1328/ 67 – (د ت ه – قال عبد الرَّحمن بن عمرو السُّلَميّ وحُجْر بن حُجْر: أَتينَا العِرباضَ بْنَ ساريةَ – رضي الله عنه ) – وهو ممَّن نَزل فيه: {ولا عَلَى الَّذين إِذَا ما أَتَوْكَ لِتحْمِلَهم قلتَ لا أَجدُ ما أحمِلُكُم عليه} التوبة: فسلّمنا، وقُلنا: أَتيناكَ زائريْنَ، وعائديْنَ، ومُقْتَبِسَيْن، فقال العرباضُ: صلى بنا رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم ذات يومٍ، ثمّ أقبل علينا بوجهه، فوعَظَنا موعِظةً بَليغةً، ذَرَفتْ منها العيون، ووَجِلت منها القلوبُ، فقالَ رجل: يا رسولَ الله، كأنَّ هذه موعظةُ مودِّعٍ، فماذا تَعْهدُ إلينا؟ قال: «أُوصيكم بتقْوى الله، والسَّمعِ والطاعة، وإنْ عَبْدًا حبشيًّا، فإنه من يَعِشْ منكم بعدي فسيَرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنّتي وسنّةِ الخلفَاءِ الراشِدينَ المهديِّينَ، تمسكوا بها، وعَضُّوا عليها بالنواجِذِ، وإياكم ومُحدثاتِ الأمورِ، فإنَّ كلَّ مُحدثَةٍ بدْعةٌ، وكل بدْعَةٍ ضَلاَلَة». هذه رواية أبي داود. وأخرجه الترمذي، ولم يذكر الصَّلاة، وفي آخِرِه: تقديم وتأخير .
وزاد ابن ماجه في آخره : ( فإنما المؤمن كلجمل الأنف حيثما انقيد انقاد ) وعيّن الصلاة انها الصبح . وزاد في أخرى : ( قد تركتم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك.
1329/ 5 – ( ه – أَبو الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه) قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَحْنُ نَذْكُرُ الْفَقْرَ وَنَتَخَوَّفُهُ، فَقَالَ: «آلْفَقْرَ تَخَافُونَ؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتُصَبَّنَّ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا صَبًّا، حَتَّى لَا يُزِيغَ قَلْبَ أَحَدِكُمْ إِزَاغَةً إِلَّا هِيهْ، وَايْمُ اللَّهِ، لَقَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى مِثْلِ الْبَيْضَاءِ، لَيْلُهَا وَنَهَارُهَا سَوَاءٌ». قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: صَدَقَ وَاللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَرَكَنَا وَاللَّهِ عَلَى مِثْلِ الْبَيْضَاءِ، لَيْلُهَا وَنَهَارُهَا سَوَاءٌ». أخرجه ابن ماجه.