25182 / 8700 – (م) زيد بن ثابت – رضي الله عنه – قال: «بينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في حائط لبني النَّجار على بغلة له، ونحن معه، إذ حادَتْ به، فكادت تُلْقِيه، وإذا أقْبُرٌ ستة، أو خمسة، فقال: مِنْ يعرِفُ أصحاب هذه الأقبر؟ قال رجل: أنا، قال: فمتى ماتوا؟ قال: في الشرك، فقال: إنَّ هذه الأمةَ تُبْتَلى في قبورها، فلولا أنْ لا تَدافَنُوا لدعوتُ الله أنْ يُسْمِعَكم من عذابِ القبر الذي أسمعُ منه، ثم أقبل علينا بوجهه، فقال: تعوَّذوا بالله من عذاب القبر، قالوا: نعوذُ بالله من عذاب القبر، قال: تعوَّذوا بالله من عذاب النار، قالوا: نعوذُ بالله من عذاب النار، قال: تعوَّذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، قالوا: نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، قال: تعوذوا بالله من فتنة الدجال، قالوا: نعوذ الله من فتنة الدجال». أخرجه مسلم.
25183 / 8716 – (خ) عكرمة مولى ابن عباس قال: قال لي ابن عباس – رضي الله عنهما-، ولابنه عليٍّ: «انطلقا إلى أبي سعيد، فاسمعا من حديثه، فانطلقنا، فإذا هو في حائط يُصلحه، فأخذ رداءه فاحْتَبَى، ثم أنشأ يحدِّثنا حتى أتى على ذكر بناء المسجد، فقال: كُنَّا نَحْمِل لَبِنَة لَبِنَة، وعمار لَبنتين لبنتين، فرآه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فجعل ينفُضُ التراب عنه، ويقول: وَيْحَ عمار، يَدعُوهم إلى الجنة، ويَدْعُوَنه إلى النار، قال: ويقول عَمَّار: أعوذُ بالله من الفتن». أخرجه البخاري .
وقد تقدَّم في «كتاب الفضائل» من «حرف الفاء» ذِكْر هذا الحديث، والزيادة التي فيه، فلا حاجة إلى إعادته.
وزاد رزين «وكانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَنْقُلُ اللَّبِنَ معهم ويقول:
هذا الحِمالُ لا حِمالُ خيبرٍ هذا أَبَرُّ ربِّنا وأطْهرُ
ولقيه رجل وهو يَنْقُلُ التراب، فقال: يا رسول الله، ناولني لَبِنَتك أحملها عنك، فقال: اذهبْ، فخذْ غير هذا، فلستَ بأفقرَ مني إلى الله، قال: وجاء رجل كان يحسن عَجْن الطين، وكان من حَضْرموت، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: رحم الله امرءاً أحسن صنعته، وقال له: الزم أنت هذا الشغل، فإني أراك تُحسِنه».
25184 / 606 – (خ م ت ه – أنس بن مالك رضي الله عنه ): قال: خَطبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خُطْبة ما سمعتُ مثلَها قَطٌّ، فقال: «لو تعلمون ما أعلمُ لضَحِكتم قليلاً، ولبَكَيْتمْ كثيراً» ، قال: فَغَطَّى أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم، ولهم خنين، فقال رجل: من أبي؟ قال: فلان، فنزلت هذه الآية {لا تسأَلوا عن أشياء إن تُبْدَ لكم تسُؤْكُم} المائدة: آية 101 .
وفي رواية أخرى أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خرج حين زاغتِ الشمسُ، فصلى الظُّهْرَ، فقام على المنبر فذكر الساعةَ، وذكَرَ أَنَّ فيها أُمُوراً عظاماً، ثم قال: «من أحبَّ أن يسألَ عن شيءٍ فلْيَسألْ، فلا تسألوني عن شيءٍ إلا أخبرتُكم ما دمتُ في مَقامي، فأكثَرَ الناسُ البكاءَ، وأكثر أن يقول: سَلُوا» فقام عبدُ الله بنُ حُذافَةَ السَّهْمِيُّ، فقال: مَن أَبِي؟ فقال: أبوكَ حُذافَةُ، ثم أَكْثَرَ أنْ يقول: سَلُوني، فَبَرَكَ عمرُ على رُكبتيه، فقال: رضينا بالله ربّاً، وبالإسلام ديناً، وبمحمدٍ نبيّاً، فَسَكَتَ ثم قال: عُرِضَتْ عليَّ الجنةُ والنارُ آنفاً في عُرْض هذا الحائط، فلم أرَ كاليوم في الخير والشَّرِّ قال: ابن شهابٍ: فأخبرني عُبَيْدُ الله بنُ عبد الله بن عُتْبَةَ قال: قالت أم عبد الله بنُ حُذَافة لعبد اللهِ بْنِ حُذافَةَ: ما سمعتُ قَطُّ أَعَقَّ منك، أمِنْتَ أن تكون أُمُّكَ قَارفتْ بعضَ ما يُقارفُ أهل الجاهلية فَتَفضَحَهَا على أعين الناس؟ فقال عبد الله بن حذافة: لو ألحقَني بعبدٍ أَسودَ لَلَحِقْتُهُ.
