1229/ 753/3010– عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ حَزْنٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أُبَيٍّ. فَجَاءَ رَجُلٌ. فَقَالَ: إِنِّي مَا رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو أَمْسِ فَأَخَافُ أَنْ يَكُونَ مقتُنِي فَأُحِبُّ أَنْ تَسْأَلَهُ لِي عَنْ شَيْءٍ قَالَ: اذْهَبْ انت فَاسْتَفْتِهِ أَنْتَ قَالَ: وَعَبْدُ اللَّهِ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْ فُسْطَاطِهِ بمنى إِذْ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الْفَضَاءِ فَأَتَاهُ ثُمَّ رَجَعَ: قَالَ فأَخْبَرَنَا حِينَ جَاءَ قَالَ: قُلْتُ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو أَفْتِنِي يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو أَفْتِنِي يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، قَالَ: لَا تَقُلْ بِهَذَا إِلَّا حَقًّا، وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ، وَلَا تَعْمَلْ بِهَذَا إِلَّا صَالِحًا – يَعْنِي يَدَهُ – تَدْخُلِ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ (وَلَا عَذَابٍ) قَالَ: قُلْتُ: جَوَّزْتَ فِي الْفُتْيَا، قَالَ: إِنَّكَ جِئْتَ، وَأَنَا أُرِيدُ الْكَعْبَةَ، وَقَدْ نُشِرَ بِرِدَائِي أَوْ حُلَّتِي، وَإِنْ قُلْتُ ذَلِكَ لَقَدْ أُوتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسْطُ أَمْرِهِ فَقِيلَ لَهُ: قُمْ فَجَوِّزْ، فَقَامَ فَجَوَّزَ، فَكَانَ أَجْوَزَ مَنْ قَبْلَهُ وَمَنْ بَعْدَهُ، قَالَ: قُلْتُ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ يَقْبَلُ اللَّهُ التَّوْبَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ.
عزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3010) لابن أبي شيبة. وهو في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (1/ 238)، وقال: هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ وَسَعِيدُ بْنُ إِيَاسٍ الْجَرِيرِيُّ وَإِنِ اخْتَلَطَ بِأَخَرَةٍ، فَإِنَّ إسماعيل ابن عُلَيَّةَ رَوَى عْنَهُ قْبَلَ الِاخْتِلَاطِ، وَمِنْ طَرِيقِهِ روى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ.
1230/ 754 – وَعَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ قَالَتْ: «كُنْتُ مُجَاوِرَةً أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِذَا رَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ زَوْجَهَا جَامَعَهَا فِي الْمَنَامِ، أَتَغْتَسِلُ؟ فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: تَرِبَتْ يَدَاكِ أُمَّ سُلَيْمٍ، فَضَحْتِ النِّسَاءَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحِي مِنَ الْحَقِّ، وَلَنَا أَنْ نَسْأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَّا أُشْكِلَ عَلَيْنَا خَيْرٌ مِنْ أَنْ نَكُونَ مِنْهُ عَلَى عَمْيَاءَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “تَرِبَتْ يَدَاكِ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، عَلَيْهَا الْغُسْلُ إِذَا وَجَدَتِ الْمَاءَ” فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهَلْ لِلْمَرْأَةِ مَاءٌ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “فَأَنَّى يُشْبِهُهَا وَلَدُهَا؟ هُنَّ شَقَائِقُ الرِّجَالِ».
قال الهيثميّ: رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ بِاخْتِصَارٍ، وَفِي إِسْنَادِ أَحْمَدَ انْقِطَاعٌ بَيْنَ أُمِّ سُلَيْمٍ وَإِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ. وَتَأْتِي أَحَادِيثُ مِنْ هَذَا فِي الطَّهَارَةِ وَفِي الِاحْتِلَامِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
1231/ 755 – وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَقَدْ عِشْتُ بُرْهَةً مِنْ دَهْرٍ وَإِنَّ أَحَدَنَا يُؤْتَى الْإِيمَانَ قَبْلَ الْقُرْآنِ، وَتَنْزِلُ السُّورَةُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَتَعَلَّمُ حَلَالَهَا وَحَرَامَهَا وَمَا يَنْبَغِي أَنْ يَقِفَ عِنْدَهُ مِنْهَا كَمَا تَعَلَّمُونَ أَنْتُمُ الْقُرْآنَ، ثُمَّ لَقَدْ رَأَيْتُ رِجَالًا يُؤْتَى أَحَدُهُمُ الْقُرْآنَ قَبْلَ الْإِيمَانِ، فَيَقْرَأُ مَا بَيْنَ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ إِلَى خَاتِمَتِهِ مَا يَدْرِي مَا آمِرُهُ وَلَا زَاجِرُهُ، وَمَا يَنْبَغِي أَنْ يَقِفَ عِنْدَهُ مِنْهُ، وَيَنْثُرَهُ نَثْرَ الدَّقَلِ.
قال الهيثميّ: رَوَاهُ الطّبرَانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
1232/ 756 – وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ وَأَبَا مُوسَى إِلَى الْيَمَنِ، فَقَالَ: “تَسَانَدَا وَتَطَاوَعَا، 165/1 وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا“، فَخَطَبَ النَّاسَ مُعَاذٌ، فَحَثَّهُمْ عَلَى الْإِسْلَامِ وَالتَّفَقُّهِ وَالْقُرْآنِ، وَقَالَ: أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ: إِذَا ذُكِرَ الرَّجُلُ بِخَيْرٍ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِذَا ذُكِرَ بِشَرٍّ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ».
قال الهيثميّ: رَوَاهُ الطّبرَانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ مُوَثَّقُونَ.