Almojeeb

الرئيسية
المؤسس
دروس صوتية
محاضرات
مؤلفاته
قاموس السنة
الموسوعة
تسجيل الدخول
الأحاديث المحفظة

باب ما جاء في البكاء، وأنه مباح، ما لم يصحب معه محرم

Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors

8237 / 8560 – (خ م د) أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: «دخلنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم على أبي سَيْف القَين – وكان ظِئراً لإبراهيم- فأخذ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ابنَه إبراهيم، فَقَبَّلَهُ وَشَمَّه، ثم دخلنا عليه بعد ذلك، وإبراهيمُ يجودُ بنفسه، فَجعَلَتْ عينا رسولِ الله صلى الله عليه وسلم تَذْرِفان، فقال ابنُ عوف: وأنتَ يا رسول الله، فقال: يا ابنَ عوف، إنَّها رحمة، ثم أتبعها بأخرى، فقال: إنَّ العينَ تدمع، والقلبَ يخشع، ولا نقول إلا ما يُرضي ربَّنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم محزونون» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود.

قلت: قال البخاري “بحزن” بدل “يخشع” وله لفظ آخر عند مسلم يأتي عند ذكر أولاده صلى الله عليه وسلم، مع بقية أحاديث بهذا المعنى.

8238 / 8561 – (خ م د س هـ) أسامة قال: «أرسلتْ بنتُ النبي صلى الله عليه وسلم إليه: أنَّ ابناً لي قُبِض فائتِنا» .

وفي رواية: «إن ابنتي قد حُضِرَتْ، فاشهَدْنا، فأرسل يقرأ السلام، ويقول: إنَّ لله ما أخذَ، وله ما أعطى، وكلٌّ عِندَهُ بأجلٍ مُسمَّى، فَلْتَصْبِرْ ولتحتسبْ، فأرسَلَتْ إليه تُقْسِمُ عليه ليأتينَّها، فقام ومعه سعدُ بنُ عبادةَ، ومعاذُ بنُ جبل، وأُبيُّ بنُ كعب، وزيدُ بنُ ثابت، ورجال، فرُفِعَ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم الصبيُّ، فأقعده في حَجْرِه، ونفسُهُ تَتَقَعقَعُ، قال: حَسِبْتُ أنه قال: كأنَّها شَنّ» .

وفي رواية: «تقعقع كأنَّها في شَنّ، ففاضت عيناه، فقال سعد: يا رسولَ الله ما هذا؟ فقال: هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده» .

وفي رواية «في قلوب من شاء من عباده، وإنَّما يرحمُ الله من عبادهِ الرحماءَ» أخرجه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه بهذا .

وفي رواية أبي داود نحوه – وهذه أتم – ولم يذكر أسماء الرجال الذين جاؤوا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم .

8239 / 8562 – (س) عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما- قال: «لمَّا حُضِرَتْ بنت لرسول الله صغيرة، أخذها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وضمها إلى صدره، ثم وضع يده عليها، فَقَضَتْ وهي بين يَدَيْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَبَكَتْ أمُّ أيمن، فقال لها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: يا أَم أيمن، أتبكين ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم عندك؟ فقالت: مالي لا أبكي ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يبكي؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: إني لستُ أَبكي، ولكنها رحمة، ثم قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: المؤمنُ بخير على كل حال، تُنْزَعُ نَفْسُه من بين جنبيه، وهو يَحمد الله عز وجل». أخرجه النسائي.

8240 / 8563 – (خ م س) ابن أبي مليكة قال: «توفيَتْ بنتٌ لعثمانَ بنِ عفانَ بمكةَ، فجئنا نشهدُها، وحضرها ابنُ عمر وابنُ عباس، فإني لجالس بينهما، فقال عبد الله بنُ عمر لعمرو بن عثمان – وهو مواجهه – ألا تَنْهى عن البكاء، فإن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الميِّتَ ليعذَّبُ ببكاءِ أهلهِ عليه؟ فقال ابنُ عباس: قد كان عمرُ يقول بعضَ ذلك، ثم حدَّث، فقال: صدرتُ مع عمر من مكة، حتى إذا كنَّا بالبَيداءِ، فإذا هو بِرَكْبٍ تحت ظِلِّ شجرة، فقال: اذهب فانظر مَن هؤلاء الركب؟ فنظرت، فإذا هو صُهيب، قال: فأخبرتُه، فقال: ادعُه، فرجعتُ إلى صهيب، فقلت: ارتحل، فالحق بأمير المؤمنين، فلما أن أصيب عمر دخل صهيب يبكي، يقول: وا أخاه، وا صاحباه، فقال عمر: يا صهيب، أتبكي عَليَّ وقد قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: إن الميِتَ ليعذَّبُ ببعضِ بكاءِ أهله عليه؟ فقال ابنُ عباس: فلما مات عمر ذكرتُ ذلك لعائشة، فقالت: يرحم الله عمر، لا والله ما حدَّثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ الميتَ يعذَّب ببكاء أهله عليه، ولكن قال: إن الله يزيد الكافر ببكاء أهله عليه، وقالت عائشة: حَسْبُكم القرآن {ولا تَزِرُ وازرةٌ وِزْرَ أُخرى} قال ابن عباس عند ذلك: واللهُ أَضحَكَ وأبكى، قال ابن أبي مليكة: فما قال ابن عمر شيئاً» أخرجه البخاري ومسلم.

وفي رواية النسائي قال: قالت عائشة: «إنما قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يزيد الكافر عذاباً ببعض بكاء أهله عليه » .

