35838 / 9473 – (د) لقيط بن صبرة – رضي الله عنه – قال: «كنت وافِد بني المُنْتَفِقِ – أو في وَفْدهم – إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فلما قَدِمنا لم نُصَادِفْهُ في منزله، وصادَفْنا عائشةَ أمَّ المؤمنين، فأمَرَتْ لنا بخزيرة – وفي رواية: بعَصيدة – فَصُنِعَتْ لنا، قال: وأُتينا بِقناع – ولم يُقِمْ قتيبةُ القِنَاع، والقناع: طبق فيه تمر – فلم نَنْشَبْ أن جاءَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يتقلَّع، يتكفَّأ، فقال: هل أصبتم شيئاً؟ – أو أُمِرَ لكم بشيء – قلنا: نعم يا رسولَ الله، قال: فبينا نحن مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم جُلُوس، إذ دَفَع الراعِي غنمه إلى المُراح، ومعه سَخْلة تَيْعرُ، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ما وَلَّدْت يا فلان؟ قال: بَهْمَة، قال: اذْبَحْ لنا مكانَها شاة، ثم قال: لا تَحْسِبَنَّ – ولم يقل: تَحْسَبَنَّ – أنّا من أجْلِكَ ذبحناها، لنا غَنمٌ مائة، لا نُريد أن تزيد، فإذا وَلَّدَ الرَّاعي بَهْمة ذَبَحْنا مكانها شاة، قال: قلتُ: يا رسولَ الله، إن لي امرأةً، وإن في لسانها شيئاً – يعني البَذاء – قال: طلِّقْها إذاً قال: قلتُ: إن لها صحبة، وإن لي منها ولداً، قال: فَعِظْها، فإن يَكُ فيها خَيْرٌ فستفعل، ولا تضرِب ظَعينتك كضربك أُميَّتَكَ، فقلت: يا رسولَ الله، أخبرني عن الوضوء؟ قال: أسبغِ الوضوء، وخَلِّلْ بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق، إلا أن تكون صائماً» . أخرجه أبو داود، وقال: ورواه ابن جُريج، وقال فيه: «إذا توضأتَ فتمضمضْ» .
وأخرج أيضاً طرفاً يسيراً منه في «كتاب الحروف» ، قال لقيط: «كنتُ وافد بني المنتفق – أو في وَفْدِ بني المنتفق – إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم … فذكر الحديث، فقال: – يعني النبيَّ صلى الله عليه وسلم: لا تَحْسِبَنَّ – ولم يقل: لا تَحْسَبَنَّ» أراد أبو داود من هذا الطرف: كسر سين «تَحْسِبَنَّ» وفتحها.
قلت: ووقع منه طرف آخر في الطهارة في تخليل اللحية والأصابع، كآخر الرواية الأولى، وافق أبا داود فيه الثلاثة من أهل السنن.