَ شَيْءٌ أَخْبَرَ مِنْ أَلْفٍ مِثْلِهِ إِلَّا الْإِنْسَانَ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ وَهُوَ ثِقَةٌ.
20232 / 9619 – وَعَنْ سَمُرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “«إِنِّي لَأَجِدُ مِنَ الدَّوَابِّ الدَّابَّةَ خَيْرًا مِنْ مِائَةٍ، وَمِنَ الرِّجَالِ الرَّجُلَ خَيْرًا مِنْ مِائَةٍ» “.
قال الهيثميُّ : رواه البزار وَفِيهِ يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ السَّمْتِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
20233 / 9620 – وَعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “«إِنِّي لَا أَجِدُ مِنَ الدَّوَابِّ صِنْفًا الدَّابَّةُ الْوَاحِدَةُ مِنْهُ خَيْرٌ مِنْ مِائَةٍ مِنْ صَوَاحِبِهَا غَيْرَ الرَّجُلِ تَجِدُهُ خَيْرًا مِنْ مِائَةِ رَجُلٍ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ. وَقَدْ تَقَدَّمَتْ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ أَحَادِيثُ مِنْ هَذَا.
باب عرض المقاتلة ليعلم من بلغ منهم فيجاز
20234 / 3245 – (خ م ت د س ه – عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ): قال: «عرَضني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومَ أُحد وأَنا ابنُ أَربَعَ عشْرَةَ، فلم يُجزْنِي، وعرَضني يومَ الخَنْدَق وأنا ابنُ خمْسَ عَشْرَةَ، فأجازني».
قال نافع: فقدِمتُ على عمرَ بن عبد العزيز وهو خليفة فحدَّثتُه هذا الحديث، فقال: إن هذا لحدٌّ ما بين الصغير والكبير، فكتب إلى عُمَّاله: أن يَفْرِضُوا لمن بلغ خمس عشرة سنة، وما كان دون ذلك فاجعلوه في العيال. أخرجه البخاري ومسلم والترمذي. وانتهت رواية أبي داود والنسائي عند قوله: «فأجازني» . وزاد أبو داود في رواية أخرى نحو ما بقي من الحديث.
20235 / 9621 – عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ «أَنَّ أُمَّ سَمُرَةَ مَاتَ عَنْهَا زَوْجُهَا وَتَرَكَ ابْنَهُ سَمُرَةَ وَكَانَتِ امْرَأَةً جَمِيلَةً فَقَدِمَتِ الْمَدِينَةَ فَخُطِبَتْ فَجَعَلَتْ تَقُولُ: لَا أَتَزَوَّجُ رَجُلًا إِلَّا رَجُلًا تَكَفَّلَ لَهَا بِنَفَقَةِ ابْنِهَا سَمُرَةَ حَتَّى يَبْلُغَ، فَتَزَوَّجَهَا رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى ذَلِكَ، وَكَانَتْ مَعَهُ فِي الْأَنْصَارِ وَكَانَ النَّبِيُّ 318\5 صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُ غِلْمَانَ الْأَنْصَارِ فِي كُلِّ عَامٍ فَمَنْ بَلَغَ مِنْهُمْ بَعَثَهُ، فَعَرَضَهُمْ ذَاتَ عَامٍ فَمَرَّ بِهِ غُلَامٌ فَبَعَثَهُ فِي الْبَعْثِ، وَعُرِضَ عَلَيْهِ سَمُرَةُ مِنْ بَعْدِهِ فَرَدَّهُ، فَقَالَ سَمُرَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجَزْتَ غُلَامًا وَرَدَدْتَنِي وَلَوْ صَارَعَنِي لَصَرَعْتُهُ؟ قَالَ: “فَدُونَكَ فَصَارِعْهُ”. فَصَارَعْتُهُ فَصَرَعْتُهُ فَأَجَازَنِي فِي الْبَعْثِ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ مُرْسَلًا، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
20236 / 9622 – «وَعَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: جِئْتُ أَنَا وَعَمِّي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُرِيدُ بَدْرًا فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَخْرُجَ مَعَكَ فَجَعَلَ يَقْبِضُ يَدَهُ وَيَقُولُ: ” إِنِّي أَسْتَصْغِرُكَ وَلَا أَدْرِي مَا تَصْنَعُ إِذَا لَقِيتَ الْقَوْمَ “. فَقُلْتُ: أَتَعْلَمُ أَنِّي أَرْمَى مَنْ رَمَى؟ فَرَدَّنِي فَلَمْ أَشْهَدْ بَدْرًا».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ رِفَاعَةُ بْنُ هُرَيْرٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ. وَفِي غَزْوَةِ أُحُدٍ فِي الْمُغَازِي أَحَادِيثُ نَحْوُ هَذَا.
20237 / ز – عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أُيِّمَتْ أُمِّي، وَقَدِمَتِ الْمَدِينَةَ، فَخَطَبَهَا النَّاسُ، فَقَالَتْ: لَا أَتَزَوَّجُ إِلَّا بِرَجُلٍ يَكْفُلُ لِي هَذَا الْيَتِيمَ. فَتَزَوَّجَهَا رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «يَعْرِضُ غِلْمَانَ الْأَنْصَارِ، فِي كُلِّ عَامٍ فَيُلْحِقُ مَنْ أَدْرَكَ مِنْهُمْ» قَالَ: فَعُرِضْتُ عَامًا، فَأَلْحَقَ غُلَامًا، وَرَدَّنِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ أَلْحَقْتَهُ وَرَدَدْتَنِي وَلَوْ صَارَعْتُهُ لَصَرَعْتُهُ. قَالَ: «فَصَارِعْهُ» فَصَارَعْتُهُ فَصَرَعْتُهُ فَأَلْحَقَنِي.
أخرجه الحاكم في المستدرك (2403).
باب المشاورة في الحرب؛ والرجوع لرأي الإمام
20238 / 1088 – (خ ت) جبير بن حية – رحمه الله- : قال بعثَ عمرُ النَّاسَ في أَفناءِ الأمصار، يُقاتِلُونَ المشركين، فأسلم الهُرْمُزانُ، قال: إني مستشيركَ في مغازيَّ هذه، قال: نعم، مَثَلُها ومَثلُ مَنْ فيها منَ الناس، من عدُوِّ المسلمين: مَثلُ طائرٍ له رأسٌ، ولهُ جَناحَانِ، ولَهُ رجلانِ، فإنْ كُسِرَ أَحدُ الَجْناحَينِ، نهضَتِ الرِّجلانِ بِجناحٍ والرأسُ، فإنْ كُسِرَ الَجْناحُ الآخرُ، نهضت الرجلان والرأسُ، وإن شُدِخَ الرأسُ، ذهبت الرجلانِ والجناحانِ والرأسُ، فالرأسُ: كِسرَى، والجناح: قَيْصرُ، والجناح الآخر: فاَرسُ، فَمُرِ المسلمينَ أنْ يَنْفِرُوا إلى كسرى، قال جُبَيْرُ بن حَيَّةَ: فَنَدبنا عُمَرُ، واسْتَعْملَ علينا النُّعْمانَ بنَ مُقرِّنِ، حتى إذا كُنَّا بأَرْضِ العدوِّ، خَرجَ علينا عاملُ كِسرى في أَربعين ألفاً، فقام تَرْجُمان، فقال: لِيُكَلِّمْني رَجلٌ مِنكم، فقال المغيرةُ: سَلْ عَمَّا شِئْتَ، فقال: ما أنتم؟ قال: نحن ناسٌ من العربِ، كُنَّا في شَقاءٍ شديدٍ وبلاءٍ شديدٍ: نَمُصُّ الجِلدَ والنَّوى من الجوعِ، ونَلْبَسُ الوبَرَ والشَّعَرَ، ونعبدُ الشَّجرَ والحجرَ، فَبيْنا نحنُ كذلك، إذَ بعثَ ربُّ السمواتِ وربُّ الأرضين – تَعَالَى ذكْرُهُ وجَلَّت عظمته – إلينا نَبِيّاً من أَنْفُسِنا، نَعرفُ أَباَهُ وأُمَّهُ، فأمَرنا نبيُّنا، رَسُولُ رَبِّنا صلى الله عليه وسلم: أن نقاتِلكمْ حتى تعبدُوا الله وحده، أو تُؤدُّوا الجزيةَ، وأخبرنا نَبِيُّنا صلى الله عليه وسلم عن رسالةِ رَبِّنا: أنهُ من قُتل مِنَّا صارَ إلى الجنة، في نعيمٍ لم يُرَ مِثلُه، ومَنْ بَقي منا مَلَكَ رِقابَكُمْ، فقال النُّعمانُ: ربما أَشهدكَ الله مِثْلَها مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فلم يُنْدِمْكَ، ولم يُخْزِكَ ولكني شهدت القتال مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا لم يُقاتِل في أوَّلِ النَّهار، انْتَظَرَ حتى تَهُبَّ الأرواحُ، وتَحْضُرَ الصلاةُ هذه رواية البخاري.
وأخرج الترمذي طرفاً من هذا الحديث عن معقل بن يسار، وهذا لفظه: قال معقل بن يسار: إنَّ عمرَ بنَ الخطابِ بَعَثَ النُّعْمانَ بن مقرن إلى الهُرمزان – فذكر الحديث بطوله – فقال النعمان بن مقرن: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان إذا لم يُقَاتِلْ أوَّلَ النهار، انتظر حتى تَزُولَ الشَّمسُ، وتَهُبَّ الرياحُ، ويَنزلَ النَّصْرُ.
هذا لفظ الترمذي. وقد قال فيه: فذكر الحديث بطوله، ولم يذكره.
20239 / 7210 – (ط) زيد بن أسلم – رحمه الله -: قال: كَتَبَ أبو عبيدةَ بنُ الجرَّاح إلى عمر بن الخطاب يذكر له جموعاً من الروم، وما يتخوَّفُ منهم، فكتب إليه عمر: «أما بعدُ، فإنه مهما ينزلُ بعبد مؤمن من منزِلِ شِدَّة يجعل الله بعده فرجاً، وإنه لن يَغْلِبَ عُسْر يُسْرَيْن، وإن الله يقول في كتابه: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون} آل عمران: 200 » أخرجه «الموطأ».
20240 / 9623 – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: «كَتَبَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاوَرَ فِي الْحَرْبِ فَعَلَيْكَ بِهِ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ قَدْ وُثِّقُوا.
20241 / 9624 – وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَامٍ يَعْنِي الْبِيكَنْدِيَّ قَالَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِ يكَرِبَ لَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَقَائِعُ، وَقَدْ أَدْرَكَ الْإِسْلَامَ. قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَجَّهَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ إِلَى الْقَادِسِيَّةِ وَكَانَ لَهُ هُنَاكَ بَلَاءٌ حَسَنٌ. كَتَبَ عُمَرُ إِلَى سَعْدٍ: قَدْ وَجَّهْتُ إِلَيْكَ أَوْ أَمْدَدْتُكَ بِأَلْفَيْ رَجُلٍ؛ عَمْرِو بْنِ مَعْدِيكَرِبَ وَطُلَيْحَةُ بْنُ خُوَيْلِدٍ وَهُوَ طُلَيْحَةُ بْنُ خُوَيْلِدٍ الْأَسَدِيُّ فَشَاوِرْهُمَا فِي الْحَرْبِ وَلَا تُولِهِمَا شَيْئًا.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ هَكَذَا مُنْقَطِعَ الْإِسْنَادِ.
باب الرأي والخديعة في الحرب
20242 / 9625 – «عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَعَثَهُ إِلَى غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُوقِدُوا نَارًا ثَلَاثًا، قَالَ: فَكَلَّمَ النَّاسُ أَبَا بَكْرٍ عَنْهُ قَالُوا: كَلِّمْهُ لَنَا، فَأَتَاهُ قَالَ: قَدْ أَرْسَلُوكَ إِلَيَّ، لَا يُوقِدُ أَحَدٌ نَارًا إِلَّا أَلْقَيْتُهُ فِيهَا ثُمَّ لَقُوا الْعَدُوَّ فَهَزَمُوهُمْ، فَلَمْ يَدَعْهُمْ يَطْلُبُوا الْعَدُوَّ فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ وَشَكَوْا إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَانُوا قَلِيلًا فَخِفْتُ أَنْ يَطْلُبُوا الْعَدُوَّ319\5 وَخِفْتُ أَنْ يَكُونَ لَهُمْ مَادَّةٌ فَيَعْطِفُونَ عَلَيْهِمْ، فَحَمِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرَهُ».
20243 / 9626 – وَفِي رِوَايَةٍ: فَقَالَ عَمْرٌو: نَهَيْتُهُمْ أَنْ يُوقِدُوا نَارًا خَشْيَةَ أَنْ يَرَى الْعَدُوُّ قِلَّتَهُمْ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ بِإِسْنَادَيْنِ وَرِجَالُ الْأَوَّلِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
باب الحرب خدعة
20244 / 1054 – (خ م ت د) جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحَرْبُ خَدْعَةٌ» . أخرجه الجماعة، إلا الموطأ والنسائي.
20245 / 2833 – ( ه – عَائِشَةَ رضي الله عنها) أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْحَرْبُ خَدْعَةٌ». أخرجه ابن ماجه.
20246 / 1055 – (خ م) أبو هريرة – رضي الله عنه -: قال: سَمَّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم الحرْب خُدَعة.
وفي رواية أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «الحرْبُ خَدْعَةٌ» . أخرجه البخاري ومسلم.
20247 / 2834 – ( ه – ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه) أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْحَرْبُ خَدْعَةٌ». أخرجه ابن ماجه.
20248 / 1056 – (د) كعب بن مالك – رضي الله عنه -: قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذَا غَزا نَاحِيَة وَرَّى بغيرها، وكان يقول: «الحربُ خَدْعَةٌ» . أخرجه أبو داود.
20249 / 9627\2033– عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ إِنَّ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه أُتِيَ بِنَاسٍ مِنَ الزُّطِّ قَالَ أَحْسَبُهُمْ قَتَلَهُمْ ثُمَّ نَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ نَظَرَ إِلَى الْأَرْضِ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ احْفِرُوا هَذَا الْمَكَانَ لَا بَلْ هَذَا الْمَكَانَ ثُمَّ نَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ نَظَرَ إِلَى الْأَرْضِ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ احْفِرُوا هَذَا الْمَكَانَ قَالَ فَحَفَرُوا فَأَلْقَاهُمْ فِيهِ ثُمَّ دَخَلَ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَصْنَعُ آنِفًا عَهِدَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليك فِيهِمْ شَيْئًا قَالَ لَأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ إِلَيَّ الْأَرْضِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقُولَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَمْ يَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مكايد أرأيت لو قُلْتُ اللَّهُ أَكْبَرُ صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ احْفِرُوا هَذَا الْمَكَانَ مَا كَانَ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2033) لأحمد بن منيع.
وفي إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (4/ 225): هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
وقد وجدت في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 142): قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا عبد الرحيم بن سُلَيْمَانَ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ ذِي حُدَّانٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: “إِنَّ اللَّهَ قَضَى عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ أَنَّ الْحَرْبَ خُدْعَةٌ”.
20250 / 9627 – عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْحَرْبُ خُدْعَةٌ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد بِإِسْنَادَيْنِ فِي أَحَدِهِمَا عَمْرُو بْنُ جَابِرٍ وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَنَسَبَهُ بَعْضُهُمْ إِلَى الْكَذِبِ.
20251 / 9628 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْحَرْبُ خُدْعَةٌ».
قال الهيثميُّ : رواه ابو يعلى، وَفِيهِ هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2035) لأبي يعلى.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 143): هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ هِشَامِ بْنِ زَيَّادٍ أَبُو الْمِقْدَامِ.
20252 / 9629 – وَعَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ نَجَبَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: «الْحَرْبُ خُدْعَةٌ».
قال الهيثميُّ : رواه ابو يعلى، وَفِيهِ حَكِيمُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ، ضَعَّفَهُ الْجُمْهُورُ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2034) لأبي يعلى.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 143) بعده من مسند ابي يعلى:
رواه البزار: ثنا صَفْوَانُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُكَيْرٍ … فَذَكَرَهُ. وَرواهُ الطبرانيُّ وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رواه احمد بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ.
20253 / 9630 – وَعَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْحَرْبُ خُدْعَةٌ».
قال الهيثميُّ : رواه البزار، وَفِيهِ حَكِيمُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
20254 / 9631 – وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْحَرْبُ خُدْعَةٌ».
قال الهيثميُّ : رواه البزار، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
20255 / 9632 – وَعَنْ نُبَيِطِ بْنِ شَرِيطٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحَرْبُ خُدْعَةٌ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُ.
20256 / 9633 – وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْحَرْبُ خُدْعَةٌ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ فَضَالَةُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
20257 / 9634 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ لِيَقْتُلَهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي فَأَقُولَ، قَالَ:” قُلْ مَا بَدَا لَكَ فَإِنَّمَا الْحَرْبُ خُدْعَةٌ».
قُلْتُ: رَوَى ابْنُ مَاجَهْ مِنْهُ: “«الْحَرْبُ خُدْعَةٌ»”. فَقَطْ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مَطَرُ بْنُ مَيْمُونٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
20258 / 9635 – وَعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْحَرْبُ خُدْعَةٌ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الْوَاقِعِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
20259 / 9636 – وَعَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْحَرْبُ خُدْعَةٌ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الشَّاذَكُونِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.320\5
باب بعث العيون
فيه حديث في غزوة الحديبية طويل جدا، يأتي في المغازي والسير
20260 / 6085 – (خ د) أبو هريرة – رضي الله عنه – قال: «بَعَثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّة عَيْناً، وأمَّرَ عليهم عاصمَ بنَ ثابت – وهو جدُّ عاصم بن عمر بن الخطاب – فانطلقوا، حتى إذا كانوا بين عُسْفَانَ ومكةَ ذُكِرُوا لِحَيّ مِنْ هُذَيل، يقال: لهم بنو لِحْيَان، فَتَبِعُوهُمْ بقريب من مائة رام، فاقْتَفَوْا آثارهم، حتى أَتَوْا منزلاً نَزَلُوهُ، فوجدوا فيه نَوَى تمر تَزَوَّدُوه من المدينة، فقالوا: هذا تمرُ يثربَ، فَتَبِعُوا آثارهم حتى لَحِقُوهُمْ، فلما أَحسَّ بهم عاصم وأصحابُه، لجؤوا إلى فَدفَد، وجاء القوم، فأحاطوا بهم، فقالوا: لكم العهد والميثاق: إن نزلتم إلينا أنْ لا نَقْتُلَ منكم رَجُلاً، فقال عاصم: أمَّا أنا فلا أنزل في ذِمَّةِ كافر، اللهم أخْبِر عنَّا رسولَكَ، فقاتلوهم، فَرَمْوهُمْ حتى قَتلوا عاصماً في سبعةِ نَفَر بالنَّبْلِ، وَبَقِيَ خُبَيْب وزيد، ورجل آخرُ، فأعطَوْهُمُ العَهْدَ والميثاقَ، فلما أَعْطَوْهم العهدَ والميثاقَ نزلوا إِليهم، فلما استمكَنُوا منهم، حَلُّوا أَوْتَارَ قِسِيِّهِم فَرَبَطُوهم بها، فقال الرجل الثالث الذي معهم: هذا أَوَّلُ الغَدْرِ، فأَبَى أَن يَصْحَبَهُم، فجرَّرُوهُ وعالجوه على أن يَصْحَبَهُمْ، فلم يفعلْ، فقتلوه، وانطلقوا بخُبَيْب وزيد، حتى باعوهما بمكة، فاشترى خُبيباً بنو الحارث بن عامر بن نوفل، وكان خبيب هو قتل الحارثَ يومَ بدر، فمكثَ عندهم أسيراً، حتى إذا أَجْمَعُوا قَتْلَهُ، استعار موسى من بعض بنات الحارث، لِيَسْتَحِدَّ بها، فأعارَتْه، قالت: فَغَفَلْتُ عَنْ صَبيّ لي، فَدَرَجَ إليه حتى أتاه، فوضعه على فخذه، فلما رأيتُهُ فَزِعتُ منه فَزْعَة عَرفَ ذلك مني، وفي يده الموسى، فقال: أَتَخْشَيْنَ أَنْ أَقْتُلَهُ؟ ما كنتُ لأفعل ذلك إن شاء الله، وكانت تقول: ما رأيتُ أسيراً قَطُّ خيراً من خُبَيْب، لقد رأيتُهُ يأكلُ من قِطْفِ عِنَب وما بمكة يومئذ ثَمَرَة، وإنَّه لموثَق في الحديد، وما كان إلا رزق رزقه الله خُبَيْباً، فلما خرجوا به من الحَرَم ليقتلوه، قال: دَعُوني أُصلِّي ركعتين، ثم انصرف إليهم، فقال: لولا أن تَرَوا أَنَّ ما بي جَزَع من الموت لَزِدْتُ، فكان أَوَّلَ مَنْ سَنَّ الركعتين عند القتل، وقال: اللهم أحصِهِمْ عَدَداً.
وقال:
فَلَسْتُ أُبالي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِماً … عَلى أَيِّ شِقّ كَانَ في الله مَصْرَعِي
وَذَلِكَ في ذَاتِ الإِلَهِ، وَإِن يَشَأْ … يُبَارِكْ على أَوصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ
ثم قام إليه عُقبةُ بنُ الحارث، فقتله، وبعثتْ قريش إلى عاصم، ليُؤتَوْا بشيء من جسده بعد موته- وكان قَتل عظيماً من عظمائهم يوم بدر – فبعث الله عليه مثل الظُّلَّة من الدَّبْرِ، فحمتْهُ من رُسُلهم ، فلم يقدروا منه على شيء» .
وفي رواية قال: «بعثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عَشْرَة رَهْط عيناً، وأَمَّر عليهم عاصمَ بنَ ثابت الأنصاريَّ – جدّ عاصم بن عمر بن الخطاب -، فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهدْأَة، بين عسفان ومكةَ … ». وذكر الحديث.
وفي رواية: «بقريب من مائتي رجل، كلُّهم رامٍ » ، وفيه: «لجؤوا إلى موضع» ، وفيه فقال عاصم: «أيها القوم، أما أنا» ، وفيه: «منهم خُبيب وزيد بن الدّثِنَّة» ، وفيه «حتى باعوهما بمكة بعد وقعة بدر، فابتاع بنو الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف خُبَيْباً» وفيه «فلما أخرجوه من الحرم ليقتلوه في الحِلِّ» ، وفيه قال: «اللهم أحصهم عَدَداً، واقتُلهم بَدَداً، ولا تُبْقِ منهم أحداً» .
وقال:
وَلَسْتُ أُبالي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِماً … عَلى أي جَنْب كان في الله مَصرَعي
وذلك في ذاتِ الإله، وإن يشأْ … يُبَارِكْ على أَوصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ
ثم قام إليه أبو سَروَعة، عقبةُ بن الحارث فقتله، وكان خبيب هو سَنَّ لكلِّ مسلم قُتِلَ صبراً: الصلاةَ، وأخبر – يعني النبيَّ صلى الله عليه وسلم أصحابَهُ يوم أصيبوا خَبَرَهُمْ، وبَعَثَ ناس من قريش إلى عاصم بن ثابت، حين حُدِّثوا: أنه قُتِلَ – أن يُؤتَوْا بشيء منه يُعْرَفُ، وكان قَتَلَ رَجُلاً من عظمائهم، فبعث الله لعاصم مثل الظُّلَّةِ من الدَّبْرِ، فَحَمْتهُ من رُسُلهم، فلم يقدِروا أن يقطعوا منه شيئاً. أخرجه البخاري.
وأخرجه أبو داود إلى قوله: «يستحدُّ بها» ، ثم قال: «فلما خرجوا به ليقتلوه، قال لهم خُبَيْب: دعوني أركعُ رَكْعتين، ثم قال: والله، لولا أن تحسبوا أن ما بي جزع لزدتُ» .
وأخرجه في موضع آخر قال: «ابتاع بنو الحارث بن عامر بن نوفل خُبَيْباً – وكان خُبيب هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر – فلبث خبيب عندهم أسيراً، حتى أجمعوا على قتله، فاستعار من بعض بنات الحارث موسى يستحدُّ بها، فأَعارته … » وذكر الحديث إلى قوله: ما كنتُ لأفعلَ ذلك.
قال أبو داود: وروى الزهريُّ هذه القصة، قال: أخبرني عبيد الله بن عياض: «أنَّ بنتَ الحارث أخبرتْهُ: أَنَّهم حين اجتمعوا – يعني لقتله – استعار منها موسى ليستحدَّ بها، فأعارتْهُ» ، وهذه الحكاية عن الزهريِّ قد أخرجها البخاريُّ أيضاً في رواية له.
وفي رواية رزين زيادة: «قال عاصم: أما أنا فلا أنزل في ذِمّةِ كافر، اللهم أَخْبِرْ عَنَّا رسولَكَ، فجعل يرميهم ويقول:
ما عِلَّتي وأنا جَلد نَابلُ … والقوسُ فيها وتَرٌ عُنَابِلُ»
20261 / 6013 – (م) أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: «بَعَثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بَسْبَسَةَ عَيْناً ينظر ما صنعت عِيرُ أبي سفيان، فجاء وما في البيت أحد غيري وغيرُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، قال: لا أدري، ما استثنى بعض نسائه … قال: فحدَّثه الحديثَ، فخرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فتكلَّم، فقال: إن لنا طَلِبَة، فمن كان ظَهرُه حاضراً فليركب معنا، فجعل رجال يستأذنونه في ظهرهم في عُلْوِ المدينة، فقال: لا، إلا من كان ظهْرُه حاضراً، فانطلق رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابُه حتى سبقوا المشركين إلى بَدْر، وجاء المشركون، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : لا يُقْدِمَنَّ أحد منكم إلى شيء حتى أكونَ أنا أُوذِنه، فدنا المشركون، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : قوموا إلى جنة عَرْضُها السماوات والأرض، قال: يقول عُمَيْر بن الحُمام الأنصاري: يا رسولَ الله، جنة عرضها السماوات والأرض؟ قال: نعم، قال: بخ بخ يا رسولَ الله، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : ما يحملك على قولك: بخ بخ؟ قال: لا والله يا رسولَ الله، إلا رَجَاءَ أن أكونَ من أهلها، قال: فإنك من أهلها قال: فاخترج تَمَرَات من قَرَنِه، فجعل يأكلُ منهن، ثم قال: لئن أنا حَييتُ حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، قال: فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قُتِل». أخرجه مسلم.
20262 / 9637 – عَنْ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ عَيْنًا وَحْدَهُ إِلَى قُرَيْشٍ، وَقَالَ: فَجِئْتُ إِلَى خَشَبَةِ خُبَيْبٍ وَأَنَا أَتَخَوَّفُ الْعُيُونَ، فَرَقِيتُ فِيهَا فَحَلَلْتُ خُبَيْبًا فَوَقَعَ إِلَى الْأَرْضِ، فَانْتَبَذْتُ غَيْرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ الْتَفَتُّ فَلَمْ أَرَ خُبَيْبًا، وَلَكَأَنَّمَا ابْتَلَعَتْهُ الْأَرْضُ فَلَمْ يُرَ لِخُبَيْبٍ أَثَرٌ حَتَّى السَّاعَةِ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
باب الوصية للبعوث وغيرها
وتقدم فيه بابان مضيا في كتاب الجهاد، هذا.
20263 / 1077 – (م) أبو موسى الأشعري – رضي الله عنه -: قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعثَ أحداً من أَصحابهِ في بعض أمرِهِ، قَالَ: «بشِّروا، ولا تُنَفِّرُوا، ويسِّروا ولا تُعَسِّروا» . أخرجه مسلم.
باب الإغارة على العدو ومتى وكيف تكون
20264 / 1074 – (خ م د) عبد الله بن عونٍ – رحمه الله- قال: كَتَبْتُ إلى نَافِعٍ أسأله عن الدُّعاءِ قبلَ القتالِ؟ فكَتَبَ إَليَّ: إنما كان ذلك في أول الإسلام، وقد أغارَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على بني المصْطَلِقِ وهُمْ غَارُّونَ، وأنعامُهُم تُسْقَى على الماء، فَقَتلَ مُقَاتِلَتَهمْ، وسَبَى ذَرَاريَّهُمْ، وأصاب يومَئِذٍ جُوَيْرِية. حدَّثني به عبدُ اللهِ بن عمر، وكان في ذلك الجيش. أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود.
إلا أنَّ في كتاب مسلم: قال يحيى: أحسِبُه قال: – جُوَيْرِيَة – أو: البتّةَ ابنة الحارث.
20265 / 1075 – (ت) أبو البختري سعيد بن فيروز- رحمه الله-: أنَّ جيْشاً مِنْ جُيُوش المسلمين كان أَميرهم سَلْمَانُ الفارِسِيُّ – حَاصَرُوا قَصْراً مِنْ قُصُورِ فَارِسَ، فقال المسلمُون: ألاَ ننْهَدُ إليهم؟ قال: دَعوني أدعوهم، كما سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَدْعُو، فأتاهم فقال: «إنَّما أَنا رجلٌ منكم فارسِيٌّ، وتَرُون أن العربَ يُطيعوننِي، فَإنْ أسْلَمْتُم فَلكم مِثْلُ الذي لنا، وعليكم مِثلُ الذي عَليْنَا، وإنْ أبيْتُمْ إلا دِينَكم تَرَكْناكم عليه، وأعطُونا الجزيةَ عن يدٍ وأنتم صاغِرون وَرَطَنَ إليهم بِالفارِسِيَّةِ: وأَنتم غَيْرُ مَحُمودِينَ – وإنْ أبيْتُمْ نَابذْناكم على سَوَاءٍ» ، قالوا: ما نحن بالذي نُعطِي الجزْيةَ، ولكنَّا نقاتِلُكُم، قالوا: يا أَبا عبدَ الله، ألا نَنْهَدُ إليهم؟ قال: لا فَدَعاهُمْ ثلاثةَ أَيام إلى مِثْلِ هذا، ثم قال: انْهَدُوا إليهم، فَنَهَدُوا إليهم، فَفَتَحُوا ذلك الْقَصْرَ. أخرجه الترمذي.
20266 / 1073 – (م د ت ه – بُرَيْدةُ رضي الله عنه ): قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أمَّرَ أميراً على جيشِ، أو سريَّةٍ، أوْصَاهُ في خاصَّته بتقْوى الله، ومَنْ معهُ من المسلمين خيراً، ثم قال: اغْزُوا باسْمِ الله في سبيل الله، قاتِلوا مَنْ كفر بالله، اغزوا ولا تغُلُّوا، ولا تغْدِروا، ولا تُمثِّلوا، ولا تقْتُلوا وَليداً، وإذا لَقِيتَ عدوَّك من المُشْركين، فادْعُهُمْ إلى ثلاثِ خصالٍ – أو خلالٍ – فَأيَّتُهُنَّ ما أجابوك فاقْبَلْ منهم، وكُفَّ عنهم، ثُمَّ ادعهم إلى الإسلام، فإنْ أجابوك فاقبل منهم وكُفَّ عنهم، ثم ادْعهم إلى التَّحَوُّلِ مِنْ دارِهم إلى دار المهاجرين، وأَخبِرْهُمْ، أَنَّهَمْ إنْ هم فعلوا ذلك، فلهم ما لَلمُهاجرينَ، وعليهم ما على المهاجرين، فإن أبوا أن يتحوَّلوُا منها، فأخبِرْهِمْ: أنَّهُمْ يكونُون كأعرابِ المسلمين يَجْرى عليهم حُكْم اللهِ الذي يجرى على المؤمنين، ولا يكونُ لهم في الغنيمة والفيء شيء، إلا أَنْ يجاهدُوا مع المسلمين، فإنْ هُمْ أبوْا فَسَلْهُمُ الجِزْيةَ، فَإنْ هُمْ أجابُوكَ فاقْبَلْ منهم، وكُفَّ عنهم، فإنْ هم أبَوْا فَاْستَعِنْ بالله عليهم وقاتلهم، وإذا حَاصَرْت أهل حصْنٍ، فأرادُوكَ أنْ تجعلَ لهم ذِمَّةَ اللهِ وذِمَّة نبيِّه، فلا تجعلْ لهم ذِمَّة اللهِ ولا ذمّة نبيِّهِ، ولكن اجعل لهم ذِمَّتَكَ وذِمَّةَ أصحابِكَ، فإنَّكمْ أنْ تُخْفِرُوا ذِمَمكم وذِمَّةَ أصحَابِكمْ أهْوَنُ مِنْ أنْ تُخْفِرُوا ذِمَّةَ اللهِ وذِمَّةَ رسولِه، وإذا حاَصرْتَ أَهلَ حِصْنٍ، وأرادُوكَ أن تُنْزِلهم على حُكْمِ اللهِ، فلا تُنْزِلهمْ على حُكمِ الله، ولكن أَنْزِلْهم على حكمك، فإنك لا تدري: أتُصيبُ فيهم حُكمَ اللهِ، أم لا؟ هذه رواية مسلم.
وابن ماجه وقال: ( اجعل لهم ذمتك وذمة أبيك وذمة أصحابك ). فزاد ( ذمة أبيك ).و قال ابن ماجه ( ذمة آبائكم ) بدل ( ذمة أصحابك ).
وأخرجه الترمذي مختصراً، وهذا لفظه: قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا بعثَ أميراً على جَيشٍ أوصاه في خاصَّةِ نفسِهِ بتقوى الله، ومن معه من المسلمين خيراً، فقال: «اغْزُوا باسمِ الله، وفي سبيل الله، قاتِلوا مَنْ كَفَرَ بالله، اغزُوا ولا تغُلُّوا، ولا تغدِرُوا، ولا تُمثِّلوا، ولا تقتُلوا وَليداً» ، قال: وفي الحديث قِصَةٌ.
وأخرجه أيضاً في موضع آخر من كتابه مثل مسلم بطوله، وأسقط منه: ذِكْرَ الجزية وطلبَها مِنْهُمْ، والباقي مثلهُ. وقال بعده: من رواية أُخرى نحوه بمعناه، ولم يذكر لفظه، إلا أنه قال: وزاد … وذكر حديث الجزية.
وأخرجه أبو داود، نحو رواية مسلمٍ بتغيير بعض ألفاظهِ وأسقط منه حديث: «ذمَّةَ الله ورسوله» وزاد في آخره: «ثم اقضوا فيهم بعدُ ما شئتُم» وأسقط من أوله من قوله: «اغْزُوا باسم الله» إلى قوله: «وليداً» ، ثم عاد وأخرجه عقيبَ هذا الحديث مُفرداً، فصار الجميع مُتَّفَقاً عليه.
20267 / 6106 – (خ م د) عبد الله بن عون بن أرْطَبان المزني البصري قال: «كتبتُ إِلى نافع: أسألُه عن الدعاء قبل القتال؟ فكتب إِليَّ: إنما كان ذلك في أول الإسلام، وقد أغار رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على بني المصطلق، وهم غارُّون وأنعامُهم تُسْقَى على الماء، فقَتل مقاتلتهم، وسَبَى ذراريهم، وأصاب يومئذ جُويرية» حدثني به عبد الله بن عمر، وكان في ذلك الجيش.
أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود، إِلا أن في كتاب مسلم: قال يحيى بن يحيى: أحسبه قال: «جويرية» ، أو «أَلبتَّة» بنت الحارث.
قال النووي في ” شرح مسلم “: أما قوله: ” ألبتة ” فمعناه: أن يحيى بن يحيى قال: ” أصاب يومئذ بنت الحارث، وأظن شيخي سليم بن أخضر: سماها لي في رواية جويرية ” أو أعلم ذلك وأجزم به وأقوله ألبتة، وحاصله أنها جويرية فيما أحفظه إما ظناً وأما علماً، وفي الرواية الثانية قال: هي جويرية بنت الحارث بلا شك.
20268 / 9578 – عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «مَا قَاتَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمًا حَتَّى يَدْعُوَهُمْ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَأَبُو يَعْلَى، وَالطَّبَرَانِيُّ بِأَسَانِيدَ، وَرِجَالُ أَحَدِهَا رِجَالُ الصَّحِيحِ. وتقدم.
باب ما جاء في الرايات والألوية والجيوش والسرايا
20269 / 1112 – (ت د) ابن عباس – رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «خيرُ الصحابةِ: أربعةٌ وخيرُ السرايا: أربعُمائةٍ، وخيرُ الجيوشِ: أربعةُ آلافٍ، ولن يُغْلَبَ اثنا عَشَرَ ألفاً مِنْ قِلَّةٍ» . أخرجه التَّرمِذِي، وأبو داود.
20270 / 2827 – ( ه – أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَكْثَمَ بْنِ الْجَوْنِ الْخُزَاعِيِّ: «يَا أَكْثَمُ، اغْزُ مَعَ غَيْرِ قَوْمِكَ يَحْسُنْ خُلُقُكَ وَتَكْرُمْ عَلَى رُفَقَائِكَ، يَا أَكْثَمُ، خَيْرُ الرُّفَقَاءِ أَرْبَعَةٌ، وَخَيْرُ السَّرَايَا أَرْبَعُمِائَةٍ، وَخَيْرُ الْجُيُوشِ أَرْبَعَةُ آلَافٍ، وَلَنْ يُغْلَبَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا مِنْ قِلَّةٍ». أخرجه ابن ماجه.
20271 / 2829 – ( ه – لَهِيعَةَ بْنِ عُقْبَةَ رضي الله عنه ) قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْوَرْدِ صَاحِبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِيَّاكُمْ وَالسَّرِيَّةَ الَّتِي إِنْ لَقِيَتْ فَرَّتْ، وَإِنْ غَنِمَتْ غَلَّتْ». أخرجه ابن ماجه.
20272 / 9638\1905– عَنْ خَالِدِ بْنِ كِلَابٍ قَالَ إِنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَكْرَمَ أُمَّتِي بِالْأَلْوِيَةِ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1905) لأبي يعلى.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 118): هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ خَالِدِ بْنِ كِلَابٍ.
20273 / 9638 – عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَنْ بُرَيْدَةَ «أَنَّ رَايَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ سَوْدَاءَ وَلِوَاءَهُ أَبْيَضَ».
قال الهيثميُّ : رواه ابو يعلى وَالطَّبَرَانِيُّ وَفِيهِ حَيَّانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ الذَّهَبِيُّ: بَيَّضَ لَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فَهُوَ مَجْهُولٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِ أَبِي يَعْلَى ثِقَاتٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1904) لأبي يعلى.
الذي في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 117) من مسند بريدة فقط.
20274 / 9639 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «كَانَتْ رَايَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَوْدَاءَ وَلِوَاؤُهُ أَبْيَضَ، مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ».
قُلْتُ: رواه الترمذي وَابْنُ مَاجَهْ خَلَا الْكِتَابَةَ عَلَيْهِ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ حَيَّانُ وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَيْهِ، تَرَاهُ قَبْلُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
20275 / 9640 – «وَعَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَايَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ سَوْدَاءَ».
قُلْتُ: لِجَابِرٍ فِي السُّنَنِ أَنَّهَا كَانَتْ بَيْضَاءَ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الثَّلَاثَةِ، وَفِي إِسْنَادِ الْكَبِيرِ شَرِيكٌ النَّخَعِيُّ وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ وَفِيهِ ضَعْفٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
20276 / 9641 – «وَعَنْ مَزِيدَةَ الْعَبْدِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقَدَ رَايَاتِ الْأَنْصَارِ فَجَعَلَهُنَّ صُفْرًا».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ اللَّيْثِ الْهَدَادِيُّ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
20277 / 9642 – وَعَنْ كُرَيْزِ بْنِ سَامَةَ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقَدَ رَايَةً لِبَنِي سُلَيْمٍ حَمْرَاءَ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.
20278 / 9643 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَنَّ رَايَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ تَكُونُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَرَايَةَ الْأَنْصَارِ مَعَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، وَكَانَ إِذَا اسْتَحَرَّ الْقِتَالُ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يَكُونُ تَحْتَ رَايَةِ الْأَنْصَارِ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ عُثْمَانَ بْنِ زُفَرَ الشَّامِيِّ وَهُوَ ثِقَةٌ.
20279 / 9644 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَنْ عَلِيًّا كَانَ صَاحِبَ رَايَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ، وَقَيْسَ بْنَ سَعْدٍ صَاحِبَ رَايَةِ عَلِيٍّ، وَصَاحِبُ رَايَةِ الْمُهَاجِرِينَ عَلِيٌّ فِي321\5 الْمُوَاطِنِ كُلِّهَا».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَالْكَبِيرِ وَفِيهِ أَبُو شَيْبَةَ إِبْرَاهِيمُ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
20280 / 9645 – وَعَنْ مُحَارِبٍ قَالَ: «كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى زِيَادٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “إِنَّ الْعَدُوَّ لَا يَظْهَرُ عَلَى قَوْمٍ لِوَاؤُهُمْ أَوْ قَالَ: رَايَتُهُمْ مَعَ رَجُلٍ مِنْ بَنِي بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
باب استئذان الأبوين في الجهاد والعبد لسيده
20281 / 195 – (خ م د ت س ه عبدالله بن عمرو ) قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فَاسْتَأذَنَهُ في الجهاد، فقال: «أحَيٌّ وَالِدَاك؟» قال: نعم، قال: «ففيهما فجاهد» . أخرجه الجماعة إلا «الموطأ» .
وفي رواية لمسلم قال: أقبل رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أبَايِعُكَ على الهجرة والجهاد، أبتَغِي الأجرَ من الله، قال: «فهل من والديك أحدٌ حَيٌّ؟» قال: نعم، بل كلاهما حَيٌّ، قال: «فتبْتَغِي الأجرَ من الله؟» قال: نعم! قال: «فارجع إلى وَالِدَيْكَ فأحْسِنْ صُحْبَتَهُما» .
وفي أخرى لأبي داود والنسائي قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: جئتُ أبَايِعُكَ على الهجرة، وتركتُ أبَوَيَّ يبكيان، قال: «فارجع إليهما، فأضْحِكْهُما كما أبْكَيْتَهُما».
وقال ابن ماجه : ( أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي جِئْتُ أُرِيدُ الْجِهَادَ مَعَكَ، أَبْتَغِي وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ، وَلَقَدْ أَتَيْتُ وَإِنَّ وَالِدَيَّ لَيَبْكِيَانِ. . . فذكره.
20282 / 196 – (د) أبو سعيد الخدري – رضي الله عنه – أنَّ رجلاً من أهل اليمن هَاجَرَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: «هل لك أحدٌ باليمَن؟» قال: أبَوَايَ، قال: «أذِنَا لك؟» قال: لا، قال: «فارجع إليهما فاسْتَأذِنْهُما، فإن أذِنَا لك فجاهِدْ، وإلا فَبرَّهما» . أخرجه أبو داود.
20283 / 9646\1969– عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ فَمَرَّ بِأُنَاسٍ مِنْ مُزَيْنَةَ فَاتَّبَعَهُ عَبْدٌ لِامْرَأَةٍ مِنْهُمْ فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ سَلَّمَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ فُلَانٌ قَالَ نَعَمْ قَالَ مَا شَأْنُكَ قَالَ أُجَاهِدُ مَعَكَ قَالَ أَذِنَتْ لَكَ سَيِّدَتُكَ قَالَ لَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارْجِعْ إِلَيْهَا وَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ فَرَجَعَ إِلَيْهَا وَقَرَأَ عَلَيْهَا السَّلَامَ وَأَخْبَرَهَا فَقَالَتْ آللَّهِ أَهُوَ أَمَرَكَ أَنْ تَقْرَأَ عَلَيَّ السلام قَالَ نَعَمْ قَالَتِ ارْجِعْ فَجَاهِدْ مَعَهُ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1969) للحارث.
هو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 105).
20284 / 9646 – عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السِّقَايَةِ فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ بِابْنٍ لَهَا فَقَالَتْ: إِنَّ ابْنِي هَذَا يُرِيدُ الْغَزْوَ وَأَنَا أَمْنَعُهُ فَقَالَ: ” لَا تَبْرَحْ مِنْ أُمِّكَ حَتَّى تَأْذَنَ لَكَ أَوْ يَتَوَفَّاهَا الْمَوْتُ لِأَنَّهُ أَعْظَمُ لِأَجْرِكَ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ رِشْدِينُ بْنُ كُرَيْبٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
20285 / 9646\2508– عَنْ سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ إِنِّي رَجُلٌ حَرِيصٌ عَلَى الْجِهَادِ وَلَيْسَ مِنْ قَوْمِي أَحَدٌ إِلَّا قَدْ لَحِقَ بِالْأَمْصَارِ أَوْ بِالْجِهَادِ غَيْرُ وَالِدِي أَوْ قَالَ: غَيْرُ أَهْلِي وأبوي، أَوْ قَالَ: أَبِي كَارِهٌ لِذَلِكَ، فَنَظَرَ إِلَيَّ فَقَالَ: لَا يَكُونُ لِرَجُلٍ أَبَوَانِ فَيُصْبِحُ مُحْسِنًا إِلَّا فُتِحَ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ، وَلَا يُمْسِي وَهُوَ مُحْسِنٌ إِلَّا فُتِحَ لَهُ بَابَانِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، قَالَ: قُلْتُ مُحْسِنٌ إِلَيْهِمَا؟ قَالَ: نَعَمْ، فإن كان واحد فأصبحاً مُحْسِنًا فُتِحَ لَهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، وَلَا يَسْخَطُ عَلَيْهِ أَحَدُهُمَا أَوْ واحد منهما فيرَضِيَ الله عَنْه حَتَّى يَرْضَى. قُلْتُ: وَإِنْ كَانَ لَهُ ظَالِمًا؟ قَالَ: وَإِنْ كَانَ لَهُ ظَالِمًا.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2508) لمسدّد.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 468): رواه مسدد موقوفًا، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر مرفوعًا.
20286 / 9647 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «جَاءَ رَجُلٌ وَأُمُّهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُرِيدُ الْجِهَادَ وَأُمُّهُ تَمْنَعُهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” عِنْدَ أُمِّكَ قِرَّ فَإِنَّ لَكَ مِنَ الْأَجْرِ عِنْدَهَا مِثْلَ مَا لَكَ فِي الْجِهَادِ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ رِشْدِينُ بْنُ كُرَيْبٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ. قُلْتُ وَفِي الْبِرِّ وَالصِّلَةِ أَحَادِيثُ مِنْ هَذَا النَّحْوِ.
20287 / 9648 – وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنْ كَانَ الْغَزْوُ عِنْدَ بَابِ الْبَيْتِ فَلَا تَذْهَبْ إِلَّا بِإِذْنِ أَبَوَيْكَ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الصَّغِيرِ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ، غَيْرَ شَيْخِ الطَّبَرَانِيِّ أُسَامَةَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ وَهُوَ ثِقَةٌ ثَبْتٌ كَمَا هُوَ فِي تَارِيخِ مِصْرَ.
20288 / 9649 – وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُبَايِعَكَ عَلَى الْجِهَادِ. قَالَ: ” أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟ “. قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: ” فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ عَنْ شَيْخِهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْجِيلِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْحَارِثِيِّ وَكِلَاهُمَا لَمْ أَعْرِفْهُ وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
20289 / 9650 – وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَجَهَّزُوا إِلَى هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا فَإِنَّ اللَّهَ فَاتِحُهَا عَلَيْكُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ يَعْنِي خَيْبَرَ وَلَا يَخْرُجَنَّ مَعِي مُصْعِبٌ وَلَا مُضْعِفٌ”. فَانْطَلَقَ أَبُو هُرَيْرَةَ إِلَى أُمِّهِ فَقَالَ: جَهِّزِينِي فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَمَرَ بِالْجِهَادِ لِلْغَزْوِ فَقَالَتْ: تَنْطَلِقُ وَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَدْخُلُ الْمِرْفَقُ إِلَّا وَأَنْتَ مَعِي؟ قَالَ: مَا كُنْتُ لِأَتَخَلَّفَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ 322\5 عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْرَجَتْ ثَدْيَهَا فَنَاشَدَتْهُ بِمَا رَضَعَ مِنْ لَبَنِهَا فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِرًّا فَأَخْبَرَتْهُ فَقَالَ: ” انْطَلِقِي فَقَدْ كُفِيتِ”. فَجَاءَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَى إِعْرَاضَكَ عَنِّي لَا أَرَى ذَلِكَ إِلَّا لِشَيْءٍ بَلَغَكَ. قَالَ: ” أَنْتَ الَّذِي تُنَاشِدُكَ أُمُّكَ، وَأَخْرَجَتْ ثَدْيَهَا تُنَاشِدُكَ بِمَا رَضَعْتَ مِنْ لَبَنِهَا، أَيَحْسَبُ أَحَدُكُمْ إِذَا كَانَ عِنْدَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدِهِمَا أَنَّهُ لَيْسَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَلْ هُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِذَا بَرَّهُمَا وَأَدَّى حَقَّهُمَا”. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَقَدْ مَكَثْتُ بَعْدَ ذَلِكَ سَنَتَيْنِ مَا أَغْزُو حَتَّى مَاتَتْ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَيَأْتِي بِتَمَامِهِ فِي غَزْوَةِ خَيْبَرَ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ الْأَلْهَانِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
باب الجهاد بالأجر
وتقدم باب الاستئجار في الغزو.
20290 / 9651 – عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مِثْلَهُ، وَمَتْنُهُ قَالَ: «بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ فَقَالَ رَجُلٌ: أَخْرُجُ مَعَكَ عَلَى أَنْ تَجْعَلَ لِي سَهْمًا مِنَ الْمَغْنَمِ ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَتَغْنَمُونَ أَمْ لَا؟ وَلَكِنِ اجْعَلْ لِي سَهْمًا مَعْلُومًا، فَجُعِلَتْ لَهُ ثَلَاثَةُ دَنَانِيرَ فَغَزَوْنَا فَأَصَبْنَا مَغْنَمًا فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَا أَجِدُ لَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا دَنَانِيرَهُ هَذِهِ الثَّلَاثَةَ الَّتِي أَخَذَهَا».
قال الهيثميُّ: رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ بَقِيَّةُ، وَقَدْ صَرَّحَ بِالسَّمَاعِ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1967) إسحاق.