وله في أخرى: قال ابن أبي مليكة «لما هلكتْ أُمُّ أبان حضرتُ مع أناس، فجلستُ بين عبد الله بن عمر، وابنِ عباس، فبكين النساء، فقال ابن عمر: ألا تنهى هؤلاء عن البكاء، فإني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الميتَ ليعذَّب ببعضِ بكاءِ أهله عليه؟ فقال ابنُ عباس: قد كان عمر يقول بعضَ ذلك، خرجت مع عمر، حتى إذا كنا بالبيداء رأى راكباً تحت شجرة، فقال: انظر من الركب، فذهبت، فإذا صهيبٌ وأهله، فرجعت إليه، فقلت: يا أمير المؤمنين، هذا صهيب وأهله، فقال: عَلَيَّ بصهيب، فلما دخلنا المدينة أصيب عمر، فجلس صُهيب يبكي عنده، يقول: وا أخَيَّاه، وا أُخَيَّاه، فقال عمر : يا صهيب، لا تبكِ، فإني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنَّ الميت ليعذَّب ببعض بكاءِ أهلِه عليه، قال: فذكرتُ ذلك لعائشةَ، فقالت: أما والله ما تُحدِّثون هذا الحديث عن كاذِبَين مُكَذَّبَيْن، ولكن السمعَ يُخطئ وإن لكم في القرآن لَمَا يَشفيكم {ولا تزر وازرة وِزْرَ أُخرى} [فاطر: 18 ولكنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله ليزيد الكافر عذاباً ببكاءِ أهله عليه».

8241 / 8564 – (خ م ط د ت س هـ) عمرة بنت عبد الرحمن قالت: سمعتُ عائشة- رضي الله عنها- وذُكر لها أن عبد الله بنَ عمر يقول: «إن الميِّت ليعذَّب ببكاء الحي عليه» – تقول: «يَغْفِرُ الله لأبي عبد الرحمن، أما إنَّه لم يَكذِب ولكنَّه نَسِيَ، أو أخطأ، إنما مَرَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على يهودية يُبكى عليها، فقال: إنه لَيُبْكَى عليها، وإنها لَتُعُذَّبُ في قبرها» . أخرجه الجماعة إلا أبا داود.

وفي رواية الترمذي: أنَّ ابنَ عمرَ قال: إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «الميتُ يُعذَّب ببكاء أهلهِ عليه، فقالت عائشةُ: يرحمه الله، لم يكذب ولكنَّه وَهِمَ، إنما قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لرجل مات يهودياً: إنَّ الميَّت ليعذَّب، وإنهم ليبكون عليه» .

وفي رواية أبي داود والنسائي قالت: «وَهِلَ، إنما مَرَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على قبر، فقال: إنَّ صاحبَ هذا لَيعذَّب وأهلُه يبكون عليه، ثم قرأت: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} ».

ولفظ ابن ماجه قال: عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ إِنَّمَا كَانَتْ يَهُودِيَّةٌ مَاتَتْ، فَسَمِعَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْكُونَ عَلَيْهَا، قَالَ: «فَإِنَّ أَهْلَهَا يَبْكُونَ عَلَيْهَا، وَإِنَّهَا تُعَذَّبُ فِي قَبْرِهَا».

8242 / 8565 – (س هـ) أبو هريرة – رضي الله عنه – قال: «مات ميت من آل رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فاجتمع النساءُ يبكين عليه، فقام عمر – رضي الله عنه – ينهاهن ويطردهنَّ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: دَعْهن يا عمر، فإن العينَ دامعة، والقلبَ مصاب، والعهدَ قَرِيب» أخرجه النسائي.

ولفظ ابن ماجه قال: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي جِنَازَةٍ، فَرَأَى عُمَرُ امْرَأَةً، فَصَاحَ بِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعْهَا يَا عُمَرُ، «فَإِنَّ الْعَيْنَ دَامِعَةٌ، وَالنَّفْسَ مُصَابَةٌ، وَالْعَهْدَ قَرِيبٌ».

8243 / 8566 – (د ت هـ) عائشة – رضي الله عنها- «أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَبَّلَ عثمان بن مَظْعون وهو ميِّتٌ وهو يبكي، أو قالت: وعيناه تذرِفان» أخرجه الترمذي وأبو داود.

ولفظ ابن ماجه: عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ وَهُوَ مَيِّتٌ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى دُمُوعِهِ تَسِيلُ عَلَى خَدَّيْهِ».

8244 / 8567 – (خ م) أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: «قَنَتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم شهراً حين قُتِلَ القُرَّاءِ، فما رأيتُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم- حَزِنَ حُزْناً قط أشدَّ منه» أخرجه البخاري ومسلم.

الفرع الثاني: في النهي عن ذلك

8245 / 1592– [هـ] عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمَرَاثِي». أخرجه ابن ماجه.

8246 / 8568 – (م) أم سلمة – رضي الله عنها- قالت: «لما مات أبو سَلَمَة قلت: غريب، وفي أرضِ غُرْبة، لأبْكِيَنَّةُ بُكاءً يُتَحَدَّثُ عنه، فكنتُ قد تَهَيَّأْتُ للبكاء عليه، إذ أقبلَتِ امرأةٌ من الصعيد تريد أن تُسعِدَني، فاستقبلها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أتريدين أن تُدخِلي الشيطان بَيْتاً أخرجه الله منه؟ مرتين فكففتُ عن البكاء، فلم أبكِ» . أخرجه مسلم.

