27234 / 4970 – (خ) سهل بن سعد رضي الله عنه: «أَن أهلَ قُبَاءَ اقْتَتَلوا حتى تَرَامَوْا بالحجارةِ، فأُخْبِرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: اذهبوا بنا نُصْلِحْ بينهم» . أخرجه البخاري.
27235 / 4971 – (ت د) أبو الدرداء رضي الله عنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَلا أُخبِرُكُم بأفضلَ من درجةِ الصيامِ، والصلاةِ، والصدقةِ؟ قالوا: بلى، قال: صَلاحُ ذاتِ البَيْنِ، فَإِن فسادَ ذَاتِ البَيْنِ هي الحَالِقَةُ» . أخرجه الترمذي، وأبو داود.
وقال الترمذي: صحيح، وقال أيضاً: ويُرْوَى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «هي الحالِقة، لا أقول: هي تحلِقُ الشَّعْرِ، ولكن تَحْلِقُ الدِّين» .
27236 / 4969 – (ت) أبو هريرة رضي الله عنه: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «إِيَّاكُمْ وسُوءَ ذَاتِ البَيْن، فَإِنَّهَا الحَالِقَةِ».
قال الترمذي: قوله: «سوءَ ذاتِ البَيْن» ، يعني: العداوةَ والبغضاءَ، وقوله: «الحالقة» . يقول: إِنها تَحْلِق الدِّين. أخرجه الترمذي.
27237 / 8196 – (ت) أسماء بنت يزيد – رضي الله عنها – أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «يا أيُّها الناس، ما يحملكم على أن تتايعوا على الكذب كتتايُعِ الفراش على النار، الكذبُ كلُّه على ابن آدمَ، إلا في ثلاث خصال: رجل كذب امرأتَه ليُرضِيَها، ورجل كذب في الحرب، فإن الحرب خدْعَة، ورجل كَذَبَ بين مُسْلِمَيْن ليُصْلح بينهما» .
وفي رواية قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لا يحلُّ الكذب إلا في ثلاث … » وذكر الحديث. أخرج الترمذي الثانية، والأولى ذكرها رزين.
هي عند أحمد في ” المسند ” (6 / 454).
وقد قال الترمذي عقبه: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ أَسْمَاءَ، إِلَّا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ خُثَيْمٍ، وَرَوَى دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، هَذَا الحَدِيثَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ عَنْ أَسْمَاءَ، حَدَّثَنَا بِذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ العَلَاءِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ دَاوُدَ.
وَفِي البَابِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ. انتهى
وحديثه في الترمذي.
27238 / 8197 – (خ م د ت) أم كلثوم بنت عقبة – رضي الله عنها -: أنها سمعتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس الكذَّابُ الذي يصلح بين اثنين – أو قال: بين الناس – فيقول خيراً، أو يَنْمِي خيْراً» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.
وزاد مسلم في رواية: قالت: «ولم أسمعه يُرَخِّصُ في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاث، يعني: الحربَ، والإصلاحَ بين الناس، وحديثَ الرجل زوجته وحديث المرأة زوجها» .
وفي رواية: «قال ابن شهاب: ولم أسمعْ يُرَخصُ في شيء مما يقول الناس كذب إلا في ثلاث … » وذكر الثلاث فجعل هذه الزيادة من قول ابن شهاب.
وأخرج أبو داود: «أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: لم يكذب مَن نَمَى بين اثنين ليصلح».
وفي أخرى: «ليس بالكذاب من أصلح بين الناس، فقال خيراً، أو نمى خيراً» .
وفي أخرى: قالت: «ما سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يرخِّصُ في شيء من الكذب إلا في ثلاث: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا أعدُّه كذباً: الرجل يُصْلِح بين الناس، ويقول قولاً يريد به الإصلاح، والرجل يقول في الحرب، والرجل يحدِّث امرأتَهُ، والمرأةُ تحدِّث زوجها».
27239 / 8198 – (ط) صفوان بن سليم الزرقي – رحمه الله – أن رجلاً قال لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم: «أكْذِبُ امرأتي؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: لا خير في الكذب، فقال الرجل: يا رسول الله، أفأعِدُها وأقول لها؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: لا جُنَاحَ عليك». أخرجه مالك في الموطأ.