وفي أخرى قال: بلغ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم عن أصحابه شيءٌ، فخطَبَ، فقال: «عُرِضَتْ عليَّ الجنةُ والنَّارُ، فلم أرَ كاليوم في الخير والشَّرِّ، ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيراً، قال: فما أَتَى على أصحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم يومٌ أَشدُّ منه، قال: غَطوْا رءوسهم، ولهم خنينٌ..» ، ثم ذَكَر قيامَ عمر وقولَه، وقولَ الرجل: مَنْ أَبِي؟ ونزولَ الآية.
وفي أخرى قال: سألوا النبي صلى الله عليه وسلم حتَّى أحْفَوْهُ في المسأَلِة، فصَعِد ذاتَ يومٍ المنبرَ، فقال: لا تسألوني عن شيء إلا بَيَّنْتُهُ لكم، فلما سمعوا ذلك أرَمُّوا ورَهِبُوا أن يكون بين يديْ أمْرٍ قد حَضَرَ، قال أَنس: فجعلتُ أنْظُرُ يميناً وشمالاً، فإذا كلُّ رجلٍ لافٌّ رأسَهُ في ثوبه يَبْكِي، فأنشأ رجل -كان إذا لاحَى يُدْعَى إلى غير أبيه – فقال: يا نبيَّ الله، منْ أبي؟ قال: أبوك حُذافةُ، ثم أنشأ عمر، فقال: رضينا بالله ربّاً، وبالإسلام ديناً، وبمحمدٍ رسولاً، نعوذُ بالله من الفِتن، فقال رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: «ما رأيتُ في الخير والشر كاليوم قطُّ، إني صُوِّرتْ لي الجنةُ والنارُ، حتى رأيتُهما دون الحائط» . قال قتادة: يُذكرُ هذا الحديثُ عند هذه الآية {لا تسألوا عن أشياء إنْ تُبْدَ لكم تَسُؤْكُمْ}. أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرج الترمذي منه طَرفاً يسيراً، قال: قال رجل: يا رسولَ اللهِ، منْ أبي؟ قال: أبوك فلان: فنزلت: {يا أيُّها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إنْ تُبْدَ لكم تَسُؤْكُم}. و هكذا لم يخرج ابن ماجه منه إلا قوله ( لو تعلمون . . . . لإلى . . . كثيراً ).
25185 / 11957 – عَنْ عِصْمَةَ بْنِ قَيْسٍ السُّلَمِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَنَّهُ كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ فِتْنَةِ الْمَشْرِقِ، قِيلَ لَهُ: فَكَيْفَ فِتْنَةُ الْمَغْرِبِ؟ قَالَ: ” تِلْكَ أَعْظَمُ وَأَعْظَمُ» “.
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ.
25186 / 11958 – وَفِي رِوَايَةٍ عِنْدَهُ أَيْضًا: «أَنَّهُ كَانَ يَتَعَوَّذُ فِي صِلَاتِهِ مِنْ فِتْنَةِ الْمَغْرِبِ».
وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
25187 / 11959 – وَعَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفِتْنَةِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا يَشْتَمِلُ عَلَى فِتْنَةٍ، وَلَكِنْ مَنِ اسْتَعَاذَ فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ مُضِلَّاتِهَا، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ.
قال الهيثميُّ : رواهُ الطبرانيُّ وَإِسْنَادُهُ مُنْقَطِعٌ، وَفِيهِ الْمَسْعُودِيُّ وَقَدِ اخْتَلَطَ.