8247 / 8569 – (خ م د س) عائشة – رضي الله عنها- قالت: «لما جاء رسولَ الله صلى الله عليه وسلم نَعْيُ زيد بنِ حارثةَ، وجعفر، وابن رواحةَ: جَلَسَ يُعْرَف فيه الحزْنُ، وأنا أنظر من صائر الباب – تعني: شَقَّ الباب – فأتاه رجل فقال: إن نساء جعفر – وذكر بكاءهُنَّ – فأمره أن يَنْهاهُن، فذهب، ثم أتى الثانيةَ، فذكر أنهنَّ لم يُطْعِنهُ، فقال: انْهَهُنَّ، فأتاه الثالثة، فقال: والله لقد غَلَبْنَنا يا رسولَ الله، قال: فزعمتْ أنه قال: فاحثُ في أفواههنَّ الترابَ، قالت عائشةُ: فقلتُ: أرغَم الله أنفك، واللهِ ما تفعل ما أمرك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ولم تَتْرُكْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم مِنَ العَناء» أخرجه البخاري ومسلم.

واختصره أبو داود قال: «لما قُتِل زيدُ بنُ حارثةَ، وجعفر، وعبد الله بنُ رواحة، جَلَس رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في المسجد يُعرَف في وجهه الحزن … وذكر قصة» هذا لفظ أبي داود، ولم يذكر القصة.

وأخرجه النسائي بطوله، وفيه «أرغم الله أنف الأبعد، إنكَ واللهِ ما تركتَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وما أنت بفاعل».

8248 / 8572 – (ط د س) جابر بن عتيك – رضي الله عنه – أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم جاء يعود عبد الله بن ثابت، فوجده قد غُلِبَ عليه، فصاح به، فلم يُجِبْهُ، فاستَرْجَعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وقال: غُلِبْنَا عليك يا أبا الربيع، فصاح النساءُ وبَكَيْنَ، فجعل جابر- وفي رواية: فجعل ابنُ عَتيك – يُسْكِتُهُنَّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دَعْهُنَ، فإذا وَجَبَ فلا تبكينَّ باكية، قالوا: يا رسول الله، وما وجب؟ قال: إذا مات، فقالت ابنتهُ: واللهِ إن كنتُ لأرجو أن تكون شهيداً، فإنك كنتَ قد قَضَيْت جَهَازَكَ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ الله قد أوقع أجره على قَدْر نِيته، وما تعدّون الشهادة؟ قالوا: القتل في سبيل الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشهداء سبعة، سِوَى القتلِ في سبيل الله: المطعونُ شهِيد، والحَرِقُ شهِيد، والغَرِقُ شهيد، وصاحبُ ذاتِ الجَنبِ شهيد، والمبطونُ شهيد، والذي يموت تحت الهدْم شهيد، والمرأة تموت بِجمع شهيد» أخرجه الموطأ وأبو داود والنسائي.

وفي أخرى للنسائي عن عبد الملك بن عمير عن جَبْر «أنه دخل مع النبيُّ صلى الله عليه وسلم على مَيّت، فبكى النساء، فقال جبر: أتبكينَ؟ لا تبكين ما دام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جالساً، قال رسول الله: دَعْهُن يبكين ما دام بينهن، فإذا وَجَبَ فلا تبكينَّ عليه باكية» .

وفي أخرى عن عبد الله بن عبد الله بن جبر عن أبيه «أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم- عادَ جَبْراً: فلما دخل سمع النساءَ يبكين، ويَقُلْنَ: كُنَّا نَحْسِبُ وفاتَكَ قَتْلاً في سبيل الله، فقال: وما تعدُّون الشهادة إلا مَنْ قُتِل في سبيل الله! إن شهداءكم إذاً لقليل! القتل في سبيل الله شهادة، والبَطِن شهادة، والْحَرِق شهادة، والمغموم شهادة – يعني: المهدوم – والمجنوب شهادة، والمرأةُ تموتُ بجُمَع.

قال رجل: أتبكينَ ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم قاعد؟ قال: دعهنَّ، فإذا وجب فلا تبكين عليه باكية».

8249 / 8573 – (خ م) عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما- قال: «اشتكى سعدُ بنُ عُبادة شكوى له، فأتاه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يعوده مع عبد الرحمن بن عوف، وسعدِ بن أبي وقاص، وعبد الله بنِ مسعود، فلما دخل عليه وجده في غَشِيَّة، فقال: قد قَضَى؟ فقالوا: لا يا رسول الله، فبكى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم-، فلما رأى القومُ بكاءَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بَكَوْا، قال: ألا تسمعون؟ إنَّ الله لا يُعَذِّبُ بِدَمع العْين، ولا بحزن القلب، ولكن يعذِّبُ بهذا – وأشار إلى لسانه – أو يرحم» أخرجه البخاري ومسلم.

ولمسلم قال: «كنا جُلوساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذْ جاءه رجل من الأنصار، فسلم عليه، ثم أدبر الأنصاريُّ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: يا أخا الأنصار، كيف أخي سعدُ بنُ عبادةَ؟ فقال صالح: فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: مَن يَعُودُه منكم؟ فقام وقمنا معه، ونحن بِضْعَةَ عشر، ما علينا نِعَالٌ ولا خِفاف، ولا قَلانِس، ولا قُمص، نمشي في تلك السِّباَخ، حتى جئناه، فأستأخره قومُهُ من حَوْلِهِ، حتى دنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابُه الذين معه» لم يزد على هذا في هذه الرواية.

