7542 / 4286 – (ت د س ه – هشام بن إِسحاق بن عبد الله بن كنانة رحمه الله ): عن أبيه قال: «أرسلني الوليد بن عُقبة – وهو أميرُ المدينةِ – إِلى ابن عباس يسألُه عن استسقاءِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ فأتيتُه فقال: خرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مُتَبذِّلاً مُتَواضعاً متضرعاً، حتى أتى المصلى فرَقِيَ المنبر، فلم يخطب خُطْبتَكم هذه، ولكن لم يَزَلْ في الدعاء والتضرُّعِ والتكبيرِ، ثم صلَّى ركعتين كما يصلي في العيد» .
وزاد في رواية: «متخشِّعاً» أخرجه الترمذي، وأخرجه أبو داود، ولم يذكر «متبذلاً» ، ولا «متخشِّعاً» ، وقال: روي الوليد بن عقبة، وابن عبتة والصواب: ابنُ عتبة.
وأَخرجه النسائي قال: «أرسلني فلان إِلى ابن عباس أَسألهُ عن صلاةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء؟ فقال: خرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم متضرِّعاً متواضعاً متبذِّلاً، فلم يخطُب نحو خُطبتِكم هذه، فصلَّى ركعتين» .
وله في أخرى قال: «أَرسلني أمير من الأمراء إِلى ابن عباس: أسألُه عن الاستسقاء؟ فقال ابنُ عباس: ما منعه أَن يسأَلني؟ خرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم متواضعاً متذِّللاً متخشِّعاً متضَرِّعاً، فصلى ركعتين كما يُصلِّي في العيدين، ولم يخطُب خطبتكم هذه» . وهي رواية ابن ماجه لكن قال : متواضعا متبذلا متخشعا مترسلا متضرعا. وأخرج الرواية الأولى، وأول حديثه قال: «سألتُ ابن عباس».
7543. / 4287 – (خ م د ط ت س ه – عبد الله بن زيد المازني رضي الله عنه ): قال: «خرج النبيُّ صلى الله عليه وسلم إِلى هذا المصلَّى يستسقي، فدعا واستسقى، ثم استقبل القبلة، فقلَب رداءه».
زاد في رواية: «ثم صلَّى ركعتين» . وقد جمعهما ابن ماجه في رواية.
قال البخاري: كان ابنُ عُيينةَ يقول: هو صاحبُ الأذان، و لكنه وهم؛ لأن هذا عبد الله بن زيد بن عاصم المازني، مازن الأنصار. أخرجه البخاري، ومسلم.
وفي رواية أَبي داود: «أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم خرج بالناس يستسقي، فصلى بهم ركعتين، جهرَ بالقراءة فيهما، وحوَّل رداءه، فدعا واستسقَى واستقبل القبلة» .
وله في أخرى قال: «خرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوماً يستسقي، فحوَّل إِلى الناس ظهره يدعو الله – قال سليمان: واستقبل القبلة وحوَّل رداءه، ثم صلى ركعتين، قال ابن أبي ذئب: وقرأ فيهما – زاد ابنُ السَّرْح: يريد الجهرَ. وفي أخرى بهذا الحديث – ولم يذكر الصلاة – قال: وحوَّل رداءه، وجعل عِطافه الأيمنَ على عاتقه الأيسر، وجعل عِطافُه الأيسر على عاتقه الأيمن، ثم دعا الله».
وفي أُخرى قال: «استسقى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وعليه خميصة له سوداءُ، فأراد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يأخذَ أسفلها فيجعلَه أعلاها، فلما ثَقُلت قَلَبها على عاتقه» .
وله في أخرى قال: «خرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إِلى المصلَّى، فاستسقى، وحوَّل رداءه حين استقبلَ القِبْلَةَ» . وأَخرج النسائي الرواية الأولى بالزيادة.
وله في أخرى: «أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم استسقى وعليه خميصة سوداءُ» .
وله في أخرى: «أنه خرجَ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يستسقي، فحوَّل رداءه، وحول للناس ظَهْرَه، ودعا، ثم صلَّى ركعتين فقرأ فجهر» .
وله في أخرى: «أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم استسقَى، وصلى ركعتين وقلب رداءه» .
وفي أخرى: «أنه رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء استقبل القبلة، وقلب الرداءَ، ورفع يديه» .
وأخرج رواية أبي داود الثانية، وروايتَه الآخرة. وأخرج الموطأ رواية أبي داود الآخرة. وأخرج الترمذي الرواية الأولى.
وقال ابن ماجه في رواية ثانية عن المسعودي عَنْ عَمِّهِ، أَنَّهُ شَهِدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «خَرَجَ إِلَى الْمُصَلَّى يَسْتَسْقِي، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَقَلَبَ رِدَاءَهُ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ».
7544 / 4288 – (خ) أبو إسحاق السبيعي : قال: «خرجَ عبدُ الله بنُ يزيد الخَطْمي الأَنصاري، وخرج معه البَرَاءُ بنُ عازب، وزيدُ بنُ أرقم فاسْتَسْقوْا، فقام زيد فاستسقى، فقام لهم على رِجْلَيْهِ على غير منبر، فاستغفر، ثم صلَّى ركعتين، يجهر بالقراءة، ولم يُؤذِّنْ ولم يُقِم» . أخرجه البخاري.
7545 / 4289 – (خ م ط د س) أنس بن مالك – رضي الله عنه -: قال: «أَصابت الناسَ سَنَة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبينما النبيُّ صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة قام أعرابي، فقال: يا رسول الله هلك المالُ، وجاعَ العِيال، فادْعُ الله لنا، فرفع يديه وما نرى في السماء قَزَعَة، فوالذي نفسي بيده، ما وضعهما حتى ثارَ السحابُ أمثالَ الجبال، ثم لم ينزلْ عن منبره حتى رأيتُ السحابَ يتحادَرُ على لحيته، فمُطرنا يومَنا ذلك، ومن الغد، ومن بعد الغد، والذي يليه، حتى الجمعةِ الأخرى، فقام ذلك الأعرابي – أو قال: غيرهُ – فقال: يا رسولَ الله، تهدَّم البناءُ، وغَرِق المال، فادْعُ الله لنا، فرفع يديه فقال: اللهم حوالَيْنا ولا علينا، فما يُشير بيده إِلى ناحية من السحاب إِلا انفرجت، وصارت المدينةُ مثل الجَوْبةِ، وسال وادي قَنَاةَ شهراً، ولم يأتِ أحد من ناحية إِلا حدَّث بالجَوْدِ» .
