أحاديث النهي عن التطاول في البنيان، وأنه من علامات الساعة، تأتي أواخر الكتاب
13266 / 463 – (خ م ه – قيس بن أبي حازم رحمه الله ) : قال: دَخلْنا على خَبَّاب بن الأرَتِّ نَعودُه، وقد اكْتَوَى سبع كَياتٍ – زاد بعض الرواة: في بطنه – فقال: إن أصحابَنا الذين سلفوا مَضَوْا ولم تنقُصُهُم الدُّنيا، وإنا أصبنا ما لا نجدُ له موضِعًا إلا التُّراب، ولولا أن النبي – صلى الله عليه وسلم – نهانا أن ندعُوَ بالموتِ لدَعَوتُ به، ثم أتيناه مرَّةً أخرى – وهو يبني حائِطًا له – فقال: إن المُسلِم يُؤجَرُ في كلِّ شيء يُنْفِقُهُ إلا في شيءٍ يجعلُهُ في هذا التراب، أخرجه البخاري ومسلم، واللفظ للبخاري. وفي رواية ابن ماجه عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، قَالَ: أَتَيْنَا خَبَّابًا نَعُودُهُ، فَقَالَ: لَقَدْ طَالَ سَقْمِي، وَلَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «لَا تَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ» لَتَمَنَّيْتُهُ وَقَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيُؤْجَرُ فِي نَفَقَتِهِ كُلِّهَا، إِلَّا فِي التُّرَابِ» ، أَوْ قَالَ: «فِي الْبِنَاءِ».
13267 / 464 – (ت) أنس – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: «النَّفَقَةُ كلُّها في سَبِيلِ اللهِ إلا البنَاءَ فلا خير فيه». أخرجه الترمذي .
13268 / 465 – (د ه – أنس رضي الله عنه ): أنَّ رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم – خَرَجَ يَوْمًا ونحن مَعَهُ، فَرَأى قُبَّةً، مُشْرِفَةً، فقال: «مَا هَذِهِ؟» قال أصْحَابُهُ: هذه لفلانٍ – رجل من الأنصار – فسَكَت وحملها في نفسه، حتى لما جاء صاحِبُها، سَلَّمَ عليه في الناس، فأعرض عنه – صنع ذلك مرارًا – حتى عرف الرجلُ الغضبَ فيه، والإعراض عنه، فشكا ذلك إلى أصحابه، فقال: واللهِ، إني لأُنكر رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم -، قالوا: خرَجَ، فرأى قُبَّتَكَ، فرجعَ الرجلُ إلى قُبَّتِهِ فهَدَمَهَا، حتى سوَّاها بالأرض، فخرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ذَات يومٍ، فلم يَرَها قال: «ما فعلَتِ القُبَّةُ؟» قالوا: شكا إلينا صاحِبُها إعراضَك عنه، فأخبرناه فهدمها، فقال: «أمَا إنًّ كلَّ بِنَاءٍ وبالٌ على صاحبِهِ، إلا مالا، إلا مالا». أخرجه أبو داود.
وفي رواية ابن ماجه عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقُبَّةٍ عَلَى بَابِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: «مَا هَذِهِ؟» قَالُوا: قُبَّةٌ بَنَاهَا فُلَانٌ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ مَالٍ يَكُونُ هَكَذَا، فَهُوَ وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ، فَبَلَغَ الْأَنْصَارِيَّ ذَلِكَ، فَوَضَعَهَا فَمَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدُ، فَلَمْ يَرَهَا، فَسَأَلَ عَنْهَا، فَأُخْبِرَ أَنَّهُ وَضَعَهَا لِمَا بَلَغَهُ عَنْكَ، فَقَالَ: «يَرْحَمُهُ اللَّهُ! يَرْحَمُهُ اللَّهُ! ».
13269 / 466 – (ت د ه – عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ) قال: «مَرَّ بي رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – وأنا أُطَيِّنُ حائِطًا لِي من خُص – فقال: ما هذا يا عبد الله؟ قلتُ: حائطًا أصْلحُهُ يا رسولَ الله، قال: الأمْرُ أيسَرُ من ذَلِكَ» أخرجه الترمذي.