ولم اجده في الاتحاف. وتقدم قبل أبواب
باب فيمن يغزو بمال غيره
20291 / 9652 – عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ سَعْدٍ «أَنَّهَا قَالَتْ: أَفْتِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ عَمَّنْ لَمْ يَغْزُ وَأَعْطَى مَالَهُ يُغْزَى عَلَيْهِ، فَلَهُ أَجْرٌ أَمْ لِلْمُنْطَلِقِ؟ قَالَ: ” لَهُ أَجْرُ مَالِهِ وَلِلْمُنْطَلِقِ أَجْرُ مَا احْتَسَبَ مِنْ ذَلِكَ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.
وتقدم مثله قبل أبواب
باب خروج النساء في الغزو
20292 / 1093 – (م ت د) نَجدَةُ بن عامر الحروري: كَتَبَ إلى ابن عباس يَسأُلُه عن خَمْسِ خِصالٍ؟ فقال ابنُ عباس: لوْلا أن أَكتُمَ عِلماً ما كتَبْتُ إليه – كتبَ إليه نَجْدَةُ: أما بعد، فأخْبِرْني: هل كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَغْزُو بالنِّساء؟ وهل كان يضرِبُ لَهُنَّ بسَهْمٍ؟ وهل كان يقْتُلُ الصبيان؟ ومتى ينقضِي يُتْمُ اليتيم؟ وعن الخُمْسُ: لمن هو؟ فَكَتبَ إليه ابنُ عباس: كتبتَ تسألُني: هل كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يغْزُو بالنساء؟ وقد كان يغْزُو بهنَّ، فَيُداوِينَ الجَرْحَى ويُحذَيْنَ مِنَ الغنيمَةِ، وأمَّا سهمٌ؟ فَلَمْ يضرِب لَهُنَّ، وإنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يَقْتُلُ الصبيانَ، فلا تَقْتُل الصبيان، وكتبتَ تسأُلني: متى ينْقَضي يُتْمُ اليَتيم؟ فلعَمْرِي، إنَّ الرجلَ لتَنْبُتُ لحْيَتُهُ، وإنه لضعِيفُ الأخذ لنفسه، ضعيفُ العطاءِ منها، وإذَا أَخَذَ لنفسه من صالح ما يأخذُ النَّاسُ فقد ذهب عنه اليُتْمُ وكتبتَ تسألني عن الخُمْسِ لمن هو؟ وإنَّا نقولُ: هُوَ لنا، فأَبى عليْنا قومُنا ذَاك.
وفي رواية: فلا تَقْتُل الصبيان، إلا أن تكون تعلمُ ما عَلِمَ الخَضِرُ من الصَّبيِّ الذي قَتَلَ.
زاد في أخرى: وتُميِّزُ المؤمنَ من الكَافِرِ، فتقتُل الكافر، وتدعَ المؤْمِن.
وفي رواية قال: كتبَ نَجْدَة بن عامر الحروري إلى ابن عباس يسأله عن العبد والمرأةِ يَحْضُرانِ المغْنَم: هل يُقْسَمُ لهما – وذكر باقي المسائل نحوه – فقال ابنُ عباس ليَزيد بن هرمز: اكتُبْ إليه، فلولا أن يقعَ في أُحْمُوقَةٍ ما كتبتُ إليه، كتبْتَ تسألني عن العبد والمرأةِ يَحْضُرانِ المغنَم، هل يُقسمُ لهما شيءٌ، وإنه ليس لهما شيءٌ إلا أن يُحذَيا، وقال في اليتيم: إنَّه لا ينقطع عنه اسم اليُتْمِ، حتى يبلغ، ويُؤنَسَ منه الرُّشْدُ، والباقي نحوه.
وفي أخرى: ولولا أن أرُدَّهُ عن نَتْنٍ يقعُ فيه، ما كتبتُ إليه، ولا نُعْمَةَ عَيْنٍ … الحديث. هذه رواية مسلم.
وأخرج الترمذي منه طرفاً، وهو ذِكْرُ الْغَزْوِ بالنِّساءِ، والضَّرْب لُهنَّ بِسَهْمٍ والجواب عنه.
وأخرج أبو داود منه طرفاً، وهذا لفظُهُ، قال: كتبَ نَجْدَةُ إلى ابنِ عباسٍ يسأله عن أشياءَ؟ وعن المملوك: أَلَهُ في الفَيْء شيءٌ؟ وعن النساء: هل كُنَّ يَخْرُجْنَ مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ وهل لَهُنَّ نصيبٌ؟ فقال ابنُ عباسٍ: لولا أن يأتِيَ أحْمُوقَة ما كتبتُ إليه، أمَّا المملوكُ: فكانَ يُحْذَى، وأَمَّا النساءُ: فقد كُنَّ يُدَاوِينَ الجرَحى، ويَسْقِين الماءَ.
وفي أخرَى له قال: كَتَبَ نجدة الحرُورِيُّ إلى ابن عباسٍ يسألُه عن النساء: هل كُنَّ يَشْهدْنَ الحربَ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ وهل كان يَضرِبُ لهنَّ بسَهْم؟ قال يزيدُ: فأَنا كتَبْتُ كتاب ابن عباس إلى نجدة: قد كنَّ يَحْضُرنَ الحربَ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فأمَّا أنْ يضْرِبَ لَهُنَّ بسهمٍ؟ فَلا، وقد كان يَرْضَخُ لهنَّ.
20293 / 1094 – (م ت د) أنس بن مالك – رضي الله عنه -: قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَغْزُو بأُمِّ سُليم ونسوةٌ من الأنصار معه، فَيَسْقِينَ الماءَ، ويُدَاوين الجَرْحَى. أخرجه الترمذي، وأبو داود.
20294 / 1095 – (خ) الرُّبَيِّع بنت معوذ – رضي الله عنها -: قالت: لقد كُنَّا نَغْزُو مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لِنَسقيَ القومَ ونَخدِمَهم، ونَرُدَّ القتلى والجرحى إلى المدينة. أخرجه البخاري.
20295 / 1096 – (م ه – أم عطية رضي الله عنها ): قالت: غَزَوْتُ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم سَبعَ غَزواتٍ، أخْلُفُهُمْ في رِحالهمْ، فَأصْنَعُ لهمُ الطعام وأُداوي الجَرْحى، وأقومُ على المرَضَى. أخرجه مسلم. وابن ماجه.
20296 / 1239 – (خ) ثعلبة بن أبي مالك – رضي الله عنه -: أنَّ عُمَرَ قَسَمَ مُرُوطاً بين نِساءِ أهل المدينَةِ، فَبَقِيَ منها مِرْطٌ جَيِّدٌ، فقال له بعضُ مَنْ عنده: يا أمير المؤمنين، أعْطِ هذا ابنةَ رسولِ الله التي عندك – يُريِدَون: أُمَّ كُلْثُوم بنتَ علي فقال: أُمُّ سَلِيطٍ أحقُّ به، فإنها ممَّنْ بايعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، كانت تَزْفِرُ لنا الْقِرَبَ يومَ أُحُدٍ. أخرجه البخاري.
20297 / 9653 – عَنْ أُمِّ كَبْشَةَ امْرَأَةٍ مِنْ عُذْرَةَ عُذْرَةَ بَنِي قُضَاعَةَ «أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي أَنْ أَخْرُجَ فِي جَيْشِ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: ” لَا”. قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَيْسَ أُرِيدُ أَنْ أُقَاتِلَ إِنَّمَا أُرِيدَ أُدَاوِي الْجَرْحَى وَالْمَرْضَى أَوْ أَسْقِي الْمَرْضَى قَالَ: ” لَوْلَا أَنْ تَكُونَ سُنَّةً وَيُقَالُ: فُلَانَةُ خَرَجَتْ لَأَذِنْتُ لَكِ وَلَكِنِ اجْلِسِي».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ323\5 وَالْأَوْسَطِ وَرِجَالُهُمَا رِجَالُ الصَّحِيحِ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1970) لأبي بكر بن أبي شيبة.
قال عقبه في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 107): رواه ابو يعلى الْمَوْصِلِيُّ عن ابن ابي شيبة.
20298 / 9654 – وَعَنْ لَيْلَى الْغِفَارِيَّةِ قَالَتْ: كُنْتُ أَخْرُجُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُدَاوِي الْجَرْحَى.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
20299 / 9655 – وَعَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْزُو بِنَا لِنِسْوَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَنَسْقِي الْمَرْضَى، وَنُدَاوِي الْجَرْحَى».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
20300 / 9656 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْرُجُ مَعَكَ إِلَى الْغَزْوِ؟ قَالَ: “يَا أُمَّ سُلَيْمٍ إِنَّهُ لَمْ يُكْتُبْ عَلَى النِّسَاءِ الْجِهَادُ “. قَالَتْ: أُدَاوِي الْجَرْحَى وَأُعَالِجُ الْعَيْنَ وَأَسْقِي الْمَاءَ؟ قَالَ: “فَنَعَمْ إِذًا».
قُلْتُ: لِأَنَسٍ حَدِيثٌ فِي الصَّحِيحِ وَغَيْرِهِ بِغَيْرِ سِيَاقِهِ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ عَنْ شَيْخِهِ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ حَاجِبٍ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
باب اغزوا تغنموا وسافروا تصحوا
20301 / 9657 – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اغْزُوا تَغْنَمُوا وَصُومُوا تَصِحُّوا وَسَافِرُوا تَسْتَغْنُوا».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ عَنْ شَيْخِهِ مُوسَى بْنِ زَكَرِيَّا فَإِنْ كَانَ الرَّاوِيَ عَنْ شَبَّابٍ فَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ الدَّارَقُطْنِيُّ وَإِنْ كَانَ غَيْرَهُ فَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
20302 / 9658 – وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَافِرُوا تَصِحُّوا وَتَسْلَمُوا».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَوَّادٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
باب لا يقبل من عبدة الأوثان إلا الإسلام أو يقتلوا
20303 / 9659 – عَنْ عِصَامٍ الْمُزَنِيِّ – وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ – قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَعَثَ جَيْشًا أَوْ سَرِيَّةً يَقُولُ لَهُمْ: ” إِذَا رَأَيْتُمْ مَسْجِدًا أَوْ سَمِعْتُمْ مُؤَذِّنًا فَلَا تَقْتُلُوا أَحَدًا “. فَبَعَثَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ وَأَمَرَنَا بِذَلِكَ فَخَرَجْنَا نَسِيرُ بِأَرْضِ تِهَامَةَ فَأَدْرَكْنَا رَجُلًا يَسُوقُ ظَعَائِنَ فَعَرَضْنَا عَلَيْهِ الْإِسْلَامَ، فَقُلْنَا: أَمُسْلِمٌ أَنْتَ؟ فَقَالَ: وَمَا الْإِسْلَامُ؟ فَأَخْبَرْنَاهُ فَإِذَا هُوَ لَا يَعْرِفُهُ فَقَالَ: إِنْ لَمْ أَفْعَلْ فَمَا أَنْتُمْ صَانِعُونَ؟ فَقُلْنَا: نَقْتُلُكَ. قَالَ: فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْظِرِيَّ حَتَّى أُدْرِكَ الظَّعَائِنَ؟ فَقُلْنَا: نَعَمْ، وَنَحْنُ مُدْرِكُوهُ. فَخَرَجَ فَإِذَا امْرَأَةٌ فِي هَوْدَجِهَا فَقَالَ: أَسْلِمِي حُبَيْشُ قَبْلَ انْقِطَاعِ الْعَيْشِ. فَقَالَتْ: أُسْلِمُ عَشْرًا وَتِسْعًا تَتْرَى. ثُمَّ قَالَ:
أَتَذْكُرُ إِذْ طَالَبْتُكُمْ فَوَجَدْتُكُمْ … بِحَلِيَّةٍ أَوْ أَدْرَكْتُكُمْ بِالْخَوَانِقِ324\5
فَلَمْ يَكُ حَقًّا أَنْ يُنَوَّلَ عَاشِقٌ … تَكَلَّفَ إِدْلَاجَ الثَّرَى وَالْوَدَائِقِ
فَلَا ذَنْبَ لِي لَوْ قُلْتُ إِذْ أَهِلْنَا مَعًا … أَتَتْنِي بِوُدٍّ قَبْلَ إِحْدَى الْمَضَائِقِ
أَتَتْنِي بِوُدٍّ قَبْلَ أَنْ يَشْحَطَ النَّوَى … وَيَنْأَى الْأَمِيرُ بِالْحَبِيبِ الْمُفَارِقِ
ثُمَّ أَتَانَا فَقَالَ: شَأْنَكُمْ، فَقَدَّمْنَاهُ فَضَرَبْنَا عُنُقَهُ وَنَزَلَتِ الْأُخْرَى مِنْ هَوْدَجِهَا فَحَنَتْ عَلَيْهِ حَتَّى مَاتَتْ».قُلْتُ: رَوَى أَبُو دَاوُدَ مِنْهُ: ” «إِذَا رَأَيْتُمْ مَسْجِدًا أَوْ سَمِعْتُمْ مُؤَذِّنًا فَلَا تَقْتُلُوا أَحَدًا»”. فَقَطْ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَالْبَزَّارُ وَقَدْ حَسَّنَ التِّرْمِذِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ وَإِسْنَادُهُمَا أَفْضَلُ مِنْ إِسْنَادِهِ. وَيَأْتِي حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي السَّرَايَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
باب لا يجتمع دينان في جزيرة العرب ووجوب إخراج الكفرة
20304 / 6982 – (د) عبد الله بن عباس وجويرية بن قدامة – رضي الله عنهما – قالا: أوصى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عند موته: «أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنتُ أجيزهم» .
قال يعقوب بن محمد: سألت المغيرة بن عبد الرحمن عن جزيرة العرب؟ فقال: مكة والمدينة واليمامة واليمن، وقال يعقوب: العَرْج أول اليمامة، قال يعقوب: وحُدِّثت: أن جزيرة العرب: ما بين وادي القرَى إلى أقصى اليمن، وما بين البحر إلى تخوم العراق في الأرض في العرض.
وفي رواية عن ابن عباس وحده: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم «أوصى بثلاثة، فقال: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجِيزوا الوفد بنحو ما كنت أُجِيزهم» قال ابن عباس: وسكت عن الثالثة، أو قال: فأُنسيتها. أخرج أبو داود الثانية، والأولى ذكرها رزين.
20305 / 3671 – (ط) عمر بن عبد العزيز – رحمه الله – قال: كان من آخر ما تكلم به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن قال: «قاتلَ الله اليهود والنصارى، اتخذُوا قبور أنبيائهم مساجدَ لا يبْقَيَنَّ دينان في جزيرة العرب». أخرجه مالك في الموطأ.
20306 / 6980 – (د) مالك بن أنس: قال: « إن عمر – رضي الله عنه – أجلى أهل نجران، ولم يُجْلَوْا من تَيماء، لأنها ليست من بلاد العرب، فأمَّا الوادي: فإني أرى أنما لم يُجْلَ مَن فيها من اليهود: أنهم لم يَرَوْها من أرض العرب».
وعن مالك قال: وقد أجلى عمر يهود نجران وفدك. أخرجه أبو داود.
20307 / 6981 – (م د ت) عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أنه سمع رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لأُخرجَنَّ اليهود والنصارى من جزيرة العرب فلا أتركُ فيها إلا مسلماً» .
قال سعيد بن عبد العزيز: جزيرة العرب: ما بين الوادي إلى أقصى اليمن، إلى تُخوم العراق إلى البحر. أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي، ولم يذكر كلام سعيد بن عبد العزيز سوى أبي داود.
20308 / 6979 – (ط) محمد بن شهاب الزهري: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يجتمع دينان في جزيرة العرب».
قال محمد بن شهاب: ففحَص عن ذلك عمر بن الخطاب، حتى أتاه الثلَج واليقين: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يجتمع دِينان في جزيرة العرب» فأجلَى يهود خيبر.
قال مالك: وقد أجلى عمر يهود نَجْران وفَدَك، فأما يهود خيبر: فخرجوا منها، ليس لهم من الثمر ولا من الأرض شيء، وأما يهود فدك: فكان لهم نصف الثمر ونصف الأرض، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان صالحهم على نصف الثمر ونصف الأرض، فأقام لهم عمر بن الخطاب: نصف الثمر ونصف الأرض قيمة من ذهبٍ وورِق وإبل، وحبال وأقتاب، ثم أعطاهم القيمة وأجلاهم منها. أخرجه «الموطأ» .
20309 / 8533 – (خ م) عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما- قال: «لمَّا حُضِر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال، فيهم عمر بن الخطاب- قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: هَلُمُّوا أكتبْ لكم كتاباً لن تَضِلُّوا بعده، فقال عمر – وفي رواية: قال بعضهم -: رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قد غَلبَ عليه الوَجَعُ، وعندكم القرآن، حَسْبُكم كتابُ الله، فاختلف أهلُ البيت واختصموا، فمنهم من يقول: قرِّبوا يكتبْ لكم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، ومنهم من يقول ما قال عمر – وفي رواية: فمنهم من يقول غير ذلك – فلما أكثروا اللَّغَطَ والاختلاف: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : قوموا عني، قال: فكان ابنُ عباس يقول: إن الرَّزِيَّة كلَّ الرَّزيَّةِ: ما حال بين رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب، لاختلافهم ولَغَطِهم».
وفي رواية قال: «قُومُوا عَني، فلا ينبغي عندي التنازعُ، فخرج ابن عباس وهو يقول: إنَّ الرَّزِيَّة كل الرَّزيَّة ما حالَ بينَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وبين كتابه».
وفي أخرى قال: قال ابنُ عباس: «يومُ الخميس، وما يومُ الخميس؟ – زاد في رواية: ثم بكى حتى بَل دمعُه الحصا – قلتُ: يا أبا عباس، ما يومُ الخميس؟ قال: اشتد برسولِ الله صلى الله عليه وسلم وَجَعُهُ، فقال: ائتوني بِكَتِف أكتبْ لكم كتاباً لا تضلُّوا بعده أبداً، فتنازعوا – ولا ينبغي عند نبيٍّ تنازع – فقالوا: ما شأنه؟ هَجَر؟ استفهِموه، فذهبوا يَرُدُّون عليه، فقال: ذَروني، دَعُوني، فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه، فأمرهم – وفي رواية: فأوصاهم بثلاث فقال: أَخرِجُوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوَفْد بنحو ما كنتُ أُجِيزُهم، وسكت عن الثالثة – أو قال: فنسيتُها – قال سفيان: هذا من قول سليمان – هو ابن أبي مسلم الأحول – وفي رواية: ونسيتُ الثالثة».
أخرجه البخاري ومسلم، وأخرجه مسلم أيضاً مختصراً.
20310 / 9660 – عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: «كَانَ آخِرَ مَا تَكَلَّمَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَخْرِجُوا يَهُودَ أَهْلِ الْحِجَازِ وَأَهْلِ نَجْرَانَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ شِرَارَ النَّاسِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد بِإِسْنَادَيْنِ، وَرِجَالُ طَرِيقَيْنِ مِنْهَا ثِقَاتٌ مُتَّصِلٌ إِسْنَادُهُمَا، وَرواه ابو يعلى.
20311 / 9661 – وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ «: كَانَ آخِرُ مَا عَهِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ قَالَ: ” لَا يَنْزِلُ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ دِينَانِ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَرِجَالُ أَحْمَدَ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ ابْنِ إِسْحَاقَ وَقَدْ صَرَّحَ بِالسَّمَاعِ.
وَقَدْ تَقَدَّمَ حَدِيثُ عَلِيٍّ فِي الْخِلَافَةِ. قال الهيثميُّ : رواه احمد.
20312 / 9662 – وَعَنْ أَبِي رَافِعٍ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ أَنْ لَا نَدَعَ فِي الْمَدِينَةِ دِينًا غَيْرَ الْإِسْلَامِ إِلَّا أُخْرِجَ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ شَرِيكٌ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ وَفِيهِمَا ضَعْفٌ، وَحَدِيثُهُمَا حَسَنٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
20313 / 9663 – وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «أَخْرِجُوا الْيَهُودَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ مِنْ طَرِيقَيْنِ رِجَالُ أَحَدِهِمَا رِجَالُ الصَّحِيحِ.
20314 / 9664 – وَعَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” سَتَفْتَحُونَ مَنَابِتَ الشِّيحِ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ وَفِيهِ ضَعْفٌ وَحَدِيثُهُ حَسَنٌ.
باب وقت القتال
20315 / 1083 – (ت د) النعمان بن مقرن – رضي الله عنه -: قال: غَزوْتُ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم غَزواتٍ، فكان إذا طَلَعَ الفجرُ أَمْسَكَ عن القتالِ، حتى تطلعَ الشمسُ، فإذا طَلَعَتْ قَاتَلَ، حتى إذا انْتَصَفَ النَّهارُ أمسك حتى تَزُولَ الشَّمْسُ، فإذا زالَتْ قاتلَ حتى اْلعَصْر، ثم أَمسك حتى يُصَلِّيَ العصرَ، ثم قاتل قال : وكان يقول: عند هذه الأوقاتِ تَهيجُ رياحُ النَّصرِ، ويدعُو المؤمنون لجيوشِهم في صلواتهم. هذه رواية الترمذي.
واختصره أبو داود، وقال: شَهِدْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يُقاتِلْ في أوَّل النَّهارِ، أَخَّرَ القتالَ حتَّى تَزُولَ الشَّمسُ، وتَهُبَّ الرِّياحُ، وينْزِلَ النَّصر.
20316 / 1084 – (م ت د) أنس بن مالك – رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يُغيرُ عِنْدَ صَلاةِ الصُّبحِ، وكان يَستْمِعُ، فإذا سَمِع أَذَاناً أمْسَكَ، وَإلاَّ أَغارَ. هذه رواية أبي داود.
وفي رواية مسلم، قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إنما يُغِيرُ إذا طَلَعَ الفَجْرُ، وكان يستمِعُ الأذان، فإنْ سمع أذاناً أَمْسكَ، وإلا أغارَ، فسمع رجلاً يقولُ: الله أكبر، الله أكبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «على الفِطْرَةِ» ، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خَرَجْتَ من النار» ، فَنَظَرُوا فإذا هو رَاعي مِعْزى.
وأخرجه الترمذي مثل مسلم إلى قوله: «من النار».
20317 / 1085 – (خ م ط ت د س) أنس بن مالك – رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حين خرجَ إلى خَيْبَرَ، أَتاها ليْلاً، وكان إذا أتَى قوماً بليلٍ لم يغِرْ حتى يُصْبِحَ، فخرجتْ يَهودُ بِمسَاحِيهِمْ ومَكاتِلِهِمْ، فلما رأوه قالوا: مُحمَّدٌ واللهِ، محمدٌ والخميسُ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «اللهُ أكبر، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إذا نَزَلنَا بِساحَةِ قومٍ فساءَ صَباحُ المُنذرِينَ». أخرجه مالك في الموطأ والترمذي هكذا.
وهُوَ طرف من حديث طويل، قد أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وهو مذكور في كتاب الغَزَواتِ، في غزوة خيبر، من حرف الغين.
20318 / 9665 – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ أَنْ يَنْهَضَ إِلَى عَدُوِّهِ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ طَرِيقِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَهِيَ ضَعِيفَةٌ.
20319 / 9666 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ325\5 وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا لَمْ يَلْقَ الْعَدُوَّ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ أَخَّرَ حَتَّى تَهُبَّ الرِّيحُ وَيَكُونَ عِنْدَ مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ، وَكَانَ يَقُولُ: ” اللَّهُمَّ بِكَ أَصُولُ وَبِكَ أَجُولُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَفِيهِ عُثْمَانُ بْنُ سَعْدٍ الْمُكْتِبُ، وَثَّقَهُ أَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو حَاتِمٍ، وَضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
20320 / 9667 – وَعَنْ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ السُّلَمِيِّ قَالَ: «كُنَّا نَشْهَدُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِتَالَ فَإِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ قَالَ لَنَا: ” احْمِلُوا “. حَمَلْنَا».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الثَّلَاثَةِ، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ لهيعة الْعَطَّارُ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
باب قتال الرجل تحت راية قومه
20321 / 9668 – عَنِ الْمَخَارِقِ قَالَ: «لَقِيتُ عَمَّارًا يَوْمَ الْجَمَلِ وَهُوَ يَبُولُ فِي قَرْنٍ فَقُلْتُ: أُقَاتِلُ مَعَكَ؟ فَقَالَ: قَاتِلْ تَحْتَ رَايَةِ قَوْمِكَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْتَحِبُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُقَاتِلَ تَحْتَ رَايَةِ قَوْمِهِ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَإِسْنَادُهُ مُنْقَطِعٌ وَأَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّارُ وَالطَّبَرَانِيُّ وَفِيهِ إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ رَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ وَلَمْ يُضَعِّفْهُ أَحَدٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِ أَحَدِ أَسَانِيدِ الطَّبَرَانِيِّ ثِقَاتٌ.
باب الصف للقتال، والتعبئة بالليل.
20322 / 6021 – (ت) عبد الرحمن بن عوف – رضي الله عنه – قال: «عَبَّأَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومَ بدر ليلاً» . أخرجه الترمذي.
20323 / 6022 – (خ د) أبو أسيد – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومَ بدر – حين صَفَفْنا لِقُريش -: «إِذا أكْثَبُوكم – يعني: غشَوكم – وفي أخرى يعني: أكثرُوكم – فَارْمُوهُمْ، وَاسْتَبْقُوا نَبْلَكُم». أخرجه البخاري، وأبو داود.
وفي أخرى لأبي داود: «إذا أَكثَبُوكم فارمُوهم، ولا تَسُلُّوا السُّيوفَ حتى يَغْشَوْكم».
20324 / 6026 – (خ م) عبد الرحمن بن عوف – رضي الله عنه – قال: «إني لواقف في الصفِّ يوم بدر، فنظرتُ عن يميني وعن شِمالي فإذا أنا بغلامين من الأنصارِ حديثة أسنانُهما، فَتَمنَّيتُ أن أكون بين أَضْلَع منهما، فغمزني أحدُهما، فقال: أيْ عَمّ، هل تعرف أبا جهل؟ قلت: نعم، فما حاجتُك إِليه يا ابن أخي؟ قال: أُخبِرت أنه يَسُبُّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، والذي نفسي بيده، لئن رأيته لا يُفارق سَوادي سَوَادَه، حتى يموتَ الأعْجَلُ منا، قال: فتعجَّبت لذلك، قال: وغمزني الآخَر فقال لي مثلها، فلم أنْشَب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس، فقلت: ألا تريان؟ هذا صاحبكما الذي تسألاني عنه، قال: فابتدراه بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه، فقال: أيُّكما قتله؟ فقال كل واحد منهما: أنا قتلته، فقال: هل مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُما؟ قالا: لا، فنظر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في السَّيفين، فقال: كلاكما قتله، وقضى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بسلَبه لمُعَاذ بن عمرو بن الجَموح، والرجلان: معاذُ بن عمرو بن الجموح، ومُعاذ بن عَفْراء» أخرجه البخاري، ومسلم.
وفي أخرى قال: «إني لَفِي الصفِّ يومَ بدر، إذ الْتَفَتُّ فإذا عن يميني، وعن يساري فَتَيان حديثا السنِّ، فكأني لم آمَنْ بمكانهما، إذ قال لي أحدهما سراً من صاحبه: يا عمّ، أَرِني أبا جهل، فقلت: يا ابن أخي ما تصنع بهِ؟ قال: عاهدتُ الله عز وجل إن رأيتُه لأقتلنَّه، أَو أموتَ دونه، فقال لي الآخر سراً من صاحبه مثلَه، قال: فما سرَّني أني بين رجلين مكانهما، فأشرتُ لهما إليه، فَشدَّا عليه مثل الصَّقْرين، حتى ضرباه، وهما ابنا عفراءَ».
20325 / 9669 – عَنْ أَسْلَمَ أَبِي عِمْرَانَ التُّجِيبِيِّ «أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ: صَفَّنَا يَوْمَ بَدْرٍ فَبَدَرَتْ مِنَّا بَادِرَةٌ أَمَامَ الصَّفِّ فَنَظَرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: ” مَعِي مَعِي».
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: كَذَا قَالَ أَبِي. وَقَالَ: وَصَفَفْنَا يَوْمَ بَدْرٍ.
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَفِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ وَفِيهِ ضَعْفٌ وَالصَّحِيحُ أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ لَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
20326 / 9670 – وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: «كُنَّا إِذَا حَضَرْنَا الْعَدُوَّ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأَحَدُنَا أَشَدُّ تَفَقُّدًا لِرُكْبَةِ أَخِيهِ حِينَ يَتَقَدَّمُ لِلصَّفِّ لِلْقِتَالِ مِنْهُ لِلسَّهْمِ حِينَ يُرْمَى يَقُولُ: احْذَرْ رُكْبَتَكَ، فَإِنِّي أَلْتَمِسُ كَمَا تَلْتَمِسُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف: 4]».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَفِيهِ أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
وَقَدْ تَقَدَّمَ حَدِيثُ أَبِي أُمَامَةَ فِي فَضْلِ مَقَامِ الرَّجُلِ فِي الصَّفِّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فِي آخِرِ بَابِ فَضْلِ الْجِهَادِ.
20327 / 9671 – وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَقَامُ الرَّجُلِ فِي الصَّفِّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَتِهِ سِتِّينَ سَنَةً».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَالْبَزَّارُ326\5 بنحوه. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1884) لأبي يعلى.
ولفظه في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 92): عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَمَوْقِفٌ سَاعَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنْ، عِبَادَةِ الرَّجُلِ سِتِّينَ سَنَةً”. رَوَاهُ الْحَاكِمُ وَقَالَ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ.
باب الشعار في الحرب
20328 / 1051 – (د) سمرة بن جندب – رضي الله عنه -: قال: كان شِعَارُ المهاجِرين: عَبْدَ اللهِ، وشِعَارُ الأنصارِ: عبدَ الرحمن. أخرجه أبو داود.
20329 / 1052 – (د ه – سلمة بن الأكوع رضي الله عنه ): قال: أمَّرَ علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مرة أَبا بكرٍ في غَزَاةٍ، فَبَيَّتْنا ناساً، من المشركين نقْتُلُهم، وقتلتُ بيدي تلك الليلة سبْعة أهْلِ أبياتٍ من المشركين، وكان شعارنا: أَمِتْ.
وفي رواية أُخرى: يا منصُورُ أَمِتْ، يا منصُ أَمِتْ. أخرجه أبو داود، وانتهت روايته عند «أَمِت» الأولى.
وفي أخرى لأبي داود أيضاً قال: غزوْنا مع أبي بكرٍ زمَنَ النبي صلى الله عليه وسلم فكان شِعارنُا: أمِتْ، أمِتْ.
وفي رواية ابن ماجه قَالَ: «غَزَوْنَا مَعَ أَبِي بَكْرٍ هَوَازِنَ، عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْنَا مَاءً لِبَنِي فَزَارَةَ فَعَرَّسْنَا حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ الصُّبْحِ شَنَنَّاهَا عَلَيْهِمْ غَارَةً، فَأَتَيْنَا أَهْلَ مَاءٍ فَبَيَّتْنَاهُمْ، فَقَتَلْنَاهُمْ تِسْعَةً أَوْ سَبْعَةَ أَبْيَاتٍ».
20330 / 9672 – عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: «كَانَ شِعَارُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “يَا كُلَّ خَيْرٍ».
قال الهيثميُّ : رواه ابو يعلى عَنِ الْقَوَارِيرِيِّ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ الْقَوَارِيرِيِّ، رَوَى عَنْ سُفْيَانَ، وَذَكَرَ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ مَنْصُورَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَرْوِي عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَكَانَ يَطْلُبُ الْحَدِيثَ مَعَ ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ هُوَ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1960) لأبي يعلى.
وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 132).
20331 / 9672\4302– عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ شِعَارُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ يَا مَنْصُورُ أَمِتْ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (4302) للحارث.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 208): هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الواقدي.
20332 / 9673 – وَعَنْ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي أَصْحَابِهِ تَأَخُّرًا فَنَادَى عَلَيْهِمْ: “يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَلِيُّ بْنُ قُتَيْبَةَ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
20333 / ز – عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: ” جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِعَارَ الْمُهَاجِرِينَ يَوْمَ بَدْرٍ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَالْأَوْسِ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ وَالْخَزْرَجِ بَنِي عُبَيْدِ اللَّهِ.
أخرجه الحاكم في المستدرك (2556).
باب كيفية القتال
20334 / 6022 – (خ د) أبو أسيد – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومَ بدر – حين صَفَفْنا لِقُريش -: «إِذا أكْثَبُوكم – يعني: غشَوكم – وفي أخرى يعني: أكثرُوكم – فَارْمُوهُمْ، وَاسْتَبْقُوا نَبْلَكُم». أخرجه البخاري، وأبو داود.
وفي أخرى لأبي داود: «إذا أَكثَبُوكم فارمُوهم، ولا تَسُلُّوا السُّيوفَ حتى يَغْشَوْكم».
20335 / 9674 – عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ: ” كَيْفَ تُقَاتِلُونَ الْقَوْمَ إِذَا لَقِيتُمُوهُمْ؟ ” فَقَامَ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا كَانَ الْقَوْمُ مِنَّا حَيْثُ يَنَالُهُمُ النَّبْلُ كَانَتِ الْمُرَامَاةُ بِالنَّبْلِ، فَإِذَا اقْتَرَبُوا حَتَّى تَنَالَنَا وَإِيَّاهُمُ الْحِجَارَةُ كَانَتْ لَهُمُ الْمُرَاضَخَةُ بِالْحِجَارَةِ، وَأَخَذَ ثَلَاثَةَ أَحْجَارٍ حَجَرًا فِي يَدِهِ وَحَجَرَيْنِ فِي حُجْزَتِهِ، فَإِذَا اقْتَرَبُوا حَتَّى تَنَالَنَا وَإِيَّاهُمُ الرِّمَاحُ كَانَتِ الْمُدَاعَسَةُ بِالرِّمَاحِ، فَإِذَا انْقَضَتِ الرِّمَاحُ كَانَتِ الْجِلَادُ بِالسُّيُوفِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “بِهَذَا أُنْزِلَتِ الْحَرْبُ، مَنْ قَاتَلَ فَلْيُقَاتِلْ قِتَالَ عَاصِمٍ».
قال الهيثمي: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ. وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَجْهُولٌ.
باب كراهية الصوت عند اللقاء
20336 / 1059 – (د) قيس بن عُباد – رحمه الله- : قال: كان أصحابُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يَكرهُونَ الصوت عندَ القِتالِ. أخرجه أبو داود.
20337 / 1060 – (د) أبو موسى الأشعري – رضي الله عنه-: عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ ذلك. أخرجه أبو داود.
باب الصبر والسكينة عند القتال
20338 / 1111 – (د) سمرة بن جندب – رضي الله عنه -: قال: أمَّا بعدُ، فإن النبيَّ صلى الله عليه وسلم سَمَّى خَيْلنَا خيلَ الله إذا فزعنا، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يأمرُنا – إذا فزِعنا – بالجماعةِ والصَّبرِ، والسَّكينة إذا قاتلنا. أخرجه أبو داود.
20339 / 1058 – (خ) موسى بن أنس – رضي الله عنهما -: قال: وذَكرَ يومَ اليمامة. قال: أَتَى أنسٌ ثَابتَ بن قيسٍ وقد حَسَرَ عن فَخِذَيْه، وهو يَتَحَنَّطُ فقال: يا عَمِّ، ما يَحْبِسُك؟ ألا تَجِيءَ؟ قال: الآن يا ابن أخي، وجعل يتَحَنَّطُ من الحَنُوطِ، ثم جاءَ فجلَسَ – يعني: في الصف – فذكر في الحديث انكشافاً من الناس، فقال: هكذا عن وُجُوهِنَا حتى نُضَاربَ الْقَوْم، ما هكذا كُنَّا نَفْعَلُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، بِئْسَ ما عَوَّدْتُمْ أقْرَانَكم.
قال الحميدي: هكذا فيما عندنا من كتاب البخاري، أنَّ موسى بن أنس قال: أتى أنسٌ ثابتَ بن قيس، ولم يقل: عن أنس.
قال: وأخرجه البخاري أَيضاً تعْليقاً عن ثابت عن أنس، ولم يذكُرْ لفظ الحديث.
20340 / 9675 – عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ الْأَصْحَابِ أَرْبَعَةٌ، وَخَيْرُ السَّرَايَا أَرْبَعُمِائَةٍ، وَخَيْرُ الْجُيُوشِ أَرْبَعَةُ آلَافٍ، وَمَا هُزِمَ قَوْمٌ بَلَغُوا اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا مِنْ قِلَّةٍ إِذَا صَدَقُوا وَصَبَرُوا».
رواه ابو داود خَلَا قَوْلَهُ: ” إِذَا صَدَقُوا وَصَبَرُوا “.
قال الهيثميُّ : رواه ابو يعلى وَفِيهِ حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ وَهُوَ ضَعِيفٌ وَقَدْ وُثِّقَ.
20341 / 9676 – وَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ خَالِدِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ لَقِيَ الْعَدُوَّ فَصَبَرَ حَتَّى يُقْتَلَ أَوْ يَغْلِبَ لَمْ يُفْتَنْ فِي قَبْرِهِ».
رَوَاهُ 327\5 الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ مُصَفَّى بْنُ بُهْلُولٍ وَالِدِ مُحَمَّدٍ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
باب فيمن فر من اثنين أو غير ذلك
20342 / 1091 – (د ت) عبد الله بن عمر بن الخطاب – رضي الله عنهما -: أنه كان في سَرِيَّةٍ من سَرايَا رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قال: فَحاصَ النَّاسُ حَيْصَة، فكُنْتُ فيمن حاصَ، فلمَّا نَفَرنا، قُلْنَا: كيف نَصْنَعُ، وقد فَرَرْنا من الزَّحْفِ، وبُؤنا بالغَضَبِ؟ فقُلْنَا: نَدْخُلُ المدينَةَ فلا يَرَانا أَحَدٌ، قال: فَلَمَّا دَخلْنا المدينَةَ، قُلْنَا: لو عَرضْنَا أَنفُسَنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنْ كانَ لنَا تَوْبَةٌ أقُمْنَا، وإنْ كانَ غيرَ ذلك ذَهبْنَا، قال: فَجَلَسْنَا لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم قبل صلاة الغداةِ، فلمَّا خَرَجَ قُمنا إليه، فقلْنا: نَحْنُ الْفَرَّارُونَ، فأقْبَل عَلَيْنَا، وقال: لا، بل أنُتْم الْعكَّارُونَ، قال: فَدَنَوْنا، فَقَبَّلْنَا يدَهُ، فقال: أنا فِئَةُ المسلمين. هذه رواية أبي داود.
ورواية الترمذي قال: بعثَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في سَرِيَّةٍ، فحاصَ الناسُ حيصةً، فقدِمنا المدينة، فَاْختبأنا بها، وقلنا: هَلَكْنا، ثم أتينا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: يا رسول الله، نَحْنُ الفرَّارُون، قَالَ: بل أنتم العَكَّارُون، وأنا فئَتُكُمْ.
20343 / 9677 – عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ فَرَّ مِنِ اثْنَيْنِ فَقَدْ فَرَّ وَمَنْ فَرَّ مِنْ ثَلَاثَةٍ لَمْ يَفِرَّ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
باب المبارزة
وفي كتاب السير غير حديث، منها حديث علي يوم خيبر.
20344 / 9678 – عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَحُثُّ أَصْحَابَهُ عَلَى الْمُبَارَزَةِ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
باب فيمن يحمل على العدو وحده
20345 / 9679 – عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: قُلْتُ لِلْبَرَاءِ: الرَّجُلُ يَحْمِلُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ أَهُوَ مِمَنْ أَلْقَى بِيَدِهِ إِلَى التَّهْلُكَةِ؟ قَالَ: لَا؛ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ} [النساء: 84]، إِنَّمَا هُوَ فِي النَّفَقَةِ.
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ سُلَيْمَانِ بْنِ دَاوُدَ الْهَاشِمِيِّ، وَهُوَ ثِقَةٌ.
باب ما يقول عند القتال
20346 / 1049 – (ت د) أنس بن مالك – رضي الله عنه -: قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غَزَا قالَ: «اللَّهُمَّ أنت عَضُدي ونصيري، بِكَ أَحُول، وبِكَ أَصُولُ، وبك أقُاتلُ» . هذه رواية أبي داود.
وفي رواية الترمذي: «أَنت عَضُدي، وأنت نصيري، وبك أقاتلُ».
20347 / 9680 – عَنْ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: «كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: ” يَا مَالِكَ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ “. قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ الرِّجَالَ تُصْرَعُ، تَضْرِبُهَا الْمَلَائِكَةُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهَا وَمِنْ خَلْفِهَا».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ هَاشِمٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
20348 / 9680\1958– عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَضُدِي وَنَاصِرِي بِكَ أَحُولُ وَبِكَ أُصُولُ وَبِكَ أُقَاتِلُ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1958) للحارث.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 131): هذا إسناد مرسل والسكن، بن نافع، قال أبو حاتم: شيخ. وَبَاقِي رُوَاةِ الْإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.
20349 / 9681 – وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «لَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا فَجَبُنَ، فَجَاءَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ قَطُّ، قُتِلَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “لَا تَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ، فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ مَا تُبْتَلَوْنَ بِهِ مِنْهُمْ، وَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبُّنَا وَرَبُّهُمْ وَنَوَاصِينَا وَنَوَاصِيهِمْ بِيَدِكَ وَإِنَّمَا تَقْتُلُهُمْ أَنْتَ، ثُمَّ الْزَمُوا الْأَرْضَ جُلُوسًا فَإِذَا غَشَوْكُمْ فَانْهَضُوا وَكَبِّرُوا “. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَهُوَ بِطُولِهِ فِي غَزْوَةِ خَيْبَرَ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: شَيْخٌ صَالِحٌ، وَضَعَّفَهُ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.328\5
باب من افتخر عند الرمي لشحذ الهمم
20350 / 1071 – (د ه – عبد الرحمن بن أبي عقبة رحمه الله ) عن أبيه: وكان مَوْلى من أهْلِ فارِس – قال: شهدتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم أُحُداً، فَضَرْبتُ رجلاً من المشركين، فقلتُ: خُذْها، وأنا الغُلامُ الفَارِسيُّ، فالتَفَتَ إليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: «هَلاّ قُلْتَ: وأنا الغلامُ الأنصاريُّ، ابنُ أُختِ القوم منهم». أخرجه أبو داود وانتهت روايته عند قوله «الأنصاري». وكذا ابن ماجه كأبي داود.
20351 / 1072 – (د) قيس بن بشر التغلبي – رحمه الله- قال: أخبرني أبي – وكان جليساً لأبي الدَّرْداءِ – قال: كان بدمشق رَجُلٌ من أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، يقالُ لهُ: ابنُ الحَنْظَلِيَّةِ، وكان رجلاً مُتَوحِّداً، قَلمَّا يُجالسُ الناسَ، إنمَّا هو صلاةٌ، فإذا فرغَ فإنما هو تَسبيحٌ وتكبيرٌ، حتى يَأْتَي أهلَهُ قال: فَمرَّ بنا ونحنُ عندَ أبي الدرداء، فقال له أبو الدرداء: كلمةً تَنْفَعُنا ولا تَضُرُّكَ، قال: بَعثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سَرِيَّة فَقَدِمَتْ، فجاء رجلٌ منهم فجلسَ في المجلسِ الذي يَجلِسُ فيه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، قال لرجلٍ إلى جَنبِهِ: لو رأيْتَنا حين الْتَقَيْنا مع العدوِّ، فحملَ فُلانٌ فَطعنَ رجلاً منهم، فقال: خُذها مِني وأنا الغلامُ الغِفارِيُّ، كيف ترى في قوله؟ فقال: مَا أُراهُ إلا قَدْ بَطَلَ أَجْرُهُ، فَسمِعَ بذلك آخرُ، فقال: ما أرى بما قال بَأْساً، فَتنَازعَا حتى سمعَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: سُبحانَ الله؟ لا بأْسَ أنْ يُؤْجَرَ ويُحْمدَ، قال أبي: فرأيتُ أبا الدرْداءِ سُرَّ بذلك، وجعلَ يَرْفعُ رأسه إليه ويقولُ: أَأَنْتَ سمعتَ ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقول: نعم فما زالَ يُعيِدُ ذلك عليه، حتى إنِّي لأقول: لَيَبْرُكَنَّ على رُكبتيه، قال: ثم مَرَّ بنا يوماً آخرَ، فقال له أبو الدرداء: كلمةً تَنْفَعُنا ولا تَضُرُّك، قال: نَعم، قال لنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: المُنفِقُ على الخيْلِ، كالبَاسِط يَدَهُ بالصَّدَقَةِ لا يَقْبِضُها، ثُمَّ مَرَّ بنا يوماً آخرَ، فقال له أبو الدرداء: كلمةً تَنفعُنا ولا تضرُّكَ، قال: نعم، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم نِعمَ الرجلُ خُرَيمٌ الأسدي، لَوْلا طولُ جُمَّتهِ، وإسْبالُ إزارِهِ، فَبَلَغَ ذلك خُريْماً فَعَجلَ وأخذ شفْرةً، فقطع بها جُمَّتهُ إلى أُذُنَيْه، ورفع إزارهُ إلى أنْصَافِ سَاقَيْهِ، ثم مرّ بنا يوماً آخر، فقال له أبو الدرداء: كلمةً تنفعُنا ولا تضرّك، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنكُم قادِمُونَ على إخوانكم، فَأصْلحُوا رِحَالَكُم، وأصلحوا لِبَاسَكُم، حتى تكونوا كأنَّكم شَامَةٌ في النَّاسِ، فَإنَّ الله لا يُحبُّ الفُحشَ ولا التَّفَحُّشَ» . أخرجه أبو داود.
باب الاستنصار بالدعاء وبالضعفاء
20352 / 6014 – (م ت) عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – قال: حدَّثني عمرُ بنُ الخطاب قال: «لما كان يومُ بدر نظرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف، وأصحابُه ثلاثُمائة وتسعةَ عشر رجلاً، فاستقبل نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم القِبْلَةَ، ثم مدَّ يديه، فجعل يَهْتِفُ بربِّهِ يقول: اللهم أنْجِزْ لي ما وعدتني، اللهم آتِني ما وعدتني، اللهم إن تَهْلِكْ هذه العصابةُ من أهل الإسلام لا تُعبدْ في الأرض، فما زال يهتف بربِّه مادَّاً يديه مُسْتَقبلَ القبلة ، حتى سقط رداؤه عن مَنْكِبيه، فأتاه أبو بكر، فأخذ رداءه، فألقاه على منكبيه، ثم التزمه فأخذه من ورائه، وقال: يا نبيَّ الله، كفاك مُنَاشَدَتُك ربَّك، فإنه سَيُنْجِزُ لك ما وعدَك، فأنزل الله – عز وجل -: {إذْ تَسْتَغِيثُون رَبَّكم فَاسْتَجَابَ لكم أني مُمِدُّكم بألف من الملائكة مُرْدِفِين} الأنفال: 9 فأمدَّه الله بالملائكة» .
قال سماك: فحدَّثني ابنُ عباس قال: «بينما رجل من المسلمين يومئذ يَشْتَدُّ في أَثَرِ رجل من المشركين أمامه، إذْ سمع ضربة بالسَّوْطِ فوقه، وصوتَ الفارسِ يقول: أقدِمْ حَيْزُوم، إذ نظر إلى المشرك أمامه خَرَّ مُسْتَلْقِياً، فنظر إليه، فإِذا هُوَ قد خُطِم أنفُه وشُقَّ وجهُه، كضربة السَّوْط، فاخضرَّ ذلك أجمعُ، فجاء الأنصاريُّ، فحدَّث بذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: صدقتَ، ذلك من مَدَدِ السماء الثالثة، فقَتَلُوا يومئذ سبعين، وأَسروا سبعين».
قال ابنُ عباس: «فلما أَسَروا الأُسَارى، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر: ما تَروْن في هؤلاء الأُسارى؟ فقال أبو بكر: يا رسولَ الله، هم بَنو العمِّ والعشيرةِ، أرى أن تأخُذَ منهم فدية، فتكون لنا قوَّة على الكفار، فعسى الله أن يهديَهم إلى الإسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما ترى يا ابن الخطاب؟ قال: قلتُ: لا والله، يا رسول الله، ما أرى الذي رأى أبو بكر، ولكني أرى أن تُمَكِّنَّا، فنضربَ أعناقهم، فتمكِّن عليّاً من عَقيل فيضربَ عُنقَه ، وتمكِّني من فلان – نسيباً لعمر – فأضربَ عنقه، فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدُها، فَهَوِي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر، ولم يَهْوَ ما قلتُ، فلما كان من الغدِ جئتُ، فإذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر قاعِدَيْن يبكيان، فقلتُ: يا رسول الله، أخبرني: من أيِّ شيء تبكي أنت وصاحبُك؟ فإن وجدتُ بكاء بَكَيْت، وإن لم أجد بكاء تباكَيْت لبكائكما، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أبكي للذي عرض عليَّ أصحابُك من أخذهم الفِداءَ، لقد عُرض عليَّ عذابُهم أدنى من هذه الشجرة – لشجرة قريبة من نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم وأنزل الله عز وجل: {ما كان لِنَبِيٍّ أنْ يكون له أسْرَى حتَّى يُثْخِنَ في الأرض تُرِيدون عَرَضَ الدُّنيا واللهُ يُريد الآخرةَ وَاللهُ عزيزٌ حكيم. لَوْلا كتابٌ مِن الله سَبَقَ لَمَسَّكُم فِيما أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ. فكلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً} الأنفال: 67 – 69 فأحلَّ الله الغنيمةَ لهم» . أخرجه مسلم.
وأَخرج الترمذي منه إلى قوله: «فأمدَّه الله بالملائكة» .
وأَخرج أبو داود منه طرفاً قال: حدَّثني عمرُ بنُ الخطَّاب قال: «لمَّا كان يومُ بدر، فأخذ – يعني النبيَّ صلى الله عليه وسلمالفِدَاءَ، فأنزلَ الله – عزَّ وجلَّ -: {ما كان لنبيٍّ أن يكون له أسرى حتى يُثْخِنَ في الأرض} – إلى قوله -: {لَمسَّكم فيما أخذتم} من الفِدَاءِ، ثم أحلَّ لهم الغنائمَ» .
أخرج منه هذا القَدْرَ في «باب فداء الأسير» ، ولقلّة ما أخرج منه أثبتناه، ولم نُثْبت له علامة.