وفي أخرى: «أن رجلاً دخل المسجد يوم جمعة من بابٍ كان نحو دارِ القضاءِ، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطُب، فاستقبل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قائماً، ثم قال: يا رسولَ الله، هلكت الأموال، وانقطعت السُّبُل، فادْعُ الله يُغيثُنا، قال: فرفع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يديه، ثم قال: اللهُمَّ أغِثْنا، اللهم أغثنا، اللهم أَغثنا. قال أنس: ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قَزَعة، وما بيننا وبين سَلْع من بيت ولا دار، قال: وطلعتْ من ورائه سحابة مثلُ التُّرْسِ، فلما توَّسطت السماءَ انتشرتْ ثم أمطرتْ. قال: فلا والله، ما رأينا الشمس سَبْتاً. قال: ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعةِ المقبلةِ ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطُبُ، فاستقبله قائماً، فقال: يا رسولَ الله، هلكتِ الأموالُ، وانقطعت السُّبُلُ، فادْعُ الله يُمْسِكْها عَنَّا، قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه، ثم قال: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظِّرَابِ، وبُطُون الأودية، ومنابتِ الشجر، قال: فانقلعت وخرجنا نمشي في الشمس، قال شريك: فسألتُ أنسَ بنَ مالك: أهو الرجل الأول؟ قال: لا أدري» .
وفي أخرى قال: «كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يخطُبُ يوم الجمعة، فقام الناسُ، فصاحوا، فقالوا: يا رسولَ الله، قَحَطَ المطر، واحمَرَّت الشجرُ، وهلكتِ البهائِمُ، فادْعُ الله أن يَسْقِيَنَا، فقال: اللهم اسْقِنا – مرتين- وايْمُ الله، ما نرى في السماء قَزَعة من سحاب، فنشأتْ سحابة فأمطرت، ونزل عن المنبر فصلَّى بنا، فلما انصرف لم تَزَلْ تُمْطِرُ إِلى الجمعة التي تليها، فلما قام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يخطُب صَاحُوا إِليه: تهدَّمت البُيُوتُ، وانقطعتِ السبلُ، فادْعُ الله يَحبِسْهَا عنا، فتبسَّم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ثم قالَ: اللهم حَوالَينا ولا عَلينا، وتَكشَّطت المدينةُ، فجعلت تُمْطِرُ حولها، ولا تَمْطُرُ بالمدينةِ قطرة، فنظرتُ إِلى المدينة، وإنها لَفِي مثْلِ الإِكليل» . أخرجه البخاري، ومسلم.
وأخرجه البخاري مختصراً قال: «بينما رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يخطُبُ يوم الجمعةِ، إِذْ جاءَ رجل، فقال: يا رسولَ الله قَحَطَ المطرُ، فادْعُ الله أن يَسْقِيَنَا، فدعا فَمطرنا، فما كِدْنا أَن نَصِلَ إِلى منازِلنا، وما زلنا نُمْطَر إِلى الجمعةِ المقبلةِ، قال: فقام ذلكَ الرجلُ – أو غيره – فقال: يا رسولَ الله، ادْعُ الله أن يَصرِفَهُ عنا، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: اللهم حوالينا ولا علينا، قال: فلقد رأيتُ السحاب يتَقَطَّع يميناً وشِمالاً، يُمطَرون، ولا يُمْطَرُ أهلُ المدينةِ» .
وله في أخرى طرف قال: «بينما النبيُّ صلى الله عليه وسلم يخطُبُ يوم الجمعةِ، إِذْ قَامَ رجل، فقالَ: يا رسولَ الله، هَلَكَ الكُرَاع، هَلكَ الشاءُ، فادْعُ اللهَ أَن يَسقَينا، فَمدَّ يديه فدعا» .
وله طرف آخر: «رفع النبيُّ صلى الله عليه وسلم يديه حتى رأَيت بَيَاضَ إِبطيْه» .
وله في أخرى قال: «أتى رَجُل أعرابي من أَهل البدْوِ إِلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يومَ الجمعة، فقال: يا رسول الله، هلكت المواشي، هَلَكَ العِيال، هلك الناس، فرفع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يديه يدعو، ورفع الناس أيديَهم مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، يَدْعُون قال: فما خرجنا من المسجد حتى مُطِرْنا، فما زِلنا نُمْطَرُ حتى كانت الجمعةُ الأخرى، فأَتى الرجلُ إِلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسولَ الله، بَشِقَ المسافرُ، ومُنِعَ الطريقُ» .
وأَخرجه مسلم مختصراً قال: «جاء أعرابي إِلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم يومَ الجمعة، وهو على المنبر …». واقتص الحديث. وزاد «ورأَيت السحابَ يَتمزَّق كأنه المُلاءُ حين تُطْوَى» .
وله في أخرى بنحوه، وزاد: «فألَّف اللهُ بين السحاب وَمَلأَتْنا، حتى رأيتُ الرجل الشديد تَهُمُّه نفسُه أن يَأْتيَ أهلَه» .
وفي كتاب الحميدي: «ومَلأَتْنَا» ، وفي كتاب مسلم: «ومَلَتْنا» ، والذي وجدته في كتاب رزين: «وهَلتْنا» .
وأخرجه البخاري، والموطأ قال: «جاء رجل إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، هلكت المواشي، وتقطَّعتِ السُّبُل، فادْعُ الله، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمُطِرْنا من الجمعة إِلى الجمعة. قال: فجاء رجل إِلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، تهدَّمت البيوت، وانقطعتِ السُّبُل، وهلكت المواشي، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: اللهم ظُهورَ الجبال والآكام، وبُطُونَ الأوْدِيَة، ومنابتَ الشجر، قال: فانْجابَتْ عن المدينة انْجِيَابَ الثوب» .
