23894 / 805 – (خ م ت) أنس بن مالك – رضي الله عنه -: {إِنَّا فَتَحنَا لك فَتْحاً مبيناً} الفتح: 1 قال: الحُدْيبِيَةُ، فقال أصحابُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: هَنيئاً مَريئاً، فَمالنا؟ فأنزل الله عز وجل: {لِيُدْخِلَ المؤمنين والمؤمناتِ جَناتٍ تجري من تحتها الأنهار} الفتح: 5 قال شعبةُ: فقَدِمْتُ الكوفةَ، فحدَّثتُ بهذا كُلِّه عن قتادة، ثم رجَعتُ فذكرتُ له، فقال: أَمَّا {إِنَّا فَتَحنَا لك فَتْحاً مبيناً} فَعنْ أنسٍ، وأما «هنيئاً مريئاً» فَعنْ عِكْرِمَةَ. هذه رواية البخاري.
وأخرجه مسلم عن قَتادة عن أنس قال: لما نزلتْ {إِنَّا فَتَحنَا لك فَتْحاً مبيناً. ليغفر لَكَ اللَّهُ ما تقدَّمَ من ذنبك وما تأَخَّر ويُتمَّ نعمته عليك ويَهديَك صراطاً مستقيماً. ويَنْصُرَك اللَّه نصراً عزيزاً. هو الذي أنزل السَّكينةَ في قُلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً معَ إيمانهم وللَّه جنُودُ السموات والأرض وكان اللَّه عليماً حكيماً. لِيُدْخِلَ المؤمنين والمؤمناتِ جَنَّاتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويُكفِّرَ عنهم سَيِّئاتهم وكان ذلك عند اللَّه فَوزاً عظيماً} الفتح: 1-5 مَرْجِعهُ من الحديبية – وهم يُخَالِطُهُم الحزنُ والكآبةُ وقد نَحَر الهديَ بالحُدَيْبِية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد أُنزِلَتْ عليَّ آيةٌ هي أحبُّ إليَّ من الدُّنيا جميعاً» .
وأخرجه الترمذي عن قتادة عن أنس قال: أُنزِلَتْ على النبي صلى الله عليه وسلم {ليغفرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقدَّمَ من ذنبك وما تأَخَّرَ} مرجِعَهُ من الحديبية، فقال النبي: «لقد أُنزلت عليَّ آيةٌ أحَبُّ إليَّ مِمَّا على الأرضِ» ، ثم قرأها النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: هنيئاً مريئاً، يا رسولَ الله، لقد بَيَّنَ الله لك ما يُفعَل بك، فماذا يُفعَل بنا؟ فنزلت عليه {لِيُدْخِلَ المؤمنين والمؤمناتِ جَنَّاتٍ تجري من تحتها الأنهار – حتى بَلَغَ – فوزاً عظيماً}.
23895 / 806 – (خ ط ت) أسلم – رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يسيرُ في بعض أسفاره – وعُمر بنُ الخطابِ يسيرُ معهُ ليلاً – فسأله عمرُ عن شيء؟ فلم يُجِبْهُ، ثم سأله فلم يجبه، ثم سأله فلم يجبه، فقال عمر: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ عُمَرُ، نَزَرْتَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ثَلاثَ مَراتٍ، كلُّ ذلك لا يُجيبُكَ، قالَ عمرُ: فَحَرَّكتُ بعيري، حتى تقدَّمتُ أمامَ النَّاسِ، وخَشيتُ أنْ ينزلَ فيَّ قُرآنٌ، فما نَشِبْتُ أنْ سَمِعتُ صَارخاً يَصْرُخُ بي، فقلت: لقد خشيِتُ أن يكون قد نزلَ فِيَّ قرآن، فجئتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فسلَّمت عليه، فقال: لقد أُنزِلت عليَّ الليلةَ سورةٌ، لهيَ أحبُّ إليَّ مما طلَعَتْ عليه الشمسُ، ثم قرأ: {إِنَّا فَتَحنَا لك فَتْحاً مبيناً} أخرجه البخاري، والموطأ هكذا.
وأخرجه الترمذي عن أسْلَمَ، قال: سمعتُ عمر بن الخطاب يقول: كُنَّا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسْفَارِهِ … الحديث.
قوله تعالى: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} [1]
23896 / ز – عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَا: «أُنْزِلَتْ سُورَةُ الْفَتْحِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فِي شَأْنِ الْحُدَيْبِيَةِ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا».
أخرجه الحاكم في المستدرك (3762).
قوله تعالى: {هو الذي أنزل السكينة} [4]
23897 / ز – عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ} [الفتح: 4] قَالَ: «السَّكِينَةُ لَهَا وَجْهٌ كَوَجْهِ الْإِنْسَانِ، ثُمَّ هِيَ بَعْدُ رِيحٌ هَفَّافَةٌ».
أخرجه الحاكم في المستدرك (3766).
قَوْلُهُ تَعَالَى: {لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} [الفتح: 4]
23898 / 11344 – عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ {لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} [الفتح: 4] قَالَ: إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَلَمَّا صَدَّقُوا زَادَهُمُ الْحَجَّ، فَلَمَّا صَدَّقُوا زَادَهُمُ الْجِهَادَ، ثُمَّ أَكْمَلَ لَهُمْ دِينَهُمْ فَقَالَ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَأَوْثَقُ إِيمَانِ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ أَهْلُ الْأَرْضِ وَأَصْدَقُهُ وَأَكْمَلُهُ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ.
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قِيلَ فِيهِ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ وَقَدْ ضُعِّفَ.
