36055 / 2786 – (د س) عبد الله بن بريدة – رحمه الله -: أن رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رحل إِلى فَضَالة بن عُبيد، وهو بمصر، فَقَدِم عليه، فقال: إِني لم آتِكَ زائراً، ولكني سمعت أنا وأَنت حديثاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم: فرجوتُ أَن يكون منه عندك عِلمٌ، قال: ما هو؟ قال: كذا وكذا، قال: فَمالي أراك شَعِثاً وأنت أميرُ الأرض؟ قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ينهانا عن كثير من الإِرْفَاه، قال: فمالي لا أرى عليكَ حِذَاء؟ قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمرنا أن نَحْتفيَ أَحياناً». هذه رواية أبي داود.
وفي رواية النسائي عن عبد الله بن شقيق، قال: كان رجل من أَصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عاملاً بمصر، فأتاه رجل من أصحابه، فإذا هو شَعِثُ الرأس، مُشْعَانٌ، قلت: مالي أَراك مُشْعَانّاً، وأَنت أَمير؟ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهانا عن الإِرْفاه، قلنا: وما الإِرفاه؟ قال: التَّرجيلُ كل يوم.
36056 / 2787 – (د ه – أبو أمامة إياس بن ثعلبة الأنصاري رضي الله عنه ) قال: «ذَكر أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً عنده الدُّنيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تسمعون، ألا تسمعون؟ إِن البَذَاذَةَ من الإِيمان، إن البذاذة من الإيمان – يعني التَّقَحُّلَ». أخرجه أبو داود.
وفي رواية ابن ماجه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْبَذَاذَةُ مِنَ الْإِيمَانِ» ، قَالَ: الْبَذَاذَةُ الْقَشَافَةُ، يَعْنِي التَّقَشُّفَ.
36057 / 2788 – () زيد بن أسلم: قال: «اسْتَقَى يوماً عمرُ بن الخطاب – رضي الله عنه فجيئ بماءٍ قد شِيبَ بعسلٍ، فقال: إِنه لَطيِّبٌ، لكني أسمع الله عز وجل نَعَى على قومٍ شَهَواتِهم، فقال: {أَذْهَبْتُم طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمْ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} الأحقاف: 20 ، فأَخاف أن تكونَ حسناتُنا عُجِّلَت لنا، فلم يَشْرَبْهُ». أَخرجه ….
كذا في الأصل والمطبوع بياض بعد قوله: أخرجه. وذكرها المنذري في ” الترغيب والترهيب ” في الزهد، باب في عيش السلف، وقال: ذكره رزين، ولم أره.
36058 / 2789 – (ت) رجل كان يخدم عبد الرحمن بن عوف: قال: «حَضَرْتُهُ أُتِيَ بطعامٍ ليلاً، وكان ظَلَّ يومه صائماً، فبكى، وقال: ذهب الأوَّلون، لم تَكْلِمْهُمُ الدنيا من حسناتهم شيئاً، وإِنا ابتُلينا بالضَّرَّاء فصبرنا ثم ابتُلينا بالسَّرَّاء فلم نَصبِرْ، وكفى لامرىءٍ من الشرِّ أن يُشارَ إِليه بالأَصابع في أَمر». أخرجه … .