وقد تكرر في الحديث،
ومضى بَابٌ فِيمَنْ دَعَا لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أدركته دعوته الى أولاده، وأن دعوته لا تتخلف
29337 / 8917 – (خ م س) عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلّي عند البيت، وأبو جهل وأصحابٌ له جلوس، وقد نُحِرتْ جَزور بالأمس، فقال أبو جهل: أيُّكم يقومُ إلى سَلا جَزور بني فلان، فيأخذُه فيضَعُه بين كَتِفَيْ محمدٍ إذا سجد؟ فانبعث أشقَى القوم فأخذه، فلما سجد النبي صلى الله عليه وسلم وضَعَهُ بين كتفيه، فاستضحكوا، وجعل بعضُهم يميل على بعض، وأنا قائم أنظر، فلو كانت لي مَنَعةٌ طَرَحتُهُ عن ظهر رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم ساجد ما يرفع رأسه، حتى انطلق إنسان فأخبر فاطمةَ فجاءت – وهي جُوَيْرِيَة – فطرحته عنه، ثم أقبلت عليهم تَسُبُّهم، فلما قضى النبيُّ صلى الله عليه وسلم صلاته رفع صوته، ثم دعا عليهم – وكان إذا دعا دعا ثلاثاً، وإذا سأل سأل ثلاثاً – ثم قال: اللهم عليك بقريش – ثلاث مرات – فلما سمعوا صوته ذهب عنهم الضحك، وخافوا دعوته، ثم قال: اللهم عليك بأبي جهل بن هشام، وعُتْبة بن ربيعة، وشيبةَ بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأميةَ بن خلف، وعُقْبةً بن أبي مُعَيْط، وذكر السابع – ولم أحفظه – قال: فوالذي بعث محمداً بالحق، لقد رأيتُ الذين سَمَّى صَرْعَى، ثم سُحِبُوا إلى القَليب، قليب بَدْر» .
وفي رواية «فأشهدُ بالله لقد رأيتُهم صرعى، قد غَيَّرتهم الشمس، وكان يوماً حارّاً» وقال بعض الرواة: «الوليد بن عتبة» غلط في هذا الحديث.
وفي رواية «ذكر السابع، وهو عمارة بن الوليد» وفيها «فَيَعْمِد إلى فَرْثها ودَمها وسلاها، فيجيء به، ثم يُمهله حتى إذا سجد وضعه بين كتفيه». أخرجه البخاري ومسلم، وأخرجه الترمذي مختصراً.
29338 / 8918 – (خ م) أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كان رجل نصرانيٌّ أسلم، فقرأ البقرة وآل عمران، وكان يكتب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم فعاد نصرانياً، فكان يقول: ما يدري محمد إلا ما كتبت له، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اجعله آية، فأماته الله، فدفنوه، فأصبح وقد لفظته الأرض، فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه، لما هَرَب منهم نبشوا عن صاحبنا، فألقوه، فحفروا له وأعمقوا ما استطاعوا، فأصبحوا وقد لفظته الأرض، فقالوا مثل الأول، فحفروا له وأعمقوا، فلفظته الثالثة فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه بين حجرين، ورضموا عليه الحجارة» . أخرجه البخاري، ومسلم إلى قوله: «فألقوه» .
وفي رواية قال: «كان منا من بني النجار رجل قد قرأ البقرة وآل عمران، وكان يكتب لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فانطلق هارباً حتى لحق بأهل الكتاب، فأُعجبوا به، فرفعوه، فما لبث أن قَصَم الله عُنُقه فيهم، فحفروا له، فَوَارَوْهُ، فأصبحتِ الأرض قد نَبَذته على وجهها، ثم عادوا، فعادت – ثلاث مرات – فتركوه منبوذاً».
29339 / 8919 – (خ د س هـ) جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما – «أن أباه تُوفِّي وترك عليه ثلاثين وَسْقاً لرجل من اليهود، فاستنظره جابر، فأبى أن يُنْظِره، فكلّم جابر رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ليشفع إليه، فجاءه رسول الله، فكلَّم اليهوديَّ ليأخذ ثمر نخله بالذي له، فأبى، فدخل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم النخل، فمشى فيها، ثم قال لجابر: جُدَّ له، فأوفِ الذي له، فجَدَّه بعد ما رجع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فأوفاه ثلاثين وَسْقاً، وفَضَلَتْ له سبعة عشر وسقاً، فجاء جابر رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ليخبره بالذي كان، فوجده يصلِّي العصر، فلما انصرف أخبره بالفَضْل، فقال: أخبر بذلك ابنَ الخطاب، فذهب جابر إلى عمر فأخبره، فقال عمر: لقد عَلمتُ حين مشى فيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لَيُبَارَكَنّ فيها».
