قال البخاري: وقال الزهري، عن عروة: كانت على رأس ستة أشهر من وقعة بدر قبل أُحد.
21060 / 6053 – (د) عبد الرحمن بن كعب بن مالك – رضي الله عنهما – عن رجل من أصحاب رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: «أن كفار قريش كتبوا إلى ابن أُبيّ، وإلى جميع مَن كان عنده من عَبَدة الأوثان بالمدينة من الأوس والخزرج، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومئذ بالمدينة قبل وقعة بدر. يقولون: إنكم آوَيْتُمْ الصُّبَاةَ – وفي رواية: صاحِبَنَا – وإنا نُقْسِمُ باللاتَ والعُزَى: لَتَقْتُلُنَّه، أو لتُخْرِجُنَّه، أو لَنَسِيرَنَّ إليكم بأجمعنا، حتى نقتُلَ مقاتِلَتَكم، ونستبيح ذَرارِيَكُم – وفي رواية نساءَكم – فلما بلغ ذلك عبد الله وكُلَّ مَن كان لم يسلم من الأوس والخزرج: أجمعوا على قتال من أسلم منهم، وعلى قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كان معه، وأَجْمَعَ المسلمونَ منهم لقتالهم، فجاءهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: قد بلغ وعيد قريش منكم المبَالِغَ، ما كانت قريش تَكيدُكم بأكثر مما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم، تُريدون أن تقاتلوا أبناءكم وإخوانكم، فلما سمعوا ذلك من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم تفرَّقوا، فبلغ ذلك كفارَ قريش، ثم كانت وقعةُ بدر، فكتبت كفار قريش إلى اليهود: إنكم أهلُ الحلقَةِ والحصون، فَلتُقاتلنَّ صاحبَنا، أو لَيَكوننَّ بيننا وبينكم أمر، فلما بلغ كتابُهم إليهم: اجتمعت بنو النضير على الغَدْر، فأرسلوا إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أن اخرُجْ إلينا في ثلاثين من أصحابك، ويخرج منا ثلاثون حَبْراً، فنلتقي بمكان مَنْصف، فيسمعون منك، فإن صدقوك وآمنوا بك: آمنَّا أجمعون، فأعلمه جبريل بكيدهم، فغدا عليهم بالكتائب فحصرهم ، فقال: إنكم والله لا تأمَنون عندي إلا بعهد تُعاهدونني عليه، فأبوا أن يعطوه عهداً، فقاتلهم يومهم ذلك، ثم غدا من الغد على بني قُريظة بالكتائب، وترك بني النضير، ودعاهم إلى أن يعاهدوه، فعاهدوه، فانصرف عنهم، وغدا على بني النضير بالكتائب، فقاتلهم حتى نزلوا على الجلاء، فَجَلَتْ بنو النضير، واحتملوا ما أقلَّت الإبلُ من أمتعتهم، وأبواب بيوتهم وخَشَبِها، فكان نخلُ بني النضير لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم خاصة، أعطاه الله إياها، وخصه بها، فقال: {ومَا أفَاءَ اللهُ على رسُولِهِ مِنْهم فَما أَوْجَفْتُمْ عليه مِن خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ} الحشر: 6 يقول: بغير قتال، فأعطى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم منها للمهاجرين، وقَسَمها بينهم وقسم منها لرجلين من الأنصار، كانا ذوي حاجة، ولم يقسم لأحد من الأنصار منهما غيرهما، وبقي منها صدقةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم التي هي في أيدي بني فاطمة». أخرجه أبو داود.
21061 / 6054 – (خ م ت د ه – عبد الله بن عمر رضي الله عنهما )«أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم حرَّقَ نخلَ بني النضير وقطع، وهي البُوَيْرَةُ، قال: ولها يقول حسان بن ثابت:
وهانَ على سَرَاة بني لُؤيّ حريقٌ بالبُوَيْرةِ مُسْتَطِيرُ
زاد في رواية قال: فأجابه أبو سفيان بن الحارث:
أدام الله ذلك من صَنيع وحرَّق في نواحيها السعيرُ
ستعلمُ أيُّنا منها بِنُزْه وتعلمُ أيَّ أرْضِينا تَضِيرُ» .
أخرجه البخاري، وله ولمسلم «أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قطع نخلَ بني النَّضير، وحرّق – زاد في رواية: ولها يقول حسّان:
وهان على سَرَاة بني حريقٌ بالبُوَيْرَةِ مُسْتَطيرُ
وفي ذلك نزلت {مَا قَطَعْتُم من لِينَةٍ أوْ تَرَكْتُموهَا قَائِمَةً على أُصُولِهَا فَبِإذْنِ الله} الحشر: 5 » . وأخرجها ابن ماجه إلى قوله ( مستطير ) وقال: ( شاعرهم ) بدل ( حسان ).
وفي أخرى: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم حرّق نخل بني النضير، وقطع، وهي البُويرةُ، قال: فأنزل الله عز وجل {ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله ولِيُخْزِيَ الفَاسِقين} ». وهي رواية لابن ماجه ثانية.
ولمسلم قال: «حرَّق رسولُ الله صلى الله عليه وسلم نخل بني النضير» .
وأخرج أبو داود والترمذي الرواية الثالثة.
وقد تقدم هذا الحديث قبل في التفسير من سورة الحشر.
