8664 / 4326 – (د ت ه – نافع أبو غالب رحمه الله ): قال: «كنتُ في سكَّة المِرْبَدِ فمرَّتْ جنازة ومعها ناس كثير، قالوا: جنازةُ عبدِ الله بن عُمَيْر، فتبعتُها، فَإِذا أنا برجل عليه كِساء رقيق على بُرَيذِينَة، وعلى رأسه خرقة تَقِيْهِ من الشمس، فقلتُ: من هذا الدِّهقان؟ فقيل: هذا أنسُ بن مالك، فلما وُضِعت الجنازةُ قام أنس فصلَّى عليها، وأنا خَلفَهُ، لا يَحُول بيني وبينه شيء، فقام عند رأسه، وكبَّرَ أربع تكبيرات، لم يُطِل، ولم يُسْرِعْ، ثم ذهب فقعد، فقيل: يا أَبا حمزة، المرأةُ الأنصاريةُ، فقرَّبُوها وعليها نَعْش أخضر، فقام عند عَجيزتها، فصلى عليها نحو صلاته على الرجل، ثم جلس، فقال له العلاءُ بنُ زياد: يا أبا حمزة، أهكذا كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي على الجنازة كصلاتك هذه: يكبِّر عليها أربعاً، ويقوم عند رأس الرجل، وعجيزة المرأة؟ قال: نعم، قال: يا أبا حمزة، غزوتَ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، غزَوْتُ معه حُنَيناً، فخرج المشركون، فحملوا علينا، حتى رأَينا خَيْلنا وراءَ ظهورنا، وفي القوم رجل يحمل علينا، فيذُقُّنَا ويَحْطِمُنا، فهزمهم الله، وجعل يُجاءُ بهم، فيُبايِعُونه على الإسلامِ، فقال رجل من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم: إِن عَلَيَّ نذراً إِنْ جاء اللهُ بالرجلِ الذي كانَ منذُ اليومَ يَحطِمُنا لأضرِبنَّ عُنقَه، فسكتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وجِيءَ بالرجل، فلما رأى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: يا رسولَ الله تبتُ إِلى الله، فأمسكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عنه لا يُبايعُه، لِيَفيَ الآخَرُ بِنَذْره، قال: فجعلَ الرجلُ يتصدَّى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليأمُرَه بقتله، وجعل يَهَابُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أن يقتلَه، فلما رأى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ لا يصنعُ شيئاً، بايَعه، فقال الرجل: يا رسولَ الله، نَذْري، فقال: إِني لم أُمسِك عنهُ منذُ اليومَ إِلا لِتُوفِيَ بنذرِك، قال: يا رسولَ الله، أَلا أوْمَضْتَ إِليَّ؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّهُ ليس لنبيّ أن يُومِضَ، قال أَبو غالب: ثم سألت عن صنيع أنس في قيامه عَلَى المرأة عند عَجيزتها؟ فحدَّثوني: أنه إنما كان لأنه لم تكن النُّعُوشُ، فكان الإمام يقوم حِيَال عجيزتها، يستُرها من القوم» . أخرجه أبو داود.
وفي رواية الترمذي مختصراً: قال أبو غالب: «صليتُ مع أنس بن مالك عَلَى جنازة رجل، فقامَ حِيَالَ رأسه، ثم جاؤوا بجنازة امرأة من قريش، فقالوا: يا أبا حمزة، صَلِّ عليها، فقامَ حِيالَ وَسطِ السرير، فقال له العلاءُ بنُ زياد: هكذا رأيتَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقوم على الجنازة كمقامك منها، ومقامه من الرجل مقامك منه؟ قال: نعم. فلما فرغ قال: احفظوا». وهي كرواية ابن ماجه لكنه قال في آخره: ( فأقبل علينا فقال احفظوا).
8665 / 4327 – (خ م د ت س ه – سمرة بن جندب رضي الله عنه ): قال: «لقد كنتُ على عهدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم غُلاماً، فكنتُ أحفظ عنه، فما يمنعني من القول إِلا أن هاهنا رجالاً هم أسَنُّ منِّي، وقد صليتُ وراء رسولِ الله صلى الله عليه وسلم عَلَى امرأة ماتَتْ في نِفَاسِها، فقام عليها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة عند وَسْطها» . أخرجه البخاري ومسلم.
واختصره الترمذي قال: «إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى على امرأة، فقام وَسطها» .
وفي رواية أبي داود قال: «صليتُ وراء النبيِّ صلى الله عليه وسلم على امرأة ماتت في نِفَاسِها، فقام عليها للصلاة وسطها» .
وفي رواية لمسلم والنسائي: «صلَّيتُ خلفَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يوم صلَّى على أُمِّ كعب الأَنصاريةِ، ماتت وكانت نفساءَ، فقام عند وسطها». ولفظ ابن ماجه قال: ( صلى على امرأة ماتت في نفاسها فقام وسطها ).