وفي رواية قال: «تُوُفِّي أبي وعليه دَيْنٌ، فعرضتُ على غُرَمائه أن يأخذوا التمر بما عليه، فأبَوا، ولم يَرَوْا أنَّ فيه وَفاء، فأتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له، فقال: إذا جَدَدته فوضعته في المِرْبَد آذِنِّي، فلما جَدَدْتُه ووضعتُه في المربد آذنتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء ومعه أبو بكر وعمر، فجلس عليه ودعا بالبركة فيه، ثم قال: ادعُ غرماءك فأوفهم، فما تركتُ أحداً له دَيْنٌ على أبي إلا قضيته، وفَضَلَ ثلاثة عشر وسقاً: سبعة عجوة، وستة لون – أو ستة وسبعة – فوافيت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم المغرب، فذكرت ذلك له، فضحك، وقال: ائتِ أبا بكر وعمر فأخبرهما فأخبرتُهما، فقالا: لقد علمنا إذْ صَنَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صنع أن سيكون» .
وقال في رواية: «صلاة العصر» وفي رواية «صلاة الظهر» .
وفي أخرى قال: «تُوُفِّي عبد الله بن عمرو بن حَرام وعليه دَيْنٌ، فاستعنتُ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم على غرمائه أن يَضَعوا من دَيْنِهِ، فطلب إليهم، فلم يفعلوا، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: اذهب، فَصَنِّف تمرك أصنافاً: العجوة على حِدَة، وَعذق زيد على حدة، ثم أرسِلْ إلَيَّ، ففعلت، ثم أرسلتُ إليه، فجلس على أعلاه – أو في وسطه – ثم قال: كِلْ للقوم، فَكِلتُ لهم، حتى أوفيتهم الذي لهم، وبقي تمري كأنه لم ينقص منه شيء». وفي رواية «فما زال يَكِيلُ لهم حتى أَدَّى» .
وفي أخرى نحوه، وفيه زيادة، قال جابر: «أُصِيبَ عبد الله، وترك عيالاً ودَيناً، فطلبتُ إلى أصحاب الدَّيْن أن يَضَعوا بعضاً، فأبوا، فأتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم فاستشفعت به عليهم، فأبوا، فقال: صَنِّف تمرك، كلَّ شيء على حدة، ثم أحضرهم، حتى آتيَك، ففعلت، ثم جاء فقعد معه، وكال لكل رجلٍ حتى استوفى، وبقي التمر مكانه، كأنه لم يُمَسّ، وغزوتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم على ناضح لنا، فأزحَفَ الجمل، فتخلَّف عليَّ، فوكَزَهُ … ثم ذكر نحو ما تقدَّم من أمر الجمل، وبيعه وسؤاله عَمَّا تزوَّج، وجوابه وإتيانه أهلَهُ، ولوم خاله له … وفي آخره: فلما قدم النبيُّ صلى الله عليه وسلم غَدَوْتُ إليه بالجمل، فأعطاني ثمن الجمل، والجملَ وسَهْمي مع القوم» .
وفي أخرى «أنَّ أباه استُشْهِد يوم أحد، وترك سِتَّ بنات، وترك عليه دَيناً، فلما حضر جِداد النخل أتيت فقلت: يا رسولَ الله، قد علمتَ أن وَالِدي استُشهد يوم أحد وترك دَيناً كثيراً، وأُحِبُّ أن يراك الغرماء، فقال: اذهب فَبْيدِر كلَّ تمرٍ على ناحية، ففعلت، ثم دعوته، فلما رأوه أُغروا بي تلك الساعة، فلما رأى ما يصنعون طاف حول أعظمها بَيْدراً، ثلاث مرات، ثم جلس عليه، ثم قال: ادعُ أصحابك، فما زال يكيل لهم، حتى أدَّى الله أمانة والدي، وأنا والله راضٍ أن يؤدِّيَ الله أمانة والدي ولا أرجع إلى أخواتي بتمرة، فَسَلَّم الله البيادر كُلَّها، حتى إني أنظر إلى البيدر الذي عليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كأنه لم ينقص تمرةً واحدة» .