8250 / 4044/796– عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ مَا كَانَ مِنْ حُزْنٍ فِي قَلْبٍ أَوْ عَيْنٍ فَإِنَّمَا هِيَ رَحْمَةٌ وَمَا كَانَ مِنْ صَوْتٍ أَوْ نَدْبَةٍ فَهُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (796) لأبي بكر. وفي إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (2/ 500): رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَفِي سَنَدِهِ مُجَالِدُ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

8251 / 4044/797– عَنْ أَبُي سَلَمَةَ بن عبدالرحمن أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ رَجُلًا مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ فَوَجَدَهُ قَدِ احْتُضِرَ وَنِسَاؤُهُ حَوْلَهُ يَبْكِينَهُ فَذَهَبَ رِجَالٌ يَرْدَعُونَ النِّسَاءَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعْهُنَّ فَإِذَا وَجَبَتْ فَلَا أَسْمَعَنَّ صَوْتَ نَائِحَةٍ.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (797) لمسدد. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (2/ 497): رَوَاهُ مُسَدِّدٌ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

8252 / 4036 – عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ خَرَجَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَمُعَاذٌ رَاكِبٌ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي تَحْتَ رَاحِلَتِهِ فَقَالَ: “يَا مُعَاذُ إِنَّكَ عَسَى أَنْ لَا تَلْقَانِي بَعْدَ عَامِي هَذَا فَتَمُرُّ بِقَبْرِي وَمَسْجِدِي”، فَبَكَى مُعَاذٌ جَشَعًا لِفِرَاقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: “لَا تَبْكِ يَا مُعَاذُ، فَإِنَّ الْبُكَاءَ مِنَ الشَّيْطَانِ».

قال الهيثمي: رَوَاهُ الْبَزَّارُ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ، ورواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ.

8253 / 4037 – وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «لَمَّا تُوَفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ بُكِيَ عَلَيْهِ، فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكُمْ مِنْ شَأْنٍ أُولَاءِ، إِنَّهُنَّ حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “الْمَيِّتُ يُنْضَحُ عَلَيْهِ الْحَمِيمُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ»”.

قال الهيثمي: رَوَاهُ الْبَزَّارُ، وَأَبُو يَعْلَى، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زُبَالَةَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (785) لابي يعلى. وفي إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (2/ 502): رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّارُ.

8254 / 4038 – وَعَنْ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “«الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ»”.

قال الهيثميّ: رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَفِيهِ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَنْصَارِيُّ، وَفِيهِ كَلَامٌ، وَهُوَ ثِقَةٌ.

8255 / 4039 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “«إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ»”.

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَجِدْ مَنْ ذَكَرَهُ.

8256 / 4040 – وَعَنْ حَاجِبِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ الْحَكَمِ بْنِ الْأَعْرَجِ عَلَى بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ فَتَذَاكَرُوا أَمْرَ الْمَيِّتِ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ، فَحَدَّثْنَا بَكْرٌ فَقَالَ: حَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ خَالَفَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاللَّهِ لَئِنِ انْطَلَقَ رَجُلٌ مُحَارِبًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلَ فِي قُطْرٍ مِنْ أَقْطَارِ الْأَرْضِ شَهِيدًا فَعَمَدَتِ امْرَأَتُهُ سَفَهًا أَوْ جَهْلًا فَبَكَتْ عَلَيْهِ لَيُعَذَّبَنَّ هَذَا الشَّهِيدُ بِبُكَاءِ هَذِهِ السَّفِيهَةِ عَلَيْهِ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَذَبَ أَبُو هُرَيْرَةَ.

قال الهيثمي: رَوَاهُ أَبُو يعلى، وَفِيهِ مَنْ لَا يُعْرَفُ.

وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (798) لابن ابي عمر و(799) لأبي يعلى. وكذا هو معزو لهما في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (2/ 498).

8257 / 4040/1867– عن ابن رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ رَضِيَ الله عَنْه يَوْمَ أُحُدٍ فِي ثُنْدُوَتِهِ بِسَهْمٍ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَنْزِعُ السَّهْمَ فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ نَزَعْتَ السَّهْمَ والقطبة وَإِنْ شِئْتَ نَزْعَتَ السَّهْمَ وَتَرَكَتَ القطبة وَشَهِدْتُ لَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّكَ شَهِيدٌ فَقُلْتُ أَنْزِعُ السَّهْمَ وَأَتْرُكُ القطبة وَاشْهَدْ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنِّي شَهِيدٌ فَقَالَ نَعَمْ فَنَزَعَ السَّهْمَ وَتَرَكَ القطبة فَعَاشَ حَيَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وعمر وعثمان رَضِيَ الله عَنْهم فَلَمَّا كَانَ زَمَنُ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ الله عَنْه أَوْ بَعْدَهُ مَاتَ بَعْدَ الْعَصْرِ فَأَرَادُوا أن يخرجوه قال ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما أَنْ مِثْلَ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ لَا يُخْرَجُ بِهِ حَتَّى يُؤَذَنَ مَنْ حَوْلَنَا مِنَ الْقُرَى فَجَلَسَ مِنَ الْغَدِ فَلَمَّا كَانَ الْغَدِ أُخْرِجَ فَبَكَتْ مَوْلَاةٌ لَهُ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ فَقَالَ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما إِنَّ الشَّيْخَ لَا طَاقَةَ لَهُ بعذاب الله عز وجل مِنْ هَذِهِ السَّفِيهَةِ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1867) لإسحاق. وهو كذلك في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 150). ولكن في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 148) ايضا: قال الطيالسي: وثنا عمرو بن مرزوق، أخبرني يحيى بن عبد الحميد الأنصاري، حدثني جدي، عن رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ “أَنَّهُ أَصَابَهُ سَهْمٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قي بَعْضِ غَزَوَاتِهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا رَافِعُ، إِنْ شِئْتَ نَزَعْتَ السَّهْمَ وَتَرَكْتَ الْقَطْبَةَ، وَأَشْهَدُ لَكَ يَوْمَ القيامة أنك شهيد. ففعل “.

