وقد مضى بعض ذلك في الجنائز
29495 / 8529 – (خ م هـ) عائشة – رضي الله عنها- قالت: «لما ثَقُلَ برسولِ الله صلى الله عليه وسلم، واشتد وجَعُهُ: استأذن أزْوَاجَهُ في أن يُمرَّض في بيتي، فأذِنَّ له، فخرج وهو بين رَجُلَينِ، تَخُطّ رِجْلاَهُ في الأرض – بين عباس بن عبد المطلب ورجل آخر، قال ابن عباس: هو عليٌّ – قالت: ولما دَخَلَ بيتي واشتد وَجَعُه قال: أَهريقوا عَلَيَّ من سَبع قِرَب لم تُحَلَّ أوكِيَتُهنَّ، لعَلِّي أعْهَدُ إلى الناس، فأجلَسْنَاه في مِخضَبٍ لحفصةَ زوج النبيِّ، ثم طَفِقْنَا نَصُبُّ عليه من تِلْكَ القِرَب، حتى طَفِق يشير إلينا بيده: أن قد فَعَلْتُنَ، قالت: ثم خرج إلى الناس، فصلَّى بهم وخَطَبَهم» .
وفي رواية: قالت: «أولُ ما اشتكى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونةَ، فاستأذن أزواجَه أن يُمرَّض في بيتي، فأذِنّ له … » الحديث.
أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرج أبو داود منه ذكر الاستئذان، كما سيأتي في النكاح في العدل بين النساء.
ولهما في رواية عبيد الله بن عبد الله قال: «دخلتُ على عائشةَ، فقلت لها: ألا تحدِّثيني عن مرض رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: بلى، ثَقُلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فقال: أصَلَّى الناسُ؟ فقلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسولَ الله، قال: ضَعُوا لي ماء في المِخْضَب، قال: ففعلنا، فاغتسل، ثم ذهب لِيَنُوءَ، فأُغْمِيَ عليه، ثم أفاق، فقال: أصَلَّى الناسُ؟ قلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسولَ الله، قال: ضعوا لي ماء في المِخْضَبِ، قالت: ففعلنا، فاغْتَسَلَ، ثم ذهب لِيَنُوءَ، فأُغْمِيَ عليه، ثم أفاق، فقال: أصَلَّى الناسُ؟ فقلنا: لا، وهم ينتظرونك يا رسولَ الله، قال: ضَعُوا لي ماء في المِخْضَبِ، فاغتسل، ثم ذهب لينوءَ، فأُغميَ عليه، ثم أفاق، فقال: أصلَّى الناس؟ قلنا: لا، وهم ينتظرونك، قال: والناس عُكُوفٌ في المسجد ينتظرون رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لصلاة العشاءِ الآخرةِ قالت: فأرسل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر: أن يُصلِّي بالناس، فأتاه الرسول، فقال: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تُصلِّي بالناس، فقال: أبو بكر – وكان رجلاً رقيقاً – يا عمر، صَلِّ بالناس، فقال عمر: أنتَ أحقُّ بذلك، قالت: فصلَّى بهم أبو بكر تلك الأيامَ، ثم إنَّ رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم وَجَدَ من نَفسِهِ خِفَّة، فخرج بين رَجُلين – أحدهما: العباس- لصلاة الظهر وأبو بكر يصلِّي بالناس، فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخَّر، فأَومأ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أن لا تتأخَّرْ، وقال لهما: أجْلِساني إلى جنبه، فأجْلَساه إلى جنب أبي بكر، فكان أبو بكر يصلِّي وهو يأتمُّ بصلاة النبيِّ صلى الله عليه وسلم، والناس يُصَلُّون بصلاةِ أبي بكر، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم قاعد» .
قال عبيد الله: «دخلت على عبد الله بنِ عباس، فقلت: ألا أعْرِض عليك ما حدَّثتني عائشةُ عن مرض رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هاتِ، فعرضتُ حديثَها عليه، فما أنكر منه شيئاً، غير أنه قال: أسَمَّتْ لَكَ الرجلَ الذي كان مع العباس؟ قلت: لا، قال: هو عليٌّ – رضي الله عنه-».