20353 / 2780 – (د ت س) أبو الدرداء – رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أُبْغُوني ضُعَفَاءكم، فإنما تُرزقُونَ وتُنصرون بضعفائكم» . أخرجه أبو داود، والترمذي، والنسائي.
20354 / 2781 – (خ س) مصعب بن سعد: قال: «رأى سعد – رضي الله عنه – أن له فضلاً على مَن دونه، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : هل تُنصَرون وتُرزَقون إِلا بضعفائكم؟» . أَخرجه البخاري.
وفي رواية النسائي: «أنه ظنَّ أن له فَضلاً على من دونَه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : إِنما ينصُر الله هذه الأمةَ بضعيفها: بدعوتِهم، وصلاتِهم، وإِخلاصهم».
20355 / 9682 – عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا يَنْصُرُ اللَّهُ الْمُسْلِمِينَ بِدُعَاءِ الْمُسْتَضْعَفِينَ».
قُلْتُ: لِسَعْدٍ فِي الصَّحِيحِ: ” «إِنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ» “.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ عَنْ شَيْخِهِ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدٍ الرَّازِيِّ قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَيْسَ بِذَاكَ، وَقَالَ يُونُسُ: كَانَ يَحْفَظُ وَيَفْهَمُ. وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
باب التكبير والتسبيح في المعركة
20356 / 1050 – (د) ابن عمر بن الخطاب – رضي الله عنهما -: «أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان هو وجُيوشُهُ إذا عَلَوُا الثَّنايا كبَّرُوا، وإذا هبطوا سَبّحُوا، فوُضِعَتِ الصلاة على ذلك» ، أخرجه أبو داود.
باب تبييت العدو
20357 / 1231 – (خ م ت د ه – عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ): أنَّ الصَّعْب بن جَثَّامة قال: مرَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالأَبْواءِ- أوْ بِودَّانَ- وسُئِلَ عن أَهْلِ الدار من المشركين يُبَيَّتُونَ، فيُصابُ مِنْ نِسائِهمْ وذَرَاريهم، قال: هم منهم، وسمعتُه يقول: لا حِمَى إلا للهِ ولِرُسولِهِ.
وفي رواية: هم من آبائِهِمْ. هذه رواية البخاري، ووافقَهُ مسلم على الفصل الأول، ولم يذكر الْحِمَى.
وفي رواية الترمذي قال: قلتُ: يا رسولَ الله، إنَّ خَيْلَنا أُوطِئَتْ من نساءِ المشركين وأولادهم؟ قال: هُمْ من آبائِهم.
وفي رواية أبي داود قال: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدَّارِ من المشركين يُبَيَّتُونَ، فَيصابُ من ذرارِيهمْ ونِسَائِهمْ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: هم منهم. وفي رواية: هم من آبائهم.
قال الزهريُّ: ثم نهى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بعد ذلك عن قتل النساء والولدان.
وفي رواية ابن ماجه قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ أَهْلِ الدَّارِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يُبَيَّتُونَ، فَيُصَابُ النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ قَالَ: «هُمْ مِنْهُمْ».
باب ما يقول إذا بيتهم العدو
20358 / 1053 – (ت د) المهلب بن أبي ُصفْرة- رحمه الله- عَمَّنْ سَمِعَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إنَّ بَيَّتَكُمْ العدوُّ فقولُوا: حم، لاَ ينْصَرونَ».
ورُوِي عن المُهَلبِ مُرْسَلاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، أخرجه الترمذي وأبو داود.
وفي رواية ذكرها رزين، ولم أجدها في الأصول، قال: سمعتُ المهلَّبَ -وهو يخافُ أن يُبَيِّتَهُ الخوارجُ – يقول: سمعتُ عَلِيَّ بنَ أَبى طالبٍ يقول: – وهو يخاف أن يُبَيِّتَهُ الحَرُوريَّةُ سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخاف أن يُبَيِّتَهُ أبو سفيان – «إنْ بُيِّتُمْ، فَإنَّ شِعارَكُم: حَم لا يُنْصرُون».
باب النهي عن تحريق الكفار
وقد مضت أحاديث في باب المنهيات قبل قليل، وفي أبواب وصية الأمير.
20359 / 1097 – (خ د ت) أبو هريرة – رضي الله عنه -: قال: بَعَثَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في بعثٍ، فقال: إنْ وجدتُمْ فُلاناً وفلاناً – لرجلين من قريش سَمَّاهُمَا – فَأحْرِقُوهُما بالنار، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أردنا الخروجَ: إنِّي أَمَرْتُكمْ أن تُحَرِّقوا فلاناً وفلاناً، وإنَّ النَّارَ لا يُعذِّبُ بها إلا اللهُ، فإنْ وَجَدْتُمُوهُما فاقْتُلوهُما. أخرجه البخاري، والترمذي، وأبو داود.
20360 / 1801 – (خ ت د س ه – عكرمة رحمه الله ) قال: «أُتيَ عليٌّ -رضي الله عنه- بِزَنادِقَةٍ، فأحرَقَهمْ، فَبلَغ ذلك ابْنَ عَبَّاس، فقال: لو كنتُ أنا لَم أُحرِّقهمْ لِنهي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، قال: لا تُعذِّبوا بعَذَاب الله، ولقَتَلْتُهُم، لقول رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فاقتُلُوهُ» . هذه رواية البخاري.
وزاد الترمذي: «فَبَلَغ ذلك علياً، فقال: صَدقَ ابنُ عبَّاس».
وفي رواية أبي داود والنسائي: «أَنَّ علِيّاً أَحْرقَ نَاساً ارتْدُّوا عن الإسلام، فَبلَغَ ذلك ابنَ عباس، فقال: لم أكُنْ لأحْرِقَهم بالنَّار، إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تُعذِّبوا بِعذَاب الله، وكنتُ قاتِلهُم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم-، فإن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال : «مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فاقْتُلُوهُ» ، فبَلغَ ذلك عليّاً، فقال: ويَحَ ابنَ عباس» .
وأخرج النسائي أيضاً منه المسند فقط، فقال: عن ابن عباسٍ: أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فاقْتُلُوهُ». وكذا ابن ماجه.
وأخرج أيضاً عن أنسٍ: «أنَّ عليّاً أُتيَ بنَاسٍ من الزُّطِّ يعبدون وثَناً فأحرقَهُم ، قال ابنُ عباس: إنما قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقتُلُوهُ».
20361 / 1098 – (د) حمزة الأسلمي – رضي الله عنه -: قال: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أمَّرَهُ على سَرِيَّةٍ، قال: فَخَرَجْتُ فيها، وقال: إنْ وجَدْتُمْ فلاناً، فأحرقوه بالنار، فَولَّيتُ، فنَاداني، فرجعتُ إليه، قال: إنْ وَجَدْتُمْ فلاناً فاقتلوه، ولا تُحَرِّقُوهُ، فإنهُ لا يُعذِّبُ بالنَّارِ إلا ربُّ النار. أخرجه أبو داود.
باب ما روي بعكس ذلك ، ولا يصح، إلا أن يكون من باب المعاقبة بالمثل
20362 / 1099 – (د ه – عروة بن الزبير بن العوام رضي الله عنهم ): قال: حدثني أسامة: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان عَهِدَ إليه، قال: أَغِرْ على أُبْنى صَباحاً، وحَرِّقْ. قيل لأبي مسهر: أُبْنَى؟ قال: نَحنُ أعْلَمُ، هي: يُبْنَى: فِلَسْطِين. أخرجه أبو داود.
وفي رواية ابن ماجه قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا أُبْنَى فَقَالَ: «ائْتِ أُبْنَى صَبَاحًا، ثُمَّ حَرِّقْ».
20363 / 9683 – عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: «حَرَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضَ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زُبَالَةَ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
باب الجوار على المسلمين، ولو من امرأة، وأنه يجير على المسلمين أدناهم
20364 / 1143 – (خ م ط ت د) أم هانئ – رضي الله عنه -: أختُ علي بن أبي طالب – رضي الله عنهما -، قالت: ذهبتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عامَ الفتح، فوجدتُه يَغْتَسِلُ، وفاطمةُ ابنتُه تَسْتُرهُ بثوبٍ، فسَّلمتُ عليه، فقال: «مَنْ هذه» ؟ فقلتُ: أنا أمُّ هانئ بنْت أبي طالب، فقال: مَرْحباً بأُمِّ هانئٍ، فلما فرغ من غُسْلِهِ، قام فصلَّى ثمانِي ركعات مُلْتَحِفاً في ثوبٍ واحدٍ، فلما انصرفَ قُلْتُ: يا رسول الله، زَعَمَ ابن أمي عليٌّ: أنه قاتِل رجلاً قد أجَرْتُهُ – فلان بن هُبَيْرة – فقالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «قد أجرْنا مَنْ أجَرْتِ يا أُمَّ هانئٍ» ، قالت أم هانئ: وذلك ضحى. هذه رواية البخاري، ومسلم، والموطأ.
ورواية الترمذي: أن أم هانئ قالت: أجرتُ رجلين من أحمائي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قد آمَنَّا مَنْ آمَنَتِ» .
وفي رواية أي داود: أنَّها أجَارَتْ رجلاً من المشركين يومَ الفتح، فأتتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له، فقال: «قد أجرْنا مَنْ أجَرتِ، وآمنَّا من آمَنْتِ».
20365 / 1144 – (د) عائشة – رضي الله عنها – قالت: إنْ كانت المرأة لَتُجيرُ على المسلمين فيجوزُ. أخرجه أبو داود.
20366 / 1145 – (ت) أبو هريرة – رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ المرأْةَ لتأخُذ على القوْمِ، يعني تُجيرُ على المسلمين» . أخرجه الترمذي.
20367 / 9684 – عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: «أَجَارَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ رَجُلًا، وَعَلَى الْجَيْشِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فَقَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِي: لَا تُجِيرُوهُ فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: نُجِيرُهُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” يُجِيرُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَحَدُهُمْ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَأَبُو يَعْلَى، وَالْبَزَّارُ، وَفِيهِ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، وَهُوَ مُدَلِّسٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1980) لأبي بكر.
الذي في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 192): عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “يُجِيرُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بَعْضُهُمْ “.
قال: رواه احمد بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: “أَجَارَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ رَجُلًا وَعَلَى الْجَيْشِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، فَقَالَ خَالِدُ بن الوليد وعمرو بن العاص: لا تجيره. فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: نُجِيرُهُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: يُجِيرُ عَلَى المسلمين أدناهم .
وبه فذكره بِلَفْظٍ: “يُجِيرُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بَعْضُهُمْ “.
وَرواه ابو يعلى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إسماعيل، عن سليمان بن حيان، عن حجاج، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْلَمَةَ “أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَجَارَ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَعَمْرٌو: لَا نُجِيرُهُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: نُجِيرُهُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: يُجِيرُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بَعْضُهُمْ “.
قَالَ: وثنا زُهَيْرٌ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْلَمَةَ: “أَجَارَ رجل، قَوْمًا وَهُوَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ … ” فَذَكَرَهُ.
20368 / 9685 – وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يُجِيرُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بَعْضُهُمْ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَالطَّبَرَانِيُّ وَفِيهِ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ وَهُوَ مُدَلِّسٌ.
وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 192) لابن ابي شيبة، وقال: هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ.
20369 / 9686 – وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي قَالَ: «أُسِرَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فَأَبَى قَالَ: فَجَعَلَ عَمْرٌو يَسْأَلُهُ، يُعْجِبُهُ أَنْ يَدَّعِيَ أَمَانًا فَقَالَ عَمْرٌو: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “يُجِيرُ عَلَى النَّاسِ أَدْنَاهُمْ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَأَبُو يَعْلَى، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ رَجُلٌ لَمْ يُسَمَّ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِ أَحْمَدَ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
وفي إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 192): هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.
20370 / 9687 – وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ، فَإِنْ أَجَارَتْ عَلَيْهِمُ امْرَأَةٌ فَلَا تَخْفِرُوهَا، فَإِنَّ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءً يُعْرَفُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
قال الهيثميُّ : رواه ابو يعلى، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَسْعَدَ، وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَضَعَّفَهُ أَبُو زُرْعَةَ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
وخرجه الحاكم في المستدرك (2626).
20371 / 9688 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ «أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجَارَتْ أَبَا الْعَاصِ فَأَجَازَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – جِوَارَهَا.
وَإِنَّ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ أَجَارَتْ أَخَاهَا عَقِيلًا فَأَجَازَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِوَارَهَا».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ بِاخْتِصَارِ أُمِّ هَانِئٍ، وَفِيهِ عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ الثَّقَفِيُّ وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
20372 / 9689 – وَعَنْ 329\5 أُمِّ سَلَمَةَ «أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُهَاجِرًا اسْتَأْذَنَتْ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ زَوْجَهَا أَنْ تَذْهَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَذِنَ لَهَا فَقَدِمَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ إِنْ أَبَا الْعَاصِ لَحِقَ بِالْمَدِينَةِ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا أَنْ خُذِي لِي أَمَانًا مِنْ أَبِيكِ فَخَرَجَتْ فَاطَّلَعَتْ بِرَأْسِهَا مِنْ بَابِ حُجْرَتِهِ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فِي الصُّبْحِ يُصَلِّي بِالنَّاسِ فَقَالَتْ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنِّي قَدْ أَجَرْتُ أَبَا الْعَاصِ، فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الصَّلَاةِ قَالَ: ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي لَمْ أَعْلَمْ بِهَذَا حَتَّى سَمِعْتُمُوهُ، أَلَا وَإِنَّهُ يُجِيرُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَدْنَاهُمْ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَالْكَبِيرِ بِاخْتِصَارٍ، وَفِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ وَحَدِيثُهُ حَسَنٌ، وَفِيهِ ضَعْفٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
باب ما جاء في تحريم الغدر للمسلمين وغيرهم من المعاهدين
وتقدم باب بالوفاء للمعاهد والمهادن، وكذا جاء حديث النهي عن الفتك، في كتاب الإيمان، وغيره.
20373 / 1142 – (ط) مالك بن أنس – رضي الله عنه -: عن رُجلٍ من أهلِ الكوفةِ، أنَّ عمر بن الخطاب كتبَ إلى عاملِ جيشٍ، كان بعثه: إنه بلغني أنَّ رِجالاً منكم يطلبون العِلْجَ، حتى إذا أسْنَدَ في الجبل وامتنع، قال رجلٌ: «مَتْرَسْ» يقول: لا تخفْ، فإذا أدركه قَتَلهُ، وإني- والذي نفسي بيده – لا أعلمُ مكانَ أحدٍ فعلَ ذلك إلا ضَربْتُ عُنُقَهُ. أخرجه مالك في الموطأ.
20374 / 6227 – (خ م ت د) عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ الغَادِرَ يُنْصَبُ له لِوَاء يوم القيامة، فيقال: هذه غَدْرَةُ فلان» .
وفي رواية «إِذا جمع الله الأولين والآخِرين يوم القيامة: يُرْفَعُ لكل غادِر لواء … » وذكر الحديث.
وفي أخرى «لكلِّ غادر لواء يوم القيامة يُعرَف به» . أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية الترمذي «إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة» زاد أبو داود «فيقال: هذه غَدْرَةُ فلان بن فلان».
20375 / 9444 – (ت) أبو سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: «صلَّى بنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوماً صلاة العصر بنهار، ثم قام خطيباً، فلم يَدَعْ شيئاً يكون إلى قيام الساعة إلا أخبرنا به، حَفِظَه من حِفظه، ونسيه من نسيه، وكان فيما قال: إنَّ الدُّنيا خَضِرة حُلوة، وإن الله مُسْتَخْلِفكم فيها، فناظرٌ كيف تعملون؟ ألا فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، وكان فيما قال: ألا لا تَمْنَعَنَّ رَجُلاً هيبَةُ الناس أن يقول بحق إذا علمه، قال: فبكى أبو سعيد – وقال: قد والله رأينا أشياء فَهِبْنا – وكان فيما قال: ألا إِنه يُنْصَب لكلّ غادر لواء يوم القيامة بقَدْر غَدْرته، ولا غَدْرة أعظم من غدرة إمامِ عامَّة، يُرْكَزُ لواؤه عند اسْتِه، وكان فيما حفظنا يومئذ: ألا إن بني آدمَ خُلقُوا على طبقات شَتى، فمنهم مَنْ يُولَدُ مؤمناً، ويَحْيَى مؤمناً، ويموت مؤمناً، ومنهم مَنْ يُولَدُ مؤمناً، ويحيى مؤمناً، ويموت كافراً، ومنهم مَنْ يُولَدُ كافراً، ويحيى كافراً، ويموت مؤمناً، ومنهم مَنْ يُولَدُ كافراً، ويحيى كافراً، ويموت كافراً، ألا وإن منهم البطيءَ الغَضَبِ سريعُ الفَيء، والسريع الغضب سريع الفَيء، البطيء الغضب بطيء الفيء، فَتِلْكَ بِتلك، ألا وإن منهم بطيء الفيء سريع الغضب، ألا وخيرهم بطيءُ الغضب سريع الفيء، وشرُّهم سريعُ الغضب بطيء الفيء، ألا وإن منهم حَسَنَ القضاء حسن الطلب، ومنهم سَيء القضاء حَسَنُ الطلب، ومنهم سيء الطلب حسن القضاء، فتلك بتلك، ألا وإنَّ منهم سيءَ القضاء سيءَ الطلب، ألا وخيرهم الحسنُ القضاء الحسنُ الطلب، وشرّهم سيء القضاء سيء الطلب، ألا وإن الغضب جَمْرَة في قلب ابن آدم، أما رأيتم إلى حُمْرَة عينيه، وانتفاخ أوداجه؟ فمن أحسّ بشيء من ذلك فليلصَق بالأرض، قال: وجَعلنا نلتفت إلى الشمس، هل بقي من النهار شيء؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : ألا وإنه لم يَبْقَ من الدنيا فيما مضى منها إلا كما بَقيَ من يومكم هذا فيما مضى منه». أخرجه الترمذي.
وأخرج ابن ماجه طرفاً منه وهو قوله: “ألا أنه ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة بقدر غدرته”، وفي رواية أخرى قوله: “قام خطيباً فكان فيما قال: “ألا لا يمنعن رجلاً هيبة الناس… إلى قوله فهبنا” ولذلك لم نثبت علامة ابن ماجه لقلة ما أخرج منه.
20376 / 6228 – (خ م) أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «لكل غادر لواء يوم القيامة يُعرَف به» . أخرجه البخاري ومسلم.
20377 / 2063 – (خ م ه – نافع – مولى ابن عمر رضي الله عنهما ): قال: لَمَّا خَلَعَ أهلُ المدينَة يَزِيدَ بْنَ مُعاوِيَةَ جَمَعَ ابْنُ عُمرَ حَشَمَهُ وَوَلَدَهُ، وقال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يُنصَبُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِواءٌ يومَ القيامَةِ، وإِنَّا قد بَايَعْنا هذا الرجلَ على بيعِ اللهِ ورسولِهِ، وَإِنِّي لا أعلَمُ غَدْراً أَعْظمَ مِن أن يُبَايَعَ رَجُلٌ على بَيْعِ اللهِ ورسولِهِ، ثُم يُنصَبَ له القتالُ، وإني لا أعلم أحداً منكم خَلَعَه، ولا بَايَعَ في هذا الأمر، إلا كانت الفَيْصَل بيني وبينه» . أخرجه البخاري، ومسلم.
وهو مختصر عند ابن ماجه ولفظه ( ينصب لكل غادرٍ لواء يوم القيامة فيقال هذه غدرة فلان ).
20378 / 9690 – عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِوَاءُ الْغَادِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اسْتِهِ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَمْرُو بْنُ وَاقِدٍ وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
20379 / 9691 – وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ، مَنْ أَخَفَرَ مُسْلِمًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَأَبُو يَعْلَى بِاخْتِصَارٍ، وَقَدْ تَقَدَّمَ حَدِيثُ أَبِي يَعْلَى فِي الْبَابِ قَبْلَهُ وَرِجَالُ أَبِي يَعْلَى ثِقَاتٌ وَإِسْنَادُ الطَّبَرَانِيِّ ضَعِيفٌ.
20380 / 9692 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْغَادِرُ يُنْصَبُ لَهُ لِوَاءٌ فَيُقَالُ: هَذَا كَانَ عَلَى كَذَا وَكَذَا أَوْ فَعَلَ كَذَا وَكَذَا».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ.
باب رأس القتيل يحمل
20381 / 9693 – عَنْ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيِّ قَالَ: «أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَأْسِ الْأَسْوَدِ الْعَنْسِيِّ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
20382 / 9694 – وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «مَا حُمِلَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسٌ قَطُّ» وَلَا يَوْمَ بَدْرٍ إِلَى الْمَدِينَةِ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ. وَتَأْتِي أَحَادِيثُ نَحْوُ هَذَا فِي مَوَاضِعِهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
باب فيمن أقام بعد النصر ثلاث ليال
20383 / 1114 – (خ م ت د) أبو طلحة – رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان إذا ظَهَر على قَومٍ، أَقَامَ باْلعَرْصَةِ ثَلاثَ لَيَالٍ. أخرجه الجماعةُ إلا الموطأ والنسائي.
إلا أنَّ أبا داود قال: «غَلَبَ» بَدَلَ «ظَهَرَ» .
وفي أخرى له «إذا غَلبَ قَوماً أحَبَّ أَنْ يُقِيم بِعَرْصَتِهمْ ثلاثاً».
باب في الإغراء بالسلب والنفل، إذا رأى الإمام ذلك
20384 / 6166 – (خ م ط د ه – أبو قتادة رضي الله عنه ) قال: «خرجنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم عام حُنين، فلما التقينا كانت للمسلمين جَوْلة، قال: فرأَيت رجلاً من المشركين قد علا رجلاً من المسلمين، فَاسْتَدَرْتُ إليه حتى أتيتُهُ من ورائه، فضربتُه على حَبْل عاتِقِهِ، وأَقْبَلَ عليَّ فضَمَّني ضَمَّة وجدتُ منها رِيحَ الموت، ثم أدركه الموت فأرسلني، فلحقتُ عمرَ بنَ الخطاب، فقال: ما للناس؟ فقلت: أَمْرُ الله، ثم إنَّ الناسَ رجعوا، وجلس رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: مَن قَتل قتيلاً له عليه بَيّنة فله سَلَبُهُ، وقمت فقلتُ: مَن يشهدُ لي؟ ثم جلستُ، ثم قال بمثل ذلك، فقمتُ فقلتُ: مَن يشهد لي؟ ثم جلستُ، ثم قال ذلك الثالثةَ، فقمتُ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ما لكَ يا أبا قَتادةَ؟ فَقَصَصْتُ عليه القصة، فقال رجل مِنَ القوم: صَدَقَ يا رسولَ الله، سَلَبُ ذلك القتيل عندي، فَأَرْضِهِ مِن حَقِّه، فقال أبو بكر الصِّدِّيق: لاهَا الله إِذاً، لا يَعْمِدُ إلى أَسَد من أُسْدِ الله يُقَاتِلُ عن الله ورسوله، فيُعطِيك سلَبه، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: صَدَقَ، فأعطه إياه، قال: فأعطاني، فبِعتُ الدِّرْعَ، وابتعتُ مَخْرَفاً في بني سَلِمةَ، فإنه لأوَّلُ مال تأَثَّلْتُه في الإسلام».
وفي رواية قال: «لما كان يومُ حنين نظرتُ إلى رجل من المسلمين يقاتل رجلاً من المشركين، وآخرُ من المشركين يَخْتِله من ورائه ليقتُلَه، فأسرعتُ إلى الذي يَختِلُهُ، فرفع يده ليضربني، وأضربُ يده، فقطعتُها، ثم أخذني فضمَّني ضَمّاً شديداً حتى تخوَّفت، ثم ترك فتحلَّلَ، ودفعتُه ثم قتلتُه، وانهزم المسلمون وانهزمتُ معهم، فإِذا بعمرَ بنِ الخطاب في الناس، فقلتُ له: ما شأنُ الناس؟ قال: أَمْرُ الله، ثم تراجع الناس إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: مَن أقام بَيِّنَة على قتيل قتله فله سَلَبُهُ، فقمت لألتمسَ بَيِّنَة على قتيلي، فلم أَرَ أحداً يشهد لي، فجلستُ، ثم بدا لي فذكرتُ أَمْرَهُ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال رجل من جلسائه: سِلاحُ هذا القتيل الذي يَذكرُ عندي، فأرْضِهِ منه، فقال أبو بكر: كلا، لا يُعْطِه أُصَيْبِغَ من قريش، ويَدَعُ أسَداً من أُسْدِ الله يُقاتل عن الله ورسوله، قال: فقام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فأدَّاه إليَّ، فاشتريتُ منه خِرافاً، فكان أوَّلَ مَال تَأَثَّلْتُه في الإِسلام » . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج الموطأ وأبو داود الأولى.
واقتصر ابن ماجه ولفظه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نفله ساب قتيل قتله يوم حنين ), وقدم بعض الحديث.
20385 / 1185 – (خ م ط ت د) أبو قتادة – رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ قتل قتيلاً، لَهَ عليه بيَّنةٌ، فله سَلَبُه» . أخرجه الترمذي، وقال: في الحديث قصة ولم يذكرْها.
والقصةُ: هِي حديثٌ طويلٌ قد أخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ، وأبو داود، وهو مذكور في غزوة حنين من كتاب الغزوات، في حرف الغين، وهذا القدر الذي أخرجه الترمذي طرفٌ منه.
20386 / 1186 – (خ م ه – سلمة بن الأكوع رضي الله عنه ): قال: أتَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم عَيْنٌ من المُشركين، وهو في سَفَرٍ، فجلس عند أصْحَابِه يتحدَّثُ ثمَّ انْفتلَ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «اطْلُبُوهُ فاقتلوه» فقتلْتُهُ، فنَفَّلَني سَلبَهُ. أخرجه البخاري ومسلم. وأبو داود بنحوه.
وفي رواية ابن ماجه قَالَ: بَارَزْتُ رَجُلًا فَقَتَلْتُهُ. فَنَفَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَلَبَهُ.
20387 / 1187 – (د) عوف بن مالك وخالد بن الوليد – رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَضى في السَّلَبِ لِلْقَاتِلِ، ولم يُخَمِّسِ السَّلَبَ. أخرجه أبو داود.
20388 / 2838 – ( ه – سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رضي الله عنه) عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَتَلَ فَلَهُ السَّلَبُ». أخرجه ابن ماجه.
20389 / 9695 – عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرَّ عَلَى أَبِي قَتَادَةَ 330\5 وَهُوَ عِنْدَ رَجُلٍ قَدْ قَتَلَهُ فَقَالَ: ” دَعُوهُ وَسَلَبَهُ».
قال الهيثميُّ : رواه ابو يعلى، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ بِمَعْنَاهُ، وَرِجَالُ أَحْمَدَ وَالْكَبِيرِ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ عَتَّابِ بْنِ زِيَادٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ.
20390 / 9696 – وَعَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ جَرِيرًا بَارَزَ مِهْرَانَ فَقَتَلَهُ، فَقُوِّمَتْ مِنْطَقَتُهُ ثَلَاثِينَ أَلْفًا، وَكَانَ مَنْ بَارَزَ رَجُلًا فَقَتَلَهُ فَلَهُ سَلَبُهُ فَكَتَبُوا إِلَى عُمَرَ فَقَالَ عُمَرُ: لَيْسَ هَذَا مِنَ السَّلَبِ الَّذِي يُعْطَى لَيْسَ مِنَ السِّلَاحِ وَلَا مِنَ الْكُرَاعِ، وَلَمْ يَنْفُلْهُ وَجَعَلَهُ مَغْنَمًا.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَلَمْ يَقُلْ عَنْ جَرِيرٍ فَهُوَ مُنْقَطِعٌ.
20391 / 9697 – وَعَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ: «نَزَلْنَا دَابِقَ وَعَلَيْنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فَبَلَغَ حَبِيبَ بْنَ مَسْلَمَةَ أَنَّ صَاحِبَ قُبْرُسَ خَرَجَ يُرِيدُ بِطْرِيقَ أَذْرَبِيجَانَ وَمَعَهُ زُمُرُّدٌ وَيَاقُوتٌ وَلُؤْلُؤٌ وَذَهَبٌ وَدِيبَاجٌ فَخَرَجَ فِي خَيْلٍ فَقَتَلَهُ وَجَاءَ بِمَا مَعَهُ فَأَرَادَ أَبُو عُبَيْدَةَ أَنْ يُخَمِّسَهُ فَقَالَ حَبِيبٌ: لَا تَحْرِمْنِي رِزْقًا رَزَقَنِيهِ اللَّهُ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ السَّلَبَ لِلْقَاتِلِ. فَقَالَ مُعَاذٌ: يَا حَبِيبُ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “إِنَّمَا لِلْمَرْءِ مَا طَابَتْ بِهِ نَفْسُ إِمَامِهِ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ وَفِيهِ عَمْرُو بْنُ وَاقِدٍ وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
20392 / 9698 – وَعَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: بَارَزَ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكَ أَخُو أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مَرْزُبَانَ الزَّارَةِ فَقَتَلَهُ فَأَخَذَ سَلَبَهُ فَبَلَغَ سَلَبُهُ ثَلَاثِينَ أَلْفًا فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَقَالَ لِأَبِي طَلْحَةَ: إِنَّا كُنَّا لَا نُخَمِّسُ السَّلْبَ، وَإِنَّ سَلْبَ الْبَرَاءِ قَدْ بَلَغَ مَالًا كَثِيرًا، فَمَا أَرَانَا إِلَّا خَامِسِيهِ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
20393 / 9699 – وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «بَارَزَ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَجُلًا يَوْمَ مُؤْتَةَ، فَقَتَلَهُ فَنَفَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمَهُ وَسَلَبَهُ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَفِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ وَهُوَ حَسَنُ الْحَدِيثِ وَفِيهِ ضَعْفٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
20394 / 9700 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «انْتَهَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ إِلَى أَبِي جَهْلِ يَوْمَ بَدْرٍ وَهُوَ رَقِيدٌ فَاسْتَلَّ سَيْفَهُ فَضَرَبَ عُنُقَهُ فَنَدَرَ رَأْسَهُ ثُمَّ أَخَذَ سَلَبَهُ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَتَلَ أَبَا جَهْلٍ فَاسْتَحْلَفَهُ بِاللَّهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَحَلَفَ فَجَعَلَ لَهُ سَلَبَهُ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ أَبُو إِسْرَائِيلَ الْمُلَائِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ وَقَالَ أَحْمَدُ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
20395 / 9701 – وَعَنْ خُرَيْمِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَعْدَى لِلْعَرَبِ مِنْ هُرْمُزَ، فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنْ مُسَيْلِمَةَ وَأَصْحَابِهِ وَأَقْبَلْنَا إِلَى نَاحِيَةِ الْبَصْرَةِ فَلَقِينَا هُرْمُزَ بِكَاظِمَةَ فِي جَمْعٍ عَظِيمٍ، فَبَرَزَ لَهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَدَعَا إِلَى الْبِرَازِ فَبَرَزَ لَهُ هُرْمُزُ فَقَتَلَهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَكَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَنَفَلَهُ سَلَبَهُ فَبَلَغَتْ قَلَنْسُوَةُ 331\5 هُرْمُزَ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَكَانَتِ الْفُرْسُ إِذَا شَرُفَ رَجُلٌ جَعَلُوا قَلَنْسُوَتَهُ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُ.
20396 / 9701\2014– عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ بَعَثَنَا وَأَمَرَنَا أَنْ نُغِيرَ عَلَى حَيٍّ مِنْ كِنَانَةَ، وَكَانَ الْفَيْءُ إِذْ ذَاكَ مَنْ أَخَذَ شَيْئًا فَهُوَ لَهُ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2014) لإسحاق.
الذي في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 23): وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا أبو، أُسَامَةُ، عَنِ الْمُجَالِدِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَلَاقَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: “لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ جَاءَتْ جُهَيْنَةُ، قَالُوا لَهُ: إِنَّكَ قَدْ نَزَلْتَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا فَأَوْثِقْ لَنَا حَتَّى نَأْمَنَكَ وتأمنا ولم يسلموا، قال سعد: فبعثنا رسوله اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَجَبٍ، وَلَا نَكُونُ مِائَةً، وَأَمَرَنَا أَنْ نُغِيرَ عَلَى حَيٍّ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ إِلَى جَنْبِ جُهَيْنَةَ فَأَغَرْنَا عَلَيْهِمْ وَكَانُوا كَثِيرًا فَلَجَأْنَا إِلَى جُهَيْنَةَ فَمَنَعُونَا، وَقَالُوا: لِمَ تُقَاتِلُونَ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ؟! فَقُلْنَا: لَا، إِنَّمَا نُقَاتِلُ مَنْ أَخْرَجَنَا مِنَ الْبَلَدِ الْحَرَامِ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ. فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: مَا تَرَوْنَ؟ فَقَالُوا: نَأْتِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَنُخْبِرُهُ. وَقَالَ قَوْمٌ: بل نقيم ها هنا. قال: فقلت أَنَا فِي أُنَاسٍ مَعِي: لَا، بَلْ نَأْتِي عِيرَ قُرَيْشٍ هَذِهِ فَنُصِيبُهَا، فَانْطَلَقْنَا إِلَى الْعِيرِ وَكَانَ الْفَيْءُ إِذْ ذَاكَ مَنْ أَخَذَ شَيْئًا فَهُوَ لَهُ، فَانْطَلَقْنَا إِلَى الْعِيرِ وَانْطَلَقَ أَصْحَابُنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأخبروه الخبر، فقام غضبان، مُحْمَرًّا لَوْنُهُ، فَقَالَ: ذَهَبْتُمْ مِنْ عِنْدِي جَمِيعًا وجئتم متفرقين! إنما أأهلك، مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْفُرْقَةُ، لَأَبْعَثَنَّ عَلَيْكُمْ رَجُلًا لَيْسَ بِخَيْرِكُمْ، أَصْبَرَكُمْ عَلَى الْجُوعِ وَالْعَطَشِ. فَبَعَثَ عَلَيْنَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَحْشٍ الْأَسَدِيَّ، فَكَانَ أول أمير أمر في الإسلام.
رواه احمد بْنُ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمُتَعَالِ بن عبد الوهاب، حدثني يحيى ابن سَعِيدٍ، ثنا الْمُجَالِدُ … فَذَكَرَهُ.
20397 / 9701\2018– عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه كَانَا يُخَمِّسَانِ السَّلَبَ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2018) للحارث.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 172): هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْوَاقِدِيِّ.
20398 / 9701\2019– عن حَجَّاجُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبصْرِيُّ قَالَ: النَّفَلُ حَقٌّ، نَفَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2019) لأبي بكر.
وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 189).
20399 / 9701\2020– عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: إنَّ دُرَجاً أُتَيَ بِهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه فَنَظَرِ إِلَيْهِ أَصْحَابُهُ فَلَمْ يَعْرِفُوا قِيمَتَهُ، فَقَالَ: أَتَأْذَنُونَ أَنْ أَبْعَثَ بِهِ إلى عائشة رَضِيَ الله عَنْها لِحُبِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهَا؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَأَتَى به عائشة رَضِيَ الله عَنْها فَفَتَحَتْهُ فَقِيلَ: هَذَا أَرْسَلَ بِهِ إِلَيْكِ عُمَرُ بْنُ الخطاب رَضِيَ الله عَنْه، فقالت رَضِيَ الله عَنْها: مَاذَا فتح علي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ لَا تُبْقِنِي لِعَطِيَّةِ قَابِلٍ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2020) لأبي يعلى.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 185): هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.
20400 / 9702 – وَعَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَمْرَ بْنَ مَعْدِ يَكْرِبَ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ وَهُوَ يُحَرِّضُ النَّاسَ عَلَى الْقِتَالِ وَهُوَ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ كُونُوا أُسْدًا أَشِدَّاءَ عَنَّا نُشَّابَةً، إِنَّمَا الْفَارِسِيُّ تَيْسٌ إِذَا لَقِيَ نَيْزَكَهُ.
قَالَ: فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا أُسْوَارٌ مِنْ أَسَاوِرَةِ الْفُرْسِ قَدْ بَرَى لَهُ نُشَّابَةً فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا ثَوْرٍ إِنَّ هَذَا قَدْ بَرَى لَكَ بِنُشَّابِهِ قَالَ: فَرَمَاهُ فَأَخْطَأَهُ وَأَصَابَ سِنَّةَ قَوْسِ عَمْرٍو فَكَسَرَهَا فَحَمَلَ عَلَيْهِ عَمْرٌو فَطَعَنَهُ فَدَقَّ صُلْبَهُ فَنَزَلَ إِلَيْهِ وَأَخَذَ سُوَارَيْنِ كَانَا عَلَيْهِ وَيَلْمَقًا مِنْ دِيبَاجٍ قَالَ: فَسَلِمَ ذَلِكَ لَهُ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
باب آخر في النفل خاصة
20401 / 1177 – (د ه – أبو وهب رحمه الله ) : قال: سمعتُ مكحولاً يقولُ: كنتُ عبْداً بمصرَ لامرأَةٍ من هُذَيْلٍ فأعْتقَتْني، فما خرجتُ من مِصر وبها علْمٌ، إلا وقد حويْتُ عليه، فيما أُرى، ثم أتيتُ الحجازَ، فما خرجتُ وبه عِلْمٌ، إلا وقد حويتُ عليه فيما أُرى، ثم أَتيتُ العراق، فما خرجتُ منها وبها عِلْمٌ، إِلا وقد حويتُ عليه، فِيمَا أُرى، ثم أتيتُ الشَّامَ، فغَرْبَلْتُهَا، كلُّ ذلك أَسألُ عن النَّفَلِ؟ فما أجِدُ أحداً يُُخبِرُني فيه بشيءِ حتى لقيتُ شيخاً يقال له: زيادُ بن جارِيةَ التَّميميُّ، فقلتُ له: هل سمعتَ في النَّفَلِ شيْئاً؟ قال: نعم، سمعتُ حَبِيبَ بنَ مَسْلَمَةَ الفِهرْيَّ يقولُ: شَهِدْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم نَفَّلَ الرُّبُعَ في البَدْأَةِ، والثُّلُثَ في الرّجْعَةِ.
وفي رواية مختصراً، قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُنَفِّلُ الثُّلُثَ بعد الخُمُس.
وفي أخرى: كان يُنَفِّلُ الرُّبُعَ بعد الْخُمُسِِ والثلث بعد الخمس إذا قَفَلَ. أخرجه أبو داود. وقال ابن ماجه (نفل الثلث بعد الخمس) ولم يزد.
20402 / 2853 – ( ه – عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رضي الله عنهم)، قَالَ: «لَا نَفَلَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَرُدُّ الْمُسْلِمُونَ، قَوِيُّهُمْ عَلَى ضَعِيفِهِمْ»
قَالَ رَجَاءٌ: فَسَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ مُوسَى، يَقُولُ لَهُ: حَدَّثَنِي مَكْحُولٌ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «نَفَّلَ فِي الْبَدْأَةِ، الرُّبُعَ، وَحِينَ قَفَلَ الثُّلُثَ» فَقَالَ عَمْرٌو: أُحَدِّثُكَ عَنْ أَبِي عَنْ جَدِّي، وَتُحَدِّثُنِي عَنْ مَكْحُولٍ “. أخرجه ابن ماجه.
20403 / 1178 – (ت ه – عبادة بن الصامت رضي الله عنه ): قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُنَفِّلُ في البَدَأَةِ الرُّبُعَ. أخرجه الترمذي. وابن ماجه وزاد (وفي الرجعة الثلث).
20404 / 6088 – (م د ه – سلمة بن الأَكوع رضي الله عنه ) قال: «غَزَونا فَزارةَ، وعلينا أبو بكر، أَمّره رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فلما كان بيننا وبين الماء ساعة أَمَرَنا أبو بكر فَعرّسْنا، ثم شَنَّ الغارةَ، فورَدَ الماءَ فقَتَلَ من قَتل عليه، وسَبَى من سَبَى، وأَنظُرُ إلى عُنُق من الناس فيهم الذَّراريُّ، فخشيتُ أن يسبقوني إلى الجبل، فَرَمَيْتُ بسهم بينهم وبين الجبل، فلما رَأَوُا السَّهْمَ وقفوا، فجئتُ بهم أَسُوقُهم، وفيهم امرأة من بني فزارة، عليها قَشْعٌ من أَدَم – قال: القَشْعُ: النِّطَعُ – معها ابنة لها من أحسن العرب، فَسُقْتُهُم حتى أتيتُ بهم أبا بكر فنفَّلني أبو بكر ابنتَها، فَقَدِمْنا المدينةَ، وما كشفتُ لها ثوباً، فلقيني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في السوق، فقال: يا سلمةُ، هبْ لي المرأةَ، فقلتُ: يا رسول الله، لقد أعجبتني، وما كشفتُ لها ثوباً، ثم لقيني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من الغدِ في السوق، فقال: يا سلمةُ، هب لي المرأةَ، لله أبوكَ، فقلتُ: هي لك يا رسول الله، فوالله ما كشفتُ لها ثوباً، فبعث بها نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة، ففدى بها ناساً من المسلمين كانوا أُسِرُوا بمكةَ» ، أخرجه مسلم وأبو داود.
ورواية ابن ماجه مختصرة ولفظه قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ أَبِي بَكْرٍ هَوَازِنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَفَّلَنِي جَارِيَةً مِنْ بَنِي فَزَارَةَ مِنْ أَجْمَلِ الْعَرَبِ، عَلَيْهَا قَشْعٌ لَهَا، فَمَا كَشَفْتُ لَهَا عَنْ ثَوْبٍ، حَتَّى أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَلَقِيَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السُّوقِ، فَقَالَ: «لِلَّهِ أَبُوكَ هَبْهَا لِي» فَوَهَبْتُهَا لَهُ، فَبَعَثَ بِهَا، فَفَادَى بِهَا أُسَارَى مِنْ أُسَارَى الْمُسْلِمِينَ كَانُوا بِمَكَّةَ “.
20405 / 1179 – (خ م ط د) عبد الله بن عمر بن الخطاب – رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يُنَفِّلُ بعضَ من يبْعَثُ من السَّرايا لأنفسهم خاصَّة، سوى قَسْمِ عامَّةِ الجيشِ.
زاد في رواية: والخُمُسُ في ذلك كلِّهِ واجبٌ.
وفي رواية قال: نفَّلَنَا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم نَفَلاً، سوى نصيبنا من الخُمُسِ، فأصابني شارفٌ.
والشَّارِفُ من الإبل : المُسِنُّ الكبيرُ.
وفي أخرى قال: بعثنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في سريَّةٍ قِبَلَ نجْدٍ، فبلَغَتْ سُهْمَانُنَا أَحَدَ عشرَ بعيراً – أو اثنْي عشرَ بعيراً – ونفَّلنا بعيراً بعيراً.
وفي رواية: ونُفِّلوا بعيراً بعيراً، فلم يغيَّرْهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم.
وفي أخرى: فأصَبْنا إبلاً وغنماً، فبلغت سهُماننا اثني عشر بعيراً. ونفَّلنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بعيراً بعيراً. هذه رواية البخاري ومسلم. وأخرج الموطأ وأبو داود نحوَهَا.
ولأبي داود أيضاً، قال: بعثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سَرِيَّة إلى نجدٍ، فخرجتُ معها، فأصَبْنا نَعَماً كثيراً، فنفَّلنا أميرُنا بعيراً بعيراً لكلِّ إنسانٍ، ثم قَدِمْنا على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقسمَ بيْننا غنيمتَنا، فأصاب كلَّ رجُلٍ منَّا اثنا عشر بعيراً، بعد الخُمُسِ، وما حاسَبَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالذي أعطانا صاحِبُنا، ولا عاب عليه ما صنعَ، فكان لكلِّ رجلٍ منَّا ثلاثة عشر بعيراً بِنَفَلِهِ.
20406 / 1180 – (د) ابن مسعود – رضي الله عنه -: قال: نفَّلَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوْمَ بدرٍ سيف أبي جهلٍ – كان قتَلهُ. أخرجه أبو داود.
20407 / 1181 – (ط) القاسم بن محمد – رحمه الله -: قال: سمعتُ رَجُلاً يسألُ عبدَ الله بن عباس عن الأنفالِ؟ فقال ابنُ عباس: الفَرَسُ من النَّفَلِ، والسَّلَبُ من النَّفَلِ. قال: ثم عاد لمسألتهِ؟ فقال ابن عباسٍ ذلك أيضاً، ثم قال الرجلُ: الأنفالُ التي قال الله في كتابه، ما هي؟ قال القاسِمُ: فلم يزل يسألُهُ حتى كادَ أن يُحْرِجَهُ، فقال ابنُ عباس: أتدرون ما مثَلُ هذا؟ مَثَلُه مثلُ صَبِيغٍ الذي ضربهُ عمرُ بن الخطاب. أخرجه مالك في الموطأ.
20408 / 1182 – (د) أبو الجويرية الجرمي – رحمه الله-: قال: أصَبْتُ بأرض الرُّومِ جَرَّة حمراءَ فيها دنَانيرُ، في إمْرةِ مُعاوِيَةَ، وعلينا رجلٌ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من بَني سُلَيْمٍ يُقال له: مَعْنُ بنُ يَزيد، فأتيْتُه بها، فَقَسَمَهَا بيْنَ المسلمين، وأعْطاني مثْلَ ما أعطى رجلاً منهم، ثم قال: لولا أنِّي سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «لا نَفَلَ إلا بعد الخُمُسِ لأعْطَيْتُكَ، ثم أخَذَ يعْرِض عَلَيَّ من نَصيبه» . أخرجه أبو داود.
20409 / 9780 – عَنْ أَبِي مُوسَى، «عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يُنَفِّلُ فِي مَغَازِيهِ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحِمْصِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
20410 / 9781 – وَعَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «نَفَّلَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَفْلًا سِوَى نَصِيبٍ مِنَ الْخُمْسِ، فَأَصَابَنِي شَارِفٌ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ وَفِيهِ إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَسْوَارِيُّ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
20411 / 9782 – وَعَنْ مَعْنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: وَلَا تَحِلُّ غَنِيمَةٌ حَتَّى تُقْسَمَ، وَلَا نَفْلٌ حَتَّى يُقْسَمَ لِلنَّاسِ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
باب ما تقع به الحيازة من العطاء
20412 / 1115 – (ط) عبد الله بن عمر بن الخطاب – رضي الله عنهما -: كان إذا أعطَى شيئاً في سبيل الله، يقولُ لصاحبه: إذا بَلَغْتَ بِهِ وادِيَ الْقُرى: فَشَأْنكَ به. أخرجه مالك في الموطأ.
20413 / 1116 -(ط) يحيى بن سعيد – رحمه الله-: أنَّ سعيدَ بن المسيِّبِ كان يقولُ: إذا أعطيَ الرجلُ الشَّيءَ في الغزوِ، فيبلغَ بهِ رأسَ مَغْزَاتِهِ فهو له. أخرجه مالك في الموطأ .
باب فداء أسرى المسلمين من أيدي العدو
20414 / 1117 – (م د) عمران بن حصين – رضي الله عنه -: قال: كانت ثقيف حُلفَاءَ لِبَني عُقَيْلٍ، فأسَرَتْ ثقيف رَجُلَيْنِ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسَرَ أصحابُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من بني عُقَيْلٍ، وأصَابُوا معه الْعَضْباءَ، فأتى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الوثاق، فقال: يا محمدُ، فأتاه، فقال: ما شاْنُك؟ فقال: بِمَ أخَذْتني وأخذتَ سابقَة الحاجِّ؟ يعني: العَضباءَ – فقال: أخَذْتُكَ بجِريرة حُلفائك ثقيف، ثم انصرف عنه، فناداه، فقال: يا محمد، يا محمد، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رحيماً رقيقاً – فرجع إليه، فقال: «ما شأنُك؟» قال: إني مُسلمٌ، قال: «لو قُلْتَها وأنت تملكُ أمرَك أفلحتَ كُلَّ الفلاح» ، ثم انصرف عنه، فناداه: يا محمد، يا محمد، فأتاه فقال: «ما شأنُك؟» فقال: إني جائعٌ فأطعمني، وظمآنُ فأسقنِي، قال: «هذه حاجتُكَ» ، فَفُدِي بالرجلين، قال: وأُسِرَتِ امْرأةٌ من الأنصار، وأُصيبت العضباءُ، فكانت المرأَة في الوثَاقِ، وكان القومُ يَريحونَ نَعَمَهم بين يدَيْ بُيوتِهم، فانفلتت ذَات ليلةٍ من الوَثاقِ، فأتتِ الإبلَ، فجعَلتْ إذا دَنت من البعير رَغا، فَتَتركُهُ حتى تنتهيَ إلى العَضباءِ، فلم تَرْغُ، قال: وهي ناَقةٌ مُنوَّقَةٌ – وفي رواية: ناقةٌ مُدَرَّبةٌ –
وعند أبي داود: ناقةٌ مُجَرَّسةٌ – فقعدتُ في عَجُزها، ثم زَجَرْتُها فانطلقتْ ونَذِرُوا بها، فَطلبوها، فأعجَزتهم، قال: ونَذرتْ لله، إنْ نجَّاها الله عليها لتنْحرنَّها، فلما قَدِمَت المدينةَ رآها الناسُ، فقالوا: العَضْباءُ، ناقةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: إنها نذرت إن نجاها الله عليها أن تنحرها، فأتوْا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكروا ذلك له، فقال: «سبحان الله! بِئْسَما جَزَتْهَا، نذَرَت لله إن نَجَّاها الله عليها لتَنْحرنَّها؟ لا وَفاءَ لِنَذْرٍ في معصيةٍ، ولا فيما لا يملك العبدُ» . أخرجه مسلم وأبو داود.
وأخرج الترمذي منه طرفاً قال: إَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فدَى رجلين من المسلمين برجُلٍ من المشركين – يعني: الأسير المذكور. ولقلة ما أخرج منه لم نعلم عليه علامَتَه.
20415 / 9703 – عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ فَدَى أَسِيرًا مِنْ أَيْدِي الْعَدُوِّ فَأَنَا ذَلِكَ الْأَسِيرُ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الصَّغِيرِ وَفِيهِ أَيُّوبُ بْنُ أَبِي حَجَرٍ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: أَحَادِيثُهُ صِحَاحٌ وَضَعَّفَهُ الْأَزْدِيُّ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
20416 / 9703\2031– عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه حِينَ طُعِنَ: اعْلَمْ أَنَّ كُلَّ أَسِيرٍ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي أَيْدِي الْمُشْرِكِينَ فَفِكَاكُهُ مِنْ بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2031) لإسحاق بن راهويه.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 173): هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.
