29044 / 7526 – (د) عمرو بن أبي قرة – رحمه الله – قال: «كان حُذَيفةُ بالمدائن، فكان يذكر أَشياءَ قالها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لأُناس من أصحابه في الغضب فينطلق ناس ممن سمع ذلك من حذيفة، فيأتون سلمان، فيذكرون له قولَ حذيفة، فيقول سلمان: حذيفةُ أَعْلَمُ بما يقول، فيرجعون إلى حذيفة، فيقولون له: قد ذكرنا قولك لسلمان، فما صَدَّقَكَ ولا كذَّبك، فأتى حذيفةُ سلمانَ وهو في مَبْقَلة، فقال: يا سلمان، ما منعك أن تصدِّقني بما سمعتُ من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال سلمان: إِن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يغضب فيقول في الغضب لناسٍ من أصحابه، ويرضى فيقول في الرضى لناس من أصحابه، ثم قال لحذيفة: أمَا تَنْتَهي حتى تُورِثَ رجالاً حُبَّ رجال، ورجالاً بغض رجال، وحتى توقع اختلافاً وفُرقَة، ولقد علمتَ أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم خطب، فقال: أيُّما رَجُل من أُمَّتي سَبَبْتُه سَبَّة أو لَعَنْتُهُ لَعنَة في غضبي، فإنما أنا من ولد آدم أغضب كما يغضبون، وإنما بعثني رحمة للعالمين، فاجْعَلْها عليهم صلاةً يوم القيامة، والله لَتَنْتَهِيَنَّ أو لأكْتُبَنَّ إلى عمر». أخرجه أبو داود.
29045 / 8462 – (خ م) أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أتخذ عندَكَ عهداً لنْ تُخْلِفَنِيهِ، فإنما أنا بشر، فأيُّ المؤمنين آذيتُهُ، شَتَمْتُهُ، لعنْتُهُ، جَلَدْتُهُ، فاجعلها له صلاةً وزكاةً وقُربة تقرِّبه بها إليك يوم القيامة». أخرجه البخاري ومسلم.
وفي أخرى لهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم إنما أنا بَشَرٌ، أغْضَبُ كما يَغْضَبُ البشر، فأيُّما رَجُلٍ من المسلمين سبَبْتُهُ، أو لعنته، أو جلدتُه، فاجعلها له صلاةً وزكاةً، وقُربةً تقرِّبه بها إليك يوم القيامة، واجعل ذلك كفَّارة له إلى يوم القيامة».
وقد جاء هذا الحديث من طرق مختلفة اللفظ باتفاق المعنى، وفي بعضها لمسلم نحوه، إلا أنه قال: «أو جَلَدُّهُ» قال أبو الزناد: وهي لغة أبي هريرة، وإنما هي «جلدته».
29046 / 8463 – (م) جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما – قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنما أنا بشرٌ، وإني اشترطتُ على ربيِّ: أيُّ عَبْدٍ من المسلمين سَببتُه أو شتمتُه: أن يكون ذلك له زكاةً وأجراً». أخرجه مسلم.
29047 / 8464 – (م) عائشة – رضي الله عنها – قالت: «دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رَجُلانِ، فكلَّماه بشيء لا أدري ما هو، فأغْضَبَاه، فلعنَهما وسَبَّهما، فلما خرجا، قلتُ: يا رسولَ الله، لَمَنْ أصابَ من الخير شيئاً ما أصابه هذان، قال: وما ذلك؟ قلتُ: لعنتَهما وسببتَهما، قال: أوَمَا عَلِمتِ ما شارَطْتُ عليه ربي؟ قلت: لا، قال: قلتُ: اللهم إني أنا بشر، فأيُّ المسلمين سَبَبْتُه أو لَعَنْتُهُ فاجعَلْها له زكاة وأجراً». أخرجه مسلم.
29048 / 8465 – (م) أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كانت عند أمِّ سلَيم يتيمة، فرآها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أنتِ هِيَهْ؟! فقد كَبِرتِ، لا كَبِر سِنُّكِ – أو قَرْنُكِ – فرجَعَتِ اليتيمةُ إلى أُمِّ سُلَيم تبكي، فقالت لها: ما لَكِ يا بنيَّةُ؟ فقالت: دعا عليَّ نبيُّ الله أن لا يَكْبَر سِنِّي، فإذَنْ لا يكبَر سنِّي أبداً، أو قالت: قَرني، فخرجَتْ أمُّ سُلَيم مستعجلةً تَلُوث خمارها، حتى لَقِيَتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال لها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: مالَكِ يا أمَّ سُلَيم؟ فقالت: يا نبيَّ الله، دَعَوْتَ على بِنْتي فقال: وما ذلكِ يا أمَّ سليم؟ قالت: زَعَمَتْ أنك دَعَوْتَ أن لا يكبَر سِنُّها، أو قَرْنُها، فضحِكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: يا أم سليم، أما تعلَمِين شرطي على ربِّي؟ إني اشترطت على ربي، فقلت: إنما أنا بشر، أرضَى كما يَرْضَى البشر، وأغْضَبُ كما يغضب البشر، فأيُّما أحَدٍ دعوتُ عليه من أُمَّتي بدعوةٍ ليس لها بأهل، أن تجعلها له طَهوراً وزكاةً، وقُربة تقرِّبه بها يوم القيامة». أخرجه مسلم.
