28890 / 8886 – (خ) أبو هريرة رضي الله عنه قال: «لما فُتِحَتْ خيبر أُهْدِيَتْ لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة فيها سم، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: اجمعوا لي مَنْ كان هاهنا من اليهود، فجمعوا له، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: إني سائلكم عن شيء، فهل أنتم صادِقيَّ عنه؟ قالوا: نعم يا أبا القاسم، فقال لهم رسول صلى الله عليه وسلم: مَن أبوكم؟ قالوا: فلان، قال: كذبتم، بل أبوكم فلان، قالوا: صَدَقتَ وبَرَرْتَ، فقال: هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه؟ قالوا: نعم يا أبا القاسم، وإن كَذَبنَاكَ عرفتَ كما عرفته في أبينا، قال لهم: مَنْ أهل النار؟ قالوا: نكون فيها يسيراً، ثم تخلفونا فيها، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: اخسؤوا فيها، واللهِ لا نَخْلُفكم فيها أبداً، قال: هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه؟ قالوا: نعم يا أبا القاسم، قال: هل جعلتم في هذه الشاة سُماً؟ قالوا: نعم، قال: فما حملكم على هذا؟ قالوا: أردنا إن كنت كاذباً نستريحُ منك، وإن كنتَ صادقاً لم يَضُرَّك» أخرجه البخاري.
28891 / 8887 – (خ م د) أنس بن مالك رضي الله عنه «أن امرأةً يَهُودِيَّة أتَتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بشاةٍ مسمومة، فجيء بها إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فسألها عن ذلك؟ فقالت: أردتُ لأقتلَكَ، فقال: ما كان الله ليُسَلِّطَكِ على ذلك – أو قال: عليَّ – قالوا: ألا نقتلها؟ قال: لا قال: فما زلت أعرفها في لَهَواتِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود .
28892 / 8888 – (د) محمد بن شهاب الزهري قال: كان جابر يحدّثُ «أن يهوديةً من أهل خيبر سَمَّت شاة مَصْلِيَّةً، ثم أهْدَتْها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الذراع، وأكل منها، وأكل رَهْط من أصحابه معه، ثم قال لهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ارفعوا أيديكم، وأرسل رسول صلى الله عليه وسلم إلى اليهودية، فدعاها، فقال لها: سَمَمْتِ هذه الشاةَ؟ قالت اليهودية: مَنْ أخبرك؟ قال: أخبرتني هذه الذراعُ التي بيدي، قالت: نعم، قال: وما أردتِ إلى ذلك؟ قالت: قلت: إِن كان نَبياً لم تَضُرَّه، وإن لم يكن نبياً استرحنا منه، فعفا عنها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ولم يعاقبها، وتُوُفِّي بعض أصحابه الذين أكلوا من الشاة، واحتَجَم رسول الله صلى الله عليه وسلم على كاهله من أجل الذي أكل من الشاة، حَجَمه أبو هِنْد بِالقَرْن والشَّفْرة، وهو مولى لبني بَياضةَ من الأنصار» .
وفي رواية أبي سلمة نحوه، وفيها: «فمات بِشْر بن البراء بن مَعْرور الأنصاري، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليهودية: ما حَمَلَكَ على الذي صنعتِ؟ … فذكر نحوه، فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقُتلت». ولم يذكر أمر الحجامة أخرجه أبو داود.
وهذا الحديث موضعه الفصل الثاني من هذا الباب، وإنما ذكرناه هاهنا ليجيء في جملة أحاديث الشاة المسمومة.
28893 / 7792 – (د) أبو هريرة رضي الله عنه «أن امرأة من اليهود أهدَت إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم شاة مسمُومَة، قال: فما عَرَض لها النبيُّ صلى الله عليه وسلم». أخرجه أبو داود.
28894 / 14089 – عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْيَهُودِ أَهْدَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَاةً مَسْمُومَةً فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا فَقَالَ: ” مَا حَمَلَكِ عَلَى مَا صَنَعْتِ؟ “. قَالَتْ: أَحْبَبْتُ – أَوْ أَرَدْتُ – إِنْ كُنْتَ نَبِيًّا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ سَيُطْلِعُكَ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُ نَبِيًّا أُرِيحُ النَّاسَ مِنْكَ. قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا احْتَجَمَ. قَالَ: فَسَافَرَ مَرَّةً فَلَمَّا أَحْرَمَ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَاحْتَجَمَ».
قال الهيثميّ: رواه أحمد، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرُ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ وَهُوَ ثِقَةٌ.
28895 / 14090 – وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: بِنَحْوِهِ وَزَادَ فِيهِ: «وَأَهْدَتِ امْرَأَةٌ يَهُودِيَّةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَاةً سَمِيطًا فَلَمَّا مَدَّ يَدَهُ إِلَيْهَا لِيَأْكُلَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ عُضْوًا مِنْ أَعْضَائِهَا يُخْبِرُنِي أَنَّهَا مَسْمُومَةٌ”. فَامْتَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَامْتَنَعَ مَنْ مَعَهُ، فَأَرْسَلَ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ فَقَالَ: “مَا حَمَلَكِ عَلَى أَنْ أَفْسَدْتِيهَا بَعْدَ أَنْ أَصْلَحْتِيهَا؟ “. قَالَتْ: أَرَدْتُ أَنْ أَعْلَمَ إِنْ كُنْتَ نَبِيًّا فَإِنَّكَ سَتَعْلَمُ ذَلِكَ، وَإِنْ كُنْتَ غَيْرَ نَبِيٍّ أَرَحْتُ النَّاسَ مِنْكَ».