27240 / 13051 – عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا أَبَا أَيُّوبَ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى صَدَقَةٍ يُحِبُّهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ؟ تُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ إِذَا تَبَاغَضُوا وَتَفَاسَدُوا» “.
قال الهيثميُّ: رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ ابْنُ عُبَيْدَةَ وَهُوَ مَتْرُوكٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2613) لمسدد، (2612) و (1397) لأبي بكر. ولفظ الطيالسي في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (6/ 65): عَنْ أَبِي أَيُّوبَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ: “يَا أَبَا أَيُّوبَ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى صَدَقَةٍ يَرْضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ مَوْضِعَهَا؟ فَقَالَ: بَلَى. قَالَ: تُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ إِذَا تَفَاسَدُوا، وَتُقَرِّبُ بَيْنَهُمْ إِذَا تَبَاعَدُوا”. وعزاه في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (6/ 65) كذلك لابن حميد والطبراني والاصبهاني، وقال : هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ.
27241 / 13052 – وَعَنْ أَنَسٍ «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِأَبِي أَيُّوبَ: ” أَلَا أَدُلُّكَ 79/8عَلَى تِجَارَةٍ؟ “. قَالَ: بَلَى. قَالَ: ” صِلْ بَيْنَ النَّاسِ إِذَا تَفَاسَدُوا، وَقَرِّبْ بَيْنَهُمْ إِذَا تَبَاعَدُوا».
قال الهيثميُّ: رواه البزار، وَفِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
27242 / 13053 – «وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِأَبِي أَيُّوبَ بْنِ زَيْدٍ: ” يَا أَبَا أَيُّوبَ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى عَمَلٍ يَرْضَاهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ؟ “. قَالَ: بَلَى. قَالَ: ” تُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ إِذَا تَفَاسَدُوا، وَتُقَرِّبُ بَيْنَهُمْ إِذَا تَبَاعَدُوا» “.
قال الهيثميُّ: رواهُ الطبرانيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَفْصٍ صَاحِبُ أَبِي أُمَامَةَ لَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
27243 / 13054 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «كَانَ الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ حَيَّيْنِ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَكَانَ بَيْنَهُمَا عَدَاوَةٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَهَبَ ذَلِكَ، وَأَلَّفَ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، فَبَيْنَا هُمْ قُعُودٌ فِي مَجْلِسٍ لَهُمْ، إِذْ تَمَثَّلَ رَجُلٌ مِنَ الْأَوْسِ بِبَيْتٍ فِيهِ هِجَاءُ الْخَزْرَجِ، وَتَمَثَّلَ رَجُلٌ مِنَ الْخَزْرَجِ بِبَيْتٍ فِيهِ هِجَاءُ الْأَوْسِ، فَلَمْ يَزَلْ هَذَا يَتَمَثَّلُ بِبَيْتٍ، وَهَذَا يَتَمَثَّلُ بِبَيْتٍ، حَتَّى وَثَبَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، وَأَخَذُوا أَسْلِحَتَهُمْ وَانْطَلَقُوا لِلْقِتَالِ. فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنْزَلَ الْحَيَّ، فَجَاءَ مُسْرِعًا قَدْ حَسَرَ عَنْ سَاقَيْهِ، فَلَمَّا رَآهُمْ نَادَاهُمْ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]حَتَّى فَرَغَ مِنَ الْآيَاتِ، فَوَحَشُوا بِأَسْلِحَتِهِمْ فَرَمُوا بِهَا، وَاعْتَنَقَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا يَبْكُونَ».
قال الهيثميُّ: رواهُ الطبرانيُّ فِي الصَّغِيرِ، وَفِيهِ غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
27244 / 13055 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ” «أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ».