29049 / 13992 – عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَّخِذُ عِنْدَكَ عَهْدًا لَا تُخْلِفُنِيهِ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ آذَيْتُهُ أَوْ سَبَبْتُهُ – أَوْ قَالَ: – لَعَنْتُهُ، أَوْ جَلَدْتُهُ، فَاجْعَلْهَا لَهُ زَكَاةً وَصَلَاةً وَقُرْبَةً تُقَرِّبُهُ بِهَا إِلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
قال الهيثميّ: رواه أحمد وَأَبُو يَعْلَى وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.
29050 / 13993 – وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَفَعَ إِلَى حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ رَجُلًا وَقَالَ لَهَا: ” احْتَفِظِي بِهِ “، فَغَفَلَتْ حَفْصَةُ وَمَضَى الرَّجُلُ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: ” يَا حَفْصَةُ، مَا فَعَلَ الرَّجُلُ؟ “، قَالَتْ: غَفَلْتُ عَنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَخَرَجَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “قَطَعَ اللَّهُ يَدَكِ”، فَقَالَتْ بِيَدِهَا: هَكَذَا فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: ” مَا شَأْنُكِ يَا حَفْصَةُ؟ “، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قُلْتَ قَبْلُ لِي كَذَا وَكَذَا، قَالَ: “ضَعِي يَدَكِ، فَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي تَبَارَكَ 266/8 وَتَعَالَى أَيُّمَا إِنْسَانٍ مِنْ أُمَّتِي دَعَوْتُ عَلَيْهِ أَنْ يَجْعَلَهَا لَهُ مَغْفِرَةً».
قال الهيثميّ: رواه أحمد، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
29051 / 13994 – وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «إِنَّ أَمْدَادَ الْعَرَبِ كَثُرُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى غَمُّوهُ، وَقَامَ إِلَيْهِ الْمُهَاجِرُونَ يُفَرِّجُونَ عَنْهُ، حَتَّى قَامَ عَلَى عَتَبَةِ عَائِشَةَ فَأَرْهَقُوهُ، فَأَسْلَمَ رِدَاءَهُ فِي أَيْدِيهِمْ وَوَثَبَ عَنِ الْعَتَبَةِ فَدَخَلَ، قَالَ: ” اللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ “، قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَ الْقَوْمُ، قَالَ: ” كَلَّا -وَاللَّهِ- يَا بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، إِنِّي اشْتَرَطْتُ عَلَى رَبِّي شَرْطًا لَا خُلْفَ لَهُ، قُلْتُ: إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَضِيقُ بِمَا يَضِيقُ بِهِ الْبَشَرُ، فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ بَدَرَتْ إِلَيْهِ مِنِّي بَادِرَةٌ فَاجْعَلْهَا لَهُ كَفَّارَةً»،
قُلْتُ: لِعَائِشَةَ حَدِيثٌ فِي الصَّحِيحِ بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ.
قال الهيثميّ: رواه أحمد وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ، إِلَّا أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ لَمْ يُدْرِكْ عَائِشَةَ.
29052 / 13995 – وَعَنْ سَمُرَةَ بْنَ جُنْدُبٍ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ لَنَا: “إِنِّي أَتَغَيَّظُ عَلَيْكُمْ وَأَعْذُرُكُمْ، ثُمَّ أَدْعُو اللَّهَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ: اللَّهُمَّ مَا لَعَنْتُهُمْ أَوْ سَبَبْتُهُمْ أَوْ تَغَيَّظْتُ عَلَيْهِمْ، فَاجْعَلْهُ لَهُمْ بَرَكَةً وَرَحْمَةً وَمَغْفِرَةً وَصَلَاةً، فَإِنَّهُمْ أَهْلِي وَأَنَا لَهُمْ نَاصِحٌ”».
قال الهيثميّ: رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ.
29053 / 13996 – وَعَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اللَّهُمَّ مَنْ لَعَنْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ثُمَّ دَخَلَ فِي الْإِسْلَامِ، فَاجْعَلْ ذَلِكَ قُرْبَةً لَهُ إِلَيْكَ».
قال الهيثميّ: رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الشَّاذَكُونِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ. قُلْتُ: وَيَأْتِي حَدِيثُ حَالِ أَبِي السَّوَّارِ فِي مَنَاقِبِهِ.
29054 / 13997 – وَعَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَغْضَبُ كَمَا يَغْضَبُ الْبَشَرُ وَأَرْضَى كَمَا يَرْضَى الْبَشَرُ، فَمَنْ لَعَنْتُهُ مِنْ أَحَدٍ مِنْ أُمَّتِي فَاجْعَلْهَا لَهُ زَكَاةً وَرَحْمَةً».
قال الهيثميّ: رواهُ الطبرانيُّ وَفِيهِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
29055 / 13998 – وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خَثَيَمٍ قَالَ: «دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، فَوَجَدْتُهُ طَيِّبَ النَّفْسِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا الطُّفَيْلِ، أَخْبِرْنِي عَنِ النَّفَرِ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهَمَّ أَنْ يُخْبِرَنِي، فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ سَوْدَةُ: مَهْ يَا أَبَا الطُّفَيْلِ، أَمَا بَلَغَكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “اللَّهُمَّ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّمَا عَبْدٍ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ دَعَوْتُ عَلَيْهِ بِدَعْوَةٍ فَاجْعَلْهَا لَهُ زَكَاةً وَرَحْمَةً”».
قال الهيثميّ: رواهُ الطبرانيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَاللَّفْظُ لَهُ، وَأَحْمَدُ بِنَحْوِهِ وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.