20841 / 8715 – (خ م د س هـ) أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: «قَدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المدينةَ، فنزل في عُلْوِ المدينة، في حَيّ يقال لهم: بنو عمرو بن عوف فأقام فيهم أربعَ عشرةَ ليلة، ثم إنَّه أرسل إلى ملأ بني النجار، فجاؤوا مُتَقلّدين بسيوفهم، قال: فكأني أنظرُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته وأبو بكر رِدْفُهُ، ومَلأُ بني النجار حوله، حتى أَلْقَى بفناء أبي أيوب، قال: وكان يصلِي حيث أدركته الصلاة، ويصلِّي في مرابض الغنم، ثم إنه أمر بالمسجد، قال: فأرسل إلى ملأ بني النجار، فجاؤوا، فقال: يا بني النجار، ثامِنوني بحائطكم هذا، قالوا: لا واللهِ، ما نطلب ثمنه إلا إلى الله، قال أنس: فكان فيه ما أقول، كان فيه نخل، وقبورُ المشركين، وخِرَب، فأمر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالنخل فقطع، وبقبور المشركين فنُبشت، والخِرَب فسوّيت، قال: وصَفّوا النَّخل قِبْلَة، وجعلوا عِضادتيه حجارة، قال: فكانوا يَرْتجزون ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهم يقولون اللهم لا خَيْرَ إلا خيرَ الآخرة … فانْصر الأنصارَ والمهاجرة» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي.
وعند أبي داود «حَرْث» قال: وكان عبد الوارث يقول «خِرَب» .
وفي رواية للبخاري وأبي داود نحوه، وفيه: «فجعلوا ينقلون الصّخْر وهم يرتجزون.
اللهم إنَّ الخيرَ خيرُ الآخرة فاغفر للأنصارِ والمهاجره».
ولفظ ابن ماجه: كَانَ مَوْضِعُ مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبَنِي النَّجَّارِ، وَكَانَ فِيهِ نَخْلٌ، وَمَقَابِرُ لِلْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «ثَامِنُونِي بِهِ» قَالُوا: لَا نَأْخُذُ لَهُ ثَمَنًا أَبَدًا، قَالَ، فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْنِيهِ وَهُمْ يُنَاوِلُونَهُ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَلَا إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الْآخِرَهْ، فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ، وَالْمُهَاجِرَهْ» قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي قَبْلَ أَنْ يَبْنِيَ الْمَسْجِدَ حَيْثُ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ.
20842 / 8716 – (خ) عكرمة مولى ابن عباس قال: قال لي ابن عباس – رضي الله عنهما-، ولابنه عليٍّ: «انطلقا إلى أبي سعيد، فاسمعا من حديثه، فانطلقنا، فإذا هو في حائط يُصلحه، فأخذ رداءه فاحْتَبَى، ثم أنشأ يحدِّثنا حتى أتى على ذكر بناء المسجد، فقال: كُنَّا نَحْمِل لَبِنَة لَبِنَة، وعمار لَبنتين لبنتين، فرآه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فجعل ينفُضُ التراب عنه، ويقول: وَيْحَ عمار، يَدعُوهم إلى الجنة، ويَدْعُوَنه إلى النار، قال: ويقول عَمَّار: أعوذُ بالله من الفتن» . أخرجه البخاري .
وقد تقدَّم في «كتاب الفضائل» من «حرف الفاء» ذِكْر هذا الحديث، والزيادة التي فيه، فلا حاجة إلى إعادته.
وزاد رزين «وكانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَنْقُلُ اللَّبِنَ معهم ويقول:
هذا الحِمالُ لا حِمالُ خيبرٍ هذا أَبَرُّ ربِّنا وأطْهرُ
ولقيه رجل وهو يَنْقُلُ التراب، فقال: يا رسول الله، ناولني لَبِنَتك أحملها عنك، فقال: اذهبْ، فخذْ غير هذا، فلستَ بأفقرَ مني إلى الله، قال: وجاء رجل كان يحسن عَجْن الطين، وكان من حَضْرموت، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: رحم الله امرءاً أحسن صنعته، وقال له: الزم أنت هذا الشغل، فإني أراك تُحسِنه».
20843 / 8717 – (خ) أبو سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: «كان سَقْفُ المسجد من جريد النخل، فأمر عُمَرُ في خلافته ببناء المسجد وقال: أكِنَّ الناسَ من المطر، وإياك أن تُحَمِّر أَو تُصَفِّر فتفتن الناس» أخرجه البخاري في ترجمة باب.
20844 / 8718 – (خ د) عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما- قال: «كان المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مبنيّاً باللَّبِن، وسَقْفُه بالجريد، وعُمُده خَشَبُ النخل، فلم يزد فيه أبو بكر شيئاً، وزاد فيه عمر، وبناه على بنائه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم باللَّبنِ والجريد، وأعاد عُمُدَه خشباً، ثم غَيَّره عثمان وزاد فيه زيادة كثيرة، وبنى جُدُرَه بالحجارة المنقوشة والقَصَّة، وجعل عُمُده من حجارة منقوشة، وسقفه ساجاً» . أخرجه البخاري وأبو داود.
وفي رواية لأبي داود أيضاً «أنَّ مسجدَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم كان سوارِيه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من جُذُوع النخلِ، وأعلاه مُظَلَّل بجريد النخل، ثم إنها نَخِرَتْ في خلافة أبي بكر، فبناها بجذوعِ النخل وجريدِ النخل، ثم إنَّها نَخِرَت في خلافة عثمان، فبناها بالآجُرِّ، فلم تزل ثابتة حتى الآن».
20845 / 8719 – (خ م ت هـ) عثمان بن عفان – رضي الله عنه – قال: عند قول الناس فيه «حين بني مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّكم أكثرتُم، وإني سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: مَن بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة». وأخرجه ابن ماجه بلفظ: “من بنى لله مسجداً، بنى الله له مثله في الجنة”.
وفي أخرى «بنى الله له في الجنة مثله» . أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرج الترمذي المسند من الثانية فقط .
20846 / 8724 – (د) عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما- «أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم- لمَّا بَدَّن، قال له تميم الداريُّ: ألا أَتّخِذُ لك مِنْبَراً يجمع – أو يحمل – عِظامك؟ قال: بلى، قال: فاتخذَ له منبراً، مِرْقاتين» . أخرجه أبو داود.
20847 / 8725 – (خ) جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- أن امرأةَ قالت: «يا رسولَ الله ألا أجعلُ لك شيئاً تَقْعُدُ عليه؟ فإن لي غلاماً نجَّاراً، قال: إن شئتِ، فعملتِ المنبرَ» … وذكر الحديث، وقد تقدم ذِكْر المنبر في كتاب الصلاة. أخرجه البخاري.