قال الهيثميُّ: رواهُ الطبرانيُّ وَالْبَزَّارُ، وَفِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ وَهُوَ ضَعِيفٌ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2614) لعبد بن حميد. وعزاه كذلك للبزار في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (6/ 66) وقال: قُلْتُ: مَدَارُ الْإِسْنَادِ عَلَى الْإِفْرِيقِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ. لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رواه أبو داود فِي سُنَنِهِ وَالتِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ وَصَحَّحَهُ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
27245 / 13056 – «وَعَنْ أَبِي كَاهِلٍ قَالَ: وَقَعَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَلَامٌ حَتَّى تَصَارَمَا، فَلَقِيتُ أَحَدَهُمَا فَقُلْتُ: مَا لَكَ وَلِفُلَانٍ؟ قَدْ سَمِعْتُهُ يُحْسِنُ عَلَيْكَ الثَّنَاءَ، وَيُكْثِرُ لَكَ مِنَ الدُّعَاءِ. وَلَقِيتُ الْآخَرَ فَقُلْتُ لَهُ نَحْوَ ذَلِكَ، فَمَا زِلْتُ أَمْشِي بَيْنَهُمَا حَتَّى اصْطَلَحَا. فَقُلْتُ: مَا فَعَلْتُ؟ أَهْلَكْتُ نَفْسِي، وَأَصْلَحْتُ بَيْنَهُمَا. فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ بِالْأَمْرِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا سَمِعْتُ مِنْ ذَا شَيْئًا وَلَا مِنْ ذَا شَيْئًا. فَقَالَ: ” يَا أَبَا كَاهِلٍ، أَصْلِحْ بَيْنَ النَّاسِ وَلَوْ بِكَذَا وَكَذَا كَلِمَةٌ لَمْ أَفْهَمْهَا فَقُلْتُ: مَا عَنَى بِهَا؟ قَالَ: عَنَى الْكَذِبَ».
قال الهيثميُّ: رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ أَبُو دَاوُدَ الْأَعْمَى وَهُوَ كَذَّابٌ.
27246 / 13057 – وَعَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَيْسَ بِالْكَاذِبِ 80/8 مَنْ قَالَ خَيْرًا أَوْ نَمَّى خَيْرًا».
قال الهيثميُّ: رواهُ الطبرانيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَفِيهِ يَحْيَى بْنُ جُرْجَةَ وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَغَيْرُهُ، وَقَزَعَةُ بْنُ سُوَيْدٍ الرَّاوِي عَنْهُ وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِ إِحْدَى الطَّرِيقَيْنِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
27247 / 13058 – وَعَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحْسَبُهُ رَفَعَهُ، قَالَ: «الْكَذِبُ مَكْتُوبٌ، إِلَّا مَا نَفَعَ بِهِ مُسْلِمٌ أَوْ دَفَعَ بِهِ عَنْهُ».
قال الهيثميُّ: رواه البزار، وَفِيهِ رِشْدِينُ وَغَيْرُهُ مِنَ الضُّعَفَاءِ.
27248 / 13059 – وَعَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ الْكَذِبِ يُكْتَبُ عَلَى ابْنِ آدَمَ إِلَّا ثَلَاثًا: الرَّجُلُ يَكْذِبُ فِي الْحَرْبِ ; فَإِنَّ الْحَرْبَ خُدْعَةٌ، وَالرَّجُلُ يَكْذِبُ الْمَرْأَةَ فَيُرْضِيهَا، وَالرَّجُلُ يَكْذِبُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ فَيُصْلِحُ بَيْنَهُمَا» “.
