11143 / 2982 – ( ه – الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه) قَالَ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ، فَأَحْرَمْنَا بِالْحَجِّ، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ قَالَ: «اجْعَلُوا حِجَّتَكُمْ، عُمْرَةً» فَقَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ أَحْرَمْنَا بِالْحَجِّ، فَكَيْفَ نَجْعَلُهَا عُمْرَةً؟ قَالَ: «انْظُرُوا مَا آمُرُكُمْ بِهِ، فَافْعَلُوا» فَرَدُّوا عَلَيْهِ الْقَوْلَ، فَغَضِبَ فَانْطَلَقَ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ غَضْبَانَ، فَرَأَتِ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَتْ: مَنْ أَغْضَبَكَ؟ أَغْضَبَهُ اللَّهُ قَالَ: «وَمَا لِي لَا أَغْضَبُ، وَأَنَا آمُرُ أَمْرًا، فَلَا أُتْبَعُ». أخرجه ابن ماجه.
11144 / 1396 – (م س) علي -رضي الله عنه- قال عبد الله بن شقيق: «كانَ عُثمانُ يَنْهى عَنِ الْمُتْعَةِ، وكانَ عليٌّ يأمر بها، فقال عثمانُ لِعَليٍّ كلمةً، فقال عليٌّ: لقَدْ علمتَ أنَّا تَمتَّعْنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: أجل، ولكنَّا كُنَّا خائِفِينَ». هذه رواية مسلم.
وفي رواية النسائي: قال ابن الْمُسَيَّبِ: «حَجَّ عليٌّ وعُثْمان، فلَمَّا كُنَّا ببعض الطريق: نهى عثمانُ عن التَّمَتُّع» ، فقال: «إذا رأيْتُمُوهُ قد ارْتَحَلَ فارتَحِلُوا، فَلبَّى عليٌّ وأصحابُهُ بالعمرةِ» ، فلم يَنْهَهُمْ عثمانُ، فقال عليٌّ: «ألم أُخْبَرْ أَنَّكَ تَنْهى عن التَّمَتُّع؟» قال: «بلى» ، قال له عليٌّ: «ألم تَسْمَعْ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم تَمتَّع؟» قال: «بلى».
11145 / 1397 – (م) أبو نضرة: قال: كان ابن عباس -رضي الله عنه- يأمُرُ بالْمُتْعَة، وكان ابنُ الزُّبْيرِ يَنْهى عنها، قال: فذكرتُهُ لجابرٍ، فقال: عَلَى يَدِيَّ دارَ الحديثُ: تَمتَّعْنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما قام عمر قال «: إنَّ الله كان يُحِلُّ لرسولِهِ ما شَاءَ بما شاءَ، وإنَّ الْقُرْآنَ قد نَزَلَ مَنازِلَهُ، فَأتِمُّوا الحجَّ والعمرةَ للهِ كما أمركم الله، وأَبِتُّوا نكاحَ هذه النساء، فلن أُوتَى بِرَجُلٍ نكح امرأة إلى أجلٍ إلا رجَمْتُهُ بالحِجارةِ» .
وفي أخرى: «فافصِلُوا حَجَّكم من عُمرتكمْ فأنَّهُ أتمُّ لحَجِّكمْ، وأتمُّ لِعُمْرَتِكُمْ» . أخرجه مسلم.
قال الحميدي: وقد أخرج مسلم في كتاب النكاح قال: قدِم جابرٌ، فَجِئناهُ في منزلهِ، فَسألهُ القومُ عن أشياء – ثم ذكروا المتعة-؟ فقال: نعم استَمتَعْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكرٍ وعمر. وظاهرُ هذا الحديث: أنّهُ عنى مُتْعَةَ الحجِّ. وقد تأول ذلك مسلم على متعة النِّساءِ.
11146 / 1398 – (ت س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال «: تَمتَّعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان، وأوَّلُ من نهى عنها: معاوية». أخرجه الترمذي
وفي رواية النَّسائي عن طاوسٍ قال: «قال معاويةُ لابن عباس: أعَلِمْتَ أنِّي قَصَّرتُ من رأسِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم عند المروة؟ قالَ: لا يَقُولُ ابْن عبَّاسٍ: هذه على مُعَاوَيةَ، يَنْهَى النَّاسَ عن الْمُتْعَة، وقَدْ تَمَتَّعَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-».
11147 / 1399 – (م ط ت س) سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: «لَقَدْ تَمَتَّعنَا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهذا – يعني: معاوية – كافِرٌ بالْعُرُشِ». يعني بالْعُرُشِ: بُيُوتَ مَكَّةَ في الجاهِليَّةِ. هذه رواية مسلم.
وفي رواية الموطأ والترمذي والنسائي: عن محمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الْمُطَّلِب: أنَّهُ سَمِعَ سَعْدَ بنَ أبي وقَّاصٍ، والضَّحَّاكَ ابنَ قَيْسٍ، عَامَ حَجَّ مُعَاوَيةُ، يَذْكُرَانِ التَّمَتُّعَ بالعمرةِ إلى الحجِّ، فقال الضَّحَّاكُ: لا يصنع ذلك إلا مَنْ جَهلَ أمْرَ الله، فقال له سعد: بِئْسَ ما قُلْتَ يا ابْنَ أَخي، فقال الضَّحَّاكُ: إنَّ عمر قد نهى عن ذلك، فقال سعدٌ: قد صنعناها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمره، وصنعها هو -صلى الله عليه وسلم-. ليس عند الترمذي، «عَامَ حَجَّ معاويةُ».
11148 / 1400 – (س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «سمعتُ عمر يقول: والله لا أنْهاكُم عن المتعة، فإنها لفي كتاب الله، ولقد فعلها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يعني: العمرةَ في الحجِّ» . أخرجه النسائي.
11149 / 1401 – (ت) سالم بن عبد الله -رحمه الله-: سمع رجلاً من أَهل الشام وهو يَسْألُ عبدَ الله بنَ عمر عن التمتع بالعمرةِ إلى الحجِّ؟ فقال: عبد الله بن عمر: «أرأَيتَ إنْ كانَ أبي نَهَى عنها، وَصنَعَهَا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: أَأَمْرُ أبي يُتَّبَعُ، أَمْ أَمْرُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال الرجل: بل أَمْرُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: لقد صَنَعَها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه الترمذي.
11150 / 1402 – (خ م س ه – عمران بن حصين رضي الله عنه ) قال: «أُنْزِلتْ آيَةُ الْمُتعَةِ في كتَاب الله، فَفَعَلْنَاهَا مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم يَنْزِلْ قُرْآنٌ يُحرِّمُهُ، ولم يَنْهَ عنها حَتَّى ماتَ، قال رَجُلٌ برأْيه ما شاء». قال البخاري، يقال: إنه عمر.
وفي رواية «نَزَلتْ آيةَ المتعة في كتاب الله – يعني: مُتْعَةَ الحجِّ، وأمرنا بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ثم لم تَنْزِلْ آيَةٌ تَنْسَخُ آيَةَ مُتْعةِ الحجِّ، ولم يَنْهَ عنها حتى مات» .
وفي أخرى قال: «جَمَع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الحجِّ والعمرة، وتَمَتَّعَ نبيُّ الله -صلى الله عليه وسلم-، وتَمَتَّعْنَا مَعَه، وإن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قد أَعْمَرَ طَائِفَة من أَهله في الْعشْرِ، فلم تَنْزِلْ آيةٌ تَنْسَخُ ذلك، ولم يَنْهَ عنه حتَّى مَضَى لوجهه» .
وفيها: «وقد كان يُسلَّمُ عَلَيَّ، حتى اكتَوَيتُ، فَتُرِكْت، ثم تَرَكْتُ الْكَي فَعَادَ» . هذه رواياتُ البخاري ومسلم.
وفي رواية النسائي قال: «جَمَعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بين حجَّةٍ وعُمرةٍ، ثم تُوُفِّي قبل أنْ يَنهى عنها، وقبل أَنْ يَنْزِلَ الْقُرْآنُ بتَحْرِيمِه» .
وفي أَخرى «جَمَعَ بين حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ، ثم لم ينزلْ فيهما كِتَابٌ، ولم يَنْهَ عنهما النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال قائلٌ فيهما برأيه ما شاء» .
وفي أخرى «أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تَمَتَّعَ وتَمَتَّعْنا معه، قال فيها قائِلٌ برأيِهِ».
وفي رواية ابن ماجه قال إِنِّي أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَكَ بِهِ بَعْدَ الْيَوْمِ، اعْلَمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «قَدِ اعْتَمَرَ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِهِ فِي الْعَشْرِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، فَلَمْ يَنْهَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَنْزِلْ نَسْخُهُ» قَالَ فِي ذَلِكَ بَعْدُ رَجُلٌ بِرَأْيِهِ مَا شَاءَ، أَنْ يَقُولَ.
11151 / 1403 – (خ م د س) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: «تَمَتَّعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في حجَّةِ الوداعِ بالْعُمرَةِ إلى الحجِّ وأهْدَى، فَسَاقَ معه الهديَ من ذي الْحُلَيْفَةِ، وبدَأ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فأهلَّ بالعمرةِ، ثم أهلَّ بالحجِّ، وتَمَتَّعَ النَّاسُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعمرةِ إلى الحجِّ، فكانَ مِنَ النَّاسِ من أَهْدَى. فساق الهدي ومنهم مَنْ لَمْ يُهْدِ، فلمَّا قَدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ قال للنَّاس: مَنْ كانَ منكُمْ أهْدَى فإنَّهُ لا يَحِلُّ من شيءٍ حَرُمَ منه، حتى يَقْضيَ حَجَّهُ، ومن لم يكن منكم أهدى فَلْيطُفْ بالبيت وبالصَّفَا والمروة، ولْيُقَصِّرْ وَلْيَحْلِلْ، ثم ليُهِلَّ بالحجِّ ولْيُهْدِ، فمن لم يَجِدْ هَدْياً فَلْيَصُمْ ثَلاَثةَ أيَّامٍ في الحجِّ وسَبْعَة إذا رجع إلى أَهْلِهِ، وطافَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين قَدِمَ مَكَّةَ، فاسْتَلَمَ الرُّكْنَ أوَّلَ شيءٍ، ثم خَبَّ ثَلاَثَةَ أطوافٍ من السَّبْع، ومَشَى أرْبَعَةَ أَطْوَافٍ، ثم رَكَعَ حين قَضَى طَوَافَهُ بالْبَيْتِ عندَ المَقَامِ ركعتين، ثم سَلَّمَ، فانصَرَفَ فَأَتى الصَّفا فطاف بالصفا والمرْوَةِ سَبعَةَ أَطْوافٍ، ثم لم يَحْلِل من شيءٍ حَرُمَ منه حتى قَضى حَجَّه ونَحَرَ هَدْيَه يوم النحر، وأفاضَ فطاف بالبيت، ثم حَلّ من كلِّ شيء حرم منه، وفَعَلَ مثْلَ ما فَعَلَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، مَنْ أَهْدى فَسَاقَ الهدْيَ من النَّاس» . أخرجه الجماعة إلا الموطأ والترمذي.
11152 / 1404 – (خ) عكرمة: قال: «إنَّ ابْنَ عبَّاس -رضي الله عنهما- سُئل عن مُتْعَةِ الحجِّ؟ فقال: أهَلَّ المهاجِرُون والأنصَارُ، وأزواجُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجَّةِ الْوَدَاعِ، وأهْلَلْنَا، فَلَمَّا قَدِمنا مكة قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اجْعَلُوا إهلالَكُمْ بالحجِّ عُمْرَة، إلا من قَلَّدَ الْهَدْيَ، طُفْنَا بالبَيْتِ وبالصَّفَا والمروةِ، وأتيْنا النِّساءَ، ولَبَسْنَا الثِّيَابَ، وقال: مَنْ قلَّدَ الْهدْيَ فإنَّهُ لا يَحلُّ حتَّى يَبْلُغَ الهدْيُ مَحِلَّهُ، ثم أمَرَنَا عَشيَّةَ التَّرْوِيَةِ: أنْ نُهِلَّ بالحجِّ، فإذا فَرَغْنَا من الْمَنَاسِكِ جِئْنَا فَطُفْنا بالبيْتِ، وبالصَّفَا والمروةِ، وقد تمَّ حجُّنا، وعلينا الهديُ، كما قال تعالى: {فما اسْتَيْسَرَ من الْهدْي فإن لم تجدوُا فصيامُ ثَلاَثةِ أَيامٍ في الحجِّ وسَبْعَةٍ إذا رَجعْتُمْ} إلى أمْصَارِكم. الشَّاةُ تُجْزيء، فَجَمَعَوُا نُسُكَيْنِ في عَامٍ بَيْن الحجِّ والعمرة، فإنَّ الله أنْزلَهُ في كتابه، وسَنَّه نَبِيُّهُ -صلى الله عليه وسلم-، وأباحهُ للنَّاس، غَيْر أهلِ مكة، قال الله تعالى: {ذلك لِمن لم يكن أهْلُهُ حاضِرِي المسجد الحرامِ} وأشْهُرُ الحجِّ التي ذكر الله: شوالُ، وذو القَعدةِ، وذو الحجةِ، فَمَنْ تَمَتَّعَ في هذه الأشهر: فعليه دَمٌ، أو صومٌ. والرَّفثُ: الجماعُ، والفسوقُ: المعاصي، والجدالُ: المِراءُ» .
أخرجه البخاري تعليقاً فقال: وقال أبو كامل: عن أبي معشر عن عثمان بن غياث عن عكرمة.
قال الحميدي: قال أبو مسعود الدمشقي، هذا حديث عزيز. ولم أره إلا عند مسلم بن الحجاج، ولم يخرجه مسلم في صحيحه من أجل عكرمة، فإنه لم يرو عنه في صحيحه، وعندي: أن البخاري أخذه عن مسلم. والله أعلم.
قلت: ويشبه أن يكون البخاري إنما علق هذا الحديث حيث كان قد أخذه عن مسلم، فيما قاله أبو مسعود، والحميدي. والله أعلم.
11153 / 1405 – (م) مسلم القري قال: «سألتُ ابْنَ عبَّاسٍ -رضي الله عنهما- عن مُتعةِ الحجِّ؟ فرخَّصَ فيها، وكان ابْنُ الزُّبَيْرِ يَنَهى عنها، فقال: هذه أمُّ ابنِ الزُّبيْرِ تُحَدِّثُ: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رخَّصَ فيها، فَادْخُلُوا عليها فَاسْألَوهَا، قال: فدَخلْنَا عليها، فإذا هي امرأةٌ ضَخْمَةٌ عَمْياءُ، فقالت: قد رَخَّصَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فيها» .
وفي رواية «عن المتعةِ» ولم يقل: «عن مُتْعَةِ الحجِّ» .
وفي أخرى «لا أَدْرِي: متعة الحج، أو متعة النِّساء؟» . أخرجه مسلم.
11154 / 1406 – (م د س ه – أبو ذر الغفاري رضي الله عنه ) قال: «كانت لنا رُخْصَة «يعني المُتْعَةَ في الحجِّ» .
وفي روايةٍ قال: «كانت المتْعَةُ في الحجِّ لأصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم خاصةً» .
وفي أُخرى قال أبو ذرٍّ «لا تَصْلُحُ الْمتْعَتَان إلا لَنا خَاصَّةً، يعني: مُتْعَةَ النِّسَاءِ، ومُتعَةَ الحجِّ».
وفي أخرى نحو الأولى قال: «إنَّما كاَنتْ لَنَا رُخْصَةً دُونَكُمْ» . هذه رواية مسلم.
وفي رواية أبي داود «أنَّ أَبا ذَرٍّ كانَ يقولُ فِيمَنْ حَجَّ، ثم فَسَخَهَا بِعُمْرَةٍ: لم يكن ذلك إلا للِرَّكْبِ الذين كانوا مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم» .
وفي رواية النسائي، قال في مُتْعَةِ الحجِّ: ليستْ لكم، ولستُمْ منها في شيء. إنّما كانَتْ رُخْصَةً لَنَا أصحابَ مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم» .
وفي أخرى مختصراً قال: «كانت الْمُتْعَةُ رُخْصَةً لَنَا».
وعند ابن ماجه: ( كانت المتعة في الحجّ لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم خاصة ).
11155 / 1407 – (خ م) أبو جمرة قال: «سألْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- عن الْمُتْعَةِ؟ فأَمَرَني بِهَا. وسألتُهُ عن الهدْي؟ فقال: فيها جَزُورٌ، أو بقَرَةٌ، أوْ شاةٌ، أو شِرْكٌ في دمٍ، قال: وكان ناسٌ كرِهُوهَا، فَنِمْتُ، فرأيْتُ في المنام: كَأنَّ إنْسَاناً يُنادي: حَجٌّ مبرورٌ ومُتْعةٌ مُتَقَبَّلَةٌ، فأَتيْتُ ابنَ عباسٍ، فحدَّثْتُهُ، فقال: الله أكبرْ، الله أكبر، سُنَّةُ أبي القاسم -صلى الله عليه وسلم-» . هذه رواية البخاري.
وفي رواية مسلم: قال أبو جمرة «تَمتَّعْتُ، فَنَهاني نَاسٌ عَنْ ذِلكَ، فأَتيْتُ ابنَ عباس فسألته عن ذلك . فأمرني بها، قال: ثم انْطَلَقْتُ إلى الْبَيْتِ فنمتُ، فأتاني آتٍ في مَنامِي، فقال: عُمرة متقبلة، وحَج مبرور، فأتيت ابن عباس فأَخبرته، فقال: الله أكبر، سُنَّةُ أبي القاسم صلى الله عليه وسلم».
11156 / 1408 – (ط) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- كان يقول: «مَنِ اعْتَمرَ في أشْهُرِ الحجِّ، في شوالٍ، أو ذي القَعدةِ، أو ذي الحجة، قبل الحج، ثمَّ أقام بمكة حتَّى يدركهُ الحجُّ، فهو متمتع إنَّ حَجَّ، وعليه ما اسْتَيْسَرَ من الْهدْي، فإنْ لم يَجِدْ، فَصِيامُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ في الحجِّ وسبعة إذا رجع» . قال مالك: «وذلك إذا أقام حتى الحج، ثم حج من عامه » . أخرجه الموطأ.
وفي رواية له قال: «والله، لأنْ أعْتَمرَ قَبْلَ الحجِّ وأُهْديَ: أحبُّ إليَّ مِنْ أنْ أعتَمِرَ بعد الحج، في ذي الحجَّةِ».
11157 / 1409 – (ط) عبد الرحمن بن حرملة الاسلمي -رحمه الله- أنَّ رجلاً سألَ سعيدَ بن المُسَيَّبِ قال: «أَعْتمِرُ قبْلَ أنْ أحجَّ؟ فقال سعيدُ: نعم، قد اعْتَمرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قبلَ أنْ يَحُجَّ». أخرجه الموطأ.
11158 / 1410 – (ط) سعيد بن المسيب: «أنَّ عمر بْنَ أبي سَلَمَةَ اسْتَأذَنَ عُمَرَ بن الخطَّاب -رضي الله عنه- أنْ يَعْتَمر في شَوَّالٍ، فأذنَ لَهُ، فاعْتَمرَ ثم قَفَلَ إلى أهله، ولم يَحُجَّ» . أخرجه الموطأ.
11159 / 1411 – (ط) عائشة -رضي الله عنها-: كانت تقول «الصِّيام لَمِن تَمتَّعَ بالْعُمرَةِ إلى الحجِّ لمن لم يَجِدْ هَدياً: ما بَيْنَ أَنْ يُهِلَّ بالحجِّ إلى يَوْمِ عَرَفَةَ، فإنْ لم يَصُمْ صامَ أيامَ مِنى» . أخرجه الموطأ.
11160 / 1412 – (ط) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- «أنه كان يقول في ذلك مِثْلَ قول عائشةَ» . أخرجه الموطأ.
11161 / 1413 – (خ م د س ه – جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ) قال: «أهلَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأَصحابُهُ بالحجِّ، وليس مع أَحدٍ منهم هديٌ غير النبيِّ وطَلْحَةَ، فقَدِمَ عليٌّ من اليمن مَعَهُ هديٌ، فقال: أَهللتُ بما أهلَّ به النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-، فأمَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابَه: أن يَجْعَلُوهَا عمرةً ويَطُوفُوا، ثم يُقَصِّروا ويَحلُّوا، إلا مَنْ كانَ مَعَهُ الهدْيُ، فقالُوا: نَنْطَلِقُ إلى مِنى وذكَرُ أحدِنا يَقْطُرُ، فَبَلَغَ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: لو اسْتَقْبَلْتُ من أَمْرِي ما استدْبَرتُ مَا أَهديْتُ، ولولاَ أنَّ مَعي الهدي لأحلَلْتُ. وحاضَتْ عائشَةُ، فَنَسَكَتِ المْنَاسِكَ كُلَّها، غيْرَ أنْ لم تَطُفْ بالْبَيْتِ، فلما طافتْ بالبيْتِ، قالت: يا رسول الله، تَنْطَلِقُونَ بِحَجَّةٍ وعمرةٍ، وَأنْطَلِقُ بحَجٍّ؟ فَأمَرَ عَبْدَ الرَّحمن بنَ أبي بكرٍ: أن يَخْرُجَ معها إلى التَّنْعيم، فاعْتَمَرتْ بعد الحجِّ» . هذه رواية البخاري ومسلم.
وفي رواية للبخاري «أنَّهُ حَجَّ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم يوم ساَقَ الهديَ معه، وقد أَهلُّوا بالحجِّ مُفْرداً، فقال لهم: أحِلُّوا من إحْرامكم، واجْعَلُوا الَّتي قَدمتُمْ بِها مُتْعَة، فقالوا: كيفَ نجْعَلُها مُتْعَة وقد سمَّيْنَا الحج؟ فقال: افْعَلُوا ما أقولُ لكم، فلولا أنِّي سُقْتُ الهدْي لَفَعَلْتُ مثْلَ الذي أمرتُكُمْ، ولكن لا يحلُّ مني حَرَامٌ حَتَّى يَبْلغَ الهديُ مَحلَّهُ. فَفَعَلُوا» .
وفي رواية له نحوه، وفيه «وقدمْنا مَكَّة لأرْبَعٍ خَلَوْنَ مَنْ ذي الحِجَّةِ، فأمَرنَا النبيُّ صلى الله عليه وسلم-: أنْ نَطُوفَ بالْبيْت وبالصَّفا والمروة، ونَجْعَلَها عمْرة ونَحِلَّ، إلا مَنْ معه هديٌ» .
وفيه «ولَقِيَهُ سُراقَةُ بنُ مالكٍ وهو يرمي الْجَمْرةَ بالْعَقَبَةَ، فقال: يا رسولَ الله، ألَنا هذه خاصة؟ قال: بل للأبد – وذكر قصة عائشة، واعتمارها من التَّنْعيم» .
وفي أخرى له قال: «أهْلَلْنَا أصحابَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم بالحجِّ خَالِصاً وَحْدَهُ. فقَدِم النبيُّ صلى الله عليه وسلم صُبْحَ رَابِعةٍ مَضَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّة، فأمَرَنَا: أَنْ نَحِلَّ» .
وذكر نحوه، وقولَ سراقة، ولم يذكر قصة عائشة،
وفي أخرى له: قال «أَهْلَلْنَا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجِّ. فلما قدمنا مكة: أمرَنا أن نَحِلَّ ونَجْعَلَهَا عُمْرَةً، فَكَبُرَ ذَلِكَ عَلَيْنَا، وضاقَتْ بِهِ صُدُورُنَا، فبَلَغَ ذَلِكَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فما نَدْرِي أشيءٌ بلَغَهُ من السَّماءِ، أمْ شيءٌ من قِبَلِ الناس؟ فقال: يا أيها الناسُ أحِلُّوا، فلولا الهدْيُ الذي مَعي فعلتُ كما فَعَلْتُمْ، قال: فأحْلَلْنَا، حتَّى وَطِئْنَا النِّسَاءَ، وفعَلْنَا ما يَفْعَلُ الْحَلالُ. حتى إذَا كان يومُ التَرْوِيَةِ، وجَعَلْنَا مَكَّة بِظَهْرٍ: أهْلَلْنا بالحجِّ» .
وفي أخرى للبخاري ومسلم مختصراً، قال: «قَدِمْنَا مَعَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ونحن نقول: لَبَّيكَ بالحجِّ، فأمرَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فَجَعلْناهَا عُمْرَة» .
وفي روايةٍ لمسلمٍ: قال: «أقْبَلْنَا مُهِلَّينَ مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجٍّ مُفْرَدٍ، وأقْبَلَت عائشَةُ بِعُمْرةٍ، حتى إذا كُنَّا بِسَرِفَ عَركت، حتى إذا قَدِمْنَا طُفْنا بالْكَعْبةِ والصّفَا والمروةِ، فأمرنَا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: أنْ يَحِلَّ مِنَّا منْ لم يَكُنْ معه هَدْيٌ، قال: فَقُلْنَا: حِلُّ ماذا؟ قال: الحلُّ كلُّهُ، فَوَاقَعْنَا النِّسَاءَ، وتَطَيَّبْنَا بالطِّيبِ، ولَبِسْنَا ثِيَاباً، وليس بَيْننا وبَيْنَ عَرَفَةَ إلا أربَعُ ليالٍ، ثم أَهْلَلْنَا يَوْمَ التَّرْوِيَةِ، ثم دخلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على عائشةَ، فوجَدَها تَبْكي، فقال: ما شأْنُكِ؟ قالت: شَأني أَنِّي قد حضْتُ، وقد حَلَّ الناسُ، ولم أحْلِلْ، ولم أطُفْ بالبَيْتِ، والنَّاس يَذْهَبُونَ إلى الحجِّ الآنَ. فقال: إنَّ هذا أَمْرٌ كَتَبَهُ الله على بَنَاتِ آدَم، فَاغْتَسلي، ثم أهِلِّي بالحجِّ. ففعلتْ، ووقَفَتِ المواقِفَ كلَّها، حتَّى إذاَ طَهُرَتْ طافَتْ بالكعبة والصَّفا والمروَةِ، ثم قال: قد حلَلْتِ من حجَّكِ وعُمْرَتكِ جميعاً، فقالت: يا رسول الله، إنِّي أجدُ في نفسي: أنِّي لم أطُفْ بالبيت حينَ حجَجْتُ، قال: فَاذْهَبْ بها يا عبدَ الرحمن، فأَعْمرْها من التَّنْعيم وذلك لَيْلَةَ الْحَصبَةِ» .
زاد في رواية «وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً سَهْلاً، إذا هَويَتِ الشَّيء تابَعَهَا عليه» .
وفي أخرى لمسلم نحوه، وقال: «فَلَمَّا كانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ أهْلَلْنَا بالحج، وكَفَانا الطَّواف الأولُ بين الصفا والمروةِ، وأمرَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن نشْتَرِكَ في الإبلِ والبقرِ: كُلُّ سَبْعةٍ منَّا في بَدَنَةٍ».
وفي أخرى له عن عطاء قال: سمعت جابر بن عبد الله في ناس معي، قال: «أهْلَلْنا- أَصحابَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم بالحج خالصاً وحده، قال عطاء: قال جابر: فقَدِم النبيُّ صلى الله عليه وسلم صُبْحَ رابِعَةٍ من ذي الحِجَّةِ، فأمرنا أن نَحِلَّ – قال عطاء-: قال: حِلُّوا وأصَيبوا النساء. قال عطاء: ولم يَعْزِم عليهم، ولكن أحَلَّهُنَّ لهم. فقلنا: لَمَّا لم يكن بيننا وبين عرفةَ إلا خمسٌ، أمرَنا أن نفضي إلى نِسائِنا، فنأَتي عرفةَ تَقْطُرُ مذاكيرُنا الْمَنِيَّ – قال: يقول جابرٌ بيده – كأنِّي أنظر إلى قوله بيده يُحَرِّكُهُا – قال: فقام النبيُّ صلى الله عليه وسلم فينا، فقال: قد علمتُمْ: أَنِّي أَتْقَاكُمْ للهِ عز وجلَّ، وأصدقُكُم وأَبرُّكمْ، ولَوْلا هَدْيي لَحَلَلْتُ كما تَحِلُّونَ، ولو اسْتقبلتُ من أمري ما اسْتَدْبَرْتُ لم أَسُقِ الْهَدي، فَحِلُّوا، فَحَلَلْنا، وسَمِعْنا وأطعنا، قال عطاء: قال جابرٌ: فَقَدِمَ عليٌّ من سعايَتهِ فقال: بم أَهْلَلْتَ؟ قال: بما أَهلَّ به النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال له رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: فأهد، وامْكُثْ حَرَاماً، قال وأهدى له عليٌّ هَدياً، فقال سُراقةُ بْنُ مالكِ بنِ جُعْشُم يا رسول الله، لِعَامِنا هذا، أم لْلأَبَدِ؟ قال للأَبدِ».
وفي أخرى له قال: «أمرَنا رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، لمَّا أَحْلَلْنا: أنْ نُحْرِمَ إذا توّجهْنا إلى منى، قال: فأهْلَلْنا من الأَبطَحِ».
وفي أخرى له قال: «لم يَطُف النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-، ولا أصحابهُ بين الصفا والمروةِ، إلا طوافاً واحداً: طَوَافَهُ الأول» .
وأخرج أبو داود الرواية الأولى، إلا أنه لم يذكر حيض عائشة وعُمرتَها. وأخرج أيضاً الرواية الأولى والثانية من أفراد مسلم.
وأخرج أيضاً أخرى. قال: «أهْلَلْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحج خالصاً، لا يُخَالطُهُ شيءٌ. فقَدِمْنَا مكَّةَ لأَربع ليالٍ خَلَوْنَ من ذي الحِجَّةِ. فَطُفنا وسعينا، فأمرَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ نَحِلَّ، وقال: لولا الهديُ لحَلَلْتُ، فقامَ سُراقةُ بنُ مالكٍ، فقال: يارسولَ الله، أرأيتَ مُتعتنا هذه: ألِعامِنا، أم للأَبدِ؟ فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: بل هي للأبد».
وأخرج النسائي الرواية الثالثة والرابعة من أفراد البخاري. والأولى من أفراد مسلم.
وله في أخرى مختصراً قال: قال سراقةُ: «يا رسولَ الله، أرأيْتَ عُمرتنا هذه، لِعامِنا، أم للأبد؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لِلأَبَدِ» .
وفي أخرى له قال: «تَمتَّعَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، وتَمتَّعنا معه، فَقُلْنَا: ألنا خاصَّة، أم للأبد؟ قال: بل للأبد».
وفي رواية ابن ماجه قَالَ: أَهْلَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَجِّ خَالِصًا، لَا نَخْلِطُهُ بِعُمْرَةٍ، فَقَدِمْنَا مَكَّةَ، لِأَرْبَعِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، فَلَمَّا طُفْنَا بِالْبَيْتِ، وَسَعَيْنَا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، «أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَجْعَلَهَا عُمْرَةً، وَأَنْ نَحِلَّ إِلَى النِّسَاءِ» فَقُلْنَا مَا بَيْنَنَا: لَيْسَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ عَرَفَةَ، إِلَّا خَمْسٌ، فَنَخْرُجُ إِلَيْهَا، وَمَذَاكِيرُنَا تَقْطُرُ مَنِيًّا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي لَأَبَرُّكُمْ وَأَصْدَقُكُمْ، وَلَوْلَا الْهَدْيُ، لَأَحْلَلْتُ» فَقَالَ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكٍ: أَمُتْعَتُنَا هَذِهِ، لِعَامِنَا هَذَا، أَمْ لِأَبَدٍ؟ فَقَالَ: «لَا، بَلْ لِأَبَدِ الْأَبَدِ».
11162 / 2977 – ( ه – سُرَاقَةَ بْنِ جُعْشُمٍ رضي الله عنه) قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَطِيبًا فِي هَذَا الْوَادِي، فَقَالَ: «أَلَا إِنَّ الْعُمْرَةَ، قَدْ دَخَلَتْ فِي الْحَجِّ، إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ». أخرجه ابن ماجه.
11163 / 1414 – (خ م د س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «كانوا يَرَونَ العمرةَ في أشهر الحجِّ من أَفْجرِ الْفُجُورِ في الأَرض، وكانوا يُسَمُّونَ الْمُحَرَّمُ صفَر، ويقولون: إذا بَرَأ الدَّبَرْ، وعَفَا الأَثَرْ، وانْسَلَخَ صَفَرْ: حَلَّتِ العمرةُ لمن اعتَمَرْ، قال: فقَدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابُهُ صَبيحَةَ رابعَةٍ، مُهلِّينَ بالحجِّ، فأمرَهُمْ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: أن يَجْعَلُوها عُمْرَةً، فَتَعَاَظَمَ ذلك عندهم، فقالوا: يا رسول الله، أيُّ الْحِلِّ؟ قال: الحِلُّ كُلُّهُ» .
قال البخاري: قال ابن المديني: قال لنا سفيان: «كان عَمْرو يقول: إنَّ هذا الحديث له شأْنٌ» .
وفي أخرى قال: «قَدِمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأصحابُهُ لِصُبْحِ رِابِعَةٍ يُلَبُّونَ بالحجِّ، فأمرهم: أن يجعلوها عمرةً، إلا من معه هَدْيٌ» .
وفي أخرى قال: «أَهلَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالحج، فقدِمَ لأربَعٍ مَضَيْنَ من ذي الحِجَّةِ، فَصَلَّى الصُّبْحَ، وقال -حين صلى -: مَنْ شَاء أن يَجْعلها عمرةً فليجعلها عمرةً» .
ومنهم من قال: «فصلَّى الصبحَ بالْبَطْحَاءِ» .
ومنهم من قال: «بذِي طوىً».
هذه روايات البخاري ومسلم.
وعند مسلم أيضاً قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «هذه عمرة اسْتمْتَعْنا بها، فمن لم يكنْ معه الهديُ فَلْيَحِلَّ الْحِلَّ كُلَّهُ، فَإنَّ العمرةَ قد دخلتْ في الحجِّ إلى يوم القيامةِ» .
وأخرج أبو داود الرواية الأولى من الْمُتَّفَقِ، وأخرج الرواية التي انفرد بها مسلم.
وأخرج أخرى قال: «والله، ما أعْمَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عائشة في ذي الحجَّةِ إلا ليَقطَعْ بذاك أمْرَ أهْل الشِّركِ، فإنَّ هذا الحيَّ من قُرَيشٍ ومَن دَانَ بِدِينهم،، كانُوا يقَولُونَ: إذاَ عَفَا الْوَبَرْ، وبَرَأ الدَّبَرْ، ودَخَلَ صَفَرْ، فقد حَلَّتِ العمرةُ لمن اعْتَمَرْ، فكانُوا يُحَرِّمُونَ العمرةَ، حتَّى يَنْسَلِخَ ذُو الحِجة والمحرم» .
وله في أخرى: قال: «أهَلَّ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-بالحج ، فلما قَدِمَ، طاف بالبَيْتِ، وبين الصفا والمروةِ – قال ابن شَوْكَرٍ: ولم يُقَصِّرْ، ثم أتَّفَقَا – قال: ولم يَحِلَّ من أجْلِ الهدْي، وأمَرَ مَنْ لَمْ يكن ساقَ الْهَدْيَ: أنْ يَطُوفَ ويَسْعَى، ويُقَصِّرِ، ثم يَحِلَّ- قال ابن منيع في حديثه: أو يَحْلِق، ثُمَّ يَحِلَّ» .
وأخرج النسائيُّ الرِّوَايَةَ الأُولى، وقال: «عَفَا الْوَبَرْ» . بَدَلَ «الأثر» .
وزاد بعد قوله: «وانْسَلَخَ صَفَر» أو قال: «دخَلَ صفر» .
وأخرج الرواية التي انفرد بها مسلم.
وفي أخرى للنسائي قال: «أَهَلَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالعمرةِ، وأهَلَّ أصْحَابُهُ بالحجِّ، وأمر من لم يَكُنْ معه الهديُ: أن يَحِلَّ، وكان فيمن لم يكن معه الهديُ: طَلْحةُ بنُ عُبيد الله، ورجلٌ آخر، فَأحَلا» .
وفي أخرى له قال: «قَدِمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأصحابُهُ لصبْحِ رابعةٍ، وهم يُلَبُّونَ بالحجِّ، فأَمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يَحِلُّوا» .
وفي أخرى له «لأرَبعٍ مَضَيْنَ من ذي الحِجَّةِ، وقد أهَلَّ بالحج وصلَّى الصبحَ بالبَطْحَاءِ، وقال: مَنْ شَاءَ أن يَجْعَلها عمرةً فَلْيَفْعَلْ» .
وأخرج الترمذيُّ من هذا الحديث طرفاً يسيراً: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «دخَلتِ العمرةُ في الحج إلى يوم الْقِيامَةِ» .
وحيث اقْتصَرَ على هذا القدر منه لم أُثبِت له علامة، وقنعْتُ بالتنبيه عليه في المتن.
11164 / 1415 – (خ م ط د س ه – عائشة رضي الله عنها ) قالت: «خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في أشهر الحج، وليالي الحج، وحُرُمِ الحج. فَنَزْلْنَا بِسَرِفَ، قالت: فخرج إلى أصحابه، فقال: من لم يكن مِنْكُم مَعَهُ هَدْيٌ فأحبَّ أنْ يَجْعلَها عُمْرة فليفعلْ، ومن كان مَعَهُ الهدي فلا، قالت: فالآخذُ بها، والتَّارِكُ لها من أصحابه، قالت: فأمَّا رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجالٌ من أصحابهِ، فكانُوا أهْلَ قُوَّةٍ، وكان معهم الهديُ، فلم يَقْدِروا على العمرةِ، فَدَخَلَ عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقال: ما يُبْكِيكِ يا هَنتَاهُ؟ قُلْتُ: سمعتُ قولَك لأصحابك: فمُنِعْتُ العمرةَ، قال: وما شأْنُكِ؟ قُلْتُ: لا أُصَلِّي، قال: فلا يَضُرُّكِ، إنما أَنْتِ امرأةٌ من بنَات آدَمَ، كَتب اللَّه عليكِ ما كتبَ عليهنَّ، فَكُوني في حَجِّكِ، فَعَسَى الله أن يَرْزُقَكِيها، قالت: فَخَرجْنا في حَجَّتهِ» .
وفي روايةٍ: «فخرجت في حَجَّتي، حتَّى قدْمنا مِنى، فَطَهُرْتُ، ثم خَرَجْت من منى، فأفضْت بالبَيت، قالت: ثم خرجت معه في النَّفْر الآخر، حتَّى نَزَل الْمُحَصَّبَ، ونزلنا معه، فدعا عبدَ الرحمن بن أبي بَكْرٍ، فقال: اخرُج بأُخْتِكَ من الحرَمِ، فَلْتُهلَّ بِعُمْرَةٍ، ثم افْرُغا، ثم أئْتِيا هَاهُنا، فإني أَنْظِرُكما حتى تأتِيا، قالت: فخرجنا، حتَّى إذا فرْغتُ من الطوافِ جئْتُهُ بسَحَرٍ، فقال: هل فَرَغتُمْ؟ قلت: نَعَمْ، فأذَّنَ بالرحيل في أصحابِهِ، فارتحلَ الناسُ، فمرَّ متوجهاً إلى المدينة» .
وفي أخرى نحوه، وفي آخره: «فأذّنَ في أصحابِهِ بالرحيلِ، فَخرج، فمرَّ بالبيت، فطافَ بِهِ قَبْلَ صلاةِ الصُّبْحِ، ثم خرج إلى المدينة».
وفي أخرى قالت: «خرجْنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لا نذكْرُ إلا الحج، حتَّى جِئْنا سَرِفَ، فَطَمِثْتُ، فدخلَ عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقال: مايُبْكِيكِ؟ فقلتُ: والله لَوِدِدتُ: أنِّي لم أَكُنْ خَرجْتُ العامَ، فقال: مالَكِ، لَعَلَّكِ نَفِسْتِ؟ قلت: نعم. قال هذا شيءٌ كَتَبَهُ الله على بَنَاتِ آدَمَ. افْعَلي ما يفعلُ الحاجُّ، غَيْرَ أَنْ لا تَطُوفي بالبيْتِ حتى تَطْهري، قالت: فلما قدمتُ مَكَّةَ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اجْعَلُوها عُمْرةً، فأحَلَّ النَّاسُ، إلا من كان معه الهدْي. قالت: فكان الهدْيُ مع رسول الله وأبي بكرٍ وعمرَ، وذَوي الْيَسَارَةِ، ثم أَهَلُّوا حين أراحُوا، قالت: فلما كان يوم النَّحر طهُرت فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفَضْتُ. قالت: فأُتِينا بلحم بقرٍ. فقلتُ: ما هذا؟ فقالوا: أَهْدَى رسولُ الله عن نسائِهِ بالبقر، فلما كانتْ لَيْلَةُ الحصبَةِ قُلْتُ: يا رسول الله، أَيرجِع النَّاسُ بِحَجَّةٍ وعمرةٍ، وأرجِع بِحَجَّةٍ؟ قالت: فأمَرَ عبدَ الرحمنِ بنَ أبي بكرٍ، فأرْدَفَني على جَمَلِهِ، قالت: فإني لأذكُرُ، وأَنا حديثةُ السِّنِّ أَنْعَسُ فيصيبُ وُجْهي مُؤخَّرَةَ الرَّحْلِ – حتَّى جئنا إلى التَّنعيم، فأَهْلَلْنا منها بعُمْرَةٍ، جزاء بِعُمْرَةِ الناس الَّتي اعْتَمَرُوا» .
وأخرج ابن ماجه هذه الرواية إلى قوله : ( لا تطوفي بالبيت ). وزاد: ( قالت: وضحى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن نسائه بالبقر ).
وفي أخرى قالت: «خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حجَّةِ الودَاعِ، فمنَّا مَنْ أَهَلَّ بعمرةٍ، ومنَّا مَنْ أهلَّ بحج. فَقَدِمْنا مَكَّةَ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من أحرمَ بعمرةٍ، ولم يُهْدِ، فَلْيَحلِلْ، ومن أحرم بِعُمْرةٍ وأهْدَى، فلا يَحْلِلْ حتَّى يَحِلَّ نَحْرُ هدْيِهِ، ومن أهل بحج فلْيُتمَّ حجَّهُ، قالَتْ: فحِضْتُ، فلم أزلْ حائضاً حتَّى كان يومُ عرفةَ، ولم أُهْلِلْ إلا بعمرَةٍ، فأمَرَني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: أنْ أَنْقُضَ رَأْسي، وأَمْتَشط وأُهِلَّ بالحج وأتركَ العمرةَ. ففعلتُ ذلك، حتَّى قضيتُ حَجِّي، فبعثَ معي عبد الرحمن بن أبي بكر، فأمرني: أن أعتمرَ مكانَ عمرتي من التنعيم» .
وفي أخرى قالت: «خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حِجَّةِ الوداعِ، فأَهْلَلْنا بعُمرَةٍ، ثم قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: من كانَ معه هدْي فَلْيُهلَّ بالحج مع العمرة، ثم لا يَحلُّ حتى يَحِلَّ منهما جَمِيعاً. فقدمْتُ مَكَّة – وأنا حائض- ولم أَطُفْ بالبيت، ولا بين الصفا والمروة، فشَكوتُ ذلك إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: انْقُضي رأْسَكِ وامْتَشِطِي، وأهِلِّي بالحج، ودعي العمرةَ، قالت: ففعلتُ. فلما قَضَيْنا الحج، أرَسلَني رسولُ الله مع عبد الرحمن بن أبي بكرٍ إلى التَّنعيم فاعتمرتُ، فقال: هذه مكانَ عمرتكِ، قالت: فطاف الذين كانوا أَهلُّوا بالعمرة بالبيت وبين الصَّفا والمروةِ، ثم حَلُّوا، ثم طافُوا طوافاً آخر، بعد أنْ رَجعوا من مِنى لحجِّهم. وأمَّا الذين جمعوا الحج والعمرةَ. طافوا طوافاً واحداً» .
وفي أخرى قالت: «خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: مَنْ أراد منكم أن يُهلَّ بحج وعمرةٍ فليفعل، ومن أراد أن يُهلَّ بحج فَلْيُهلَّ، ومن أراد أن يُهِلَّ بعمرة فليُهلَّ، قالتْ عائشةُ: فأهلَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بحج، وأَهلَّ به ناسٌ مَعَهُ، وأهَلَّ معه ناس بالعمرة والحج، وأهلَّ ناسٌ بعمرةٍ، وكُنْت فيمن أهلَّ بعمرةٍ» .
وفي أخرى قالت: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مُوافين لِهلالِ ذي الحجَّةِ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: من أحبَّ أنْ يُهِلَّ بعُمْرةٍ فليُهِلَّ، ومن أحبَّ أن يُهِلَّ بحَجَّة فليهل، فلولا أنِّي أهْدَيْت لأَهللت بعُمرةٍ، فمنهم من أهلَّ بعمرةٍ، ومنهم من أهلَّ بحج، وكنت فيمن أهلَّ بعمرة، فَحضْت قبل أن أدْخُل مكة فأدركني يومُ عَرَفةِ وأنا حائض، فشكوتُ ذلك إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وذكر نحوَ ما سبق.
وقال في آخره: «فَقَضَى اللهُ حَجَّها وعُمرَتَها، ولم يكن في شيءٍ من ذلك هديٌ ولا صدقة، ولا صومٌ». وهكذا أخرجه ابن ماجه.
وفي أخرى قالت: «خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فمنا من أَهَلَّ بعمرةٍ، ومِنَّا مَنْ أهَلَّ بحج وعمرةٍ، ومنَّا من أهل بحج وأهلَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالحج فأمَّا من أهَلَّ بعمرةٍ: فَحَلَّ. وأما من أهل بحج، أو جَمَعَ الحج والعمرة: فلم يَحلُّوا حتى كان يومُ النحر» .
وفي أخرى قالت: «خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لا نَرَى إلا أَنهُ الحجُّ، فلما قَدِمنا مَكَّةَ تطَوَّفْنَا بالبيت، فأمر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من لم يكن ساقَ الْهَدي أن يَحِلَّ، قالت: فَحَلَّ من لم يكن ساقَ الهديَ، ونِساؤه لم يَسُقْن الهَدْيَ فأحْلَلْنَ. قالت عائشةُ: فَحِضْت فلم أطُف بالبيت، فلَمَّا كانت ليلةُ الحَصْبَةِ، قلت: يا رسول الله يرجعُ النَّاس بِحجَّةٍ وعمرةٍ، وأرجِعُ أنا بِحَجَّة؟ قال: أوَ ما كُنْتِ طُفْتِ لَيَاليَ قَدمنا مَكَّةَ؟ قلت: لا. قال: فَاذْهبي مع أخيك إلى التَّنعيم فأهلِّي بعُمرَةٍ، ثُمَّ مَوْعدُك مكان كذا وكذا، قالت صفيَّةُ: ما أرَاني إلا حابسَتَكُمْ، قال: عَقْرَى حَلْقى، أو ما كُنْتِ طُفْتِ يوم النَّحرِ؟ قالت بَلَى، قال: لا بأس عليك، انْفُري. قالت عائشة: فَلَقيَني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو مُصْعِدٌ من مَكَّة، وأنا مُنهَبِطَةٌ عليها – أو أنا مُصْعِدة، وهو مُنْهَبِطٌ منها» .
وفي أخرى قالت: «خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نُلَبِّي، لاَ نَذْكُرُ حجّاً ولا عُمْرة … » وذكر الحديث بمعناه.
وفي أخرى قالت: «قلت: يا رسولَ الله، يصْدُرُ النَّاسُ بنُسُكَينِ، وأصْدُرُ بِنُسُكٍ واحدٍ؟ قال: انتَظِري، فإذا طَهُرْتِ فاخْرُجِي إلى التَّنعيم، فأهِلّي مِنْهُ، ثمَّ ائْتيا بمكانِ كذا، ولكنها على قدر نَفَقَتِك، أو نَصَبِكِ» .
وفي أخرى قالت: «خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لخمسٍ بقينَ من ذي القَعدة، ولا نُرَى إلا أنَّه الحجُّ، فلما كُنَّا بِسَرفَ حِضْت، حتَّى إذا دَنَوْنَا من مَكَّةَ: أمرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم مَنْ لَمْ يَكن معه هَدْيٌ – إذا طَافَ بالبَيْت وبين الصَّفا والمروة – أنْ يَحلَّ، قالت عائشةُ: فدُخِلَ علينا يومَ النَّحْرِ بِلَحمِ بَقَرٍ، فقلت: ما هذا؟ فقيل: ذَبَح رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عَنْ أزْواجِهِ» .
وهكذا هو لابن ماجه دون ذكر الحيض في هذه الرواية.
وفي أخرى قالت: «خرجنا لا نُرَى إلا الحجَّ، فلما كُنَّا بِسَرِفَ أو قريباً منها حضْت، فدخَلَ عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقال مَالَكِ: أنَفِسْتِ؟ قلت: نعم، قال: إنَّ هذا أمرٌ كَتَبَهُ اللهُ على بناتِ آدَمَ، فَاقْضي ما يَقْضي الحاجُّ، غيْرَ أنْ لا تَطُوفي بالبيت، قالت: وَضَحَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن نِسَائِهِ بالبقر» . هذه رواياتُ البخاري ومسلم.
وللبخاري أطرافٌ من هذا الحديث، قالت عائشةُ: «منَّا مَنْ أهَلَّ بالحج مُفْرداً، ومنَّا مَنْ قرَنَ، ومنَا من تَمَتَّعَ» .
وفي رواية قال: «جاءتْ عائشةُ حاجَّة» لم يزدْ.
وفي روايةٍ قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم «لو استَقبَلْتُ. من أمري ما اسْتَدْبَرْتُ، ما سُقْتُ الهديَ، ولَحَلَلْتُ مع النَّاسِ حيثُ حَلُّوا» .
وفي رواية أنها قالت: «يا رسولَ الله، اعْتَمَرتَ ولم أَعْتَمِرْ؟ فقال: يا عبدَ الرحْمنِ، اذهب بأُخْتِكَ، فَأعْمِرْها من التَّنعيم، فأحقَبهَا على نَاقَةٍ فاعْتَمرَتْ» .
وفي رواية: «أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بعثَ معها أخَاهَا عبدَ الرحمن، فأعمرها من التنعيم، وحملها على قَتَبٍ» .
وفي أخرى زيادة «وانتظرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأَعلى مَكَّةَ حتَى جَاءتْ» .
ولمسلم أيضاً أطراف من هذا الحديث، قالت: «قدم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لأربَعٍ مَضَينَ من ذي الحجَّةِ – أو خَمسٍ – فدخلَ عليَّ وهو غَضْبَانُ، فقلت: مَنْ أغضَبَكَ؟ -أدْخَلَهُ اللهُ النَّار – قال: أوَ مَا شَعَرْت: أنِّي أَمرتُ النَّاس بأمْرٍ، فإذا هم يَتَرَدَّدُونَ، ولو أني استقبلتُ من أمري ما استدبرتُ ما سُقتُ الهديَ معي، حتى أَشتريَه، ثم أحِلَّ كما حَلُّوا» .
وفي رواية «أنها أهَلَّتْ بعمرةٍ فقَدِمتْ، فلم تَطُفْ بالبَيْتِ، حتَّى حَاضَتُ، فَنَسَكَتِ الْمَناسِكَ كُلَّها، وقد أهلَّت بالحج، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم يَوْمَ النَّحْرِ: يَسَعُكِ طوافُكِ لِحَجِّكِ وعُمْرَتِكِ؟ فأبَت، فَبَعَثَ بها مع عبد الرحمن إلى التَّنعيم، فاعتمرتْ بعد الحج» .
وفي رواية: أنها قالت: «يا رسول الله، أيَرْجعُ النَّاسُ بأجْرَيْنِ وأرجِع بأجر؟ فأمَرَ عبدَ الرحمن بنَ أبي بكرٍ: أن ينْطلِقَ بها إلى التَّنعيم، قالت: فأرْدَفَني خلْفَهُ على جَمَلٍ له، قالت: فَجَعَلْتُ أرفَعُ خِمَاري، أحْسرُهُ عَنْ عُنُقي، فَيَضْرِبُ رِجْلي بِعِلَّةِ الرَّاحلَةِ، فقلت: له وهل ترى من أحدٍ؟ قالت: فأهللتُ بعمرةٍ، ثم أقْبَلْنا حتى أنْتَهَينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالْحَصْبَةِ» .
وأخرج الموطأ من هذه الروايات: الرواية الخامسة والثامنةَ والثانيةَ عشرة من المتفق بين البخاري ومسلم.
وله في أخرى قالت: «قدمت مَكَّة وأنا حائضٌ، فلم أطُفْ بالبيت، ولا بين الصفا والمروة، فشكوتُ ذلك إلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: افْعلي مَا يَفْعَلُ الحاجُّ، غيرَ أن لا تَطُوفي بالبيت، ولا بين الصفا والمروة، حتى تطهري» .
وأخرج أبو داود من هذه الروايات: الرواية الأولى من أفراد مسلم، والثالثة والخامسةَ والسابعة والثَّامِنةَ من المتفق بين البخاري ومسلم.
وله في أخرى قالت: «خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نَرَى إلا أنَّهُ الحج، فلما قدمنا طُفْنا بالبيت، فأمرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يَكُنْ ساقَ الهديَ: أن يَحِلَّ، فَحَلَّ من لم يكن ساقَ الهديَ» .
وفي أخرى مثل الثامنة، وأسقط منها: «فَأمَّا مَنْ أَهَلَّ بعُمْرَةٍ فحلَّ» .
وفي أخرى: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لو استقبلتُ من أمْري ما استدْبَرْتُ: لما سُقتُ الهديَ – قال أحدُ رواته: أَحْسِبُه قال: ولَحَللْتُ مع الذين أحلُّوا من العمرة – قال: أراد: أنْ يكون أمْرُ النَّاس وَاحِداً» .
وأخرج النسائي من هذه الروايات: الرواية الرابعة والخامسة، وأخرج من السابعة طرفاً، إلى قوله: «أنْ يُهِلَّ بِحَجَّةٍ فَلْيُهِلَّ» .
وأخرج الرواية التاسعة، ومن الثانية عشرة طرفاً، إلى قوله: «إذا طاف بالبيت أن يحِلَّ» . وأخرج الرواية الثالثة عشرة.
وأما الترمذي: فإنه لم يُخرج من هذا الحديث شيئاً إلا طرفاً واحداً قالت: «حِضْت، فأمرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أن أقضي المناسك كلَّها، إلا الطواف بالبيت» .
ورواية ابن ماجه بنحو الرواية السابقة و لفظه قَالَتْ: «خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْحَجِّ عَلَى أَنْوَاعٍ ثَلَاثَةٍ، فَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِحَجٍّ وَعُمْرَةٍ مَعًا، وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِحَجٍّ مُفْرَدٍ، وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ مُفْرَدَةٍ، فَمَنْ كَانَ أَهَلَّ بِحَجٍّ وَعُمْرَةٍ مَعًا، لَمْ يَحْلِلْ مِنْ شَيْءٍ، مِمَّا حَرُمَ مِنْهُ، حَتَّى يَقْضِيَ مَنَاسِكَ الْحَجِّ، وَمَنْ أَهَلَّ بِالْحَجِّ مُفْرَدًا، لَمْ يَحْلِلْ مِنْ شَيْءٍ، مِمَّا حَرُمَ مِنْهُ، حَتَّى يَقْضِيَ مَنَاسِكَ الْحَجِّ، وَمَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ مُفْرَدَةٍ، فَطَافَ بِالْبَيْتِ، وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، حَلَّ مِمَّا حَرُمَ عَنْهُ، حَتَّى يَسْتَقْبِلَ حَجًّا».
وحيث اقتصر الترمذي على هذا الطرف، لم أثبت علامته على الحديث، وقنعت بالتنبيه على ما ذكر منه.
11165 / 1416 – (خ م ت د ه – عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ) أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أمرني أَنْ أردِفَ عائشةَ وأُعْمِرَهَا من التَّنعيم» . هذه رواية البخاري ومسلم والترمذي ونحوها لابن ماجه.
وفي رواية أبي داود: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال لعبد الرحمن: «يا عبدَ الرحمن، أرْدِف أُختَكَ فأعْمِرهَا من التَّنْعيم، فإذا هَبَطْتَ بها من الأكَمةِ فلْتُحْرِمْ، فإنها عمرةٌ مُتَقَبَّلَةٌ».
11166 / 1417 – (خ م س ه – أبو موسى الأشعري رضي الله عنه ) قال: «قَدِمتُ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وهو مُنِيخٌ بالبَطْحَاءِ. فقال: بم أهْلَلْتَ؟ قُلْتُ: بإهلال النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: هل سُقْتَ الهدْيَ؟ قلتُ: لا. قال: فَطُفْ بالبَيْت وبالصفا والمروة، ثم حِلَّ. فَطُفْتُ بالبيت وبالصَّفا والمروة، ثم أتَيْتُ امرأةً من قومي فَمَشَطَتْني وغَسلت رأسي، وكنتُ أُفتي بذلك النَّاسَ، فلم أزَلْ أُفتي بذلك مَنْ يسألُني في إمارةِ أبي بكرٍ، فلما مات وكان عمر: إنِّي لَقَائم في الموسِم، إذ جاءني رجلٌ، فقال: اتَّئِدْ في فُتْياكَ، إنك لا تدري ما يُحدِثُ أميرُ المؤمنين في شأنِ النُّسُكِ، فقلتُ: أيُّها النَّاس، مَنْ كُنَّا أفْتَيْناه بشيء فَلْيَتَّئِد، فهذا أمير المؤمنين قَادمٌ عليكم فَيِهِ فائْتمُّوا. فلما قدم قُلتُ له: يا أمير المؤمنين، ماهذا الذي بلغني، أحْدَثتَ في شَأنِ النُّسُكِ؟ فقال: إنْ نأُخذْ بِكتَابِ الله تعالى، فإنَّ الله يقول: {وأتِمُّوا الحجَّ والْعُمْرَةَ لِلَّهِ} البقرة: 961 ، وإنْ نَأَخُذْ بِسُنَّةِ رسول الله – وقد قال: «خُذوا عني مناسِكَكُمْ» فإنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لم يَحِلَّ حتَّى نَحَرَ الهديَ».
هذه رواية البخاري والنسائي.
وفي رواية مسلم والنسائي أيضاً «أنَّ أبا موسى كان يُفْتي بالمُتْعَةِ، فقال له رَجَلٌ: رُويْدكَ ببعض فُتْياك، فإنك لا تدري ما أحدثَ أمير المؤمنين، فلقيهُ بعدُ فسألهُ؟ فقال له عمر: قد علمتُ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قد فعلَه وأصحابُه، ولكن كرهتُ: أنْ يظَلُّوا مُعْرِسِينَ بِهِنَّ في الأراك، ثم يَرُوُحونَ في الحجِّ تَقْطُرُ رُؤوسُهمْ». و هي كرواية ابن ماجه.
11167 / 1418 – (خ م ت) أنسُ بن مالك – رضي الله عنه – قال: «قدِمَ عليٌّ من اليَمَنِ على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكةَ، فقال له رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-:بم أَهْلَلْتَ؟ قال: بما أهَلَّ به رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: لَوْلا أنَّ مَعيَ الهدْيَ لأحلَلْتُ» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي .
11168 / 1419 – (د س) البراء بن عازب -رضي الله عنهما- قال: «كنتُ مع عليٍّ، حين أمَّرَهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على اليمن، فَأَصَبْتُ مَعَهُ أوَاقيَّ، فلما قَدِم عليٌّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وجَدَ فاطمَة قد نضَحَتِ الْبَيْتَ بِنَضُوحٍ، فغضبَ، فقالت: مالك؟ فَإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمَرَ أصحابَهُ فأحَلُّوا، قال: قلتُ لها إني أهللتُ بإهلالِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قال: فأتيتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كَيف صَنَعْتَ؟ قلتُ: أهللتُ بإهلالِ النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: فإني سُقتُ الهدْيَ وقرنتُ، قال: وقال لي: انْحَرْ من الْبُدن سَبعاً وستين، أو ستاً وستينَ، وأمْسِك لِنَفْسِكَ ثلاثاً وثَلاثِين، أو أربعاً وثلاثين، وأمسك من ُكلِّ بَدَنَةٍ منها بَضْعة» . هذه رواية أبي داود.
ورواية النسائي قال: «كنتُ مع عليِّ بن أبي طالب، حين أمَّرهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على اليمن، فلما قَدِمَ على النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قال عليٌّ: فأتيتُ رسولَ الله، فقال لي رسول الله: كَيْفَ صنَعْتَ؟ قلت: إنِّي أهْلَلْتُ بإهْلالِكَ، قال: فإني سُقْتُ الهدْيَ وقرنْتُ، قال: وقال لأصحابه: لو اسْتَقْبَلْتُ كما اسْتَدْبَرتُ: لفَعَلْتُ كما فَعَلْتُمْ، ولكن سُقْتُ الهدْيَ وقَرنْتُ» .
وفي أخرى له بنحوه، وفيها: ذكر النَّضُوح، مثل رواية أبي داود.
11169 / 1420 – (خ س) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: «جاء عليٌّ من الْيَمَن في حجَّةِ الوَداع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لِعَليٍّ: بم أَهللتَ؟ قال: أهللتُ بما أهَلَّ به النبيُّ؟ قال: أمسكْ فإنَّ مَعَنَا هَدياً» .
وفي رواية قال: «أمَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم عليّاً: أن يُقيمَ على إحرَامِهِ» .
وفي أخرى له «قال له: فأهْدِ، وامْكُثْ حَرَاماً» . أخرجه البخاري.
وفي رواية النسائي قال: «قَدِمَ عَليٌّ من سِعَايَتِهِ، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم بِمَ أهلَلْتَ؟ قال: بما أهلَّ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-. قال: فَأَهْدِ وامْكُثْ حَرَاماً. كما أنْتَ، قال: وأهْدَى عليٌّ لَهُ هَدْياً».
11170 / 1421 – (خ م ه – عبد الله مولى أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما ) «كَانَ يسْمَعُ أَسْماءَ تَقول، كلَّما مرَّتْ بالحجونِ: صلى الله على رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: لَقَد نَزَلْنَا مَعَهُ ها هنا، ونَحْنُ يومَئذٍ خفافُ الْحَقَائِبِ، قَليلٌ ظَهْرُنَا، قَليلَةٌ أَزْوَادُنَا، فَاعْتَمَرْنَا معه، أنا وأخْتي عائِشَةُ، وَمَعَنَا الزُّبيرُ، وفُلانٌ وفُلانٌ، فلما مَسَحْنَا أَحلَلْنا، ثم أهللنا من العشيِّ بالحج». أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية ابن ماجه قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْرِمِينَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ، فَلْيُقِمْ عَلَى إِحْرَامِهِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ، فَلْيَحْلِلْ» قَالَتْ: وَلَمْ يَكُنْ مَعِي هَدْيٌ، فَأَحْلَلْتُ، وَكَانَ مَعَ الزُّبَيْرِ، هَدْيٌ، فَلَمْ يَحِلَّ، فَلَبِسْتُ ثِيَابِي، وَجِئْتُ إِلَى الزُّبَيْرِ، فَقَالَ: قُومِي عَنِّي، فَقُلْتُ: أَتَخْشَى أَنْ أَثِبَ عَلَيْكَ؟.
11171 / 1422 – (د س) أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: «خرجَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، وَخَرَجْنا مَعهُ، فَلَّما بَلَغَ ذا الْحُلَيفَةِ صَلّى الظُّهر، ثم رَكِبَ راحِلَتَهُ، فلما اسْتَوَتْ بِهِ على البيداءِ أهلَّ بالحجِّ والعمرةِ جَمِيعاً، فَأهْلَلْنا مَعَهُ، فَلَّما قدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ، وطُفْنَا أَمَرَ النَّاسَ: أَنْ يَحلُّوا فَهَابَ الْقومُ، فقال لهم رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: لولا أنَّ مَعيَ الهديَ لأحْلَلْتُ، فَحَلَّ الْقَوْمُ، حتَّى حَلُّوا إلى النِّساَءِ، ولم يَحِلَّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم يُقَصِّرْ إلى يوَمِ النَّحْرِ» . أخرجه النسائي.
وفي رواية أبي داود قال: «باتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بها -يعني بذي الحليفة – حتى أصبح، ثم ركبَ، حتى إذا استوتْ به راحلَتُهُ على البيداء حَمِدَ وسبَّحَ وكَبَّرَ، ثم أهَلَّ بِحجَّةٍ وعُمْرَةٍ، وأهَلَّ النَّاسُ بِهِما، فَلمَّا قَدِمَ أمرَ النَّاس فَحلُّوا، حتى إذا كانَ يومُ الترويةِ، أهلُّوا بالحج، فَلما قَضَى رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم الحجَّ نَحَر سَبْعَ بدَناتٍ بيدِهِ قياماً».
11172 / 1423 – (د س ه – بلال بن الحارث رضي الله عنه ) قال: «قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، فَسْخُ الحج لنَا خاصَّة، أو لمن بعدَنا؟ قال: بلْ لكم خاصَّة» . هذه روايةُ أبي داود.
وروايةُ النسائي قال: «قلتُ: يا رسول الله، أفسْخُ الحجِّ لَنَا خَاصَّة، أم لِلنَّاسِ عامَّة؟ قال: بَلْ لنا خاصَّة». ورواية ابن ماجه بنحوها.
11173 / 1424 – (د) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «أهَلَّ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بِعُمْرَةٍ، وأهَلَّ أصْحَابُهُ بِحج» . أخرجه أبو داود.
11174 / 1425 – (خ) عكرمة بن خالد المخزوميّ -رحمه الله – قال: سألتُ ابْنَ عُمَرَ -رضي الله عنهما- عن العمرةِ قبل الحج؟ قال: «لا بأسَ، اعْتَمَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم قبل الحج» . أخرجه البخاري.
11175 / 1426 – (خ) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- «أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَث أبَا بَكْرٍ على الحج، يُخْبِرُ النَّاسَ بِمَنَاسِكِهِمْ ويُبَلِّغُهُمْ عن رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، حتَّى أتَوَا عَرَفَةَ من قِبَلِ ذي الْمَجَازِ، فَلم يَقْرَبِ الْكَعْبَةَ، ولكن شَمَّرَ إلى ذي المجاز، وذلك أَنهم لم يكونوا اسْتَمْتَعُوا بالْعُمْرَةِ إلى الحج» . أخرجه البخاري.
هكذا ساقة ابن الأثير، ولم أجده عند البخاري.
11176 / 1427 – (د) سعيد بن المسيب – رضي الله عنهما -: «أنَّ رَجُلاً من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم أتى عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ -رضي الله عنه -، فَشَهِدَ عِنْدَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم في مَرَضِهِ الذي قُبِضَ فيه – يَنْهى عن الْعُمْرَةِ قَبْلَ الحَجِّ» . أخرجه أبو داود.