وسيأتي آخر الكتاب: باب فيما بقي من الدنيا وفيما مضى منها.
25676 / 12236 – عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي: ابْنَ مَسْعُودٍ لِامْرَأَتِهِ: الْيَوْمَ خَيْرٌ أَمْ أَمْسِ؟ فَقَالَتْ: لَا أَدْرِي. فَقَالَ: لَكِنِّي أَدْرِي، أَمْسِ خَيْرٌ مِنَ الْيَوْمِ، وَالْيَوْمُ خَيْرٌ مِنْ غَدٍ، وَكَذَلِكَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ. وَلَهُ آثَارٌ فِي الزُّهْدِ.
25677 / 8468 – (م) خالد بن عمير العدوي – رحمه الله- قال: «خَطَبَنَا عُتْبَةُ بنُ غَزْوانَ وكان أميراً على البَصْرَةِ، فَحَمِدَ الله وأثنى عليه، ثم قال: أمَّا بعدُ، فإنَّ الدنيا قد آذَنَتْ بِصُرْم، وَوَلَّتْ حَذّاءَ، ولم يَبقَ منها إلا صُبابةٌ كصبابةِ الإناءِ، يتصابُّها صاحبُها، وإنَّكم منتقلون منها إلى دارٍ لا زوالَ لها، فانتقِلُوا بِخَيْر ما بِحَضْرَتِكُم، فإنه قد ذُكِر لنا: أن الحجَر يُلقى من شَفِيْر جهنم، فيهوي فيها سبعين عاماً، قبل أن ينتهيَ إلى قَعْرها، وقال: لا يُدْرِكُ لها قعراً، والله لَتُملأنَّ، أفعجبتمُ؟ ولقد ذُكِر لنا أنَّ ما بين مِصْراعين من مصاريع الجنة: مَسِيرةُ أربعين عاماً، وليأتَينَّ عليه يوم وهو كظيظٌ من الزِّحام، ولقد رأيتُني سابعَ سبعة مع رسولِ الله – صلى الله عليه وسلم-، ما لنا طعام إلا وَرَقُ الشجر، حتى قَرِحَتْ أشْدَاقُنَا، والتقطتُ بُرْدة، فشققتُها بيني وبين سعد بن مالك، فاتَّزَرْتُ بنصفها، واتَّزرَ سَعد بنصفها، فما أصبح اليومَ منا أحدٌ إلا أصْبَحَ أميراً على مِصْرٍ من الأَمصار، فإني أعوذ بالله أن أكونَ في نفسي عظيماً، وأنا عند الله صغير، وإنَّه لم تكن نُبُوَّةٌ قَطُّ إلا تَناسَخَت حتى تكونَ عاقِبَتُها مُلْكاً، وسَتَخْبُرون وتُجرِّبون الأمراءَ بعدَنا». أخرجه مسلم.
25678 / 9444 – (ت) أبو سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: «صلَّى بنا رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم- يوماً صلاة العصر بنهار، ثم قام خطيباً، فلم يَدَعْ شيئاً يكون إلى قيام الساعة إلا أخبرنا به، حَفِظَه من حِفظه، ونسيه من نسيه، وكان فيما قال: إنَّ الدُّنيا خَضِرة حُلوة، وإن الله مُسْتَخْلِفكم فيها، فناظرٌ كيف تعملون؟ ألا فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، وكان فيما قال: ألا لا تَمْنَعَنَّ رَجُلاً هيبَةُ الناس أن يقول بحق إذا علمه، قال: فبكى أبو سعيد – وقال: قد والله رأينا أشياء فَهِبْنا – وكان فيما قال: ألا إِنه يُنْصَب لكلّ غادر لواء يوم القيامة بقَدْر غَدْرته، ولا غَدْرة أعظم من غدرة إمامِ عامَّة، يُرْكَزُ لواؤه عند اسْتِه، وكان فيما حفظنا يومئذ: ألا إن بني آدمَ خُلقُوا على طبقات شَتى، فمنهم مَنْ يُولَدُ مؤمناً، ويَحْيَى مؤمناً، ويموت مؤمناً، ومنهم مَنْ يُولَدُ مؤمناً، ويحيى مؤمناً، ويموت كافراً، ومنهم مَنْ يُولَدُ كافراً، ويحيى كافراً، ويموت مؤمناً، ومنهم مَنْ يُولَدُ كافراً، ويحيى كافراً، ويموت كافراً، ألا وإن منهم البطيءَ الغَضَبِ سريعُ الفَيء، والسريع الغضب سريع الفَيء، البطيء الغضب بطيء الفيء، فَتِلْكَ بِتلك، ألا وإن منهم بطيء الفيء سريع الغضب، ألا وخيرهم بطيءُ الغضب سريع الفيء، وشرُّهم سريعُ الغضب بطيء الفيء، ألا وإن منهم حَسَنَ القضاء حسن الطلب، ومنهم سَيء القضاء حَسَنُ الطلب، ومنهم سيء الطلب حسن القضاء، فتلك بتلك، ألا وإنَّ منهم سيءَ القضاء سيءَ الطلب، ألا وخيرهم الحسنُ القضاء الحسنُ الطلب، وشرّهم سيء القضاء سيء الطلب، ألا وإن الغضب جَمْرَة في قلب ابن آدم، أما رأيتم إلى حُمْرَة عينيه، وانتفاخ أوداجه؟ فمن أحسّ بشيء من ذلك فليلصَق بالأرض، قال: وجَعلنا نلتفت إلى الشمس، هل بقي من النهار شيء؟ فقال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم-: ألا وإنه لم يَبْقَ من الدنيا فيما مضى منها إلا كما بَقيَ من يومكم هذا فيما مضى منه» أخرجه الترمذي.