20417 / 9704 – وَعَنْ سَلْمَانَ قَالَ: «أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَفْدِيَ سَبَايَا الْمُسْلِمِينَ وَنُعْطِيَ سَائِلَهُمْ. ثُمَّ قَالَ: ” مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِهِ وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا فَعَلَيَّ وَعَلَى الْوُلَاةِ مِنْ بَعْدِي مِنْ بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَبْدُ الْغَفُورِ أَبُو الصَّبَّاحِ وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
باب في أسرى العرب
20418 / 9705 – عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَوْ كَانَ ثَابِتٌ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الْعَرَبِ رِقٌّ كَانَ الْيَوْمَ إِنَّمَا هُوَ أُسَارٌ وَفِدَاءٌ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ وَهُوَ كَذَّابٌ.
20419 / 9705\2029– عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: إنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه قَضَى فِيمَا تَسَابَّتْ فِيهِ الْعَرَبُ مِنَ الْفِدَاءِ أَرْبَعَمِائَةٍ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2029) لإسحاق بن راهويه.
وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 173).
20420 / 9705\2030– عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: لَيْسَ عَلَى عَرَبِيٍّ مِلْكٌ وَلَسْنَا بِنَازِعِينَ مِنْ يَدِ رَجُلٍ سَبْيًا أَسْلَمَ عَلَيْهِ وَلَكِنَّا نُقَوِّمُهُ خَمْسًا مِنَ الْإِبِلِ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2030) لإسحاق بن راهويه.
وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 173).
20421 / 9705\2032– عَنِ السُّدِّيِّ عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ سَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ إِلَى بَلَنْجَرَ فَحَاصَر أَهْلَهَا فبينما نحن كذلك إِذْ رُمِيَ سَلْمَانُ بِحَجَرٍ فَأَصَابَ رَأْسَهُ فَقَالَ: إِنْ أنا مِتُّ فَادْفِنُونِي فِي أَصْلِ هَذِهِ الْمَدِينَةِ، فَمَاتَ فَدَفَنَّاهُ حَيْثُ قَالَ فحَاصَرْنَاها ففَتَحْنَا الْمَدِينَةَ وَأَصَبْنَا سَبْيًا وَأَمْوَالًا كثيرة وأصاب رجل مِنَّا أَلْفَ دِرْهَمٍ وَأَكْثَرَ فَلَمَّا أَقْبَلْنَا رَاجِعِينَ انتهيا إِلَى مَكَانٍ يُقَالُ السَّدُّ فَلَمْ نُطِقْ أَنْ نَأْخُذَ فِيهِ حَتَّى اسْتَبْطَنَّا الْبَحْرَ فَخَرَجْنَا عَلَى مُوقَانَ وَجِيلَانَ وَالدَّيْلَمِ فَجَعَلْنَا لَا نَمُرُّ بِقَوْمٍ إِلَّا سالوننا الصُّلْحَ وَأَعْطَوْنَا الرَّهْنَ حَتَّى أَيِسَ النَّاسُ مِنَّا ههنا يَعْنِي بِالْكُوفَةِ وَبَكَوْا عَلَيْنَا وَقَالَ فِينَا الشُّعَرَاءُ. قَالَ: فَاشْتَرَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ رَضِيَ الله عَنْه يَهُودِيَّةً بِسَبْعِمِائَةِ دِرْهَمٍ فَلَمَّا مَرَّ بِرَأْسِ الْجَالُوتِ نَزَلَ بِهِ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ يَا رَأْسَ الْجَالُوتِ هَلْ لَكَ فِي عَجُوزٍ مِنْ قَوْمِكَ تَشْتَرِيَهَا مِنِّي فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ أَخَذْتُهَا وسبعمائه دِرْهَمٍ فَقَالَ وَلَكَ رِبْحُ سَبْعِمِائَةِ دِرْهَمٍ قَالَ فَقُلْتُ لَا قَالَ فَلَا حَاجَةَ لِي بِهَا قُلْتُ وَاللَّهِ لَتَأْخُذَنَّهَا بِمَا قَامَتْ أَوْ لَتَكْفُرَنَّ بِدِينِكَ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ فَقَالَ وَاللَّهِ لَا أَشْتَرِيهَا مِنْكَ بِشَيْءٍ أَبَدًا قَالَ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ رَضِيَ الله عَنْه ادْنُ فَدَنَا مِنْهُ فَقَرَأَ عَلَيْهِ مَا فِي التَّوْرَاةِ إِنَّكَ لَا تَجِدُ مَمْلُوكًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا اشْتَرَيْتَهُ بِمَا قَامَ فَأَعْتَقتَهُ قَالَ {وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أسرى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَّرَمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} الْآيَةَ فَقَالَ وَاللَّهِ لَأَشْتَرِيَنَّهَا مِنْكَ بِمَا قَامَتْ قَالَ فَإِنِّي حَلَفْتُ أَنْ لَا أَنْقُصَهَا مِنْ أَرْبَعَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ قَالَ فَجَاءَهُ بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ فَرَدَّ عَلَيْهِ أَلْفَيْ دِرْهَمٍ وَأَخَذَ أَلْفَيْنَ قَالَ عَبْدُ خَيْرٍ فَلَمَّا قَدِمْتُ أَتَيْتُ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ أُسَلِّمُ عَلَيْهِ وَقَدْ أَصَابَ رقيقاً كثيراً قَالَ فَقَرَأَ {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} فَأَعْتَقَهُمْ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2032) لإسحاق بن راهويه.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 174): هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ.
20422 / 9706 – وَعَنْ أَبِي رَافِعٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ مُسْتَنِدًا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَعِنْدَهُ ابْنُ عَمْرٍو سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ فَقَالَ: اعْلَمُوا أَنِّي لَمْ أَقُلْ فِي الْكَلَالَةِ شَيْئًا وَلَمْ أَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِي، وَإِنَّهُ مَنْ أَدْرَكَ وَفَاتِي مِنْ سَبْيِ الْعَرَبِ فَهُوَ حُرٌّ مِنْ مَالِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَذَكَرُ الْحَدِيثَ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْوَصَايَا.
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَفِيهِ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ وَحَدِيثُهُ حَسَنٌ وَفِيهِ ضَعْفٌ.332\5
باب النهي عن قتل أسير غيره إلا برأي الإمام
20423 / 9506 – (د) إبراهيم النخعي قال: أراد الضحاك بن قيس أن يَسْتَعْمِلَ مسروقاً، فقال له عُمارة بن عُقبة بن أبي مُعَيْط: أتستعمل رَجُلاً من بقايا قَتَلَةِ عثمان؟ فقال له مسروق: حدَّثنا عبد الله بن مسعود- وكان في أنفسنا موثوقَ الحديث – «أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لما أراد قتلَ أبِيك؟ قال: مَنْ للصِّبْيَة؟ فقال: النار» وقَد رَضِيتُ لكَ ما رَضِيَ لكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم . أخرجه أبو داود.
20424 / 9707 – عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَتَعَاطَى أَحَدُكُمْ أَسِيرَ أَخِيهِ فَيَقْتُلَهُ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَالطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ إِسْحَاقُ بْنُ ثَعْلَبَةَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
20425 / 9708 – عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ «قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رِجَالٍ مِنْ قَوْمِهِ وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ مُهَاجَرِهِ إِلَيْهَا فَوَافَيْنَاهُ يَضْرِبُ أَعْنَاقَ أُسَارَى عَلَى مَاءٍ قَلِيلٍ فَقَتَلَ عَلَيْهِ حَتَّى سَفَحَ الدَّمُ الْمَاءَ».
قَالَ صَفْوَانُ: سَفَحَ: يَعْنِي: غَطَّى الْمَاءَ.
قال الهيثمي: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ. وَعَلْقَمَةُ مَجْهُولٌ وَقَبْلَهُ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ.
باب النهي عن بيع جسد الاسير المقتول للعدو
20426 / 1118 – (ت) ابن عباس – رضي الله عنهما -: أن المشركين أرادوا أن يشتروا جسَدَ رجل من المشركين، فأبى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يبيعَهم. أخرجه الترمذي.
باب فيمن يسلم من الأسرى
20427 / 1108 – (خ د) أبو هريرة – رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «عَجِبَ رَبُّنا تعالى مِنْ قَومٍ يُقادونَ إلى الجنَّة في السَّلاسِلِ» . أخرجه البخاري، وأبو داود.
وللبخاري: عَجِبَ اللهُ من قومٍ يدخلون الجنَّةَ في السلاسل.
قال أبو داود: يعني: الأسير يُوثَقُ ثم يُسْلِمُ. وقال إبراهيم الحربي: المعنى: يقادون إلى الإسلام مكرهين، فيكون ذلك سبباً لدخولهم الجنة، وليس المراد أن ثمت سلسلة.
20428 / 9709 – عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: «ضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: ” أَلَا تَسْأَلُونِي مِمَّ ضَحِكْتُ؟ ” قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مِمَّ ضَحِكْتَ؟ قَالَ: “رَأَيْتُ نَاسًا يُسَاقُونَ إِلَى الْجَنَّةِ فِي السَّلَاسِلِ “. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: “قَوْمٌ يَسْبِيهِمُ الْمُهَاجِرُونَ فَيُدْخِلُونَهُمْ فِي الْإِسْلَامِ».
وَفِيهِ بِشْرُ بْنُ سَهْلٍ كَتَبَ عَنْهُ أَبُو حَاتِمٍ ثُمَّ ضَرَبَ عَلَى حَدِيثِهِ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ وُثِّقُوا.
قال الهيثميُّ : رواه البزار، وَالطَّبَرَانِيُّ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: ” قَوْمٌ مِنَ الْعَجَمِ يَسْبِيهِمْ “.
20428/م- 9710 – وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: «اسْتَضْحَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يُضْحِكُكَ؟ قَالَ: ” قَوْمٌ يُسَاقُونَ إِلَى الْجَنَّةِ مُقَرَّنِينَ فِي السَّلَاسِلِ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَأَحَدُ إِسْنَادَيْ أَحْمَدَ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
20429 / 9711 – وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: «كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْخَنْدَقِ فَأَخَذَ الْكَرْزِينَ فَحَفَرَ بِهِ فَصَادَفَ حَجَرًا فَضَحِكَ قِيلَ: مَا يُضْحِكُكَ؟ قَالَ: ” ضَحِكْتُ مِنْ نَاسٍ يُؤْتَى بِهِمْ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فِي النُّكُولِ يُسَاقُونَ إِلَى الْجَنَّةِ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَالطَّبَرَانِيُّ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: “يُؤْتَى بِهِمْ إِلَى الْجَنَّةِ فِي كُبُولِ الْحَدِيدِ”.
20430 / 9712 – وَفِي رِوَايَةٍ عِنْدَهُ: «يُسَاقُونَ إِلَى الْجَنَّةِ وَهُمْ كَارِهُونَ».
وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى الْأَسْلَمِيِّ وَهُوَ ثِقَةٌ.
باب ادعاء الأسير الإسلام
20431 / 9713 – عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَمْرٍو «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ سَرِيَّةً فَأُتِيَ بِنَاسٍ مِنَ الْأَعْرَابِ 333\5 فَادَّعَى الْإِسْلَامَ بَعْضُهُمْ فَقَالَ: “مَنْ شَهِدَ لَكَ؟” قَالَ: عَبَّادٌ. قَالَ: ” يَا عَبَّادُ أَسَمِعْتَهُ؟ ” قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُهُ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَأَعْتَقَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».
قال الهيثميُّ : رواه البزار وَفِيهِ مَنْ لَمْ يُسَمَّ. وَتَأْتِي قِصَّةُ الْعَبَّاسِ فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ.
باب فيمن يسلم على يديه أحد
20432 / 6496 – (خ م) سهل بن سعد – رضي الله عنه – أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: «لأعطينَّ الراية غداً رَجُلاً يفتح الله على يديه، يُحِبُّ الله ورسولَه، ويحبُّه الله ورسولُهُ، قال: فبات الناس يَدُوكون ليلتهم: أيُّهم يُعطَاها، فلما أصبح الناس غَدَوْا على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، كُلُّهم يرجو أن يُعطَاها، فقال: أين عليُّ بنُ أبي طالب؟ فقيل: هو يا رسولَ الله يشتكي عينه، قال: فأَرسِلوا إليه، فَأُتِيَ به فبصق في عينه، ودعا له، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأَعطاه الراية، فقال عليٌّ: يا رسولَ الله أُقاتلُهم حتى يكونوا مثلنا؟ قال: انْفُذْ على رِسْلك، حتى تنزلَ بساحتهم، ثُمَّ ادْعُهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله عز وجل فيهم، فوالله لأن يهديَ الله بك رجلاً واحداً خير لك من حُمْر النَّعَم» أخرجه البخاري ومسلم.
20433 / 5838 – (د) سهل بن سعد الساعدي – رضي الله عنه – أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «والله، لأنْ يُهْدَى بِهُدَاكَ رَجُل واحد خير لك من حُمْرِ النَّعَم» . أخرجه أبو داود.
20434 / 9714 – عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا مُعَاذُ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ عَلَى يَدَيْكَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلَّا أَنَّ دُوَيْدَ بْنَ نَافِعٍ لَمْ يُدْرِكْ مُعَاذًا. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْإِيمَانِ أَحَادِيثُ نَحْوُ هَذَا.
20435 / 9715 – وَعَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ: ” لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ عَلَى يَدَيْكَ رَجُلًا خَيْرٌ لَكَ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَغَرَبَتْ».
20436 / 9716 – وَفِي رِوَايَةٍ: قَالَ: «بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا إِلَى الْيَمَنِ فَعَقَدَ لَهُ لِوَاءً فَلَمَّا مَضَى قَالَ: ” يَا أَبَا رَافِعٍ، الْحَقْهُ وَلَا تَدْعُهُ، مِنْ خَلْفِهِ وَلْيَقِفْ وَلَا يَلْتَفِتْ حَتَّى أَجِيئَهُ “. فَأَتَاهُ فَأَوْصَاهُ بِأَشْيَاءَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ذَكَرَهُ الْمِزِّيُّ فِي الرُّوَاةِ عَنْ أَبِي رَافِعٍ وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ وَبَقِيَّةُ رِجَالِ الطَّرِيقِ الْأُولَى ثِقَاتٌ. وهو في المستدرك (6537).
20437 / 9717 – وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْهِ رَجُلٌ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الثَّلَاثَةِ وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ، وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَضَعَّفَهُ الْجُمْهُورُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
20438 / 9718 – وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْ رَجُلٍ فَهُوَ مَوْلَاهُ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
باب المن على الأسير
20439 / 9719 – عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: «جَاءَتْ خَيْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ قَالَ: رُسُلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بِعَقْرَبٍ فَأَخَذُوا عَمَّتِي وَنَاسًا قَالَ: فَلَمَّا أَتَوْا بِهِمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَصَفُّوا لَهُ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَأَى الْوَافِدُ وَانْقَطَعَ الْوَالِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ مَا بِي مِنْ خِدْمَةٍ فَمُنَّ عَلَيَّ مَنَّ اللَّهِ عَلَيْكَ، قَالَ: ” وَمَنْ وَافِدُكِ؟ ” قَالَتْ: عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ. قَالَ: ” الَّذِي فَرَّ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولِهِ؟ “. 334\5 قَالَتْ: فَمَنَّ عَلَيَّ. قَالَتْ: فَلَمَّا رَجَعَ وَرَجُلٌ إِلَى جَنْبِهِ تَرَى أَنَّهُ عَلِيٌّ قَالَ: سَلِيهِ حِمْلَانًا قَالَ: فَسَأَلَتْهُ قَالَ: فَأَمَرَ لَهَا – فَذَكَرَ الْحَدِيثَ» وَيَأْتِي فِي السِّيَرِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ عَبَّادِ بْنِ حُبَيْشٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ.
20440 / 9720 – وَعَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ قَالَ: «كُنْتُ أَسْأَلُ النَّاسَ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ وَهُوَ إِلَى جَنْبِي بِالْكُوفَةِ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ؟ قَالَ: بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بُعِثَ فَكُنْتُ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ لَهُ كَرَاهِيَةً حَتَّى انْطَلَقْتُ هَارِبًا حَتَّى لَحِقْتُ بِأَرْضِ الشَّامِ فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ بَلَغَنَا أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ قَدْ تَوَجَّهَ إِلَيْنَا فَانْطَلَقْتُ هَارِبًا حَتَّى لَحِقْتُ الرُّومَ فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ فِي ظِلِّ حَائِطٍ قَاعِدًا إِذَا أَنَا بِظَعِينَةٍ قَدْ أَقْبَلَتْ فَقُمْتُ إِلَيْهَا فَقَالَتْ: يَا عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ هَرَبْتَ وَتَرَكْتَنِي؟ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ خَرَجْتَ مِنْ عِنْدِنَا فَصَبَّحَنَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَسَبَى الذُّرِّيَّةَ وَقَتَلَ الْمُقَاتِلَةَ فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا الْمَدِينَةَ فَبَيْنَا أَنَا ذَاتَ يَوْمٍ قَاعِدَةٌ إِذْ مَرَّ بِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُرِيدُ الصَّلَاةَ فَقُلْتُ: يَا مُحَمَّدُ هَلَكَ الْوَالِدُ وَهَرَبَ الْوَافِدُ أَعْتِقْ أَعْتَقَكَ اللَّهُ قَالَ: “وَمَنْ وَافِدُكِ؟ “. قُلْتُ: عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: ” الْفَارُّ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ؟ “. وَمَضَى. فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّانِي مَرَّ بِي وَهُوَ يُرِيدُ الصَّلَاةَ فَقُلْتُ: يَا مُحَمَّدُ هَلَكَ الْوَالِدُ وَهَرَبَ الْوَافِدُ أَعْتِقْنِي أَعْتَقَكَ اللَّهُ. قَالَ: “وَمَنْ وَافِدُكِ؟”. قُلْتُ: عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ. قَالَ: ” الْفَارُّ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ؟ “. وَمَضَى فَلَمْ يَرُدَّ عَلِيَّ شَيْئًا. فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ مَرَّ فَاحْتَشَمْتُ أَنْ أَقُولَ لَهُ شَيْئًا فَغَمَزَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقُلْتُ: يَا مُحَمَّدُ هَلَكَ الْوَالِدُ وَهَرَبَ الْوَافِدُ أَعْتِقْنِي أَعْتَقَكَ اللَّهُ قَالَ: ” وَمَنْ وَافِدُكِ؟ ” قُلْتُ: عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ. قَالَ: ” الْهَارِبُ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ؟”. قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: “فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعْتَقَكِ فَأَقِيمِي وَلَا تَبْرَحِي حَتَّى يَجِيئَنَا شَيْءٌ فَنُجَهِّزَكِ”. فَأَقَمْتُ ثَلَاثًا فَقَدِمَتْ رُفْقَةٌ مِنْ تَنُوخَ تَحْمِلُ الطَّعَامَ فَحَمَلَنِي عَلَى هَذَا الْقَعُودِ، يَا عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ ائْتِهِ قَبْلَ أَنْ يَسْبِقَكَ إِلَيْهِ مَنْ لَيْسَ مِثْلَكُ مِنْ قَوْمِكَ».
فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَفِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيُّ وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
باب من أسلم على شيء فهو له
20441 / 9721 – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَسْلَمَ عَلَى شَيْءٍ فَهُوَ لَهُ».335\5
قال الهيثميُّ : رواه ابو يعلى، وَفِيهِ يَاسِينُ بْنُ مُعَاذٍ الزَّيَّاتُ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2002) لأبي يعلى.
وسكت عليه في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 190).
20442 / 9721\2003– عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْأَعْشَى قَالَ: قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن الْعَبْدَ إِذَا أَسْلَمَ فَجَاءَ مَوْلَاهُ فَأَسْلَمَ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2003) للحارث. وَقَدْ تَقَدَّمَتْ أَحَادِيثُ نَحْوُ هَذَا فِي الزَّكَاةِ وَغَيْرِهَا.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 190): هَذَا حَدِيثٌ مُرْسَلٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ الْحَجَّاجِ، وَقَدْ أَعْتَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ خَرَجَ إِلَيْهِ مِنْ عَبِيدِ أَهْلِ الطَّائِفِ.
20443 / 9722 – وَعَنْ رَزِينِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: «لَمَّا ظَهَرَ الْإِسْلَامُ كَانَ لَنَا بِئْرٌ فَخِفْتُ أَنْ يَغْلِبَنَا عَلَيْهَا مَنْ حَوْلَهَا فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لَنَا بِئْرًا وَقَدْ خِفْتُ أَنْ يَغْلِبَنَا عَلَيْهَا مَنْ حَوْلَهَا؟ فَكَتَبَ لِي كِتَابًا: ” مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ، أَمَّا بَعْدُ؛ فَإِنَّ لَهُمْ بِئْرَهُمْ، إِنْ كَانَ صَادِقًا، وَلَهُمْ دَارَهُمْ إِنْ كَانَ صَادِقًا “. قَالَ: فَمَا قَاضَيْنَا بِهِ إِلَى أَحَدٍ مِنْ قُضَاةِ الْمَدِينَةِ إِلَّا قَضَى لَنَا بِهِ. قَالَ: وَفِي كِتَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِجَاءُ “كَانَ”: ” كَوْنٌ».
قال الهيثميُّ : رواه ابو يعلى، وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1999) لأبي يعلى الموصلي. وقال : هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ تَفَرَّدَ بِهِ فَهْدٌ قَالَ الْفَلَّاسُ مَتْرُوكٌ
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ بِعِلُوٍّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ فَهْدٍ وَابْنِ مَنْدَهْ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الرَّازِيِّ عَنْ فَهْدٍ
هو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 72) ولفظه: وَفِي كِتَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم هِجَاءَ كَانَ أكون، “. – ولست بثبت من هذه اللفظة- وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف؟ الضعف فَهْدِ بْنِ عَوْفٍ وَاسْمُهُ زَيْدُ بْنُ عَوْفٍ.
ثم انه اعاده في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 411) بلفظ: وَكَانَ فِي كِتَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم هِجَاءَ كان: كون”.
وفي نسخة من مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (5/ 336): قَالَ: وَفِي كِتَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم هِجَاءُ “كَانَ”: ” كَوْنٌ».
باب فيما غلب عليه العدو من أموال المسلمين
تَقَدَّمَ فِي الْأَحْكَامِ. وَيَأْتِي شَيْءٌ فِي السَّرَايَا فِي أَوَاخِرِ الْمَغَازِي.
باب أحلت لنا الغنائم
وفيه أحاديث يطول ذكرها، بعضها في الخصائص، وبعضها في صفوف الصلة، ومنها في التيمم …
20444 / 1210 – (خ م) أبو هريرة – رضي الله عنه -: قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم «غَزَا نَبيّ مِن الأْنبِياءِ، فقال لقومه: لا يَتْبَعُني رَجُلٌ ملك بُضْعَ امرأَةٍ، وهو يريدُ أنْ يَبْني بها، ولَمَّا يَبْنِ بِهَا، ولا أَحَدٌ بَنَى بُيُوتاً ولم يَرْفَعْ سُقُوفَهَا، ولا رجلٌ اشترى غَنَماً أو خَلِفَاتٍ وهو يَنْتظِرُ وِلادَهَا، فَغَزَا، فَدَنَا من القريَةِ صلاةَ العصر، أو قريباً من ذلك، فقال للشَّمْسِ: إنَّكِ مَأمُورَةٌ، وَأنا مأمُورٌ اللهمَّ احْبِسْهَا علينَا، فَحُبِسَتْ حتَّى فَتَحَ الله عليه، فجمع الغنائم، فجاءتْ – يعني النَّارَ – لتَأكلَها، فلم تَطْعَمْها، فقال: إنَّ فيكم غُلولاً: فَلْيُبَايعْني من كلِّ قَبِيلَةٍ رجلٌ، فَلَزِقَتْ يَدُ رجلِ بيدهِ، فقال: فيكم الغُلول، فَلْتُبايعْني قبيلَتُكَ، فَلَزَقَتْ يَدُ رجلينْ أو ثلاثة بيده، فقال: فيكم الغلول فجاؤُوا برأسٍ مِثْلِ رَأسِ بَقَرةٍ من الذَّهَبِ، فَوَضَعَهَا، فجاءتِ النَّارُ فأكلتها» .
زاد في رواية: فلم تَحِلَّ الغنائمُ لأَحدٍ قَبْلَنَا، ثم أَحَلَّ الله لنَا الغَنَائِمَ، رأى ضَعْفَنَا، وعَجْزَنا فأحَلَّهَا لنَا. أخرجه البخاري، ومسلم.
20445 / 6332 – (ت) أبو أمامة الباهلي – رضي الله عنه – أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ الله فَضَّلني على الأنبياء – أو قال: أُمَّتي على الأمم – وأحَلَّ لنا الغنائمَ» أخرجه الترمذي.
باب في الطعام والغنم يصاب في أرض العدو، هل يؤكل منه
20446 / 1235 – (خ) عبد الله بن عمر بن الخطاب – رضي الله عنهما -: قال: كنَّا نُصِيبُ في مغَازينا العَسَلَ والعِنَب فنأْكُلُهُ، ولا نرفعهُ. أخرجه البخاري.
20447 / 1223 – (خ م ت) رافع بن خديج – رضي الله عنه -: قال: كُنَّا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في سفرٍ، فَتَقَدَّمَ سَرعَانُ النَّاسِ، فَتَعَجَّلوا من الغنائِمِ فاطَّبَخُوا، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم في أُخرى الناسِ، فَمَرَّ بالقُدُورِ فأمَرَ بها فأُكْفِئَتْ ثمَّ قسَمَ بينهم، فعدل بعيراً بِعشر شياهٍ. هذا لفظ الترمذي. وهو طَرفٌ من حديثٍ طويلٍ قد أخرجه البخاري ومسلم تاماً.
وقد ذكرناه في كتاب الذبائح من حرف الذال، وقد أخرج الترمذي الحديثَ جميعَه متفرِّقاً في ثلاثة مواضع، كلُّ مَعْنى منه في باب يَتعلّقُ به.
20448 / 1225 – (د) عبد الرحمن بن غنم – رضي الله عنه -: قال: رَابطنَا مدِينَةَ قِنَّسْرِينَ مع شُرَحْبِيل بن السِّمْط، فلمَّا فَتحَها أصابَ فيها غَنَماً وبَقَراً، فَقَسَمَ فينَا طائفَة مِنْهَا، وجَعَلَ بَقِيَّتَهَا في المَغْنَم، فَلقِيتُ مُعاذَ بن جَبل، فَحَدَّثتُهُ فقال مُعاذ: غَزَوْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيْبر، فأصبنا فيها غَنماً، فَقَسَمَ فينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم طائفة، وجَعلَ بقيَّتَهَا في المغنم. أخرجه أبو داود.
20449 / 9723 – عَنْ عَائِشَةَ «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ بِالْجِعْرَانَةِ: ” عَشَرَةٌ مُبَاحَةٌ لِلْمُسْلِمِينَ فِي مَغَازِيهِمُ؛ الْعَسَلُ وَالْمَاءُ وَالزَّبِيبُ وَالْخَلُّ وَالْمِلْحُ وَالتُّرَابُ وَالْحَجَرُ وَالْعُوَدَةُ مَا لَمْ تَنْحِتْ وَالْجِلْدُ الطَّرِيُّ وَالطَّعَامُ يُخْرَجُ بِهِ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَفِيهِ أَبُو سَلَمَةَ الْعَامِلِيُّ وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
20450 / 9723\1994– عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَوْمَ خبير كُلُوا وَاعْلِفُوا وَلَا تَحْمِلُوا.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1994) للحارث.
20451 / 9724 – وَعَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ فَفَتَحْنَا الْأُبُلَّةَ، فَإِذَا سَفِينَةٌ فِيهَا جَوْزٌ فَقُلْنَا: مَا رَأَيْنَا حِجَارَةً أَشَدَّ اسْتِوَاءً مِنْ هَذِهِ فَأَخَذَ جَوْزَةً فَكَسَرَهَا فَأَكَلَهَا فَقَالَ: هَذَا دَسَمٌ فَجَعَلْنَا نَكْسِرُ فَنَأْكُلُ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ
باب فيمن باع من ذلك شيئا
20452 / 9725 – عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: «إِنَّ أَقْوَامًا يُرِيدُونَ أَنْ يَسْتَنْزِلُونِي عَنْ دِينِي، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ حَتَّى أَلْقَى مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ. مَنْ بَاعَ طَعَامًا أَوْ عَلَفًا مِمَّا أُصِيبَ بِأَرْضِ الرُّومِ بِذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ فَقَدْ وَجَبَ فِيهِ الْخُمُسُ، خُمُسُ اللَّهِ وَسَهْمُ الْمُسْلِمِينَ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2013) لمسدّد.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 186): هذا إسناد رواته رواة الصحيحين.
باب النهي عن النهبة
20453 / 1223 – (خ م ت) رافع بن خديج – رضي الله عنه -: قال: كُنَّا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في سفرٍ، فَتَقَدَّمَ سَرعَانُ النَّاسِ، فَتَعَجَّلوا من الغنائِمِ فاطَّبَخُوا، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم في أُخرى الناسِ، فَمَرَّ بالقُدُورِ فأمَرَ بها فأُكْفِئَتْ ثمَّ قسَمَ بينهم، فعدل بعيراً بِعشر شياهٍ. هذا لفظ الترمذي.
وهو طَرفٌ من حديثٍ طويلٍ قد أخرجه البخاري ومسلم تاماً.
وقد ذكرناه في كتاب الذبائح من حرف الذال، وقد أخرج الترمذي الحديثَ جميعَه متفرِّقاً في ثلاثة مواضع، كلُّ مَعْنى منه في باب يَتعلّقُ به.
20454 / 3938 – ( ه – ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَكَمِ رضي الله عنه) قَالَ: أَصَبْنَا غَنَمًا لِلْعَدُوِّ فَانْتَهَبْنَاهَا، فَنَصَبْنَا قُدُورَنَا، فَمَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْقُدُورِ، فَأَمَرَ بِهَا فَأُكْفِئَتْ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ النُّهْبَةَ لَا تَحِلُّ». أخرجه ابن ماجه.
20455 / 6077 – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ السَّعْدِيِّ قَالَ: أَمَرَنِي نَاسٌ مِنْ قَوْمِي أَنْ أَسْأَلَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبَ، عَنْ سِنَانٍ يُحَدِّدُونَهُ وَيُرَكِّزُونَهُ فِي الْأَرْضِ يُصْبِحُ، وَقَدْ قَتَلَ الضَّبُعَ أَفَتَرَاهُ ذَكَاتَهُ؟ قَالَ: فَجَلَسْتُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، فَإِذَا عِنْدَهُ رَجُلٌ شَيْخٌ أَبْيَضُ الرَّأْسِ، وَاللِّحْيَةِ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَاكَ فَقَالَ: وَإِنَّكَ لَتَأْكُلُ الضَّبُعَ؟ قَالَ: قُلْتُ: مَا أَكَلْتُهَا قَطُّ، وَإِنَّ نَاسًا مِنْ قَوْمِي لَيَأْكُلُونَهَا. فَقَالَ: أَكْلُهَا لَا يَحِلُّ. فَقَالَ الشَّيْخُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، أَلَا أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ يَرْوِيهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ كُلِّ ذِي نُهْبَةٍ، وَعَنْ كُلِّ ذِي مُجَثَّمَةٍ، وَعَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ». قَالَ: فَقَالَ سَعِيدٌ: صَدَقَ. وَفِي رِوَايَةٍ: عَنْ كُلِّ ذِي خِطْفَةٍ. بَدَلَ: نُهْبَةٍ.
قال الهيثمي: رواه أحمد، وَالْبَزَّارُ بِاخْتِصَارٍ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَقَالَ 39/4 الْبَزَّارُ: إِسْنَادُهُ حَسَنٌ. قُلْتُ: لِأَنَّهُ رَوَاهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَلَيْسَ فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ هَذَا، وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ مِنْهُ النَّهْيَ عَنِ الْمُجَثَّمَةِ فَقَطْ.
20456 / 1226 – (د) أبو لبيد -رحمه الله-: قال: كُنَّا مَعَ عبد الرحمن بنِ سَمُرَةَ بِكابُلَ، فأصابَ النَّاسُ غَنيمَة، فانْتَهَبُوها، فقامَ خَطيباً، فقال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عن النُّهْبَى، فَرَدُّوا ما أَخَذُوا، فَقَسَمَهُ بَيْنَهُمْ. أخرجه أبو داود.
20457 / 1886 – (ت د س ه – جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ) أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «ليس على خَائِنٍ، ولا مُنتَهِبٍ، ولا مُخْتلِسٍ قَطعٌ» . أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه.
وفي رواية أبي داود قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ على المُنتهبِ قَطعٌ، ومن انْتهبَ نُهْبَة مَشْهورَة فَليْسَ مِنَّا» .
قال: وبهذا الإسناد قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «ليس على الخْائِنِ قَطع» .
وزاد في الأخرى: «ولا على المُخْتَلِسِ قَطعٌ». و أفرد ابن ماجه قوله ( من انتهب نهبة مشهورة فليس منا ). في رواية.
20458 / 1222 – (د) عاصم بن كليب – رحمه الله -: عن أبيه عن رَجُلٍ من الأنصارِ قال: خرْجنا معَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في سفرٍ، فأصاب الناسَ حاجةٌ شديدةٌ، وجَهْدٌ، فأصابُوا غَنماً، فانْتَهَبُوها، فإنَّ قُدُورَنا لَتَغْلي، إذْ جاءَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَمْشي على قَوسه ، فأكْفَأ قُدورَنا بقَوْسِهِ، ثم جعلَ يُرَمِّلُ اللَّحْمَ بالتُّرابِ، ثم قال: إنَّ النُّهْبةَ ليستْ بأحَلَّ من المَيْتَةِ- أو إنَّ المَيْتَة ليست بأحلَّ من النُّهْبَةِ – الشَّكُّ من هَنَّادٍ، وهو ابن السريِّ. أخرجه أبو داود.
20459 / 1224 – (ت) أنس بن مالك – رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنِ انْتَهَبَ فَلَيْسَ مِنَّا» أخرجه الترمذي.
20460 / 9726 – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «نَحَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَزُورًا فَانْتَهَبَهَا النَّاسُ 336\5 فَنَادَى مُنَادِيهِ: ” إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَاكُمْ عَنِ النُّهْبَةِ “. فَجَاءَ النَّاسُ بِمَا أَخَذُوا فَقَسَمَهُ بَيْنَهُمْ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
20461 / 9727 – وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي لَيْثٍ قَالَ: «أَسَرَنِي أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكُنْتُ مَعَهُمْ فَأَصَابُوا غَنَمًا، فَانْتَهَبُوهَا فَطَبَخُوهَا قَالَ: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” إِنَّ النُّهْبَى أَوِ النُّهْبَةَ لَا تَصْلُحُ فَاكْفَئُوا الْقُدُورَ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
20462 / 9728 – وَعَنْ أَبِي لَيْلَى قَالَ: «شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتْحَ خَيْبَرَ فَلَمَّا انْهَزَمُوا وَقَعْنَا فِي رِحَالِهِمْ فَأَخَذَ النَّاسُ مَا وَجَدُوا مِنْ خِرَافٍ فَلَمْ يَكُنْ أَسْرَعَ مِنْ أَنْ فَارَتِ الْقُدُورُ فَأُكْفِئَتْ وَقَسَمَ بَيْنَنَا فَجَعَلَ لِكُلِّ عَشَرَةٍ شَاةً».
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ بِاخْتِصَارِ النُّهْبَةِ وَإِكْفَاءِ الْقُدُورِ وَكَذَلِكَ أَبُو يَعْلَى، رِجَالُ أَحْمَدَ رِجَالُ الصَّحِيحِ. وأخرجه الحاكم في المستدرك (2602).
20463 / 9729 – وَعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنِ النُّهْبَةِ حَتَّى إِنَّهُ لَيَأْمُرُ الرُّفْقَةَ بِلَحْمِ الشَّاةِ وَهُمْ يَطْبُخُونَ يَقُولُ: “لَا تَطْعَمُوهُ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَالْبَزَّارُ بِاخْتِصَارٍ، وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ، وَإِسْنَادُ الطَّبَرَانِيِّ فِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.
20464 / 9730 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النُّهْبَةِ وَقَالَ: ” مَنِ انْتَهَبَ فَلَيْسَ مِنَّا».
قُلْتُ: رَوَى التِّرْمِذِيُّ مِنْهُ: ” مَنِ انْتَهَبَ فَلَيْسَ مِنَّا “. فَقَطْ.
قال الهيثميُّ : رواه البزار وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
20465 / 9731 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «انْتَهَبَ النَّاسُ غَنَمًا فَذَبَحُوهَا ثُمَّ جَعَلُوا يَطْبُخُونَهَا ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَ بِالْقُدُورِ فَأُكْفِئَتْ وَقَالَ: ” إِنَّ النُّهْبَةَ لَا تَحِلُّ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
20466 / 9732 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ مِنَّا مَنِ انْتَهَبَ أَوْ سَلَبَ أَوْ أَشَارَ بِالسَّلْبِ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ قَابُوسُ بْنُ أَبِي ظَبْيَانَ، وَهُوَ ثِقَةٌ وَفِيهِ ضَعْفٌ. لكنه في المستدرك برقم (2605).
20467 / 9733 – وَعَنْ أَبِي بَرْزَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَحِلُّ النُّهْبَةُ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ يَزِيدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ الْعَمِّيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
باب ما جاء في الغلول وشديد النهي عنه، وما جاء في عقوبة من يغل
وتقدم حديث هدايا الأمراء غلول.
20468 / 1210 – (خ م) أبو هريرة – رضي الله عنه -: قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم «غَزَا نَبيّ مِن الأْنبِياءِ، فقال لقومه: لا يَتْبَعُني رَجُلٌ ملك بُضْعَ امرأَةٍ، وهو يريدُ أنْ يَبْني بها، ولَمَّا يَبْنِ بِهَا، ولا أَحَدٌ بَنَى بُيُوتاً ولم يَرْفَعْ سُقُوفَهَا، ولا رجلٌ اشترى غَنَماً أو خَلِفَاتٍ وهو يَنْتظِرُ وِلادَهَا، فَغَزَا، فَدَنَا من القريَةِ صلاةَ العصر، أو قريباً من ذلك، فقال للشَّمْسِ: إنَّكِ مَأمُورَةٌ، وَأنا مأمُورٌ اللهمَّ احْبِسْهَا علينَا، فَحُبِسَتْ حتَّى فَتَحَ الله عليه، فجمع الغنائم، فجاءتْ – يعني النَّارَ – لتَأكلَها، فلم تَطْعَمْها، فقال: إنَّ فيكم غُلولاً: فَلْيُبَايعْني من كلِّ قَبِيلَةٍ رجلٌ، فَلَزِقَتْ يَدُ رجلِ بيدهِ، فقال: فيكم الغُلول، فَلْتُبايعْني قبيلَتُكَ، فَلَزَقَتْ يَدُ رجلينْ أو ثلاثة بيده، فقال: فيكم الغلول فجاؤُوا برأسٍ مِثْلِ رَأسِ بَقَرةٍ من الذَّهَبِ، فَوَضَعَهَا، فجاءتِ النَّارُ فأكلتها» .
زاد في رواية: فلم تَحِلَّ الغنائمُ لأَحدٍ قَبْلَنَا، ثم أَحَلَّ الله لنَا الغَنَائِمَ، رأى ضَعْفَنَا، وعَجْزَنا فأحَلَّهَا لنَا. أخرجه البخاري، ومسلم.
20469 / 1211 – (خ م) أبو هريرة – رضي الله عنه -: قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يومٍ، فَذَكَرَ الْغُلولَ، فَعَظَّمَهُ وعَظَّمَ أمْرَهُ، ثم قال: لا أُلْفِيَنَّ أحدَكم يجيءُ يومَ القيامَةِ على رقَبَتِهِ بعيرٌ له رُغاءٌ، يقول: يا رسولَ الله، أَغِثْني، فأقولُ: لا أملكُ لك شيئاً، قد أبْلَغْتُكَ، لا أُلْفِينَّ أَحدَكم يجيءُ يومَ القيامةِ على رقَبَتِهِ فَرَسٌ لَهُ حَمْحَمَةٌ، فيقول: يا رسول الله، أغِثْني، فأقول: لا أملك لك شيئاً قد أَبلَغْتُكَ، لا أُلْفِيَنَّ أحدَكم يجيءُ يومَ القيامَةِ على رقَبَتِهِ شَاةٌ لها ثُغَاءٌ، يقول: يا رسول الله، أغِثْني، فأقول: لا أملك لك شيئاً، قد أبلَغْتُكَ، لا أُلْفِيَنَّ أحدَكم يجيءُ يومَ القيامَةِ على رقَبَتِهِ نَفْسٌ لَها صِيَاحٌ، فيقول: يا رسول الله، أغثْني، فأقُول: لا أملكُ لك شيئاً قد أبلغتُكَ. لا أُلْفِيَنَّ أحدَكم يجيءُ يومَ القيامَةِ على رقَبَتِهِ رِقاعٌ تَخْفِقُ، فيقول: يا رسول الله، أغِثني، فأقول: لا أملك لك شيئاً، قد أبلغتُك، لا أُلْفِيَنَّ أحدَكم يجيءُ يومَ القيامَةِ على رقَبَتِهِ صامتٌ، فيقول: يا رسول الله، أغثني، فأقول، لا أَمْلك لك شيئاً، قد أبلغتُك. أخرجه البخاري ومسلم.
وهذا لفْظُ مسلم، وهو أتَمُّ.
20470 / 1212 – (د) سمرة بن جندب – رضي الله عنه -: قال: أمَّا بعد، فكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كَتَم غالاًّ فإنه مثله. أخرجه أبو داود.
20471 / 1213 – (د) عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما -: قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أصَابَ غَنِيمَة أمَرَ بِلالاً، فَنادى في النَّاسِ، فَيَجيِئُونَ بغنائمهم، فيُخْمِسُه، ويَقْسِمُهُ، فجاء رجلٌ يوماً بعد َالنِّداءِ بزمامٍ من شعَرٍ، فقال: يا رسولَ اللهِ، هذا كان فيما أَصبْناهُ من الغَنيمة، فقال: أَسمعتَ بلالاً يُنادي ثلاثاً؟ قال: نعم، قال: فما مَنَعَكَ أن تجيءَ به، فَاعْتذَرَ إليهِ، فقال: كلاَّ، أنتَ تَجيءُ به يومَ القيامة، فَلَنْ أقبلهُ عنك. أخرجه أبو داود.
20472 / 1214 – (خ م ط د س) أبو هريرة – رضي الله عنه -: قال: خرجنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إلى خَيْبَرَ، ففتح الله علينا، فلم نَغنَمْ ذَهباً وَلا وَرِقاً، غنمْنَا المتاعَ، والطَّعَامَ والثِّيَابَ، ثُمَّ انْطَلَقْنا إلى الوادي – يعني: وادِي الْقُرَى – ومَعَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم عَبْدٌ له، وهَبَهُ له رجُلٌ من جُذام يُدْعى رِفَاعَة بن زَيدٍ، من بني الضُّبَيْبِ، فلمَّا نَزَلنَا الوادي قام عبدُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يَحُلُّ رَحْلَهُ، فَرُمِيَ بِسَهْمٍ، فكان فيه حَتْفُهُ، فَقُلْنَا: هنيئاً له الشَّهادةُ يا رسولَ اللهِ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «كلاَّ، والذِي نَفْسُ محمد بيَدِه، إنَّ الشَّمْلَةَ لَتلْتهِبُ عليهِ ناراً، أخَذَها من الغنَائِم يوْم خَيْبَر، لم تُصبِهَا المقاسِمُ» قال: فَفَزِعَ النَّاسُ، فجاءَ رجُلٌ بِشِراكٍ، أوْ شِراكَيْنِ، فقال: أَصَبْتُهُ يومَ خَيْبر، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «شِراكٌ من نارٍ، أو شِراكانِ من نارٍ» .
وفي رواية نحوه، وفيه: ومَعهُ عبْدٌ يُقالُ له: مِدْعَمٌ، أَهْدَاهُ له أحَدُ بني الضِّباب، إذْ جاءهُ سَهْمٌ عائِرٌ. أخرجه الجماعة إلا الترمذي.
20473 / 1215 – (خ ه – عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ): قال: كان على ثَقَل النبي صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ يُقَال له: كِرْكِرَةُ، فماتَ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «هو في النارِ» فَذَهَبُوا يَنْظُرونَ إليه، فَوَجَدُوا عَباءة قَد غَلَّهَا. أخرجه البخاري، وقال: قال ابنُ سَلاَّمٍ: كَرْكَرَةُ.
وأخرجه ابن ماجه مثله بالكسر.
20474 / 1216 – (س) أبو رافع – رضي الله عنه-: قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم «إذا صَلَّى الْعَصْرَ ذَهبَ إلى بني عبدِ الأشْهَلِ، فيتحدثُ عندهم حتَّى ينْحَدِرَ للمغرب» ، قال أبو رافع: فبينما النبيُّ صلى الله عليه وسلم مُسْرِعٌ إلى المغرب مَرَرْنا بالنَّقِيع، فقال: «أُفٍّ لك، أُفٍّ لك، أُفٍّ لك» قال: فَكَبُرَ ذلك في ذَرْعِي، فَاسْتَأْخَرْتُ وظَننْتُ أَنهُ يُرِيدُني، فقال: «مالك؟ امْشِ» قلتُ: أحَدَثَ حَدَثٌ؟ فقال: «ما ذَاكَ؟» قلتُ: أفَّفْتَ بي، قال: «لا، ولكنَّ هذا فُلانٌ، بَعَثْتُهُ ساعياً على بني فُلانٍ، فَغَلَّ نَمِرَة، فَدُرِّعَ الآن مِثْلَهَا من نارٍ» . أخرجه النسائي.
20475 / 1217 – (ط د س ه – زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه ) أن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم توفي يوم خيْبر فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «صَلُّوا على صاحبكم» فتغيرت وجوه الناس لذلك، فقال: «إن صاحبكم غلَّ في سبيل الله، ففتشنا في متاعه، فوجدنا خرزاً من خرز يهودَ، لا يساوي درهمين» .
أخرجه مالك في الموطأ وأبو داود، والنسائي وابن ماجه.
20476 / 1218 – (ط) عبد الله بن المغيرة بن أبي بردة الكناني- رحمه الله-: بلَغَهُ أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أتَى النَّاسَ في قبائلهم يَدْعُو لهم، وأنه نزلَ قبيلة من القَبائِلِ، وأنَّ الْقَبيلَةَ وَجدُوا في بَرْذَعة رَجُلٍ منهم عقْدَ جَزْعٍ غُلولاً، فأتاهُمْ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فَكَبَّرَ عليهم كما يُكَبِّر على الميت. أخرجه مالك في الموطأ.
20477 / 1219 – (م ت) عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما -: قال: حدَّثني عمرُ قال: لمَّا كان يومُ خيْبرَ أَقْبلَ نفَرٌ من صحابةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالوا: فلانٌ شهيدٌ، وفلانٌ شهيدٌ، حتى مَرُّوا على رجُلٍ فقالوا: فلانٌ شهيدٌ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: كلاَّ، إنِّي رأيتُهُ في النارِ في بُرْدَةٍ غَلَّها – أو عَباءةٍ – ثُمَّ قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: يا ابْنَ الخطابِ، اذْهبْ فَنادِ في الناسِ: أنَّهُ لا يدخلُ الجَّنةَ إلا المؤمنون – ثلاثاً – قال: فخرجتُ، فناديتُ: ألا، إنهُ لا يَدْخُلُ الجنَّةَ إلا المؤمنونَ، ثلاثاً. أخرجه مسلم والترمذي.
20478 / 1220 – (ت د) صالح بن محمد بن زائدة – رحمه الله-: قال: دخلتُ معَ مَسْلَمَةَ أرضَ الرُّوم، فأُتِي برجلٍ قد غلَّ، فسأل سالماً عن ذلك؟ فقال: إني سمعتُ أَبِي يُحدِّثُ عن أبيه عمر – رضي الله عنه-: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ غَلَّ فَأَحْرِقُوا مَتاعَهُ واضْرِبُوهُ» قال: فَوجَدْنَا في متاعهِ مُصْحَفاً. فَسألَ سالماً عنه، فقال: بِيعوهُ وتَصدَّقُوا بثمنهِ. أخرجه أبو داود، والترمذي.
20479 / 1221 – (د) عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما -: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر وعمر حَرّقوا متاع الغالِّ وضربوه.
زاد في رواية ومنعوه سَهْمَهُ. أخرجه أَبو داود.
20480 / 2850 – ( ه – بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه) قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، إِلَى جَنْبِ بَعِيرٍ مِنَ الْمَقَاسِمِ، ثُمَّ تَنَاوَلَ شَيْئًا مِنَ الْبَعِيرِ، فَأَخَذَ مِنْهُ قَرَدَةً، يَعْنِي وَبَرَةً، فَجَعَلَ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ هَذَا مِنْ غَنَائِمِكُمْ، أَدُّوا الْخَيْطَ، وَالْمِخْيَطَ، فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ، وَمَا دُونَ ذَلِكَ، فَإِنَّ الْغُلُولَ عَارٌ، عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَشَنَارٌ وَنَارٌ». أخرجه ابن ماجه.
20481 / 1227 – (ط) عمرو بن شعيب أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حين صَدَرَ من حُنِيْنٍ، وهو يُرِيدُ الْجِعْرَانَةَ سأله النَّاسُ؟ حتى دَنَتْ بهِ ناَقتُهُ من شَجَرَةٍ، فَتَشَبَّكَتْ بِرِدِائِه، فَنَزَعَتْهُ عن ظَهْرِهِ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «رُدُّوا عَلَيَّ رِدَائي، أتَخَافُونَ أنْ لا أقْسِمَ بينكمُ ما أفَاءَ اللهُ عليكُمْ؟ والَّذِيَ نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ أفَاءَ اللهُ عليكم مثْلَ سَمُرِ تِهَامَةَ نَعَماً لقَسَمْتُهُ بينكم، ثم لا تَجِدُوني بَخِيلاً ولا جَباناً ولا كَذَّاباً» ، فلمَّا نزل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قام في الناس، فقال: «أدُّوا الخائِطَ والخَيْطَ، فإن الغُلُولَ عارٌ وشَنَارٌ على أهْلِه يوم القِيامَةِ» قال: ثُمَّ تَنَاوَلَ منَ الأرضِ وَبَرَة من بعير- أو شيئاً – قال: «والَّذي نَفْسِي بيدِهِ، مَالِيَ مِمَّا أفَاءَ اللهُ عليكم وَلا مِثْلُ هذه، إلا الْخُمُسُ، والْخُمُسُ مردودٌ عليكم». أخرجه مالك في الموطأ.