ولفظ ابن ماجه قال: عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ: أَيْ أُمَّهْ، أَخْبِرِينِي عَنْ مَرَضِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: ” اشْتَكَى، فَعَلَقَ يَنْفُثُ، فَجَعَلْنَا نُشَبِّهُ نَفْثَهُ بِنَفْثَةِ آكِلِ الزَّبِيبِ، وَكَانَ يَدُورُ عَلَى نِسَائِهِ، فَلَمَّا ثَقُلَ اسْتَأْذَنَهُنَّ أَنْ يَكُونَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ وَأَنْ يَدُرْنَ عَلَيْهِ، قَالَتْ: فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ، وَرِجْلَاهُ تَخُطَّانِ بِالْأَرْضِ، أَحَدُهُمَا الْعَبَّاسُ” فَحَدَّثْتُ بِهِ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: أَتَدْرِي مَنِ الرَّجُلُ الَّذِي لَمْ تُسَمِّهِ عَائِشَةُ؟ هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ.
وفي لفظ آخر قال: عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: ” لَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ – وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: لَمَّا ثَقُلَ – جَاءَ بِلَالٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ، فَقَالَ: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ – تَعْنِي رَقِيقٌ – وَمَتَى مَا يَقُومُ مَقَامَكَ يَبْكِي فَلَا يَسْتَطِيعُ، فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَقَالَ: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبَاتُ يُوسُفَ» ، قَالَتْ: فَأَرْسَلْنَا إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَوَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً، فَخَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ، وَرِجْلَاهُ تَخُطَّانِ فِي الْأَرْضِ، فَلَمَّا أَحَسَّ بِهِ أَبُو بَكْرٍ ذَهَبَ لِيَتَأَخَّرَ، فَأَوْمَى إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ مَكَانَكَ، قَالَ: فَجَاءَ حَتَّى أَجْلَسَاهُ إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ، فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَأْتَمُّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالنَّاسُ يَأْتَمُّونَ بِأَبِي بَكْرٍ.
29496 / 8530 – (خ م ت س هـ عائشة – رضي الله عنها)- «أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يسأل في مرضه الذي مات فيه، يقول: أيْنَ أنا غداً – يريدُ يومَ عائشةَ – فأَذِن له أزواجُه أن يكون حيث شاء، فكان في بيت عائشةَ حتى مات عندها، قالت عائشةُ: فمات في اليوم الذي كان يدور عَلَيَّ فيه في بيتي، فقبضه الله عز وجل وإنَّ رأسَه لَبَيْنَ نَحْري وسَحْري، وخالَط رِيقُه رِيقي، دخل عبد الرحمن بن أبي بكر، ومعه سواك يَستَن به، فنظر إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له: أعْطِني هذا السواك يا عبد الرحمن، فأعطانيه، فقضمتُهُ، ثم مضغتُه، فأعطيتُه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فاستَنَّ به وهو مستَنِد إلى صَدْرِي» هذا لفظ حديث البخاري، وهو أكملها.
وفي رواية: «إنْ كان ليتفقَّد في مرضه، يقول: أينَ أنا اليوم؟ أين أنا غداً؟ استبطاءً ليوم عائشةَ، فلما كان يومي قبضه الله بين سَحري ونَحري» .
وفي أخرى «ودُفِنَ في بيتي» .
وأخرجه البخاري قالت: «دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأنا مُسْنِدَتُهُ إلى صَدري، ومع عبد الرحمن سِواك رَطْب يَسْتَنُ به، فأَبَدَّه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بَصَرَه، فأخَذتُ السِّواكَ، فقضمتُه وطَيَّبْتُهُ، ثم دَفَعْتُهُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فاستنَّ به، فما رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَستنُّ استناناً أحسنَ منه، فما غدا أن فَرغَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رَفَع يده – أو إصبعه – ثم قال: في الرفيق الأعلى – ثلاثاً – ثم قَضَى، وكانت تقول: مات بين حاقِنتي وذاقِنَتي» .
وفي أخرى: قالت: «ماتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وإنَّه لَبَيْنَ حاقنتي وذاقنتي، فلا أكره شِدَّة الموت لأحد أبداً بعد النبيِّ صلى الله عليه وسلم» .
وفي أخرى: «أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لما كان في مرضه جعل يدور في نسائه، ويقول: أين أنا غداً؟ حِرْصاً على بيت عائشةَ، قالت عائشةُ: فلما كان يومي سكن» .