8258 / 4040/3250– عَنْ أَبِي عَبْدِ الرحمن قال: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “لَا يبكي عبد فتقطر عَيْنَاهُ مِنْ خشية الله تعالى فيدخله الله عز وجل النَّارَ أَبَدًا، حَتَّى يَعُودَ قَطْرُ السَّمَاءِ”. وَيُقَالُ إِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ حِينَ رَجَعَ النَّاسُ مِنْ مُؤْتَةَ، وَفِي يَدِهِ قطعة من خبز، فَلَمَّا ذَكَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَأْنَهُمْ، فَاضَتْ عَيْنَاهُ، فَمَسَحَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجهه، وقال: “ألا إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، إِنَّ الْمَرْءَ يَرَى أَنَّهُ كَثِيرٌ بِأَخِيهِ، مَنْ لَهُ عِنْدِي عِدَةٌ؟”. فَقَالَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ رَضِيَ الله عَنْه: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَعْطَاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهَا، قَالَ: وقالت بركة رَضِيَ الله عَنْها: لَمَّا حَضَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَتَهُ ، وَهِيَ تَمُوتُ، وَهِيَ تحت عثمان رَضِيَ الله عَنْهما فَاضَتْ عَيْنَاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبكت بركة رَضِيَ الله عَنْها وَنَتَفَتْ رَأْسَهَا، فَزَجَرَهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: أَتَبْكِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، ونحن سكوت؟ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّ الَّذِي رَأَيْتِ مِنِّي رَحْمَةٌ لَهَا، وَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ بِكُلِّ مَنْزِلَةٍ صَالِحَةٍ من الله تعالى عَلَى عُسْرٍ أَوْ يُسْرٍ”.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3250) لعبد بن حميد. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (5/ 125) عقبه: رَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَقَالَ: صَحِيحُ الإسناد من طريق يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بِهِ دُونَ قَوْلِهِ: “وَقَالَ: لا تبكي عن …” إِلَى آخِرِهِ. قَالَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ: وَفِي سَنَدِهِ انْقِطَاعٌ.

8259 / 4041 – وَعَنْ أَبِي الرَّبِيعِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي جِنَازَةٍ، فَسَمِعْتُ صَوْتَ إِنْسَانٍ يَصِيحُ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ فَأَسْكَتَهُ، قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، لِمَ أَسْكَتَّهُ؟ قَالَ: إِنَّهُ يَتَأَذَّى بِهِ الْمَيِّتُ حَتَّى يَدْخُلَ قَبْرَهُ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَفِيهِ أَبُو شُعْبَةَ الطَّحَّانُ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.

8260 / 4042 – وَعَنْ رَبِيعٍ الْأَنْصَارِيِّ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ ابْنَ أَخِي جَبْرٍ الْأَنْصَارِيِّ، فَجَعَلَ أَهْلُهُ يَبْكُونَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُمْ جَبْرٌ: لَا تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَصْوَاتِكُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “دَعْهُنَّ يَبْكِينَ مَا دَامَ حَيًّا، فَإِذَا وَجَبَ فَلْيَسْكُتْنَ». قُلْتُ: وَيَأْتِي بِتَمَامِهِ فِي الْجِهَادِ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ.

قال الهيثميّ: رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

8261 / 4046 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: «لَمَّا مَاتَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ قَالَتِ امْرَأَتُهُ: هَنِيئًا لَكَ الْجَنَّةُ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ. فَنَظَرَ إِلَيْهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَضْبَانَ فَقَالَ: “وَمَا يُدْرِيكِ؟” قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَارِسُكَ وَصَاحِبُكَ!! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “وَإِنِّي لَرَسُولُ اللَّهِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي”، فَأَشْفَقَ النَّاسُ عَلَى عُثْمَانَ، فَلَمَّا مَاتَتْ زَيْنَبُ ابْنَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “الْحَقِي بِسَلَفِنَا الْخَيْرِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ”، فَبَكَتِ النِّسَاءُ، فَجَعَلَ عُمَرُ يَضْرِبُهُنَّ بِسَوْطٍ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ وَقَالَ: “مَهْلًا يَا عُمَرُ”. ثُمَّ قَالَ: “ابْكِينَ، وَإِيَّاكُنَّ وَنَعِيقَ الشَّيْطَانِ”. ثُمَّ قَالَ: “إِنَّهُ مَهْمَا كَانَ مِنَ الْقَلْبِ وَالْعَيْنِ فَمِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمِنَ الرَّحْمَةِ، وَمَا كَانَ مِنَ الْيَدِ وَمِنَ اللِّسَانِ فَمِنَ الشَّيْطَانِ»”.

رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَفِيهِ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، وَفِيهِ كَلَامٌ، وَهُوَ مُوَثَّقٌ، وَزَادَ فِي رِوَايَةٍ: «وَقَعَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ وَفَاطِمَةُ إِلَى جَنْبِهِ تَبْكِي، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ عَنْ فَاطِمَةَ بِثَوْبِهِ رَحْمَةً لَهَا».