قال الهيثميّ: رواه البزار، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ وَهُوَ ثِقَةٌ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
28896 / 14091 – وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ «أَنَّ يَهُودِيَّةً أَهْدَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَاةً سَمِيطًا فَلَمَّا بَسَطَ الْقَوْمُ أَيْدِيَهُمْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “أَمْسِكُوا فَإِنَّ عُضْوًا مِنْ أَعْضَائِهَا يُخْبِرُنِي أَنَّهَا مَسْمُومَةٌ”. فَأَرْسَلَ إِلَى صَاحِبَتِهَا: ” أَسَمَمْتِ طَعَامَكِ هَذَا؟ “. قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: “مَا حَمَلَكِ عَلَى ذَلِكَ؟” 295/8 قَالَتْ: أَرَدْتُ إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا أَنْ أُرِيحَ النَّاسَ مِنْكَ، وَإِنْ كُنْتَ صَادِقًا عَلِمْتُ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَيُطْلِعُكَ عَلَيْهِ. فَبَسَطَ يَدَهُ وَقَالَ: ” كُلُوا بِسْمِ اللَّهِ “. قَالَ: فَأَكَلْنَا وَذَكَرْنَا اسْمَ اللَّهِ فَلَمْ يَضُرَّ أَحَدًا مِنَّا».
قال الهيثميّ: رواه البزار، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ. وهو في المستدرك (7090).
28897 / 14092 – وَعَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ «أَنَّ امْرَأَةً يَهُودِيَّةً أَهْدَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَاةً مَصْلِيَّةً بِخَيْبَرَ. فَقَالَ لَهَا: ” مَا هَذِهِ؟ “. قَالَتْ: هَذِهِ هَدِيَّةٌ، وَحَذِرَتْ أَنْ تَقُولَ مِنَ الصَّدَقَةِ. فَأَكَلَ وَأَكَلَ أَصْحَابُهُ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: ” أَمْسِكُوا “. ثُمَّ قَالَ لِلْمَرْأَةِ: ” هَلْ سَمَّمْتِ هَذِهِ الشَّاةَ؟ “. فَقَالَتْ: مَنْ أَخْبَرَكَ؟ قَالَ: ” هَذَا الْعَظْمُ لِسَاقِهَا”. وَهُوَ فِي يَدِهِ، قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: ” لِمَ؟ “. قَالَتْ: قُلْتُ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا أَنْ يَسْتَرِيحَ النَّاسُ مِنْكَ، وَإِنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ يَضُرَّكَ. فَاحْتَجَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ فَاحْتَجَمُوا، فَمَاتَ بَعْضُهُمْ. قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَسْلَمَتِ الْمَرْأَةُ، فَزَعَمُوا أَنَّهُ قَتَلَهَا».
قال الهيثميّ: رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ أَحْمَدُ بْنُ بَكْرٍ الْبَالِسِيُّ وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَقَالَ: يُخْطِئُ، وَضَعَّفَهُ ابْنُ عَدِيٍّ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
28898 / 14093 – وَعَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ لَبِيبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: «أُهْدِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَاةٌ مَسْمُومَةٌ مَصْلِيَّةٌ، فَأَكَلَ مِنْهَا هُوَ وَبِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ، فَمَرِضَا مَرَضًا شَدِيدًا، ثُمَّ إِنَّ بِشْرًا مَاتَ، فَلَمَّا مَاتَ أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْيَهُودِيَّةِ الَّتِي أَهْدَتْهَا لَهُ فَقَالَ: ” مَا أَطَعَمْتِينَا وَيْحَكِ؟ “. قَالَتْ: أَطْعَمْتُكَ السُّمَّ. قَالَ: ” مَا حَمَلَكِ عَلَى ذَلِكَ؟ “. قَالَتْ: سَمِعْتُكَ تَذْكُرُ، فَإِنْ كُنْتَ نَبِيًّا عَلِمْتُ أَنَّهَا لَا تَضُرُّكَ، وَإِنْ كُنْتَ غَيْرَ ذَلِكَ فَأَرَدْتُ أَنْ أُرِيحَ النَّاسَ مِنْكَ. ثُمَّ أَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصُلِبَتْ».
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ. وَيَحْيَى هَذَا إِنْ كَانَ ابْنَ أَبِي لَبِيبَةَ فَقَدْ ذَكَرَهُ الذَّهَبِيُّ فِي الْمِيزَانِ وَإِنْ كَانَ ابْنَ لَبِيبَةَ فَلَمْ أَعْرِفْهُ.
28899 / 14094 – وَعَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَأْكُلُ مِنْ هَدِيَّةٍ حَتَّى يَأْمُرَ صَاحِبَهَا أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا لِلشَّاةِ الَّتِي أُهْدِيَتْ لَهُ بِخَيْبَرَ».
قال الهيثميّ: رواه البزار عَنْ شَيْخِهِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْرَمِيِّ وَثَّقَهُ الْإِسْمَاعِيلِيُّ وَضَعَّفَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُ. قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي غَزْوَةِ خَيْبَرَ مِنْ مُرْسَلِ عُرْوَةَ.
28900 / ز – عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجَعِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَتَّهِمُ بِنَفْسِكَ؟ فَإِنِّي لَا أَتَّهِمُ بِابْنِي إِلَّا الطَّعَامَ الَّذِي أَكَلَهُ مَعَكَ بِخَيْبَرَ وَكَانَ ابْنُهَا بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ مَاتَ قَبْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَأَنَا لَا أَتَّهِمُ غَيْرَهَا، هَذَا أَوَانُ انْقِطَاعِ أَبْهَرِي هَذَا».
أخرجه الحاكم في المستدرك (5019).