وقد وضعت في هذا كتاباً، وقد ضم نحواً من مائتي حديث، وغالبها في كتابنا هذا، مفرقة في مواضعها
27733 / 3224 – (خ د ت) عائشة – رضي الله عنهما -: قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضَعُ لحسَّانَ مِنْبراً في المسجد، يقوم عليه قائماً يُفاخرُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو يُنَافِحُ، ويقول رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله يُؤيِّدُ حَسَّانَ برُوحِ القُدُس ما نَافَحَ أو فاخَرَ عن رسول الله». أخرجه البخاري.
وفي رواية أبي داود: فيقومُ عليه يهّجو مَن قال في رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال رسولُ الله: «رُوحُ القُدُسِ مع حسَّان ما نافحَ عن رسول الله». وأخرجه الترمذي بنحو الأولى.
27734 / 3225 – (م ه – عمرو بن الشريد بن سويد الثقفي ) عن أبيه قال: «رَدِفْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً، فقال: هل معك من شِعْر أُمَيَّةَ بن أبي الصَّلْتِ شيء؟ قلت: نعم، قال: هيهِ، فأنشَدْتُهُ بيتاً، فقال هيهِ، ثم أنشَدْتُهُ بيتاً، فقال: هيهِ، حتى أنشدته مائةَ بيْت» .
وفي رواية، قال: «استَنْشَدني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- … » وذكر نحوه. وزاد: فقال: – يعني: النبيَّ صلى الله عليه وسلم «إن كادَ لَيُسْلِمُ»، وفي أخرى «فلقد كادَ يُسْلِمُ في شِعْره». أخرجه مسلم.
27735 / 3226 – (ت) جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: «جالَسْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أكثرَ من مائةِ مَرَّة، فكان أَصحابُه يتناشَدُون الشِّعْرَ، وَيَتَذَاكَرُونَ أشياءَ من أمر الجاهلية وهو ساكت، فربما تَبَسَّمَ معهم». أخرجه الترمذي.
27736 / 3227 – (خ م د س) أبو هريرة رضي الله عنه أنَّ عمرَ «مَرَّ بحسَّانَ وهو يُنْشِدُ الشِّعْرَ في المسجد، فَلَحظَ إليه شزراً، فقال: قد كنتُ أنشِدُ فيه وفيه من هو خير منك، ثم التفت إلى أبي هريرة، فقال أنْشُدُكَ الله: أَسمعْتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أَجِبْ عنِّي، اللهمَّ أيِّدْهُ بروح القُدس؟ فقال: اللهم نعم» . أخرجه البخاري ومسلم. وأخرجه أبو داود عن ابن المسيب مرسلاً، إلى قوله: «خير منك» . وأخرجه عن ابن المسيب عن أبي هريرة، إلى قوله: «خير منك». وزاد: «فخَشِيَ أن يَرْمِيَهُ برسول الله صلى الله عليه وسلم فأجازَهُ» . وأخرجه النسائي عن ابن المسيب مرسلاً بتمامه.
27737 / 3228 – (ت س) أنس بن مالك رضي الله عنه «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة في عُمْرة القضاء وعبد الله بن رَوَاحة يمشي بين يديه، ويقول:
خلوا بني الكُفَّارِ عنْ سبيلِهِ اليوْمَ نَضْرِبكمْ على تَنزِيلِهِ
ضَرْبِاً يُزِيلَ الهَامَ عن مَقِيلِهِ وَيُذْهِلُ الخليلَ عن خَلِيلِهِ
فقال له عمر: يا ابن رَوَاحة، بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وفي حَرَمِ الله تقول الشِّعْرَ؟ فقال رسولُ الله: خلِّ عنه يا عمرُ، فَلَهِيَ أسرعُ فيهم من نَضْحِ النَّبْل» . أخرجه الترمذي والنسائي.
قال الترمذي: وقد روي في غير هذا الحديث: «أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم دخلَ مكةَ في عُمرة القضاء، وكعْبُ بن مالك بين يديه» وهذا أصح عند بعض أهل الحديث، لأن عبد الله بن رَوَاحةَ قُتِلَ يومَ مُؤتَةَ، وإنما كانت عمرة القضاء بعد ذلك.
قال الحافظ في ” الفتح ” (7 / 384) في المغازي، باب عمرة القضاء بعد نقل كلام الترمذي هذا ما لفظه: هو ذهول شديد، وغلط مردود، وما أدري كيف وقع الترمذي في ذلك مع وفور معرفته، ومع أن في قصة عمرة القضاء اختصام جعفر وأخيه علي وزيد بن حارثة في بنت حمزة، وجعفر قتل هو وزيد وابن رواحة في موطن واحد، وكيف يخفى عليه – أعني الترمذي – مثل هذا، ثم وجدت عن بعضهم أن الذي عند الترمذي من حديث أنس أن ذلك كان في فتح مكة، فإن كان كذلك اتجه اعتراضه، لكن الموجود بخط الكروخي راوي الترمذي ما تقدم، والله أعلم، وقد صححه ابن حبان من الوجهين، وعجيب من الحاكم كيف لم يستدركه مع أن الوجه الأول على شرطهما، ومن الوجه الثاني على شرط مسلم.
27738 / 3229 – (خ م) أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفَارِهِ وغلام أسودُ يقال له: أنجَشَةُ يَحْدُو، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وَيْحَكَ يا أَنجشةُ، رُوَيْدَكَ سَوقكَ بالقَوَارير».
قال أبو قِلابة: يعني النِّساءَ، وفي رواية، قال: «كان للنبيُّ صلى الله عليه وسلم حاد يقال له: أنجشة، وكان حسنَ الصَّوت، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم رُويْدَك يا أنجشةُ، لا تَكْسِر القوارير» . قال قتادة: يعني ضعَفَة النساء، أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري: قال: كانت أمُّ سُليم في الثِّقلِ، وأَنجشةُ غلامُ النبي صلى الله عليه وسلم يسوقُ بهنَّ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «يا أَنْجشُ، رويدكَ سوْقكَ بالقوارير» .
زاد مسلم: قال أبو قِلابة: «تكلَّم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بكلمةٍ لو تكلَّم بها بعضكم لَعِبْتُموها عليه» . وللبخاري أيضاً قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم في مَسِير، فحدا الحادي، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم «أرْفق يا أنجشةُ ويحك بالقوَارير».
ولمسلم بنحو الأولى، ولم يذكر «حَسَنَ الصوتَ» . وله في أخرى، قال: «كانت أم سُلَيْم مع نساءِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ويسوقُ بهن سَوَّاق، فقال نبيُّ الله – صلى الله عليه وسلم يا أنجشةُ، رويدكَ سوقَكَ بالقوارير». أخرجه البخاري ومسلم.
27739 / 3230 – (خ) الهيثم بن أبي سنان أنه سمع أبا هريرة في قصصه يذْكُرُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، يقول: «إن أخاً لكم لا يقول الرَّفثَ – يعني بذاك – ابن رواحة» قال:
أتَانَا رسولُ الله يَتْلُو كتابَهُ إذا انشَقَّ معرُوف من الفجر ساطِعُ
أَرَانا الهُدى بعد العمى، فقُلوبُنا به موقِنَات أنَّ ما قال وَاقِعُ
يَبِيتُ يُجافي جَنْبَهُ عن فِرَاشِهِ إذا استثْقَلَتْ بالكافِرين المضاجعُ
أخرجه البخاري.