8262 / 4047 – وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: «أَخْذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ إِلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ، وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، قَالَ: فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ حَتَّى خَرَجَتْ نَفْسُهُ، قَالَ: فَوَضَعَهُ ثُمَّ بَكَى، فَقُلْتُ: تَبْكِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَنْتَ تَنْهَى عَنِ الْبُكَاءِ؟ فَقَالَ: “إِنِّي لَمْ أُنْهَ عَنِ الْبُكَاءِ وَلَكِنْ نُهِيَتُ عَنْ صَوْتَيْنِ أَحْمَقَيْنِ فَاجِرَيْنِ: صَوْتٌ عِنْدَ نِعْمَةٍ: لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَمَزَامِيرُ شَيْطَانٍ، وَصَوْتٌ عِنْدَ مُصِيبَةٍ: لَطْمُ وُجُوهٍ وَشَقُّ جُيُوبٍ، وَهَذِهِ رَحْمَةٌ، وَمَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ، يَا إِبْرَاهِيمُ لَوْلَا أَنَّهُ وَعْدٌ صَادِقٌ وَقَوْلٌ حَقٌّ، وَأَنَّ آخِرَنَا سَيَلْحَقُ بِأَوَّلِنَا لَحَزِنَّا عَلَيْكَ حُزْنًا أَشَدَّ مِنْ هَذَا، وَإِنَّا عَلَيْكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ، تَبْكِي الْعَيْنُ وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ، وَلَا نَقُولُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ»”.

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَالْبَزَّارُ، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَفِيهِ كَلَامٌ.

8263 / 4048 – وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ، وَعَيْنَاهُ تَدْمَعَانِ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، تَبْكِي عَلَى هَذَا السَّخْلِ؟ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَقَدْ دَفَنْتُ اثْنَيْ عَشَرَ وَلَدًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، كُلُّهُمْ أَشَبُّ مِنْهُ، كُلُّهُمْ أَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَحْيَاءً، 17/3 فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “فَمَاذَا إِنْ كَانَتِ الرَّحْمَةُ ذَهَبَتْ مِنْكَ!! يَحْزَنُ الْقَلْبُ وَتَدْمَعُ الْعَيْنُ، وَلَا نَقُولُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ، وَإِنَّا عَلَى إِبْرَاهِيمَ لَمَحْزُنُونَ»”.

قال الهَيثَميّ: رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَفِيهِ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ الْأَلْهَانِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

8264 / 4049 – وَعَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا هَلَكَ ابْنُهُ طَاهِرٌ ذَرَفَتْ عَيْنُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَكَيْتَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّ الْعَيْنَ تَذْرِفُ، وَإِنَّ الدَّمْعَ يَغْلِبُ، وَإِنَّ الْقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلَا نَعْصِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ»”.

قال الهَيثَميّ: رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَفِيهِ يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ النَّوْفَلِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

8265 / ز – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاحَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “لَيْسَ هَذَا مِنَّا لَيْسَ لِصَارِخٍ حَظٌّ الْقَلْبُ يَحْزَنُ وَالْعَيْنُ تَدْمَعُ وَلَا نقول ما يغضب الرب”.

أخرجه ابن حبان في صحيحه رقم (3160) وأخرجه الحاكم في المستدرك رقم : (1450).

8266 / 4050 – وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: «بَعَثَتِ ابْنَةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ ابْنَتِي مَغْلُوبَةٌ، فَقَالَ لِلرَّسُولِ: “قُلْ لَهَا: إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَلَهُ مَا أَعْطَى”. ثُمَّ بَعَثَتْ إِلَيْهِ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ لَهَا مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ بَعَثَتْ إِلَيْهِ الثَّالِثَةَ، فَجَاءَهَا فِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَأَخْرَجَتْ إِلَيْهِ الصَّبِيَّةَ وَنَفْسُهَا تُقَعْقِعُ فِي صَدْرِهَا، فَرَقَّ عَلَيْهَا فَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ، فَفَطِنَ بِهِ بَعْضُ أَصْحَابِهِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ حِينَ ذَرَفَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ: “مَا لَكُمْ تَنْظُرُونَ؟ رَحْمَةُ اللَّهِ يَضَعُهَا حَيْثُ يَشَاءُ، إِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ»”.

رَوَاهُ الْبَزَّارُ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ بِنَحْوِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: اسْتُعِزَّ بِأُمَامَةَ بِنْتِ أَبِي الْعَاصِ، فَبَعَثَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَفِيهِ: الْوَلِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَلَمْ أَجِدْ مَنْ ذَكَرَهُ.

8267 / 4050/793– عَنْ أَبِي عَوَانَةَ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى إِلَى قَوْلِهِ إِنَّمَا هَذِهِ رَحْمَةٌ حَسْبٌ وَخَالَفَهُمْ أَبُو الْمُغِيرَةِ النظر بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَتَابَعَهُ إِسْرَائِيلُ فَرَوَيَاهُ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْهُ جَعَلَاهُ مِنْ مُسْنَدِ ابْنِ عَوْفٍ فَإِنْ كَانَ مَحْفُوظًا فَكَأَنَّ جَابِرًا رَضِيَ الله عَنْهُ أَخَذَهُ عَنْهُ.

عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (793) لعبد بن حميد. والذي في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (2/ 495): وَعَنْ جَابِرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَخَرَجَ بِهِ إِلَى النَّخْلِ فَأَتَي بِإِبْرَاهِيمَ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا. وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ. فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَبْكِي أَوَلَمْ تَنْهَ عَنِ الْبُكَاءِ؟ قَالَ: إِنَّمَا نَهَيْتُ عَنِ النَّوْحِ عَنْ صَوْتَيْنِ أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَمَزَامِيرُ شَيْطَانٍ، وَصَوْتٌ عِنْدَ مُصِيبَةٍ خَمْشُ وُجُوهٍ وَشَقُّ جُيُوبٍ وَرَنَّةُ شَيْطَانٍ، إِنَّمَا هَذِهِ رَحْمَةٌ وَمَنْ لَا يَرْحَمْ لَا يُرْحَمُ، يَا إِبْرَاهِيمُ، لَوْلَا أَنَّهُ أَمْرٌ حَقٌّ وَوَعْدُ صدق وسبيل مأتية وَأَنَّ أُخْرَانَا سَيَلْحَقُ أُولَانَا لَحَزِنَّا عَلَيْكَ حُزْنًا أَشَدَّ مِنْ هَذَا، وَإِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ، تَبْكِي الْعَيْنُ وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ وَلَا نَقُولُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ “. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَاللَّفْظُ لَهُ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ مُخْتَصَرًا، كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ

8268 / 4051 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «ثَقُلَ ابْنٌ لِفَاطِمَةَ، فَأَرْسَلَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَدْعُوهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “ارْجِعْ، فَإِنَّ لَهُ مَا أَخَذَ وَلَهُ مَا أَبْقَى، وَكَلٌّ لِأَجَلٍ بِمِقْدَارٍ”. فَلَمَّا احْتُضِرَ بَعَثَتْ إِلَيْهِ وَقَالَ لَنَا: “قُومُوا”. فَلَمَّا جَلَسَ جَعَلَ يَقْرَأُ: “{فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ} [الواقعة: 83 – 84]”. حَتَّى قُبِضَ، فَدَمَعَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَبْكِي وَتَنْهَى عَنِ الْبُكَاءِ؟ قَالَ: “إِنَّمَا هِيَ رَحْمَةٌ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ»”.

رَوَاهُ الْبَزَّارُ، وَفِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى الْمَكِّيُّ، وَفِيهِ كَلَامٌ، وَقَدْ وُثِّقَ.

8269 / 4052 – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «احْتُضِرَتِ ابْنَةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهَا فَضَمَّهَا إِلَيْهِ، وَجَعَلَهَا بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَكَتْ أُمُّ أَيْمَنَ، فَقَالَ لَهَا: “تَبْكِينَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَكِ؟”، فَقَالَتْ: مَا لِي لَا أَبْكِي، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْكِي؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنِّي لَسْتُ أَبْكِي، وَلَكِنَّهَا رَحْمَةٌ نَظَرْتُ إِلَيْهَا عَلَى هَذِهِ الْحَالِ وَنَفْسُهَا تُنْزَعُ»”.

قال الهيثميّ : رواه البزار، وَفِيهِ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ لِاخْتِلَاطِهِ.

8270 / 4053 – وَعَنْ سَالِمِ أَبِي النَّضْرِ قَالَ: «دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ، وَهُوَ 18/3 يَمُوتُ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَوْبٍ فَسُجِّيَ عَلَيْهِ، وَكَانَ عُثْمَانُ نَازِلًا عَلَى امْرَأَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهَا أُمُّ مُعَاذٍ، قَالَتْ: فَمَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُكِبًّا عَلَيْهِ طَوِيلًا وَأَصْحَابُهُ مَعَهُ، ثُمَّ تَنَحَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَكَى، فَلَمَّا بَكَى بَكَى أَهْلُ الْبَيْتِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “رَحِمَكَ اللَّهُ أَبَا السَّائِبِ” وَكَانَ السَّائِبُ قَدْ شَهِدَ مَعَهُ بَدْرًا قَالَ: فَتَقُولُ أُمُّ مُعَاذٍ: هَنِيئًا لَكَ أَبَا السَّائِبِ الْجَنَّةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “وَمَا يُدْرِيكِ يَا أُمَّ مُعَاذٍ؟ أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ، وَلَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا”، قَالَتْ: لَا وَاللَّهِ لَا أَقُولُهَا لِأَحَدٍ بَعْدَهُ أَبَدًا».

قال الهَيثَميّ: رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَهُوَ مُرْسَلٌ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

8271 / 4054 – وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: «أَنَّ أَبَاهُ يَوْمَ أُحُدٍ قَتَلَهُ الْمُشْرِكُونَ، ثُمَّ مَثَّلُوا بِهِ فَجَدَعُوا أَنْفَهُ وَأُذُنَيْهِ، قَالَ جَابِرٌ: فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَإِلَى مَا صَنَعُوا بِهِ وَصِحْتُ، فَجَاءَتِ الْأَنْصَارُ فَسَجُّوهُ بِثَوْبٍ، ثُمَّ إِنِّي كَشَفْتُ الثَّوْبَ، فَلَمَّا رَأَيْتُ مَا صُنِعَ بِهِ صِحْتُ، فَجَاءَتِ الْأَنْصَارُ فَسَجُّوهُ بِالثَّوْبِ، قَالَ: وَذَلِكَ بِعَيْنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَهَبَ الْأَنْصَارُ حَتَّى أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا تَرَى مَا يَصْنَعُ جَابِرٌ!؟ قَالَ: “دَعُوهُ».

قُلْتُ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِي الصَّحِيحِ بَعْضُ هَذَا. قال الهَيثَميّ: رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

8272 / 4055 – وَعَنْ عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: «كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ، فَلَمَّا أَقْبَلْنَا رَاجِعِينَ بَكَتِ امْرَأَةُ رَجُلٍ كَانَ اسْتُشْهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “مَا هَذِهِ الْبَاكِيَةُ؟”. قِيلَ: فَاطِمَةُ بِنْتُ عَلِيٍّ. فَالْتَفَتَ إِلَى عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ وَأَوْصَاهُ بِهَا».

قال الهَيثَميّ: رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَفِيهِ مَجَاهِيلُ.

8273 / 4056 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: رُخِّصَ فِي الْبُكَاءِ مِنْ غَيْرِ نَوْحٍ.