وأخرجه أبو داود قال: «أصابَ أهلَ المدينةِ قَحْط على عهد رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فبينا هو يخطبنا يومَ جمعة، إِذْ قام رجل، فقال: يا رسول الله هلك الكُرَاع، وهلك الشّاءُ، فادْعُ الله أن يسقَيَنا، فمدَّ يَدَهُ، ودعا، قَال أنس: وَإِن السَّمَاءِ لَمِثْلُ الزُّجاجة، فهاجت ريح، ثم أنشأت سحاباً، ثم اجتمعَ، ثم أرسلت السماء عَزَالِيهَا، فخرجنا نَخُوضُ الماء حتى أَتينا منازلنا، فلم نَزَلْ نُمْطَرُ إِلى الجمعة الأخرى، فقام إِليه ذلك الرَجُلُ – أو غَيرُهُ – فقال: يا رسول الله، تَهَدَّمت البيوتُ، فادْعُ الله أَن يَحبِسَه، فتبسَّم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: حوالينا، ولا علينا، فنظرتُ إِلى السحابِ يتصدَّعُ حولَ المدينة، كأَنه إكليل» .
وفي أخرى له نحوه، وفيه: «وقال: فرفع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يديه حِذاءَ وجهه، فقال: اللهم اسقنا … » وساق نحوه. هكذا قال أبو داود، ولم يذكر لفظه.
وأَخرج النسائي الرواية الأولى، والثانية، ولم يذكر في أولها «من بابٍ كان نحو دارِ القضاء» ، وأخرج الرواية الثالثة، وأَخرج رواية الموطأ. وأَخرج رواية أبي داود الثانية، إِلا أن أبا داود لم يذكر لفظها.
وذكر النسائي قال: «بينا نحنُ في المسجد يوم الجمعةِ ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يخطُبُ الناسَ، فقامَ رجل، فقالَ: يا رسولَ الله، تقطَّعت السُّبُل، وهلكت الأموال، وأجدبت البلادُ، فادْعُ اللهَ أن يسقِيَنَا، فرفع رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم يديه حِذاءَ وجهه، فقال: اللهم اسْقِنا، فوالله ما نزلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن المنبر حتى أُوسِعنا مطراً، وأُمْطِرْنا ذلك اليوم إِلى الجمعة الأُخرى، فقام رجل – لا أَدري: هو الذي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: اسْتَسْقِ لنا، أم لا؟ فقال: يا رسول الله، انقطعت السُّبُل، وهلكت الأموال من كثرة الماء، فادْعُ اللهَ أَن يُمْسِكَ عنَّا الماءَ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: اللهمَّ حَوَالَينَا ولا عَلينا، ولكن على الجِبَالِ، ومنابتِ الشجرِ. قال: والله ما هو إِلا أنْ تَكَلَّمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بذلك: تمزَّقَ السحابُ حتى ما نرى منه شيئاً» .
وله في أخرى قال: «قَحَط المطرُ عاماً، فقام بعضُ المسلمين إِلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم في يوم جمعة، فقال: يا رسولَ الله، قحطَ المطرُ، وأجْدبت الأرض، وهلك المال. قال: فرفع يديه وما نرى في السماء سحابة، فمدَّ يديه، حتى رأيت بَياضَ إِبطَيْهِ، يستسقي الله عز وجلّ. قال: فما صلينا الجمعة حتى أهَمَّ الشابَّ القريبَ الدارِ الرجوعُ إِلى أهله، فدامت جمعة، فلما كانت الجمعةُ التي تليها، قالوا: يا رسول الله، تهدَّمَت البيوتُ، واحْتَبَسَ الرُّكْبان. قال: فتبسَّم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لِسُرْعة مَلالَةِ ابنِ آدم، وقال بيديه: اللهم حوالَينا، ولا علينا، فَتكشَّطتْ عنِ المدينة».
7546 / 4290 – (د) عائشة – رضي الله عنها -: قالت: «شَكَا الناسُ إِلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قُحُوط المطر، فَأمَرَ بِمِنبَر، فَوُضِعَ له في المصلَّى، ووعد الناسَ يوماً يخرجون فيه، قالتْ عائشةُ: فخرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حينَ بَدا حاجبُ الشمسِ، فقعدَ على المنبرِ، فكبَّرَ وحَمِدَ الله، ثمَّ قالَ: إِنكم شَكَوْتُم جَدْبَ دِياركم، واسْتِئْخَارِ المطر عن إِبَّانِ زمانه عنكم، وقد أمركم اللهُ أن تَدْعُوهُ، ووعدكُم أن يستجيبَ لكم، ثم قال: الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، لا إِلهَ إِلا الله، يفعلُ ما يُريد، اللهم أنت الله، لا إِله إِلا أنتَ الغنيُّ، ونحن الفقراء، أنْزِلْ علينا الغيث، واجعلْ ما أنزلت لنا قوةً وبلاغاً إِلى حين، ثم رفع يده، فلم يترك الرفع حتى بدا بياضُ إِبطيْه، ثم حوَّل إِلى الناسِ ظهره، وقَلَبَ – أو حوَّل – رداءه، وهو رافع يده، ثم أقبل على الناس، ونزل فصلَّى ركعتين، فأنشَأَ اللهُ سحابة، فرَعَدت وبَرَقَت، ثم أمْطَرَتْ بإِذن الله، فلم يأتِ مسجدَه حتى سالت السيول، فلما رأى سُرْعَتَهُم إِلى الكِنِّ ضحك حتى بدت نواجذُه، فقال: أشهدُ أنَّ اللهَ على كلِّ شيء قَدير، وأَنِّي عبدُ اللهِ ورسولُهُ» . أخرجه أبو داود.
7547 / 4291 – (خ م ت) عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه -: قال: «إن قريشاً أبطؤوا عن الإسلامِ، فدعا عليهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فأخذتْهم سَنَة، حتى هلكوا فيها، وأكلوا الميْتةَ، والعِظَامَ، فجاءه أبو سفيان، فقال: يا محمد، جئتَ تأمر بِصِلَة الرحِم، وَإِن قَومَك هلكُوا، فادْعُ اللهَ لهم ، فقرأ: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تأتي السَّماءُ بِدُخَانٍ مُبينٍ} الدخان: 10 ثم عادوا إِلى كفرهم، فذلك قوله تعالى: {يَوْمَ نَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبْرَى} الدخان: 16 يوم بدر» .
