27777 / 3231 – (خ م) البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال يوم قرَيظةَ لحسَّانَ: «أُهْجُ المُشْرِكين، فإنَّ جبريل معك» . وفي رواية قال: «اهجهُمْ – أو هاجهِمْ – وجبريلُ معك». أخرجه البخاري ومسلم.
27778 / 3232 – (خ م) عائشة – رضي الله عنها -: قالت: استأذنَ حسَّانُ بنُ ثابت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في هِجاء المشركين، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «فكيف بِنَسَبي؟ فقال حسانُ: لأسلَّنَّكَ منهم كما تُسَلُّ الشَّعرَةُ من العجين» .
وفي رواية قال عروة: «ذهبتُ أسُبُّ حسَّانَ عند عائشة، فقالت: لا تَسُبَّه، فإنه كان يُنَافِحُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم» .
وفي رواية «أن حسَّان بن ثابت كان ممن كَبُرَ على عائشة، فسَبَبْتُه، فقالت: يا ابن أختي، دَعْهُ … » وذكر باقي الحديث.
وفي رواية، قالت: قال حسان: يا رسول الله، ائذن لي في أبي سفيان، قال: كيف بقرَابتي منه؟ قال: والذي أكرمَكَ، لأُسلَّنَّكَ كما تُسَلُّ الشَّعْرَة من الخمير، فقال حسان:
وإنَّ سَنَامَ المجدِ من آلِ هَاشِم بنُو بَيْتِ مَخْزُوم، وَوَالِدُكَ العَبْدُ
قصيدتَهُ هذه. أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية لمسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اهجُوا قريشاً، فإنه أشدُّ عليها من رَشْقِ النَّبل، فأرسل إلى ابن رَوَاحةَ، فقال: اهّجهُمْ، فلم يُرْضِ، فأرسلَ إلى كعب ابن مالك، ثم أرسل إلى حسان بن ثابت، فلما دخل عليه قال حسانُ: قد آن لكم أن تُرْسِلوا إلى هذا الأسدِ الضَّاربِ بِذَنَبِهِ، ثم أدْلَعَ لسانه، فجعل يُحرِّكُه، فقال: والذي بعثك بالحق، لأفرينَّهُمْ بلساني فرْيَ الأديم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تَعْجلْ فإن أَبا بكر أعلمُ قريش بأَنسابها، وإن لي فيهم نَسَباً، حتى يُلَخِّصَ لك نسَبي، فأتاه حسان، ثم رجع، فقال: والذي بعثك بالحق، لأسُلَّنَّكَ منهم كما تُسَلُّ الشعرة من العجين، قالت عائشة: فسمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول لحسان إن رُوحَ القُدُس لا يزال يُويِّدُكَ ما نَافحتَ عن الله ورسوله، وقالت عائشة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يقول: هَجاهُم حسان، فشَفى واشْتَفى، قال حسان:
هَجَوْتَ محمداً فأجبْتُ عنه وعندَ الله في ذاكَ الجَزَاءُ
هَجوتَ محمداً برّاً تقيّاً رسولَ الله شيمتهُ الوَفَاءُ
فإن أَبي وَوَالدَهُ وعِرضي عِرْضِ محمدٍ منكم وقَاءُ
ثَكِلْتُ بُنَيَّتي إن لم تَرَوْهَا تُثِيرُ النَّقْعَ من كَنَفي كَداءُ
يُبَارِينَ الأعنَّةَ مُصْعِدَات على أَكتافِها الأسَلُ الظِّماءُ
تَظَلُّ جِيَادُنا مُتَمَطِّرَات تُلَطِّمُهُنَّ بالْخُمُرِ النِّسَاءُ
فإنْ أَعْرَضْتُمُ عنا اعْتَمَرنا وكَان الفَتْحُ، وَانكَشَف الغِطَاءُ
وإلا فَاصْبِرُوا لِضِرَابِ يَوْم يُعِزُّ الله فيه من يشاءُ
وقال الله: قد أرْسَلْتُ عبداً يقولُ الحقَّ، ليس به خفاءُ
وقال الله: قد يَسَّرتُ جنداً هُمُ الأنصارُ عُرْضتها اللِّقَاءُ
تَلاقى كلَّ يوم من مَعَدّ سِبَاب، أَوقتال، أو هِجاءُ
فَمَنْ يَهْجُوا رَسولَ الله منكم ويَمدَحُه وَينصُرُهُ سَوَاءُ
وجبريل رسولُ الله فينا وروُحُ القُدْسِ ليس له كِفاءُ
27779 / 13329 – عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اهْجُوا بِالشِّعْرِ إِنَّ الْمُؤْمِنَ يُجَاهِدُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ كَأَنَّمَا تَنْصَحُوهُمْ بِالنَّبْلِ».