قال الهيثميّ: رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

8274 / 4057 – وَعَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: «دَخَلْتُ عَرِيشًا، وَفِيهِ قَرَظَةُ بْنُ كَعْبٍ، وَأَبُو مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: فَذَكَرَ حَدِيثًا لَهُمَا قَالَا فِيهِ: إِنَّهُ رُخِّصَ لَنَا فِي الْبُكَاءِ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ مِنْ غَيْرِ نَوْحٍ».

قال الهَيثَميّ: رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1629) لأبي داود الطيالسي و(1630) و(1631) لأحمد بن منيع. قال في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (4/ 50) بعد اخراجه عن الطيالسي: رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا أَبُو قَطَنٍ، ثَنَا يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: {دَخَلْتُ عَلَى عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو وَثَابِتِ بْنِ يَزِيدَ، وَقُرَظَةَ بْنِ كَعْبٍ، وعندهم جوارٍ يُغَنِّينَ وَرَيْحَانٌ، قُلْتُ: تَفْعَلُونَ هَذَا؟ فَقَالُوا إِنَّهُ رُخِّصَ لَنَا فِي الْغِنَاءِ فِي الْعُرْسِ، وَالْبُكَاءِ عَلَى الْمَيِّتِ مِنْ غَيْرِ نَوْحٍ}. قَالَ: وَثنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: {دَخَلْتُ عَلَى أَبِي مَسْعُودٍ، وَقُرَظَةَ بْنِ كَعْبٍ، وَزَيْدِ بن ثابت وعندهم جوار يغنين بِالدُّفُوفِ … } فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي قُطْنٍ.

8275 / 4058 – وَعَنْ أُمِّ إِسْحَاقَ قَالَتْ: «هَاجَرْتُ مَعَ أَخِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ فَلَمَّا كُنْتُ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ قَالَ لِي أَخِي: اقْعُدِي يَا أُمَّ إِسْحَاقَ، فَإِنِّي نَسِيتُ نَفَقَتِي بِمَكَّةَ، فَقُلْتُ: إِنِّي أَخْشَى عَلَيْكَ الْفَاسِقَ زَوْجِي، فَقَالَ: لَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ، قَالَتْ: فَلَبِثْتُ أَيَّامًا فَمَرَّ بِي رَجُلٌ قَدْ عَرَفْتُهُ وَلَا أُسَمِّيهِ، فَقَالَ: مَا يُقْعِدُكِ هَاهُنَا يَا أُمَّ إِسْحَاقَ؟ قَالَتْ: أَنْتَظِرُ إِسْحَاقَ ذَهَبَ لِنَفَقَةٍ لَهُ بِمَكَّةَ، قَالَ: لَا إِسْحَاقَ لَكِ قَدْ لَحِقَهُ زَوْجُكِ الْفَاسِقُ فَقَتَلَهُ، فَقَدِمْتُ، فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قُتِلَ إِسْحَاقُ، وَأَنَا أَبْكِي وَيَنْظُرُ إِلَيَّ، فَإِذَا نَظَرْتُ إِلَيْهِ نَكَّسَ، وَأَخَذَ 19/3 كَفًّا مِنْ مَاءٍ فَنَضَحَهُ فِي وَجْهِي».قَالَ بَشَّارٌ: قَالَتْ جَدَّتِي: فَلَقَدْ كَانَتْ تُصِيبُنَا الْمُصِيبَةُ الْعَظِيمَةُ فَتَرَى الدُّمُوعَ عَلَى عَيْنَيْهَا وَلَا يُصِيبُ خَدَّهَا.

قال الهَيثَميّ: رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ بَشَّارُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ.

8276 / 4059 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: لَمَّا مَاتَ عُتْبَةُ بْنُ مَسْعُودٍ بَكَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فَقَالُوا لَهُ: تَبْكِي؟ فَقَالَ: نَعَمْ، أَخِي فِي النَّسَبِ، وَصَاحِبِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.

قال الهَيثَميّ: رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَالْكَبِيرِ بِنَحْوِهِ وَزَادَ: وَمَا أُحِبُّ مَعَ ذَلِكَ أَنِّي كُنْتُ مِتْ قَبْلَهُ لَأَنْ يَمُوتَ فَأَحْتَسِبُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَمُوتَ فَيَحْتَسِبُنِي. وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

8277 / 4060 – وَعَنْ أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ امْرَأَةِ أَبِي مُوسَى قَالَتْ: مَرِضَ أَبُو مُوسَى فَبَكَيْتُ عِنْدَهُ فَنُهِيتُ، فَقَالَ: ذَرُوهَا تُهْرِيقُ مِنْ عَبْرَتِهَا سَجْلًا أَوْ سَجْلَيْنِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

قال الهيثميّ: رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ.

8278 / 4061 – وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يُبْكَى إِلَّا عَلَى أَحَدِ رَجُلَيْنِ: فَاجِرٍ مُكْمِلٍ فُجُورَهُ، أَوْ بَارٍّ مُكْمِلٍ بِرَّهُ»”.

قال الهَيثَميّ: رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، وَفِيهِ كَلَامٌ.

8279 / 4062 – وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَرَأَيْتُ بِهِ الْمَوْتَ فَقُلْتُ: هَيِّجْ هَيِّجْ مَنْ لَا يَزَالُ دَمْعُهُ مُقَنَّعًا فَإِنَّهُ مَرَّةً مَدْفُونُ، فَقَالَ: لَا تَقُولِي ذَلِكَ، وَلَكِنْ قَوْلِي: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق: 19].

قال الهيثميّ : رواه أبو يعلى، وَإِسْنَادُهُ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (686) لأبي يعلى. قال عقبه في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (2/ 458): وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ، وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ بِتَمَامِهِ.

للبحث عن الرقم المحال اليه

للمشاركة عبر

Scroll to Top