زاد في رواية: «فدعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فسُقُوا الغَيْثَ، فأطْبَقَتْ عليهم سبعاً، وشكا الناسُ كثرةَ المطر، قال: اللهم حوالينا، ولا علينا، فانحدرتِ السحابةُ عن رأسه، فسُقوا الناسُ حولَهم» .
وفي رواية: «أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم لما رأى من الناس إِدْباراً قال: اللهم سبعاً كسبع يوسف، فأخذتهم سَنة حَصَّتْ كل شيء، حتى أكلوا الجلودَ والميتة والجِيَف … » وذكر الحديث.
وقد تقدَّم ذِكْره في تفسير (سورة الدخان) من كتاب التفسير، من حرف التاء، وقد أَخرج الحديث البخاري ومسلم، والترمذي، والرواية الأولى ذكرها البخاري، والمعنى متفق، فلذلك أعلمنا العلائم الثلاث.
7548 / 4292 – (خ م د س ه – أنس بن مالك رضي الله عنه ): قال: «كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه في شيء من دعائه إِلا في الاستسقاء، فإِنَّهُ كان يرفع حتى يُرَى بياضُ إِبطيه» . أخرجه البخاري ومسلم وابن ماجه.
ولمسلم قال: «رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الدعاء حتى يُرى بياضُ إِبطيه».
وفي أخرى: «أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَسقَى، فأشار بظهر كَفَّيه إِلى السماء» .
وفي رواية أبي داود: «أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع يديه … وذكر الرواية الأولى» .
وله في أخرى: «أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يستسقي هكذا، ومدَّ يَديْهِ، وجعل بُطُونهما مما يلي الأرض، حتى رأيتُ بياض إبطيه» .
وأخرج النسائي الرواية الأولى. وله في أخرى إِلى قوله: «في الاستسقاء».
7549 / 4293 – (د ت س) عُمير مولى آبي اللحم – رضي الله عنه -: «أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي عند أحجار الزَّيت قريباً من الزَّوْراء، قائماً يدعو يستسقي، رافعاً يديه قِبل وجهه، لا يُجاوز بهما رأْسه» . أخرجه أبو داود.
وأخرجه الترمذي عن عمير مولى آبي اللحم، عن آبي اللحم، وقال: كذا قال قتيبة في هذا الحديث عن آبي اللحم، قال: ولا يعرف له عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم- إِلا هذا الحديث الواحد وعمير مولى آبي اللحم قد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، وله صحبة.
ولفظ الترمذي: «أنه رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم عند أحجارِ الزيتِ يستَسقِي وهو مُقْنِع بكفَّيهِ يدعو» . وأخرجه النسائي مثل الترمذي رواية ولفظاً.
7550 / 4294 – (د) محمد بن إبراهيم التيمي – رحمه الله -: قال: «أَخبرني مَن رأى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يدعو عند أحجار الزيت باسطاً كَفَّيه». أَخرجه أبو داود.
7551 / 4295 – (د) جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما -: قال: «رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يُواكي، فقال: اللهم اسْقِنا غيثاً مغيثاً مَريئاً مَريعاً، نافعاً غير ضار، عاجلاً غير آجل، قال: فأطبقت عليهم السماءُ» أخرجه أبو داود.
وفي رواية ذكرها رزين قال: «كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إِذا استسقى قال: اللهم اسْقِ بلادَك، وارْحَمْ عبادك، وانْشُرْ رحمتَك، وأَحْي بَلَدَكَ الميت، اللهم اسْقِنا غيثاً مريئاً مريعاً، نافعاً غير ضار، عاجلاً غير رائث، قال: وكان إِذا استَسقى يمد يديه ويجعل بطونَهما مما يلي الأرض، ويرفع حتى أرى بياض إِبطيه».
7552 / 4296 – (ط د) عمرو بن شعيب – رحمه الله -: عن أبيه عن جده: «أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إِذا استسقى: اللهم اسْقِ عبادَك وبهائِمكَ، وانشُرْ رَحمتَكَ وأَحْيِ بَلدَكَ الميت» . أخرجه الموطأ، وأبو داود، إِلا أن الموطأ لم يذكر: عن أبيه، عن جده.
7553 / 4297 – (خ) أنس بن مالك – رضي الله عنه -: «أن عمرَ بنَ الخطاب كان إِذا قَحَطوا استسقى بالعباس، فقال: اللهم إِنا كُنا نَتوسَّلُ إِليكَ بنبيِّكَ فَتَسْقِيَنا، وإِنا نتوسَّلُ إِليكَ بِعَمِّ نبيِّك صلى الله عليه وسلم فاسْقِنا فيُسْقَوْن» . أَخرجه البخاري.
7554 / 4298 – (خ ه – عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ): قال: «ربما ذَكَرتُ قولَ الشاعر – وأنا أنظرُ إِلى وجه رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يَسْتَسْقِي، فما ينزلُ حتى يجيِشَ كُلُّ ميزاب:
وَأبْيَضَ يُستسقى الغمامُ بوجهه ثمال اليتامَى عِصمة للأرامل
وهو قول أبي طالب. وهي رواية ابن ماجه.
وفي رواية عبد الله بن دينار، قال: «سمعتُ ابنَ عمر يتمثَّلَ بشعر أبي طالب … » وذَكر البيت. أخرجه البخاري.
7555 / ز – عَنِ ابْنِ عُمَرَ , قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ فِي الْعِيدَيْنِ وَفِي الِاسْتِسْقَاءِ».
رواه الدارقطني في السنن (1803).
7556 / 4299 – (ط) أنس بن مالك – رحمه الله -: بلغه: «أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: إِذا أنشأت بَحْريَّة ثم تشاءَمَتْ: فتلك عَيْن غُدَيقة» . أَخرجه الموطأ.
7557 / 4300 – (خ س) عائشة – رضي الله عنها -: «أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان إِذا رَأَى المطر قال: اللهم اجعَلهُ صيِّباً نافعاً» . أخرجه البخاري، والنسائي.
7558 / 4301 – (م د) أنس بن مالك – رضي الله عنه -: قال: «أصابنا – ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مَطَر، فحَسَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ثوبَه، حتى أصابه من المطر، قلنا: يا رسول الله لِمَ صنَعتَ هذا؟ قال: إِنَّهُ حديث عَهْد بربِّه» . أَخرجه أبو داود.
