29344 / 8818 – (خ م د ت هـ) أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كان فزعٌ بالمدينة، فاستعار النبيُّ صلى الله عليه وسلم فرساً من أبي طلحة، يقال له: المندوب، فركب، فلما رجع، قال: ما رأينا من شيء، وإن وجدناه لبحراً».
وفي رواية قال: «كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أحسنَ الناس وَجْهاً، وكان أجودَ الناس، وكان أشجع الناس، ولقد فَزِعَ أهلُ المدينة ذات ليلةٍ، فانطلق نَاسٌ مِن قِبَلِ الصَّوْتِ، فتلقاهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم راجعاً، وقد سبقهم إلى الصوت – وفي رواية: وقد استبرأ الخبر – وهو على فرس لأبي طلحة عُرْي، في عُنُقِهِ السَّيفُ، وهو يقول: لن تُرَاعُوا، قال: وجدناه بحراً – أو إنه لبحر – قال: وكان فرسه يُبَطَّأُ».
وفي أخرى مختصراً قال: «استقبلهم النبي صلى الله عليه وسلم على فرس عُرْي، ما عليه سَرْجٌ، في عنقه سيف». أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري «أنَّ أهل المدينة فزِعوا مرة، فركب النبي صلى الله عليه وسلم فرساً لأبي طلحة كان يقطِفُ – أو كان فيه قِطافٌ – فلما رجع قال: وجدنا هذا فرسكم بجراً، وكان بعدُ لا يجارَى» .
ورواية ابن ماجه كالثانية وزاد: “فما سُبقَ بعد ذلك اليوم”.
وله في أخرى قال: «فَزِعَ الناس، فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرساً لأبي طلحة بطيئاً، ثم خرج يركُض وحده، فركب الناسُ يَرْكُضون خلفه، فقال: لم تُراعوا، إنَّه لبحرٌ، فما سُبِقَ بعد ذلك اليوم». وأخرج الترمذي الرواية الثانية ونحو الأولى.
وله في أخرى قال: «ركب النبي صلى الله عليه وسلم فرساً لأبي طلحة يقال له: مندوب، فقال: ما كان من فَزَع، وإن وجدناه لبحراً». وأخرج أبو داود نحو الرواية الأولى ولم يذكر لفظة: «مندوب».
29345 / 6162 – (م) العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: «شهدتُ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، فلزمتُ أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فلم نُفارِقْه، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم على بغلة له بيضاءَ أهداها له فَروةُ بنُ نُفاثةَ الجُذَامِيُّ، فلما التَقى المسلمون والكفارُ، وَلَّى المسلمون مُدْبرين، فَطَفِقَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَرْكُضُ بَغْلَتَه قبَلَ الكفار، قال عباس: وأنا آخِذ بلجام بغلةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، أَكُفُّها إرادةَ أن لا تُسرعَ، وأبو سفيان آخِذ بِركاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أيْ عباسُ، نَادِ أصحابَ السَّمُرَةِ، فقال عباس – وكان رجلاً صَيِّتاً – فقلتُ بأعلى صوتي: أين أصحاب السَّمُرة؟ قال: فوالله، لكأنَّ عَطْفَتَهُمْ حين سمعوا صوتي عَطْفَةَ البقر على أولادها، فقالوا: يا لبَّيك، يا لبَّيك، قال: فاقتتلوا والكفارَ، والدعوةُ في الأنصار، يقولون: يا معشر الأنصار، يا معشر الأنصار، ثم قُصِرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج، فنظر النبيُّ صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى أَقيَالهم، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: هذا حين حَمِيَ الوَطيسُ، قال: ثم أخذَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حَصَيَات، فرمى بهنَّ وجوه الكفار ثم قال: انهزَموا وربِّ محمَّد، قال: فذهبتُ أنظرُ، وإذا القتالُ على هيئته فيما أرى، قال: فوالله، ما هو إلا أن رماهم بِحَصياتِه، فما زِلْتُ أرى حَدَّهم كليلاً، وأمرهم مُدْبِراً».