21062 / 6055 – (د) بنت محيصة عن أبيها – رضي الله عنهما – أنه لما أعلم الله رسوله صلى الله عليه وسلم بما هَمَّتْ به اليهودُ من الغَدْر، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ ظَفَرتم به من رجال يهودَ فاقتلوه، قالت: فَوثَب مُحَيِّصَةُ على شَيْبةَ – رجل من تجار اليهود، وكان يُلابسهم – فقتله، قالت: وكان عمِّي حُويصة إذ ذاك لم يسلم، وكان أسَنَّ من أبي، فجعل حُويصة يضربَه ويقول: أي عدوَّ الله، أما والله لَرُبَّ شحم في بطنك من ماله، قالت، فقال له: إني قتلتُه لأنه أمرني بذلك مَن لو أمرني بقتلك ما تركتُك، فأسلم عمي عند ذلك» .
أخرج أبو داود منه قوله: «قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم … إلى قوله: من ماله».
إجْلاء يهود المدينة
21063 / 6056 – (خ م د) عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال: «حاربت النضيرُ وقُريظةُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فأجلى بني النضير، وأقرَّ قريظةَ، ومَنَّ عليهم، حتى حاربت قريظةُ بعد ذلك، فقتل رجالَهم وقسم نساءهم وأموالهم وأولادهم بين المسلمين، إلا بعضهم، لَحِقُوا بالنبي صلى الله عليه وسلم، فآمنهم وأسلموا، وأجْلَى يهودَ المدينة كلَّهم: بني قَيْنُقاع – وهم رَهْط عبد الله بن سَلاَم – ويهودَ بني حارثة، وكلَّ يهودي كان بالمدينة». أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود.
21064 / 6057 – (خ م د) أبو هريرة – رضي الله عنه – قال: «بينما نحن في المسجد يوماً: خرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: انطلقوا إلى اليهود، فأتاهم، فقال: أسْلِمُوا تَسْلَمُوا، فقالوا: قد بَلَّغتَ، فقال: ذلك أريدُ، أسلموا تَسلمَوا: فقالوا: قد بلَّغتَ يا أبا القاسم، فقال لهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ذلك أريدُ، ثم قالها الثالثة، ثم قال: اعلموا أن الأرض لله ولرسوله، وأني أريد: أن أجلِيَكُم من هذه الأرض، فمن يجدْ منكم بماله شيئاً فليَبِعه، وإلا فاعلموا أن الأرض لله ولرسوله» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود.
21065 / 6058 – () عمرو بن أمية – رضي الله عنه -قال : «كتب عامر بنُ الطفيل إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: قد قَتلتَ رجلين لهما منك جِوار، فابعث بديتهما، فانطلق رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى قُباءَ ثم مال إلى بني النضير يستعينهم في دِيتهما، ومعه نفر من المسلمين، فاستَند إلى جدار، فكلَّمهم فقالوا: نعم، فقام أحدُهم، فَصَعِدَ على رأس الجدار ليُدَلِّيَ عليه صخرة، فأخبر جبريلُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقام، ثم اتَّبَعه المسلمون، فقال: لقد همَّت اليهود بقتلي، فقال لمحمد بن مَسْلمة: اذهب إلى اليهود، فقل: اخرجوا من المدينة، ولا تُساكنوني فيها، فأجْلاهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بعد أن أراد غير ذلك، فرغب فيهم عبد الله بن أُبيِّ بن سَلول، فوهبهم له» . أخرجه …
كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وانظر ” سيرة ابن هشام ” (3 / 199) في أمر إجلاء بني النضير، و ” مجمع الزوائد ” (6 / 128)، و ” فتح الباري ” (7 / 254).
21066 / 10125 – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: «جَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ كَلَّ أَصْحَابُهُ، وَهُوَ يَغْسِلُ رَأْسَهُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، قَدْ وَضَعْتُمْ أَسْلِحَتَكُمْ وَمَا وَضَعَتِ الْمَلَائِكَةُ بَعْدُ أَوْزَارَهَا، فَكَفَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ قَبْلَ أَنْ يَفْرَغَ مِنْ غَسْلِهِ، فَأَتَوُا النَّضِيرَ، فَفَتَحَ اللَّهُ لَهُ».
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ نُعَيْمُ بْنُ حِبَّانَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَقَدْ وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَقَالَ: يُخْطِئُ.
21067 / ز – عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَتْ غَزْوَةُ بَنِي النَّضِيرِ وَهُمْ طَائِفَةٌ مِنَ الْيَهُودِ عَلَى رَأْسِ سِتَّةِ أَشْهُرٍ مِنْ وَقْعَةِ بَدْرٍ وَكَانَ مَنْزِلُهُمْ وَنَخْلُهُمْ بِنَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ، فَحَاصَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَزَلُوا عَلَى الْجَلَاءِ، وَعَلَى أَنَّ لَهُمُ مَا أَقَلَّتِ الْإِبِلُ مِنَ الْأَمْتِعَةِ وَالْأَمْوَالِ إِلَّا الْحَلْقَةَ، يَعْنِي السِّلَاحَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} إِلَى قَوْلِهِ {لَأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا} [الحشر: 2] فَقَاتَلَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى صَالَحَهُمْ عَلَى الْجَلَاءِ، فَأَجْلَاهُمْ إِلَى الشَّامِ وَكَانُوا مِنْ سِبْطٍ لَمْ يُصِبْهُمْ جَلَاءٌ فِيمَا خَلَا وَكَانَ اللَّهُ قَدْ كَتَبَ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ وَلَوْلَا ذَلِكَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا بِالْقَتْلِ وَالسَّبْيِ، وَأَمَّا قَوْلُهُ {لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} [الحشر: 2] فَكَانَ جَلَاؤُهُمْ ذَلِكَ أَوَّلَ حَشْرٍ فِي الدُّنْيَا إِلَى الشَّامِ.
أخرجه الحاكم في المستدرك (3850).