7559 / 1268 – ( ه – أَبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ) قَالَ: «خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا يَسْتَسْقِي، فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ بِلَا أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ، ثُمَّ خَطَبَنَا وَدَعَا اللَّهَ وَحَوَّلَ وَجْهَهُ نَحْوَ الْقِبْلَةِ رَافِعًا يَدَيْهِ، ثُمَّ قَلَبَ رِدَاءَهُ فَجَعَلَ الْأَيْمَنَ عَلَى الْأَيْسَرِ وَالْأَيْسَرَ عَلَى الْأَيْمَنِ». أخرجه ابن ماجه.
7560 / 1269 – ( ه – لِكَعْبٍ بن مرة رضي الله عنه ): قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَسْقِ اللَّهَ فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مَرِيئًا مَرِيعًا طَبَقًا عَاجِلًا غَيْرَ رَائِثٍ، نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ» ، قَالَ: فَمَا جَمَّعُوا حَتَّى أُحْيُوا، قَالَ: فَأَتَوْهُ فَشَكَوْا إِلَيْهِ الْمَطَرَ، فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا» قَالَ: فَجَعَلَ السَّحَابُ يَنْقَطِعُ يَمِينًا وَشِمَالًا. أخرجه ابن ماجه.
7561 / 1270 – ( ه – ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه ) قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ جِئْتُكَ مِنْ عِنْدِ قَوْمٍ مَا يَتَزَوَّدُ لَهُمْ رَاعٍ، وَلَا يَخْطِرُ لَهُمْ فَحْلٌ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا مَرِيئًا طَبَقًا مَرِيعًا غَدَقًا عَاجِلًا غَيْرَ رَائِثٍ» ثُمَّ نَزَلَ، فَمَا يَأْتِيهِ أَحَدٌ مِنْ وَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ إِلَّا قَالُوا قَدْ أُحْيِينَا. أخرجه ابن ماجه.
7562 / 1271 – ( ه – أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ) أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «اسْتَسْقَى حَتَّى رَأَيْتُ أَوْ رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ» قَالَ مُعْتَمِرٌ: أُرَاهُ فِي الِاسْتِسْقَاءِ. أخرجه ابن ماجه.
7563 / 3278 – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” «قَالَ رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ: لَوْ أَنَّ عَبِيدِي أَطَاعُونِي لَأَسْقَيْتُهُمُ الْمَطَرَ بِاللَّيْلِ وَأَطْلَعْتُ عَلَيْهِمُ الشَّمْسَ بِالنَّهَارِ وَلَمَا أَسْمَعْتُهُمْ صَوْتَ الرَّعْدِ»”.
رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْبَزَّارُ، وَزَادَ فِيهِ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” «جَدِّدُوا إِيمَانَكُمْ ” قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَكَيْفَ نُجَدِّدُ إِيمَانَنَا؟ قَالَ: “جَدِّدُوا إِيمَانَكُمْ بِقَوْلِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» “. وَقَالَ: لَا يُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ.
قُلْتُ: وَمَدَارُهُ عَلَى صَدَقَةَ بْنِ مُوسَى الدَّقِيقِيِّ ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ وَقَالَ مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ الدَّقِيقِيُّ، وَكَانَ صَدُوقًا.
7564 / 3279 – وَعَنْ أَنَسٍ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا هَاجَتِ الرِّيحُ عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ».
رَوَاهُ أَحْمَدُ وَرِجَالُهُ مُوَثَّقُونَ. 211/2
7565 / 3280– وَعَنْ مُعَاوِيَةَ اللَّيْثِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” «يَكُونُ النَّاسُ مُجْدِبِينَ فَيُنْزِلُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَيْهِمْ رِزْقًا مِنْ رِزْقِهِ فَيُصْبِحُونَ مُشْرِكِينَ ” فَقِيلَ لَهُ: وَكَيْفَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ” يَقُولُونَ مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا» “.
قال الهيثميّ : رواه أحمد وَالْبَزَّارُ وَالْطَبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ وَرِجَالُهُ مُوَثَّقُونَ.
وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (660) لأبي داود.
وقال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (2/ 344): رواه الطيالسي وعنه أحمد بن حنبل بسند حَسَن.
7566 / 3281 – وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: «قَحَطَ الْمَطَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلْنَا نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَسْتَسْقِيَ لَنَا، فَاسْتَسْقَى، فَغَدَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا هُوَ بِقَوْمٍ يَتَحَدَّثُونَ فَقَالُوا: سُقِينَا اللَّيْلَةَ بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى قَوْمٍ نِعْمَةً إِلَّا أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ» “.
قال الهيثميّ : رواه البزار وَالْطَبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ،، وَفِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَفِيهِ كَلَامٌ.
7567 / 3282 – وَعَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: «سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ السُّنَّةِ فِي صَلَاةِ الِاسْتِسْقَاءِ فَقَالَ: السُّنَّةُ فِي صَلَاةِ الِاسْتِسْقَاءِ مِثْلُ السُّنَّةِ فِي صَلَاةِ الْعِيدِ، خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَسْقِي فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَقَرَأَ فِيهِمَا وَكَبَّرَ فِي الْأُولَى سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ وَفِي الثَّانِيَةِ خَمْسَ تَكْبِيرَاتٍ».