وفي رواية نحوه، غير أنه قال: «فروةُ بنُ نعامة الجُذَامِي » وقال: «انهزموا وربِّ الكعبة، انهزموا وربِّ الكعبةِ» وزاد في الحديث «حتى هزمهم الله، قال: وكأني أنظرُ إِلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم يَرْكُضُ خَلْفَهم على بغلته». أخرجه مسلم .
29346 / 6163 – (خ م ت) أبو إسحاق السبيعي قال: جاء رجل إلى البراء، فقال: أكنتم ولَّيتُم يوم حُنين، يا أبا عمارة؟ فقال: أشهدُ على نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم ما ولَّى، ولكنه انْطَلق أخِفَّاء من الناس وحُسَّر إلى هذه الحي من هوازن، وهم قوم رماة، فَرَمَوهم بِرَشْق من نَبْل، كأنها رِجْل من جراد، فانكشفوا، فأقبل القومُ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وأبو سفيان بن الحارث يقود به بغلته، فنزل ودعا واستنصر، وهو يقول:
أنا النبيُّ لا كذبْ أنا ابن عبد المطلبْ
اللهم نَزِّلْ نَصْرك – زاد أبو خيثمة: ثم صفّهم – قال البراء: كُنَّا والله إِذا احْمَّر البَأْسُ نتَّقي به، وإن الشجاعَ منا الَّذِي يُحاذِي به – يعني النبيَّ صلى الله عليه وسلم. أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم قال: قال رجل للبراء: يا أبا عُمارة، فَررْتُم يوم حنين؟ قال: لا والله، ما ولَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ولكنَّه خرج شُبَّانُ أصحابه وأَخِفَّاؤهم حُسَّراً، ليس عليهم سلاح – أو كثير سلاح – فَلَقُوا قوماً رُمَاة، لا يكاد يسقُط لهم سهم – جمعُ هَوَازِنَ وبني نصر – فَرَشَقُوهم رَشْقاً، ما يكادون يخطئون، فأقبلوا هناك إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته البيضاء، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يقودُ به، فنزل واسْتَنْصَرَ وقال:
أنا النبيُّ لا كذبْ أنا ابن عبد المطلبْ
ثم صفَّهم.
وفي رواية نحوه، وفيه: وإنَّا لما حَمَلْنا عليهم انكشفوا، فأكْبَبْنا على الغنائم، فاستُقْبلنا بالسهام، ولقد رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم على بغلته البيضاء، وإن أَبا سفيان بن الحارث آخِذ بزمامها، وهو يقول:
أنا النبيُّ لا كذبْ أنا ابن عبد المطلبْ
وفي رواية لهما وللترمذي قال: قال له رجل: أفَرَرْتُم عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يا أبا عُمارة؟ قال: لا والله، ما وَلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ولكن وَلَّى سَرَعَانُ النَّاسِ، تَلَقَّتْهم هوازنُ بالنَّبْل، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم على بغلته، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب آخِذٌ بِلجامها، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول:
أنا النبيُّ لا كذبْ أنا ابن عبد المطلبْ
29347 / 14176 – عَنْ عَلِيٍّ يَعْنِي ابْنَ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: «لَقَدْ رَأَيْتُنَا يَوْمَ بَدْرٍ وَنَحْنُ نَلُوذُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ أَقْرَبُنَا إِلَى الْعَدُوِّ، وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ بَأْسًا».
قال الهيثميّ: رواه أحمد وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَلَفْظُهُ عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّهُ «سُئِلَ عَنْ مَوْقِفِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَقَالَ: كَانَ أَشَدُّنَا يَوْمَ بَدْرٍ مَنْ حَاذَى بِرُكْبَتِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ». 12/9
29348 / 14177 – وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “«فُضِّلْتُ عَلَى النَّاسِ بِأَرْبَعٍ: بِالسَّخَاءِ، وَالشَّجَاعَةِ»”.
فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي النِّكَاحِ.
قال الهيثميّ : رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.