وفي أخرى: «أن أباه توفي وعليه دَيْن، قال: فأتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقلت: إن أبي ترك عليه دَيناً، وليس عندي إلا ما يُخرِج نخلُه، ولا يبلغ ما يخرج سنتين ما عليه، فانطلِقْ معي لكيلا يُفحِشَ عليَّ الغرماء، فمشى حول بَيْدر من بيادر التمر، فدعا، ثم أخَّر، ثم جلس عليه، فقال: تمزَّعوه، فأوفاهم الذي لهم وبقي مثل ما أعطاهم» .
وفي أخرى: «أن أباه قتل يوم أحُد شهيداً، فاشتد الغرماء في حقوقهم، فأتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فكلّمته، فسألهم أن يقبلوا ثمر حائطي، ويُحَلِّلوا أبي، فأبوْا، فلم يعطهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطي، ولم يكسره لهم، ولكن قال: سأغدو عليك، فغدا علينا حين أصبح، وطاف في النخل، ودعا في ثمرها بالبركة، فجدَدْتُها، فقضيتهم حقوقهم، وبقي لنا من ثمرنا بقية، ثم جئت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر وهو جالس: اسْمَعْ يا عمر، فقال عمر: ألاَّ يكون قد علمنا أنك رسولُ الله، والله إنك لرسول الله» هذه روايات البخاري. وفي رواية أبي داود «أن أباه توفي وترك عليه ثلاثين وَسْقاً لرجل من اليهود، فاستنظره جابر فأبى، فكلّم جابر رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ليشفع له إليه، فجاء رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فكلَّم اليهوديَّ ليأخذ ثمر نخله بالذي له عليه فأبى عليه فكلَّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُنْظِرَه … وساق الحديث» كذا ذكره أبو داود، وأخرج النسائي معظم روايات البخاري. وله في أخرى قال: «كان ليهودي على أبي تمر، فقتل يوم أحد، وترك حديقتين، وتمرُ اليهوديِّ يستوعب ما في الحديقتين، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: هل لك أن تأخذ العام نصفَه، وتؤخِّر نصفه؟ فأبى اليهوديُّ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: هل لك أن تأخذَ الجداد؟ فأبى، قال: فآذِّني، فآذنته، فجاء هو وأبو بكر، فجعل يُجَدّ ويُكال من أسفل النخل، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يدعو بالبركة، حتى وفَينا جميع حقه من أصغَرِ الحديقتين، ثم أتيتهم برطبٍ وماءٍ فأكلوا وشربوا، ثم قال: هذا من النعيم الذي تُسألون عنه». وسيأتي رواية ابن ماجه في الحديث الآتي.
29340 / 8920 – (خ هـ) جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما – قال: «كان بالمدينة يهوديٌّ، وكان يُسلِفُني في تمري إلى الجداد، وكانت لجابر الأرض التي بطريق رُومة، فَخَنَسَتِ النَّخْلُ عاماً، فجاءني يهوديٌّ عند الجداد، ولم أجِدَّ منها شيئاً، فجعلت أستنظره إلى قابل، فيأبى، فأُخْبِرَ بذلك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال لأصحابه: امشوا نستنظرْ لجابر من اليهوديِّ، فجاءوني في نخلي، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلِّم اليهوديَّ، ويقول: لا أُنظِر، فقام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فطاف بالنخل، ثم جاءه فكلَّمه فأبى، فقمت، فجئتُ بقليل رطب، فوضعته بين يدي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فأكل، ثم قال: أين عَرِيشُكَ يا جابر؟ فأخبرته، فقال: افرش لي فيه، ففرشته، فدخل فرقد، ثم استيقظ، فجئته بقبضة أخرى، فأكل منها، ثم قام فكلَّم اليهوديَّ، فأبى عليه، فقام في الرِّطاب، وطاف في النخل الثانية، ثم قال: يا جابر، جُدَّ واقضِ، فوقعتُ في الجداد، فجددت منها ما قضيته، وفَضَلَ مثله، فخرجتُ حتى جئتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فبشَّرته، فقال: أشهد أني رسولُ الله» . أخرجه البخاري.