وأخرجه أبو داود نحوه، وقال: ونحنُ نُصْلحُ خُصًا لنا، وقَدْ وَهَى، فقال: ما أرى الأمرَ إلا أعْجَلَ من ذلك. و هكذا هو عند ابن ماجه.
وفي رواية أخرى لأبي داود نحوه، وفيه: أنا وأمِّي، وفيه: الأمْرُ أسرعُ من ذَلِكَ.
13270 / 6278 – عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “«إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ شَرًّا أَخْضَرَ لَهُ فِي اللَّبِنِ وَالطِّينِ حَتَّى يَبْنِيَ»”.
قال الهيثمي: رواهُ الطبرانيُّ فِي الثَّلَاثَةِ، وَرِجَالُهُ رُجَالُ الصَّحِيحِ خَلَا شَيْخَ الطَّبَرَانِيِّ، وَلَمْ أَجِدْ مْنَ ضَعَّفَهُ.
13271 / 6279 – وَعَنْ أَبِي بَشِيرٍ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “«إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ هَوَانًا أَنْفَقَ مَالَهُ فِي الْبُنْيَانِ»”.
قال الهيثمي: رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُ.
13272 / 6280 – وَعَنْ 69/4 أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِبِنْيَةِ قُبَّةٍ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: “مَا هَذِهِ؟”. قَالُوا: قُبَّةٌ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: “كُلُّ بِنَاءٍ وَأَشَارَ بِيَدِهِ عَلَى رَأْسِهِ أَكْبَرُ مِنْ هَذَا فَهُوَ وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»”.
قال الهيثمي: رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
13273 / 6281 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “«مَنْ بَنَى فَوْقَ مَا يَكْفِيهِ كُلِّفَ أَنْ يَحْمِلَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى عُنُقِهِ»”.
قال الهيثمي: رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَفِيهِ الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ؛ وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَضَعَّفَهُ جَمَاعَةٌ.
13274 / 6282 – وَعَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ «أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بَنَى غُرْفَةً، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: “اهْدِمْهَا”. فَقَالَ: أَهْدِمُهَا أَوْ أَتَصَدَّقُ بِثَمَنِهَا؟ فَقَالَ: “اهْدِمْهَا».
قال الهيثمي: رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَهُوَ مُرْسَلٌ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب (3255) للطيالسي.
وفي إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 455): وَعَنْ أَبِي الْعَالِيَةَ: أَنَّ الْعَبَّاسَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- بَنَى غُرْفَةً، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: اهْدِمْهَا. فَقَالَ: أَوَ أَتَصَدَّقُ بِثَمَنِهَا؟ فَقَالَ: اهْدِمْهَا- ثَلَاثًا “.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطيالسي.
13275 / 6283 – وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عَنِ الرُّكُوبِ عَلَى جُلُودِ السِّبَاعِ، وَعَنْ تَشْيِيدِ الْبِنَاءِ». قال الهيثمي: قُلْتُ: رَوَى النَّسَائِيُّ مِنْهُ النَّهْيَ عَنْ جُلُودِ السِّبَاعِ.
قال الهيثمي: رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَفِيهِ يَزِيدُ بْنُ سُفْيَانَ أَبُو الْمُهَزِّمِ قَالَ أَحْمَدُ: مَا أَقْرَبَ حَدِيثَهُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ. وَضَعَّفَهُ النَّاسُ.
13276 / 6284 – وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: “«مَنْ بَنَى بُنْيَانًا فِي غَيْرِ ظُلْمٍ، وَلَا اعْتِدَاءٍ، أَوْ غَرَسَ غَرْسًا فِي غَيْرِ ظُلْمٍ، وَلَا اعْتِدَاءٍ، كَانَ لَهُ أَجْرٌ جَارٍ مَا انْتَفَعَ بِهِ مِنْ خَلْقِ الرَّحْمَنِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى»”.
قال الهيثمي: رواه أحمد، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَفِيهِ زَبَّانُ بْنُ فَائِدٍ، ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ، وَوَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ.