29286 / 8928 – (م) ثوبان رضي الله عنه قال: «كنت قائماً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء حَبرٌ من أحبار اليهود، فقال: السلام عليك يا محمد، فدفعته دَفعةً كاد يُصرَع منها، فقال: لم تدفعني؟ فقلت: ألا تقول: يا رسولَ الله؟ فقال اليهودي: إنما ندعوه باسمه الذي سماه به أهله، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: إن اسمي محمدٌ الذي سمّاني به أهلي، فقال اليهوديُّ: جئت أسألك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أينفعك شيء إن حدَّثتك؟ قال: أسمع بأُذني فنكتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعودٍ معه، فقال: سَلْ، فقال اليهودي: أين يكون الناس يوم تُبَدَّل الأرض غير الأرض والسماوات؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: في الظلمة، دون الجِسْر، قال: فمن أولُ الناس إجازة؟ قال: فقراء المهاجرين، قال اليهوديُّ: فما تُحفتهم حين يَدْخُلون الجنة؟ قال: زيادةُ كَبِد النون، قال: فما غِذاؤهم على إثرِها؟ قال: يُنحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها، قال: فما شرابُهم؟ قال: من عين تُسَمَّى سلسبيلاً، قال: صدقت، قال: وجئت أسألك عن شيء لا يعلمه أحد إلا نبيٌّ، أو رجل أو رجلان، قال: ينفعك إن حدَّثتك؟ قال: أسمع بأُذنيَّ، قال: جئت أسألك عن الولد؟ ، قال: ماءُ الرجل أبيض، وماءُ المرأة أصفر، فإذا اجتمعا، فعلا مَنيُّ الرجل مَنيَّ المرأة أذكرا بإذن الله، وإذا علا منيُّ المرأة منيَّ الرجل آنثا بإِذن الله، قال اليهوديُّ: لقد صدقت، وإنك لنبيٌّ، ثم انصرف فذهب، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: لقد سألني هذا عن الذي سأَلني عنه، وما لي علم بشيء منه، حتى آتاني الله عز وجل به».
وفي رواية مثله، غير أنه قال: «كنت قاعداً عند رسولِ الله صلى الله عليه وسلم» وقال: «زائدةُ كَبِد النون» ، وقال: «أذكر وآنث»، ولم يقل: «أذكرا وآنثا». أخرجه مسلم.
29287 / 8929 – (ت س هـ) صفوان بن عسال رضي الله عنه قال: قال بعض اليهود لصاحبه: «اذهب بنا إلى هذا النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال صاحبه: لا تقل نبيٌّ، إنه لو سمعك كان له أربعة أعين، فأتيا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فسألاه عن تِسع آيات بيِّنات، فقال لهم: لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تَسْرِقوا، ولا تَزْنوا، ولا تَقْتُلوا النفس التي حرَّم الله إلا بالحق، ولا تمشوا ببريءٍ إلى ذي سلطان ليقتله، ولا تَسْحَروا، ولا تأْكلوا الربا، ولا تَقْذِفوا مُحْصَنَةً، ولا تُوَلُّوا الأدبار يوم الزَّحف، وعليكم خاصة اليهود: أن لا تَعدُوا في السبت، فَقَبَّلا يده ورجله، وقالا: نشهد أنك نبي، فقال: ما يمنعكما أن تَتَّبِعاني؟ قالا: إن داود دعا ربَّه أن لا يزالَ من ذريته نبيٌّ، وإنا نخاف إن اتَّبعناك أن تقتلنا اليهود» أخرجه الترمذي والنسائي. وأخرج ابن ماجه طرفاً منه “أن قوماً من اليهود قبلوا يد النبي صلى الله عليه وسلم ورجليه”.
29288 / 8930 – (خ) أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «بلغ عبد الله بن سَلام مقدمُ رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة – قال: وفي رواية: وهو في أرض يَخْترِف – فأتاه وقال: إني سائلك عن ثلاثٍ لا يعلمهن إلا نبيٌّ: ما أولُ أشراط الساعة؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة؟ ومن أيِّ شيء يَنْزِع الولد إلى أبيه؟ ومن أي شيء ينزع إلى أخواله؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: خبَّرني بهنّ آنفاً جبريل، قال: فقال عبد الله: ذاك عدوّ اليهود من الملائكة – زاد في رواية: فقرأ هذه الآية {مَنْ كان عَدُواً لجبريلَ فإنه نَزَّله على قلبك} البقرة: 97 – فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أما أولُ أشراط الساعة: فنارٌ تَحْشُرُ الناسَ من المشرق إلى المغرب، وأما أولُ طعام يأْكله أهل الجنة فزيادة كَبِد حُوت، وأما الشَّبَه في الولد: فإن الرجل إذا غَشِيَ المرأة، فسبَقها ماؤه كان الشبه له، وإذا سبقت كان الشبه لها، قال: أشهد أنك رسولُ الله، ثم قال: يا رسول الله إن اليهودَ قومٌ بُهْت، فإن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم بَهَتوني عندك، فجاءت اليهود، ودخل عبدُ الله البيتَ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ رجل فيكم عبد الله بن سلام؟ قالوا: أعلمُنا، وابنُ أعْلمنا، وأخيرنا وابن أخيرنا، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أفرأيتم إن أسلَمَ عبد الله؟ قالوا: أعاذه الله من ذلك – زاد في رواية: فأعاد عليهم، فقالوا: مثل ذلك – قال: فخرج عبدُ الله إليهم، فقال: أشهد أن لا إِله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، فقالوا: شرُّنا وابن شرِّنا، ووقعوا فيه». زاد في رواية: قال – يعني ابنَ سلام – «هذا الذي كنت أخافه يا رسولَ الله». أخرجه البخاري .