وفي أخرى: قالت: «تُوفيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في بيتي وفي يومي، وبين سَحْري ونحري، وكانت إحدانا تُعَوِّذُهُ بدعاءٍ إذا مَرِض، فذْهبتُ أُعَوِّذه، فرفع رأسه إلى السماء، وقال: في الرفيق الأعلى، في الرفيق الأعلى، ومرَّ عبد الرحمن بنُ أبي بكر وفي يده جريدةٌ رَطْبة، فنظر إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فظننتُ أنَّ له بها حاجة، فأخذتُها فمضغتُ رأسها ونفضتُها، فدفعتُها إليه، فاستنَّ بها كأَحسن ما كان مُسْتنّاً، ثم ناولنيها، فسَقَطَتْ يده – أو سقطت من يده – فجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يوم من الدنيا، وأوَّل يوم من الآخرة» .
وفي أخرى نحوه، إلا أنَّه قال: قالت: «دخل عبد الرحمن بسواك، فضعف النبيُّ صلى الله عليه وسلم عنه، فمضغتُه، ثم سَنَنْتُه به» .
وفي أخرى: أنَّ عائشةَ كانت تقول: «إنَّ من نِعَم الله عليَّ: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم تُوُفِّي في بيتي ويومي، وبين سَحْري ونحْري، وأنَّ الله جمع بين ريقي وريقه عند موته، دخل عليَّ عبد الرحمن وبيده سواك وأنا مسندة رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فرأيتُه ينظر إليه، وعَرَفْتُ أنَّه يُحِبُّ السَّواك، فقلتُ: آخذُه لك؟ فأشار برأسه: أنْ نعم، فتناوله، فاشتَدَّ عليه، فقلتُ: أُلَينُه لك؟ فأشار برأسه: أنْ نعم، فَلَيَّنْتُهُ، فأمَرَّه وبين يديه ركوةٌ، أو عُلبة – شك الراوي – فيها ماء، فجعل يُدخِلُ يديه في الماء، فيمسح بهما وجهه، يقول: لا إله إلا الله، إنَّ للموتِ سَكَرات، ثم نَصَبَ يده، فجعل يقول: في الرفيق الأعلى، حتى قُبِض صلى الله عليه وسلم، فمالت يده» .
وقد أخرج الترمذي من هذا الحديث بطوله طَرَفاً قال: قالت: «رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو بالموت، وعنده قدَح فيه ماء، وهو يُدخِلُ يده في القدَح ثم يمسح وجهه بالماء، ثم يقول: اللهم أعنِّي على غَمَراتِ الموتِ، وسكراتِ الموتِ». وهي رواية عند ابن ماجه.
وله طرف آخر، قالت: «ما أغبِطُ أحداً بِهَوْنِ موتٍ بعد الذي رأيتُ من شِدَّةِ موتِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم» .
وأخرج النسائي منه طرفاً، قالت: «ماتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بين حاقِنتي وذاقِنتي، ولا أكره شِدَّةَ الموتِ لأحد أبداً بعدما رأَيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم».
29497 / 8532 – (خ م ت هـ عائشة – رضي الله عنها)- قالت: «ما رأيتُ الوجَعَ على أحد أشدَّ منه على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه.
29498 / 8533 – (خ م) عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما- قال: «لمَّا حُضِر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال، فيهم عمر بن الخطاب- قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم-: هَلُمُّوا أكتبْ لكم كتاباً لن تَضِلُّوا بعده، فقال عمر – وفي رواية: قال بعضهم -: رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قد غَلبَ عليه الوَجَعُ، وعندكم القرآن، حَسْبُكم كتابُ الله، فاختلف أهلُ البيت واختصموا، فمنهم من يقول: قرِّبوا يكتبْ لكم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم من يقول ما قال عمر – وفي رواية: فمنهم من يقول غير ذلك – فلما أكثروا اللَّغَطَ والاختلاف: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: قوموا عني، قال: فكان ابنُ عباس يقول: إن الرَّزِيَّة كلَّ الرَّزيَّةِ: ما حال بين رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب، لاختلافهم ولَغَطِهم» .
وفي رواية قال: «قُومُوا عَني، فلا ينبغي عندي التنازعُ، فخرج ابن عباس وهو يقول: إنَّ الرَّزِيَّة كل الرَّزيَّة ما حالَ بينَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وبين كتابه» .
وفي أخرى قال: قال ابنُ عباس: «يومُ الخميس، وما يومُ الخميس؟ – زاد في رواية: ثم بكى حتى بَل دمعُه الحصا – قلتُ: يا أبا عباس، ما يومُ الخميس؟ قال: اشتد برسولِ الله صلى الله عليه وسلم وَجَعُهُ، فقال: ائتوني بِكَتِف أكتبْ لكم كتاباً لا تضلُّوا بعده أبداً، فتنازعوا – ولا ينبغي عند نبيٍّ تنازع – فقالوا: ما شأنه؟ هَجَر؟ استفهِموه، فذهبوا يَرُدُّون عليه، فقال: ذَروني، دَعُوني، فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه، فأمرهم – وفي رواية: فأوصاهم بثلاث فقال: أَخرِجُوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوَفْد بنحو ما كنتُ أُجِيزُهم، وسكت عن الثالثة – أو قال: فنسيتُها – قال سفيان: هذا من قول سليمان – هوابن أبي مسلم الأحول – وفي رواية: ونسيتُ الثالثة» .
أخرجه البخاري ومسلم، وأخرجه مسلم أيضاً مختصراً.
29499 / 8534 – (خ س [ه] أنس بن مالك رضي الله عنه)، قال: «لمَّا ثَقُلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، جعل يتغَشَّاه الكَربُ، فقالت فاطمةُ: وا كَرْبَ أبَتَاهُ؟! فقال لها: ليس على أبيك كَرْبٌ بعد اليوم، فلما مات قالت: يا أبَتَاهُ، أجاب رباً دعاه، يا أَبَتَاه، جَنَّةُ الفِرْدَوسِ مأواه، يا أبَتَاه، إلى جبريلَ نَنْعاه، فلما دُفِن قالت: يا أنس، كيف طابتْ أنفسُكم أن تَحثُوا على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم الترابَ؟» أخرجه البخاري.
وأخرج ابن ماجه بنحوها ولفظه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا وَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ كَرْبِ الْمَوْتِ مَا وَجَدَ، قَالَتْ: فَاطِمَةُ وَا كَرْبَ أَبَتَاهُ، فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَا كَرْبَ عَلَى أَبِيكِ بَعْدَ الْيَوْمِ، إِنَّهُ قَدْ حَضَرَ مِنْ أَبِيكِ مَا لَيْسَ بِتَارِكٍ مِنْهُ أَحَدًا، الْمُوَافَاةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
وفي رواية النسائي «أنَّ فاطمةَ بكتْ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حين مات، فقالت: يا أبتاه، مَنْ ربِّه ما أدناه؟ يا أبتاه، إلى جبريل ننعاه، يا أبتاه، جَنَّةُ الفردوس مأواه؟» .
29500 / 8535 – (خ) أنس رضي الله عنه «أنَّ العباسَ مَرَّ بمجلس فيه قوم من الأنصار يبكون، حين اشتدَّ برسولِ الله صلى الله عليه وسلم وَجَعُهُ، فقال لهم: ما يُبكيكم؟ فقالوا: ذكرنا مَجْلِسَنَا من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فدخل العباسُ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره، فعَصَب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رأسَه بعصابة دَسْماءَ – أو قال: بحاشيةِ بُرد – وخرج وصَعِدَ المنبر، وخَطَبَ النَّاس وأثنى على الأنصار خيراً، وأوصى بهم، ثم قال: إنَّ الله خيَّرَ عبداً بين الدنيا وبين ما عندَه، فاختار العبد ما عنده، فبكى أبو بكر، وقال: يا رسولَ الله، فديناك بآبائنا وأُمَّهاتنا، فقلنا: ما لهذا الشيخ يبكي أن ذَكَر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عبداً خيَّره الله بين الدنيا وما عنده، فاختارَ العبد ما عنده؟ فكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم هو المخيَّرَ، وكان أبو بكر أَعْلَمَنَا».
أخرجه البخاري إلى قوله: «فَصَعِدَ المنبر» .
ثم قال: ولم يَصعدهُ بعدَ ذلك اليوم، فَحمِدَ الله وأثنى عليه، ثم قال: «أوصيكم بالأنصار، فإنهم كَرِشِي وعَيْبَتي، وقد قَضَوُا الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فاقبلوا من مُحْسِنهِم، وتجاوزوا عن مسيئهم» والباقي ذكره رزين.
29501 / 8536 – (ط) أم سلمة – رضي الله عنها- قالت: «ما صَدَّقتُ بموتِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعتُ وَقْعَ الكرازِينِ» أخرجه مالك في الموطأ.
29502 / 8537 – () عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي، «قيل له: متى هاجرتَ؟ قال: خَرجنا من اليمن مهاجرين، فقَدِمْنا الجُحْفةَ، فأقبل راكبٌ، فقلت له: الخبرُ؟ فقال: دفنَّا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم منذ خمس» أخرجه …
كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه البخاري، ورمز له في أوله بحرف (خ) وهو خطأ.