32765 / 15967 – عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ قُدَامَةَ قَالَ: «هَاجَرَ أبي صَفْوَانُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ، فَبَايَعَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَمَدَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ يَدَهُ فَمَسَحَ عَلَيْهَا، فَقَالَ لَهُ صَفْوَانُ: إِنِّي أُحِبُّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ” الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ». فَكَانَ صَفْوَانُ بْنُ قَدَامَةَ حَيْثُ أَتَى دَارَ الْهِجْرَةِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ دَعَا قَوْمَهُ وَبَنِي أَخِيهِ لِيَخْرُجُوا مَعَهُ، فَأَبَوْا عَلَيْهِ، فَخَرَجَ وَتَرَكَهُمْ، وَخَرَجَ مَعَهُ بِابْنَيْهِ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَتْ أَسْمَاؤُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: عَبْدَ الْعُزَّى، وَعَبْدَ نُهْمٍ، فَغَيَّرَ أَسْمَاءَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ فِي ذَلِكَ ابْنُ أَخِيهِ نَصْرُ بْنُ فَلَانِ بْنِ قُدَامَةَ فِي خُرُوجِ صَفْوَانَ وَوَحْشَتِهِمْ لِفِرَاقِهِ:
تَحَمَّلَ صَفْوَانُ وَأَصْبَحَ غَادِيًا بِأَبْنَائِهِ عَمْدًا وَخَلَّى الْمَوَالِيَا
فَأَصْبَحْتُ مُخْتَارًا لِرَمْلٍ مُعَبَّدٍ وَأَصْبَحَ صَفْوَانُ بِيَثْرِبَ ثَاوِيًا
طِلَابَ الَّذِي يَبْقَى وَآثَرَ غَيْرَهُ فَشَتَّانَ مَا يَفْنَى وَمَا كَانَ بَاقِيَا
بِإِتْيَانِهِ دَارَ الرَّسُولِ مُحَمَّدٍ مُجِيبًا لَهُ إِذْ جَاءَ بِالْحَقِّ هَادِيَا
فَيَا لَيْتَنِي يَوْمَ الْحُدَبَّا اتَّبَعْتُهُمْ قَضَى اللَّهُ فِي الْأَشْيَاءِ مَا كَانَ قَاضِيَا.
فَأَجَابَهُ صَفْوَانُ فَقَالَ:
مِنْ مُبَلِّغٍ نَصْرًا رِسَالَةَ عَاتِبٍ بِأَنَّكَ بِالتَّقْصِيرِ أَصْبَحْتَ رَاضِيَا
مُقِيمًا عَلَى أَرْكَانِ هِدْلِقَ لِلْهَوَى وَأَنَّكَ مَغْرُورٌ تَمَنَّى الْأَمَانِيَا
فَسَامَ قُسَيْمَاتِ الْأُمُورِ وَعَادَهَا قَضَى اللَّهُ فِي الْأَشْيَاءِ مَا كَانَ قَاضِيَا.
وَأَقَامَ صَفْوَانُ بِالْمَدِينَةِ حَتَّى مَاتَ بِهَا، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي مَوْتِ أَبِيهِ صَفْوَانَ:364/9
وَأَنَا ابْنُ صَفْوَانَ الَّذِي سَبَقَتْ لَهُ عِنْدَ النَّبِيِّ سَوَابِقُ الْإِسْلَامِ
صَلَّى الْإِلَهُ عَلَى النَّبِيِّ وَآلِهِ وَثَنَى عَلَيْهِ بَعْدَهَا بِسَلَامِ
وَالْخَلْقُ كُلُّهُمُ بِمِثْلِ صَلَاتِهِمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَأَرْضُهُ الْأَيَّامِ.
وَأَقَامَ صَفْوَانُ بِالْمَدِينَةِ خِلَافَةَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه بَعَثَ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ صَفْوَانَ فِي جَيْشٍ مَدَدًا لِلْمُثَنَّى بْنِ حَارِثَةَ.
قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مُوسَى بْنُ مَيْمُونٍ وَكَانَ قَدَرِيًّا، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ وُثِّقُوا.