وفي رواية ابن ماجه عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ أَبَاهُ تُوُفِّيَ وَتَرَكَ عَلَيْهِ ثَلَاثِينَ وَسْقًا لِرَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ، فَاسْتَنْظَرَهُ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَأَبَى أَنْ يُنْظِرَهُ: فَكَلَّمَ جَابِرٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَشْفَعَ لَهُ إِلَيْهِ، فَجَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَلَّمَ الْيَهُودِيَّ لِيَأْخُذَ ثَمَرَ نَخْلِهِ بِالَّذِي لَهُ عَلَيْهِ، فَأَبَى عَلَيْهِ، فَكَلَّمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَبَى أَنْ يُنْظِرَهُ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّخْلَ، فَمَشَى فِيهَا، ثُمَّ قَالَ لِجَابِرٍ: «جُدَّ لَهُ فَأَوْفِهِ الَّذِي لَهُ» ، فَجَدَّ لَهُ بَعْدَ مَا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثِينَ وَسْقًا، وَفَضَلَ لَهُ اثْنَا عَشَرَ وَسْقًا، فَجَاءَ جَابِرٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُخْبِرَهُ بِالَّذِي كَانَ، فَوَجَدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَائِبًا، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَهُ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَدْ أَوْفَاهُ، وَأَخْبَرَهُ بِالْفَضْلِ الَّذِي فَضَلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَخْبِرْ بِذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ». فَذَهَبَ جَابِرٌ إِلَى عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: لَقَدْ عَلِمْتُ حِينَ مَشَى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَيُبَارِكَنَّ اللَّهُ فِيهَا.
29341 / 8921 – (م) أبو هريرة رضي الله عنه قال: «كنتُ أدعو أمّي إلى الإسلام، وهي مشركة، فدعوتُها يوماً، فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره، فأتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقلت: يا رسول الله، إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام، فتأبى عليَّ، فدعوتُها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله تعالى أن يَهْدِيَ أُمَّ أبي هريرة، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اهدِ أُمَّ أبي هريرة، فخرجتُ مُستبشراً بدعوة النبيِّ، فلما جئت فَصِرتُ إلى الباب وقَرُبتُ منه، فإذا هو مُجافٌ، فسَمِعَتْ أُمِّي خَشْفَ قَدَميَّ، فقالت: مكانك يا أبا هريرة، وسمعتُ خَضْخَضة الماء، فاغْتَسَلتْ ولبسَتْ دِرْعَها، وعجِلَتْ عن خمارها، ففتحتِ الباب، ثم قالت: يا أبا هريرة، أشهدُ أن لا إله إلا الله وأشهدُ أن محمداً عبده ورسوله، قال: فرجعتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيتُه وأنا أبكي من الفرح، فقلت: يا رسول الله، أبشر فقد استجاب الله دعوتك، وهدى أُمَّ أبي هريرة، فحمد الله وقال خيراً، قال: فقلت: يا رسولَ الله، ادعُ اللهَ أن يُحبِّبَنِي أنا وأُمِّي إلى عباده المؤمنين، ويحبِّبهم إلينا، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: اللهم حبّبْ عُبيدَكَ هذا – يعني أبا هريرة – وأُمَّه إلى عبادك المؤمنين، وحبّبْ إليهما المؤمنين، فما خَلْقٌ من مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبَّني» أخرجه مسلم.
29342 / 8922 – (خ م ت) السائب بن يزيد رضي الله عنه قال: «ذهبَت بي خالتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إن ابنَ أختي وجِعٌ، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة، فتوضأ فشربتُ من وَضوئه، ثم قمت خلف ظهره، فنظرتُ إلى خاتم النُّبوَّةِ بين كتفيه مثل زِرّ الحجَلة».
وقال الجعيد: رأيتُ السائبَ بن يزيد ابن أربع وتسعين جَلْداً معتدلاً، فقال: «قد علمتُ ما مُتِّعْتُ به سمعي وبصري إلا بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم». أخرجه البخاري ومسلم، وأخرجه الترمذي إلى قوله: «زِرّ الحجلة» .
29343 / 8923 – (ت) أبو زيد بن أخطب رضي الله عنه قال: «مسح رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بيده على وجهي، ودعا لي» «قال عَزْرَةُ: فلقد رأيته بعد ما عاش عشرين ومائة سنة، وليس في لحيته إلا شُعيرات تُعدُّ بِيض». أخرجه الترمذي.