قال الهيثميُّ: رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ جَامِعٍ الْعَطَّارُ وَهُوَ ضَعِيفٌ. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي بَابِ الصُّلْحِ فِي الْأَحْكَامِ. وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2602) لأبي يعلى. في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (4/ 87) من مسند ابي يعلى: عَنِ النواس بن سمعان قَالَ: {بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً، فَمَرُّوا بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَقَالُوا: يَا أَعْرَابِيُّ، اجْزُرْ لَنَا شَاةً. قَالَ: فَأَتَاهُمْ بِعَتُودٍ مِنْ غَنَمِهِ، فَقَالَ: اذْبَحُوا هَذَا فقالوا: لما يُغْنِي هَذَا عَنَّا شَيْئًا. قَالَ: فَاعْتَمَدُوا شَاةً مِنْ خِيَارِ غَنَمِهِ فَذَبَحُوهَا. قَالَ: فَظَلُّوا يَطْبُخُونَ وَيَشْوُونَ، قَالَ: حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ النَّهَارُ وَأَظَلَّ مَظَلَّةً قَالُوا: يَا أَعْرَابِيُّ، أَخْرِجْ غَنَمَكَ حَتَّى نقيل في المظلة. قَالَ: أُنْشِدُكُمُ اللَّهَ، فَإِنَّهَا وُلَّدٌ، فَإِنْ أَنَا أخرجتها فضربتها السموم جرحت فقالوا: أَنْفُسُنَا أَعَزُّ عَلَيْنَا مِنْ غَنَمِكَ. قَالَ: فَأَخْرَجُوهَا فضربتها السموم فجرحت. قَالَ: ثُمَّ رَاحُوا مِنْ عِنْدِهِ وَتَرَكُوهُ حَتَّى أَتُوا الْمَدِينَةَ. قَالَ: فَسَبَقَهُمُ الْأَعْرَابِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ، فلما جاءوا سألهم عما ذكر فَأَنْكَرُوا، فَاعْتَمَدَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَقَالَ: يَا فُلَانُ، إن كان عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِكَ خَيْرٌ فَعَسَى أَنْ يَكُونَ عِنْدَكَ، أَصْدِقْنِي. فَقَالَ: صَدَقَ يَا رَسُولَ اللَّهِ الْأَعْرَابِيُّ، الْخَبَرُ مِثْلُ مَا قَالَ. فَقَالَ: تهافتون فِي الْكَذِبِ تَهَافُتَ الْفَرَاشِ فِي النَّارِ. كُلُّ كَذِبٍ مَكْتُوبٌ كَذِبًا لَا مَحَالَةَ إِلَّا أَنْ يَكْذِبَ رَجُلٌ فِي الْحَرْبِ, فَإِنَّ الْحَرْبَ خُدْعَةٌ، أو يكذب الرجل بإن الرَّجُلَيْنِ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمَا، أَوْ يَكْذِبَ الرَّجُلُ امْرَأَةً لِيُرْضِيَهَا} . هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ. قَالَ: وَثنا مُحَمَّدُ بن جامع العطار، ثنا مسلمة بْنُ عَلْقَمَةُ، ثنا دَاوُدُ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حوشب، عن الزبرقان، عَنِ النُّوَاسِ بْنِ سَمْعَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {لَا يَصْلُحُ الْكَذِبُ إِلَّا فِي ثَلَاثَةٍ: الرَّجُلُ يَكْذِبُ فِي الْحَرْبِ وَالْحَرْبُ خُدْعَةٌ، وَالرَّجُلُ يَكْذِبُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمَا، وَالرَّجُلُ يَكْذِبُ امْرَأَةً يُرْضِيهَا}. هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ, لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ جَامِعٍ ضَعَّفَهُ أبو حاتم وأبو يعلى، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ. قلت له شاهد في الاتحاف من حديث اسماء رضي الله عنها: ففي إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (4/ 88): قال أبو يعلى الموصلي: وثنا عجدالأعلى وَخَلَفٌ قَالَا: ثنا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنِي ابْنُ-خُثَيْمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عدت أسماء بِنْتِ يَزِيدَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: {مَا يَحْمِلُكُمْ عَلَى أَنْ تَتَابَعُوا كَمَا يَتَتَابَعُ الْفَرَاشُ فِي النَّارِ؟ كُلُّ الْكَذِبِ يُكْتَبُ عَلَى ابْنِ آدَمَ إِلَّا ثَلَاثَ خِصَالٍ: رَجُلٌ كَذَبَ امْرَأَتَهُ لِيُرْضِيَهَا، وَرَجُلٌ كَذَبَ بين امرئين لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمَا، وَرَجُلٌ كَذَبَ فِي خَدِيعَةَ حَرْبٍ}. قَالَ: وَثنا دَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ وَغَيْرُهُ- وَهَذَا لنظ دَاوُدَ- ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ شَهْرِ بن حوشب، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ {أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ بَعْثًا إِلَى ضَاحِيَةِ مُضَرَ، فَنَزَلُوا بِأَرْضٍ صَحْرَاءَ، فَلَمَّا أَصْبَحُوا إِذَا هُمْ بِقُبَّةٍ، وَإِذَا بِفِنَائِهَا غَنَمٌ مُرَاحَةٌ، فَأَتَوْا صَاحِبَ الْغَنَمِ فَوقَفُوا عَلَيْهِ، فَقَالُوا: اجْزِرْنَا. فأخرج لهم شاة فسحطوها، ثم أخرج لهم شاة أخرى فسحطوها، وقال: في غنمي إلا فحلها أو شاة ربي، فأخذوا شاة من الغنم فلما افترقوا، وأظهروا، وليس معهم ظلال يستظلون بهامن الْحَرِّ وَهُمْ بِأَرْضٍ لَا ظِلَالَ فِيهَا، وَقَدْ قال الأعرابي غنمه في ظلته، فَقَالُوا: نَحْنُ أَحَقُّ بِالظِّلِّ مِنْ هَذِهِ الْغَنَمِ. فأتوه فقالوا: أخرج غَنَمَكَ فَنَسْتَظِلَّ فِي هَذَا الظِّلِّ. فَقَالَ: إِنَّكُمْ مَتَى تُخْرِجُونَ غَنَمِي تَمْرَضُ وَتَطَرْحُ أَوْلَادَهَا، وَأَنَا امْرَؤٌ قَدْ زَكَّيْتُ وَأَسْلَمْتُ. فَأَخْرَجُوا غَنَمَهُ، فَلَمْ تكن إِلَّا سَاعَةٌ مِنْ نَهَارٍ حَتَّى تَنَاعَرَتْ فَطَرَحَتْ أَوْلَادَهَا، فَأَقْبَلَ الْأَعْرَابِيُّ سَرِيعًا حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأخبره بالذي صُنِعَ بِهِ، فَغَضِبَ مِنْ ذَلِكَ غَضَبًا شَدِيدًا، ثُمَّ أَجْلَسَهُ حَتَّى قَدِمَ الْقَوْمُ فَسَأَلَهُمْ، فَقَالُوا: كَذَبَ. فَسُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْضُ الْغَضَبِ، فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ. وَالَّذِي أُقْسِمِ بِهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يُخْبِرَكَ اللَّهُ بِخَبَرِي وَخَبَرِهِمْ. فَوَقَعَ فِي نَفْسِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ صَادِقٌ، فَانْتَجَاهُمْ رَجُلًا رَجُلًا، فَمَا انْتَجَى مِنْهُمْ رَجُلًا فَنَاشَدَهُ اللَّهَ إِلَّا حَدَّثَهُ كَمَا حَدَّثَهُ الْأَعْرَابِيُّ. فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: أَيُّهَا النَّاسُ، لَا يَحْمِلَنَّكُمْ أَنْ تَتَابَعُوا فِي الكذب كَمَا يَتَتَابَعُ الْفَرَاشُ فِي النَّارِ، كُلُّ الْكَذِبِ يُكْتَبُ عَلَى ابْنِ آدَمَ إِلَّا ثَلَاثَ خِصَالٍ: امْرُؤٌ كَذَبَ امْرَأَتَهُ لِتَرْضَى عَنْهُ، أَوْ رَجُلٌ كذب بين امرئين مُسْلِمَيْنِ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمَا، أَوْ رَجُلٌ كَذَبَ فِي خديعة حرب} .
27249 / 13560 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَوْلَيَانِ: حَبَشِيٌّ وَقِبْطِيٌّ، فَاسْتَبَّا يَوْمًا فَقَالَ أَحَدُهُمَا: يَا حَبَشِيُّ، وَقَالَ الْآخَرُ: يَا قِبْطِيُّ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ” لَا تَقُولَا هَكَذَا، أَنْتُمَا رَجُلَانِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» “.
قال الهيثميُّ: رواهُ الطبرانيُّ فِي الصَّغِيرِ، وَفِيهِ يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ وَهُوَ لَيِّنٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ. وكَذَلِكَ قال الهيثميُّ: رواه أبو يعلى بِنَحْوِهِ.