18075 / 3077 – (خ م ه – عائشة رضي الله عنها ) قالت: «سُحِر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى إنه لَيُخَيَّلُ إليه فعلَ الشيءَ وما فعلَه، حتى إذا كان ذاتَ يوم وهو عندي، دَعَا الله ودعاهُ، ثم قال: أشَعَرْتِ يا عائشةُ، أن الله قد أفتاني فيما استَفْتَيتُه فيه؟ قلت: وما ذاك يا رسولَ الله؟ فقال: جاءني رجلان، فجلس أحدُهما عند رأُسي، والآخرُ عند رجليَّ، ثم قال أَحدهما لصاحبه: ما وَجَعُ الرَّجُلِ؟ قال: مطبوب، قال: ومن طَبَّهُ؟ قال: لَبيدُ بن الأَعصم اليهودي من بني زُريق، قال: فيماذا؟ قال: في مُشط ومُشاطَة، وجُفِّ طلْعَة ذكَر، قال: فأين هو؟ قال: في بئر ذي أروَان – ومن الرُّواة مَن قال: في بئر ذرْوان، قال: وذرْوَان: بئْر في بني زُرَيق – فذهب النبيُّ صلى الله عليه وسلم في أُناس من أصحابه إلى البِئْرِ فنظرَ إليها، وعليها نَخْل، قال: ثم رجع إلى عائشةَ، فقال: والله لكأنَّ ماءها نُقاعةُ الحنَّاءِ، ولكأنَّ نَخْلَهَا رُؤُوسُ الشياطينِ، قلت: يا رسول الله أفأخرجته؟ قال: لا أَمّا أنا فقد عافاني الله وشفاني، وخشيتُ أن أَثَوِّرَ على الناس منه شرَّاً، وأمر بها فدُفِنتْ» .
وفي رواية نحوه، وفيه: «في مُشْط ومُشاقة» قال البخاري يقال المُشاطة ما يخرج من الشَّعر إذا مُشِطَ، ومُشاقة من مُشاقة الكَتَّان، أخرجه البخاري ومسلم.
وفي أخرى للبخاري، وفيها «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سُحِر، حتى كان يُرى أنه يأتي النِّساءَ ولا يأْتِيهنَّ» قال سفيان: وهذا أَشدُّ ما يكون من السِّحر إذا كان كذا. وفيه «قال: ومن طَبَّةُ؟ قال: لبيد بن الأعصم – رجل من بني زُريق حَليف ليهود، وكان مُنافِقاً – قال: وفيمَ؟ قال: في مُشط ومُشاقة، قال: وأينَ؟ قال: في جفِّ طلعةِ ذَكر، تحت راعُوفة في بِئْر ذَروان. قال: فأتَى البئرَ، حتى استَخرجَهُ، وقال: هذا البئر التي أُريتُها» .
وفي أخرى، قالت: «فقلت: يا رسول الله أفلا أَحرقتَه؟ قال: لا، أَما أنا فقد عافاني الله وكرهت أَن أُثيرَ على الناس شَراً، فأمرتُ بها فدُفِنتْ» .
وفي أخرى لهما مختصراً: «أن النبي صلى الله عليه وسلم سُحر، حتى كان يُخيَّلُ إليه أنه يصنعُ الشَّيءَ، ولم يصنعه».
ورواية ابن ماجه بنحو الرواية الأولى لكن قال: ( أفأحرقته ) بدل ( أفأخرجته ).
18076 / 3078 – (س) زيد بن أرقم – رضي الله عنه – قال: «سَحرَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود، فاشتَكى لذلك أياماً فأتاه جبريل فقال: إن رجلاً من اليهود سحرَكَ، عقد لك عقدا في بئرِ كذا وكذا، فأرسل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فاستخرجها فحلَّها، فقام رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- كأنما أُنشِطَ من عِقال، فما ذَكر ذلك لذلك اليهوديَّ، ولا رآه في وجهه قطُّ» أخرجه النسائي.