20482 / 9392 – (ط) عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – قال: «ما ظهر الغُلول في قوم قَطُّ إلا ألقى الله في قلوبهم الرُّعب، ولا فشا الزنا في قوم إلا كَثُرَ فيهم الموت، ولا نَقَص قوم المِكيالَ والميزان إلا قُطِعَ عنهم الرِّزق، ولا حَكَمَ قَوْمٌ بغير حَقٍّ إلا فشا فيهم الدَّم، ولا خَتَرَ قومٌ بالعهد إلا سُلِّطَ عليهم العدوّ». أخرجه مالك في الموطأ .
20483 / 9347 – (ت هـ) ثوبان – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «مَن ماتَ وهو بريء من الكِبْر والغُلول والدَّين: دخل الجنة» .
وفي رواية: «مَن فارَقَ الرُّوحُ الجسدَ وهو بريء من ثلاث: الكَنْز، والغُلول، والدَّين: دخل الجنة» أخرجه الترمذي ورواية ابن ماجه كالأولى.
20484 / 9734 – عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْخُذُ الْوَبَرَةَ مِنْ قِصَّةِ مِنْ فَيْءِ اللَّهِ فَيَقُولُ: “مَا لِي مِنْ هَذَا إِلَّا مِثْلُ مَا لِأَحَدِكُمْ، إِلَّا الْخُمُسَ، وَهُوَ مَرْدُودٌ فِيكُمْ فَأَدُّوا الْخَيْطَ وَالْمِخْيَطَ فَمَا فَوْقَهَا وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُولَ، فَإِنَّهُ عَارٌ وَنَارٌ وَشَنَارٌ عَلَى صَاحِبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَالْبَزَّارُ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ الْعِرْبَاضِ، وَلَمْ أَجِدْ مَنْ وَثَّقَهَا وَلَا جَرَّحَهَا، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
20485 / 9735 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ 337\5 اسْتُشْهِدَ مَوْلَاكَ فُلَانٌ قَالَ: ” كَلَّا إِنِّي رَأَيْتُ عَلَيْهِ عَبَاءَةً غَلَّهَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا».
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَأَبُو يَعْلَى، وَفِيهِ أَبُو الْمُخَيِّسِ، وَهُوَ مَجْهُولٌ.
20486 / 9735\1995– عن ثَابِتُ بْنُ رُفَيْعٍ وَكَانَ يُؤَمَّرُ عَلَى السَّرَايَا: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِيَّاكُمْ وَالْغُلُولَ الرَّجُلُ يَنْكِحُ الْمَرْأَةَ قَبْلَ أَنْ تقْسِمَ ثُمَّ يَرُدَّهَا إِلَى الْقَسْمِ أَوْ يَلْبَسَ الثَّوْبَ حَتَّى يَخْلَقَ ثُمَّ يَرُدَّهُ إِلَى الْقَسْمِ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1995) لأبي بكر بن أبي شيبة.
وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 179).
20487 / 9735\2024– عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ شَيْءٌ مِنْ غَنَائِمِ الْمُسْلِمِينَ قَلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ، خَيْطٌ وَلَا مَخِيطٌ لآخذٍ ولا معطي إِلَّا بِحَقٍّ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2024) لأبي يعلى.
وانظر ما بعده.
20488 / 9735\2025– عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يَحِلُّ لِي مِنْ هَذِهِ الْغَنَائِمِ؟ قَالَ: لَا يَحِلُّ مِنْهُ خَيْطٌ وَلَا مَخِيطٌ لآخذٍ ولا معطي.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2025) لأبي يعلى.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 180): قُلْتُ: مَدَارُ هَذَا الْإِسْنَادِ وَمَا قَبْلَهُ عَلَى لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَقَدْ ضَعَّفَهُ الْجُمْهُورُ.
20489 / 9736 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ «أَنَّهُ أَخْبَرَهُ مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِوَادِي الْقُرَى وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ وَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: اسْتُشْهِدَ مَوْلَاكَ أَوْ قَالَ: غُلَامُكَ فُلَانٌ قَالَ: “بَلْ يُجَرُّ إِلَى النَّارِ فِي عَبَاءَةٍ غَلَّهَا».
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
في مسند أحمد (34/ 339): حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ بُدَيْلٍ الْعُقَيْلِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ شَقِيقٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ بِوَادِي الْقُرَى وَهُوَ عَلَى فَرَسِهِ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْ بُلْقِينٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: ” هَؤُلَاءِ الْمَغْضُوبُ عَلَيْهِمْ “، فَأَشَارَ إِلَى الْيَهُودِ، فَقَالَ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: ” هَؤُلَاءِ الضَّالُّونَ “، يَعْنِي النَّصَارَى، قَالَ: وَجَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: اسْتُشْهِدَ مَوْلَاكَ، أَوْ قَالَ: غُلَامُكَ فُلَانٌ، قَالَ: ” بَلْ هُوَ يُجَرُّ إِلَى النَّارِ فِي عَبَاءَةٍ غَلَّهَا “.
20490 / 9737 – وَعَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يَكْرِبَ الْكِنْدِيِّ: «أَنَّهُ جَلَسَ مَعَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، رَحِمَهُ اللَّهُ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ أَوِ الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْكِنْدِيِّ فَتَذَاكَرُوا حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَحِمَهُ اللَّهُ لِعُبَادَةَ: يَا عُبَادَةُ كَلِمَاتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ فِي شَأْنِ الْأَخْمَاسِ فَقَالَ عُبَادَةُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بِهِمْ فِي غَزْوَةٍ إِلَى بَعِيرٍ مِنَ الْمَقْسِمِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَنَاوَلَ وَبَرَةً بَيْنَ أُنْمُلَتَيْهِ فَقَالَ: ” إِنَّ هَذِهِ مِنْ غَنَائِمِكُمْ وَإِنَّهُ لَيْسَ لِي فِيهَا إِلَّا نَصِيبِي مَعَكُمْ إِلَّا الْخُمُسَ، وَالْخُمُسُ مَرْدُودٌ عَلَيْكُمْ فَأَدُّوا الْخَيْطَ وَالْمِخْيَطَ، وَأَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ وَأَصْغَرَ وَلَا تَغُلُّوا فَإِنَّ الْغُلُولَ نَارٌ وَعَارٌ عَلَى أَصْحَابِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَفِيهِ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
20491 / 9738 – وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ «أَنَّهُ أَخْبَرَ مُعَاوِيَةَ حِينَ سَأَلَهُ عَنِ الرَّجُلِ الَّذِي سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِقَالًا قَبْلَ أَنْ يَقْسِمَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” اتْرُكْهُ حَتَّى يُقْسَمَ أَوْ نَقْسِمَ ثُمَّ إِنْ شِئْتَ أَعْطَيْنَاكَ عِقَالًا وَإِنْ شِئْتَ أَعْطَيْنَاكَ مِرَارًا».
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَفِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ.
20492 / 9739 – وَعَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: «خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَانْتَهَيْتُ إِلَى بَقِيعِ الْغَرْقَدِ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: ” هَلْ تَسْمَعُ الَّذِي أَسْمَعُ؟ ” فَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: ” هَذَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ فِي شَمْلَةٍ اغْتَلَّهَا يَوْمَ خَيْبَرَ».
قال الهيثميُّ : رواه البزار وَفِيهِ غَسَّانُ بْنُ عُبَيْدٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ وَقَدْ وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
20493 / 9740 – وَعَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنْ لَمْ تَغُلَّ أُمَّتِي لَمْ يَقُمْ لَهُمْ عَدُوٌّ أَبَدًا “. قَالَ أَبُو ذَرٍّ لِحَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ: هَلْ بَيَّتَ لَكُمُ الْعَدُوُّ حَلْبَ شَاةٍ؟ قَالَ: نَعَمْ وَثَلَاثَ شِيَاهٍ غُزُرٍ، قَالَ أَبُو ذَرٍّ: غَلَلْتُمْ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ وَقَدْ صَرَّحَ بَقِيَّةُ بِالتَّحْدِيثِ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2023) لإسحاق.
قال عقبه في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 179): رواه ابو يعلى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو هَمَّامٍ، حَدَّثَنِي بقية، عن محمد بن عبد الرحمن … فذكر المرفوع حسب. رواته ثقات.
20494 / 9741 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْجِعْرَانَةِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ وَتَعَلَّقَ رِدَاؤُهُ بِالشَّجَرَةِ فَقَالَ: ” رُدُّوا عَلَيَّ رِدَائِي، أَتَخَافُونَ أَنْ لَا أَقْسِمَ 338\5 بَيْنَكُمْ لَوْ كَانَ مِثْلُ شَجَرِ تِهَامَةَ نَعَمًا لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ، ثُمَّ لَا تَجِدُونِي جَبَانًا وَلَا بَخِيلًا وَلَا كَذُوبًا”. ثُمَّ قَالَ: “رُدُّوا الْخِيَاطَ وَالْمِخْيَطَ فَإِنَّ الْغُلُولَ عَارٌ وَنَارٌ وَشَنَارٌ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ “.
وَقَالَ: “مَا لِي مِنَ الْفَيْءِ مِثْلُ هَذِهِ الْوَبَرَةِ “. وَأَخَذَهَا مِنْ كَاهِلِ الْبَعِيرِ “إِلَّا الْخُمُسُ وَالْخُمُسُ مَرْدُودٌ عَلَيْكُمْ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مَخْلَدٍ وَهُوَ ثِقَةٌ وَفِيهِ ضَعْفٌ.
20495 / 9741\2021– عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: أَصَابَ الْمُهَاجِرُونَ قُبَّةً مِنْ أَدَمٍ بَعْدَ حُنَيْنٍ أَوْ يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَقَالَ الْمُهَاجِرُونَ: يَا نبي الله فد طِبْنَا بِهَا لَكَ نَفْسًا فَخُذْهَا تَسْتَظِلُّ بِهَا وَيَسْتَظِلُّ بَعْضُنَا مَعَكَ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتُحِبُّونَ أَنْ يَكُونَ نَبِيُّكُمْ فِي قُبَّةٍ مِنْ نَارٍ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2021) لمسدّد.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 471): رَوَاهُ مُسَدَّدٌ بِسَنَدٍ فِيهِ حَنَشٌ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، واسمه حسين بن قيس.
20496 / 9742 – وَعَنْ أَبِي حَازِمٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: «أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَطْعٍ مِنَ الْغَنِيمَةِ فَقِيلَ: اسْتَظِلَّ بِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: ” أَتُحِبُّونَ أَنْ يُسْتَظَلَّ بَيْنَكُمْ بِظِلٍّ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ ضَعَّفَهُ الْأَزْدِيُّ.
20497 / 9743 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَغُلُّ مُؤْمِنٌ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَفِيهِ رُوحُ بْنُ صَلَاحٍ، وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ وَضَعَّفَهُ ابْنُ عَدِيٍّ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
20498 / 9744 – وَعَنْ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا سُلُولَ وَلَا غُلُولَ، وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ وَقَدْ حَسَّنَ التِّرْمِذِيُّ حَدِيثَهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
20499 / 9745 – وَعَنْ خَارِجَةَ بْنِ عُمَرَ وَكَانَ حَلِيفًا لِأَبِي سُفْيَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ لَا يَحِلُّ لِي وَلَا لِأَحَدٍ مِنْ مَغَانِمِ الْمُسْلِمِينَ مَا يَزِنُ هَذِهِ الْوَبَرَةَ وَأَخَذَ وَبَرَةً مِنْ غَارِبِ نَاقَتِهِ بَعْدَ الَّذِي فَرَضَ اللَّهُ لِي».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
20500 / 9746 – وَعَنِ الْمُسْتَوْرِدِ الْفِهْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رُدُّوا الْخِيَاطَ وَالْمِخْيَاطَ. مَنْ غَلَّ مِخْيَطًا أَوْ خِيَاطًا كُلِّفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَجِيءَ بِهِ وَلَيْسَ بِجَاءٍ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَكِيمٍ الدَّاهِرِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ وَقَدْ قَوَّاهُ بَعْضُ النَّاسِ فَلَمْ يُلْتَفَتْ إِلَيْهِ.
20501 / 9747 – وَعَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى الْقَبَائِلَ يَدْعُو لَهُمْ، وَتَرَكَ قَبِيلَةً لَمْ يَأْتِهِمْ فَأَنْكَرُوا ذَلِكَ فَفَتَّشُوا مَتَاعَ صَاحِبٍ لَهُمْ فَوَجَدُوا قِلَادَةً فِي بَرْدَعَةِ رَجُلٍ مِنْهُمْ غَلَّهَا، فَرَدُّوهَا فَأَتَاهُمْ فَصَلَّى عَلَيْهِمْ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ وَهُوَ ثِقَةٌ.
20502 / 9748 – وَعَنْ رَبِيعَةَ الْجُرَشِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ كَتَمَ غَلُولًا فَهُوَ مِثْلُهُ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ رَجُلٌ لَمْ يُسَمَّ وَابْنُ لَهِيعَةَ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.339\5
باب النهي عن استعمال شيء من الغنيمة قبل قسمتها
20503 / 1228 – (د) رويْفِعُ بن ثابت الأنصاري – رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ كانَ يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يركبْ دَابَّة من فَيْءِ المسلمين، حتى إذا أعْجَفَهَا، رَدَّها فيه، ومَنْ كانَ يُؤمِن بالله واليَوْمِ الآخر فلا يَلْبَسْ ثَوْباً من فَيْءِ المسلمين، حتى إذا أَخْلَقَهُ، رَدَّهُ فيه» . أخرجه أبو داود.
أخرجه أبو داود رقم (2708) في الجهاد، باب في الرجل ينتفع من الغنيمة بالشيء، وفيه عنعنة محمد بن إسحاق.
باب من أسلم في المعركة والتحق بالمسلمين، فهو أحق بماله من المغنم
20504 / 1229 – (خ ط) أسلم مولى عمر – رضي الله عنهما -: أنَّ عُمرَ اسْتَعْمَلَ مَوْلى له يُدْعى: هُنَيَّا، على الصدقَةِ، فقال: يا هُنَيُّ، ضُمَّ جَنَاحَك عن النَّاسِ، واتَّقِ دَعوَة المظلوم، فإنَّها مُجَابةٌ، وأَدْخِلْ رَبَّ الصُّرَيْمةِ وَرَبَّ الْغُنَيْمةِ، وإيَّاكَ ونَعَمَ ابْنِ عفَّان وابْنِ عوْفٍ، فإنَّهُما إنْ تَهْلِكْ مَوَاشِيهِما يَرْجِعَانِ إلى زَرْعٍ ونَخْلٍ، وإنَّ ربَّ الصُّرَيْمةِ والْغُنَيْمةِ إنْ تَهْلكْ ماشِيَتُهمَا يأتيني بِبَنِيهِ، فيقُول: يا أميرَ المؤمنين، يا أمير المؤمنين، أفَتَارِكُهُ أَنا لا أبا لَكَ؟ فالماءُ والكَلأُ أَيْسَرُ عَليَّ من الذَّهَبِ والْفِضَّةِ، وايْمُ الله، إنَّهُمْ لَيَرَونَ أنَّا قَد ظَلمْنَاهُمْ، إنَّها لَبِلادُهُمْ ومياههم، قاتلوا عليها في الجاهلية، وأسْلَمُوا عليها في الإسلام، واللهِ، لولا المالُ الذي أحْمِل عليه في سبيل الله ما حَمَيْتُ على النَّاسِ منَ بلادهم شِبْراً. أخرجه البخاري، والموطأ.
باب المعاهدة مع أهل الشرك
وفيه صلح الحديبية وغيره، وسيأتي ذلك في كتاب المغازي والسير.
20505 / 1122 – (د) كعب بن مالك – رضي الله عنه -: أنَّ كعب بن الأشرف، كان يَهْجُو رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، ويُحَرِّضُ عليه كُفَّارَ قُرَيْشٍ، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حينَ قدِمَ المدينة، وكان أَهْلُها أَخْلاطاً، منهم المُسْلمون، والمشركون يعبدونَ الأوثانَ، واليهودُ، فكانوا يُؤْذُونَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فأمَرَ اللهُ عز وجل نبيَّهُ بالصَّبْرِ والعَفْوِ، ففيهم أنزل الله {ولَتَسْمَعُنَّ من الَّذين أُوتُوا الكتابَ من قَبْلِكم ومِنَ الَّذينَ أشْركُوا أَذًى كثيراً} آل عمران: 186 ، فأبَى كعب بن الأشرف أنْ ينْزِعَ عن أذَى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأمَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سعْدَ بن معاذٍ أنْ يَبعثَ إليه من يقْتُلُهُ فقتله محمد بن مسلمة – وذكر قصَّةَ قتله – فَلمَّا قتلوهُ فَزِعتِ اليهودُ والمشركونَ، فَغَدَوْا على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: طُرِقَ صاحبُنا وَقُتِلَ، فذكرَ لهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يقولُ، ثم دعاهم إلى أن يَكتُبَ بينه وبينهم كتاباً، ينتهون إلى ما فيه، فكتبَ بينه وبينهم وبين المسلمين عَامَّة صَحيفَة. أخرجه أبو داود.
20506 / 9748\1971– عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ جَاءَتْهُ جُهَيْنَةُ فَقَالُوا لَهُ: إِنَّكَ قَدْ نَزَلْتَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا فَأَوْثِقْ لَنَا حَتَّى نَأْمَنَكَ وَتَأْمَنَّا قَالَ فَأَوْثَقَ لَهُمْ وَلَمْ يُسْلِمُوا.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1971) لإسحاق.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 144): هذا إسناد ضعيف مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيِّ وَإِنْ رَوَى لَهُ مُسْلِمٌ، فَإِنَّمَا أَخْرَجَ لَهُ مَقْرُونًا بِغَيْرِهِ، وَضَعَّفَهُ يحيى بن معين وأبو حاتم وابن سعد ويعقوب بن سفيان والنسائي وابن حبان وابن عدي والدارقطني وَغَيْرُهُمْ.
20507 / 9748\1972– عَنْ عَلِيٍّ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَالَحَ بَنِي تَغْلِبَ عَلَى أَنْ يَثْبُتُوا عَلَى دِينِهِمْ وَلَا يُنَصِّرُوا أَبْنَاءَهُمْ، وَإِنَّهُمْ قَدْ نَقَضُوا وَإِنَّهُ إِنْ يَتِمَّ لِي الْأَمْرُ قَتَلْتُ الْمُقَاتِلَةَ وَسَبَيْتُ الذُّرِّيَّةَ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1972) لأبي يعلى.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (3/ 351): وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: “شَهِدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَالَحَ نَصَارًى من بني تغلب على ألا يُنَصِّروا أَوْلَادَهُمْ؛ فَإِنْ فَعَلُوا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنُهُمُ الذِّمَّةُ. قَالَ: فَقَالَ عَلِيٌّ: فَقَدْ وَاللَّهِ فَعَلُوا، فوالله لئن تم لي الأمر لأقتلن مقاتلهم، وَلَأَسْبِيَنَّ ذَرَارِيَهُمْ “. رواه ابو يعلى الْمُوصِلِيُّ، وَمَدَارُ إِسْنَادِ الطَّرِيقَيْنِ عَلَى أَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ، وَهُوَ ضعيف.
باب القسمة للمرأة المعاونة في المعركة من الغنيمة؛ ومن رآه من الرضخ
20508 / 1168 – (د) حشرج بن زياد – رحمه الله -: عن جَدته أمِّ أبيه: أنَّها خَرَجتْ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في غزاةِ خيْبرَ، سادِسةَ سِتِّ نِسْوَةٍ، قالت: فَبَلَغَ ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فَبَعَثَ إليْنَا فجِئْنا، فرأينا فيه الغَضبَ، فقال: «مَعَ مَنْ خَرَجْتُنَّ؟ وَبإذْنِ مَنْ خَرْجتُنَّ؟» فقُلْنَا: يا رسول الله، خرْجنا نَغْزِلُ الشَّعْر، ونُعينُ به في سبيل الله، ونُنَاوِلُ السِّهامَ – ومعنا دواءٌ للجَرْحى – ونَسْقِي السَّوِيقَ، قال: «قُمْنَ إذاً، حتَّى إذا فتح الله عليه خيْبرَ أَسْهَمَ لنا، كما أَسْهم للرجال» قال: فقلتُ لها: يا جدَّةُ، ما كان ذلك؟ قالت: تَمْراً. أخرجه أبو داود.
20509 / 9779 – وَعَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيَّةِ ; «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَعْطَاهَا بِخَيْبَرَ خَمْسِينَ وَسْقًا تَمْرًا، وَعِشْرِينَ وَسْقًا شَعِيرًا بِالْمَدِينَةِ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
20510 / 9749\4162– عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عبد الله رَضِيَ الله عَنْهما قَالَتْ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَعْطَاهَا بِخَيْبَرَ جُذَاذَ خَمْسِينَ وَسْقًا تَمْرًا، وَعِشْرِينَ وَسْقًا شَعِيرًا.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (4162) لابن أبي عمر.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 505): هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ يَزِيدُ بْنُ جَعْدَبَةَ، لَمْ أَقِفْ عَلَى تَرْجَمَتِهِ، وَبَاقِي رُوَاةِ الْإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.
20511 / 9778 – عَنْ ثَابِتِ بْنِ الْحَارِثِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: «قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ خَيْبَرَ لِسَهْلَةَ بِنْتِ عَاصِمٍ، وَلِابْنَةٍ لَهَا وُلِدَتْ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ، وَفِيهِ ضَعْفٌ وَحَدِيثُهُ حَسَنٌ.
باب ما روي في القسمة لمن قاتل مع المسلمين من غيرهم، وهل يعطيهم أجرا من غير الغنيمة
20512 / 1170 – (ت) الزهري – رحمه الله -: أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أسْهَمَ لِقَوْم من اليهود قاتَلوا مَعَهُ. أخرجه الترمذي.
باب النهي عن القسامة؛ وأن يستحوذ قاسم الغنيمة على بعض ما يقسم لغيره
20513 / 8176 – (د) أبو سعيد الخدري – رضي الله عنه -: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم والقُسامة، قلنا: وما القُسامة؟ قال الشيءُ يكون بين الناس فينتَقصُ منه» .
وفي رواية نحوه قال: «الرجلُ يكون على الفِئام من الناس، فيأخذ من حظِّ هذا، وحظِّ هذا» . أخرجه أبو داود.
.
باب القسمة للعبد إذا حضر القتال مع سيده، ومن أي شيء يعطى
20514 / 1169 – (ت د ه – عمير، مولى آبي اللحم رضي الله عنه ): قال: شَهِدْتُ خَيْبَرَ مع سادَتي، فَكَلَّمُوا فِيَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فأمَرَ بي فقُلِّدْتُ سيْفاً، فإذَا أنا أجُرُّهُ، وَأُخْبِرَ: أنِّي مملوك، فأمَرَ لي بشيءٍ مِنْ خُرِثْيِّ المَتَاع، وعَرَضتُ عليه رُقْيَة كنْتُ أرقْي بها المجانين، فأمرني بطرْحِ بعضها وحبْسِ بعضها. أخرجه الترمذي وأبو داود.
إِلا أنَّ رواية أبي داود انتهتْ عند قوله: المتاع.
.
وقال أبو داود: قال أبو عُبَيْدٍ: كانَ حَرَّمَ اللَّحْمَ على نَفْسِهِ، فسُمِّيَ آبي اللحم.
.
ووقع في رواية ابن ماجه؛ قال عُمَيْرًا مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ غَزَوْتُ مَعَ مَوْلَايَ، يَوْمَ خَيْبَرَ، وَأَنَا مَمْلُوكٌ. فَلَمْ يَقْسِمْ لِي مِنَ الْغَنِيمَةِ. وَأُعْطِيتُ، مِنْ خُرْثِيِّ الْمَتَاعِ، سَيْفًا، وَكُنْتُ أَجُرُّهُ إِذَا تَقَلَّدْتُهُ.
20515 / 1093 – (م ت د) نَجدَةُ بن عامر الحروري: كَتَبَ إلى ابن عباس يَسأُلُه عن خَمْسِ خِصالٍ؟ فقال ابنُ عباس: لوْلا أن أَكتُمَ عِلماً ما كتَبْتُ إليه – كتبَ إليه نَجْدَةُ: أما بعد، فأخْبِرْني: هل كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَغْزُو بالنِّساء؟ وهل كان يضرِبُ لَهُنَّ بسَهْمٍ؟ وهل كان يقْتُلُ الصبيان؟ ومتى ينقضِي يُتْمُ اليتيم؟ وعن الخُمْسُ: لمن هو؟ فَكَتبَ إليه ابنُ عباس: كتبتَ تسألُني: هل كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يغْزُو بالنساء؟ وقد كان يغْزُو بهنَّ، فَيُداوِينَ الجَرْحَى ويُحذَيْنَ مِنَ الغنيمَةِ، وأمَّا سهمٌ؟ فَلَمْ يضرِب لَهُنَّ، وإنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يَقْتُلُ الصبيانَ، فلا تَقْتُل الصبيان، وكتبتَ تسأُلني: متى ينْقَضي يُتْمُ اليَتيم؟ فلعَمْرِي، إنَّ الرجلَ لتَنْبُتُ لحْيَتُهُ، وإنه لضعِيفُ الأخذ لنفسه، ضعيفُ العطاءِ منها، وإذَا أَخَذَ لنفسه من صالح ما يأخذُ النَّاسُ فقد ذهب عنه اليُتْمُ وكتبتَ تسألني عن الخُمْسِ لمن هو؟ وإنَّا نقولُ: هُوَ لنا، فأَبى عليْنا قومُنا ذَاك.
وفي رواية: فلا تَقْتُل الصبيان، إلا أن تكون تعلمُ ما عَلِمَ الخَضِرُ من الصَّبيِّ الذي قَتَلَ. زاد في أخرى: وتُميِّزُ المؤمنَ من الكَافِرِ، فتقتُل الكافر، وتدعَ المؤْمِن.
.
وفي رواية قال: كتبَ نَجْدَة بن عامر الحروري إلى ابن عباس يسأله عن العبد والمرأةِ يَحْضُرانِ المغْنَم: هل يُقْسَمُ لهما – وذكر باقي المسائل نحوه – فقال ابنُ عباس ليَزيد بن هرمز: اكتُبْ إليه، فلولا أن يقعَ في أُحْمُوقَةٍ ما كتبتُ إليه، كتبْتَ تسألني عن العبد والمرأةِ يَحْضُرانِ المغنَم، هل يُقسمُ لهما شيءٌ، وإنه ليس لهما شيءٌ إلا أن يُحذَيا، وقال في اليتيم: إنَّه لا ينقطع عنه اسم اليُتْمِ، حتى يبلغ، ويُؤنَسَ منه الرُّشْدُ، والباقي نحوه.
.
وفي أخرى: ولولا أن أرُدَّهُ عن نَتْنٍ يقعُ فيه، ما كتبتُ إليه، ولا نُعْمَةَ عَيْنٍ … الحديث. هذه رواية مسلم.
.
وأخرج الترمذي منه طرفاً، وهو ذِكْرُ الْغَزْوِ بالنِّساءِ، والضَّرْب لُهنَّ بِسَهْمٍ والجواب عنه.
.
وأخرج أبو داود منه طرفاً، وهذا لفظُهُ، قال: كتبَ نَجْدَةُ إلى ابنِ عباسٍ يسأله عن أشياءَ؟ وعن المملوك: أَلَهُ في الفَيْء شيءٌ؟ وعن النساء: هل كُنَّ يَخْرُجْنَ مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ وهل لَهُنَّ نصيبٌ؟ فقال ابنُ عباسٍ: لولا أن يأتِيَ أحْمُوقَة ما كتبتُ إليه، أمَّا المملوكُ: فكانَ يُحْذَى، وأَمَّا النساءُ: فقد كُنَّ يُدَاوِينَ الجرَحى، ويَسْقِين الماءَ.
.
وفي أخرَى له قال: كَتَبَ نجدة الحرُورِيُّ إلى ابن عباسٍ يسألُه عن النساء: هل كُنَّ يَشْهدْنَ الحربَ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ وهل كان يَضرِبُ لهنَّ بسَهْم؟ قال يزيدُ: فأَنا كتَبْتُ كتاب ابن عباس إلى نجدة: قد كنَّ يَحْضُرنَ الحربَ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فأمَّا أنْ يضْرِبَ لَهُنَّ بسهمٍ؟ فَلا، وقد كان يَرْضَخُ لهنَّ.
.
باب قسم الغنيمة ورد الغنيمة قبل القسمة
20516 / 1161 – (د) مُجَمِّع بن جارية الأنصاري – رضي الله عنه -: وكان أَحدَ القُرَّاءِ الذي قَرَؤوا القُرآن – قال: شَهِدْنا الحُدَيْبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا اْنصَرفْنَا عنْهَا، إذَا النَّاسُ يَهُزُّونَ الإبِلَ، فَقُلْنا: مَا للنَّاس؟ فقالوا: أُوحيَ إلي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَسِرنْا مع الناسِ نُوجِفُ الإبلَ، فوَجدْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بِكُراعِ الْغَمِيمِ، واقفاً على راحلته، فلمَّا اجْتَمَعَ النَّاسُ قرأ علينا {إنَّا فَتَحْنَا لكَ فَتْحاً مُبِيناً} الفتح: 1 قال رجلٌ: أفَتْحٌ هو؟ قال: نعم والَّذِي نَفسُ مُحمَّدٍ بيدهِ، إنَّهُ لَفتْحٌ، حتى بلَغَ {وَعدَكُم اللهُ مَغَانِمَ كثيرةً تأْخذُونَها فَعَجَّلَ لكُم هَذِهِ} الفتح: 20 يعني: خَيْبَرَ، فَلمَّا اْنصَرفْنَا غَزَوْنا خيْبرَ، فَقُسِمَتْ على أهل الحُديبيَةِ، وكانوا ألفاً وخمسمائة، منهم ثلاثمائة فارس، فَقَسَمَها على ثمانِيَة عَشَرَ سهماً، فأعْطَى الفارِس سَهْمَيْنِ، والرَّاجِلَ سَهْماً.
وفي أخرى مُخْتصراً قال: قُسِمَتْ خيَبرُ على أهل الحُدَيِبية، فَقَسَمها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على ثمانية عشر سهماً … الحديث. أخرجه أبو داود.
20517 / 1162 – (خ م ت د ه – عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ): أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَسَمَ في النَّفَل للفرس سهمين، وللراجل سهماً.
وفي رواية بإسقاط لفظة «النَّفَل» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.
.
وفي رواية أبي داود: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أسْهَمْ للرجل ولِفَرَسِهِ ثلاثَةَ أَسْهُمٍ: سهْماً له، وسهْمَيْنِ لفرسِهِ.
.
وفي رواية ابن ماجه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْهَمَ يَوْمَ خَيْبَرَ لِلْفَارِسِ ثَلَاثَةَ أَسْهُمٍ: لِلْفَرَسِ سَهْمَانِ، وَلِلرَّجُلِ سَهْمٌ.
20518 / 1163 – (س) ابن الزبير بن العوام – رضي الله عنهما -: قال: ضَرَبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عَامَ خيْبَرَ لِلزُّبَيْرِ، أربعةَ أَسْهُم: سَهْمٌ للزبير، وسَهْمٌ لذِي الْقُرْبى بصَفِيَّةَ بِنْتِ عبد المطَّلِبِ أُمِّ الزُّبيْرِ، وسَهْمانِ للفرس. أخرجه النسائي.
20519 / 1164 – (د) ابن أبي عمرة – رحَمهُ اللهُ -: عن أبيه، قال: أَتيْنَا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أرْبعَة نَفَرٍ، ومَعنَا فَرَسٌ، فأعْطَى كلَّ إنسَانٍ مِنَّا سَهْماً، وأعطَى الفرسَ سَهْمَيْنِ.
وفي رواية بمعناه، إلا أنَّه قال: ثَلاثَةَ نَفَرٍ. وزاد قال: فَكانَ للفَارسِ ثَلاثَةُ أسهُمٍ. أخرجه أبو داود.
20520 / 1165 – (د) سهل بن أبي حَثَمَة – رضي الله عنه -: قال: قسم رسولُ الله خَيْبَرَ نِصْفَيْنِ: نصْفاً لِنَوائبِهِ وَحاجاتِهِ، ونِصفاً بيْنَ المُسْلِمين، قَسَمَهَا بينهم على ثمانية عَشَر سهماً. أخرجه أبو داود.
20521 / 1166 – (د) بشير بن يسار – رحمه الله -: قال: لمَّا أفاءَ اللهُ على رسوله خيْبرَ قَسَمَهَا على ستةٍ وثلاثين سهماً، جمعَ كلَّ سهْمٍ مائةَ سهمٍ، فعزلَ نصفِهَا لنَوَائِبِهِ، وما ينزلُ بهِ: من الوَطِيحَةِ، والكُتَيْبَةِ، وما أحيزَ مَعَهُما، وعزل النِّصفَ الآخر، فَقَسَمَهُ بين المسلمين: الشِّقَّ، والنَّطَاةَ، وما أُحيزَ مَعَهما، وكان سهمُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فيما أُحيِزَ معَهُما.
وفي رواية: أنَّهُ سَمِعَ نَفَراً من أصحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا – فَذكَر هذا الحديث – قال: فكان النصفُ سهامَ المسلمين، وسهمَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وعَزلَ النصفَ الآخر لِمَا يَنُوبُهُ من الأُمُورِ والنوائبِ.
.
وفي أخرى عن رجالٍ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لمَّا ظَهَرَ على خَيْبرَ، قَسَمَها على ستَّةٍ وثلاثين سهماً، جَمعَ كلَّ سَهمٍ مائَةَ سهمٍ، فكان لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم وللمسلمين النِّصفُ من ذلك، وعَزلَ النصف الباقي لمن يَنْزِلُ به من الْوُفُودِ والأُمورِ، ولنوائبِ النَّاسِ.
.
وفي رواية: لمَّا أَفاءَ اللهُ – عزَّ وجلَّ – خيبرَ، قسمها ستَّة وثلاثينَ سهماً، جمع فَعَزَلَ للمسلمين الشَّطر: ثمانَيةَ عَشَرَ سهماً، فَجَمَعَ كلَّ سهمٍ مائة النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم معهم، له سهمٌ كَسَهْمِ أحدِهِمْ، وعَزلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ثمانِيةَ عَشَرَ سَهْماً، وهو الشَّطْرُ، لِنوائبِه وما يَنزلُ به من أمْرِ المسلمين، فكان ذلك: الْوَطيحَ، والكُتَيْبَة، والسَّلاليمَ وتوابعها، فلمَّا صَارتِ الأموالُ بِيدِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم والمسلمين، لم يكن لَهُم عمَّالٌ يَكْفُونَهم عَملها، فدعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم اليَهُودَ، فَعَامَلَهُمْ. أخرجه أبو داود.
20522 / 1167 – (د) ابن شهاب – رحمه الله -: قال: خَمَّسَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خَيبرَ، ثم قَسَمَ سائرَها على مَنْ شَهِدَها، ومن غابَ عنها من أهل الحُديْبِيّةِ. أخرجه أبو داود.
20523 / 1176 – (س) رافع بن خديج – رضي الله عنه -: قال: كَانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يجعلُ في قَسْمِ المغانم عشراً من الشاءِ ببَعيرٍ. أخرجه النسائي.
20524 / 9749 – عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «رَأَيْتُ الْغَنِيمَةَ تُجَزَّأُ خَمْسَةَ أَجْزَاءٍ، ثُمَّ يُسْهَمُ عَلَيْهَا فَمَا كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ لَهُ يَتَخَيَّرُ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَفِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ وَفِيهِ ضَعْفٌ وَحَدِيثُهُ حَسَنٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
20525 / 9749\2016– عن عُمَارَةَ بْنَ أَحْمَرَ الْمَازِنِيَّ أَحَدُ بَنِي رَبِيعَةَ بْنِ مَازِنٍ قَالَ: كُنْتُ فِي إِبِلٍ لِي أَرْعَاهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَغَارَتْ عَلَيْهَا خَيْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ خَيْلُ أَصْحَابِهِ، فَجَمَعْتُ إِبْلِي وَرَكِبْتُ الْفَحْلَ فَتَفَاجَّ يَبُول فَنَزَلْتُ عَنْهُ وَرَكِبْتُ نَاقَةً مِنْهَا فَنَجَوْتُ عَلَيْهَا وَطردوا الْإِبِلَ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَدَّهَا عَلَيَّ وَلَمْ يَكُنْ قَسَمَهَا بَعْدُ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2016) لأبي يعلى.
وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 115).
20526 / 9749\2017– عَنِ الْأَزْهَرِ بْنِ يَزِيدَ الرَّهَاوِيِّ قَالَ: أَبَقَتْ أَمَةٌ فَلَحِقَتْ بِالْعَدُوِّ فَاغْتَنَمَها الْمُسْلِمُونَ فَعَرَفَهَا الْمُرَادِيُّونَ فَأَتَوْا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالُوا: أَمَتُنَا أَبِقَتْ مِنَّا فَقَالَ مَا عِنْدِي فِي هَذَا عِلْمٌ وَلَكِنِّي كَاتِبٌ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَانْتَظِرُوا كِتَابَهُ فَمكَتَ الْمُرَادِيُّونَ حِينًا فَقَالَ: قَدْ جَاءَنِي كِتَابُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه فِي أَمَتِكُمْ إِنْ خُمِّسَتْ وَقُسِّمَتْ فسبيل ذَلِكَ وإلا فَارْدُدْهَا عَلَى أَهْلِهَا. فَقَالُوا: آللَّهِ لِعُمَرُ كَتَبَ بِذَلِكَ؟ فَقَالَ: آللَّهِ وَمَا يَحِلُّ لِي أَنْ أَكْذِبَ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2017) لمسدّد.
وهو كذلك في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 183).
20527 / 9749\2081– عن مُجَمِّعٌ قال: إنَّ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْهُ كَانَ يَكْنِسُ بَيْتَ الْمَالِ ثُمَّ يُصَلِّي فِيهِ رَجُلَانِ يَشْهَدَانِ له لَمْ يَحْبِسْ فِيهِ الْمَالَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2081) لمسدّد.
وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (2/ 112).
20528 / 9750 – وَعَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ: «سُئِلَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: كَيْفَ كَانَ يَصْنَعُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْخُمُسِ؟ قَالَ: كَانَ يَحْمِلُ الرَّجُلَ مِنْهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ الرَّجُلَ ثُمَّ الرَّجُلَ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَفِيهِ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ وَهُوَ مُدَلِّسٌ.
20529 / 9751 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً فَغَنِمُوا خَمَّسَ الْغَنِيمَةَ، فَضَرَبَ ذَلِكَ فِي خَمْسَةٍ ثُمَّ قَرَأَ: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} [الأنفال: 41] إِلَى قَوْلِهِ: للَّهِ مِفْتَاحُ كَلَامِ: للَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَجَعَلَ سَهْمَ اللَّهِ وَسَهْمَ الرَّسُولِ وَاحِدًا (وَلِذِي الْقُرْبَى) فَجَعَلَ هَذَيْنِ السَّهْمَيْنِ قُوَّةً فِي الْخَيْلِ وَالسِّلَاحِ، وَجَعَلَ سَهْمَ الْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ لَا يُعْطِيهِ غَيْرَهُمْ، وَجَعَلَ الْأَسْهُمَ الْأَرْبَعَةَ الْبَاقِيَةَ: لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ وَلِرَاكِبِهِ سَهْمٌ وَلِلرَّاجِلِ سَهْمٌ»
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ نَهْشَلُ بْنُ سَعِيدٍ وَهُوَ مَتْرُوكٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (4353) لأبي بكر.
20530 / ز – عَنْ قَيْسِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ} [الأنفال: 41] الْآيَةُ. فَقَالَ: «هَذَا مِفْتَاحُ كَلَامِ اللَّهِ تَعَالَى مَا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ» قَالَ: ” اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي هَذَيْنِ السَّهْمَيْنِ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ قَائِلُونَ: سَهْمُ الْقُرْبَى لَقَرَابَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ قَائِلُونَ: لَقَرَابَةِ الْخَلِيفَةِ، وَقَالَ قَائِلُونَ: سَهْمُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْخَلِيفَةِ مِنْ بَعْدِهِ، فَاجْتَمَعَ رَأْيُهُمْ عَلَى أَنْ يَجْعَلُوا هَذَيْنِ السَّهْمَيْنِ فِي الْخَيْلِ وَالْعُدَّةَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَكَانَا عَلَى ذَلِكَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا “.
أخرجه الحاكم في المستدرك (2631).
20531 / 9752 – وَعَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ «أَنَّ أَهْلَ الْبَصْرَةِ غَزَوْا نُهَاوَنْدَ فَأَمَدَّهُمْ أَهْلُ الْكُوفَةِ وَعَلَيْهِمْ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ فَظَهَرُوا فَأَرَادَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ أَنْ لَا يَقْسِمُوا لِأَهْلِ الْكُوفَةِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ أَوْ مِنْ بَنِي عُطَارِدٍ: أَيُّهَا الْعَبْدُ الْأَجْدَعُ تُرِيدُ أَنْ تَشْرَكَنَا فِي غَنَائِمِنَا، وَكَانَتْ أُذُنُهُ جُدِعَتْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: خَيْرَ أُذُنِي سَبَبْتَ، فَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ، فَكَتَبَ: إِنَّ الْغَنِيمَةَ لِمَنْ شَهِدَ الْوَقْعَةَ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
20532/ 9753 – وَعَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: «قَالَ عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ: وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ لَقَدْ قَسَمَ اللَّهُ تَعَالَى هَذَا الْفَيْءَ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَفْتَحَ فَارِسَ وَالرُّومَ».
.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَإِسْنَادُهُ مُنْقَطِعٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2009) لابن أبي عمر.
وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 183).
205323/ 9754 – وَعَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ «أَنَّهُ قَدِمَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ فِي سَفِينَةٍ وَمَعَهُ فَرَسٌ أَبْلَقُ، فَلَمَّا رَسَوْا وَجَدُوا إِبِلًا كَثِيرَةً مِنْ إِبِلِ الْمُشْرِكِينَ، فَأَخَذُوهَا فَأَمَرَهُمْ أَبُو مَالِكٍ أَنْ يَنْحَرُوا مِنْهَا بَعِيرًا فَيَسْتَعِينُوا بِهِ، ثُمَّ مَضَى عَلَى قَدَمَيْهِ حَتَّى قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ بِسَفَرِهِ وَبِأَصْحَابِهِ وَبِالْإِبِلِ الَّتِي أَصَابُوا ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ الَّذِينَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَعْطِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْإِبِلِ. قَالَ: ” اذْهَبُوا إِلَى أَبِي مَالِكٍ “. فَلَمَّا أَتَوْهُ قَسَمَهَا أَخْمَاسًا خُمُسًا بَعَثَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَخَذَ ثُلُثَ الْبَاقِي بَعْدَ الْخُمُسِ فَقَسَمَهُ بَيْنَ أَصْحَابِهِ وَالثُّلُثَيْنِ الْبَاقِيَيْنِ 340\5 لِلْمُسْلِمِينَ فَقَسَمَهُ بَيْنَهُمْ فَجَاءُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: مَا رَأَيْنَا مِثْلَ أَبِي مَالِكٍ بِهَذَا الْمَغْنَمِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” لَوْ كُنْتُ أَنَا مَا صَنَعْتُ إِلَّا كَمَا صَنَعَ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ عَنْ شَيْخِهِ الْمِقْدَامِ بْنِ دَاوُدَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
20534/ 9755 – وَعَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَقْسِمْ لِبَنِي عَبْدِ شَمْسٍ وَلَا لِبَنِي نَوْفَلٍ مِنَ الْخُمُسِ شَيْئًا كَمَا كَانَ يَقْسِمُ لِبَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ، وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يَقْسِمُ الْخُمُسَ نَحْوَ قَسْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُعْطِي قُرْبَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطِيهِمْ وَكَانَ عُمَرُ يُعْطِيهِمْ وَعُثْمَانُ مِنْ بَعْدِهِ مِنْهُ».
قُلْتُ: فِي الصَّحِيحِ طَرَفٌ مِنْهُ.
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
20535 / 9756 – وَعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَاءَهُ فَيْءٌ قَسَمَهُ مِنْ يَوْمِهِ فَأَعْطَى الْأَهْلَ حَظَّيْنِ وَأَعْطَى الْأَعْرَابَ حَظًّا وَاحِدًا فَدُعِينَا وَكُنْتُ أُدْعَى قَبْلَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ فَأُعْطِيَ حَظًّا وَاحِدًا فَتَسَخَّطَ حَتَّى عَرَفَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِهِ وَمَنْ حَضَرَهُ فَبَقِيَتْ فَضْلَةٌ مِنْ ذَهَبٍ فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْفَعُهَا بِطَرَفِ عَصَاهُ فَتَسْقُطُ ثُمَّ يَرْفَعُهَا فَتَسْقُطُ وَهُوَ يَقُولُ: ” كَيْفَ أَنْتُمْ يَوْمَ يُكْنَزُ لَكُمْ مِنْ هَذَا؟ ” فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، فَقَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ: وَدِدْنَا وَاللَّهِ لَوْ أُكْنِزَ لَنَا، فَصَبَرَ مَنْ صَبَرَ وَفُتِنَ مَنْ فُتِنَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “لَعَلَّكَ تَكُونُ فِيهِ شَرَّ مَفْتُونٍ».
قُلْتُ: رَوَى أَبُو دَاوُدَ مِنْهُ إِلَى قَوْلِهِ: وَأَعْطَى الْعَرَبَ حَظًّا فَقَطْ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ وَمَتْنُهُ مُنْكَرٌ فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَقُولُ ذَلِكَ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
20536 / 9757 – وَعَنْ أَبِي لَيْلَى «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسَمَ غَنَمًا فَجَعَلَ لِكُلِّ عَشَرَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ شَاةً».
قال الهيثميُّ : رواه ابو يعلى وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَأَحْمَدُ أَتَمَّ مِنْ هَذَا وَأَطْوَلَ، وَتَقَدَّمَ حَدِيثُ أَحْمَدَ فِي بَابِ النَّهْيِ عَنِ النُّهْبَةِ وَرِجَالُ أَحْمَدَ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
20537 / 9758 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسَمَ لِثَمَانِينَ فَرَسًا يَوْمَ حُنَيْنٍ سَهْمَيْنِ سَهْمَيْنِ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ كَثِيرٌ مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ. وهو عند الحاكم (2615) وقال: لمائتي فرس.
20538 / 9759 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُعْطِ الْكَوْدَنَ شَيْئًا وَأَعْطَاهُ دُونَ سَهْمِ الْعِرَابِ فِي الْقُوَّةِ وَالْجَوْدَةِ.» وَالْكَوْدَنُ: الْبِرْذَوْنُ الْبَطِيءُ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ أَبُو بِلَالٍ الْأَشْعَرِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
20539 / 9760 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى يَوْمَ بَدْرٍ الْفَرَسَ سَهْمَيْنِ وَالرَّجُلَ سَهْمًا».
قال الهيثميُّ : رواه ابو يعلى، وَفِيهِ مُحَمَّدُ 341\5 بْنُ أَبِي لَيْلَى، وَهُوَ سَيِّئُ الْحِفْظِ، وَيَتَقَوَّى بِالْمُتَابَعَاتِ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1948) لعبد بن حُميد.
هو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 114) لابي يعلى، وقال : هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ.
20540 / 9760\1934– عَنْ أَبِي بَكْرِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَحْمَدَ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: أَسْهَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ وَلِصَاحِبِهِ سَهْمًا.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1934) للحارث.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 111): هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ الْوَاقِدِيِّ.
20541 / 9760\1935– عن أَبي بَكْرِ بْنُ يَحْيَى بْنِ النَّضْرِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ مِثْلَهُ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1935) للحارث.
في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 111): محمد بن عمر ضعيف.
20542 / 9760\1937– عن أَبِي حَثْمَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي حَثْمَةَ قَالَ: إِنَّهُ شَهِدَ خيبر مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْهَمَ لِفَرَسِهِ سَهْمَيْنِ وَلَهُ سَهْمًا.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1937) للحارث.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 111): هَذَا الْإِسْنَادُ فِيهِ الْوَاقِدِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
20543 / 9760\1938– عَنْ أَبِي غَطَفَانَ قَالَ: سَمِعْتُ ابنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: لِلْفَرَسِ سَهْمٌ لِلْعَرَبِيِّ وَالْعَجَمِيِّ سَوَاءٌ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1938) للحارث.
زاد في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 110): قَالَ: وثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: “سَأَلْتُ عِكْرِمَةَ فَقَالَ: هُمَا سَوَاءٌ”.
قُلْتُ: مَدَارُ هَذِهِ الطُّرُقِ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْوَاقِدِيِّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
20544 / 9760\1939– عن مَالِكٌ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ قَالَا: هُمَا فِي السُّهْمَيْنِ سَوَاءٌ يَعْنِي الْعَرَبِيَّةَ وَالْبَرَاذِينَ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1939) للحارث.
لفظه في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 110): قَالَ الْحَارِثُ: وثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ: أَفِي الْبَرَاذِينِ صَدَقَةٌ؟ فَقَالَ سَعِيدٌ: لَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْخَيْلِ صَدَقَةٌ. قَالَ مَالِكٌ: فَقَدْ جَعَلَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ الْبِرْذَوْنَ من الخيل، قال مالك: فهما عِنْدِي سَوَاءٌ فِي السَّهْمَانِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَسَأَلْتُ الثَّوْرِيَّ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: هُمَا سَوَاءٌ.
قال البوصيري: هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ الْوَاقِدِيِّ.
رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ بِغَيْرِ إِسْنَادٍ فَقَالَ: وروينا عن سعيد بن المسيب أنه سئل عن البراذين هل فيها صدقة، فقال: لا، وَهَلْ فِي الْخَيْلِ مِنْ صَدَقَة.