قُلْتُ: هُوَ فِي السُّنَنِ مِنْ غَيْرِ بَيَانٍ لِلتَّكْبِيرِ. رَوَاهُ الْبَزَّارُ،، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ الزُّهْرِيُّ وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
7568 / 3283 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «أَمْحَلَ النَّاسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُ الْمُسْلِمُونَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَحَطَ الْمَطَرُ وَيَبِسَ الشَّجَرُ (وَهَلَكَتِ الْمَوَاشِي) وَأَسِنَتِ النَّاسُ فَاسْتَسْقِ لَنَا رَبَّكَ، فَقَالَ: ” إِذَا كَانَ يَوْمُ كَذَا وَكَذَا فَاخْرُجُوا وَاخْرُجُوا مَعَكُمْ بِصَدَقَاتٍ “، فَلَمَّا كَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاسُ، يَمْشِي وَيَمْشُونَ وَعَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ، حَتَّى أَتَى الْمُصَلَّى فَتَقَدَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَتَيْنِ يَجْهَرُ فِيهِمَا بِالْقِرَاءَةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ وَالِاسْتِسْقَاءِ فِي الرَّكْعَةِ الْأَوْلَى بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ اسْتَقْبَلَ الْقَوْمَ بِوَجْهِهِ، وَقَلَبَ رِدَاءَهُ ثُمَّ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَكَبَّرَ تَكْبِيرَةً قَبْلَ أَنْ يَسْتَسْقِيَ ثُمَّ قَالَ: ” اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا رَحْبًا رَبِيعًا وَجَدًّا غَدَقًا طَبَقًا مُغْدِقًا هَنِيئًا مُرِيعًا مُرْبِعًا وَابِلًا شَامِلًا مُسْبِلًا نَجْلًا دَائِمًا دَرَرًا نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ عَاجِلًا غَيْرَ رَائِثٍ، اللَّهُمَّ تُحْيِي بِهِ الْبِلَادَ وَتُغِيثُ بِهِ الْعِبَادَ 212/2 وَتَجْعَلُهُ بَلَاغًا لِلْحَاضِرِ مِنَّا وَالْبَادِ، اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا فِي أَرْضِنَا زِينَتَهَا وَأَنْزِلْ (عَلَيْنَا) فِي أَرْضِنَا سَكَنَهَا اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا فَأَحْيِي بِهِ بَلْدَةً مَيْتَةً وَاسْقِهِ مَا خَلَقْتَ أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا “، قَالَ: فَمَا بَرِحُوا حَتَّى أَقْبَلَ قَزَعٌ مِنَ السَّحَابِ فَالْتَأَمَ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ ثُمَّ مَطَرَتْ عَلَيْهِمْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ لَا تُقْلِعُ عَنِ الْمَدِينَةِ».
قُلْتُ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِ مَا فِي الصَّحِيحِ. رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ مُجَاشِعُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: قَدْ رَأَيْتُهُ أَحَدَ الْكَذَّابِينَ.
7569 / 3284/661– عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَمَطَّرُ فِي أَوَّلِ مَطْرَةٍ فَيَنْزِعُ ثِيَابَهُ إِلَّا الإزارة.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (661) لأبي يعلى. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (2/ 344): رواه أبو يعلى بسند فيه يزيد الرقاشي.
7570 / ز – عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: «اسْتَسْقَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ لِيَتَحَوَّلَ الْقَحْطُ».
أخرجه الحاكم في المستدرك رقم (1256).
7571 / ز – عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: «اسْتَسْقَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ لِيَتَحَوَّلَ الْقَحْطُ»
رواه الدارقطني في السنن (1798).
7572 / 3284 – وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَنَسٍ قَالَا: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَسْقَى قَالَ: ” اللَّهُمَّ اسْقِنَا سَقْيًا وَادِعَةً نَافِعَةً تُشْبِعُ بِهَا الْأَمْوَالَ وَالْأَنْفُسَ غَيْثًا (هَنِيئًا) مَرِيئًا طَبَقًا مُجَلَّلًا يَتَّسِعُ بِهِ بَادِينَا وَحَاضَرُنَا، تُنْزِلُ بِهِ مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ وَتُخْرِجُ لَنَا (بِهِ) مِنْ بَرَكَاتِ الْأَرْضِ وَتَجْعَلُنَا عِنْدَهُ مِنَ الشَّاكِرِينَ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ» “.
قال الهيثمي: رواه الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَارِثُ التَّيْمِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
7573 / 3285 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَسْقَى فَقَالَ: ” اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا مَرِيعًا طَبَقًا عَاجِلًا غَيْرَ رَائِثٍ نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ “، فَمَا لَبِثْنَا أَنْ مُطِرْنَا حَتَّى سَالَ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى أَتَوْهُ فَقَالُوا: قَدْ غَرِقْنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا» “.
قال الهيثمي: رواه الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي لَيْلَى، وَفِيهِ كَلَامٌ كَثِيرٌ.
7574 / 3286 – وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ ضُحًى فَكَبَّرَ ثَلَاثَ تَكْبِيرَاتٍ ثُمَّ قَالَ: ” اللَّهُمَّ اسْقِنَا ثَلَاثًا اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا سَمْنًا وَلَبَنًا وَشَحْمًا وَلَحْمًا”، وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ سَحَابًا، فَثَارَتْ رِيحٌ وَغُبْرَةٌ ثُمَّ اجْتَمَعَ سَحَابٌ فَصَبَّتِ السَّمَاءُ فَصَاحَ أَهْلُ الْأَسْوَاقِ وَثَارُوا إِلَى سَقَائِفِ الْمَسْجِدِ وَإِلَى بُيُوتِهِمْ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ فَسَالَتِ الطَّرِيقُ وَرَأَيْنَا ذَلِكَ الْمَطَرَ عَلَى أَطْرَافِ شَعْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى كَتِفَيْهِ وَمَنْكِبَيْهِ كَأَنَّهُ الْجُمَانُ، فَانْصَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَانْصَرَفْتُ أَمْشِي عَلَى مَشْيِهِ وَهُوَ يَقُولُ: ” هَذَا أَحْدَثُكُمْ بِرَبِّهِ ” قَالَ أَبُو أُمَامَةَ: مَا رَأَيْتُ عَامًا قَطُّ أَكْثَرَ سَمْنًا وَلَبَنًا وَشَحْمًا وَلَحْمًا، إِنْ هُوَ إِلَّا فِي الطَّرِيقِ مَا يَكَادُ يَشْتَرِيهِ أَحَدٌ، ثُمَّ انْصَرَفَ نَحْوَ الرِّجَالِ فَوَعَظَهُمْ وَنَهَاهُمْ ثُمَّ انْصَرَفَ نَحْوَ النِّسَاءِ فَوَعَظَهُنَّ فَشَدَّدَ عَلَيْهِنَّ فِي الْحَرِيرِ وَالذَّهَبِ، فَأَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَلَغَنَا 213/2 أَنَّكَ شَدَّدْتَ فِي لُبْسِ الْحَرِيرِ وَالذَّهَبِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنِّي لَأُحِبُّ الْجَمَالَ، حَتَّى مِنْ حُبِّي الْجَمَالَ جَعَلْتُ حِرَازَ سَوْطِي هَذَا مِنْ جِلْدِ نَمِرٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، وَإِنَّمَا الْكِبْرُ مَنْ جَهِلَ الْحَقَّ وَغَمَصَ النَّاسَ بِعَيْنَيْهِ»”.