وأخرج ابن ماجه طرفاً منه وهو قوله: “ألا أنه ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة بقدر غدرته”، وفي رواية أخرى قوله: “قام خطيباً فكان فيما قال: “ألا لا يمنعن رجلاً هيبة الناس… إلى قوله فهبنا” ولذلك لم نثبت علامة ابن ماجه لقلة ما أخرج منه.
25679 / ز – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ كَانَ وَاقِفًا بِعَرَفَاتٍ فَنَظَرَ إِلَى الشَّمْسِ حِينَ تَدَلَّتْ مِثْلَ التُّرْسِ لِلْغُرُوبِ فَبَكَى، وَاشْتَدَّ بُكَاؤُهُ وَتَلَا قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ} [الشورى: 17] إِلَى {الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ} [هود: 66] فَقَالَ لَهُ عَبْدُهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَدْ وَقَفْتُ مَعَكَ مِرَارًا لَمْ تَصْنَعْ هَذَا. فَقَالَ: ذَكَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ وَاقِفٌ بِمَكَانِي هَذَا فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، لَمْ يَبْقَ مِنْ دُنْيَاكُمْ هَذِهِ فِيمَا مَضَى إِلَّا كَمَا بَقِيَ مِنْ يَوْمِكُمْ هَذَا فِيمَا مَضَى مِنْهُ».
أخرجه الحاكم في المستدرك: (3708).
25680 / ز – عن النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَلَا إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مِثْلُ الذُّبَابِ تَمُورُ فِي جَوِّهَا، فَاللَّهَ اللَّهَ فِي إِخْوَانِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ فَإِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَيْهِمْ».
أخرجه الحاكم في المستدرك: (7919).
25681 / ز – عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ الدُّنْيَا كُلَّهَا قَلِيلًا، وَمَا بَقِيَ مِنْهَا إِلَّا الْقَلِيلُ مِنَ الْقَلِيلِ، وَمَثَلُ مَا بَقِيَ مِنْهَا كَالثَّغْبِ – يَعْنِي الْغَدِيرَ – شُرِبَ صَفْوُهُ وَبَقِيَ كَدَرُهُ».
أخرجه الحاكم في المستدرك:(7974).
25682 / 18222 – وَعَنْ أَنَسٍ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ أَصْحَابَهُ ذَاتَ يَوْمٍ وَقَدْ كَادَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَغْرُبَ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا شَفٌّ يَسِيرٌ، فَقَالَ: ” وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا بَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا فِيمَا مَضَى مِنْهَا إِلَّا كَمَا بَقِيَ مِنْ يَوْمِكُمْ هَذَا فِيمَا مَضَى مِنْهُ “. وَمَا نَرَى الشَّمْسَ إِلَّا يَسِيرًا».
قال الهيثمي: رَوَاهُ الْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِ خَلَفِ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، وَقَدْ وُثِّقَا، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
25683 / 18223 – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَظَرَ إِلَى الشَّمْسِ عِنْدَ غُرُوبِهَا عَلَى أَطْرَافِ سَعَفِ النَّخْلِ، فَقَالَ: ” مَا بَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا فِيمَا مَضَى مِنْهَا إِلَّا مِثْلُ مَا بَقِيَ مِنْ يَوْمِكُمْ هَذَا فِيمَا مَضَى مِنْهُ» “.
قال الهيثمي: رَوَاهُ الْبَزَّارُ، وَفِيهِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.