20545 / 9760\2010– عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَلْقَيْنَ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ وَهُوَ مُتَجَاوِزٌ وَادِيَ الْقُرَى، فَقَالَ: يَا محمد إلى ما تَدْعُو؟ قَالَ: إِلَى اللَّهِ وَحْدَهُ، قَالَ: فَهَذَا الْمَالُ هَلْ أَحَدٌ أَحَقُّ بِهِ مِنْ أحد قال خمس لِلَّهِ تَعَالَى وَأَرْبَعَةُ أَخْماس لِهَؤُلَاءِ وَإِنِ انْتَزَعْتَ مِنْ جيبك سَهْمًا فَلَسْتَ أَحَقَّ بِهِ مِنْ أَخِيكَ. قَالَ فَمَا هَؤُلَاءِ يَعْنِي الْمَغْضُوب عَلَيْهِمْ؟ قَالَ: الْيَهُودُ . قَالَ: وَمَا هَؤُلَاءِ يَعْنِي الضَّالِّينَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :النَّصَارَى.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2010) لأحمد بن منيع.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 187): رواه ابو يعلى الْمَوْصِلِيُّ. ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنِ غِيَاثٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ بَدِيلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ … فَذَكَرَهُ بِزِيَادَةٍ. وهو الآتي.
20546 / 9760\2011– عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَلْقَيْنَ قَالَ: أَتَيْتُ َرَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِوَادِي الْقُرَى فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أُمِرْتَ بِهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمِرْتُ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَأَنْ تُقِيمُوا الصَّلَاةَ وتؤتؤا الزَّكَاةَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هَؤُلَاءِ يَعْنِي الْمَغْضُوبَ عَلَيْهِمْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْيَهُودُ قُلْتُ وَمَنْ هَؤُلَاءِ يَعْنِي الضَّالِّينَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّصَارَى قُلْتُ فَلِمَنِ الْمَغْنَمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ….. فَذَكَرَهُ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2011) لأبي يعلى.
وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 187).
20547 / 9760\2012– عن ام هاني بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ قَالَتْ: إن فاطمة رَضِيَ الله عَنْها أَتَتْ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه لِتَسْأَلَهُ سَهْمَ ذَوِي الْقُرْبَى فَقَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ سَهْمُ ذَوِي الْقُرْبَى لَهُمْ فِي حَيَاتِي وَلَيْسَ لَهُمْ بَعْدَ مَوْتِي.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2012) لإسحاق.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 187): هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ.
20548 / 9760\2015– عَنْ سُفْيَانَ بْنِ وهب الخولاني قال شَهِدْتُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه بِالْجَابِيَةِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ هَذَا الْفَيْءَ أَفَاءَهُ اللَّهُ عَلَيْكُمْ الرَّفِيعُ فِيهِ وَالْوَضِيعُ بِمَنْزِلَةٍ لَيْسَ بِأَحَدٍ أَحَقَّ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ هَذَيْنِ الْحَيَّيْنِ لَخْمٍ وَجِذَامٍ فَإِنِّي غَيْرُ قَاسِمٍ لَهُمْ شَيْئًا . فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ لَخْمٍ فَقَالَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ أَنْشُدُكَ اللَّهَ فِي الْعَدْلِ فَقَالَ إِنَّمَا يُرِيدُ ابْنُ الْخَطَّابِ الْعَدْلَ وَالسَّوِيَّةَ وَاللَّهِ إِنِّي لأعلم لو كانت الْهِجْرَةُ بِصَنْعَاءَ مَا خَرَجَ إِلَيْهَا مِنْ لَخْمِ وَجِذَامٍ إِلَّا الْقَلِيلُ فَلَا أَجْعَلُ مَنْ تَكَلَّفَ السَّفَرَ وَابْتَاعَ الظَّهْرَ بمنزلة قَوْمٍ إِنَّمَا قَاتَلُوا فِي دِيَارِهِمْ . فَقَامَ أَبُو حُدَيْرِجٍ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ كَانَ اللَّهُ تَعَالَى سَاقَ إِلَيْنَا الْهِجْرَةَ فِي دِيَارِنَا فَنَصَرْنَاهَا وَصَدَّقْنَاهَا فَذَاكَ الَّذِي يُذْهِبُ حَقَّنَا فِي الْإِسْلَامِ؟ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه وَاللَّهِ لَأَقْسِمَنَّ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَسَمَ بَيْنَ النَّاسِ غنائمهم فَأَصَابَ كُلُّ رَجُلٍ نِصْفَ دِينَارٍ إذا كَانَتْ مَعَهُ امْرَأَتُهُ أَعْطَاهُ دِينَارًا وَإِن كَانَ وحده أَعْطَاهُ نِصْفَ دِينَارٍ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2015) لمسدّد.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 183): هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
20549 / 9760\2872– عَنْ بِشْرِ بْنِ صُحَارٍ، حَدَّثَنَا أَشْيَاخُنَا أَنَّ عَيَّاذًا، حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ بَعَثَهُ في سرية، فحاجوا من أخوته الْأَعْرَابِ، فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ادَّعَى بَعْضُهُمْ أَنَّهُ كَانَ فِي الْإِسْلَامِ فَقَالَ: من يعلم ذاك؟ قَالُوا: عَيَّاذٌ سَمِعَهُ مِنَّا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عياذ هل سمعت أو شهدت؟ فَقُلْتُ: سَمِعْتُ أَذَانًا: او لا إِلَهَ إلا الله، فأعتقهم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2872) لأبي يعلى.
هو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 266) وسماه عبادا. وقال: هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.
20550 / 9761 – وَعَنِ الزُّبَيْرِ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى الزُّبَيْرَ سَهْمًا وَأُمَّهُ سَهْمًا وَفَرَسَهُ سَهْمَيْنِ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
20551 / 9762 – وَعَنْ أَبِي رُهْمٍ وَأَخِيهِ أَنَّهُمَا كَانَا فَارِسَيْنِ يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَأُعْطِيَا سِتَّةَ أَسْهُمٍ، أَرْبَعَةً لِفَرَسَيْهِمَا وَسَهْمَيْنِ لَهُمَا، فَبَاعَا السَّهْمَيْنِ بِبَكْرَيْنِ.
قال الهيثميُّ : رواه ابو يعلى، وَالطَّبَرَانِيُّ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: عَنْ أَبِي رُهْمٍ قَالَ: شَهِدْتُ أَنَا وَأَخِي خَيْبَرَ، وَالْبَاقِي بِنَحْوِهِ.
وَفِيهِ إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
20552 / 9763 – وَعَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو «أَنَّهُ كَانَ يَوْمَ بَدْرٍ عَلَى فَرَسٍ يُقَالُ لَهَا: سُبْحَةُ فَأَسْهَمَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِفَرَسِهِ سَهْمًا وَلَهُ سَهْمًا».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ الْوَاقِدِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1936) للحارث.
20553 / 9764 – وَعَنْ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ قَالَ: «لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ كَانَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ عَلَى الْمُجَنِّبَةِ الْيُسْرَى وَكَانَ الْمِقْدَادُ عَلَى الْمُجَنِّبَةِ الْيُمْنَى، فَلَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ وَهَدَأَ النَّاسُ جَاءَا بِفَرَسَيْهِمَا فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَسَحَ الْغُبَارَ عَنْ وُجُوهِهِمَا بِثَوْبِهِ قَالَ: ” إِنِّي جَعَلْتُ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ، وَلِلْفَارِسِ سَهْمًا فَمَنْ نَقَضَهَا نَقَضَهُ اللَّهُ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ الْحُبْرَانِيُّ وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَضَعَّفَهُ الْجُمْهُورُ.
20554 / 9765 – وَعَنْ أَبِي رُهْمٍ عَنْ أَخِيهِ أَنَّهُمَا كَانَا فَارِسَيْنِ يَوْمَ خَيْبَرَ فَأُعْطِيَا سِتَّةَ أَسْهُمٍ، أَرْبَعَةٌ لِفَرَسَيْهِمَا، وَسَهْمَانِ لَهُمَا فَبَاعَا السَّهْمَيْنِ بِبَكْرَيْنِ ..
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1940) لأبي يعلى.
وقال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 113): هذا إسناد ضعيف، إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَا تَحِلُّ عِنْدِي الرِّوَايَةُ عَنْهُ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ يحيى: كذاب. وقال البخاري: تركوه. وقال أبو خيثمة وأبو زرعة والفلاس والنسائي وعلي بن الجنيد والدارقطني: متروك. وقال الذهبي: لم أر أحدًا مشاه.
20555 / 9766 – وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسَمَ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ وَلِلرَّجُلِ سَهْمًا».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ سَعِيدٍ الْمُسَاحِقِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
20556 / 9766\3632– عَنْ أَبِي صَالِحٍ مولى أم هاني وَاسْمُهُ بَاذَانُ عن أم هاني بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ قَالَتْ: إن فاطمة رَضِيَ الله عَنْها أَتَتْ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه لِتَسْأَلَهُ سَهْمَ ذَوِي الْقُرْبَى فَقَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: سَهْمُ ذَوِي الْقُرْبَى لَهُمْ فِي حَيَاتِي وَلَيْسَ لَهُمْ بَعْدَ مَوْتِي.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3632) لإسحاق. وتقدم قبل احاديث، وانه ضعيف الاسناد.
باب من جاء بعد القسمة ممن لم يشهدها فلا سهم له
20557 / 1173 – (خ د) عنبسة بن سعيد – رحمه الله -: قال: قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: أتينا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو بخيبر بعد ما افتتحوها، فقلتُ: يا رسولَ الله، أسْهِم لي، فقال بعضُ بني سعيد بن العاص: لا تُسْهِمْ له يا رسولَ الله، فقال أبو هريرة: هذا قاتلُ ابن قَوْقَلٍ، فقال ابن سعيد بن العاص: واعجباً لَوَبْرٍ تَدَلَّى علينا من قَدُومِ ضَأْنٍ.
وفي رواية: تدَأْدَأ من قَدُومِ ضَأْنٍ، ينْعَى عليَّ قتلَ رَجُلٍ مسلمٍ، أكرمه الله على يَدَيَّ ولم يُهنِّي على يديه، قال: فلا أدري؛ أسْهَمَ لهُ أو لم يُسْهِمْ له.
قال البخاري: ويذَكَرَ عن الزُّبَيدي، عن الزهري، عن عنْبَسَةَ: أنه سمع أبا هريرة يخبر سعيدَ بنَ العاص؛ قال: بعثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أبانَ على سريَّةٍ من المدينةِ قِبَل نجدٍ، قال أبو هريرة: فقَدِم أبانُ وأصحابه على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بخَيْبَرَ بعد ما افتتحها، وإنَّ حُزُمَ خَيْلِهِم اللِّيفُ، قال أبو هريرة: قُلْتُ: يا رسولُ الله، لا تَقْسِمْ لهم، فقال أبانُ: وأنتَ بهذا يا وَبْرُ تَحدَّرُ من رأسِ ضأْنٍ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا أبانُ، اجلسْ، فلم يقْسِمْ له» .
هذه رواية البخاري وأبي داود، إلا أن أبا داود قال في الروايتين: «قَدُوم ضالٍ».
باب القسمة لمن غيبه الأمير لحاجة
20558 / 1174 – (د) عبد الله بن عمر بن الخطاب – رضي الله عنهما -: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قامَ – يعني: يوم بدرٍ – فقال: إنَّ عُثْمانَ انطلق في حاجة الله، وحاجة رسوله، وإنِّي أُبايعُ له، فضربَ له صلى الله عليه وسلم بسَهْمٍ، ولم يضْرِبْ لأحَدٍ غابَ غيره، أخرجه أبو داود.
باب ما يجوز من الرضخ للصغير إذا حضر القسمة
20559 / 1171 – (د) جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما -: قال: كُنْتُ أَمِيحُ أصْحابي الماءَ يومَ بدْرٍ. وفي نسخة: «أمنَحُ أصحابي الماءَ يوْمَ بدْرٍ» .
قال أبو داود: معناه: أنَّهُ لمْ يُسْهِمْ له.
20560 / 1172 – (ت د) أبو موسى الأشعري – رضي الله عنه -: قال: قَدِمْتُ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في نفرٍ من الأشعريِّينَ، بعد أن افتتح خيبر، فقسَم لنا، ولم يقْسِمْ لأحدٍ لم يشهدِ الفَتْحَ غيرِنا. هذه رواية الترمذي.
وفي رواية أبي داود قال: قَدِمْنا فوافَقْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر، فأسْهَم لنا – أو قال: فأعطانا منها – وما قَسم لأحد غاب عن فتْحِ خيبر منها شيئاً، إلا لِمَنْ شَهِدَ معه، إلا أصحاب سفينَتِنا: جعْفر وأصحابه، فأسهم لهم معهم.
باب ما يعجل من أجر الغانم
20561 / 1105 – (م د س ه – عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ): أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «ما مِنْ غازَيِةٍ أو سَريَّةٍ تغْزُو في سبيل الله، فَيَسْلَمونَ ويُصيبونَ، إلا تعَجَّلوا ثُلُثَيْ أجْرِهم، وما من غازيةٍ أو سرِيَّةٍ تخْفقُ وتُخَوَّفُ وتُصَابُ، إلا تَمَّ أجْرُهُم» .
وفي رواية: «ما مِنْ غازَيِةٍ تغْزُو في سبيل الله، فيُصيبونَ الغنيمَةَ إلا تعَجَّلوا ثُلَثيْ أجْرِهم من الآخرةِ، ويبقى لهم الثُّلُثُ، وإن لم يُصيبوا غنيمَةَ تَمَّ لهم أجرُهُمْ» . أخرجه مسلم.
وأخرج الرواية الثانية أبو داود والنسائي. وابن ماجه.
باب فيمن غلب العدو على ماله ثم وجده في المغانم ، فهو أحق به
20562 / 1234 – (خ ط د ه – نافع رحمه الله ): عن ابن عمر – رضي الله عنهما -: أنَّ عبداً لابنِ عمرَ أبَقَ فَلَحِقَ بالرُّوم، فظهر عليهم خَالِدٌ، فردَّهُ إلى عبد الله، وأنَّ فَرَساً لعبدِ الله عارَ، فظَهَرُوا عليه، فردَّهُ إلى عبد الله.
قال البُخَارِيُّ: وقال في رواية: في الفَرَسِ عَلى عَهْدِ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم.
وفي أخرى أنَّ خالدَ بنَ الْوَلِيد حين بعَثَهُ أبو بكرٍ أخذَ غُلاماً كان فَرَّ من ابن عمر إلى أرض الروم، فأَخذَه خالدٌ فردَّه عليه.
وفي رواية الموطأ: أنَّ عبداً لابن عمر أبقَ، وأن فرساً له عَارَ فأصابهما المشركون، ثُمَّ غنِمهُما المسلمون، فَرُدَّا على عبد الله بن عمر، وذلك قبلَ أنْ تُصِيبَهُما المقاسِمُ.
وأخرج أبو داود الحديث بطوله مثل البخاري.
وأخرج من رواية أخرى حديث العبد، وقال فيه: فَرَدَّهُ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يقْسِمْ. وقد أخرج ابن ماجه نحو الأولى.
20563 / 9767 – عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ أَدْرَكَ مَالَهُ فِي الْفَيْءِ قَبْلَ أَنْ يُقْسَمَ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ، وَمَنْ أَدْرَكَهُ بَعْدَ أَنْ يُقْسَمَ، فَلَيْسَ لَهُ شَيْءٌ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ يَاسِينُ الزَّيَّاتِ وَهُوَ ضَعِيفٌ. وَقَدْ تَقَدَّمَتْ أَحَادِيثُ نَحْوَ هَذَا فِي الْأَحْكَام.
باب إعطاء العطايا للتأليف
20564 / 1183 – (خ م د س) سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه -: قال: أَعْطَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رَهْطاً، وأنا جالسٌ، فَتَرَكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم منهم رجلاً، هو أعْجَبُهُمْ إليَّ فَقُمْت فقلتُ: مالَكَ عن فلانٍ؟ والله إنِّي لأُراهُ مُؤمناً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أوْ مُسْلِماً» – ذَكَر ذلك سعدٌ ثلاثاً، وأجابه بمِثْلِ ذلك – ثم قال: «أنِّي لأعْطِي الرجل وغيرهُ أحَبُّ إليَّ منه خَشْيَةَ أنْ يُكَبَّ في النَّارِ على وجْهِهِ» .
وفي رواية، قال الزهري: فَنُرَى أنَّ الإسلامَ: الكلمةُ، والأيمانَ: العملُ. أخرجه البخاري، ومسلم.
وفي رواية لمسلم قال: أعْطى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رَهْطاً، وأنا جالِسٌ فيهم، فَتَرَكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم منهم رجلاً لم يُعطِه، وهو أعْجَبُهُمْ إليَّ، فَقٍمْتُ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَسَارَرْتُهُ، فقلتُ: مالَكَ عن فُلانٍ؟ واللهِ إني لأُرَاهُ مُؤمناً، قال: «أوْ مُسْلِماً؟» فَسَكَتُّ قليلاً، ثم غَلَبني ما أعلمُ منهُ، فقلتُ: يا رسولَ الله مالكَ عن فلانٍ؟ فواللهِ، إنِّي لأراهُ مُؤمناً، قال: «أوْ مُسلِماً» ، فَسَكَتُّ قَليلاً، ثم غَلَبَني ما أَعْلَمُ فيه، فقلتُ: يا رسولَ الله، مالك عن فُلان؟ فوالله: إنِّي لأُرَاهُ مؤمناً، قال: «أو مُسْلماً، إنِّي لأُعْطِي الرَّجُلَ العَطَاءَ وغيرهُ أحبُّ إليَّ منه، خَشْيَةَ أنْ يُكَبَّ في النَّار على وجْهِهِ» . وفي رواية تكرارُ القول مرَّتيْنِ.
وفي أخرى: فضربَ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم بيده بين عُنُقي وكتفي، ثم قال: أقِتالاً أي سعدُ؟ إني لأُعطي الرَّجُل.
وفي رواية أبي داود، قال: قَسم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قَسْماً، فقلتُ: أَعْطِ فلاناً، فإنهُ مؤمنٌ، قال: أوْ مسلم. قلتُ: أعطِ فُلاناً، إنه مؤمنٌ، قال: أوْ مسلمٌ، إني لأُعطي الرَّجُلَ العطاءَ وغيرُه أحبُّ إليَّ منه، مخافةَ أن يُكَبَّ على وجهِهِ.
وله في أخرى، وللنسائي قال: أعطى النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجالاً، ولم يعطِ رجلاً منهم شيئاً، فقال سعد: يا رسول الله – أعطيتَ فلاناً وفلاناً ولم تعط فلاناً شيئاً، وهو مؤمن؟ فقال النبيُّ: «أوْ مسلم» حتى أعادها سعدٌ ثلاثاً، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول: «أوْ مسلم» . ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إني لأعطي رجالاً، وأدعُ مَنْ هو أحبُّ إليَّ منهم؛ لا أعطيه شيئاً مخافةَ أنْ يُكَبُّوا في النار على وجوههم».
20565 / 1184 – (م) رافع بن خديج – رضي الله عنه -: قال: أعطى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان بن حرب يوم حُنَين، وصفوانَ بنَ أُمَيَّةَ، وَعُيَينَةَ بنَ حِصْنٍ، والأقرعَ بن حابسٍ، وعَلْقَمةَ بن عُلاثَةَ: كُلَّ إنسان منهم مائة من الإِبلِ، وأعطى عباسَ بنِ مرْداسٍ دون ذلك، فقال عباسُ بنُ مرداس:
أَتَجْعَلُ نَهْبي ونَهْبَ الْعُبَيـ … ـدْ بَيْنَ عُيَيْنَةَ والأَقْرَعِ؟
فَما كانَ بَدْرٌ ولا حَابِسٌ … يَفُوقانِ مِرْدَاسَ في مَجْمَعِ
وما كُنْتُ دُون امرىءٍ منهما … وَمَنْ تَخْفِضِ اليومَ لا يُرْفَعِ
قال: فأتمَّ له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مائة.
وفي رواية نحوه: وأسقط علقمةَ بنُ علاثَةَ، وصفوان بن أمية، ولم يذكر الشعْر. أخرجه مسلم.
باب ما جاء في الأرض المغنومة وقسمتها
20566 / 1230 – (خ د) أسلم مولى عمر – رضي الله عنه -: أنَّهُ سَمعَ عمر يقول: أمَا والذي نفْسِي بيدِهِ، لَوْلا أن أتْرُكَ آخِرَ النَّاس بَبَّاناً، ليس لهم من شيءٍ، ما فُتِحَتْ عليَّ قَرْيةٌ إلا قسَمْتُها، كما قسَم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خيبرَ، ولكني أتْرُكُهَا خِزانة لهم يقْتَسِمُونَهَا. هذه رواية البخاري.
وفي رواية أبي داود قال: قال عمر: لولا آخِرُ النَّاسِ، ما فتَحْتُ قرية إلا قسَمْتُها كما قسمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم خيْبرَ.
20567 / 9768 – عَنْ سُفْيَانَ بْنِ وَهْبٍ الْخَوْلَانِيِّ، قَالَ: لَمَّا افْتَتَحْنَا، بِغَيْرِ عَهْدٍ مِصْرَ قَامَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، فَقَالَ: يَا عَمْرُو بْنَ الْعَاصِ، اقْسِمْهَا. فَقَالَ عَمْرٌو: لَا أُقْسِمُهُمَا. فَقَالَ الزُّبَيْرُ: وَاللَّهِ لَتَقْسِمَنَّهَا، كَمَا قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ، قَالَ عَمْرٌو: وَاللَّهِ لَا أُقْسِمُهَا حَتَّى أَكْتُبَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: أَنْ أَقِرَّهَا حَتَّى يَغْزُوَ مِنْهَا حَبَلُ الْحَبَلَةِ.
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَفِيهِ رَجُلٌ لَمْ يُسَمَّ، وَابْنُ لَهِيعَةَ.
20568 / 9769 – وَعَنْ أَسْلَمَ مَوْلَى عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ، يَقُولُ: لَئِنْ عِشْتُ إِلَى هَذَا الْعَامِ الْمُقْبِلِ، لَا يُفْتَحُ لِلنَّاسِ قَرْيَةٌ إِلَّا قَسَمْتُهَا بَيْنَهُمْ كَمَا قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ.
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَرِجَالُ أَحْمَدَ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
20569 / 9770 – وَعَنْ قَبِيصَةَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: أُرِيدُ قَسْمَ سَوَادِ الْكُوفَةِ بَيْنَ مَنْ ظَهَرَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ سَعْدٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّا قَدْ ظَهَرْنَا عَلَى أَلْيَنِ قَوْمٍ خَلَقَهُمُ اللَّهُ قُلُوبًا، وَأَسْخَاهُمْ أَنْفُسًا، وَأَعْظَمِهِمْ بَرَكَةً، وَأَنْدَاهُمْ يَدًا، إِنَّمَا أَيْدِيهِمْ طَعَامٌ، وَأَلْسِنَتُهُمْ سَلَامٌ، فَإِنْ رَأَيْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَنْ لَا تُفَرِّقَهُمْ، وَلَا تَقْسِمَهُمْ، وَلَا يَصُدَّنَا عَنْ وَجْهِنَا الَّذِي فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْنَا فِيهِ مَا فَتَحَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: ” عِزُّ الْعَرَبِ فِي أَسِنَّةِ رِمَاحِهَا، وَسَنَابِكِ خَيْلِهَا». ر
روَاه 2/6 الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ صَالِحُ بْنُ مُوسَى الطَّلْحِيُّ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ. وَيَأْتِي إِقْطَاعُ الْأَرَاضِي بَعْدَ قَلِيلٍ.
باب ما جاء في الفيء، وسهم النبي صلى الله عليه وسلم وقسمته
20570 / 1198 – (د) عامر الشعبي – رحمه الله-: قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سَهْمٌ يُدْعَى: الصَّفِيَّ، إنْ شاءَ عبداً، أو أمة، أو فَرَساً، يختارُه قبلَ الخُمُس. أخرجه أبو داود.
20571 / 1199 – (د) ابن عون – رحمه الله-: قال: سألتُ محمداً – وهو ابنُ سيرين – عن سَهْمِ رسول الله صلى الله عليه وسلم الصَّفيَّ؟ قال: كانَ يُضرَبُ له مع المسلمين بسهم، وإن لم يَشْهَدْ، والصَّفيُّ: يؤخَذُ له رأْسٌ من الخُمُسِ، قبل كلِّ شيء. أخرجه أبو داود.
20572 / 1200 – (د) قتادة – رحمه الله -: قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا غَزَا بِنَفْسِهِ كان له سهْمُ صفيٍّ، يأخُذُهُ من حيثُ شاءَ، فكانت صَفِيَّةُ من ذلك السَّهْمِ وكان إذا لم يَغْزُ بنفسه ضُرِبَ له بسهمِ، ولم يُخَيَّر. أخرجه أبو داود.
20573 / 1201 – (د) عائشة – رضي الله عنها -: قالت: كانت صَفِيَّةُ من الصَّفيِّ. أخرجه أبو داود.
20574 / 1202 – (خ م ت د س) مالك بن أَوْس بن الحدثان – رضي الله عنه -: قال: أرسلَ إليَّ عُمَرُ، فَجِئْتُهُ حين تعالَى النَّهارُ، قال: فوجدتُهُ في بَيْتِه جالساً على سَرِيرٍ، مُفْضِياً إلى رِمالِهِ، مُتَّكِئاً على وِسادةٍ من أدَمٍ، فقال لي: يا مَالِ، إنَّهُ قَدْ دَفَّ أهلُ أبْياتٍ من قومك، وقد أمرْتُ فيهم برَضْخٍ، فَخُذْهُ فَاقْسِمْهُ بينهم، قال: قلتُ: لو أمرتَ بهذا غيري؟ قال: خُذْهُ يا مالِ، قال: فجاءَ يَرْفا، فقال: هل لك يا أمير المؤمنين في عثمانَ وعبد الرحمن بن عوف والزبير وسعد؟ فقال عمر: نعم، فَأذِنَ لهم فدخَلُوا، ثم جاء، فقال: هل لك في عباس وعلي؟ قال: نعم، فَأذِنَ لهما، فقال العباسُ: يا أمير المؤُمنين: اقض بيني وبين هذا، فقال القوم: أجَلْ، يا أمير المؤمنين، فاقْضِ بينهم وأرِحْهُمْ، قال مالك بنُ أوسٍ: فَخُيِّلَ إليَّ أنهم قد كانوا قَدَّمُوهُمْ لذلك، فقال عمر: اتئِدُوا، أنْشُدُكم باللهِ الذي بإِذنِه تقوُم السماء والأرضُ، أتَعْلَمُونَ أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لا نُورَثُ ما تركْنَا صدقة؟» قالوا: نعم، ثم أَقْبَلَ على العبَّاسِ، وعليّ، فقال: أنْشُدُكما باللهِ الذي بإذْنِه تَقومُ السماءُ والأرض، أتَعْلَمَانِ أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لا نُورَثُ، ما تركْنَا صَدقَة؟» قالا: نعم، قال عمر: إنَّ الله كان خَصَّ رسولَهُ صلى الله عليه وسلم بخاصَّةٍ لم يَخْصُصْ بها أحداً غيره، فقال: {ما أَفَاءَ الله على رسولِهِ مِنْ أَهْلَ القُرَى فَلِلَّهِ وللرَّسولِ} الحشر: 7 .
وفي رواية وقال: {وما أفاءَ الله على رسوله منهم فما أوْجَفْتُمْ عليه من خَيْلٍ ولا ركاب} الحشر: 6 ، قال: فَقَسمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بينكم أموالَ بَني النَّضِير، فواللهِ ما اسْتَأْثَرَها عليكم، ولا أخَذها دُونكم حتى بَقيَ هذا المالُ، فكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يأْخُذُ منه نَفَقة سنَةٍ، ثم يجعلُ ما بقي أسْوَةَ المال – وفي رواية: ثم يجعلُ ما بقي مَجْعَلَ مالِ الله – ثم قال: أنشُدُكمْ بالله الذي بإذْنِهِ تَقَومُ السماء والأرض، أتَعْلَمُونَ ذلك؟ قالوا: نعم، ثم نَشدَ عَباساً وعليّاً بمثل ما نَشَدَ به القومَ: أتَعْلَمَانِ ذلك؟ قالا: نعم، قال: فلما تُوفِّيَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر: أنا وَليُّ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم – زاد في رواية: فَجِئْتُمَا، تَطْلُبُ أَنت ميراثكَ من ابنِ أخِيكَ، ويطلبُ هذا ميراث امرأتهِ من أبيها؟ فقال أبو بكرٍ: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: لا نُورَثُ، ما تركْنَا صَدقَةٌ، ثم اتَّفَقا – ثم تُوفِّيَ أَبو بكرٍ، وأنا وَليُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وَوَليُّ أبي بكْرٍ، فَوَلِيتُها، ثم جئتَني أنت وهذا، وأنْتما جميعٌ، وأمرُكما واحدٌ، فَقُلتُمْ: ادْفَعْها إلينا، فقلتُ: إنْ شِئتُمْ دَفعْتُها إليكم، على أنَّ عليكما عهدَ الله وأَنْ تَعْمَلا فيها بالذي كانَ يعملُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم. فَأَخذْتُماها بذلك، أكَذَلكَ؟ قالا: نعم، قال: ثم جئتُماني لأقضيَ بينكما، ولا والله، لا أَقْضِي بينكما بغير ذلك، حتى تقومَ الساعةُ، فإنْ عَجَزْتُما عنها فَرُدَّاها إليَّ.
وفي رواية: وأنَّ عمر قال: كانت أموالُ بني النضيرِ مِمَّا أفاءَ الله على رسوله صلى الله عليه وسلم مما لم يُوجِفْ عليه المسلمون بخيلٍ، ولا ركابٍ، فكانت للنبيِّ خاصة، فكان يُنفِقُ على أهله نَفقَةَ سَنةٍ.
وفي رواية: ويَحْبِسُ لأهلِه قُوتَ سَنَتِهمْ، وما بقيَ جَعَلهُ في الكُراعِ والسلاح، عُدَّة في سبيل الله. هذه رواية البخاري ومسلم بموجب ما أخرجه الحميدي.
وقال الحميدي: وقد تركنا من قول عمر – في مُعاتبتِهما ومن قولهما ألفاظاً ليستْ من المُسْنَد.
والذي وجدتُه في كتاب البخاري من تلك الألفاظ – زيادة على ما أخرجه الحميدي بعد قوله: اْقضِ بَيْني وبين هذا الظالم – اسْتَبَّا، قال: وهما يختصمانِ فيما أفَاءَ الله على رسوله من بني النضير. فقال الرَّهطُ – عُثمانُ وأصحابه -: يا أمير المؤمنين، اقْض بينهما، وأرحْ أحدهما من الآخر. – وبعد قوله: فقال أبو بكرٍ: أنا وَلِيُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقبضها فعمل فيها بما عمل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وأنتما حينئذ – وأقْبلَ على عَلِيٍّ وعباس – تَزْعُمَانِ: أن أبا بكر فيها كذا، واللهُ يَعْلَمُ إنَّه فيها صادقٌ، بارٌّ رَاشِدٌ، تابعٌ للحقِّ، وكذلك زاد في حق نفسه، قال: والله يعلم إنِّي فيها صادق، بارٌّ راشد، تابع للحق. وزادَ في آخر الحديث: فإنْ عَجَزْتُمَا عنها، فادْفَعَاهَا إليَّ، فأنا أكْفِيكُماهَا.
وفي كتاب مسلم: فقال عَبَّاسٌ: يا أميرَ المؤمنين: اقْضِ بيْني وبين هذَا الكاذِبِ الْغَادِرِ الخَائِن.
وفيه قال أبو بكرٍ: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لا نُورَثُ، ما تركْنَا صَدقَة» فَرَأَيْتُماهُ كاذِباً آثماً، غادراً خائناً، واللهُ يعلم إنَّهُ لصادقٌ، بارٌّ راِشدٌ، تابِعٌ للحَقِّ، ثم تُوُفِّي أبو بكر، فقلتُ: أنا وليُّ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ووليُّ أبي بكرٍ، فرأيْتُماني كاذِباً آثماً، غادِراً خائناً، واللهُ يعلمُ إنِّي لصادقٌ، بَارٌّ راِشدٌ، تابعٌ للحق، فَوَلِيتُها.
وأخرجه الترمذي مختصراً، وهذا لفظه: قال مالكُ بن أوس: دخلتُ على عمرَ بن الخطاب، ودخل عليه عثمانُ بنُ عفَّان، والزبيرُ بنُ العوام، وعبدُ الرّحمن بنُ عوفٍ، وسعدُ بن أبي وقَّاصٍ، ثم جاء عليٌّ والعبَّاسُ يختصمان، فقال عمر لهم: أنْشُدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، أتَعْلمونَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا نُورَثُ، ما تركْنَا صَدقَةٌ؟» قالوا: نعم، قال عمر: فلمَّا تُوفِّيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكرٍ: أنا وليُّ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، فجئتَ أنتَ وهذا إلى أبي بكرٍ، تطلبُ أنتَ ميراثكَ من ابن أخيك، ويطلبُ هذا ميراثَ امرأته من أبيها، فقال أبو بكر: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا نُورَثُ، ما تركْنَا صَدقَة» والله يعلمُ إنه صادقٌ، بارٌّ راشدٌ، تابع للحقِّ.
قال الترمذي: وفي الحديث قِصة طويلة، ولم يذكرها.
وأخرجه أبو داود بطوله، وزاد فيه: «والله يعلم إنه صادق، بارٌّ راشدٌ، تابعٌ للحق» .
ثم قال أبو داود: إنما سألا: أن يُصَيِّرَه نصفين بينهما؟ لا أنهما جهلا عن ذلك أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «لا نُورَثُ، ما تركْنَا صَدقَة» فإنهما كانا لا يطلبان إلا الصواب، فقال عُمرُ: لا أوقِعُ عليه اسم القَسْمِ، أدَعُهُ على ما هو.
وفي رواية أخرى له بهذه القصة: قال: «وهما – يعني عليّاً والعباس – يخْتصمان فيما أفاءَ اللهُ على رسَوُلهِ من أموالِ بني النضير» .
وأخرجه النسائي بنحوٍ من هذه الرواية، وهذه أتمُّ لفظاً.
وزاد: ثم قال: {واعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ من شيءٍ فأَنَّ للَّه خُمُسَهُ وللرَّسُولِ ولذي القُربى واليتامى والمساكين} الأَنْفَال: 41 هذه لهؤلاء {إنَّما الصدقاتُ للفقراءِ والمساكينِ والعاملينَ عليها والمؤلَّفَةِ قلوبهم وفي الرِّقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل} التوبة: 60 هذه لهؤلاء {وما أَفَاءَ الله على رسوله منهم فَمَا أَوْجَفْتُمْ عليه من خَيْلٍ ولا ركابٍ} الحشر: 6 قال: قال الزهري: هذه لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصَّة، قُرى عُرَيْنَة.
قال: كذا وكذا {ما أفَاءَ اللَّه على رسولِهِ مِنْ أَهْل القُرَى فَلِلَّهِ وللرَّسُولِ ولذي الْقُرْبى واليتامَى والمساكين} الحشر: 7 و {لِلْفُقَراءِ المهاجرينَ الذين أُخرِجُوا من ديارهم وأَموالهم} الحشر: 8 ، {والذين تَبوّءُوا الدَّارَ والإيمان من قبلهم} الحشر: 9 ، {والذين جاءُوا من بعدهم} الحشر: 10 ، فاسْتَوَعبَتْ هذه الآيةُ النّاسَ، فلم يبق رَجُلٌ من المسلمين إلا وله في هذا المالِ حقٌّ- أو قال: حظٌٌّ- إلا بَعضَ مَنْ تَمْلِكُونَ من أَرِقَّائِكمْ، ولَئنْ عِشتُ – إن شاء اللهُ – لَيأْتِيَنَّ على كلِّ مُسلمٍ حقُّهُ – أو قال: حظُّهُ.
وأخرج أبو داود عن الزهري قال: قال عمر: {فما أوْجَفْتُمْ عليه من خَيْلٍ ولا ركابٍ} . وذكر مثل ما قد ذكره النسائي في حديثه … إلى آخره.
وفي رواية أخرى لأبي داود. قال أبو البُختري: سمعتُ حديثاً من رجلٍ، فأعجبني. فقلت: اكتُبْه لي، فَأتَى به مكتوباً مُذَبَّراً: دَخلَ العباسُ وعليٌّ على عمرَ، وعنده طلْحَةُ، والزبيرُ، وعبدُ الرحمن، وسعدٌ، وهما يختصمان، فقالَ عمرُ لطلحةَ، والزبير، وعبد الرحمن، وسعدٍ: ألم تعلموا: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «كلُّ مالِ النبيِّ صَدقَةٌ، إلا ما أطعمهُ أهلَه، أو كَسَاهُم، إنا لا نُورَث؟» قالوا: بَلى، قال: فكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُنْفِقُ من ماله على أهله، ويتصدَّقُ بِفَضْلِهِ، ثمَّ توفِّيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فولِيها أبو بكرٍ سَنَتَيْن، وكان يَصَنعُ الذي كان يصنعُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم … ثم ذكر شيئاً من حديثِ مالك بن أوس.
وفي رواية أخرى عن مالك بن أوس قال: كان فيما احْتَجَّ به عمر أنْ قال: كانتْ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم ثلاثُ صَفَايا: بَنُو النَّضير وخَيْبَر وفدكُ، فأمَّا بَنُو النَّضير: فكانت حَبْساً لِنَوائبِه، وأما فدكُ: فكانَتْ حَبْساً لأبناءِ السبيل، وأما خيبر فجزَّأها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ثلاثَة أجزاءٍ: جُزْئينِ بين المسلمين، وجزءاً نفقة لأهله، فما فَضَلَ عن نَفَقَةِ أَهْلِه، جعله بين فُقراءِ المهاجرين.
قال الزهري: وكانت بنُو النَّضير لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، لم يَفْتَحُوهَا عَنْوة افتتحُوهَا على صُلحٍ، فَقَسَمَها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين، ولم يُعْطِ الأنصارَ منها شيئاً، إلا رُجلَيْن كانت بهما حَاجَةٌ.
وفي رواية مختصرة للترمذي، وأبي داود، والنسائي، عن مالك بن أوس قال: سمعتُ عمرَ بن الخطاب يقولُ: كانت أموالُ بَني النضير، مِمَّا أفَاء الله على رسولِهِ، مِمَّا لم يُوجِفْ عليه المسلمونَ بخَيْلٍ ولا ركابٍ، وكانت لرسوِلِ الله صلى الله عليه وسلم خالِصاً، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَعْزِلُ نَفَقَةَ أهلِهِ سنة، ثم يجعلُ ما بقَي في الكُراع والسِّلاحِ: عُدَّة في سبيلِ الله.
قال الحميديُّ في كتابه: زادَ البَرْقاني في روايته: قال: فَغَلَبَ على هذه الصدقِة عليٌّ – رضي الله عنه -، فكانت بيدِ عليٍّ، ثم كانت بيد حسنِ بن عَلِيّ، ثم كانت بيد حُسينٍ، ثم كانت بيد علي بن حسْينٍ، ثم كان بيد الحسنِ بن الحسن، ثم كانت بيدِ زيد بن الحسن، ثم كانت بيد عبد الله بن الحسن، ثمَّ ولَيها بنُو العبَّاسِ.
20575 / 1236 – (د) زيد بن أسلم – رحمه الله-: أنَّ ابْن عَمرَ دخلَ على معاوية، فقال: ما حَاجتُك يا أبا عبدَ الرحمن؟ قال: عطاءُ المُحَرَّرين، فإني رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أوَّل ما جاءه شيءٌ بدأَ بالمحَرَّرين. أخرجه أبو داود.
20576 / 1237 – (د) عائشة – رضي الله عنها -: قالت: أُتِيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بِظَبْيَةٍ فيها خَرَزٌ، فَقَسَمَهَا لِلْحُرَّةِ والأَمةِ، قالت عائشةُ: كان أبي يَقْسِمُ للحرِّ والعبد. أخرجه أبو داود.
20577 / 1204 – (د) مالك بن أوس – رضي الله عنه -: قال: ذَكَرَ عُمَرُ يْوماً الْفَيْءَ، فقال: مَا أَنَا أَحقُّ بهذا الْفَيْءِ منكم، وما أَحَدٌ مِنَّا أحقُّ به مِنْ أَحَدٍ إلا أنَّا على منازلنا من كتاب الله، وقِسْمَة رسولِهِ، والرَّجلُ وقِدَمُهُ، والرَّجُلُ وبلاؤُهُ، والرَّجلُ وَعِيَالُهُ، والرَّجُلُ وحَاجتُهُ. أخرجه أبو داود.
20578 / 1205 – (خ) نافع – رضي الله عنه -: أن عمر كان فَرَضَ للمهاجِرِينَ الأولين: أرْبَعَةَ آلاف، وفرضَ لابن عُمَرَ: ثَلاثَة آلافٍ وخمسمائة، فقيل لهُ: هو من المهاجرين، فِلِمَ نَقَصْتَهُ من أربعةِ آلافٍ؟ قال: إنَّما هاجرَ به أبوهُ – يقول: ليس هو مِمَّنْ هاجَرَ بِنَفْسِهِ. أخرجه البخاري.
20579 / 1206 – (خ) قَيْسُ بن أبي حازمٍ – رحمه الله -: قال: كان عَطَاءُ البدْرِيِّينَ: خمسةَ آلافٍ، خَمْسَةَ آلافٍ، وقال عمر: لأُفَضِّلَنَّهُمْ على مَنْ بعدَهُمْ. أخرجه البخاري.
20580 / 1207 – (خ) أنس بن مالك – رضي الله عنه -: قال: أتَي النبيُّ صلى الله عليه وسلم بمالٍ من البحريْنِ، فقال: اْنثُرُوهُ في المسجدِ – وكان أَكثرَ مالٍ أُتي به رسولُ اللهِ – فخرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة، ولم يلتفت إليه، فلما قضى الصلاةَ، جاءَ فَجَلَسَ إليه، فما كان يرى أحداً إلا أعطاه، إذ جاَءهُ العباسُ، فقال: يا رسولَ الله، أَعْطِني، فإني فَاَديتُ نفسي وفاديتُ عَقِيلاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خُذْ، فَحَثا في ثوبه، ثم ذهب يُقِلُّه، فلم يستطعْ. فقال: يا رسول الله مُرْ بعضهم يرفعه إليَّ، قال: لا، قال: فارفعه أنت عليَّ، قال: لا، فنثر منه ثم ذهب يُقِلُّه، فلم يستطعْ، فقال: مُرْ بعضهم يرفعه عليَّ، فقال: لا، قال: فارفعه أنت عليَّ، قال: لا، فنثر منه ثم احتمله، فألقاه على كاهله، ثم انطلق، فما زالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُتْبِعُهُ بَصَرهُ حتى خفيَ علينا، عَجَباً من حِرْصِهِ، فما قام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وثَمَّ منها دِرهمٌ. أخرجه البخاري.
20581 / 1208 – (د) عوف بن مالك – رضي الله عنه -: قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه الفيءُ قَسَمَهُ في يَوْمِهِ، فأْعطَى الآهِلَ حَظَّيْنِ، وأَعْطَى العَزَبَ حَظًّا.
زاد في رواية: فَدُعِينَا – وكُنْتُ أُدْعى قَبْلَ عَمَّار – فدُعيتُ فأعطاني حظَّيْن، وكان لِيَ أهْلٌ، ثم دُعِيَ بعدي عمَّارُ بنُ ياسرٍ، فَأُعْطِيَ حظًّا وَاحِداً. أخرجه أبو داود.
20582 / 1209 – (خ م د ه – عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ): قال: أَعْطَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ بِشَطْرِ ما يَخْرُجُ منها من ثَمرٍ أو زَرْعٍ، فكان يُعْطِي أَزْواجَهُ كلَّ سنَةٍ مائَةَ وَسْقٍ: ثمانين وَسْقاً من تمرٍ، وعشرين من شعير، فَلمَّا وَلِيَ عمر، قسم خيبرَ حينَ أجْلَى منها اليهود، فَخَيَّرَ أَزْواجَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنْ يُقْطِعَ لَهُنَّ من الماءِ والأَرْضِ، أو يُمضِيَ لهن الأَوساقَ، فَمِنْهُنَّ من اختارَ الأرضَ والماء – ومنهنَّ عائشةُ وحفصةُ – واختارَ بَعْضُهُنَّ الوَسْقَ. هذه رواية البخاري، ومسلم.
وفي رواية أبي داود قال: لما فتحت خيبر سألت اليهودُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم: أن يُقِرَّهُمْ على أن يَعْمَلُوا على النِّصف مِمَّا خرجَ منها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نُقِرُّكُمْ فيها على ذلك ما شئنا، فكانوا على ذلك، وكان التَّمرُ يُقْسَمُ على السُّهْمان من نصيب خيبر، ويأخذُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الخُمُسَ، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أطعمَ كلَّ امْرَأةٍ من أزواجهِ من الخمسِ مائةَ وَسْقِ شَعيرٍ، فلما أراد عمرُ إخراج اليهود، أرسل إلى أزواجِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال لهن: مَنْ أحبَّ مِنْكُنَّ أنْ أَقْسِمَ لهُنَّ نَخلاً بخَرْصِها مائة وسْقٍ، فيكون لها أصلها وأرْضها وماؤُها، ومن الزَّرْع مَزْرعةَ خَرْصِ عشرين وسقاً، فَعَلْنَا، ومَنْ أحَبَّ أنْ نَعْزِلَ الذي لها في الخُمُسِ كما هو، فعلنا.
وسيأتي لفظ ابن ماجه بعد في المزارعة.
باب ما جاء في الخمس ومصارفه
20583 / 1188 – (د) عبد الله بن أبي أوفى – رضي الله عنه -: قيل له: هل كنتم تُخَمِّسُونَ الطعام على عهدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أصَبْنا طعاماً يوم خيبرَ، فكانَ الرجلُ يجيءُ، فيأخُذُ منه مقْدارَ ما يكفيه ثم ينصرِفُ. أخرجه أبو داود.
20584 / 1189 – (د) عبد الله عمر – رضي الله عنهما -: أن جيشاً غنموا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً وعَسَلاً، فلم يؤخذْ منه الخُمس. أخرجه أبو داود.
20585 / 1190 – (د) القاسم مولى عبد الرحمن – رحمه الله-: عن بعض أصحاب رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال: كُنَّا نأكُل الْجَزَرَ في الغَزْوِ، ولا نَقْسِمُهُ، حتى إن كنا لنرجعُ إلى رِحالنِا وأخْرِجَتُنا منه مَمْلُوءةٌ. أخرجه أبو داود.
20586 / 1191 – (د) عمرو بن عبسة – رضي الله عنه -: قال: صَلَّى بنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى بعيرٍ من المغنم، فلمَّا صَلَّى أخذَ وبَرَة من جَنَبِ البعيرِ، ثم قال: لا يَحلُّ لي من غنائمكم مثلُ هذا، إلا الخمسُ، والخُمسُ مردودٌ فيكم. أخرجه أبو داود.
20587 / 1192 – (س) عبادة بن الصامت – رضي الله عنه -: قال: أخذَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوم خَيْبَرَ وَبَرَة من جَنْبِ بعيِرهِ. فقال: «أيها الناس، إنه لا يحلُّ لي مِمَّا أَفَاءَ الله عليكم قَدْرَ هذه، إلا الخُمُسُ، والخمسُ مَرْدُودٌ عليكم». أخرجه النسائي.
20588 / 1193 – (س) عمرو بن شعيب، عن جده، – رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وذكر نحوه. أخرجه النسائي.
20589 / 1194 – (ت) عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما -: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: لوفْدِ عبدِ الْقَيْسِ: «آمُرُكُمْ أَنْ تُؤدُّوا خُمُسَ ما غَنِمْتُمْ» .
20590 / 1195 – (خ د س ه – جبير بن مطعم رضي الله عنه ): قال: مَشَيْتُ أنا وعثمان بنُ عفَّانَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: يا رسولَ الله، أعطيتَ بني المطلب وتركْتَنَا، ونحنُ وهُمْ بمنزلةٍ واحدةٍ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّما بنُو المطَّلِبِ وبنُو هاشمٍ شيءٌ واحدٌ» .
وفي رواية، فقلنا: أعطَيْتَ بني المطَّلِب من خُمُس خيبر وتركْتَنَا – وزادَ: قال جبيرٌ – ولم يَقسِم النبيُّ صلى الله عليه وسلم لبني عبد شَمْسٍ، ولا لبنِي نَوْفَلٍ شيْئاً.
وقال ابن إسحاق: عبدُ شمسٍ وهاشمٌ والمطلب: إخْوَةٌ لأُمٍّ، وأُمُّهُمْ: عاتِكَةُ بنتُ مُرَّة، وكان نَوفلٌ أخاهُم لأبيهم. هذه رواية البخاري.
وفي رواية أبي داود، أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لم يكُنْ يَقْسِمُ لِبَني عبد شمْسٍ، ولا لبني نَوفَلٍ من الخُمسُ شيئاً، كما قسَمَ لِبَنِي هاِشم وبني المطَّلب، قال: وكان أبو بكرٍ يقْسِم الخُمُس نحو قَسْم رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، غَيْرَ أنه لم يكُنْ يُعْطِي منه قُرْبَى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، كما يُعْطيهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وكان عمرُ يُعْطِيهم ومن كان بعده مِنْهُ.
وفي أخرى له أن جُبَيْرَ بن مُطْعِم جاء هو وعثمانُ بنُ عفَّانَ يُكلِّمان رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فيما يَقْسِمُ من الخُمُس في بَني هاشمٍ وبني المطَّلِبِ فقلتُ: يا رسولَ الله، قسمتَ لإخْوَانِنَا بَني المطلب، ولم تُعْطِنَا شيئاً، وقَرابتُنا وقَرَابَتُهُمْ واحدةٌ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنَّما بنُو هاشم وبنُو المطلب شيءٌ واحدٌ» ، قال جُبَيْرٌ: ولم يَقْسِمْ لبني عبد شمسٍ، ولا لبني نوفَلٍ من ذلك الخُمُسَ، كما قَسَمَ لبَنِي هاشم وبَنِي المطَّلب، قال: وكان أبو بكرٍ يَقْسِمُ الخُمُس نحو قَسْمِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، غَيْرَ أنه لم يكن يُعْطِي قُرْبى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما كان النَّبيُّ يُعْطِيهِمْ، قال: وكان عمر يُعْطِيهِمْ منه، وعثمانُ بعدَهُ. و هكذا أخرجه ابن ماجه إلى قوله: ( شيء واحد ) وقال فيه ( قسمت لأخواننا بني المطلب وبني هاشم ).