قال الهيثمي: رواه الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَفِيهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ وَكِلَاهُمَا ضَعِيفٌ.
7575 / 3287 – وَعَنْ عُمَرَ بْنِ خَارِجَةَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ جَدِّهِ سَعْدٍ «أَنَّ قَوْمًا شَكَوْا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَحْطَ الْمَطَرِ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَجْثُوا عَلَى الرُّكَبِ، فَجَثَوْا، قَالَ: ” فَقُولُوا: يَا رَبِّ ” فَفَعَلُوا، فَسُقُوا حَتَّى أَحَبُّوا أَنْ يَكْشِفَ عَنْهُمْ».
قال الهيثمي: هَذَا لَفْظُهُ عِنْدَ الْبَزَّارِ، وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ: عَامِرُ بْنُ خَارِجَةَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ سَعْدٍ «أَنَّ قَوْمًا شَكَوْا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَحْطَ الْمَطَرِ فَقَالَ: ” اجْثُوا عَلَى الرُّكَبِ وَقُولُوا: يَا رَبِّ يَا رَبِّ ” وَرَفَعَ السَّبَّابَةَ إِلَى السَّمَاءِ، فَسَقَوْا حَتَّى أَحَبُّوا أَنْ يَكْشِفَ عَنْهُمْ».
وَالصَّوَابُ رِوَايَةُ الطَّبَرَانِيِّ، وَقَوْلُهُ: عَامِرٌ كَذَلِكَ ذَكَرَهُ الذَّهَبِيُّ فِي تَرْجَمَةِ عَامِرِ بْنِ خَارِجَةَ وَضَعَّفَهُ.
7576 / 3288 – وَعَنْ رَقِيقَةَ بِنْتِ أَبِي صَيْفِيِّ بْنِ هَاشِمٍ وَكَانَتْ وَالِدَةَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَتْ: تَتَابَعَتْ عَلَى قُرَيْشٍ سِنُونَ أَقْحَلَتِ الضَّرْعَ وَأَدَقَّتِ الْعَظْمَ، فَبَيْنَا أَنَا رَاقِدَةُ الْهَمِّ أَوْ مَهْمُومَةٌ إِذَا هَاتِفٌ يَصْرُخُ صَوْتُ صَحَلٍ يَقُولُ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إِنَّ هَذَا النَّبِيَّ مَبْعُوثٌ قَدْ أَظَلَّتْكُمْ أَيَّامُهُ وَهَذَا إِبَّانُ نُجُومِهِ فَحَيَّهَلَا بِالْحَيَاءِ وَالْخِصْبِ أَلَا فَانْظُرُوا رَجُلًا مِنْكُمْ وَسِيطًا عَظِيمًا جُسَامًا أَبْيَضَ وَضَّاءً أَوْطَفَ أَهْدَبَ سَهْلَ الْخَدَّيْنِ أَشَمَّ الْعِرْنِينِ لَهُ فَخْرٌ يَكْظِمُ عَلَيْهِ، وَسُنَّةٌ يَهْدِي إِلَيْهِ فَلْيُخَلِّصْ هُوَ وَوَلَدُهُ وَلْيَهْبِطْ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ بَطْنٍ رَجُلٌ فَلْيَشُنُّوا مِنَ الْمَاءِ وَلْيَمَسُّوا مِنَ الطِّيبِ وَلْيَسْتَلِمُوا الرُّكْنَ ثُمَّ لْيَرْقُوا أَبَا قُبَيْسٍ ثُمَّ لْيَدْعُ الرَّجُلُ وَلْيُؤُمِّنِ الْقَوْمُ فَغُثْتُمْ مَا شِئْتُمْ فَأَصْبَحْتُ عَلِمَ اللَّهُ فَاقْشَعَرَّ جِلْدِي وَوَلِهَ عَقْلِي وَاقْتَصَصْتُ رُؤْيَايَ وَنِمْتُ فِي شِعَابِ مَكَّةَ فَوَالْحُرْمَةِ وَالْحَرَمِ مَا بَقِيَ بِهَا أَبْطَحُ إِلَّا قَالَ: هَذَا شَيْبَةُ الْحَمْدِ وَتَنَاهَتْ إِلَيْهِ رِجَالَاتُ قُرَيْشٍ وَهَبَطَ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ بَطْنٍ رَجُلٌ فَشَنُّوا وَمَشَوْا وَاسْتَلَمُوا ثُمَّ ارْتَقَوْ أَبَا قُبَيْسٍ وَاصْطَفُّوا حَوْلَهُ مَا يَبْلُغُ سَعْيُهُمْ مَهْلَهُ حَتَّى إِذَا اسْتَوَوْا بِذُرْوَةِ الْجَبَلِ قَامَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَمَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 214/2 غُلَامٌ قَدْ أَيْفَعَ أَوْ كَرُبَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: ” اللَّهُمَّ سَادَّ الْخَلَّةَ كَاشِفَ الْكُرْبَةِ أَنْتَ مُعَلِّمٌ غَيْرُ مُعَلَّمٍ وَمَسْئُولٌ غَيْرُ مُبَخَّلٍ وَهَذِهِ عَبِيدُكَ وَإِمَاؤُكَ وَبِعَذَرَاتِ حُرَمِكَ يَشْكُونَ إِلَيْكَ سَنَتُهُمْ، أَذْهَبَ الْخُفَّ وَالظَّلَفَ، اللَّهُمَّ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا غَيْثًا مُغْدِقًا مُرِيعًا، فَوَرَبِّ الْكَعْبَةِ مَا رَامُوا حَتَّى تَفَجَّرَتِ السَّمَاءُ بِمَائِهَا وَاكْتَظَّ الْوَادِي بِثَجِيجِهِ فَسَمِعْتُ شِيخَانَ قُرَيْشٍ وَجِلَّتَهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُدْعَانَ وَحَرْبَ بْنَ أُمَيَّةَ وَهِشَامَ بْنَ الْمُغِيرَةِ يَقُولُونَ لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ: هَنِيئًا لَكَ أَبَا الْبَطْحَاءِ وَفِي ذَلِكَ تَقُولُ رَقِيقَةُ بِنْتُ أَبِي صَيْفِيٍّ:
لِشَيْبَةِ الْحَمْدِ أَسْقَى اللَّهُ بَلْدَتَنَا وَقَدْ فَقَدْنَا الْحَيَا وَاجْلَوَّذَ الْمَطَرُ
فَجَادَ بِالْمَاءِ جُونِيٌّ لَهُ سُبُلُ سَحًّا فَعَاشَتْ بِهِ الْأَنْعَامُ وَالشَّجَرُ
مَنًّا مِنَ اللَّهِ بِالْمَيْمُونِ طَائِرُهُ وَخَيْرُ مَنْ بُشِّرَتْ يَوْمًا بِهِ مُضَرُ
مُبَارَكُ الْأَمْرِ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِهِ مَا فِي الْأَنَامِ لَهُ عَدْلٌ وَلَا خَطَرُ
قال الهيثمي: رواه الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَفِيهِ زَحْرُ بْنُ حِصْنٍ قَالَ الذَّهَبِيُّ: لَا يُعْرَفُ.
7577 / 3289 – وَعَنْ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ قَالَ: «اسْتَسْقَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَبُو لُبَابَةَ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ: إِنَّ التَّمْرَ فِي الْمَرَابِدِ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: ” اللَّهُمَّ اسْقِنَا حَتَّى يَقُومَ أَبُو لُبَابَةَ عُرْيَانًا فَيَسُدَّ مَبْعَثَ مِرْبَدِهِ بِإِزَارِهِ ” وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ سَحَابًا فَأَمْطَرَتْ فَاجْتَمَعُوا إِلَى أَبِي لُبَابَةَ فَقَالُوا: إِنَّهَا لَا تُقْلِعُ حَتَّى تَقُومَ عُرْيَانًا وَتَسُدَّ مَبْعَثَ مِرْبَدِكَ بِإِزَارِكَ فَفَعَلَ فَأَصْحَتْ».
قال الهيثمي: رواه الطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيرِ، وَفِيهِ مَنْ لَا يُعْرَفُ.
7578 / 3290 – وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى الْمَطَرَ قَالَ: ” اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا» “.
قال الهيثميّ : رواه البزار، وَفِيهِ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمِ بْنِ صُهَيْبٍ، وَفِيهِ كَلَامٌ.
7579 / 3291 – وَعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو إِذَا اسْتَسْقَى: ” اللَّهُمَّ أَنْزِلْ فِي أَرْضِنَا بَرَكَتَهَا وَزِينَتَهَا وَسَكَنَهَا» “. وَفِي رِوَايَةٍ: ” وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ”.
قال الهيثمي: رَوَاهُمَا الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْبَزَّارُ بِاخْتِصَارٍ وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ أَوْ صَحِيحٌ.
7580 / 3292 – وَعَنِ الشِّفَاءِ أُمِّ سُلَيْمَانَ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ 215/2 وَسُلَّمَ اسْتَسْقَى يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي الْمَسْجِدِ وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: ” اسْتَغْفَرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ” وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ».
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَفِيهِ خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ وَهُوَ ضَعِيفٌ لَيْسَ بِشَيْءٍ.
7581 / 3293 – وَعَنْ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا خَطَبَ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبِطَيْهِ».
قال الهيثمي: رواه الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَرِجَالُهُ مُوَثَّقُونَ إِلَّا أَنِّي لَمْ أَجِدْ مُحَمَّدَ بْنَ رَاشِدٍ الْأَصْبَهَانِيَّ شَيْخَ الطَّبَرَانِيِّ.
7582 / 3294 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطِيمِيِّ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ خَرَجَ يَسْتَسْقِي بِالنَّاسِ فَخَطَبَ ثُمَّ صَلَّى بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ، وَفِي النَّاسِ يَوْمَئِذٍ الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ وَزَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ.
قال الهيثمي : رواه الطَّبَرَانِيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
7583 / 3295 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْمَطَرُ بِالْمَدِينَةِ فَسَالَتِ الْمَيَازِيبُ فَقَالَ: ” لَا مَحْلَ عَلَيْكُمُ الْعَامَ» “.
قال الهيثميّ : رواه البزار وَالْطَبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ قُدَامَةَ وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ وَقَالَ الْبَزَّارُ: إِذَا تَفَرَّدَ بِحَدِيثٍ فَلَا يُحْتَجُّ بِهِ.
7584 / 3296 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” «إِنَّمَا الصَّيِّبُ هَاهُنَا ” وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى السَّمَاءِ».
قال الهيثمي: رواه الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ وَفِيهِ كَلَامٌ.
7585 / ز – عن أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” خَرَجَ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ يَسْتَسْقِي، فَإِذَا هُوَ بِنَمْلَةٍ رَافِعَةٍ بَعْضَ قَوَائِمِهَا إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: ارْجِعُوا فَقَدِ اسْتُجِيبَ لَكُمْ مِنْ أَجْلِ شَأْنِ النَّمْلَةِ”.
أخرجه الحاكم في المستدرك رقم : (1255).
7586 / ز – عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: اسْتَسْقَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَامَ الرَّمَادَةِ بِالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ: ” اللَّهُمَّ هَذَا عَمُّ نَبِيِّكَ الْعَبَّاسُ، نَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِهِ فَاسْقِنَا، فَمَا بَرِحُوا حَتَّى سَقَاهُمُ اللَّهُ، قَالَ: فَخَطَبَ عُمَرُ النَّاسَ، فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَرَى لِلْعَبَّاسِ مَا يَرَى الْوَلَدُ لِوَالِدِهِ، يُعَظِّمُهُ، وَيُفَخِّمُهُ، وَيَبَرُّ قَسَمَهُ فَاقْتَدُوا أَيُّهَا النَّاسُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عَمِّهِ الْعَبَّاسِ، وَاتَّخِذُوهُ وَسِيلَةً إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيمَا نَزَلَ بِكُمْ».
أخرجه الحاكم في المستدرك رقم (5438) .