قوله تعالى: {سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِن تُطِيعُواْ يُؤْتِكُمُ اللهُ أَجْراً حَسَناً وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً}، [الفتح: 16]
23899 / 11344/3739– عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِن تُطِيعُواْ يُؤْتِكُمُ اللهُ أَجْراً حَسَناً وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً (16) }إِلَى قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ” قَالَ: فَارِسُ، وَالرُّومُ “.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3739) لمسدد. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 83): هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
قوله تعالى: {وتعزروه وتوقروه} [9]
23900 / ز – عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: مَا قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَتُعَزِّرُوهُ} [الفتح: 9] ؟ قَالَ: «الضَّرْبُ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسَّيْفِ».
أخرجه الحاكم في المستدرك (3767).
قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ} [الفتح: 17].
23901 / 11345 – «عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَإِنِّي لَوَاضِعٌ الْقَلَمَ عَلَى أُذُنِي إِذْ أَمَرَ بِالْقِتَالِ، إِذْ جَاءَ أَعْمَى فَقَالَ: كَيْفَ بِي وَأَنَا ذَاهِبُ الْبَصَرِ؟ فَنَزَلَتْ {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ} [الفتح: 17]».
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ السُّحَيْمِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
23902 / 807 – (م ت د) أنس بن مالك – رضي الله عنه -: أَنَّ ثمانِينَ رجُلاً مِنْ أهْلِ مَكَّةَ، هَبَطُوا على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم من جَبَل التَنْعِيمِ مُسَلَّحِينَ – يُرِيدُونَ غِرَّةَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم – فأخَذَهم سلْماً، فاسْتَحْياهُم، وأنْزَلَ اللهُ عزَّ وجل: {وهو الذي كفَّ أَيديَهُمْ عنكم وأيدَيكم عنهم بِبَطْنِ مكة من بعد أنْ أظْفَرَكم عليهم} الفتح: 24 هذه رواية مسلم.
وفي رواية الترمذي، أَنَّ ثمانِينَ نزلُوا على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من جبل التنعيم عند صلاة الصبح؛ يُرِيدونَ أَنْ يقْتُلُوهُ، فأُخِذُوا، فأَعتقهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله {وهو الذي كفَّ أَيديَهُمْ عنكم وأيدَيكم عنهم … } الآية.
وأخرجه أبو داود بنحوه من مجموع الروايتين.
قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ} [الفتح: 25].
23903 / 11346 – عَنْ أَبِي جُمُعَةَ الْأَنْصَارِيِّ جُنَيْدِ بْنِ سَبْعٍ قَالَ: قَاتَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَوَّلَ النَّهَارِ كَافِرًا، وَقَاتَلْتُ مَعَهُ آخِرَ النَّهَارِ مُسْلِمًا، وَكُنَّا ثَلَاثَةَ رِجَالٍ وَتِسْعَ نِسْوَةٍ وَفِينَا نَزَلَتْ {وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ} [الفتح: 25].
قال الهيثميُّ: رواهُ الطبرانيُّ بِإِسْنَادَيْنِ رِجَالُ أَحَدِهِمَا ثِقَاتٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3740) لأبي يعلى. وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (6/ 271) وقال ( سبع) بدل (تسع).
قوله تعالى: {وألزمهم كلمة التقوى} [26]
23904 / 808 – (ت) أبي بن كعب – رضي الله عنه -: عن النبي صلى الله عليه وسلم {وألْزَمَهم كلمةَ التَّقْوَى} الفتح: 26 قال: «لا إله إلا الله» .أخرجه الترمذي.
23905 / ز – عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} [الفتح: 26] قَالَ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ».
أخرجه الحاكم في المستدرك (3769).
قَوْلُهُ تَعَالَى: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} [الفتح: 29].
23906 / 11347 – عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} [الفتح: 29] قَالَ: ” النُّورُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» “.
قال الهيثميُّ: رواهُ الطبرانيُّ فِي الصَّغِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَفِيهِ رَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَغَيْرُهُ وَضَعَّفَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ.
23907 / ز – عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: قَرَأَ رَجُلٌ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سُورَةَ الْفَتْحِ، فَلَمَّا بَلَغَ {كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ، فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} [الفتح: 29] قَالَ: «لِيَغِيظَ اللَّهُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِأَصْحَابِهِ الْكُفَّارَ» قَالَ: ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «أَنْتُمُ الزَّرْعُ وَقَدْ دَنَا حَصَادُهُ».
أخرجه الحاكم في المستدرك (3770).
23908 / ز – عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، {لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} [الفتح: 29] قَالَتْ: أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «أُمِرُوا بِالِاسْتِغْفَارِ لَهُمْ فَسَبُّوهُمْ».
أخرجه الحاكم في المستدرك (3771).
23909 / 11348 – وَعَنِ الْجُعَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ إِذْ جَاءَ الزُّبَيْرُ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَفِي وَجْهِهِ أَثَرُ السُّجُودِ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: مَنْ هَذَا؟ قِيلَ الزُّبَيْرُ، قَالَ: لَقَدْ أَفْسَدَ هَذَا وَجْهَهُ، أَمَا وَاللَّهِ مَا هِيَ السِّيمَاءِ الَّتِي سَمَّاهَا اللَّهُ، وَلَقَدْ صَلَّيْتُ عَلَى وَجْهِي مُنْذُ ثَمَانِينَ سَنَةً مَا أَثَّرَ السُّجُودُ بَيْنَ عَيْنَيَّ.
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.107/7