وفي أخرى له وللنسائي قال: لمَّا كان يومُ خَيْبَرَ، وضَعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سَهْمَ ذِي الْقُرْبَى في بني هاشم وبني المطَّلب، وتَرَكَ بني نَوْفَلٍ وبني عبدِ شَمْسٍ، فَاْنطَلَقْتُ أنا وعُثمانُ بن عفَّانَ، حتى أتينا النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقلْنَا: يا رسولَ الله هَؤلاء بنو هِاشمٍ لا نُنْكِرُ فَضْلَهُمْ لِلْمَوْضعِ الذي وَضَعَكَ الله به منهم، فَما بَالُ إْخواننا بني المطَّلب أعْطَيْتَهُمْ وتركْتَنا، وقَرابَتُنا واحدةٌ؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّا وبنُو المطلب لا نَفْتَرِقُ في جاهليةٍ ولا إسلامٍ، وإنما نحنُ وَهُمْ شيءٌ واحدٌ» وشبَّكَ بين أصابعه.
وأخرجه النسائي أيضاً بنحو من هذه الروايات من طُرقٍ عدَّةٍ بتغيير بعض ألفاظها، واتِّفاق المعنى.
20591 / 1196 – (د) عبد الرحمن بن أبي ليلى -رحمه الله-: قال: سمعتُ عليًّا يقولُ: ولأني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على خُمُسِ الخُمُسِ، فوضعتُه مواضِعَهُ حياتَهُ وحياةَ أبي بكرٍ، وحياةَ عمر، فأُتِي عمرُ بمالٍ آخرَ حياتِهِ، فدعاني، فقال: خُذه، فقلتُ: لا أُرِيدُهُ، فقال: خُذْهُ، فأنتم أحقُّ به، قلتُ: قد اسْتَغْنَيْنا عنه، فجعله في بيت المال.
وفي رواية قال: اجتمعتُ أنا والعباسُ وفَاطِمةُ وزيدُ بنُ حارثَةَ عندَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: يا رسول الله، إنْ رأَيْتَ أنْ تُوَلِّيَني حَقَّنا من هذا الخُمُسِ في كتاب الله، فأَقْسِمَهُ في حياتِك كَيْلا يُنازِعَني أحدٌ بعدَك فَاْفَعلْ. قال: فَفَعَلَ ذلك قال فقَسَمْتُه حياةَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثم وَلانِيهِ أبو بكرٍ، حتى إذا كانت آخرَ سنةٍ من سنيِّ عمر فإنه أتاه مالٌ كثيرٌ، فَعزلَ حقَّنا، ثم أرْسلَ إليَّ فقلتُ: بِنَا عَنْهُ العامَ غِنى، وبالمسلمين إليه حاجةٌ، فَاردُدْه عليهم فردَّهُ عليهم، ثم لم يَدْعُني إليه أحدٌ بعدَ عمر فلقيتُ العباسَ بعد ما خرْجتُ من عند عمر فأخبرَتُهُ. فقال: لقد حرَمْتَنا الغَدَاةَ شيئاً لا يُرَدُّ علينا أبداً، وكان رجُلاً داهياً. أخرجه أبو داود.
20592 / 1197 – (س د) يزيد بن هرمز – رحمه الله-: أنَّ نَجْدَةَ الحْرُوريَّ حين حجَّ في فتنة ابن الزُّبَيْرِ، أرسل إلى ابن عباس يسأله عن سهم ذي الْقُرْبى، ويقول : لِمَنْ تراهُ؟ فقال ابن عباس: لِقُرْبَى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، قَسَمَهُ رسولُ الله لهم، وقد كان عمرُ عرضَ علينا من ذلك عَرْضاً رَأَيْنَاهُ دون حقِّنا، فَردَدْناهُ عليه، وأبَيْنا أَنْ نقبَلهُ. هذه رواية أبي داود.
وفي رواية النسائي قال: كتبَ نَجْدَةُ إلى ابنِ عباسٍ يسأله عن سهم ذي القُرْبَى: لمن هو؟ قال يزيدُ بنُ هرمز: فأنا كتبتُ كتابَ ابن عباسٍ إلى نَجْدةَ، كتبَ إليه: كَتَبْتَ تسْألُني عن سهمٍ ذي القُربى: لمن هو؟ وهو لنا أهلَ الْبَيْت، وقد كان عمرُ دَعانا إلى أنْ يُنْكِحَ منه أَيِّمنَا، ويَحْذِيَ منهُ عَائِلَنَا، ويقضيَ منه عن غارِمنا، فأَبيْناَ إلا أنْ يُسَلِّمَهُ إلينا، وأبى ذلك، فتركناه عليه.
وفي أخرى له مثل أبي داود، وفيه: كان الذي عَرضَ عليهم: أنْ يُعِيَن ناكِحَهُمْ، ويَقْضِيَ عَنْ غارمِهِمْ، ويُعْطِي فقيرَهم، وأَبى أن يزيدَهُمْ، على ذلك.
باب فيما اصطفاه النبي صلى الله عليه وسلم
20593 / 1203 – (د) المغيرة بن حكيم – رحمه الله -: أنَّ عُمَر بن عبد العزيز جمع بني مَرْوان حين اسْتُخْلِفَ، فقال: إِنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانت لَهُ فَدَكُ، فكان يُنْفِقُ منها، ويَعُود منها على صَغِير بني هاشم، ويُزَوِّجُ منها أيِّمَهُمْ، وإنَّ فَاطِمَةَ – رضي الله عنها- سألته: أَنْ يجعلها لها، فَأبى، فكانت كذلك في حياةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتَّى مَضَى لسبيله، فَلَمَّا أنْ وَلِيَ أبو بكرٍ، عمل فيها بما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته، حتى مضى لسبيله، فلما أن ولي عمر بن الخطاب عمل فيها بمثل ما عملا، حتى مضى لسبيله، ثم أقْطعَهَا مَرْوانُ، ثم صارتْ لعُمَرَ بنِ عَبدِ العزيز، فرأيتُ أمراً منعه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فاطمةَ، ليسَ لي بِحَقٍّ، وإنِّي أُشْهِدُكُم، أنِّي رَدَدْتُهَا على ما كانتْ – يعني: على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر-. أخرجه أبو داود.
باب تدوين العطاء
20594 / 1154 – (د) عيسى بن يونس – رحمه الله – عن ابن لعدي بن عَدِيِّ الكْنديِّ: أنَّ عُمَرَ ابنَ عبد العزيز كَتَبَ إلى مَنْ سَألَهُ عن أَمورٍ من الفيءِ: ذلك ما حَكَمَ فيه عمرُ بنُ الخطاب، فَرَآهُ المؤمنون عَدْلاً، مُوافِقاً لقولِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم – جعلَ اللهُ الحق على لسانِ عمر وقَلْبِهِ – فَرَضَ الأُعْطِيَةَ وعَقدَ لأهْلِ الأَدْيانِ ذِمَّة فيما فَرَضَ عليهم من الجزية، ولم يَضْرِبْ فيها بِخُمُسٍ ولا مَغْنَمٍ. أخرجه أبو داود.
20595 / 9771 – عَنْ نَاشِرِ بْنِ سُمَيٍّ الْيَزَنِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَوْمَ الْجَابِيَةِ، وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَنِي خَازِنًا لِهَذَا الْمَالِ وَقَاسِمَهُ، ثُمَّ قَالَ: بَلِ اللَّهُ يَقْسِمُهُ، وَأَنَا بَادِئٌ بِأَهْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ أَشْرَفِهِمْ. فَفَرَضَ لِأَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَشَرَةَ آلَافٍ، إِلَّا جُوَيْرِيَّةَ وَصَفِيَّةَ وَمَيْمُونَةَ. قَالَتْ عَائِشَةُ: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَعْدِلُ بَيْنَنَا»، فَعَدَلَ بَيْنَهُنَّ عُمَرُ. ثُمَّ قَالَ: إِنِّي بَادِئٌ بِأَصْحَابِي الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ ; فَإِنَّا أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا ظُلْمًا وَعُدْوَانًا، ثُمَّ أَشْرَفِهِمْ، فَفَرَضَ لِأَهْلِ بَدْرٍ مِنْهُمْ خَمْسَةَ آلَافٍ، وَلِمَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَرْبَعَةَ آلَافٍ، وَفَرَضَ لِمَنْ شَهِدَ أُحُدًا ثَلَاثَةَ آلَافٍ. قَالَ: وَمَنْ أَسْرَعَ بِالْهِجْرَةِ، أَسْرَعَ بِهِ الْعَطَاءُ، وَمَنْ أَبْطَأَ بِالْهِجْرَةِ، أَبْطَأَ بِهِ الْعَطَاءُ، فَلَا يَلُومَنَّ امْرُؤٌ إِلَّا مُنَاخَ رَاحِلَتِهِ. وَإِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكُمْ مِنْ عَزْلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، إِنِّي أَمَرْتُهُ أَنْ يَحْبِسَ هَذَا الْمَالَ عَلَى ضَعَفَةِ الْمُهَاجِرِينَ، فَأَعْطَاهُ ذَا الْبَأْسِ، وَذَا الشَّرَفِ، وَذَا اللِّسَانِ، فَنَزَعْتُهُ، وَوَلَّيْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ. فَقَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ حَفْصٍ: وَاللَّهِ، مَا أَعْذَرْتَ يَا عُمَرُ بْنَ الْخَطَّابِ، لَقَدْ نَزَعْتَ عَامِلًا اسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَغَمَدْتَ سَيْفًا سَلَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَوَضَعْتَ لِوَاءً نَصَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَقَدْ قَطَعْتَ الرَّحِمَ، وَحَسَدْتَ ابْنَ الْعَمِّ. وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِنَّكَ قَرِيبُ الْقَرَابَةِ، حَدِيثُ السِّنِّ، مُعَصَّبٌ فِي ابْنِ عَمِّكَ.
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
20596 / 9772– عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى غَفْرَةَ، قَالَ: قَدِمَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ مَالٌ مِنَ الْبَحْرَيْنِ، فَقَالَ: مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِدَةٌ، فَيَأْتِ فَلْيَأْخُذْ. قَالَ: «فَجَاءَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: قَدْ وَعَدَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: ” إِذَا جَاءَنِي مِنَ الْبَحْرَيْنِ مَالٌ، أَعْطَيْتُكَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا “. ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مَلَأَ كَفَّيْهِ»، فَقَالَ: خُذْ بِيَدَيْكَ. قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدَيْهِ، فَوَجَدَ خَمْسَمِائَةٍ، قَالَ: عُدْ إِلَيْهَا، ثُمَّ أَعْطَاهُ مِثْلَهَا، ثُمَّ قَسَمَ بَيْنَ النَّاسِ مَا بَقِيَ، فَأَصَابَ عَشَرَةَ الدَّرَاهِمِ يَعْنِي: لِكُلِّ وَاحِدٍ. فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ جَاءَهُ مَالٌ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ، فَقَسَمَ بَيْنَهُمْ، فَأَصَابَ كُلُّ إِنْسَانٍ عِشْرِينَ دِرْهَمًا، وَفَضَلَ مِنَ الْمَالِ فَضْلٌ، فَقَالَ لِلنَّاسِ: أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ فَضَلَ مِنْ 3/6 هَذَا الْمَالِ فَضْلٌ، وَلَكُمْ خَدَمٌ يُعَالِجُونَ لَكُمْ، وَيَعْمَلُونَ لَكُمْ، إِنْ شِئْتُمْ رَضَخْنَا لَهُمْ، فَرَضَخَ لَهُمُ الْخَمْسَةَ دَرَاهِمَ، فَقَالُوا: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَوْ فَضَّلْتَ الْمُهَاجِرِينَ؟ فَقَالَ: أَجْرُ أُولَئِكَ عَلَى اللَّهِ، إِنَّمَا هَذِهِ مَعَايِشُ، الْأُسْوَةُ فِيهِ خَيْرٌ مِنَ الْأَثَرَةِ. فَلَمَّا مَاتَ أَبُو بَكْرٍ اسْتَخْلَفَ عُمَرُ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْفُتُوحَ، فَجَاءَهُ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: قَدْ كَانَ لِأَبِي بَكْرٍ فِي هَذَا الْمَالِ رَأْيٌ، وَلِي رَأْيٌ آخَرُ: لَا أَجْعَلُ مَنْ قَاتَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَمَنْ قَاتَلَ مَعَهُ، فَفَضَّلَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارَ، فَفَرَضَ لِمَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْهُمْ خَمْسَةَ آلَافٍ خَمْسَةَ آلَافٍ، وَمَنْ كَانَ إِسْلَامُهُ قَبْلَ إِسْلَامِ أَهْلِ بَدْرٍ فَرَضَ لَهُ أَرْبَعَةَ آلَافٍ أَرْبَعَةَ آلَافٍ، وَفَرَضَ لِأَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا لِكُلِّ امْرَأَةٍ، إِلَّا صَفِيَّةَ وَجُوَيْرِيَّةَ، فَفَرَضَ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ سِتَّةَ آلَافٍ، فَأَبَيْنَ أَنْ يَأْخُذْنَهَا، فَقَالَ: إِنَّمَا فُرِضَتْ لَهُنَّ بِالْهِجْرَةِ، فَقُلْنَ: مَا فُرِضَتْ لَهُنَّ بِالْهِجْرَةِ، إِنَّمَا فُرِضَتْ لَهُنَّ لِمَكَانِهِنَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَنَا مِثْلُ مَكَانِهِنَّ، فَأَبْصَرَ ذَلِكَ، فَجَعَلَهُنَّ سَوَاءً. وَفَرَضَ لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا، لِقَرَابَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَفَرَضَ لِأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَرْبَعَةَ آلَافٍ، وَفَرَضَ لِلْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ خَمْسَةَ آلَافٍ خَمْسَةَ آلَافٍ، فَأَلْحَقَهُمَا بِأَبِيهِمَا لِقَرَابَتِهِمَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. وَفَرَضَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ثَلَاثَةَ آلَافٍ، فَقَالَ: يَا أَبَتِ، فَرَضْتَ لِأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَفَرَضْتَ لِي ثَلَاثَةَ آلَافٍ، فَمَا كَانَ لِأَبِيهِ مِنَ الْفَضْلِ مَا لَمْ يَكُنْ لَكَ، وَمَا كَانَ لَهُ مِنَ الْفَضْلِ مَا لَمْ يَكُنْ لِي؟! فَقَالَ: إِنَّ أَبَاهُ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَبِيكَ، وَهُوَ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْكَ. وَفَرَضَ لِأَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا أَلْفَيْنِ أَلْفَيْنِ، فَمَرَّ بِهِ عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، فَقَالَ: زِيدُوهُ أَلْفًا، أَوْ قَالَ: زِدْهُ أَلْفًا يَا غُلَامُ. فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: لِأَيِّ شَيْءٍ تُزِيدُهُ عَلَيْنَا؟ مَا كَانَ لِأَبِيهِ مِنَ الْفَضْلِ مَا كَانَ لِآبَائِنَا؟ قَالَ: فَرَضْتُ لَهُ بِأَبِي سَلَمَةَ أَلْفَيْنِ، وَزِدْتُهُ بِأُمِّ سَلَمَةَ أَلْفًا، فَإِنْ كَانَتْ لَكَ أُمٌّ مِثْلُ أُمِّ سَلَمَةَ، زِدْتُكَ أَلْفًا. وَفَرَضَ لِعُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ وَهُوَ ابْنُ أَخِي طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ – يَعْنِي: عُثْمَانَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ – ثَمَانِمِائَةٍ، وَفَرَضَ لِلنَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ أَلْفَيْ دِرْهَمٍ، فَقَالَ لَهُ طَلْحَةُ: جَاءَكَ ابْنُ عُثْمَانَ مِثْلُهُ، فَفَرَضْتَ لَهُ ثَمَانِمِائَةٍ، وَجَاءَكَ غُلَامٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَفَرَضْتَ لَهُ فِي أَلْفَيْنِ؟ فَقَالَ: إِنِّي لَقِيتُ أَبَا هَذَا يَوْمَ أُحُدٍ، فَسَأَلَنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: مَا أَرَاهُ إِلَّا قَدْ قُتِلَ. فَسَلَّ سَيْفَهُ وَسَدَّدَ 4/6 زَنْدَهُ، وَقَالَ: إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ قُتِلَ، فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، وَقَالَ: هَذَا يَرْعَى الْغَنَمَ، تُرِيدُونَ جَعْلَهُمَا سَوَاءً؟! فَعَمِلَ عُمَرُ عُمْرَهُ بِهَذَا حَتَّى إِذَا كَانَتِ السَّنَةُ الَّتِي حَجَّ فِيهَا، قَالَ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ: لَوْ قَدْ مَاتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَقَمْنَا فُلَانًا يَعْنُونَ: طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالُوا: وَكَانَتْ بَيْعَةُ أَبِي بَكْرٍ فَلْتَةً، فَأَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ بِمِنًى، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ هَذَا الْمَجْلِسَ يَغْلِبُ عَلَيْهِ غَوْغَاءُ النَّاسِ، وَهُمْ لَا يَحْمِلُونَ، فَأَمْهِلْ أَوْ أَخِّرْ حَتَّى نَأْتِيَ أَرْضَ الْهِجْرَةِ حَيْثُ أَصْحَابُكَ، وَدَارُ الْإِيمَانِ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، فَتُكَلِّمَ بِكَلَامِكَ أَوْ فَتَتَكَلَّمَ فَيَحْتَمِلُ كَلَامُكَ. قَالَ: فَأَسْرَعَ السَّيْرَ حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَخَرَجَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: قَدْ بَلَغَنِي مَقَالَةُ قَائِلِكُمْ: لَوْ قَدْ مَاتَ عُمَرُ، أَوْ قَدْ مَاتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، أَقَمْنَا فُلَانًا، فَبَايَعْنَاهُ، وَكَانَتْ إِمْرَةُ أَبِي بَكْرٍ فَلْتَةً. أَجَلْ وَاللَّهِ، لَقَدْ كَانَتْ فَلْتَةً، وَمِنْ أَيْنَ لَنَا مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ؟ نَمُدُّ أَعْنَاقَنَا إِلَيْهِ، كَمَا نَمُدُّ أَعْنَاقَنَا إِلَى أَبِي بَكْرٍ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَأَى رَأْيًا، وَرَأَى أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَقْسِمَ بِالسَّوِيَّةِ، وَرَأَيْتُ أَنَا أَنْ أُفَضِّلَ ; فَإِنْ أَعِشْ إِلَى هَذِهِ السَّنَةِ فَسَأَرْجِعُ إِلَى رَأْيِ أَبِي بَكْرٍ، فَرَأْيُهُ خَيْرٌ مِنْ رَأْيِي. إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رُؤْيَا، وَمَا أَرَى ذَلِكَ إِلَّا قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلِي، رَأَيْتُ كَأَنَّ دِيكًا أَحْمَرَ نَقَرَنِي ثَلَاثَ نَقَرَاتٍ، فَاسْتَعْبَرْتُ أَسْمَاءَ، فَقَالَتْ: يَقْتُلُكَ عَبْدٌ أَعْجَمِيٌّ، فَإِنْ أَهْلَكْ فَأَمْرُكُمْ إِلَى هَؤُلَاءِ السِّتَّةِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، وَطَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ، فَإِنْ عِشْتُ فَسَأَعْهَدُ عَهْدًا لَا تَهْلِكُوا. أَلَا وَإِنَّ الرَّجْمَ حَقٌّ، قَدْ رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ، وَلَوْلَا أَنْ يَقُولُوا 5/6 كَتَبَ عُمَرُ مَا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ لِكَتَبْتُهُ، ثُمَّ قَرَأَ فِي كِتَابِ اللَّهِ: الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ إِذَا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّةَ نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ. نَظَرْتُ إِلَى الْعَمَّةِ وَابْنَةِ الْأَخِ، فَمَا جَعَلْتُهُمَا وَارِثَيْنِ وَلَا يَرِثَانِ، فَإِنْ أَعِشْ فَسَأَفْتَحُ لَكُمْ مِنْهُ طَرِيقًا تَعْرِفُونَهُ، وَإِنْ أَهْلَكْ فَاللَّهُ خَلِيفَتِي، وَتَخْتَارُونَ رَأْيَكُمْ. إِنِّي قَدْ دَوَّنْتُ الدِّيوَانَ، وَمَصَرْتُ الْأَمْصَارَ، وَإِنَّمَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ أَحَدَ رَجُلَيْنِ: رَجُلٌ يُؤَوِّلُ الْقُرْآنَ عَلَى غَيْرِ تَأْوِيلِهِ، فَقَاتَلَ عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ يَرَى أَنَّهُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْ صَاحِبِهِ، فَيُقَاتِلُ عَلَيْهِ. تَكَلَّمَ بِهَذَا الْكَلَامِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَمَاتَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ.
قُلْتُ: فِي الصَّحِيحِ طَرَفٌ مِنْهُ.
قال الهيثميُّ : رواه البزار، وَفِيهِ أَبُو مَعْشَرٍ نَجِيحٌ ضَعِيفٌ يُعْتَبَرُ بِحَدِيثِهِ.
20597 / 9773 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَعْطَانَا نَصِيبًا مِنْ خَيْبَرَ»، وَأَعْطَانَاهُ أَبُو بَكْرٍ، فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ وَكَثُرَ عَلَيْهِ النَّاسُ، أَرْسَلَ إِلَيْنَا ثُمَّ قَالَ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ كَثُرُوا عَلَيَّ، فَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ أُعْطِيَكُمْ مَكَانَ نَصِيبِكُمْ مِنْ خَيْبَرَ مَالًا؟ فَنَظَرَ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ، فَقُلْنَا: نَعَمْ.
فَطُعِنَ عُمَرُ، وَلَمْ يُعْطِنَا شَيْئًا، فَأَخَذَهَا عُثْمَانُ فَأَبَى أَنْ يُعْطِيَنَا، وَقَالَ: قَدْ كَانَ عُمَرُ أَخَذَهَا مِنْكُمْ.
قال الهيثميُّ : رواه البزار، وَفِيهِ حَكِيمُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
20598 / 9774 – وَعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ دُرْجًا أَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ أَصْحَابُهُ، فَلَمْ يَعْرِفُوا قِيمَتَهُ، فَقَالَ: أَتَأْذَنُونَ أَنْ أَبْعَثَ بِهِ إِلَى عَائِشَةَ، لِحُبِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِيَّاهَا؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَأَتَى بِهِ عَائِشَةَ، فَفَتَحَتْهُ، فَقِيلَ: هَذَا أَرْسَلَ بِهِ إِلَيْكِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. فَقَالَتْ: مَاذَا فُتِحَ عَلَى ابْنِ الْخَطَّابِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ اللَّهُمَّ لَا تُبْقِنِي لِعَطِيَّتِهِ قَابِلُ.
قال الهيثميُّ : رواه ابو يعلى فِي الْكَبِيرِ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية رقم (4435) لأبي يعلى.
هو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 185)، وتقدم من قبل، مع قول البوصيري: هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.
20599 / 9775 – وَعَنْ مَخْلَدٍ الْغِفَارِيِّ أَنَّ ثَلَاثَةَ أَعْبُدٍ شَهِدُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَدْرًا، فَكَانَ عُمَرُ يُعْطِيهِمْ أَلْفًا لِكُلِّ رَجُلٍ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَقَدْ ضَعَّفَهُ الْجُمْهُورُ، وَوَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَغَيْرُهُ.
20600 / 9776 – وَعَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَرَضَ لِلنِّسَاءِ الْمُهَاجِرَاتِ فِي أَلْفِ أَلْفٍ، مِنْهُنَّ: أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ، إِلَّا أَنَّ مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عُمَرَ فِيمَا أَظُنُّ.
20601 / 9777 – وَعَنْ نَافِعٍ قَالَ: فَكَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَا يَفْرِضُ لِأَحَدٍ لَا يَبْلُغُ الْحُلُمَ إِلَّا مِائَةَ دِرْهَمٍ، وَكَانَ لَا يَفْرِضُ لِمَوْلُودٍ حَتَّى يُفْطَمَ، فَبَيْنَا هُوَ يَطُوفُ ذَاتَ لَيْلَةٍ بِالْمُصَلَّى فَسَمِعَ بُكَاءَ صَبِيٍّ، فَقَالَ لِأُمِّهِ: أَرْضِعِيهِ. 6/6 فَقَالَتْ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَا يَفْرِضُ لِمَوْلُودٍ حَتَّى يُفْطَمَ، وَإِنِّي فَطَمْتُهُ.
فَقَالَ عُمَرُ: كِدْتُ أَنْ أَقْتُلَهُ، أَرْضِعِيهِ فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ سَوْفَ يَفْرِضُ لَهُ، ثُمَّ فَرَضَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ، وَلِلْمَوْلُودِ حِينَ يُولَدُ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
باب التعقيب في الغزو
20602 / 1092 – (د) عبد الله بن كعب بن مالك – رضي الله عنه -: أنَّ جيْشاً من الأنصار كانوا بأرضِ فارِس مع أميرهم، وكان عمرُ يعَقِّبُ الجيوش في كل عامٍ، فَشُغِلَ عنهم عمر – رضي الله عنه – فلمَّا مرَّ الأَجلُ، قَفلَ أهلُ ذلك الثَّغْرِ، فاشتدَّ عليهم وأوعَدَهم، وهم أصحابُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: يا عُمَرُ، إنكَ غفلْتَ وتركتَ فينا الذي أمَرَ به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من عِقابِ بعض الغَزِيَّة بعضاً. أخرجه أبو داود.
باب خراج الأرض
20603 / 9783 – عَنْ مُعَاذٍ يَعْنِي: ابْنَ جَبَلٍ قَالَ: «بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قُرًى عَرَبِيَّةٍ، فَأَمَرَنِي أَنْ آخُذَ حَظَّ الْأَرْضِ.» قَالَ سُفْيَانُ: حَظُّ الْأَرْضِ: الثُّلُثُ وَالرُّبْعُ.
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَفِيهِ جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
باب ما يقطع من الأراضي والمياه
20604 / 8148 – (د ت) وائل بن حجر – رضي الله عنه – أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم-: «أقْطَعَهُ أرضاً بِحَضْرمَوْتَ، وكَان معاويةُ أميراً بها إذْ ذاك، وكتبَ إليه لِيعْطِيَهُ إياها، فطلب معاوية أن يُرْدِفَهَ على دابته، فأبى، وقال: لَسْتُ من أرداف الملوك، ثم جاءه بعدُ في خلافته فأعطاه، فقال: ليتني حمَلْتُكَ إذْ ذاك» .
وفي رواية: «أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أقْطَعَهُ أرضاً بِحضْرَموْتَ» زاد في رواية: «وبعث معه معاوية ليُقطِعها إيَّاه» أخرج الأولى رزين، والتي بعدها أخرجها الترمذي، وأخرج أبو داود الثانية بغير الزيادة.
20605 / 8149 – (ط د) كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم «أقطع بلال بنَ الحارث المزني مَعادن القبليَّة جلسِيَّها وغوريَّها – وفي رواية: جلْسَهَا وغورَها – وحيث يصلح الزرعُ من قُدْس، ولم يُعطِه حقَّ مسلم، وكتب له: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطى محمد رسولُ الله بلالَ بن الحارث، أعطاه مَعادِنَ القبِليَّة جَلْسيَّها وغَورِيَّها – وفي رواية: جَلْسَها وغَوْرَها، زاد في رواية: وجَرْسها وذات النصُب، ثم اتفقتا – وحيث يَصلح الزرع مِن قُدس، ولم يُعْطِهِ حقَّ مُسْلم» زاد في رواية: «وكَتَبَ أُبيُّ بن كعب» أخرجه أبو داود، وقال وفي رواية: «عن عكرمة عن ابن عباس مثله».
وفي رواية الموطأ ولأبي داود قال مالك: بلغني عن ربيعة بن عبد الرحمن عن غير واحد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «أقطع بلال بن الحارث مَعادَن القبَليَّة وهي من ناحية الفُرْع، وتلك المعادن لا يؤخذ منها إلا الزكاةُ حتى اليوم».
20606 / 8150 – (د ت ه – أبيض بن حَمال رضي الله عنه ) «أنه وفدَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستقطعه الملح الذي بمأرِبَ، فقطعه له، فلما أن وَلَّى قال رجل من المجلس: أتدري ما قطعتَ له يا رسول الله؟ إنما قطعتَ له الماء العِدّ، قال: فانتزَعه منه، قال: وسألته عمَّا يُحمى مِنَ الأراك؟ قال: ما لم تَنَلْهُ أخفاف الإبل» قال أبو داود: «قال محمدُ بن الحسن المخزومي: يعني أن الإبلَ تأكل منتهى رؤوسها، ويُحْمَى ما فوقهُ أن يُنْقَص» .
وفي رواية: «أنه سأل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن حمَى الأراك؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: لا حِمَى في الأراكِ، فقال: أراكةٌ من حِظارِي؟ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : لا حِمَى في الأراكِ» .
قال فرج وهو ابن سعيد السبائي المأربي يعني «بحظاري» : الأرضَ التي فيها الزرع المُحَاطُ عليها. أخرجه أبو داود، وأخرج الترمذي الأولى.
وفي رواية ابن ماجه : أَنَّهُ اسْتَقْطَعَ الْمِلْحَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: مِلْحُ شَذًا بِمَأْرِبٍ، فَأَقْطَعَهُ لَهُ، ثُمَّ إِنَّ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ التَّمِيمِيَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي قَدْ وَرَدْتُ الْمِلْحَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَهُوَ بِأَرْضٍ لَيْسَ بِهَا مَاءٌ، وَمَنْ وَرَدَهُ أَخَذَهُ، وَهُوَ مِثْلُ الْمَاءِ الْعِدِّ، فَاسْتَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْيَضَ بْنَ حَمَّالٍ فِي قَطِيعَتِهِ فِي الْمِلْحِ، فَقَالَ: قَدْ أَقَلْتُكَ مِنْهُ عَلَى أَنْ تَجْعَلَهُ مِنِّي صَدَقَةً، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هُوَ مِنْكَ صَدَقَةٌ، وَهُوَ مِثْلُ الْمَاءِ الْعِدِّ، مَنْ وَرَدَهُ أَخَذَهُ».
20607 / 8151 – (د) عبد الله بن حسان العنبري قال: حدَّثني جدَّتايَ صفيَّةُ، ودُحَيبة، ابنتا عُلَيبَةَ – وكانتا ربيبتي قَيْلَةَ بنتِ مخرمَةَ، وكانت جدَّةَ أبيهما – أنها أخْبَرَتْهُما، قالت: «قدِمْنا على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، فتقدَّم صاحبي – تعني حُرَيثَ بن حسان وافدَ بني بكر بن وائل – فبايعهُ على الإسلام، عليه وعلى قومه، ثم قال: يا رسول الله، اكتبْ بيننا وبين بني تميم بالدهناءِ: أن لا يجاوزَها إلينا منهم أحدٌ إلا مُسافِر أو مجاور، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : اكتب له يا غلامُ بالدهناءِ، قالتْ: فلما رأيتُه قد أمر له بها شُخِص بي، وهي داري ووطني، فقلت: يا رسولَ الله، إنه لم يسألك السَّوِيَّة إذ سألك، إنما هذه الدهناءُ عندك مُقيَّدُ الجمل، ومرْعى الغنم، ونساءُ تميم وأبناؤها وراءَ ذلك، فقال: أمِسك يا غلامُ، صدقتِ المسكينةُ، المُسِلمُ أخو المسلِمُ، يسعُهما الماءُ والشجرُ، ويتعاونان على الفَتَّانِ» قال أبو داود: الفَتَّانُ: الشيطانُ.
20608 / 8152 – (د) سبرة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة الجهني عن أبيه عن جدِّه «أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم نزل في موضع المسجد تحتَ دَوْمَةَ، فأقام ثلاثاً، ثم خرج إلى تبوك، وإنَّ جُهينةَ لحقوه بالرّحْبَةِ، فقال لهم: مَن أهل ذي المروةِ؟ فقالوا: بنو رفاعة من جهينة، فقال: قد أقطعتَها لبني رفاعة، فاقتسَموها، فمنهم من باع، ومنهم من أمسكَ فعمل، ثم سألتُ أباه عبد العزيز عن هذا الحديث؟ فحدَّثني ببعضه، ولم يحدِّثني به كلّه» . أخرجه أبو داود.
20609 / 8153 – (د) عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – «أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أقطع الزبيرَ حُضْرَ فرَسِه، فأجرى فرَسَهُ حتى قام، ثم رَمى سوْطَهُ، فقال: أعطوه من حيث بلغ السوطُ» أخرجه أبو داود.
20610 / 8154 – (د) أسماء بنت أبي بكر – رضي الله عنهما – «أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أقطع الزبير نخلاً» . أخرجه أبو داود.
20611 / 8155 – (د) عمرو بن حريث – رضي الله عنه – قال: «خطَّ لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم داراً بالمدينة بقَوس، وقال: أزْيدُك؟ أزيدُك؟» . أخرجه أبو داود.
20612 / 1120 – (د س) يزيد بن عبد الله – وهو ابن الشِّخِّير – رضي الله عنه – قال: كنا بالْمِرْبَدِ بالبَصْرة، فإذا رَجُلٌ أشعثُ الرأس، بيدهِ قِطعةُ أديمٍ أحمرَ، فقلنا، كأَنَّك من أهل البادية؟ فقال: أجل، قلنا: ناوِلْنا هذه القطعةَ الأدِيم التي في يدِكَ، فنَاوَلْنَاها، فإذا فيها: مِنْ محمَّدٍ رسولِ اللهِ، إلى بني زُهَيرٍ بن أُقَيْش، إنكم إن شهدتم أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأقمتُم الصلاة، وآتيتم الزكاة، وأَدَّيْتُم الخُمْسَ من المغنم، وسهمَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وسهمَ الصَّفيِّ: أنتم آمِنُونَ بأمانِ الله ورسولِه، فقلنا: مَنْ كتبَ لك هذا الكتاب؟ قال: رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. أخرجه أبو داود، والنسائي.
20613 / 1121 – (د) عامر بن شهر – رضي الله عنه -: قال: لمَّا خرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قالت لي هَمْدَان: هل أنتَ آتٍ هذا الرجل، ومُرتْادٌ لنا، فإن رضِيتَ لنا شيئاً قَبِلْناهُ، وإن كَرِهْتَ شيئاً كَرِهْناه؟ قلت: نعم، فجئتُ، حتَّى قَدِمْتُ على رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، فرضِيتُ أمْرَهُ، وأسلَمَ قومِي، وكَتبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الكتابَ إلى عمير ذي مُرَّان، قال: وبعثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مالك بن مرارة الرهاويّ إلى اليمن جميعاً، فأسلم عَكُّ ذو خَيْوان، قال: فقيل لعَكٍّ: انطِلقْ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وخُذْ منه الأمانَ على بلدكَ ومالك، فقدمَ فكتبَ له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «بسم الله الرحمن الرحيم، من مُحمَّدٍ رسولِ الله، لِعَكٍّ ذِي خَيْوان، إن كان صادقاً، في أَرْضِهِ ومالِهِ ورَقيقِهِ، فَلهُ الأمانُ، وذمَّة الله، وذمَّةُ محمدٍ رسولِ الله، وكتب خالد بن سعيد بن العاص» . أخرجه أبو داود.
20614 / 9784 – عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ قَالَ: «أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اكْتُبْ لِي 7/6 بِكَذَا وَكَذَا لِأَرْضٍ مِنَ الشَّامِ لَمْ يَظْهَرْ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حِينَئِذٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ” أَلَا تَسْمَعُونَ مَا يَقُولُ هَذَا؟” فَقَالَ أَبُو ثَعْلَبَةَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيَظْهَرَنَّ عَلَيْهَا. قَالَ: فَكَتَبَ لِي بِهَا».
فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
20615 / 9785 – وَعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ قَالَ: «اسْتَقْطَعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَرْضًا بِالشَّامِ قَبْلَ أَنْ يَفْتَحَ، فَأَعْطَانِيهَا، فَفَتَحَهَا عُمَرُ فِي زَمَانِهِ، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَعْطَانِي أَرْضًا مِنْ كَذَا إِلَى كَذَا، فَجَعَلَ عُمَرُ ثُلُثَهَا لِابْنِ السَّبِيلِ، وَثُلُثًا لِعُمَّارِيهَا، وَثُلُثًا لَنَا».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
20616 / 9786 – وَعَنْ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَقْطَعَ بِلَالَ بْنَ الْحَارِثِ الْمُزَنِيَّ الْمَعَادِنَ الْقَبَلِيَّةَ جَلْسِيَّهَا وَغَوْرِيَّهَا، وَحَيْثُ يَصْلُحُ الزَّرْعُ مِنْ قُدْسٍ».
قال الهيثميُّ : رواه البزار، وَفِيهِ كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا، وَقَدْ حَسَّنَ التِّرْمِذِيُّ حَدِيثَهُ.
20617 / 9787 – وَعَنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَقْطَعَهُ هَذِهِ الْقَطِيعَةَ، وَكَتَبَ لَهُ: “بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا مَا أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِلَالَ بْنَ الْحَارِثِ، أَعْطَاهُ مَعَادِنَ الْقَبَلِيَّةِ، غَوْرِيَّهَا وَجَلْسِيَّهَا، عُشْبَةٌ وَذَاتُ النُّصُبِ، وَحَيْثُ يَصْلُحُ الزَّرْعُ مِنْ قُدْسٍ إِنْ كَانَ صَادِقًا». وَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زَبَالَةَ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
20618 / 9788 – وَعَنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَقْطَعَ لَهُ الْعَقِيقَ كُلَّهُ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زَبَالَةَ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
20619 / ز – عَنِ الْحَارِثِ بْنِ بِلَالٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخَذَ مِنْ مَعَادِنِ الْقَبِيلَةِ الصَّدَقَةَ، وَأَنَّهُ أَقْطَعَ بِلَالَ بْنَ الْحَارِثِ الْعَقِيقَ أَجْمَعَ، فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ قَالَ لِبِلَالٍ: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَقْطَعْكَ لِتَحْجِزَهُ عَنِ النَّاسِ، لَمْ يَقْطَعْكَ إِلَّا لِتَعْمَلَ» قَالَ: فَقَطَعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِلنَّاسِ الْعَقِيقَ.
أخرجه الحاكم في المستدرك (1507).
20620 / 9789 – وَعَنْ أَبِي هِنْدٍ الدَّارِيِّ: «أَنَّهُمْ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُمْ سِتَّةُ نَفَرٍ: أَوْسُ بْنُ خَارِجَةَ بْنِ سَوَادَانَ بْنِ جُذَيْمَةَ بْنِ ذَرَّاعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الدَّارِ، وَأَخُوهُ: تَمِيمُ بْنُ أَوْسٍ، وَيَزِيدُ بْنُ قَيْسٍ، وَأَبُو هِنْدٍ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَخُوهُ الطَّيِّبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَفَاكِهَ بْنَ النُّعْمَانِ، فَأَسْلَمُوا، وَسَأَلُوهُ أَنْ يُعْطِيَهُمْ أَرْضًا مِنْ أَرْضِ الشَّامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “سَلُوا حَيْثُ أَحْبَبْتُمْ “.فَنَهَضُوا مِنْ عِنْدِهِ يَتَشَاوَرُونَ فِي مَوْضِعٍ يَسْأَلُونَهُ إِيَّاهُ، فَقَالَ تَمِيمٌ: أَرَى أَنْ نَسْأَلَهُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ وَكَوْرَتَهَا، فَقَالَ أَبُو هِنْدٍ: أَرَأَيْتَ مَلِكَ الْعَجَمِ الْيَوْمَ، أَلَيْسَ هُوَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ قَالَ تَمِيمٌ: نَعَمْ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ زِيَادُ بْنُ سَعِيدٍ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
20621 / 9790 – وَعَنْ حُصَيْنِ بْنِ مُشَمِّتِ: «أَنَّهُ وَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَبَايَعَهُ بَيْعَةَ الْإِسْلَامِ، وَصَدَّقَ إِلَيْهِ صَدَقَةَ مَالِهِ، وَأَقْطَعَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِيَاهًا عِدَّةً بِالْمَرْوَثِ، وَإِسْنَادُ حِرَادٍ مِنْهَا أُصَيْهِبُ، وَمِنْهَا الْمَاعِزَةُ، وَمِنْهَا أَهْوَادٍ، وَمِنْهَا الْمِهَادُ، وَمِنْهَا السَّدِيرَةُ8/6 وَشَرَطَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى حُصَيْنِ بْنِ مُشَمِّتٍ فِيمَا أَقْطَعَ لَهُ أَنْ لَا يَعْقِرَ مَرْعَاهُ، وَلَا يُبَاعَ مَاؤُهُ، وَلَا يَمْنَعَ فَضْلَهُ. فَقَالَ زُهَيْرُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ حُصَيْنٍ شِعْرًا:
إِنَّ بِلَادِي لَمْ تَكُــــنْ إفــــــلَاسًا بِهِنَّ خَطُّ الْقَلَـــــمِ الْأَنْقَاسَا
مِنَ النَّبِيِّ حَيْثُ أَعْطَى النَّاسَا فَلَمْ يَدَعْ لَبْسًا وَلَا الْتِبَاسَا».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.
20622 / 9791 – وَعَنْ أَوْفَى بْنِ مَوَلَةَ قَالَ: «أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَقْطَعَنِي الْعَمِيمَ، وَشَرَطَ عَلَيَّ ابْنَ السَّبِيلِ أَوَّلَ رَيَّانٍ. وَأَقْطَعَ سَاعِدَةَ رَجُلًا مِنَّا بِئْرًا بِالْفَلَاةِ، يُقَالُ لَهَا: الْجَعُوبِيَّةُ، وَهِيَ بِئْرٌ يُخَبَّأُ فِيهَا الْمَالُ، وَلَيْسَتْ بِالْمَاءِ الْعَذْبِ. وَأَقْطَعَ أُنَاسًا مُعَادَةَ الْعُرَى، وَهِيَ دُونَ الْيَمَامَةِ. وَكُنَّا أَتَيْنَاهُ جَمِيعًا، وَكَتَبَ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنَّا بِذَلِكَ فِي أَدِيمٍ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.
20623 / 9792 – وَعَنْ رُزَيْنِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: «لَمَّا ظَهَرَ الْإِسْلَامُ، وَلَنَا بِئْرٌ بِالدَّنِينَةِ خِفْنَا أَنْ يَغْلِبَنَا عَلَيْهَا مَنْ حَوْلَنَا قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ قَالَ: فَكَتَبَ لَنَا كِتَابًا: “مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ لَهُمْ بِئْرَهُمْ، إِنْ كَانَ صَادِقًا”. قَالَ: فَمَا قَاضَيْنَا فِيهِ إِلَى أَحَدٍ مِنْ قُضَاةِ الْمَدِينَةِ، إِلَّا قَضَوْا لَنَا بِهِ، وَفِي كِتَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَكُونُ، وَزَعَمَ أَنَّهُ كِتَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ فَهْدُ بْنُ عَوْفٍ أَبُو رَبِيعَةَ، وَهُوَ كَذَّابٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية رقم (1999) لأبي يعلى. وقد تقدم وذكرت ما في آخره من الايهام، مما لم يذكر هنا.
20624 / 9793 – وَعَنْ أَبِي السَّائِبِ، عَنْ جَدَّتِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَقْطَعَهَا بِئْرًا بِالْعَقِيقِ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ أَبُو السَّائِبِ، قَالَ الذَّهَبِيُّ: مَجْهُولٌ.
20625 / 9794 – وَعَنْ عُتَيْرٍ الْعُذْرِيِّ «أَنَّهُ اسْتَقْطَعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَرْضًا بِوَادِي الْقُرَى، فَهِيَ تُسَمَّى الْيَوْمَ بُوَيْرَةَ عُتَيْرٍ. قَالَ: وَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ نَزَلَ تَبُوكًا صَلَّى بِوَادِي الْقُرَى».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ سُلَيْمُ بْنُ مُطَيْرٍ أَبُو حَاتَمٍ، وَضَعَّفَهُ ابْنُ حِبَّانَ.
20626 / 9795 – وَعَنْ مُجَّاعَةَ قَالَ: «أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُجَّاعَةَ بْنَ مَرَارَةَ مِنْ بَنِي سُلْمَى أَرْضًا بِالْيَمَامَةِ، يُقَالُ لَهَا: الْعَوْزَةُ قَالَ: وَكَتَبَ لَهُ بِذَلِكَ كِتَابًا: “مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِمُجَّاعَةَ بْنِ مَرَارَةَ مِنْ بَنِي سُلْمَى: إِنِّي أَعْطَيْتُكَ الْعَوْزَةَ، فَمَنْ خَالَفَنِي فِيهَا فَالنَّارَ”. وَكَتَبَ يَزِيدُ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
20627 / 9796 – وَعَنْ قَيْلَةَ بِنْتِ مَخْرَمَةَ ; «أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ حَبِيبِ بْنِ أَزْهَرَ أَخِي بَنِي خَبَّابٍ، فَوَلَدَتْ لَهُ النِّسَاءَ، ثُمَّ تُوُفِّيَ، فَانْتَزَعَ بَنَاتَهَا مِنْهَا أَيُّوبُ بْنُ أَزْهَرَ عَمُّهُنَّ، فَخَرَجَتْ تَبْتَغِي الصَّحَابَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ فَبَكَتْ جُوَيْرِيَّةُ مِنْهُنَّ حُدَيْبَاءُ، قَدْ كَانَتْ أَخَذَتْهَا الْفُرْصَةُ، وَهِيَ أَصْغَرُهُنَّ، عَلَيْهَا سَبِيجٌ لَهَا مِنْ صُوفٍ، فَاحْتَمَلَتْهَا مَعَهَا، 9/6 فَبَيْنَمَا هُمَا يَرْتِكَانِ الْجَمَلَ انْتَفَجَتِ الْأَرْنَبُ، فَقَالَتِ الْحُدَيْبَاءُ الْقَضِيَّةُ: لَا وَاللَّهِ، لَا تَزَالُ كَعْبُكَ أَعْلَى مِنْ كَعْبِ أَيُّوبَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَبَدًا. ثُمَّ سَنَحَ الثَّعْلَبُ فَسَمَّتْهُ أَسْمَاءُ غَيْرَ الثَّعْلَبِ نَسِيَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَّانَ ثُمَّ قَالَتْ مَا قَالَتْ فِي الْأَرْنَبِ، فَبَيْنَمَا هُمَا يَرْتِكَانِ إِذْ بَرَكَ الْجَمَلُ، وَأَخَذَتْهُ رِعْدَةٌ، فَقَالَتِ الْحُدَيْبَاءُ الْقَضِيَّةُ: أَدْرَكْتُ وَاللَّهِ أَخَذَهُ أَيُّوبُ. فَقُلْتُ: وَاضْطَرَبَ إِلَيْهَا، وَيْحَكِ مَا أَصْنَعُ؟ قَالَتْ: قَلِّبِي ثِيَابَكِ ظُهُورَهَا بُطُونَهَا، وَتَدَحْرَجِي ظَهْرَكِ لِبَطْنِكِ، وَقَلِّبِي أَحْلَاسَ جَمَلِكِ، ثُمَّ خَلَعَتْ سَبِيجَهَا فَقَلَبَتْهُ، وَتَدَحْرَجَتْ ظَهْرَهَا لِبَطْنِهَا، فَلَمَّا فَعَلْتُ مَا أَمَرَتْنِي بِهِ، انْتَفَضَ الْجَمَلُ ثُمَّ قَامَ فَتَفَاجَّ، وَقَالَ: فَقَالَتِ الْحُدَيْبَاءُ: أَعِيدِي عَلَيْكِ أَدَاتَكِ. فَفَعَلْتُ مَا أَمَرَتْنِي بِهِ فَأَعَدْتُهَا. ثُمَّ خَرَجْنَا نَرْتِكُ، فَإِذَا أَيُّوبُ يَسْعَى عَلَى أَثَرِنَا بِالسَّيْفِ صَلْتًا، فَوَأَلْنَا إِلَى حِوَاءٍ ضَخْمٍ، قَدْ أُرَاهُ حَتَّى أَلْقَى الْجَمَلَ إِلَى الْبَيْتِ الْأَوْسَطِ جَمَلٌ ذَلُولٌ، فَاقْتَحَمْتُ دَاخِلَهُ بِالْجَارِيَةِ، وَأَدْرَكَنِي بِالسَّيْفِ، فَأَصَابَتْ ظَبْيَتُهُ طَائِفَةً مِنْ قُرُونِ رَأْسِي، وَقَالَ: أَلْقِي إِلَيَّ بِنْتَ أَخِي يَا دَفَارُ. فَرَمَيْتُ بِهَا إِلَيْهِ، فَجَعَلَهَا عَلَى مَنْكَبِهِ فَذَهَبَ بِهَا، وَكُنْتُ أَعْلَمُ بِهِ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ، وَمَضَيْتُ إِلَى أُخْتٍ لِي نَاكِحٍ فِي بَنِي شَيْبَانَ أَبْتَغِي الصَّحَابَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ.
فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهَا ذَاتَ لَيْلَةٍ مِنَ اللَّيَالِي تَحْسَبُ عَيْنَيَّ نَائِمَةً، جَاءَ زَوْجُهَا مِنَ الشَّامِ فَقَالَ: وَأَبِيكِ، لَقَدْ وَجَدْتُ لِقَيْلَةَ صَاحِبًا، صَاحِبُ صِدْقٍ، قَالَتْ: مَنْ هُوَ؟ قَالَ: حُرَيْثُ بْنُ حَسَّانَ الشَّيْبَانِيُّ، وَافِدُ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَا صَبَاحٍ. قَالَتْ أُخْتِي: الْوَيْلُ لِي لَا تُسْمِعْ بِهَذَا أُخْتِي، فَتَخْرُجَ مَعَ أَخِي بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ بَيْنَ سَمْعِ الْأَرْضِ وَبَصَرِهَا لَيْسَ مَعَهَا مِنْ قَوْمِهَا رَجُلٌ، فَقَالَ: لَا تَذْكُرِيهِ لَهَا، فَإِنِّي غَيْرُ ذَاكِرِهِ لَهَا. فَسَمِعَتْ مَا قَالَا، فَغَدَوْتُ فَشَدَدْتُ عَلَيَّ جَمَلِي فَوَجَدْتُهُ غَيْرَ بَعِيدٍ، فَسَأَلْتُهُ الصُّحْبَةَ. فَقَالَ: نَعَمْ، وَكَرَامَةً، وَرِكَابُهُ مُنَاخَهُ، فَخَرَجْتُ مَعَهُ صَاحِبَ صِدْقٍ حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ صَلَاةَ الْغَدَاةِ. وَقَدْ أُقِيمَتْ حِينَ شَقَّ الْفَجْرُ وَالنُّجُومُ شَابِكَةٌ فِي السَّمَاءِ، وَالرِّجَالُ لَا تَكَادُ تُعْرَفُ مِنْ ظُلْمَةِ اللَّيْلِ، فَصَفَفْتُ مَعَ الرِّجَالِ امْرَأَةً حَدِيثَةَ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ فَقَالَ لِي الرَّجُلُ الَّذِي يَلِينِي فِي الصَّفِّ: امْرَأَةٌ أَنْتِ أَمْ رَجُلٍ؟ فَقُلْتُ: لَا بَلِ امْرَأَةٌ. فَقَالَ: إِنَّكِ قَدْ كِدْتِ تَفْتِنِينِي، فَصَلِّي فِي صَفِّ النِّسَاءِ وَرَاءَكِ، وَإِذَا صَفٌّ مِنْ نِسَاءٍ قَدْ حَدَثَ عِنْدَ الْحُجُرَاتِ لَمْ أَكُنْ رَأَيْتُهُ حِينَ دَخَلْتُ، فَكُنْتُ فِيهِ حَتَّى إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ دَنَوْتُ.
فَإِذَا رَأَيْتُ رَجُلًا 10/6 ذَا رِوَاءٍ وَذَا بَشَرٍ طَمَحَ إِلَيْهِ بَصَرِي، لِأَرَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَوْقَ النَّاسِ، حَتَّى جَاءَ رَجُلٌ بَعْدَمَا ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ” وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ” وَعَلَيْهِ أَسْمَالُ حِلْيَتَيْنِ قَدْ كَانَتَا بِزَعْفَرَانٍ، وَقَدْ نُفِّضَتَا، وَبِيَدِهِ عَسِيبُ نَخْلٍ مَقْشُوٌّ غَيْرَ خُوصَتَيْنِ مِنْ أَعْلَاهُ، قَاعِدًا الْقُرْفُصَاءَ، فَلَمَّا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمُتَخَشِّعَ فِي الْجِلْسَةِ، أَرْعَدْتُ مِنَ الْفَرْقِ، فَقَالَ لَهُ جَلِيسُهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرْعَدَتِ الْمِسْكِينَةُ. فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يَنْظُرْ إِلَيَّ وَأَنَا عِنْدَ ظَهْرِهِ: “يَا مِسْكِينَةُ، عَلَيْكِ السَّكِينَةُ” فَلَمَّا قَالَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَذْهَبَ اللَّهُ عَنِّي مَا كَانَ دَخَلَ فِي قَلْبِي مِنَ الرُّعْبِ، فَتَقَدَّمَ صَاحِبِي أَوَّلُ رَجُلٍ حُرَيْثُ بْنُ حَسَّانَ فَبَايَعَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَعَلَى قَوْمِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اكْتُبْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَنِي تَمِيمٍ بِالدَّهْنَاءِ لَا يُجَاوِزُهَا إِلَيْنَا مِنْهُمْ إِلَّا مُسَافِرٌ أَوْ مُجَاوِرٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “اكْتُبْ لَهُ بِالدَّهْنَاءِ يَا غُلَامُ”.
فَلَمَّا رَأَيْتُهُ شَخَصَ لِي، وَهِيَ وَطَنِي وَدَارِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ يَسْلُكِ السَّوِيَّةَ مِنَ الْأَمْرِ إِذْ سَلَكَ، إِنَّمَا هَذِهِ الدَّهْنَاءُ عِنْدَ مَقِيلِ الْجَمَلِ، وَمَرْعَى الْغَنَمِ، وَنِسَاءُ بَنِي تَمِيمٍ وَأَبْنَاؤُهَا وَرَاءَ ذَلِكَ، فَقَالَ:”أَمْسِكْ يَا غُلَامُ، صَدَقَتِ الْمِسْكِينَةُ، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ يَسَعُهُمَا الْمَاءُ وَالشَّجَرُ، وَيَتَعَاوَنَانِ عَلَى الْفَتَّانِ”.
فَلَمَّا رَأَى حُرَيْثٌ أَنْ قَدْ حِيلَ دُونَ كِتَابِهِ، ضَرَبَ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى ثُمَّ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَأَنْتَ كَمَا قَالَ: حَتْفُهَا تَحْمِلُ ضَأْنٌ بِأَظْلَافِهَا، فَقَالَتْ: وَاللَّهِ، مَا عَلِمْتُ إِنْ كُنْتَ لَدَلِيلًا فِي الظَّلْمَاءِ، مِدْوَلًا لَدَى الرَّحْلِ، عَفِيفًا عَنِ الرَّفِيقَةِ، حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَكِنْ لَا تَلُمْنِي عَلَى أَنْ أَسْأَلَ حَظِّي إِذْ سَأَلْتَ حَظَّكَ، قَالَ: وَمَا حَظُّكِ فِي الدَّهْنَاءِ لَا أَبَا لَكِ؟ قُلْتُ: مَقِيلُ جَمَلِي تَسْأَلُهُ لِجَمَلِ امْرَأَتِكَ. قَالَ: لَا جَرَمَ، أُشْهِدُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنِّي لَكِ أَخٌ وَصَاحِبٌ مَا حَيِيتُ، إِذَا ثَنَّيْتُ عَلَى هَذَا عِنْدَهُ، قُلْتُ: إِذْ بَدَأْتُهَا فَلَنْ أُضَيِّعَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “أَيُلَامُ ابْنُ هَذِهِ أَنْ يُفَصِّلَ الْخِطَّةَ، وَيَنْصُرَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجْرَةِ؟”.
فَبَكَيْتُ ثُمَّ قُلْتُ: قَدْ وَاللَّهِ، وَلَدْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ حَرَامًا، فَقَاتَلَ مَعَكَ يَوْمَ الرِّبْذَةِ، ثُمَّ ذَهَبَ بِمِيرَتِي مِنْ خَيْبَرَ، فَأَصَابَتْهُ حُمَّاهَا فَمَاتَ، فَتَرَكَ عَلِيَّ النِّسَاءَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تَكُونِي مِسْكِينَةً لَجَرَرْنَاكِ عَلَى وَجْهِكِ أَوْ لَجُرِرْتِ عَلَى وَجْهِكِ شَكَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَّانَ أَيُّ الْحَرْفَيْنِ حَدَّثَتْهُ الْمَرْأَتَانِ أَتَغْلِبُ إِحْدَاكُنَّ أَنْ تُصَاحِبَ صُوَيْحِبَهُ فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا؟ فَإِذَا حَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ مَنْ هُوَ أَوْلَى بِهِ مِنْهُ11/6 اسْتَرْجَعَ، ثُمَّ قَالَ: رَبِّ آسِنِّي لِمَا أَمْضَيْتَ، فَأَعِنِّي عَلَى مَا أَبْقَيْتَ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَبْكِي فَيَسْتَعْبِرُ لَهُ صُوَيْحِبُهُ، فَيَا عِبَادَ اللَّهِ لَا تُعَذِّبُوا مَوْتَاكُمْ”. ثُمَّ كَتَبَ لَهَا فِي قِطْعَةِ أَدِيمٍ أَحْمَرَ: “لِقَيْلَةَ وَالنِّسْوَةِ مِنْ بَنَاتِ قَيْلَةَ لَا يُظْلَمْنَ حَقًّا، وَلَا يُكْرَهْنَ عَلَى مُنْكِحٍ، وَكُلُّ مُؤْمِنٍ وَمُسْلِمٍ لَهُنَّ نَصِيرٌ، أَحْسِنَّ وَلَا تُسِئْنَ». قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ: فَسَّرَهُ لَنَا ابْنُ عَائِشَةَ، فَقَالَ: الْفُرْصَةُ: ذَاتُ الْحَدَبِ، وَالْفُرْصَةُ: الْقِطْعَةُ مِنَ الْمِسْكِ، وَالْفُرْصَةُ: الدَّوْلَةُ، انْتَهِزْ فُرْصَتَكَ، أَيْ: دَوْلَتَكَ.
السَّبِيجُ: سَمَلُ كِسَاءٍ. الرَّتَكَانُ: ضَرْبٌ مِنَ السَّيْرِ. الِانْتِفَاجُ: السَّعْيُ. شَنَحَ: أَيْ وَلَّاكَ مَيَامِنَهُ، وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَجْعَلُ مَيَاسِرَهُ، وَهُمْ يَتَطَيَّرُونَ بِأَحَدِهِمَا وَيَتَفَاءَلُونَ بِالْآخَرِ. تَفَاجَّ: تَفَتَّحَ. فَوَأَلْنَا: أَيْ لَجَأْنَا إِلَى حِوَاءٍ. يَا دَفَارُ: يَا مُنْتِنَةُ، مِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الْعَرَبِ فِي الدُّنْيَا: أُمُّ دَفْرٍ لِنَتِنِهَا. ثُمَّ سَدَّتْ عَنْهُ: اسْتَخْبَرَتْ عَنْهُ. الْمَقْشُوُّ: الْمَقْشُورُ. الْفَتَّانُ: الشَّيَاطِينُ وَأَحَدُهَا فَاتِنٌ. “حَتْفُهَا تَحْمِلُ ضَأْنٌ بِأَظْلَافِهَا”: مَثَلٌ مِنْ أَمْثَالِ الْعَرَبِ فِي شَاةٍ بَحَثَتْ بِأَظْلَافِهَا فِي الْأَرْضِ، فَأَظْهَرَتْ مُدْيَةً، فَذُبِحَتْ بِهَا، فَصَارَ مَثَلًا. الْقَضِيَّةُ: انْقِضَاءُ الْأُمُورِ. شَخَصَ: أَيِ ارْتَفَعَ بَصَرِي. فَكَسْرًا: مِنْ إِكْسَارِ مَا سَمِعَتْ. آسِنِّي: أَيِ اجْعَلْ لِي أُسْوَةً بِمَا تَعِظُنِي بِهِ، قَالَ مُتَمِّمُ بْنُ نُوَيْرَةَ:
فَقُلْتُ لَهَا طُولَ الْأَسَى إِذْ سَأَلَتْنِي وَلَوْعَةُ حُزْنٍ تَتْرُكُ الْوَجْهَ أَسْفَعَا.
أَسَفَعُ: أَيْ أَسْوَدُ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
20628 / 9796/ 2072 – جَاءَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ وَالْأَقْرَعُ بن حابس رَضِيَ الله عَنْهما إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَا: يا خليفة رسول اللَّهِ إِنَّ عِنْدَنَا أَرْضًا سَبخَةً لَيْسَ فِيهَا كَلَأٌ وَلَا مَنْفَعَةٌ فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُقْطِعَنَاهَا، قَالَ: فَأَقْطَعَهَا إِيَّاهُمَا وَكَتَبَ لَهُمَا كِتَابًا وَأَشْهَدَ فِيهِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه وَلَيْسَ فِي الْقَوْمِ فَانْطَلَقَا إِلَى عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه لِيُشْهِدَاهُ فَلَمَّا سَمِعَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه مَا فِي الْكِتَابِ تَنَاوَلَهُ مِنْ أَيْدِيهِمَا ثُمَّ تَفَلَ فِيهِ فَمَحَاهُ، فَتَذَمَّرَا وَقَالَا لَهُ مَقَالَةً سَيِّئَةً، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَأَلَّفُكما وَالْإِسْلَامُ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ، وَإِنَّ اللَّهَ قد أَعَزَّ الْإِسْلَامَ فَاذْهَبَا فَاجْهَدَا عَلَيَّ جَهْدِكُمَا، لَا أَرْعَى اللَّهُ عَلَيْكُمَا إِنْ أَرْعَيْتُمَا.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية رقم (2072) لأبي بكر.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 71): هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
20629 / 9796/2001– عن عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي حُرَّةَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ وَكَانَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِالسَّوَادِ قَالَ: استقضى عمر بن الْخَطَّابِ حذيفة رَضِيَ الله عَنْهما، فَكَتَبَ إِلَى حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ رَضِيَ الله عَنْه بِعَشْرِ خِصَالٍ فَحَفِظْتُ سِتًّا وَنَسِيتُ أَرْبَعًا: لَا تُقْطِعَنَّ إِلَّا مَا لِكِسْرَى أو لأهل بَيْتِهِ، أَوْ مَنْ قُتِلَ فِي الْمَعْرَكَةِ، أَوْ دُورَ الْبُرُدِ، أَوْ مَوْضِعَ السُّجُونِ، وَمَغِيضَ الْمَاءِ، وَالْآجَامَ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية رقم (2001) للحارث.
وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 185).
20630 / 9796/2000– عن عُبَيْدَةَ قَالَ: جَاءَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ وَالْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَا: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ عِنْدَنَا أَرْضًا سَبخَةً لَيْسَ فِيهَا كَلَأٌ وَلَا مَنْفَعَةٌ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُقْطِعَنَاهَا. قَالَ: فَأَقْطَعَهَا إِيَّاهُمَا وَكَتَبَ لَهُمَا عَلَيْهِ كِتَابًا فَذَكَرَ الحديث. وَهُوَ فِي بَابِ الْوُزَرَاءِ مِنْ كِتَابِ الْإِمَارَةِ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية رقم (2000) لأبي بكر بن أبي شيبة.
وتقدم قبل احاديث بتمامه.
20631 / 9796/1997– عن أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: جَاءَ الْعَبَّاسُ إلى عمر رَضِيَ الله عَنْهما فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْطَعْنِي الْبَحْرَيْنَ فقال: من يشهد لَكَ؟ فَقَالَ: الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ،
وفِيهِ انْقِطَاعٌ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية رقم (1997) لإسحاق.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 71): هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ وَفِيهِ انْقِطَاعٌ.
باب ما جاء في المعاهدة مع الكتابيين وبعض المجوس شرط إن يؤدوا الجزية
20632 / 1238 – (خ م ت ه – المسور بن مخرمة رضي الله عنه ): أنَّ عمرو بنَ عوْفٍ أخْبَرَهُ أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بعثَ أبا عُبَيْدةَ بنَ الجرَّاح إلى البَحْرَيْن يأتي بجِزيتها، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم صالَحَ أهلَ البحرين، وأمَّر عليهم العلاءَ بنَ الْحَضْرَمِيِّ، فقَدِم أبو عبيدة بمالٍ من البحْرين، فسمعتِ الأنصارُ بقُدوم أبي عُبيدةَ، فَوافَوْا صلاةَ الفجر مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا صلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم انصرفَ، فَتَعرَّضوا له، فَتَبَسَّمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم، ثم قال: «أُظُنُّكُمْ سمعتُم أنَّ أبا عُبَيْدةَ قَدِم بشيءٍ من البحرين؟» فقالوا: أَجلْ يا رسولَ الله، فقال: «أبْشِرُوا وأمِّلُوا ما يَسُرُّكُمْ، فوالله مَا الْفقْرَ أخْشى عليكم، ولكني أخشى أنْ تُبْسَط الدُّنيا عليكم كما بُسِطَتْ على من كان قبلكم، فَتَنافَسُوها كما تَنافسوها وتُهْلِكَكُمْ كما أهْلَكَتْهُمْ» . أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي وابن ماجه.
20633 / 1123 – (د) ابن عباس – رضي الله عنهما -: قال: صالحَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أهْلَ نَجْرانَ على ألفَيْ حُلَّةٍ: النصفُ في صفر، والنصفُ في رجَبٍ، يُؤدُّونَها إلى المسلمين، وعارية ثلاثين دِرْعاً، وثلاثين فَرَساً، وثلاثين بعيراً، وثلاثين من كل صِنفٍ من أصنافِ السلاح يغزُونَ بِها، والمسلمونَ ضامنونَ لها حتى يَرُدَّوها عليهم، وإن كان باليمن كَيْدٌ أو غدرةٌ، على أن لا يُهْدَمَ لهم بِيعَةٌ، ولا يُخرجَ لهم قَسٌّ، ولا يُفْتَنُونَ عن دينهم، ما لم يُحْدِثُوا حَدَثاً، أو يأكلُوا الرِّبا. أخرجه أبو داود.
20634 / 1147 – (د) معاذ بن جبل – رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لمَّا وَجَّهَهُ إلى اليمن، أمَرَهُ: أن يأخُذ من كُلِّ حالمٍ – يعني: مُحْتَلِمٍ – ديناراً، أَوْ عَدْلَهُ من المعافِرِي: ثِياب تكون باليمن. أخرجه أبو داود.
20635 / 1148 – (ط) أسلم -رحمه الله -: أنَّ عُمر بن الخطاب ضربَ الجزْيَةَ على أهلِ الذَّهب: أربعةَ دَنانيرَ، وعلى أهلِ الوَرِقِ، أربعين درهماً، مع ذلك أرزاقُ المسلمين وضيافَةُ ثلاثَةِ أيامٍ. أخرجه مالك في الموطأ.
20636 / 1156 – (ط) عبد الله بن عمر بن الخطاب – رضي الله عنهما-: أن عُمَرَ بن الخطاب كان يأْخُذُ من النَّبَطِ من الْحِنْطَةِ والزَّبِيبِ نصْفَ الْعُشْرِ، يُريِدُ بذلك: أن يَكْثُرَ الحمْلَ إلى المدينَةِ، ويأْخُذُ من الْقِطِنِّيةِ الْعُشْرَ.
أخرجه مالك في الموطأ.
20637 / 1157 – (ط) السائب بن يزيد – رحمه الله-: قال: كنتُ غلاماً عامِلاً مع عبد الله بن عتبة بن مسعودٍ في زَمَنِ عمر بن الخطاب، فكُنَّا نأْخُذُ من النَّبَط العشرَ، مالك: سألتُ ابنَ شِهَابٍ: على أيِّ وجْهٍ كان يأُخذُ عمرُ من النبط الْعُشْرَ؟ فقال: كان ذلك يُؤخَذُ منهم في الجاهلية، فألزمهم ذلك عُمَرُ. أخرجه مالك في الموطأ.
20638 / 1124 – (د) زياد بن حدير – رحمه الله – : قال: قال عليٌّ: لِئنْ بقِيتُ لنَصارَى بني تغْلِبَ لأقْتُلَنَّ المُقَاتِلَةَ، ولأسْبِينَّ الذُّرِّيَّة، فإني كتبتُ الكتابَ بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا يُنَصِّرُوا أولادَهم. قال أبو داود: هذا حديث منكر.
20639 / 1125 – (د) العرباض بن سارية السلمي- رضي الله عنه -: قال: نَزَلْنَا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ – ومعه من معه من أصحابهِ – وكان صاحبُ خَيبرَ رَجلاً مارداً مُنْكراً، فأقبل إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، ألكم أن تَذْبَحُوا حُمُرَنا، وتأكلوا ثَمرَنا، وتضربوا نساءنا؟ فَغَضِبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وقال: «يا ابْن عوف، اركبْ فرسَكَ، ثم نَادِ: إنَّ الجنَّةَ لا تَحلُّ إلا لِمُؤمِنٍ، وإنِ اجتمِعوا للصلاة» قال: فاجتمعوا، ثم صلَّى بهم النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قام فقال: أيَحسِبُ أحدُكم – مُتَّكئاً على أريكتِهِ – قد يظن أن اللهَ لم يُحرِّمْ شيئاً إلا ما في هذا القرآن؟ ألا إنِّي والله، لقد وعظْتُ وأمرتُ ونهَيْتُ عن أشياء، إنها لَمِثْلُ القرآنِ أو أكثر، وإنَّ الله لم يُحِلَّ لكم أن تدخلوا بيوت أهل الكتاب إلا بإذْنٍ، ولا ضربَ نسائهم، ولا أكل ثمارهم، إذا أعْطَوُا الذي عليهم. أخرجه أبو داود.
20640 / 1126 – (د) رجل من جهينة: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لعلكم تُقاتِلونَ قوماً فتظْهرونَ عليهم، فَيتَّقُونَكم بأموالهم دونَ أنفسهم وذرَارِيهِمْ، فيُصَالحونَكُمْ على صُلحٍ، فلا تُصيِبوا منهم فوق ذلك، فإنه لا يَصْلُحُ لكم» . أخرجه أبو داود.
20641 / 1128 – (ط) سعيد بن المسيب – رحمه الله -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: ليهود خيبرَ – يوم افتتح خَيْبَرَ -: «أقِرُّكُمْ ما أقرَّكم اللهُ، عَلَى أن الثَّمرَ بيننا وبينكم، قال: فكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يبعثُ عبدَ الله بنَ رَوَاحةَ الأَنْصَارِيَّ، فيخرِصُ بَيْنَهُ وبينهم، ثم يقول: إنْ شئتُم فلكم، وإن شئتم فلي، فكانوا يأخُذُونَهُ». أخرجه مالك في الموطأ.
20642 / 1129 – (خ) نافع مولى ابن عمر – رضي الله عنهما -: قال: لما فَدَع أهلُ خيبر عبد الله بن عمر، قام عمر خطيباً، فقال: إن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان عامَلَ يهودَ خيبر على أموالهِمْ، وقال: نُقِرُّكُمْ ما أقرَّكم اللهُ، وإِنَّ عبد اللهِ بن عمر: خرج إلى مالِه هناك، فعُدِيَ عليه من الليل، فَفُدِعَتْ يداهُ ورِجْلاهُ، وليسَ له هناك عدُوٌّ غيرهم، هُمْ عدُوُّنا وتُهْمَتُنا، وقد رأيتُ إجلاءهم، فلما أجمع عمر على ذلك، أتاه أحد بني أبي الحقَيْقِ، فقال: يا أمير المؤمنين، أتخْرِجُنا وقد أقرَّنا محمدٌ، وعامَلَنا على الأموالِ، وشرطَ ذلك لنا؟ فقال عمر: أظنَنْتَ أني نسِيتُ قولَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لك: كيف بك إذا أُخرِجْتَ من خيبر، تعدو بك قَلُوصُكَ ليلة بَعْدَ لَيْلةٍ؟ فقال: كان ذلك هزيلة من أبي القاسم، قال: كذَبْتَ يا عدوَّ الله {إِنه لقَوْلٌ فصلٌ. وما هو بالهزل} الطارق: 13، 14 ، فأجلاهم عُمرُ، وأعطاهم قيمةَ ما كان لهم من الثَّمَر: مالاً وإبلاً وعَرُوضاً من أقْتابٍ وحبالٍ وغير ذلك. أخرجه البخاري.
ولم أجد في كتاب الحميدي قول عمر: «كذبتَ يا عدوَّ الله» ، إلى قوله: «بالهزل».
20643 / 1130 – (خ د) عبد الله بن عمر بن الخطاب – رضي الله عنهما -: قال: أتَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أهلَ خيبر، فقاتلهم حتى ألجأَهُمْ إلى قَصرِهِمْ، وغلبَهُم على الأرض والزَّرْعِ والنخل، فصالحوه على أن يُجْلَوْا منها، ولهم ما حملتْ رِكابهم، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم الصفراءُ والبيضاءُ والحلقةُ، وهي السلاح، ويخرُجون منها. واشترط عليهم أن لا يكتموا ولا يُغيِّبوا شيئاً، فإن فعلوا فلا ذِمَّة لهم ولا عهد، فغيَّبوا مَسْكاً فيه مالٌ وحُليٌّ لحييِّ بن أخطب، كان احتمله معه إلى خيبر حين أجليت النَّضيرُ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لعمِّ حُيَيّ – واسمه سعية -: ما فعل مَسْكُ حُيىٍّ الذي جاء به من بني النَّضير؟ فقال: أذْهَبَتْهُ النفقاتُ والحروبُ، فقال: العهدُ قريبٌ، والمال أكثر من ذلك، وقد كان حُيَيٌّ قُتِل قبل ذلك، فدفع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سعْيَةَ إلى الزُّبيرِ، فمسَّه بعذابٍ، فقال: قد رأيتُ حُيَيّاً يطوفُ في خَرِبةٍ ها هنا، فذهبوا فطافوا، فوجدُوا المسكَ في الخربة، فقتلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ابني أبي الحقيق، أحدهما زوج صفية بنت حيي بن أخطب، وسبى رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءهم وذراريَّهُم، وقَسم أموالهم بالنَّكْثِ الذي نَكثوا، وأراد أن يجليَهم منها، فقالوا: يا محمد، دعْنا نكون في هذه الأرض نُصْلحُها ونقوم عليها، ولم يكن لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم ولا لأصحابه غلمانٌ يقومون عليها، وكانوا لا يفْرُغون أن يقوموا عليها، فأعطاهُمْ خيبر، على أنَّ لهم الشَّطْرَ من كلِّ زرع وشيءٍ، ما بدا لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وكان عبد الله بن رواحة يأتيهم في كل عامٍ فيخْرصُها عليهم، ثم يضمِّنُهُمُ الشَّطْرَ، فشكوا إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم شِدَّةَ خرصه، وأرادوا أن يرْشُوهُ، فقال عبد الله: تطعمونني السُّحْتَ، والله لقد جئتكم من أحبِّ الناس إليَّ، ولأنتم أبْغَضُ إليَّ من عدَّتِكُمْ من القِردَةِ والخنازير، ولا يحْمِلُني بُغضي إياكم على أن لا أعدل عليكم، فقالُوا: بهذا قامت السماوات والأرض، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُعطي كلَّ امرأةٍ من نسائه ثمانين وَسْقاً من تَمْرٍ كلَّ عامٍ، وعشرين وَسْقاً من شعير، فلما كان زمنُ عمر بن الخطاب غشُّوا المسلمين، وألقوْا ابنَ عُمر من فوْقِ بيتٍ، ففدعوا يدَيْه، فقال عمرُ بنُ الخطاب: من كان له سهمٌ بخيبر فليحْضُرْ، حتى نقْسِمها بينهم، فقسمها عمرُ بينهم، فقال رئيسُهُم: لا تُخرِجْنا، دعنا نكونُ فيها كما أقرَّنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكرٍ، فقال عمر – رضي الله عنه- لرئيسهم: أتراهُ سقط عليَّ قولُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، كيف بك إذا رقصت بك راحلتُك نحو الشام يوماً ثم يوماً، ثم يوماً؟ وقسمها عمرُ بين من كان شهِدَ خيبر من أهل الحديبية. أخرجه البخاري.
وأخرجه أبو داود، ولم يذكر حديثَ ابن رواحة، ولا حديث فدع ابن عمر وإجلائهم، ولفظ البخاري أتَمُّ.
وفي أخرى لأبي داود قال: إنَّ عمر قال: أيها الناسُ، إنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كان عامَلَ يهود خَيْبرَ على أن يُخْرجَهُم إذا شَاءَ، فمن كان له مالٌ فلْيَلْحَقْ به، فإني مُخرِجٌ يهودَ، فأخرجهم.
20644 / 1131 – (خ م) عبد الله بن عمر بن الخطاب – رضي الله عنهما -: قال: إنَّ عمر أجْلَى اليهُودَ والنَّصَارَى من أرضِ الحجازِ، وإنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لمَّا ظَهرَ على خيْبرَ أرادَ إخراجَ اليَهُودِ منها، وكانت الأرضُ لمَّا ظهرَ عليها للهِ ولرسوله وللمسلمين، فَأرَادَ إخْراجَ اليهود منها، فسألتِ اليهودُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أَنْ يُقِرَّهُمْ بها، على أنْ يَكفُوا العملَ، ولهم نِصْفُ الثَّمَرِ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لهم: «نُقِرُّكم بها على ذلك ما شِئْنَا» فقُرُّوا بها، حتى أجلاهم عمرُ في إمارته إلى تَيْمَاءَ وأَرِيحاءَ. أخرجه البخاري، ومسلم.
وفي رواية لمسلم نحوه، وفي آخره قال: وكانَ الثَّمَرُ يُقسَمُ على السُّهْمان من نِصفِ خَيْبَرَ، فيأْخُذُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الْخُمُسَ.
وفي رواية لَهُ: أَنَّهُ دَفَعَ إلى يَهُود خيْبَرَ نَخلَ خَيْبَرَ وأرضها، على أنَ يعْتَمِلُوهَا من أموالهم، ولرسولِ الله صلى الله عليه وسلم شَطْرُ ثَمرِها، لمْ يَزِدْ.
20645 / 1132 – (د) محمد بن شهاب الزهري وعبَدُ الله بنُ أبي بكرِ، وبعضُ ولد محمد بن مسلمة – رحمهم الله – قالوا: بِقِيَتْ بقيَّةٌ من أهل خيْبَر، فتحصَّنُوا، فسألُوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أنْ يَحْقِنَ دماءهُمْ ويُسَيِّرَهُم، فَفَعَلَ، فَسَمِعَ بذلك أَهلُ فَدَكَ، فنزلُوا على مِثْلِ ذلك، فكانت فَدَكُ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم خَاصَّة؛ لأنَّهُ لم يُوجَفْ عليها بِخَيْلٍ ولا ركابٍ. أخرجه أبو داود.
20646 / 1133 – (د) محمد بن شهاب الزهري – رحمه الله -: أزَّ بعض خيْبَرَ مِمَّا فُتِحَ عَنْوَة، وبعضاً صُلْحاً، والكَتيبَة: أكْثَرُها عَنْوَة، وفيها صُلْحٌ، قيل لمالك: ما الْكَتِيبَةُ؟ قال: أرض خيبر، وهي أربعون ألفَ عَذْقٍ. أخرجه أبو داود.
20647 / 1150 – (خ ت د) بجالة بن عبد – ويقال: ابنُ عبدة – رحمه الله-: قال: كُنْتُ كاتباً لجَزْءِ بن مُعاوِيَةَ – عَمِّ الأحْنفِ بن قيس- فجاء كتابُ عُمرَ، قَبْلَ مَوِتِهِ بسنةٍ: أن اقتُلُوا كُلَّ ساحِرٍ وساحِرَةٍ، وفَرِّقُوا بين كلِّ ذِي محرَمٍ من المجوسِ، وانْهَوْهُمْ عن الزَّمْزَمَة، فقتلنا ثلاثة سَوَاحِرَ، وجعلنا نُفَرِّقُ بين كُلِّ رُجلٍ من المجوسِ وحَريمهِ في كتاب الله، وصَنَعَ طعاماً كثيراً، فدعاهُمْ فَعَرَضَ السَّيْفَ على فَخذِهِ، فأكلوا، فلم يُزَمْزِمُوا، فألْقَوْا وِقْرَ بَغْلٍ أو بغْلَيْنِ من الوَرِقِ، ولم يكن عمر أخذ الجزية من المجوس، حتى شَهِدَ عبد الرحمن بن عوف: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أخذَها من مَجُوسِ هَجَرَ. هذا رواية أبي داود.
وفي رواية البخاري مختصراً قال: كنتُ كاتباً لجزْء بن معاوية عَمِّ الأحنف، فأتانا كتابُ عمر بن الخطاب، قبل موته بسنة: فَرِّقُوا بين كل ذِي مَحْرَمٍ من المجوس، ولم يكن عمر أخذ الجزية من المجوس حَتَّى شهدَ عبد الرحمن بن عوفٍ: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أخَذَها من مجوس هَجَرَ.
وفي رواية الترمذي مختصراً أيضاً قال: كنت كاتِباً لِجَزْءِ بن معاوية على مَنَاذِرَ، فجاءنا كِتَابُ عُمَرَ: اْنظُرْ مَجُوسَ مَنْ قِبَلكَ، فَخُذ مِنْهُمُ الجزية، فإنَّ عبد الرحمن بْنَ عوفٍ أخبرني أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أخَذَ الجِزْيةَ من مجوسِ هجر.
قال الترمذي: وفي الحديث كلام أكثر من هذا، ولم يذكرْهُ.
20648 / 1151 – (ط) جعفر بن محمد – رحمه الله-: عن أبيه أنَّ عمرَ بن الخطاب ذكر المجوسَ، فقال: مَا أدري كيف أصنَعُ في أمرِهم؟ فقال عبد الرحمن بن عوف: أشهدُ لَسمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «سُنُّوا بهم سُنَّةَ أَهلِ الكتابِ». أخرجه مالك في الموطأ.
20649 / 1152 – (ط) ابن شهاب – رحمه الله -: قال: بَلَغَنِي: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أخذَ الجزيةَ مِنْ مجوسِ البَحْرَيْنِ، وأنَّ عمر بن الخطاب أخذها من مجوس فارسَ، وأنَّ عثمانَ بن عفَّانَ أخذها من البَرْبِر. أخرجه مالك في الموطأ.
20650 / 1153 – (د) أنس بن مالك – رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ خالدَ بن الوليد إلى أكيْدرَ دُومَةَ فَأخَذُوهُ، فأَتوْا به، فَحَقَنَ له دَمَهُ وصَالَحَهُ على الجزيةِ. أخرجه أبو داود.
20651 / 1154 – (د) عيسى بن يونس – رحمه الله – عن ابن لعدي بن عَدِيِّ الكْنديِّ: أنَّ عُمَرَ ابنَ عبد العزيز كَتَبَ إلى مَنْ سَألَهُ عن أَمورٍ من الفيءِ: ذلك ما حَكَمَ فيه عمرُ بنُ الخطاب، فَرَآهُ المؤمنون عَدْلاً، مُوافِقاً لقولِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم – جعلَ اللهُ الحق على لسانِ عمر وقَلْبِهِ – فَرَضَ الأُعْطِيَةَ وعَقدَ لأهْلِ الأَدْيانِ ذِمَّة فيما فَرَضَ عليهم من الجزية، ولم يَضْرِبْ فيها بِخُمُسٍ ولا مَغْنَمٍ. أخرجه أبو داود.
20652 / 1155 – (د) حرب بن عبيد الله – رحمه الله- عن جَدِّه أبي أُمِّه عن أبيه: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّما الخراجُ على اليَهُودِ والنَّصَارى، وليس على المسلمين خَرَاجٌ» . وفي رواية «عُشُورٌ» مكان «خراج» .
وفي رواية قال: أتيْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَسْلَمْتُ، فَعَلَّمَنيَ الإسلام، وعَلّمَني كيف آخذُ الصَّدَقَةَ مِنْ قَوْمِي مِمَّنْ أَسْلمَ، ثم رجعتُ إليه، فقلت: يا رسول الله كلُّ ما عَلَّمْتَني فقد حَفِظْتُهُ، إلا الصَّدَقَة، أَفَأَعْشُرُهُمْ؟ قال: «إنَّما العُشُورُ على النَّصَارى واليهود» أخرجه أبو داود.
20653 / 1158 – (ت د) ابن عباس – رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لا تَصْلُحُ قِبْلَتَانِ في أرضٍ وَاِحدَةٍ، وليس على مسلم جزْيَةٌ» .
قال سفيان: معناه: إذا أسلم الذِّميُّ بعد ما وجبت الجزية عليه، بَطَلَتْ عنه. أخرجه الترمذي. وأخرج أبو داود منه: لا تكونُ قبلتان في بلدٍ واحدٍ.
وأخرج في حديث آخر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس على مسلمٍ جِزيةٌ» قال: وسُئِلَ سفيانُ عن ذلك؟ قال: إذا أسلم، فلا جزية عليه.
20654 / 1159 – (د) معاذ بن جبل – رضي الله عنه -: قال: مَنْ عَقَدَ الجزْيَةَ في عَنُقهِ فقد بَرِئَ مِمَّا جاءَ به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم. أخرجه أبو داود.
20655 / 1160 – (د) أبو الدرداء – رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ أَخَذَ أَرْضاً بِجِزْيَتِها فقد استقَالَ هِجْرَتُه، ومن نَزَعَ صَغَارَ كافرٍ من عُنُقِهِ فَجَعَلهُ في عُنُقِ نفسه، فقد وَلَّى الإسلامَ ظَهْرَهُ».
قال سِنَانُ بْنُ قَيْسٍ: فَسَمِعَ مِنِّى خالدُ بنُ مَعْدَانَ هذا الحديثَ، فقال لي: أشَبِيبٌ حدّثَكَ؟ قُلْتُ: نعَمْ، قال: فإذا قَدِمَتْ فاَسْألهُ فَلْيَكْتُبْ لي بالحديث، قال: فَكَتبَهُ لَهُ، فلمَّا قَدِمْتُ سَألني ابنُ مَعْدَانَ القرطاسَ، فأعْطَيْتُهُ فلمَّا قرأَهُ: ترك ما في يده من الأرضِ حين سمع ذلك. أخرجه أبو داود.
20656 / 9507 – (خ) طارق بن شهاب أن أبا بكر الصِّدِّيق – رضي الله عنه – قال لوفدِ بُزَاخَةَ: «تَتْبَعون أذناب الإبل، حتى يُرِيَ اللهُ خليفةَ نبيِّه صلى الله عليه وسلم والمهاجرين أمراً يَعْذِرونكم به».
20657 / 7828 – (د) عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – قال: «إِن أهلَ فارِسَ لما مات نبيُّهم: كتبَ لهم إبليسُ المجوسيةَ» أخرجه أبو داود.
لم أجده في نسخ أبي داود المطبوعة التي بين أيدينا.
20658 / 9797 – عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: «لَمَّا خَرَجَ الْمَجُوسِيُّ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلْتُهُ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَيَّرَهُ بَيْنَ الْجِزْيَةِ وَالْقَتْلِ، فَاخْتَارَ الْجِزْيَةَ».
قال الهيثميُّ : رواه احمد، وَسُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى لَمْ يُدْرِكْ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ.
20659 / 9798 – وَعَنْ عَلِيٍّ قَالَ: «كَانَ الْمَجُوسُ لَهُمْ كِتَابٌ يَقْرَؤُونَهُ، وَعِلْمٌ يَدْرُسُونَهُ، فَزَنَى إِمَامُهُمْ، فَأَرَادُوا أَنْ يُقِيمُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، فَقَالَ لَهُمْ: أَلَيْسَ آدَمُ كَانَ يُزَوِّجُ بَنِيهِ مِنْ بَنَاتِهِ؟ فَلَمْ يُقِيمُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، فَرُفِعَ الْكِتَابُ، وَقَدْ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْجِزْيَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَأَنَا».
قال الهيثميُّ : رواه ابو يعلى، وَفِيهِ أَبُو سَعْدٍ الْبَقَّالُ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية رقم (2008) لأبي يعلى.
قال عقبه في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 275): وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ: ثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب، أبنا الربيع بن سليمان، أبنا الشافعي، أبنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ سَعِيدِ بْنِ الْمَرْزَبَانِ … فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ.
قالَ الْحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ الْعَاصِمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ يَقُولُ: وَهِمَ ابْنُ عيينة في هذا الإسناد، رواه عَنْ أَبِي سَعْدٍ الْبَقَّالِ فَقَالَ: عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ، وَنَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ هُوَ اللَّيْثِيُّ، وَإِنَّمَا هُوَ عِيسَى بْنُ عَاصِمٍ الْأَسْدِيُّ كُوفِيٌّ. قَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: وَالْغَلَطُ فِيهِ مِنَ ابْنِ عُيَيْنَةَ لَا مِنَ الشَّافِعِيِّ، فَقَدْ رَوَاهُ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ غَيْرُ الشَّافِعِيِّ فَقَالَ: نَصْرُ بْنُ عاصم.
20660 / 9799 – وَعَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ الْجِزْيَةَ مِنْ مَجُوسِ هَجَرَ، وَأَنَّ عُمَرَ أَخَذَهَا مِنْ مَجُوسِ فَارِسَ، وَأَخَذَهَا عُثْمَانُ مِنْ بَرْبَرَ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ 12/6، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ الْحُسَيْنِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي كَبْشَةَ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
20661 / 9799/2007– عن الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهم قَالَ: كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَجُوسِ هَجَرَ يَعْرِضُ عليهم الْإِسْلَامَ فَمَنْ أَسْلَمَ قُبِلَ مِنْهُ، وَمَنْ أَبَى ضرَبَ عَلَيْهِ الْجِزْيَةَ، عَلَى أَنْ لَا تنْكَحَ لَهُمُ امْرَأَةٌ وَلَا تُؤْكَلَ لَهُمْ ذَبِيحَةٌ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية رقم (2007) لأبي بكر.
قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 276): وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ في سننه: أبنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ الْأَصْبَهَانِيُّ، أبنا أَبُو عَمْرِو بْنِ حَمْدَانَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سفيان، أبنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ … فَذَكَرَهُ.
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: هَذَا مُرْسَلٌ، وَإِجْمَاعُ أَكْثَرِ الْمُسْلِمِينَ عَلَيْهِ يُؤَكِّدُهُ، وَلَا يَصِحُّ مَا رُوِيَ عَنْ حُذَيْفَةَ فِي نِكَاحِ مَجُوسِيَّةٍ.
20662 / 9799/2006– عَنْ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه إِلَى أُمَرَاءِ الْجِزْيَةِ أَنْ لَا تَضَعُوا الْجِزْيَةَ عَلَى النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانَ، وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه يَخْتِمُ أَهْلَ الْجِزْيَةِ فِي أَعْنَاقِهِمْ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية رقم (2006) لأبي بكر بن أبي شيبة.
ولفظه في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 277): عَنْ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ قَالَ: “كَتَبَ عُمَرُ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- إِلَى أُمَرَاءِ الْجِزْيَةِ أَنْ لَا يَضَعُوا الْجِزْيَةَ إِلَّا عَلَى مَنْ جَرَتْ عَلَيْهِ الْمَوَاسِي وَلَا يَضَعُوا الْجِزْيَةَ عَلَى النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ، وَكَانَ عُمَرُ يَخْتِمُ أَهْلَ الْجِزْيَةِ فِي أَعْنَاقِهِمْ “.
رواه البيهقي في سننه: أبنا أبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني، أبنا أبو عمرو بن حمدان، أبنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ … فَذَكَرَهُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مَوْقُوفٌ فِي سُنَنِ الْبَيْهَقِيِّ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ “أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى أُمَرَاءِ أَهْلِ الْجِزْيَةِ أَنْ لَا يَضَعُوا الْجِزْيَةَ إِلَّا عَلَى مَنْ جَرَتْ عَلَيْهِ الْمُوسَى. قَالَ: وَكَانَ لَا يَضْرِبُ الْجِزْيَةَ عَلَى النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ “.
قَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ: وَهَذَا هُوَ الْمَعْرُوفُ عِنْدَ أَصْحَابِنَا.
20663 / 9799/2005– عَنِ الْأَحْنَفِ قَالَ: إِنّ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه اشْتَرَطَ عَلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ ضِيَافَةَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، وَأَنْ يصنعوا الْقَنَاطِرَ، فَإِنْ قُتِلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي أَرْضِهِمْ فَعَلَيْهِمْ دِيَتُهُ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية رقم (2005) لمسدد.
قال عقبه في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 274): رواه البيهقي في سننه: أبنا محمد بن أبي المعروف الإسفراييني، أبنا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الرَّازِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، ثَنَا مُسْلِمٌ، ثَنَا هِشَامٌ، ثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الحسن، عن الأحنف بن قيست، “أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ … ” فَذَكَرَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: “وَإِنْ قُتِلَ بَيْنَهُمْ قَتِيلٌ فَعَلَيْهِمْ دِيَتُهُ “.
وَقَالَ غَيْرُهُ عَنْ هِشَامٍ: “وَإِنْ قُتِلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي أَرْضِهِمْ فَعَلَيْهِمْ دِيَتُهُ “.
20664 / 9800 – وَعَنِ السائب بن يزيد قَالَ: «شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا عَهَدَ إِلَى الْعَلَاءِ حِينَ وَجَّهَهُ إِلَى الْبَحْرَيْنِ قَالَ: وَلَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ جَهِلَ الْفَرْضَ وَالسُّنَنَ، وَيَحِلُّ لَهُ مَا سِوَى ذَلِكَ”. وَكَتَبَ لِلْعَلَاءِ: “أَنْ سُنُّوا بِالْمَجُوسِ سُنَّةَ أَهْلِ الْكِتَابِ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.
20665 / 9801 – وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ أَسْلَمَ فَلَا جِزْيَةَ عَلَيْهِ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.
باب القتال عن أهل الذمة
20666 / 9802 – عَنْ عَائِشَةَ «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لَا يُقَاتِلُ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ، إِلَّا عَنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ».
قال الهيثميُّ : رواه البزار، وَفِيهِ رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
20667 / 9801/3589– عن عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَدُّوا لِلْحُلَفَاءِ عُقُودَهُمُ الَّذِي عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ، قَالُوا: وَمَا عَقْدُهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْعَقْلُ عَنْهُمْ، وَالنَّصْرُ لَهُمْ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية رقم (3589) للحارث.
وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 510).
باب ما ينقض عهد أهل الذمة
20668 / 1124 – (د) زياد بن حدير – رحمه الله – : قال: قال عليٌّ: لِئنْ بقِيتُ لنَصارَى بني تغْلِبَ لأقْتُلَنَّ المُقَاتِلَةَ، ولأسْبِينَّ الذُّرِّيَّة، فإني كتبتُ الكتابَ بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا يُنَصِّرُوا أولادَهم. قال أبو داود: هذا حديث منكر.
20669 / 9803 – عَنْ غُرْفَةَ بْنِ الْحَارِثِ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، وَقَاتَلَ مَعَ عِكْرِمَةَ بْنِ أَبِي جَهْلٍ بِالْيَمَنِ فِي الرِّدَّةِ أَنَّهُ مَرَّ بِنَصْرَانِيٍّ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، يُقَالُ لَهُ: الْمَنْدِقُونَ، فَدَعَاهُ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَذَكَرَ النَّصْرَانِيُّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَتَنَاوَلَهُ، فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقَالَ: قَدْ أَعْطَيْنَاهُمُ الْعَهْدَ، فَقَالَ عَرَفَةُ: مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَكُونَ أَعْطَيْنَاهُمُ الْعُهُودَ وَالْمَوَاثِيقَ عَلَى أَنْ يُؤْذُونَا فِي اللَّهِ وَرَسُولِهِ، إِنَّمَا أَعْطَيْنَاهُمْ عَلَى أَنْ يُخَلَّى بَيْنَنَا وَبَيْنَ كَنَائِسِهِمْ، يَقُولُونَ فِيهَا مَا بَدَا لَهُمْ، وَأَنْ لَا نُحَمِّلَهُمْ مَا لَا طَاقَةَ لَهُمْ بِهِ، وَأَنْ نُقَاتِلَ مِنْ وَرَائِهِمْ، وَأَنْ يُخَلَّى بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَحْكَامِهِمْ، إِلَّا أَنْ يَأْتُونَا فَنَحْكُمَ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ، فَقَالَ عَمْرٌو: صَدَقْتَ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ اللَّيْثِ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ، وَضَعَّفَهُ جَمَاعَةٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
20670 / 9802/2004– عن مُجَاهِدٍ قَالَ: يُقَاتَلُ أَهْلُ الْأَوْثَانِ عَلَى الصَّلَاةِ، وَيُقَاتَلُ أَهْلِ الْكِتَابِ عَلَى الْجِزْيَةِ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية رقم (2004) لمسدد.
هو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 273) وقال: رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا وَكِيعٌ، ثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ … فَذَكَرَهُ.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ: ثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أبنا أَبُو عَمْرِو بْنِ حَمْدَانَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ … فَذَكَرَهُ.
20671 / 9802/1975– عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ: أِنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ نَخَسَ بامرأة مِنَ الْمُسْلِمِينَ حِمَارَهَا ثُمَّ جَاء يريدها، فَحَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه وَضَرَبَهُ، فَأَتَى عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَدَعَا الْمَرْأَةِ فَسَأَلَهَا فَصَدَّقَتْ عَوْفًا رَضِيَ الله عَنْه، فَأَمَرَ بِهِ فَصُلِبَ ثُمَّ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ فِي ذِمَّةِ مُحَمَّدٍ فلا تَظْلِمُوهُمْ، فمَنْ فَعَلَ مِنْهُمْ مِثْلَ هَذَا فَلَا ذِمَّةَ لَهُ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية رقم (1975) للحارث.
هو هكذا في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (4/ 273).
وانظره بعد حديث.
20672 / 9802/1973– عن مُحَمَّدٌ بْنُ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَلَفْظُهُ: شَهِدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَالَحَ نَصَارَى بني تَغْلِبَ عَلَى أَنْ لَا يُنَصِّرُوا أَوْلَادَهُمْ، فَإِنْ فَعَلُوا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمُ الذِّمَّةُ. قَالَ عَلِيٌّ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ: فَقَدْ وَاللَّهِ فَعَلُوا، فَوَاللَّهِ لئن تمَّ لِيَ الْأَمْرُ قتلتُ المقاتلة وسبيت الذرية.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية رقم (1973) لأبي يعلى.
وقد تقدم.
20673 / 9804 – وَعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّهُ أَبْصَرَ نَصْرَانِيًّا يَسُوقُ بِامْرَأَةٍ، فَنَخَسَ بِهَا فَصُرِعَتْ، فَتَحَلَّلَهَا، فَضَرَبْتُهُ بِخَشَبَةٍ مَعِي فَشَجَجْتُهُ، فَانْطَلَقْتُ إِلَى مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، فَقُلْتُ: أَجِرْنِي مِنْ عَمْرٍو، وَخَشِيتُ عَجَلَتَهُ، فَأَتَى عَمْرًا فَأَخْبَرَهُ، فَجَمَعَ بَيْنَنَا، فَلَمْ يَزَلْ بِالنَّصْرَانِيِّ حَتَّى اعْتَرَفَ، فَأَمَرَ لَهُ بِخَشَبَةٍ فَنُحِتَتْ، ثُمَّ قَالَ: لِهَؤُلَاءِ عَهْدٌ، فَفُوا لَهُمْ بِعَهْدٍ مَا وَفَوْا لَكُمْ، فَإِذَا بَدَّلُوا فَلَا عَهْدَ لَهُمْ. وَأَمَرَ بِهِ فَصُلِبَ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ. 13/6
وهو الماضي قبل حديث.