21570 / 6185 – (خ م د) جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: «كان بَيْت في الجاهلية يُقال له: ذُو الخَلَصة، والكعبةُ اليمانيَةُ، والكعبةُ الشاميّة، فقال لي النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ألا تُرِيحُني من ذي الخَلَصَة؟ فَنَفَرْتُ في مائة وخمسين راكباً، فكسرناه، وقتلنا من وَجَدْنا عنده، فأتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فأخبرتُه، فدعا لنا ولأحْمَسَ» .
وفي رواية قال جرير: قال لي النبيُّ صلى الله عليه وسلم «ألا تُريحني من ذي الخَلَصة؟ – وكان بيتاً في خَثْعَمَ يسمى كعبةَ اليمانية – فانطلقتُ في خمسين ومائةِ فارس من أحْمَسَ، وكانوا أصحابَ خَيْل، وكنتُ لا أَثْبُتُ على الخيل، فضربَ في صدري، حتى رأيتُ أثَر أصابعه في صدري، وقال: اللهم ثَبِّتْه، واجعله هادياً مَهْدِيّاً، فانطلق إليها وكَسرها وحَرَّقها، ثم بعثَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسولُ جرير: والذي بعثكَ بالحق، ما جئتُك حتى تركتُها كأنها جَمل أَجْرَبُ، قال: فباركَ في خيلِ أحْمَسَ ورجالها خمس مرّات» .
وفي أخرى مثله، وقال: «فما وَقَعْتُ عن فرس بعدُ، قال: وكان ذُو الخَلَصَة بيتاً باليمن لِخَثْعَمَ وبَجِيلةَ، فيه نُصُب تُعْبَدُ، يقال لها: الكعبةُ، قال: فأتاها فحرّقها بالنار وكسرها، قال: ولما قَدِمَ جرير اليمن كان بها رجل يَسْتَقْسِمُ بالأزْلام، فقيل له: إن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم هاهنا، فإن قَدَرَ عليك ضَرَبَ عُنُقَكَ، قال: فبينما هو يضرب بها، إِذْ وقف عليه جرير، فقال: لَتَكْسِرَنَّها ولَتَشْهَدَنَّ أَنْ لا إله إلا الله، أو لأضربنَّ عُنُقَكَ، قال: فكسَرها وشهد، ثم بعث جرير رجلاً من أَحْمَسَ، يكنى: أبا أرْطاة إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم يُبَشِّرُه بذلك، فلما أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق، ما جئتُ حتى تركتُها كأنها جَمَل أَجْرَبُ» ، قال: «فَبرَّكَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على خيل أحْمَس ورجالها – خمس مرات» أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرجه أبو داود مختصراً قال: «قال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أَلا تُريحني من ذي الخَلَصَة؟ فأتاها فحرّقها، ثم بعثَ رجلاً من أَحْمَس إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم يبشّره، يكنى: أبا أرْطاة». وللحديث طرف يأتي في مناقب جرير, قد أخرجه ابن ماجه.