27780 / 13330 – وَفِي رِوَايَةٍ: عَنْ كَعْبٍ أَيْضًا أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَنْزَلَ فِي الشِّعْرِ مَا أَنْزَلَ؟ قَالَ: “إِنَّ الْمُؤْمِنَ يُجَاهِدُ بِنَفْسِهِ وَلِسَانِهِ”». فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
رَوَاهُ كُلُّهُ أَحْمَدُ بِأَسَانِيدَ، وَرِجَالُ أَحَدِهَا رِجَالُ الصَّحِيحِ. وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَالْكَبِيرِ نَحْوَهُ.
27781 / 13331 – وَعَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: «لَمَّا هَجَانَا الْمُشْرِكُونَ شَكَوْنَا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ 123/8 وَسَلَّمَ فَقَالَ: “قُولُوا لَهُمْ كَمَا يَقُولُونَ لَكُمْ”. قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا نُعَلِّمُهُ إِمَاءَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ».
قال الهيثميُّ: رواه أحمد وَالْبَزَّارُ بِنَحْوِهِ وَالطَّبَرَانِيُّ، وَرِجَالُهُمْ ثِقَاتٌ. وَزَادَ الطَّبَرَانِيُّ فِيهِ: قَالَ: «بَيْنَا رَجُلٌ يُنْشِدُ هِجَاءً لِمُعَاوِيَةَ وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَعَمَّارٌ يَسْمَعُهُ، فَقَالَ عَمَّارٌ: الزَّقُّ بِالْعَجُوزَيْنِ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: سُبْحَانَ اللَّهِ، أَيَقُولُ هَذَا؟ أَيَقُولُ هَذَا؟ وَأَنْتُمْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ لَهُ عَمَّارٌ: اجْلِسْ، فَاسْمَعْ أَوِ اذْهَبْ. ثُمَّ قَالَ عَمَّارٌ: إِنَّا لَمَّا هَجَانَا الْمُشْرِكُونَ». فَذَكَرَ نَحْوَهُ بِطُرُقٍ، وَأَحَدُهَا رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
27782 / 13332 – وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِحَسَّانَ: ” اهْجُهُمْ – أَوْ هَاجِهِمْ – اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ».
قال الهيثميُّ: رواه البزار وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.
27783 / 13333 – وَعَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِهِ وَهُوَ يُنْشِدُ وَيَقُولُ:
أَلَا هَلْ أَتَى غَسَّانَ عَنَّا وَدُونَهُمْ مِنَ الْأَرْضِ حَرْقٌ حَوْلَهُ يُتَتَبَّعُ
تُجَالِدُنَا عَنْ حَرَمِنَا كُلُّ فَحْمَةٍ كَرِدْفٍ لَهَا فِيهَا الْقَوَانِسُ تَلْمَعُ
فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: “لَا يَا كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ”. فَقَالَ كَعْبٌ:
تُجَالِدُنَا عَنْ دِينِنَا كُلَّ فَحْمَةٍ.
فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: “نَعَمْ يَا كَعْبُ”».
قال الهيثميُّ: رواهُ الطبرانيُّ وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.
27784 / 13334 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ قَالَ: «بَيْنَا أَنَا أَجْتَازُ فِي الْمَسْجِدِ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ إِذْ قَالَ الْقَوْمُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ. فَظَنَنْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُونِي فَجِئْتُ قَالَ: “اجْلِسْ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ، كَيْفَ تَقُولُ الشِّعْرَ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَقُولَ؟”. قُلْتُ: أَنْظُرُ ثُمَّ أَقُولُ. قَالَ: “عَلَيْكَ بِالْمُشْرِكِينَ”. وَلَمْ أَكُنْ أَعْدَدْتُ لِذَلِكَ شَيْئًا فَقُلْتُ:
فَخَبِّرُونِي أَثْمَانَ الْعَبَاءِ مَتَى كُنْتُمْ مَطَارِيقَ أَوْ دَانَتْ لَكُمْ مُضَرُ
فَنَظَرْتُ الْكَرَاهِيَةَ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ جَعَلْتُ قَوْمَهُ أَثْمَانَ الْعَبَاءِ، فَنَظَرْتُ ثُمَّ قُلْتُ:
يَا هَاشِمَ الْخَيْرِ إِنَّ اللَّهَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْبَرِيَّةِ فَضْلًا مَا لَهُ غَيْرُ
إِنِّي تَفَرَّسْتُ فِيكَ الْخَيْرَ أَعْرِفُهُ فِرَاسَةً خَالَفَتُهُمْ فِي الَّذِي نَظَرُوا
وَلَوْ سَأَلْتَ أَوِ اسْتَنْصَرْتَ بَعْضَهُمُ فِي جُلِّ أَمْرِكَ مَا آوَوْا وَلَا نَصَرُوا
فَثَبَّتَ اللَّهُ مَا آتَاكَ مِنْ حُسْنٍ تَثْبِيتَ مُوسَى وَنَصْرًا كَالَّذِي نُصِرُوا 124/8
قَالَ: “وَأَنْتَ فَثَبَّتَكَ اللَّهُ يَا ابْنَ رَوَاحَةَ”».
قال الهيثميُّ: رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلَّا أَنَّ مُدْرِكَ بْنَ عُمَارَةٍ لَمْ يُدْرِكِ ابْنَ رَوَاحَةَ.