17894 / 5809 – (خ م د ه – أبو هريرة رضي الله عنه ) قال: إن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «لا عدوى، ولا صفرَ، ولا هامةَ، فقال أعرابيُّ: يا رسول الله، فما بالُ إبل تكون في الرمل كأنها الظَّبَاءُ، فيأتي البَعيرُ الأجرَبُ، فيدخل فيها فيُجْرِبُها كُلَّها ؟ فقال: فَمن أَعدَى الأولَ؟».
قال البخاري: ورواه الزهريُّ عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، وسنان بن أبي سنان، وفي رواية سنان وحده، بنحو ذلك.
وفي رواية لأبي سلمة: أنه سمع أبا هريرة بعدُ يقول: قال النبيُّ – صلى الله عليه وسلم-: «لا يُورِدَنّ مُمْرِض على مُصِحّ» وأنكر أبو هريرة حديثَ الأولِ، قلنا: ألم تُحدِّثْ: أنه «لا عدوى» ؟ فَرَطن بالحبشية، قال أبو سلمة: فما رأيتُه نَسِيَ حديثاً غيرَه.
وفي رواية أخرى عن أبي سلمةَ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا عدوى» وتحدَّث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يُورِدُ مُمْرِض على مُصِحّ» . قال الزهري: قال أبو سلمة: كان أبو هريرة يحدِّث بهما كليهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم صَمَتَ أبو هريرة بعد ذلك عن قوله: «لا عدوى» وأقام على أن «لا يُورِدُ مُمرِض على مصح» قال: فقال الحارث بن أبي ذُبَاب – وهو ابن عم أبي هريرة – قد كنتُ أسمعك يا أبا هريرة تحدِّثنا مع هذا الحديث حديثاً آخرَ قد سكَتَّ عنه، كنتَ تقول: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: «لا عدوى» ؟ فأبَى أبو هريرةَ أن يعرف ذلك، وقال: «لا يورِدُ ممرِض على مصح» . فَمارَاهُ الحارث في ذلك حتى غضب أبو هريرة فَرَطن بالحبشية، فقال للحارث: أتدري ماذا قلتُ؟ قال: لا، قال أبو هريرة: إني قلت: «أتِيتَ» قال أبو سلمة: ولعَمْري، لقد كان أبو هريرة يحدِّثنا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا عدوى» فلا أدري: أَنِسي أبو هريرة، أو نَسَخَ أحَدُ القولين الآخر؟
وفي رواية أخرى قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا طيرَةَ، وخيرها الفأْلُ، قيل: يا رسول الله، وما الفأْلُ؟ قال: الكلمةُ الصالحةُ يسمعُها أحدُكم» أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا عدوى، ولا طيرَةَ، ولا هامةَ، ولا صفرَ». وله في أخرى زيادة «وفِرَّ من الْمَجْذُومِ كما تَفِرُّ من الأسد» .
ولمسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا عدوى، ولا هامةَ، ولا نَوْءَ، ولا صفرَ»
وفي أخرى «لا عدوى، ولا هامة، ولا طِيرَة، وأُحِبُّ الفألَ الصالحَ» .
وأخرج أبو داود من هذا الحديث الرواية الأولى، وأخرج نحو الرواية الثانية أخصر منها، وأخرج رواية مسلم التي فيها النَّوْءَ.
وله في أخرى: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا غُول» قال أبو داود: قال بقيَّةُ: سألت محمد بن راشد عن قوله: «ولا هام» ؟ فقال: كان أهل الجاهلية يقولون: ليس أحدٌ يموتُ فيُدَفن إلا خرج من قبره هامة، وعن قوله: «لا صفر» ؟ قال: كانوا يَسْتَشْئِمُونَ بدخول صفر، فقال النبيُّ – صلى الله عليه وسلم-: «لا صفر» قال: وسمعتُ من يقول: «هو وَجَع يأخذ في البطن، يزعمون أنه يُعْدي» . قال أبو داود: وقال مالك: كان أهل الجاهلية يُحِلُّون صُفرَ عاماً، ويُحرِّمونه عاماً، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: «لا صفر».
وفي رواية ابن ماجه ( لا يورد الممرض على المصح ).
وفي أخرى كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعجبه الفأل الفأل الحسن و يكره الطيرة).